اخر الاخبار

هذا شعار ومبدأ تعلمناه في الرياضة منذ ان مارسنا الرياضة وعشقنا ألعابها ومسابقاتها ومنافساتها وكان معلمونا الأوائل ومدربونا السابقون (رحمهم الله) قد غرسوا في نفوسنا هذه البذرة الصالحة وقد اينعت مع الأيام وتحولت إلى سلوك دائم وتصرفات صادقة، ومع تطور الأيام والسنين وتغير الأحوال وجدنا أن البعض من أهل الرياضة نسوا وتناسوا ما زرعه القدماء من الرياضيين من قيمها وبدأ يتصرف على هواه وكما يشتهي، وهذا ما نلاحظه  هذه الأيام فالجمهور المتعصب يريد الفوز فقط واللاعبون يسعون لتحقيق أهدافهم وبكل الطرق والأساليب والمدربون (المربون) يفقدون أعصابهم ويعكسونها على لاعبيهم وجمهورهم، وبهذا يحصل الهرج والمرج في الميدان. أما البرامج الرياضية التلفزيونية فأنها (تصنع من الحبة كبة)! وتصور الأمور بأبشع صورها والاخطاء بأعظم اشكالها وعلى المتلقي ان يستمع ويشاهد الكثير من الحقائق مقلوبة ومعكوسة، وهنا يحق لنا ان نتساءل أين شعار الرياضة الذي تعلمناه أيام زمان وتربينا على أساسه ولقنا أنفسنا والاجيال اللاحقة عليه وهو (الرياضة.. حب وطاعة واحترام).

إن ما تعلمناه هل صار شيئاً من الماضي وهل تحول إلى تراث وأثر بعد عين؟ هذا جهد مطلوب من كل الجهات المعنية الرسمية والشعبية لأنها سلوكيات مجتمعية مطلوب العمل والسعي من أجل الحفاظ عليها وتنميتها وزرعها في نفوس الشبيبة وتجديد الحياة في اغصانها، وهذا العمل لا يخص جهة بعينها وانما الجميع مسؤول عن ذلك فالعائلة أولا والمدرسة واداراتها والنادي الرياضي ومنتدى الشباب والجامعة ومنظمات المجتمع المدني والأحزاب السياسية والنقابات وغيرها، وكل هذه الجهات لها الدور الفاعل والأساس في بناء صرح وقيم الرياضة وانجازاتها. أما ان نترك هذه المسؤوليات على حالها وأن ننسى واجباتنا في حماية المجتمع والعمل من اجل تطويره للصدفة والفوضى فهذا الخطر يهدد كل افراد المجتمع ويؤسس إلى فوضى عارمة لا يسلم منها صغير او كبير، ومن أجل مساهمة الجميع يتحمل المسؤولية نقول إن الدعوة (لميثاق الشرف الإعلامي) هو مبدأ أخلاقي وانساني بعيد عن المصالح الذاتية ويدعم التوجهات الوطنية بعيداً عن المصالح الطائفية والحزبية الضيقة ويدعم التوجهات الأخلاقية التي تساهم في بناء الوطن والدفاع عنه بعيداً عن ضيق الأفق والمصالح الضيقة.

إن ما يحصل وحصل في القطاع الرياضي من مشاكل ومطبات واخفاقات وفشل هو خسارة للوطن ورياضته. فهل يصح ان تبقى رياضتنا في المواقع الأخيرة بالنسبة للقارة الآسيوية والعالم بينما نحن كنا في الصفوف الأولى لرياضة القارة، وكان العراق في مقدمة بلدان آسيا التي حققت الميدالية الأولمبية في أولمبياد روما عام 1960 بينما الكثير من البلدان الآسيوية كانت تغط في سبات عميق، إننا سبقنا الكثير من بلدان القارة في المجال الرياضي. فما هو حالنا؟ وأين صرنا؟ لقد تجاوزتنا الكثير من بلدان المنطقة والقارة لأننا مشغولون بخلافاتنا ومشاكلنا ولا مجال لنا بحلها، وهذا لا يتحقق إلا بجهودنا ومعرفتنا وسعينا لحلها. عندها سنجد أنفسنا قادرين على تجاوز الوضع الحالي وتوفير الظروف لرياضة ناضجة وقادرة على تحقيق الإنجازات والتقدم الرياضي والمزيد من النجاحات.