يقال: “قد تلف العالم بحثا عن زهرة هي في حديقة منزلك”. وينطبق هذا المثل على مسعى شابين من خريجي الإعلام، جُلّ طموحهما البحث عن الغريب والمثير في العالم وتصويره فوتوغرافيا. فما كان منهما إلا التوجه نحو الأماكن السياحية غير المكتشفة في العراق، متجشمين عناء السفر بمفردهما نحو الصحاري والبراري والغابات في كردستان، مسجلين ما تقع عليه عيونهما من غرائب طبيعية ، وتدوين ملاحظات عنها .. استعانا بوسائل التواصل الاجتماعي ونشرا ابرز محطات تصويرهما مما أثار إعجابا لافتا من متابعينهما، متوجهين اليهما بالسؤال: “ وين هاي المناطق”؟ ..
أشعل هذا الاستفسار عن المناطق ومعلوماتها، فكرة زيارتها مرات أخرى والبحث عن إمكانية تنظيم رحلات سياحية اليها.
وهكذا أينع مشروعهما السياحي والعلمي في الوقت نفسه، لما يحققه من معلومات جغرافية وسياحية عن تلك الأماكن، حتى أصبح حقيقة بل جزءا من مهنتهما إلى جانب تواصل عملهما الإعلامي.
يحدثني السيد علاء عودة عن مهنتهما الجديدة التي بدأت منذ عامين، وعن تركيزهما على ابرز المناطق السياحية غير المعروفة تماما في العراق، مسجلا خارطة سياحية مميزة بدءا من البصرة حتى دهوك والسليمانية. إذ يقول: بدأنا باستكشاف وتصوير آثار البصرة القديمة وفي منطقة الزبير تحديدا، ثم توجهنا نحو كاسر الأمواج في الفاو، وجبل سنام على الحدود العراقية الكويتية، والذي كان مغلقا بسبب وجود الألغام .
في العمارة قصدنا الكنائس القديمة مثل كنيسة “ أم الأحزان “ في منطقة المحمودية و التي يعود تاريخها للعام 1880 وتعد من أقدم الكنائس. بعدها زرنا جزيرة الطيب على الحدود العراقية الإيرانية والتي أبهرتنا بجغرافية تلالها وجبالها وعيون الماء فيها، فضلا عن كونها محمية طبيعية لأنواع الغزلان والطيور المهاجرة المعرضة للصيد الجائر للأسف. وزرنا حقول نفط “ أبو غرب” في قضاء المشرح . هذا إلى جانب تمتعنا بزيارة مساحات شاسعة من الأهوار، أشهرها هور” أم نعاج” .
في الناصرية قصدنا الأهوار الوسطى، وزقورة أور وآثار منطقة “ لارسا” التي لم تزل فيها بعثات التنقيب الأثرية، وغالبا ما تكون مغلقة.. وفي الديوانية قصدنا مساحات أخرى من الأهوار، وزقورة العاصمة الدينية للبابليين في مدينة” نُفَّر” وفيها أجزاء غير منقبة حتى اليوم مثل منطقة “ تل دريهم” .
في واسط زرنا بوابة واسط الأثرية التي بنيت في عهد المعتصم العباسي، ثم توجهنا الى احدى المدن السومرية التي أخضعت أخيرا للترميم وهي منطقة “ تل البقرات” ، بالإضافة لزيارة هور “الدلمج” الجميل.
في النجف زرنا منطقة “ كهوف الطارات” التي أكسبتها عوامل التعرية والمياه تشكيلات صخرية مذهلة، ثم توجهنا إلى الخانات القديمة التي كانت بمثابة فنادق للمسافرين، مثل خان الربع وخان النص. وفي بابل زرنا آثار المدينة التاريخية، وبرج بورسيبا أو نمرود ، وكيش..
(في الأسبوع المقبل ونظرا لضيق المكان هنا، سنواصل التعريف برحلات “وين؟” السياحية في بقية مناطق العراق.)