اخر الاخبار

فتيةٌ آمنوا بحُبِّ العراق

فزادهمُ الشعبُ حُبّا ونجوى

واعتلوا صهوةَ المجدِ الأشم..

تشرينيون

والنصرُ قابَ خطوتينِ او أدنى

 من “صفاء السراي” الينا..

وشبيبةٌ حرّكوا ما في الروحِ

من وعي و إباء

أملٌ سرى في خافقاتِ النجاة

وعرّجَ يلوي عُنقَ الطغاة

خرجت طفلةٌ جذلى

رسمت لوحةَ الفجرِ الموعود

برمشِ براءتها النديّة

فاستهزأ بها السافلُ المحتقر..

وارتمى الحمارُ في الحُفر

فمَن يخرجُهُ من مُستنقعِ الرذيلة،

ويركبُ ظهرَه المترنّحَ بين الصخور

وريحِ الشماتةِ سوى القمامةِ والعفن ؟

ايتها الذيول

كفى تطويلا وتطبيلا لذيولِكم

فما عادت تهشُّ عن عوراتكم

جناحَ ذبابة..

اذ تقودكم الحبالُ والطبول.

هو الفرقُ اِذن بين الفتيةِ والذيول

اكبر مما بين السماءِ والارض

واكبر مما بين العالَمِ المرئيّ والعالَمِ السفلي..

تشرينيون لم يكن لهم كفواً أبد..

.. تشرينُ نقيّة

تشرينُ بهيّة

تشرينُ صفعةٌ على رؤوسِ الدعيّة

تشرينُ بحرٌ يجري بلا وحي اِله

تشرينُ دمعةُ مطمورةٌ

في أعينِ  الثكالى واليتامى،

وبسمةُ الأعيادِ والحنين،

وحليبٌ طاهرٌ من مجدليّة

تشرينُ صرخةٌ ميلادِ كلِّ القضيّة

تشرينُ لا تُرتقى

من تيّارٍ يركبُ أشرعةَ السائرين

ليحرِفَ البوصلة

نحو مرفأ الخائبين..

وشهوةُ القتلة

تتناثرُ في عمقِ الوجوهِ و الرؤوسْ

دخاناً عبوسْ

   ورصاصَ حقدٍ ضروسْ..

وأسفلُ الجسرِ كان “ اليماخو “

يزمجرُ هائجاً بخوارِ الجهلة

يعقرُ المسعفاتِ بالتهمِ الجاهزة

وهنَّ العفيفاتُ كالياسمين..!

“الطبيبةُ سيلين

و بشرى زاجلةُ الطيبين

وسميرةُ إذ تسجرُ تنّورَها بالدعاء

 تصفّدُ أرغفةَ الوفاء

و منيرة أُمُّ ياسر الشهيد،

و إيمي المخطوفةُ العذراء

وزهراء،

والباقياتُ الصالحاتُ من بغداد

وأُمُّ البرتقالِ  والحدباء..

و ريهام يعقوب” الغزيرةُ الملحِ في الفيحاء..

~~~~~~

أشعَلوا الشموع

قرأوا سورةَ العراق

ورتَّلوا المحبةَ والسلامَ بشفاهِ الورود

الراسمون على الأسيجةِ الكالحةِ

بهاءَ الجمالِ وحُمرَ الخدود

فأولئك الفتيةُ يقودُهم الوعيُ والعقول

يتقاسمون الخبزَ والماءَ

والورقَ المتورّدَ في الصدور

 بالكلماتِ الدرر..

وقصائدهمُ تفضحُ الساقطين

تلعنُ القتلةَ السافلين..

وأسئلتهم فجّرَها الانتظارُ واستواءُ الحنين

لا بيت ولا مأوىً لهم سوى العراق

لا صوت لهم سوى العراق

لا قائد لهم سوى العراق

ولا يريدون سوى العراق

حُرٌّ آمنٌ سعيدٌ

بلا دجلٍ  وبلا نفاقْ..

~~~~~~~~~

المتغربون في البلاد

الراضعون نهدَ فتنتها

الراشفون شهدَ اهدابها

المورقون زيتونا ولبلابا

في حدقاتِ البيوت

الوارفون ظلالا على أحزانها النازفة

العازفون نشيدها الروحي

هم نبعُ الحياة، وتغريدُ البلاد.

خُلاصةُ التكوينِ ، وامتدادٌ لحرفين

من اقصا الجنوب الى رأس النهرين

 المنسكبون من قارورةِ الأعماق

تنثالُ للساحاتِ إحتجاجا بهيجا

يشمّون سمَّ الدخانِ رضابا وافتخارا

والطلقاتُ تُفنى بأجسادِهم العارية..

تهوي عليهم ؛ تشتهي 

أن لا تُبقي لهم من باقية

 وتعلمُ أنهم في الأصلابِ أفواجا جارية !

بل ليسوا احتراقَ حطب

أو هشيما تذروهُ رياحُ الشغَب !

البارقون من أباريقِ الغضب

النافرون حفيفاً كالغصون..

والعالقون على بوّابة الإصرار

والجَبلِ المُستلب

لحناً مُقدّساً يصدحُ بصوتِ الوطن

يلقمُ الصابرين حلاوةَ الكفاحِ والفصول 

في الشوارع

في الساحات

في الخيمِ النشوى بوصايا الشهداء

فكلُّ مكائدِ الغدرِ

 عاويةٌ بالفتنِ العاهرة

تنهشُ لحمَ بريقِ الثائرة

لكنما

.. سيولدُ من رحمِ تشرين الصابرة

وليدٌ دمثٌ مشوبٌ بالحذر

لا يبقي مَن بها كفر.،

وسلامُهُ رفيفُ عَلَمٍ للفاتحين..،

… ومقبرةٌ

تنتظرُ السادرين بغيّ الذلّ

في أوانها المنتظر.

.. ولنا الأوّلُ والأُخرُ ..

قمرٌ

يشحذُ نورَهُ السرمديَّ المُبين

في العراق الأغر.. !

عرض مقالات: