نظمت “مؤسسة نخيل عراقي” الثقافية، السبت الماضي، جلسة استذكار للناقد والصحفي الراحل عدنان منشد، في مناسبة مرور عام على رحيله.

الجلسة التي حضرها ذوو الفقيد وجمع من الأدباء والمثقفين والإعلاميين، قدم فيها عدد من النقاد مداخلات نقدية عن منجز الفقيد وروايته الصادرة بعد رحيله “الدولفين”، التي أنجزها كمسودة في السنة الأخيرة من حياته، وقام بمراجعتها وإعدادها للنشر، بعد ذلك، صديقه ورفيق مشواره الثقافي الطويل الروائي جهاد مجيد.

القاص حسين رشيد أدار الجلسة واستهلها بالقول أن “الفقيد كان قريبا من الجميع. وهو أحد أعمدة الصحافة العراقية، وقد ترك إرثا كبيرا من الكتابات في المسرح والفن، والتحقيقات الصحفية التي تعبر عن هموم الناس”.

بعدها قرأ الشاعر عدنان الفضلي مقالا للروائي جهاد مجيد عنوانه “عدنان فتى الأزمان” (نشرته “طريق الشعب” في عددها السابق)، يتناول فيه الأبعاد الإنسانية التي كان يتحلى بها الراحل منشد، فضلا عن مشواره الثقافي الطويل، واصفا إياه بـ “فتى العهود المتقدمة، وفتى الأزمان الذي قارع النظام الدكتاتوري بصبر لا يلين، عبر اشتغالاته المسرحية وكتاباته القصصية”. 

وكانت للناقد فاضل ثامر مساهمة في الجلسة، إذ تحدث عن بداية معرفته بالفقيد، ابان سبعينيات القرن الماضي، مبينا أنه كان بمنتهى النشاط في ممارسة اشتغالاته الفنية والإخراجية والكتابية.

ثم عرّج على روايته “الدولفين”، موضحا انها تنتمي لعوالم الكوميديا السوداء، وتكشف عن عالم مظلم ودموي.

وألقى ثامر الضوء على أحداث الرواية، وبطلها المكنى بـ “الدولفين”، وهو بروفيسور في البيولوجيا يضع خبراته في خدمة عصابات القتل، للتخلص من جثث الضحايا بإذابتها في محاليل قوية، وصرفها بعد ذلك في دورات المياه. فيما لفت إلى أن الروائي استطاع في ختام روايته تحقيق معادلة العدالة القدرية حينما تلقى الاشرار في النهاية مصير الضحايا نفسه.  

وتحدثت عن الرواية أيضا، الناقدة د. نادية هناوي، وقالت عنها انها “بصمة مهمة في تاريخ السردية العراقية، لاكتنازها في الاشتغال الفني. وهي رواية استثنائية إذا ما أخذنا بعين الاعتبار ان الراحل وظف فيها التقانات المسرحية، لأنه كان ناقدا ومخرجا وكاتبا مسرحيا”.

الناقد محمد جبير، قدم من جانبه مداخلة عن تجربة الفقيد. وقال أن “منشد قاص من جيل ما بعد الستينيات، طرح اسمه بقوة، لكنه ابتعد عن القصة بعد دخوله قسم المسرح في معهد الفنون الجميلة. وقد توج نفسه بروايته (الدولفين)، التي تختلف عن سرديات ما بعد ٢٠٠٣، كونها ممتلئة بالاحاسيس والمشاعر والحوار الدقيق المتقن”، مبينا أن رسالة الرواية تفيد بأن “الأنظمة الشمولية القاتلة تنتج أنظمة مشابهة لها، كما حدث في بلادنا بعد 2003”.

هذا وساهم في الجلسة أيضا د. عقيل مهدي والفنان والكاتب فخري عرب، وغيرهما من الحاضرين، الذين استذكروا الفقيد ومنجزه الثقافي. 

عرض مقالات: