اخر الاخبار

احتضنت قاعة منتدى “بيتنا الثقافي” في بغداد، أخيرا، محاضرة حول “حوار الحزب الشيوعي الصيني مع الأحزاب السياسية في البلدان العربية لمواصلة التعاون في ترسيخ قيم الفكر الشيوعي وتبادل الثقافات”، قدمها عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي الرفيق علي صاحب، على ضوء مشاركته في الحوار الذي عُقد في الصين من 7 إلى 14 تموز الماضي.

المحاضرة التي أدارها علي حسين علاوي، حضرها سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي الرفيق رائد فهمي وعدد من قيادات الحزب، إلى جانب جمع من الشيوعيين والمهتمين في الشأن السياسي.

وفي مستهل محاضرته، تحدث الرفيق صاحب عن محطات زيارته إلى الصين وعن طبيعة أجواء الحوار، مشيرا إلى توجهات بكين نحو بلدان الشرق الأوسط وأفريقيا، ومحاولتها تصدير نموذجها الاشتراكي لهذه البلدان، فضلا عن علاقاتها المتميزة اقتصاديا وثقافيا معها، وشراكتها التي تعمل على ترسيخها في المنطقة.

وقال أن “الصين في توجهها الاقتصادي تعتقد بأن هذه المنطقة مهمة لذلك تعمل على بناء علاقات جيدة معها”، مبينا أنه “خلال الفترات الماضية عملت الصين على إرسال شيوعيين صينيين في زيارات إلى العراق، وانها تسعى لتصدير نموذجها الاشتراكي المختلف عن النموذج السوفييتي”.

ثم تطرق إلى الوفود المشاركة في الحوار على المستويين الرسمي والحزبي، وإلى طبيعة علاقتها مع الصين، لا سيما على الصعيد الاقتصادي. فيما نوّه إلى محاولات الصين تأسيس علاقات طويلة الامد مع البلدان العربية من خلال مشاريع واتفاقيات اقتصادية عديدة، منها مشروع الحزام والطريق.

وعن طبيعة العلاقات الصينية العراقية، أوضح المحاضر ان “لدى الصين حضورا سياسيا ناعما وغير واضح في العراق، على عكس حضورها الاقتصادي الفاعل قبل 2003 وبعدها. في حين انها تلعب دورا سياسيا واضحا وقويا في بلدان أخرى، على سبيل المثال لا الحصر، طرحها بعض الخلافات، لا سيما بين المغرب والجزائر ومحاولة خلق مبادرات لإعادة العلاقات بين البلدين، وهي ترى ان هذا جزء من دورها في المنطقة”.

ثم عرّج على مراحل زيارته الصين، وعلى المدن التي احتضنت الحوار انطلاقا من العاصمة بكين، مرورا بالمحطة الثانية، وهي مقاطعة نينغيشا التي نصف سكانها من المسلمين ومن قوميات متعددة، لافتا إلى ان هذه المقاطعة كانت في السابق شبه صحراوية واقتصادها ضعيفا، لكن في العقدين الأخيرين تحولت إلى نموذج زراعي متطور ساهم في تعزيز اقتصادها، ونموذج سياحي واقتصادي.

وتابع قائلا: “أما المحطة الأخيرة التي احتضنت الحوار، فهي مقاطعة غوانجو، التي اعتمدت بشكل اساسي على اقتصاد السوق، ومازجت في عمرانها بين البناء الأوربي الحديث والمباني ذات الطراز الصيني الآسيوي العريق”.

وأشار صاحب إلى أن الحوار جرى مع العديد من مسؤولي إدارات مجالس المقاطعات، وتم خلاله الحديث عن المشاريع الاستراتيجية التي تنتهجها تلك الإدارات، لا سيما في ما يتعلق بالبيئة والعمل على تقليل انبعاثات الكربون، إلى جانب الحديث عن دور الصين الثقافي في بلدان عديدة، وعن افتتاحها مراكز ثقافية في بعض البلدان مثل السعودية والإمارات، لافتا إلى دور “بيت الحكمة” في بغداد في تقديم الثقافة والتجربة الصينيتين باللغة العربية.

ونوّه إلى انه خلال أيام الحوار زار أماكن عدة في الصين، منها المدرسة الحزبية التي تعمل بنظام الجامعات الكبيرة، والتي تساهم في تطوير الكوادر المتقدمة في قيادة الدولة، فضلا عن زيارته إلى المتاحف التي تهتم في عرض مراحل تطور الصين تاريخيا، منوّها إلى ان كل طابق في مبنى المتحف يخصص لعرض مرحلة تاريخية معينة، وهناك طوابق غير مشغولة مهيأة للمستقبل بشكل مسبق، في حالة من الاعتزاز بالمشاريع المستقبلية التي تم وضع خططها.

وفي ختام المحاضرة التي شهدت مداخلات من قبل بعض الحاضرين، قدم الرفيق رائد فهمي شهادة تقدير باسم المنتدى إلى الرفيق علي صاحب.