اخر الاخبار

من مياه الأمطار والأنهار والبحار والمحيطات والمياه الجوفية، شارحا  كل مصدر ونسب المياه العذبة الصالحة للشرب وتحدث عن المياه المالحة من البحار والمحيطات، وكيفية معالجتها بعملية التقطير، والتجميد والتبادل الأيوني، ومتحدثاً عن الأنابيب المستخدمة وأنواعها ومعالجتها وقد حددها بخمسة انواع، وهي: النوع الفولاذي، الحديدي، الإسمنتي، الأنابيب الخرسانية والأنابيب البلاستيكية، شارحا عن كل نوع من الأنابيب التي استخدمت على نطاق واسع في مشاريع تنقية المياه التي أقيمت في العراق خلال المدة الماضية.

الفصل الثاني

مناقشة (واقع امداد ماء الشرب في البلاد بين عهدين)، بمبحثين، خصص المبحث الأول للحديث عن واقع إمداد ماء الشرب إبان العهد الملكي وكرس المبحث الثاني إبان العهد الجمهوري، شارحا عن امتلاك بريطانيا العراق خلال الحرب العالمية الأولى، في ظل إقامة المملكة العراقية سنة 1920م، والإخفاق في استثمار الموارد المائية والبشرية المتاحة، وأنّ أغلب منازل السكان تفتقر إلى خدمات ماء الشرب والنظافة والإنارة والتي لها دور كبير في مشاريع الصرف الصحي. أما العهد الجمهوري 14 تموز 1958م حكومة عبد الكريم قاسم، تحدث عن  تنشيط خطط التنمية وتوجيهاتها السليمة في الإسهام بإقامة البنى التحتية للبلاد، واستمر التطور إلى سنة 1974م. كذلك تحدث الباحث الأديب لطيف عبد سالم عن نسب الميزانية لمصروفات البلديات خلال ثلاثة عقود من الزمان ( 1944- 1974م) حتى اطلالة سنة 1980م التي وصفها الباحث بأنها الأصعب والأخطر والأعقد في تاريخ العراق المعاصر؛ نتيجة ما آلت إليه سياسات الحكومة يومذاك إلى تدمير قدرات البلاد الصناعية والاقتصادية والعلمية، إلى جانب تصدع مختلف القطاعات الخدمية.

الفصل الثالث تضمن الحديث عن (مشكلات مياه الشرب في العراق)

 تحدث الباحث المهندس لطيف عبد سالم عن التلوث في المياه بفعل الانشطة التي أفرزها تطور المجتمعات الإنسانية وتنامي معدلات النمو السكاني فيها، شارحاً تلوث المياه السطحية، وهي إحدى مشكلات البيئة المعاصرة بالحفاظ على الصحة ونظافة بيئة الحياة اذ تنقل الأمراض إلى الإنسان بواسطة الماء عبر وسائل عدة منها تلوث الماء الخام وتلوث المياه المجهزة إلى المستهلكين لأغراض الشرب والاستحمام بالمياه الملوثة، واستخدام الثلج الملوث بالفعاليات الخاصة، تبريد الماء والصناعات الغذائية، شارحاً انواع التلوث وأسبابه، بالإضافة إلى معالجاته.

الفصل الرابع

في هذا الفصل حدد الباحث لطيف عبد سالم (الأسباب الكامنة وراء انخفاض المعروض من المياه الصالحة للشرب)، شارحاً بالتعداد، المناطق التي وقعت ضحية مشكلة السيطرة على تجهيز المجتمعات المحلية بالماء الصالح للشرب، وفي مقدمتها المناطق التي حرم أهلها من كفاية مياه شبكة الإسالة، والمناطق التي جفت فيها أنابيب شبكة الإسالة واندثرت أجزاء منها منذ أكثر من عقد من الزمان، فضلا عن المناطق التي ماتزال تفتقد إلى شبكات الإسالة، وقد أوعز ذلك إلى إهمال التوجه الاستراتيجي لإقامة البنى التحتية، وكذلك ضعف القدرات المالية والبشرية والتقنية لقطاع ماء الشرب،

إلى جانبِ محدودية تأثير إجراءات إدارته العلمية وبرامجها في الحد من تنامي مشكلاته التي أسهمت ببلورتها ونضجها ظروف متشابكة ومعقدة، وكذلك محدودية التأثير الايجابي لمشاريع الماء الصافي، وإقامه أحياء حديثة من دون خدماتها الأساسية، وكذلك تخلف الخدمات العامة في قرى العراق وأريافه، وكذلك التجاوزات على الانابيب الناقلة من شق البساتين والمشاتل، وتغطية حاجات بعض المعامل الصناعية من المياه، وملء خزانات السيارات الأهلية لغرض بيعها، فضلا عن الكثير من التجاوزات التي طرقها الباحث لطيف عبد سالم، وما نجم عن ذلك من كثرة الأمراض والأوبئة التي ابتلى بها الانسان.

الفصل الخامس: (الاستنتاجات والتوصيات)

يحتوي هذا الفصل على مبحثين، الأول هو الاستنتاجات التي تشكل خلاصة مكثفة لأهم المحاور التي تناولها الباحث في هذه الدراسة القيمة وأهم النتائج التي توصل اليها، فضلا عن مدى إسهامها بإغناء مشكلة البحث من التغيرات الحادة التي شهدتها الحياة السياسية في العراق، وغياب التخطيط الاستراتيجي طويل الأمد لإدارة قطاع ماء الشرب، كذلك معاناة إدارة قطاع ماء الشرب في البلاد من مصاعب ادارية وفنية في مواكبة عملية التنمية التي تهدف في مفهومها العام إلى التغيير الإيجابي للواقع، عجز الجهات المعنية في المدة الماضية لقطاع ماء الشرب، ولا سيما في المدة التي أعقبت حرب الخليج، وعدم إبصار بعض مشاريع الماء الصالح للشرب، وكثيرة هي النتائج التي تطرق اليها الباحث لطيف عبد سالم التي لا يسع المقال لسردها وتناولها بشكل مفصل.

أما المبحث الثاني فقد تطرق إلى المعالجات الممكنة عبر مجموعة من التوصيات والمقترحات ومنها: ممارسة الجهات المعنية دورا ايجابيا وفعالا ومسؤولا في التصدي لمشكلات قطاع ماء الشرب في البلاد من خلال التعامل مع واقع قطاع ماء الشرب الذي يعد من القطاعات الحيوية بمسؤولية تامة واعتماد التخطيط  بوصفه قاعدة مطلوبة لتحقيق قرارات إدارية قادرة على تنمية آليات قطاع ماء الشرب، إحداث تنمية سريعة تحقق التوازن ما بين المعروض وبين زيادة نمو الانتاج من المياه الصالحة للشرب، نصب المجمعات الخاصة بتصفية وتحلية المياه، تبديل شبكات مياه الإسالة القديمة المهترئة، تفعيل الدور الرقابي الذي يعنى بواقع قطاع ماء الشرب، التوصيات كثيرة جدا استطاع الباحث تدوينها من مصادر كثيرة درجها في الصفحات الاخيرة من الكتاب. حقاً أن ما جاء به الباحث الأديب (لطيف عبد سالم) يعد بحثاً راقياً، حيث كتب بعناية فائقة وتطرق إلى المشكلات ووضع الحلول المناسبة بحيث يجعل المتلقي في الاستمرار بالمتابعة لمعرفة النتائج التي حددها الباحث.

يعد كتاب الباحث المهندس لطيف عبد سالم (إمداد ماء الشرب في العراق... مشكلات الحاضر وخيارات المستقبل) الصادر عن مطبعة شركة مجموعة العدالة للصحافة والنشر/ بغداد، بواقع 228 صفحة من الحجم المتوسط من الكتب المهمة التي تقتضي الاهتمام بنتائجها وتوصياتها من الجهات الحكومية المعنية بتجهيز المياه الصالحة للشرب. بعد الإهداء، كتب الباحث مقدمة مختصرة يوضح فيها، أهمية توفير ماء الشرب في المجتمعات المعاصرة بوصفها أكثر مهمات البلدية أهمية في إطار خدمة المجتمع وتغطية حاجاته الضرورية، وفي الكتاب شرح واف عن كيفية توفير ماء الشرب من قبل بلديات المدن وتنظيم ايصالها لاستخدامه لأغراض الشرب أو أي استعمال آخر، طارقاً مشاكل وصعوبة حصول المستهلكين في مناطق كثيرة من البلاد، وعدم كفايتهم من الماء الصالح للشرب موعزاً ذلك إلى العجز الكبير في إمدادها، وعدم صلاحيتها للاستهلاك البشري في بعض المدن. توزعت دراسته على مدى خمسة فصول تناول في الفصل الأول منها:

عرض مقالات: