كانت فترة ما بعد الأربعينيات من القرن الماضي حافلة بمخططات ومشاريع استعمارية للمنطقة كلها، لتكبيلها وربطها بعجلة الاستعمار ومصالحه. فبريطانيا سعت لجعل العراق قاعدة لتكتل عربي يأخذ صورة جامعة عربية، وتكتل إسلامي أيضا، مستهدفة حماية مصالحها في الشرقين العربي والإسلامي، وكانت الولايات المتحدة الأمريكية تخطط أيضا لحماية مصالحها المتنامية في المنطقة، فمن مشروع ترومان، النقطة الرابعة، إلى الحزام الشمالي، مشروع آيزنهاور، وحلف بغداد. إذ أن بريطانيا "لن تعدل في كل حال عن نهب أو إلحاق فلسطين وما بين النهرين.." كما كتب لينين عام 1917 بينما الولايات المتحدة تسعى إلى توسيع مناطق نفوذها على حساب شركائها الإمبرياليين، وتعمل على احتلال مواقعهم. أي أن المنطقة، والعراق منها، كانت موضع اهتمام رئيسي، وموضوعة في جدول أعمال القوى الإمبريالية وأهدافها الاستراتيجية. فكانت هذه المخططات والمشاريع مجفرا، من جهة أخرى، للحركة الوطنية للمواجهة والنضال الموحد. وبذل الحزب الشيوعي بقيادة سكرتيره الجديد حسين أحمد (الموسوي) الرضي - (سلام عادل) جهودا متنوعة للوصول إلى قيام جبهة وطنية موحدة، ببرنامج محدد بوضوح، تجمع عليه القوى الوطنية ويحقق الأهداف والمطالب الوطنية الديمقراطية، ويقرب ساعة الخلاص وإنقاذ الشعب العراقي من الاستعمار والرجعية الحاكمة. في 22 تموز/ يوليو 1956 صدرت جريدة الحزب المركزية باسم "اتحاد الشعب" بدلا من "القاعدة"، رافعة شعارا رئيسيا في صفحتها الأولى يدعو: "ناضلي يا جماهير شعبنا في جبهة وطنية موحدة واسعة، في سبيل الانسحاب من ميثاق بغداد - وإشاعة الحريات الديمقراطية وضمان حقوق الشعب الدستورية وحماية اقتصادنا وثروتنا الوطنية، في سبيل التحرر من نفوذ الاستعمار وسيطرة شركاته وعملائه، من أجل التضامن القومي مع الحركة التحررية العربية". وخصص (المجلس) الكونفرنس الحزبي الثاني المنعقد في أيلول/ سبتمبر 1956 بابا للجبهة الوطنية الموحدة في تقريره الأساس، أكد فيه على مرارة السيطرة الاستعمارية ومآسيها، وخاصة بعد حلف بغداد.. "وعلى هذا الأساس تطرح الجبهة الوطنية نفسها باعتبارها ضرورة تاريخية، باعتبارها اتحادا وطنيا شعبيا شاملا ينبغي أن يضم في إطاره كل أصحاب المصلحة في تغيير الوضع واصلاحه، من العمال والفلاحين وجمهور الكادحين إلى المثقفين والطلبة والنساء والشباب، إلى أصحاب الصناعات الوطنية والتجار والمزارعين، إلى العسكريين ورجال الدين، وكل الوطنيين من مختلف القوميات والأديان". وقضت انتفاضة الشعب التضامنية مع الشعب المصري المقاوم للعدوان الاستعماري الثلاثي، البريطاني والفرنسي والإسرائيلي، تشكيل قيادة ميدان مشتركة من الحزب الشيوعي العراقي وحزب البعث والوطني الديمقراطي والاستقلال، لقيادة التظاهرات الجماهيرية وإدارتها. وقد شهدت ثلاثون مدينة موجات التظاهرات والإضرابات طوال ثلاثة أشهر بعد العدوان، وخاصة في مدن بغداد والنجف والحي والموصل والناصرية. دفع صمود الشعب المصري وقيادته، والتضامن العربي، والإنذار السوفيتي إلى وقف العدوان والانسحاب من أرض مصر، وإلى انتصار المقاومة المصرية وتطور حركة التحرر الوطني العربية، التي اعتبرت قضية مصر قضيتها، وقد انعكست هذه التطورات على الشارع العراقي أيضا، من خلال ردود الأفعال وإجراءات السلطات الحاكمة الاحتياطية والقمعية وحالة الطوارئ، وكذلك من خلال مواصلة لجان العمل المشترك بين الأحزاب الوطنية، العلنية والسرية، والمنظمات الديمقراطية وتطورها في مطلع عام 1957، بعد تقييم انتفاضة تشرين الثاني/ نوفمبر 1956، والوصول إلى صيغة عمل وطني مشترك تجلت في "جبهة الاتحاد الوطني"، وإعلان لجنتها الوطنية العليا وبيانها التأسيسي في 9/3/1957. وعززت الجبهة اتصالها بالقوى الوطنية العربية من جهة، وبمنظمة الضباط الأحرار مطلع عام 1958، من جهة أخرى. وكان لهذا التعاون والتحالف دوره الكبير والحاسم في تفجير ثورة 14 تموز / يوليو 1958 ونجاحها. ضمت جبهة الاتحاد الوطني ممثلي الحزب الشيوعي، والحزب الوطني الديمقراطي، وحزب الاستقلال، وحزب البعث العربي الاشتراكي، وعدد من المستقلين الديمقراطيين. (تشكلت لجنتها الوطنية العليا من: جمال الحيدري عن الحزب الشيوعي، محمد حديد عن حزب الوطني الديمقراطي، صديق شنشل عن حزب الاستقلال، فؤاد الركابي عن حزب البعث) كما وقع الحزب الشيوعي اتفاقا ثنائيا مع الحزب الديمقراطي الكردستاني - العراق، تضمن إلى جانب الأسس العامة لميثاق الجبهة، الاعتراف بالحقوق القومية للشعب الكردي، ومن ضمنها الحكم الذاتي لكردستان - العراق. وقد طرحت الجبهة الأهداف الوطنية الكبرى في ميثاق عمل مشترك، ضم إلى جانب الأهداف ديباجة أو تعريفا بها، وكما يبدو أن النص أكثر نضجا وتعبيرا عن الفكر والسياسة وتطلعات الشعب العراقي بكل مكوناته وطبقاته الاجتماعية، رغم كل الضغوط والتدخلات والأخطار الخارجية، ايضا، وقد نشر نص الميثاق الاهداف التالية:· تنحية حكومة نوري السعيد وحل المجلس النيابي.· الخروج من حلف بغداد وتوحيد سياسة العراق مع سياسة البلاد العربية المتحررة.· مقاومة التدخل الاستعماري بشتى أشكاله ومصادره وانتهاج سياسة عربية مستقلة أساسها الحياد الإيجابي.· إطلاق الحريات الديمقراطية الدستورية.· إلغاء الإدارة العرفية وإطلاق سراح السجناء والمعتقلين السياسيين وإعادة المدرسين والموظفين والمستخدمين والطلاب المفصولين لأسباب سياسية. أما أهم الأسس التنظيمية للجبهة فهي :-1- يجب تمثيل الأحزاب المشتركة في الجبهة في اللجنة الوطنية واللجنة التنفيذية واللجان الرئيسية، بممثل واحد أو أكثر على أن يكون لكل حزب صوت واحد دائماً.2- يجوز ضم عناصر لا حزبية إلى مختلف لجان الجبهة بما فيها اللجنة الوطنية العليا.3- لا يتخذ أي قرار ملزم الا إذا أجمع عليه ممثلو جميع الأحزاب أما العناصر المستقلة فالحصول على موافقتها أمر ضروري ولكن أذا رفض أحدهم تأييد أحد القرارات لا يؤدي ذلك إلى نقضه.4- لا يشترط تمثيل كل الأحزاب في اللجان الفرعية.5- تظل جميع الأحزاب الداخلة في الجبهة مستقلة عن بعضها سياسياً وكذلك العناصر غير الحزبية.6- في الأمور المختلف عليها يحق لكل حزب من الأحزاب أن يدعو إلى رأيه الخاص إذا كان ذلك الرأي مناقضاً لروح ميثاق الجبهة والقرارات التي تجمع عليها الأحزاب. كما شكلت اللجان المختلفة لقيادة العمل الوطني، (اللجنة التنظيمية العليا، ضمت حسين جميل عن الوطني الديمقراطي، حمزة سلمان عن الشيوعي وأحيانا عزيز الشيخ، زكي جميل حافظ عن الاستقلال، شمس الدين كاظم عن البعث، وصلاح خالص وطلعت الشيباني عن المستقلين)، ونسقت بشكل متواز مع منظمة الضباط الأحرار، موفرة العامل الذاتي للثورة التي نجحت في الرابع عشر من تموز (يوليو) 1958. تلك الثورة التي أسدلت الستار على صفحة سياسية من تاريخ العراق، فاتحة أخرى، باعتبارها ثورة وطنية ديمقراطية معادية للاستعمار والرجعية. في نسخة مؤرخة في 19 تشرين ثاني/ نوفمبر 1958، معنونة ميثاق جبهة الاتحاد الوطني، جاء فيها ما يعكس الوعي ووضوح الفكر السياسي لقيادات الأحزاب والمشاركين في قيام وعمل الجبهة، الذي افتقد بعده، ولاسيما بعد الاحتلال الامريكي وحلفائه ومتخادميه عام 2003 فورد في نص الميثاق:1- لما كانت جبهة الاتحاد الوطني تقر أن أمة العرب واحدة فرقها الاستعمار وأعاق توحيدها وأن العراق جزء لا يتجزأ من الأمة العربية، فإنها تعمل على إعلاء شأن القومية العربية وتسعى بشكل خاص من أجل تحديد أفضل وأمتن شكل من أشكال الارتباط بالجمهورية العربية المتحدة على أن يجري ذلك بالوسائل الديمقراطية المألوفة.2- تعتبر الجبهة أن الكيان العراقي يقوم على أساس من التعاون بين المواطنين كافة باحترام حقوقهم وصيانة حرياتهم وتعتبر العرب والأكراد شركاء في هذا الوطن وتقر حقوقهم القومية ضمن الوحدة العراقية وتسعى من أجل تطبيق ذلك.3- تعمل الجبهة على صيانة استقلال العراق من كل تدخل أجنبي وتبنيه سياسة عربية متحررة، وانتهاجه سياسة الحياد الإيجابي وإبعاده عن التكتلات والتحالفات العسكرية والأجنبية ومتابعته السير في إقامة وتوسيع علائق التعاون الدولي المتكافئ طبقاً لمبادئ مؤتمر باندونغ والتعايش السلمي على أساس المصالح المتبادلة وحق الشعوب في الحرية وتقرير المصير والعمل على توطيد السلام في العالم.4- تعمل الجبهة على دعم الثورة وتحقيق أهدافها والسير بها لبلوغ حياة ديمقراطية سليمة.5- تعمل الجبهة على توجيه الاقتصاد نحو إعمار البلاد وتصنيعها بسرعة بإقامة الصناعات الكبيرة وتشجيع الصناعات الوطنية الأهلية وتوظيف رأس المال الوطني في المشاريع المنتجة والعمل على تطبيق الإصلاح الزراعي وتطوير الزراعة وزيادة الإنتاج القومي ونشر الرخاء العام. وختمت النص ب: تعتبر الأطراف المشاركة في جبهة الاتحاد الوطني هذا الميثاق عهدا فيما بينها للعمل باتحاد وتضامن من أجل تحقيق أهدافه. والتوقيع: اللجنة الوطنية العليا لجبهة الاتحاد الوطني. عموما كانت التحالفات السياسية وسيلة لتحقيق أهداف مرحلية، وقد بينت التجربة العملية دورها في المنعطفات والأزمات السياسية التي مر بها العراق. وكشفت سياسة التحالفات مدى حرص الأحزاب السياسية وقياداتها وثقتهم بالبرامج والشعارات التي كانوا يرفعونها أمام الرأي العام العراقي، والتذبذب والتردد في تنفيذها. كما بينت سياسة التحالفات أن بعض الأحزاب السياسية، وخاصة السرية منها، كانت قد جعلتها غاية ووسيلة لنشاطاتها في نفس الوقت، مما أضعف موقفها عند الأحزاب الأخرى العلنية التي كانت تريد منها وسيلة ضغط أو كسب مؤقت على الحكام من طرف، وعلى الحركة الوطنية من طرف أخر. كما أن سياسة التحالفات قد عرضت أحزابا عديدة، وخاصة الجادة منها، إلى انشقاقات مؤيدة أو معارضة لها، مثلما حصل للحزب الشيوعي عام 1952، بعد آن رفع شعارات ووضع برنامجا جديدا يساريا "متطرفا" في الاتجاهات العامة، وحدث الأمر نفسه لدى الحزب الوطني الديمقراطي، ولكن بشكل آخر، إذ انشق الجناح اليساري عنه، وكذلك حصل في حزبي الأمة والأحرار. لكن تجربة التحالفات السياسية في العراق أثبتت جدواها، ومسؤوليتها أمام الرأي العام العراقي، وقدرتها على اللحاق بحركة الشارع السياسي، لا سيما في انتفاضة تشرين الثاني/ نوفمبر 1956، والإعداد للثورة، وبضغطها السياسي وتأثيرها على الحكم، خاصة في انتخابات 1954.كانت دروس التحالف غنية للتعاون والتنسيق السياسي، ولدفع عملية التغيير الثوري في العراق، وإنقاذ الشعب من الهيمنة الاستعمارية والإرهاب الرجعي الحاكم. حيث كانت الفترات التي سبقت التحالفات السياسية تبديدا للطاقات الوطنية وهدرا لإمكانات الشعب الثورية ومدا لعمر الظلم والطغيان والاستغلال الاستعماري. ومن جهة أخرى أبرزت أهمية دورها في تعاون القوى الوطنية، وكونها حاجة ماسة لتصعيد نضال الشعب، وإنجاز أهدافه، وهذا ما أثبتته الأحداث في البلاد. وتجربة جبهة الاتحاد الوطني مثالا. * للمصادر يراجع كتاب الكاتب، العراق: صفحات من التاريخ السياسي، ط1، السويد 1992، ط2 دمشق 1998، ط3 القاهرة 2008، والرابعة إلكترونية، وط5 دار أوراق، ب غداد2025.ومدونة الاستاذ د. إبراهيم العلاف حول صورة وثيقة الميثاق. وموقع التاريخ الحديث والمعاصر على الفيسبوك.
2- تعتبر الجبهة أن الكيان العراقي يقوم على أساس من التعاون بين المواطنين كافة باحترام حقوقهم وصيانة حرياتهم وتعتبر العرب والاكراد شركاء في هذا الوطن وتقر حقوقهم القومية ضمن الوحدة العراقية وتسعى من أجل تطبيق ذلك.3- تعمل الجبهة على صيانة استقلال العراق من كل تدخل أجنبي وتبنيه سياسة عربية متحررة، وانتهاجه سياسة الحياد الإيجابي وإبعاده عن التكتلات والتحالفات العسكرية والأجنبية ومتابعته السير في إقامة وتوسيع علائق التعاون الدولي المتكافئ طبقاً لمبادئ مؤتمر باندونغ والتعايش السلمي على أساس المصالح المتبادلة وحق الشعوب في الحرية وتقرير المصير والعمل على توطيد السلام في العالم.4- تعمل الجبهة على دعم الثورة وتحقيق أهدافها والسير بها لبلوغ حياة ديمقراطية سليمة.5- تعمل الجبهة على توجيه الاقتصاد نحو إعمار البلاد وتصنيعها بسرعة بإقامة الصناعات الكبيرة وتشجيع الصناعات الوطنية الأهلية وتوظيف رأس المال الوطني في المشاريع المنتجة والعمل على تطبيق الإصلاح الزراعي وتطوير الزراعة وزيادة الإنتاج القومي ونشر الرخاء العام. وختمت النص ب: تعتبر الأطراف المشاركة في جبهة الاتحاد الوطني هذا الميثاق عهدا فيما بينها للعمل باتحاد وتضامن من أجل تحقيق أهدافه. والتوقيع: اللجنة الوطنية العليا لجبهة الاتحاد الوطني. عموما كانت التحالفات السياسية وسيلة لتحقيق أهداف مرحلية، وقد بينت التجربة العملية دورها في المنعطفات والأزمات السياسية التي مر بها العراق. وكشفت سياسة التحالفات مدى حرص الأحزاب السياسية وقياداتها وثقتهم بالبرامج والشعارات التي كانوا يرفعونها أمام الرأي العام العراقي، والتذبذب والتردد في تنفيذها. كما بينت سياسة التحالفات أن بعض الأحزاب السياسية، وخاصة السرية منها، كانت قد جعلتها غاية ووسيلة لنشاطاتها في نفس الوقت، مما أضعف موقفها عند الأحزاب الأخرى العلنية التي كانت تريد منها وسيلة ضغط أو كسب مؤقت على الحكام من طرف، وعلى الحركة الوطنية من طرف أخر. كما أن سياسة التحالفات قد عرضت أحزاب عديدة، وخاصة الجادة منها، إلى انشقاقات مؤيدة أو معارضة لها، مثلما حصل للحزب الشيوعي عام 1952، بعد آن رفع شعارات ووضع برنامجا جديدا يساريا "متطرفا" في الاتجاهات العامة، وحدث الأمر نفسه لدى الحزب الوطني الديمقراطي، ولكن بشكل آخر، إذ انشق الجناح اليساري عنه، وكذلك حصل في حزبي الأمة والأحرار. لكن تجربة التحالفات السياسية في العراق أثبتت جدواها، ومسؤوليتها أمام الرأي العام العراقي، وقدرتها على اللحاق بحركة الشارع السياسي، لا سيما في انتفاضة تشرين الثاني/ نوفمبر 1956، والإعداد للثورة، وبضغطها السياسي وتأثيرها على الحكم، خاصة في انتخابات 1954.كانت دروس التحالف غنية للتعاون والتنسيق السياسي، ولدفع عملية التغيير الثوري في العراق، وإنقاذ الشعب من الهيمنة الاستعمارية والإرهاب الرجعي الحاكم. حيث كانت الفترات التي سبقت التحالفات السياسية تبديدا للطاقات الوطنية وهدرا لإمكانات الشعب الثورية ومدا لعمر الظلم والطغيان والاستغلال الاستعماري. ومن جهة أخرى أبرزت أهمية دورها في تعاون القوى الوطنية، وكونها حاجة ماسة لتصعيد نضال الشعب، وإنجاز أهدافه، وهذا ما أثبتته الأحداث في البلاد. وتجربة جبهة الاتحاد الوطني مثالا. *
للمصادر يراجع كتاب الكاتب، العراق: صفحات من التاريخ السياسي، ط1، السويد 1992، ط2 دمشق 1998، ط3 القاهرة 2008، والرابعة إلكترونية، وط5 دار أوراق، ب غداد2025.ومدونة الاستاذ د ابراهيم العلاف حول صورة وثيقة الميثاق. وموقع التاريخ الحديث والمعاصر على الفيسبوك