ولد وترعرع الشهيد كاظم الجاسم (أبو قيود) بتاريخ 1930 في قرية البو شناوة، جنوب مدينة الحلة من عائلة فلاحية كادحة، متزوج وله بنتان وخمسة أولاد.
تميز الشهيد أبو قيود بالتواضع والطيبة وأسمى الخلق، مما جعله أن يحظى باحترام وتقدير أهالي قريته قبل أن يكون شيوعياً. التحق أبو قيود في صفوف الحزب الشيوعي العراقي منذ أوائل الخمسينيات، نضج وعيه وازداد شعوره بالمسؤولية وعمل بهمة عالية بين شباب قريته و تبنى مشاكلهم من أجل مساعدتهم على حلها، بوجود أبو قيود وعائلته ومن يعيش بقربه أصبحت قرية البو شناوة أشبه بالمقر للرفاق العاملين، كما أصبحت على مر السنين عنواناً لكل من ينقطع من الرفاق في المنطقة، بتأثير سلوكه على عائلته أصبحت والدته المسنة أماً لكل الشيوعيين وكانت ترافق أبو قيود في البيوت الحزبية السرية حتى أصبحت ذات خبرة واسعة في ادارة البيت الحزبي السري رغم كونها إنسانة أمية ومن عائلة فلاحية، وبسبب ثقة الرفاق العالية بالشهيد، حتى كان الشهيد سلام عادل يزور القرية ويلتقي ببعض الرفاق لإنجاز مهام حزبية. وتطور نشاط الرفيق أبو قيود الحزبي حتى أصبح عضواً في لجنة منطقة الفرات الأوسط.
اتصف الشهيد بالشجاعة والصبر والشفافية، كان متفائلا لم يبدو عليه الحزن والتذمر في أقسى الظروف وأصعبها. وهذا ما انعكس على الرفاق العاملين معه في تجاوز المحن والصعوبات، كان صديقاً لأطفال الفلاحين ودائماً يحمل لهم في جيوبه الحلوى وبعض الهدايا كي يفرح الأطفال عند زيارته قرى الفلاحين.
كسب محبة واعتزاز الوسط الفلاحي وكافة مجالات العمل الحزبي التي عمل بها وكان حريصاً كل الحرص على رفاقه، أحترف الشهيد العمل الحزبي في وقت مبكر وكرس كل حياته وامكانياته لإنجاز مهماته الحزبية وخاصة في المجال الديمقراطي الفلاحي، متنقلاً في عموم أرياف الفرات الاوسط، برز أبو قيود في مجال التوجيه الفلاحي، وكان عضواً في اللجنة التنفيذية لاتحاد الجمعيات الفلاحية في العراق بعد ثورة 14 تموز 1958 وفتح مقراً في بابل، وجند طاقاته ومعه كافة الرفاق العاملين في المجال الفلاحي لحل مشاكل الفلاحين وتوجيههم لزيادة الإنتاجية في المجال الزراعي. بعد انقلاب شباط 1963 استبسل أبو قيود وساهم بجدية عالية لتأمين سلامة بعض الكادر الحزبي في مختلف مناطق ريف بابل مستفيداً من علاقاته الاجتماعية الواسعة إلى جانب وجود المنظمات الحزبية، للشهيد خبرة في الاختفاء والقدرة على التخلص من ملاحقة العدو. في العام 1969 رشح للدراسة الحزبية في الاتحاد السوفيتي (موسكو) وبعد عودته في عام 1970 عند تصاعد هجمات السلطة الدكتاتورية وأجهزتها القمعية على حزبنا ومنظماته، وعلى كافة القوى المناهضة للدكتاتورية، في هذا الوقت اعتقل الشهيد أبو قيود بوشاية من أحد الفلاحين، وغيب في زنزانات قصر النهاية رغم مطالبات حزبنا آنذاك بشأن المعتقلين.
استشهد الرفيق كاظم الجاسم بعد تعذيب وحشي واجهة الشهيد ببطولة منقطعة النظير، استشهد البطل الذي تميز بـجماهيريته، حيث أحبه الفلاحون وأبناء الفرات الأوسط. كان الشهيد حقاً مشعلاً وهاجاً أضاء درب الفلاحين. تميز الشهيد بالنقاوة الفكرية دائماً يؤكد لرفاقه أن وحدة الحزب هي الأساس بانتصار قضيتنا.
وتجد ذلك في انشقاق راية الشغيلة وانشقاق جماعة عزيز الحاج، كان مكافحاً جريئاً ضد الانشقاقيين.
المجد للشهيد أبو قيود وجميع الشهداء والخزي والعار للجلادين الأوباش في كل زمان ومكان.
والمجد للحزب الشيوعي العراقي في الذكرى التسعين لميلاده.