اخر الاخبار

تختلف الأحكام والآراء في الكثير من القضايا والأمور التي تواجه الناس خلال حياتهم اليومية، اذ ينظر البعض إلى الحدث بمنظار يختلف عن الآخر، وكل يحدد رأيه كما يراه، كذلك الحال عند النظر إلى شخص بعينه فيحكم عليه بما يراه، حيث ينظر كل منهم من خلال منظاره الخاص، كالحكم على حدث معين او شخص معين، بما ليس فيه واحيانا العكس، لديه ما يميزه لكن يحكم عليه من هذا البعض خلاف ميزاته، ولا يعني أيا من الاحكام هو الاصح فهناك مثلا من يرى ان 14 تموز عام 1958 هي ثورة،وآخرون يرون فيها انقلابا، لكنها من منظور سياسي وعلمي هي ثورة بكل تفاصيلها ومعانيها، لأنها قلبت النظام من نظام ملكي إلى نظام جمهوري، وخرج العراق من الحلف الاستعماري المعروف حلف بغداد، و أعيدت الأراضي التي كانت تحت ادارة شركات النفط بموجب القانون رقم 80 المعروف إلى شركة النفط العراقية التي شكلت، وأصدرت قانون الإصلاح الزراعي رقم 30 لسنة 1958، الذي أنهى تسلط الاقطاع المسيطر على الأراضي التي حصل عليها من الاستعمارين العثماني والبريطاني نظير عمالته لكل منهما، واستشهد قائد الثورة وهو لا يملك شيئا، لكن الحاقدين والمرتبطة مصالحهم بالنظام الملكي يتباكون عليه ويسيئون للثورة بكلمات تعبر عن معدن هذا النفر الضال، والحال ذاته على الثورة الكوبية فالبعض يراها ثورة غيرت مجرى الاحداث وكانت طريقا للعدالة الانسانية وصفعة في وجه الامبريالية والرأسمالية التي تفرض حصارها المقيت على كوبا لمدة زادت على 60 عاما وكوبا صامدة، بنيت في كوبا دولة وكيان سياسي عجزت امريكا عن اسقاطه رغم تعدد المؤامرات ومحاولات الاغتيال للرئيس الكوبي التي تجاوزت 600 محاولة، وركزت الحكومة الكوبية على التعليم والصحة بحيث ساهمت كوبا في مساعدة ايطاليا ايام محنة كورونا بألاف الاطباء خلال وباء كورونا الذي عم العالم وهو ما عجزت عنه الدول الاوربية في تقديم المساعدة إلى ايطاليا، كان ذلك حصيلة جهاد مجاني ونضال مشترك مع رفيق الدرب جيفارا، لقد وقف جيفارا إلى جانب كاسترو في مسيرة حياته الثورية وتقاسم معه المخاطر وشد من أزره وسانده في أصعب المواقف وأحرجها. وآمن جيفارا بحرية الانسان من خلال “الثورة الشعبية”، وذاع اسمه في جميع بقاع الأرض وفاق عدد معجبيه عدد كارهيه، وهو الطبيب الذي استهوت افكاره النضال طريقًا على ممارسة الطب ففضل مشاركة الثوار والفقراء الآمهم على اعتلاء المناصب، حيث التقى زعيما أميركا اللاتينية التاريخيان خلال شهر يونيو (حزيران) 1955، التقى أولا براؤول كاسترو، بعدها التقى أخاه فيديل، الذي كان قد استفاد من عفو وأطلق سراحه من سجن في كوبا، حيث كان معتقلا، والتحق جيفارا بحركة 26 يوليو بقيادة كاسترو التي كانت تخطط لإسقاط نظام باتيستا، وتحقق ما أرادا دون الاستعانة بالأجنبي، واستشهد جيفارا مناضلا ومحاربا لأكبر قوة حاولت وتحاول باستمرار فرض ارادتها على العالم، ورحل كاسترو ولم نسمع انه طالب هو او زميله جيفارا برواتب او رتب عسكرية جهادية او كوباوية، بل يقال ان احد رؤساء الدول تبرع لكاسترو بسيارتين نوع مرسيدس، يعتقد من اهداها ان الرجل يرغب او يهوى الهدايا لانهم هم كذلك، لكن كاسترو قال لوزير مالية كوبا بع السيارتين وأضف ثمنهما إلى مالية الدولة، هكذا هم الوطنيون .

أما مانديلا، فله قول مشهور، يقول اذا طالبت ببدل عن نضالي وجهادي سأكون مرتزقا، وانا لست كذلك، كما ان الرجل كان سمحا فقد تعانق مع القاضي الذي حكم عليه بالسجن سبعا وعشرين عاما بعد ان انهى مدة السجن التاريخية بحيث لقب سجين العصر، ومن الطريف انه خرج مع مرافقيه يوما إلى المدينة وهو رئيس دولة فرغب بتناول طعام الغداء في أحد المطاعم وسط المدينة واثناء وجودهم في المطعم كان هناك رجل جالسا في واحدة من المناضد بدا قلقا ومضطربا عند دخول الرئيس مانديلا، فلما رآه قال مانديلا لمرافقيه دعوا الرجل ليجلس معنا ويتناول طعامه، وفعلا جاء حيث يجلس الرئيس مانديلا ومرافقيه، وبعد الانتهاء من وجبة الطعام خرج مانديلا ومرافقوه، لكن مرافقيه استغربوا من حال الرجل فسألوا الرئيس مانديلا ما أمر هذا الرجل قال هذا الرجل كان أحد السجانين عندما كنت في السجن ويمارس التعذيب لنا نحن السجناء وعندما اتعب من التعذيب وأشعر بالعطش واطلب منه الماء يأتي ليتبول على رأسي، ولذلك هو خائف، يقول مانديلا نحن نعامل الناس بأخلاقنا لا بأخلاقهم وبالتالي هؤلاء مناضلون ومجاهدون وبنوا دولا ولكنهم ليسوا من أهل البدل الجهادي ولا من أهل الرتب الجهادية أو الرواتب المتعددة.