اخر الاخبار

يقصد مناطق الأهوار في جنوب العراق سياح من مختلف بلدان العالم، ضمن رحلات سياسية لم تشهدها تلك المناطق من قبل.

وتداولت مواقع التواصل الاجتماعي، أخيرا، صورا ومقاطع فيديو للعديد من السياح الأجانب المؤثرين وصانعي المحتوى، وهم يوثقون رحلاتهم البرية والمائية في أهوار العراق.

وتمتد الأهوار، التي كانت تعرف قديماً باسم “البطائح” على مساحة نحو 8 آلاف كيلو متر مربع، ضمن محافظات البصرة وذي قار وميسان، وأكبرها هور الحويزة وهور الحمّار.

وما زال سكان الأهوار يصنعون زوارقهم “المشاحيف” وأكواخهم “الصرائف” على الطريقة السومرية التي توثقها رسومات على ألواح طينية، وما زالت لهجة سكان الأهوار مشبعة بمفردات من القاموس السومري، وحتى بعض العادات الاجتماعية تبدو متوارثة من تلك الحضارة التي تربعت لقرون عديدة على عرش حضارات العالم القديم.

تجربة “رائعة”

خوسيه كاريرا، سائح قدم من شمال اسبانيا برفقة مجموعة من الاصدقاء الى العراق، وصف زيارته الاولى للعراق بـ “الرائعة جدا”.

وقال “رأيت ثقافة مختلفة وذات تنوع جميل، وشعبا ودودا للغاية، يختلف عما نسمعه في بعض الاحيان في بلاد الغرب”. وبالحديث عن أكثر ما فوجئ به خوسيه، يذكر لمراسل “طريق الشعب”، ان “جميع الناس الذين قابلتهم، كانوا يتطوعون للمساعدة واغلب الاحيان يتنافسون بينهم على من يقدم الضيافة والمساعدة لنا”. وزار خوسيه خلال رحلته محافظتي النجف وكربلاء. وبحسب تعبيره فأنها كانت من أفضل تجاربه، كون الجميع كان مبادرا بتسهيل إجراءات الاقامة والسياحة، كما أعجب بمدينة اربيل وما تتضمنه من طبيعة واعمار.

“تشعر أنك صاحب المنزل وهم الضيوف عليك”، هكذا عبر خوسيه عن كرم العراقيين عند الدخول الى بيوتهم، قائلا ان “الكرم صفة موجودة حتى في جيناتهم الوراثية”.

واختتم خوسيه حديثه بجملة “لا يسعني الا ان اقول اشياء لطيفة ورائعة عن العراق”، مؤكدا عودته بزيارة اخرى، لاستكشاف باق المدن التي لم يحظى بزيارتها بعد.

قبلة للسياحة الأجنبية

علي الاهواري، الذي يعمل دليلا سياحيا في محافظة ذي قار، يقول لمراسل “طريق الشعب”، ان “العراق بات في الأشهر الأخيرة قبلة لمشاهير اليوتيوب والمؤثرين العرب والأجانب على منصات التواصل الاجتماعي”. 

ويردف كلامه لـ “طريق الشعب”، ان “السياحة الاجنبية بدأت تتزايد تدريجيا، تحديدا بعد زيارة البابا فاتيكان فرانسيس، لمحافظة ذي قار، وبعض الزيارات الرسمية الاخرى التي لحقتها”.

ويتجه اغلب السياح عند زيارة محافظة الناصرية، الى (زقورة اور، اثار اور، نصب الشهيد) وبعض المعابد المتواجدة، إضافة الى اهوار “الجبايش” بحسب ما أضاف الاهواري.

وتعتبر “الايشانات” التاريخية من الوجهات السياحية المطلوبة عند القدوم للأهوار.

ويوضح الاهواري ان “ايشان”، هو عبارة عن “مناطق يسكنها اهالي الاهوار، وتكون شبه تلال بمنتصف الأهوار، وأشهرها (الحلاب، الكبن).

ويزيد بالقول ان “اغلب ما يثير فضول السياح الاجانب، هو طريقة عيش سكان الاهوار في بيوت القصب وآلية بنائها، وسبب تمسكهم في المنطقة، وكيف استطاعوا الحفاظ على هويتهم، بالرغم من التغيرات الديموغرافية التي لاحقت الاهوار”.

مزيد من الاهتمام

ونشر على تطبيق “اليوتيوب” بالفترة الأخيرة العديد من مقاطع الفيديو لمشاهير اليوتيوب والمؤثرين، وهم يتجولون في مشاحف أهوار “الجبايش” بذي قار، ويلتقطون صورا أمام بوابة بابل، وقد عكس ذلك انطباعا رائعا وواقعا جميلا يستحق ان ينقل الى العالم.

يقول رسول نوري، صياد في الأهوار ان “بعض السياح يأتون بشكل فردي وبينهم صانعو محتوى، يستكشفون المدن، السكان، الطعام والاثار التاريخية، ويوثقون بمقاطع فيديو كل ذلك، وينشرونه عبر منصاتهم في التواصل الاجتماعي، فيما يأتي آخرون ضمن مجموعات سياحية مع شركات محلية خاصة، تنظم جولات سياحية”.

ويضيف نوري في حديثه مع “طريق الشعب”، ان “جفاف الاهوار بات يزعج السياح في بعض الاحيان”، مشيرا الى ضرورة أن تولي السلطات العراقية اهتماما أكبر بقطاع السياحة الأثرية والطبيعية، في ظل ازدياد عدد السياح الأجانب بفضل الهدوء الأمني السائد، ورغبة الكثير في التعرف الى ثقافة البلد المتنوعة”.

ويضم العراق العديد من المعالم الأثرية والتراثية القديمة، التي يعود تاريخها إلى آلاف السنين، كمنطقة زقورة أور، وبقايا بابل، وقلعة أربيل في شماله. كذلك يضم أهم المراقد الدينية والمزارات الإسلامية، فضلاً عن مجموعة من القصور والقلاع والمتاحف من كافة الحقب التاريخية، ناهيك عن الأهوار مترامية الأطراف في جنوبه والمصايف الطبيعية المنتشرة في شمال البلاد.

عرض مقالات: