اخر الاخبار

تشهد الكثير من الشوارع العامة والفرعيّة أعمال إكساء أكثر من مرة خلال فترة وجيزة، وربما بعد فترة وجيزة من إلباس الشارع ثوبا جديدا، تظهر العيوب، نتيجة رداءة المواد المستخدمة وضعف الاجراءات الرقابية، وسوء آليات تنفيذ العمل. كل هذا يحتضنه عنوان “الفساد المالي والاداري” المتعاظم في غالبية دوائر الدولة.

غياب المهنية

سعد الوزان، ناشط ومواطن من مدينة الموصل، يشير في حديثه لمراسل “طريق الشعب”، الى وجود تلكؤ كبير تقاسيه مشاريع إنشاء الجسور والطرق في المحافظة.

ويقول الوزان، “كان من المفترض إنجاز خمسة جسور خلال العام الماضي، لكنها إلى الآن لم تنجز برغم مرور الثلث الاول من العام الحالي”، معللا ذلك بآفة الفساد بشقيه المالي والإداري، الذي يعد سببا رئيسيا في تلكؤ المشاريع الخدمية وغيرها، إضافة الى عدم رصانة الشركات التي تتم إحالة المشاريع عليها، وغياب الرقابة الحقيقية من قبل الجهات المعنية.

ويضيف الوزان، ان هناك اشكالية حدثت بسبب انشاء جسر كان من المفترض ان يكون توأما لجسر الموصل “العتيق”، لكن المفاجأة حصلت بعد اكمال الجسر؛ إذ تبين انه يختلف تماما عن الجسر القديم، مضيفا انه تم غلق الجسر “العتيق” وتغير اسم الجسر الجديد الى جسر “الايمان”.

ويتابع أنه “بعد مدة قصيرة من فتح الجسر الجديد، ظهرت العديد من المشاكل الفنية التي عكست رداءة العمل وسوء إدارة القائمين عليه”.

أما الطرق العامة التابعة إلى بلدية الموصل والبلديات الأخرى، فيبين الوزان ان “هناك مشاريع عديدة وأموالا كبيرة يتم صرفها على إعادة تأهيل الشوارع القديمة، وإنشاء طرق جديدة منها”، مردفا ان هناك إهمالا لمتابعة وتدقيق المواد التي يتم استعمالها، إذ لا تفحص تلك المواد بالشكل الحقيقي.

ويقول إن الفساد أدى الى غياب الأعمال الرصينة، إذا بات ينعكس على جميع الخدمات المقدمة.

استخدام التكنولوجيا

ويرى المهندس المعماري ليث علي، ان “المشاريع وتصاميمها يجب ان تسند الى شركات عالمية معروفة بسمعتها ودقة ومتانة العمل وسرعة الانجاز لديها”، لافتا الى ان “هذه المشاريع برغم بساطتها، لكنها تهم المواطن العراقي اليوم كونها ترتبط بحياته اليومية كمشاريع تعبيد الطرق واعادة تأهيلها ومشاريع المجاري والصرف الصحي التي تتداخل مع مشاريع أخرى مهمة تحت الأرض”.

ويحث علي على استخدام التكنولوجيا المتطورة والطرق العلمية الصحيحة، بالشكل الذي يمنع تعرض الابنية التحتية الى التلف والأضرار وعدم هدر الوقت، كونها تجعل العمل ينجز سريعا.

المواصفات العامة

وقالت النائبة عن الاتحاد الوطني الكردستاني سوزان منصور في تصريح صحافي، “انه تم رصد مخالفات كثيرة في مشاريع تعبيد “صب” الازقة وعدم التزام الشركات المنفذة والمقاولين بالكشوفات والمواصفات الفنية والهندسية”.

واشارت الى ان “مشاريع تعبيد الأزقة شابها مخالفات كثيرة أبرزها مشاكل التسليح وعدم اعتماد المواد الانشائية الخشنة “السبيس” وغياب عمليات الحدل اللازمة، إلى جانب سُمك الخرسانة ومطالبة السكان بأجور مالية مقابل ربط شبكات الماء والمجاري.

واضافت ان جميع الاعمال الخاصة بتصريف مياه الأمطار مخالفة للمواصفات الهندسية والفنية في عموم تفاصيلها.

ودعت النائبة الى تشكيل لجان تحقيق مختصة لمعالجة مشاكل جميع المشاريع في عموم القطاعات، للحفاظ على المال العام، وتوجيهه نحو مصالح المواطن الخدمية، ومحاسبة جميع المقصرين.

عرض مقالات: