اخر الاخبار

من داخل كنيسة (السلطانة الوردية) مريم العذراء وفي منطقة الكرادة خارج، علت أصوات موسيقى هادئة رافقها ترانيم وصلوات قداس المحبة الى خارج نوا

فذها، معلنة قرب قدوم العام الميلادي الجديد.

وبحضور اشخاص من الديانة المسيحية وآخرين من ديانات أخرى حرصوا على التواجد والمشاركة في هذا الطقس، الذي يمارسه المسيحيون قبل أيام من يوم رأس السنة.

ساكو: امنيات بتلاشي الظلم

ووسط الحضور الذي ملأ الباحة الخارجية من الكنيسة، تواجد الكاردينال لويس روفائيل ساكو بينهم، وهو بطريرك الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية في العراق والعالم.

ويتحدث الكاردينال لـ”طريق الشعب” عن هذا اليوم واصفا إياه بأنه “عيد للمحبة والسلام والرجاء بأن تعيش الأمم في تآخٍ ومودة في ما بينها، وان تعود القيم الإنسانية والوطنية”، متمنيا ان “يكون العام المقبل مختلفا عما قبله، الذي شهد فقراً وبطالة واسعة وصراعات داخلية وخارجية إضافة الى تفشي فيروسات وجفاف وحروب، وان يكون هناك ترسيخ للعيش المشترك بين الجميع، إضافة الى امنياتنا بانتهاء الحرب بين أوكرانيا وروسيا، وان يتلاشى الظلم الذي أنهك ارض العراق واليمن وسوريا ولبنان”.

رجال دين وسياسيون يقدمون التهاني عبر «طريق الشعب»

ويضيف الكاردينال ان “صلاتنا هي إنسانية بعيدا عن الدين والمذهب، والأهم ان يكونوا بشرا ومواطنين متصالحين مع من حولهم”.

وفي ختام الحديث، يذكر الكاردينال ان “التغيير لا بد من أن يبدأ من الشعب، وليس من الطبقة السياسية، فاذا الشعب عزم على ذلك سيتحقق ما يريد”.

اما الفتاة المسيحية رند عائد، فتقول إن “هذا الطقس نستقبل به سيدنا اليسوع وهو قداس احتفالي”، وتضيف انه “كان مميزا وسعيدا بالنسبة لنا، وتمنّت في حديثها مع “طريق الشعب” التوفيق للشعب العراقي، متأملة ان تكون هناك إنجازات ومشاريع خدمية جديدة العام المقبل، تتبناها الحكومة الحالية.

أمنية كبيرة ووحيدة

من جهته، أبدى رجل الدين المسيحي لوفين، ترحيبا بحضور فريق “طريق الشعب”، وأعرب عن ارتياحه لحرص الجريدة على التواجد وتوثيق هذا الطقس، الذي يعتبر مقدسا لهم.

وابتدأ الكلام بتقديم التهاني لمناسبة أعياد الميلاد المجيدة، “الى كل المسيحين والديانات كافة من الايزيدين والصابئة والمسلمين سواء في العراق ام بالعالم، ولمناسبة هذا المحفل، تمنى أن “يسود الامن والسلام في بلدنا الحبيب”، مشيرا إلى أنها “الأمنية الكبيرة والوحيدة”، راجيا ان “يعود العراق كما كان سابقا، فهو شعب مثابر وتحمل صعوبات كثيرة خلال العشرين سنة الماضية، ويستحق ان يعيش في امل ورجاء دائم بالتغيير”.

وعن الواقع السياسي في العراق يذكر في حديثه لـ”طريق الشعب”، ان “هناك محاولات تسعى للنهوض بالواقع السياسي بالبلد لكنها للأسف دائما ما تكون حبرا على ورق”، داعيا الحكومة الحالية الى ان “تبذل جهدا واقعيا وحقيقيا في انتشال العراق من الازمات الاقتصادية والأمنية والسياسية، إضافة الى الالتفات لموضوع غياب النظام عن الساحة، سواء في الشوارع التي تعاني صعوبة من مرور السيارات بسبب الاكتظاظ فيها، او في الفقر والبطالة التي يعاني منها الشباب تحديدا”.

ويبيّن ان “الوضع إذا استمر على حاله دون وجود وقفة جادة، فنحن لا نلوم من يتجه الى الهجرة سواء من المسيحين ام من غيرهم من أطياف الشعب”.

نشاركهم ويشاركوننا

تقول المحامية اصيل، وهي من الديانة المسلمة التي كانت أيضا حاضرة في هذا الاحتفال، انها “تحرص على مشاركة المسيحيين طقوسهم كافة في كل عام، متشرفين ان نكون وسطهم والاحتفال معهم، فهم أيضا يشاركوننا طقوسنا”، مضيفة “نحن معا في السراء والضراء سواء مع المسيحيين او مع بقية الأديان والقوميات”.

وعن هذا الطقس، توضح انه “يمجّد معاني المحبة والسلام بين الجميع، وهو محفل رائع للقاء إخواننا من الدين الاخر، والحديث عن التنوع المميز، فهذا يجعل هناك معرفة بالآخر الذي يشاركنا الأرض والوطن”.

ليكن 2023 حافلاً بالاستقرار

أما القيادية في الحزب الشيوعي العراقي، شميران مروكل، فقدمت لمناسبة أعياد الميلاد المجيدة، التهاني والأمنيات الى “ابناء شعبنا في العراق وبلدان الاغتراب، والى جميع المسيحيين في العالم”.

وتمنّت خلال حديثها مع “طريق الشعب”، ان “يكون عام 2023 حافلاً بالاستقرار والسلام والوئام، وتحقيق أمنيات العراقيين في التخلص من مظاهر الإرهاب والفساد ونهج المحاصصة ومواصلة بناء الدولة المدنية الديمقراطية التي ينعم بها الجميع دون تمييز، دولة تعمل من اجل الشعب والوطن، وتهتم بكل الإمكانيات والطاقات الموجودة لتحقيق طموحات وتطلعات شعبنا الوطنية والقومية المشروعة”.

ترسيخ السلم وتحقيق العدالة

أما السكرتير العام للحركة الديمقراطية الاشورية، يونادم كنا، فقدّم في هذا المحفل “للشعب العراقي وتحديدا المسيحيين في العراق والعالم أحر التهاني والتبريكات”، متأملا ان “يشهد العام الجديد استقرارا وازدهارا، عبر ترسيخ السلم وتحقيق العدالة”.

وفي ختام حديثه، وجّه كنّا الشكر إلى العاملين في جريدة “طريق الشعب”، منوهاً بجهودهم وأدائهم، ومتمنيا لهم جميعا النجاح والتوفيق في مهامهم، لإظهار الحقيقة وخدمة الصالح.

ليعم السلام

بدوره هنأ عضو اللجنة المركزية للحزب الوطني الآشوري/ فرع بغداد، منير نيسان “الشعب العراقي وخاصة المسيحيين بحلول أعياد الميلاد المجيدة”، متمنيا ان “تكون سنة خير وسلامة على الجميع، وأن يعمَ هذا السلام على جميع أطياف الشعب العراقي”.

ويتحدث نيسان لـ”طريق الشعب”، عن وضع المسيحيين في العراق، ويبيّن ان “وضعهم في البلد لا جديد فيه، كون ما زالت هناك هجرة خارج العراق لأصحاب هذه الديانة، ويعود ذلك لعدم تطبيق القرارات الخاصة بالمسيحيين سواء بالوظائف ام بعدم إعطاء كوتا لهم في الأجهزة الأمنية والعسكرية، بحيث لا توجد لهم قبولات في الكليات العسكرية”، بحسب قوله.

ولفت الى ان “مناطق سهيل نينوى لم تشهد اعمارا او خدمات تحفز العوائل المسيحية على ان تعود لديارها”.

عرض مقالات: