اخر الاخبار

 أحلام تتلاشى وحقوق تنتهك وقوانين دولية تضرب بعرض الحائط فيسقط المزيد من الضحايا، دون أن يكترث العالم لأنفاس تلك الأطفال والنساء والشَيَبة وبالآلاف، التي يسكتها القصف الهمجي والبربري المستمر للاحتلال الاسرائيلي على قطاع غزة.

 وتظهر مقاطع فيديوية يومية من غزة – تمثل بشاعة القصف الهمجي – في استهداف الاطفال، فيما تقف الولايات المتحدة كسد منيع امام أي محاولة لإيقاف الحرب، وبات رؤساء الدول التي تدعي الديمقراطية وحقوق الانسان شركاء في الجريمة بحسب الكثير من الناشطين المدافعين عن حقوق الانسان.

وفي غزة لا نتحدث عن حق التعليم والصحة وانتهاكات تخص عمالة الأطفال، بل عن حق الحياة الذي بات يسلب ارواحهم الزهية بأبشع الطرق وأكثرها إجراماً.

 «كذبة»

وامام هذا العنف الهمجي المستمر حتى ساعة اعداد هذا التقرير، اعتبر ناشطون، في احاديث مع “طريق الشعب” أن القوانين الدولية تبين انها “كذبة”؛ إذ باتوا يشعرون انهم كانوا يعملون لسنوات بنصوص خيالية، لا تطبيق لها على ارض الواقع، عدا انها تخدم جهات معينة. وجرت الاشارة بصورة واسعة الى ما نشره استاذ القانون الدولي في لبنان كميل حبيب الذي قال عبر منصة (X) : “اعتذر من طلابي في الجامعة اللبنانية لأنني كنت متشددا في تدريس مقررات القانون الدولي، القانون الدولي الانساني، ومنظمة الامم المتحدة. فبعد الجرائم الصهيونية في غزة لم تعد هناك حاجة لتدريس هذه المقررات. حق القوة سيد العالم”.

تقول الناشطة الحقوقية العراقية، سلوى الزاهد: إن “الدول والحكومات التي سعت جاهدة لتشريع قوانين دولية خاصة تلك التي تتعلق بالأطفال، تتعرض للسيطرة من قبل الكيان الصهيوني. كما ان اقتصاد هذه الدول يخضع لسيطرة الكيان أيضا”.

وتذكر سلوى، أن عددا من أصدقائها المغتربين في بريطانيا تعرضوا للتهديد بعدم رفع العلم الفلسطيني، وعدم الهتاف بأي كلام يمس الكيان الصهيوني او يمجد فلسطين. كما يتعرضوا للمراقبة والحراسة على مدار الساعة، بدءا من أماكن عملهم.

وتشير الزاهد خلال حديثها مع “طريق الشعب”، الى ان “الكيان الصهيوني هو المسيطر بشكل رئيسي على وسائل الاعلام في دول اوروبا وامريكا”، لافتة إلى أن “نسبة كبيرة من الضرائب التي يدفعها الامريكيون وحتى العرب المقيمين هناك تذهب الى تسليح الكيان الصهيوني بالمعدات اللازمة للقتال”.

وتنوه بوجود تحرك اعلامي من داخل امريكا يسعى الى ايصال صوت العرب، وتحديدا ما يحدث في فلسطين من انتهاكات بشعة وغير إنسانية تطول الأطفال الذين لا تزال صورهم واصواتهم لا تفارق قلوبنا.

وتؤكد ان “اصواتنا وصلت ولو بنسبة ضئيلة واثرت وستؤثر باستمرارنا في نقل الحقيقة ودحض الاخبار الكاذبة التي يتناقلونها. وإن اوقفتنا خوارزميات التطبيقات التي تسعى لتقييد اصواتنا، سنتحايل عليها”.

وفي ما يخص القوانين الدولية، تشير الزاهد الى انها “لن تشهد تطبيقا الا بعد موافقة الكيان المحتل”، متسائلة عن سبب تفعيلها في الحرب الأوكرانية الروسية؟ وهل الطفولة تختلف في غزة؟

 مجتمع دولي «منافق»

اما امين سر فصائل العمل الوطني الفلسطيني، منير صبحي، فيصف المجتمع الدولي بأنه “منافق، ويقف مع الكيان الصهيوني منذ احتلال فلسطين عام 1948م”.

ويلفت صبحي في حديثه مع “طريق الشعب”، الى ممارسات الكيان الصهيوني المتمثلة في “قتل الأطفال والشيوخ والنساء، واستخدام الأسلحة المحرمة دوليا التي لم تلقَ حتى إدانة من قبل المجتمع الدولي، إضافة الى وقوف دول كبرى مع هذا الكيان الغاصب”.

ويشير إلى أن “الكيان الصهيوني له تاريخ في الاجرام، وبنى كيانه على أساس القتل”، مؤكدا أنه “لولا موقف أمريكا المساند لكان هذا الكيان الصهيوني غير موجود. كما أن الموقف العربي ضعيف جدا إزاء التمادي في الجرائم والابادات الانسانية”.

 «كابوس»

يسعى المدون والرسام العراقي حيدر النقاشي الى استثمار هوايته البسيطة في نقل الاحداث بطريقة مؤثرة وحقيقية، وسط الزيف الذي يمارس من قبل بعض المدونين والمؤثرين في مواقع التواصل الاجتماعي.

“تراودني كوابيس مأساوية”، بهذه الجملة وصف النقاشي لـ “طريق الشعب” الجرائم البشعة التي تمارس تجاه أطفال فلسطين من قبل الكيان الصهيوني.

ويتابع وصفه للأحداث التي نراها في مواقع التواصل الاجتماعي: “مناظر مهولة؛ مباني سكنية تنهار على رؤوس أصحابها؛ أشلاء أجساد الاطفال في كل مكان؛ هجومات وحشية وهمجية تتصاغر امامها مذابح النازية”.

ويضيف أن “الناس أصبحوا غير امنين حتى في دور العبادة والمستشفيات والمدارس، التي لاحها القصف، ففي غزة كل شيء مستهدف بالسلاح الصهيوني التي ترسله أمريكا”.

ويبدي النقاشي استغرابه بالقول: “ما صدمني أكثر هو موقف المجتمع الدولي الداعم لإجرام الصهاينة بل مدّهم بالسلاح والمال، لجعلهم يتمكنون من تطهير غزة عرقيا، وما يدعو للخزي أكثر هو موقف الدول العربية: زعماء اسماؤهم تملأ المسامع، لكن تبين انها مجرد دمى بيد العالم الغربي”.

وعن دوره في هذه القضية، يبين أن “اقل ما يمكننا فعله في هذه الظروف هو المساعدة قدر الامكان في فضح المجتمع الدولي امام شعوبهم وايصال صوت الشعب الفلسطيني المظلوم للعالم”.

 اتفاقيات بعرض الحائط

وتتحدث الناشطة الحقوقية سعاد الطلافحة من الأردن عن أبرز الاتفاقيات الدولية التي انتهكها الكيان الصهيوني في عدوانه الاخير على غزة، بدءا من استخدام الفسفور الابيض المحرم دوليا ضد المدنيين، وهذا يعني خرق اتفاقية “حظر الأسلحة الكيميائية (OPCW)”.

وعن اختراق اتفاقيات أخرى كان من المؤمل ان تحمي حق الطفولة، تشير الطلافحه لـ “طريق الشعب” الى “اتفاقية حقوق الطفل التابعة للأمم المتحدة التي تشدد على حماية الاطفال وقت النزاع واتفاقية جنيف الرابعة التي تنص على حماية المدنيين وخاصة الأطفال في أوقات الحروب، إضافة الى بروتوكول ملحق باتفاقية حقوق الطفل لمنع الاتجار فيهم او قتلهم. اما الاتفاقية الأخيرة فتتضمن حظر استخدام الالغام الارضية لتجنب قتل النساء والأطفال”.

كل هذه الاتفاقيات الدولية وموادها الكثيرة وتأييد دول العالم لها، لكنها لم تستطع الحفاظ على حياة الأطفال على اقل تقدير، وابعاد القتل عنهم، الذي مورس بحقهم بصور بشعة وامام انظار الجميع.

عرض مقالات: