اخر الاخبار

في ظل ازدياد عدد المركبات، لم تعد شوارع بغداد تتحمل الضغط، بل أن تأثير عوادم تلك السيارات بات واضحا ومهددا لمعيشة الناس، حيث يتصدر العراق قوائم التلوث الجوي، فيما تصنف بغداد من بين المدن الأكثر تلوثًا على مستوى العالم.

ويشير خبراء بيئيون إلى أهمية تعزيز وسائل النقل العامة وتبني التكنولوجيا النظيفة للمساهمة في الحد من هذا التلوث والحفاظ على البيئة وصحة المجتمع.

وبحسب المؤشرات العالمية الخاصة بقياس درجات نقاء الهواء، فإن العراق يحتل مراتب متقدمة في نسبة التلوث الجوي. كما تتصدر العاصمة بغداد العواصم العربية.

واحتل العراق المرتبة الثانية بأكثر دول العالم تلوثًا. فيما جاءت بغداد بالمرتبة 13 من بين المدن العالمية الأكثر تلوثًا خلال عام 2022، وذلك وفق مسح عالمي سنوي أجرته شركة سويسرية لتصنيع أجهزة تنقية الهواء.

وبات عدد المركبات التي تسير في شوارع بغداد تفوق الطاقة الاستيعابية بأضعاف، حيث ذكرت مديرية المرور العامة في تصريح، أن عدد السيارات في العاصمة بغداد تجاوز7 ملايين سيارة.

أما وزارة البيئية فذكرت في وقت سابق، أن أحد أسباب التلوث هو “أعداد السيارات الكبيرة الموجودة في البلاد؛ إذ أن العراق يفتقد وسائل النقل الجماعي، إضافة إلى عدم وجود استخدام عال للسيارات الكهربائية (الهايبرد)، فضلاً عن عدم التزام بعض المعامل والمصانع التي تكون قريبة للمدن، وكذلك زحف المدن بالقرب من مواقع المصانع”.

 مهمة ولكن..!

تقول الناشطة البيئية نجوان شاكر: “في عصرنا الحالي، لا يمكننا إنكار أهمية وسائل النقل في دعم حياتنا اليومية وتطور الاقتصاد، ومع ذلك يظهر التحليل البيئي أن وسائل النقل تلعب دورًا كبيرًا في توليد الانبعاثات الضارة بالبيئة”.

وتردف كلامها لـ “طريق الشعب” قائلة: إن “السيارات تساهم بشكل كبير في ارتفاع نسب التلوث، وتكون لها عدة أضرار على المدن السكنية، خاصةً في الحالات التي تشهد اكتظاظًا بأعداد السيارات، كمحافظة بغداد التي باتت لا تتحمل شوارعها سيارة واحدة أخرى”.

وتساهم مركبات النقل بزيادة نسب الغازات الدفيئة والتي تعد السبب الرئيس بارتفاع درجات الحرارة، ما يسهم في زيادة احتباس الحرارة وتغير المناخ. وهذا هو احد الأسباب الرئيسية المسؤولة عن ارتفاع نسبة تلوث الهواء، وبالتالي ارتفاع عدد الإصابات بالكثير من الامراض.

وتصدر سيارة متوسطة الحجم تعمل بوقود البنزين نحو 2.3 كيلوغرام من غاز ثنائي أوكسيد الكاربون، عن كل لتر من الوقود المحترق.

وتجد شاكر أن الحلول المقترحة لتقليل تلوث وسائل النقل تتمثل بـ “تعزيز التكنولوجيا النظيفة والاستثمار في وسائل النقل العامة والنقل البديل. كما يجب ان يكون هناك تعاون كبير من قبل المواطنين واستخدام وسائل النقل الصديقة للبيئة، وتشجيع السلوكيات المستدامة”.

وتضيف “يتعين على صانعي السيارات تحسين كفاءة الوقود واستخدام تكنولوجيات نظيفة، وعلى الأفراد اختيار سيارات أكثر كفاءة وتبني ممارسات القيادة البيئية”، مشددة على أهمية وضع لوائح بيئية تساهم بالحد من انبعاث السيارات وتقليل عدد المركبات عن طريق إيجاد بدائل جيدة.

من جهته، يقول عضو منظمة المناخ الأخضر العراقية، عمر الشيخلي: إن “السيارات والشاحنات تمثل النسبة الأكبر في تلوث الجو وارتفاع درجات الحرارة”، مؤكدا أهمية الانتقال لاستعمال السيارات الكهربائية، التي تعتبر صديقة للبيئة.

ويضيف خلال حديثه مع “طريق الشعب”، أن “زيادة أعداد السيارات تؤدي إلى ازدحام المرور، ما يزيد من انبعاثات السيارات ويؤثر سلبًا على جودة الهواء”.

ولمعالجة هذه المشكلة، يقترح الشيخلي “تعزيز وسائل النقل العامة وتشجيع استخدام وسائل النقل البديلة مثل الدراجات والمشي. كما يجب دعم تطوير تكنولوجيا السيارات الكهربائية والهجينة، وتطبيق سياسات بيئية صارمة للحد من انبعاثات السيارات وتشجيع التنقل النظيف”.

ويلفت الشيخلي الى وجود اتفاقيات دولية تحث على أهمية التخفيف من وسائل النقل التي تساهم في تلوث الجو، منها اتفاقية باريس حول تغير المناخ والاتفاقية الاطارية، وبالتالي فان العراق جزء من هذه الاتفاقيات ويجب أن يكون شريكا فعالا فيها.

عرض مقالات: