تشهد صفوف التعليم الدراسية في المناطق النائية والأرياف، نقصا في كوادرها التعليمية، الى جانب اكتظاظها بأعداد الطلبة، الامر الذي يعتبر أحد اهم أسباب تدني المستوى التعليمي للتلاميذ والطلبة.

تسوية ومحسوبية

وانتقد نقيب المعلمين عباس كاظم السوداني، أخيرا، نقص الملاكات التعليمية والتدريسية في مدارس المناطق الريفية والنائية، بسبب “المحسوبية والواسطات”، برغم قرارات وزارة التربية بتسوية الملاكات.

ويذكر السوداني في حديث مع “طريق الشعب”، أن “وزارة التربية تصدر بداية كل عام دراسي، قرارا بتسوية الملاكات لدى كافة المديريات العامة للتربية في بغداد والمحافظات، بعد أن يقوم المشرفون الذين يزورون المدارس بتحديد النقص لتتم معالجته”.

ويأسف السوداني لما تتعرض له هذه التسوية من تدخل للمحسوبية والنفوذ، ما يتسبب بـ”نقل او إلغاء أوامر إدارية أو مداورة الكوادر حسب النقص الحاصل”، على حد قوله.

ويطرح السوداني بعض المعالجات التي يجدها فاعلة من وجهة نظره، والتي تتمثل بجعل “المناطق النائية جاذبة وغير طاردة للكوادر التدريسية، من خلال مضاعفة الخدمة واضافتها للتقاعد، واضافة علاوة وترفيع لمن يعمل هناك”.

ويحض نقيب المعلمين على مراعاة وضع المناطق النائية والبعيدة عن المدن وعدم التوسط ومنع ذهاب الملاكات إليها خاصة وأن الأوائل على العراق غالباً ما يكونون من تلك المدن، ويجب دعمها.

موقف التربية

ويذكر المتحدث باسم وزارة التربية، كريم السيد، أن “الوزارة تسعى الى تثبيت جميع العقود والمحاضرين المجانيين على الملاك الدائم”.

ويقول في حديث خصّ به “طريق الشعب”، إنّ “هناك تشديدا على إجراءات وزارة التربية، لأجل إكمال المدارس في المناطق النائية والأرياف وعدم ترك شواغر فيها من ناحية كوادرها التدريسية”.

“مشكلة”

يقول احمد افندي، من محافظة نينوى، وهو تدريسي في إحدى المدارس الواقعة في احدى قرى المدينة، إنّ “اغلب المدارس في الأرياف تعاني نقصا في الكوادر التدريسية والمواد المنهجية، لا سيما مواد الرياضيات والفيزياء والكيمياء والعلوم الصحية واللغة الإنكليزية، وحتى معلمي اللغة العربية”، معتبرا أن هذا النقص يسبب “مشكلة كبيرة جداً”.

ويردف كلامه لـ “طريق الشعب”، قائلا: إن “المدارس تفتقر الى الكثير من الاختصاصات من ناحية الكوادر”، مؤكدا ان “اغلب المدرسين يضطرون الى الدوام في أكثر من مدرسة: يومين لكل مدرسة في محاولة لسد النقص الحاصل”.

 ويضيف، أن “هذا الأسلوب يشتت جهود المعلمين والمدرسين، بينما هناك آلاف الخريجين بانتظار فرص تعيين حكومية، ويواصلون الاحتجاجات أمام دوائر التربية في جميع المحافظات”.

ويعتبر افندي أن “النقص الحاصل في الكوادر التدريسية والبنايات التعليمية هي سبب في ظهور الدوام المزدوج والثلاثي بسبب الأعداد الكبيرة للطلبة، مقارنة بأعداد التدريسين،”، داعياً الحكومة العراقية إلى “تضمين درجات وظيفية في المحافظات التي تشهد شواغر كبيرة؛ فعدد الشواغر في محافظة النجف وحدها يبلغ أكثر من 4000 كادر تدريسي في مختلف الاختصاصات”.

ويؤكد ان النقص الكبير في كوادر التدريس يربك الأوساط التربوية، وينعكس على واقع التعليم بشكل سلبي.

عرض مقالات: