اخر الاخبار

شهدت الأسواق المحلية على مدى الشهر الماضي، ارتفاعا ملحوظا في أسعار اللحوم، اذ تجاوز سعره المتداول، الامر الذي أرجعه مراقبون الى ارتفاع أسعار صرف الدولار، وانعكاس ذلك على أسعار السلع والمواد الغذائية الأساسية ومنها اللحوم.

وبلغت أسعار اللحوم من الأغنام والعجول في بعض مناطق بغداد كالسيدية وحي الأعلام والكرادة 20 ألف دينار. اما في المناطق الشعبية فوصل السعر الى 18 ألفا، بعد أن كان يتراوح سعره سابقاً ما بين 11 إلى 15 ألف دينار للكيلو الواحد.

أسعار مبالغ فيها

وأجرت “طريق الشعب” جولة ميدانية في الأسواق المحلية، لنقل شكاوى المواطنين والتعرف الى آرائهم بهذا الشأن؛ إذ يقول المواطن احمد السيد، يسكن في جانب الكرخ من العاصمة، ان “أسعار اللحوم باتت تتجاوز مستوى دخل الفرد العراقي وقدرته الشرائية”.

وقال إن سعر الكيلو غرام الواحد من اللحم الأحمر أصبح 19 ألف دينار، مشيرا الى ان هذه الأسعار مبالغ فيها جدا.

واضاف المواطن، ان العديد من التجار يستغلون الوضع العام، لزيادة اسعار المواد الغذائية والسلع.

أغنام مستوردة

وعن أسباب الارتفاع، يذكر داوود علي، صاحب محل لبيع اللحوم، ان “بعض تجار اللحوم، يستوردون الاغنام من سوريا وتركيا وإيران، فيما يتم استيراد العجول من أوكرانيا، وهذا الاستيراد مرتبط بتذبذب سعر الدولار”.

ويذكر علي لـ”طريق الشعب”، ان كثيرا من التجار لجأ الى استيراد العجول والمواشي لان المحلية منها لا تكفي لسد حاجة الاسواق العراقية، وبالتالي فان فعل الاستيراد يخضع لمؤشر الدولار.

ويشير الى احتيال بعض بائعين اللحوم على الناس، قائلا: يدعون أن اللحوم المستوردة عراقية، مستغلين جهل المواطنين في التمييز بين أنواع اللحوم، الا في حالة طبخها.

بعضهم استغنى عن شرائه

اما المواطنة زها حيدر، فأكدت استغناءها بشكل نهائي عن شراء اللحوم، واتجهت الى شراء الدجاج، إذ أشارت الى ان اللحوم البيضاء برغم ارتفاع اسعارها مؤخرا لكنه يبقى مناسبا مقارنة بأسعار لحوم الأغنام والعجول.

وطالبت زها الجهات الرقابية والجهات ذات الشأن بالتدخل وفرض التسعيرة القديمة لأن “من غير اللائق ان يستغل التجار والبائعون الازمات للحصول على أرباح إضافية”.

وفي السياق ذاته، يؤكد صاحب محل لبيع اللحوم اخر، علي البياتي، ان “غالبية اللحوم المتوفرة في الأسواق هي إنتاج محلي”، لافتا الى وجود بعض المشاكل التي تعيق قطاع الثروة الحيوانية ومربي المواشي، منها “الجفاف الحاصل للمياه، وغلاء أسعار الاعلاف الحيوانية، يرافقه انعدام الدعم الحكومي لهذا القطاع، لإعادة انعاشه”.

ويردف كلامه مع مراسل “طريق الشعب”، ان التاجر أصبح يشتري الحيوانات من المربين بأسعار اعلى مما كانت في السابق.

ويذكر التدريسي لمادة الاقتصاد، علي المعموري، أن “ارتفاع أسعار اللحوم اصبح عبئا آخر يتحمله المواطن”، مشيرا الى ان هذا الارتفاع جاء بعد سلسلة من الارتفاعات في السلع والمواد الغذائية”.

ويبيّن المعموري في حديث مع “طريق الشعب”، ان “انعدام الدعم الحكومي للثروة الحيوانية ولمربي الحيوانات، أحد أسباب ارتفاع أسعار المواشي والدواجن المحلية”، لافتا إلى أن غياب الدعم جعل التجار يعتمدون على شراء اللحوم المستوردة، لرخص أسعارها مقارنة بالمحلي”.

ويؤشر المعموري “غيابا واضحا” لرقابة الجهات المعنية بهذا الشأن، إضافة إلى فوضى السوق الاقتصادي، بسبب القرارات السياسية التي تتحكم بالنظام الاقتصادي والمالي.