اخر الاخبار

قام الكثير من الشباب العراقي، في الآونة الاخيرة بفعاليات تطوعية خيرية، هدفها تقديم الخدمات العامة دون مقابل، ومن الواضح هذه الفعاليات نابعة من الاحساس العميق بالمسؤولية تجاه الآخرين.

ونشطات مجموعات من الشباب في تنظيف جانبي دجلة والفرات في حملة انطلقت صغيرة ثم توسعت لتشمل مدناً كثيرة في العراق، كما كان لشباب الموصل فعاليات تطوعية واسعة بعد تحرير مدينتهم من تنظيم داعش الارهابي، واعادوا الحياة للكثير من المدن المخربة، بجهود فردية وجماعية.

مراسلة “طريق الشعب” اجرت الاستطلاع التالي في مناسبة اليوم الدولي للمتطوعين، الذي تحتفل به الامم المتحدة هذه السنة تحت شعار “التضامن بالعمل التطوعي”. وتسلط هذه الاحتفالية الضوء على القوة الجمعية لإنسانيتنا في صنع تغيير إيجابي بالعمل التطوعي.

عطاء

يقول برهم حامد (مشرف على مجموعة من المتطوعين)، بمحافظة كركوك: ان «العمل التطوعي عبارة عن تقديم عمل دون انتظار مقابل مالي، وهذا ينبع من الإحساس بالمسؤولية تجاه المحيط».

ويضيف في حديثه لـ «طريق الشعب»، ان «هذا العمل له حيز في المجتمعات المتقدمة، كونه يساهم بشكل فعال في حالات الطوارئ التي تتعرض لها البلدان، وفي الأزمات الطبيعية والكوارث أو عمليات النزوح التي تنشأ بسبب الحروب».

ويرى ان العمل التطوعي هو عملية تبادلية، حيث يمنح المتطوع ما يملك من وقت وخبرات ومواد في المقابل يمنح خبرات ومعلومات تساهم في صقله أكثر، وفي كثير من الأحيان تهيأ له فرص عمل وتفتح له افاق كثيرة.

اكتساب مهارات

ويبين أن «هدف العمل التطوعي، تقديم ما تملك من إمكانيات ولو كانت بسيطة، بشكل اختياري غير خاضع للإجبار، دون انتظار رد بإعادة الخدمة لك»، مشيرا الى ان «العمل التطوعي يساعد على النمو الفكري للفرد مع التطوير المهني».

العمل التطوعي لا يكون بالضرورة انتماء الى فرق او منظمات اغاثية، حيث يستطيع الفرد ان يقدم خدمات بشكل تطوعي فردي، لكن يشترط يكون مؤمنا بالعمل الانساني او بالخدمة التي يسعى الى تقديمها.

أما مستشار الشباب لدى الأمم المتحدة، قيصر الوردي، (متطوع منذ عام 2011)، فقد كان للعمل التطوعي نصيب في إحداث تغيير شامل لحياته، حيث أصبح فردا فعالا شاعرا بالمسؤولية، إضافة الى تكوين اهداف وطموح سعى لتحقيقها من خلال هذا التطوع.

عزز العمل التطوعي لدى الوردي الشعور بالمسؤولية تجاه البلد، خاصة عندما وجد ان محتوى حياته قد تغير بعد دخوله مجال التطوع.

مساحة آمنة للشباب

ومن جهة نظر الوردي، يرى أن العمل التطوعي هو “العمود الصلب والحيوي الذي يستند عليه العراق منذ السنوات الأخيرة والى الان، كونه من أهمّ النشاطات العامة التي تساهم في المحافظة على تطور المجتمع، وتخفف من صدى المشكلات فيه»، مشيرا الى انه «يعتبر مكانا لاستيعاب طاقات الشباب وابداعاتهم ومواهبهم، والعمل على احتوائها وصقلها».

يساعد العمل التطوعي الافراد في البحث واكتشاف هواياتهم وتطويرها من خلال الاطلاع والاشتراك في تجارب مختلفة في مجالات الحياة. إضافة الى صنع اهداف ورؤى لمستقبلهم، وإرشادهم للوصول الى مستوى التميز بين الطرق السيئة والجيدة، وهو مساحة واسعة للتجارب القابلة للنجاح والفشل، فيما يسهم بتصدير أفراد مهيئين لحياة العمل، سواء في جانب الأعمال في القطاع الخاص أم الوظائف في القطاع الحكومي، إضافة الى تصدير أشخاص داعمين للتغيير الحقيقي. بحسب ما اوضح الوردي.

دعم المواهب الناشئة

وبالحديث عن إنجازات العمل التطوعي، يذكر لـ»طريق الشعب»، بعضا منها: «احيا بعض الشباب روح العروض الموسيقية المباشرة في الشوارع والمطاعم والمهرجانات، إضافة الى مساهمته في دعم المواهب الناشئة كالأعمال اليدوية والنحت والرسم، وساهم في انشاء شركات اصبح لها صدى كبير على النطاق المحلي».

ويرى ان اهم إنجاز يحتسب للعمل التطوعي هو احياء الامل داخل الشباب بحياة قابلة للعيش، رغم كل الصراعات السياسية والاقتصادية، وهو خيار موفق للشباب من كلا الجنسين للانطلاق منه للحياة.

كلمة تحفيزية

وفي ختام حديثه، وجّه الوردي رسالة للشباب، يقول فيها ان التطوع كان «التغيير الحقيقي الذي حصل في حياتي كشاب، فقد منحني حافزا لخلق اهداف والسعي للعمل عليها من خلال بناء المهارات وخلق شبكة علاقات تواصل اجتماعي، وهذا ما هالني لاحقا للحصول على فرص عمل وفق قياس ما طمحت له».

وحث الشباب على «الدخول في مجالات العمل التطوعي المختلفة للحصول على فرص اكتشاف الذات، وان يكونوا جزءا من التغيير الإيجابي الشامل في مجتمعاتهم».

اما برهم حامد فكانت كلمته لتشجيع الشباب على فهم العمل التطوعي: «دعونا نعمل من أجل الانسانية «يدا واحدة»، لنرسم الفرحة والسعادة لدى الفئات المهمشة او الضعيفة»، داعيا الى تحويل العمل التطوعي الى نمط حياة يسعى للقضاء على التمييز والتطرف إضافة الى تقديم المساعدة لمن يحتاجها.

عرض مقالات: