اخر الاخبار

فيما كان المواطنون يستمتعون بعطلة عيد الأضحى، كان عمال النظافة يواصلون عملهم دون انقطاع، في ظل ظروف قاسية تشمل ارتفاع درجات الحرارة وتكدس نفايات الإحتفالات وغياب متطلبات السلامة. ورغم تثبيت العديد منهم على الملاك الدائم، إلا أن معاناتهم من تدني الرواتب واستمرار التجاهل الحكومي لحقوقهم الأساسية بقيت تلقي بظلالها الثقيلة على واقعهم اليومي.

استنفار في العيد

يقول عامل النظافة محمد حسين لـ”طريق الشعب” إنه "على الرغم من الإعلان الحكومي عن عطلة رسمية لجميع الوزارات خلال أيام عيد الأضحى، يواصل عمال النظافة عملهم بوتيرة مكثفة، خصوصا في المناطق التجارية والسياحية التي تشهد تجمعات كبيرة للمواطنين". وأضاف أن هذا الواقع يفرض استنفار جهود أمانة بغداد وتكثيف حملات التنظيف.

غياب الوعي المجتمعي

ويشير محمد إلى أن "قلة الوعي لدى الكثير من المواطنين وغياب الخدمات الأساسية مثل الأرصفة المنظّمة، إلى جانب الوقوف العشوائي للمركبات، تشكّل تحديات كبيرة تواجه عمال النظافة في تحقيق النتائج المرجوة من عملهم".

ويذكر محمد، الذي يعمل في الوجبة الصباحية، أن الأجور التي يتقاضاها شهريا تبلغ "300 ألف دينار فقط"، رغم تثبيته على الملاك الدائم منذ أكثر من عامين، ويضيف "نفتقر إلى جميع أشكال متطلبات السلامة أثناء العمل".

إصابات بالغة بسبب أشعة الشمس

وحول طبيعة العمل في فصل الصيف، يؤكد محمد على "عدم وجود أي شكل من أشكال الحماية لعمال النظافة باستثناء البدلة الفسفورية التي تحميهم من الحوادث المرورية، وحتى معدات النظافة التي تُعطى للعامل هي متهالكة ولا يعتمد عليها أثناء العمل بل وتزيد من جهد العامل". ولفت الانتباه إلى أن "الكثير من زملائه تعرضوا لإصابات وحالات إغماء أثناء العمل بسبب ارتفاع درجات الحرارة".

سلوكيات تزيد المعاناة

من جانبه، أشار عامل النظافة آوس كمال إلى أن "غياب وعي العديد من المواطنين يزيد من معاناة عمّال النظافة". وقال لـ”طريق الشعب” "على الرغم من توفر حاويات خاصة للنفايات، خصوصا في الأماكن السياحية، يتعمد الكثير من المواطنين رمي مخلفاتهم على الأرض والحدائق العامة، ما يزيد من متاعب العمال خلال عطلة العيد". وأوضح آوس أنه يتقاضى "270 ألف دينار شهريا" رغم تثبيته على الملاك الدائم منذ عامين.

أجور متدنية

ويشير آوس إلى أن "عمال النظافة يعانون من مظلومية كبيرة من جميع الجوانب"، ويضيف "على الرغم من ضغط العمل وغياب متطلبات السلامة وتواصل المطالبات بتحسين أجور عملنا، فإننا ما زلنا نتقاضى رواتب متدنية لا ترتقي حتى لمستوى الرواتب التقاعدية ".

الأمراض والمخاطر الصحية

يقول العامل عمار علي لـ”طريق الشعب” إن "عمال النظافة هم أكثر الفئات عرضة لمختلف أنواع الأمراض نتيجة لظروف العمل الصعبة، وأشدها تأثيرا هو ارتفاع درجات الحرارة". وأكد على أن "أمانة بغداد لا توفر أي حماية من أشعة الشمس"، ما دفع العمال إلى اتخاذ تدابير شخصية لحماية أنفسهم من أشعة الشمس الحارقة بوسائل بسيطة مثل ارتداء اللثام والقبعات وتغطية الأطراف بالأقمشة. وأضاف أنه يتقاضى "170 ألف دينار شهريا مقابل 7 ساعات عمل يوميا"، مشيرا إلى أن "هذه الأجور لا تسد احتياجات الحياة اليومية". وأوضح أن عطلة عيد الأضحى اقتصرت على "زيارة واحدة إلى بيت العائلة دون شراء أي شيء يُسعد الأطفال".

مطالب بتوحيد الأجور

يطالب عمال النظافة الحكومة بتطبيق سلم الرواتب وزيادة أجورهم بما يتناسب مع طبيعة عملهم الشاق، وتسويتهم برواتب الموظفين في القطاعات الحكومية الأخرى، واحتساب مخصصات خطورة أسوة بالقوات الأمنية أو العاملين في الميدان الصحي.

وأخيرا، يظل عمال النظافة يكافحون في ظروف عمل قاسية دون تعويض عادل أو حماية كافية. ويتطلب استمرار تجاهل مطالبهم، تحركا جاداً من الجهات المعنية لتحسين أوضاعهم المعيشية وضمان حقوقهم.