يعاني قضاء غماس في محافظة الديوانية من سوء الخدمات وتلكؤ المشاريع، على رأسها مشكلة الكهرباء، ونتيجة لذلك يخرج سكانها للاحتجاج بين حين وآخر. وكانت آخر هذه الاحتجاجات قبل أيام، والتي أسفرت عن إقالة مدير توزيع كهرباء المحافظة. ويحشد المتظاهرون الآن لتظاهرة جديدة الأسبوع المقبل.
وصوّت مجلس محافظة الديوانية، يوم 14 من الشهر الجاري، خلال جلسة طارئة بالأغلبية المطلقة على اقالة مدير توزيع كهرباء الديوانية م. رواد ماكون من منصبه، نتيجة تردي التجهيز الكهربائي في المحافظة.
الكهرباء.. شرارة الاحتجاجات
وأفاد رامي الشلبي، أحد متظاهري القضاء، أن الأسباب الرئيسة للاحتجاجات الحالية تكمن في قلة تجهيز الطاقة الكهربائية والتلكؤ في تنفيذ مشروع مجاري غماس الكبير. وأشار إلى أن «هذا التلكؤ أدى إلى شل حركة السيارات داخل المدينة، ما أثار غضب الأهالي ودفعهم للثورة في وجه الحكومة المحلية في الديوانية، والمطالبة بإقالة المحافظ».
وقال الشلبي في حديث مع مراسل «طريق الشعب»، إن «تدهور البنية التحتية في المدينة وتأخر تنفيذ مشروع المجاري، إلى جانب النقص المستمر في توفير الكهرباء، أدى إلى تفاقم الأوضاع المعيشية للأهالي. لم يعد بإمكاننا التحمل أكثر، فقد أصبح الوضع لا يطاق».
وأضاف الشلبي، «لقد رفعنا سقف مطالبنا لإقالة المحافظ، ونحن مصممون على الاستمرار في احتجاجاتنا حتى تتم تلبية مطالبنا العادلة»، مؤكدا أن هناك تحشيداً قوياً لتظاهرات أخرى من المقرر أن تُقام بعد أسبوع من الآن، مع توقعات بزيادة أعداد المشاركين وتصعيد الضغط على السلطات المحلية لتحقيق التغيير المنشود.
واختتم الشلبي بأن المتظاهرين في قضاء غماس يسعون للحصول على حقوقهم المشروعة في خدمات أفضل وظروف معيشية كريمة، مشدداً على ضرورة استجابة الحكومة المحلية لمطالبهم بأسرع وقت ممكن، لتجنب تفاقم الأزمة.
تبا
وقال محمد أمين صحفي من الديوانية، أن غماس يعد من أهم الأقضية في المحافظة، حيث يبعد حوالي 65 إلى 70 كيلومتراً عن مركز المحافظة، مشيراً الى أن «القضاء يعاني من تراجع الخدمات، خاصة في مشروع مجاري غماس الكبير».
وأضاف أمين لـ «طريق الشعب»، أن «أبناء القضاء خرجوا في تظاهرة احتجاجاً على انقطاع التيار الكهربائي المستمر، ومن ثم استمرت التظاهرات والاعتصامات للمطالبة بتحسين الخدمات.»
وفي ما يخص الإجراءات الحكومية، أشار أمين إلى أن «الحكومة أرسلت وفداً من رئاسة الوزراء برئاسة وكيل وزير الكهرباء ومدير عام توزيع كهرباء الفرات الأوسط بالإضافة إلى مدير كهرباء الديوانية.
وتابع أمين بالقول إن «الوفد قام بزيارة المحافظة ووجه بتجهيز الكهرباء لصالح القضاء. كما أرسل قرابة عشرين محولة كهربائية لفك اختناقات التيار الكهربائي. كذلك تم إعطاء توجيه بعدم قطع الكهرباء عن المزارعين، نظراً لأن قضاء غماس يشتهر بزراعة الرز العنبر».
وأكد أمين، أن تشكيل هذا الوفد جاء بأمر من رئيس الوزراء محمد السوداني، وبتوجيه من وزير الكهرباء، لحل مشكلة الكهرباء التي بسببها خرج أهالي غماس في تظاهراتهم.
واختتم أمين تصريحه قائلاً: ان «الإجراءات الحكومية تأتي في إطار الاستجابة لمطالب الأهالي. ونأمل أن تؤدي إلى تحسين الوضع الخدمي في القضاء، وإنهاء معاناة السكان».
وقال عضو لجنة الخدمات في محافظة الديوانية، إياد الميالي: ان غماس يتبع محافظة الديوانية. ويبلغ عدد سكان القضاء أكثر من مئة ألف نسمة، ويمتاز بزراعة الشلب، تحديدًا مادتي العنبر والياسمين.
وفي حديث الميالي مع «طريق الشعب» أوضح، أن «القضاء يشهد حركة عمرانية لا بأس بها، إلا أنها تعرضت للتلكؤ في الفترة الأخيرة»، ملوحاً إلى أن المشاريع المتلكئة في محافظة الديوانية ونواحيها غالبًا ما تكون مشاريع وزارية، وليست مشاريع تنمية الأقاليم التي تدرج من قبل الحكومة المحلية»، وعلى سبيل المثال، ذكر مشروع مستشفى غماس الذي يتلكأ منذ سنوات طويلة، وكذلك مشروع مجاري غماس الذي تم البدء به قبل أكثر من سنة، ولكنه الآن يعاني من التلكؤ لأسباب عديدة، منها قلة التخصيصات ورداءة مستوى الشركات التي تُحال إليها مثل هذه المشاريع الاستراتيجية، بحسب الميالي.
وأضاف الميالي، أن «الطرق الريفية والشبكة الكهربائية وشبكات المياه والتعليم في القضاء تُعتبر جيدة، إلا أن مشكلة المجاري هي الأبرز، حيث يتم تنفيذ شبكات مجاري في القضاء لأول مرة».
وبالنسبة لحصة القضاء من الطاقة الكهربائية، أشار الميالي إلى أن «القضاء يحتاج إلى مضاعفة حصته من الطاقة الكهربائية خلال فصل الصيف، نظرًا لاعتماد زراعة الشلب على الري بالغمر الذي يتطلب تشغيل مضخات الماء بالطاقة الكهربائية».
وأكد الميالي، أن موضوع الطاقة الكهربائية ليس من اختصاص الحكومة المحلية، بل هو موضوع وطني تتولى مسؤوليته الحكومة المركزية. وأوضح أن التظاهرات التي خرجت في القضاء سببها الرئيس هو «تردي التيار الكهربائي»، معرباً عن أمله في تحسن الوضع بفضل توصيات رئيس الوزراء الخاصة بمحافظة الديوانية، التي عانت من الإهمال في السنوات الماضية.
ووفقا للميالي فإن الأوضاع العامة في المحافظة بدأت تشهد «نهوضًا عمرانيًا جيدًا بفضل مشاريع تنمية الأقاليم، على الرغم من تلكؤ بعض المشاريع الوزارية»، موضحا أن الأقضية والنواحي المتخصصة بزراعة الشلب، مثل المهنوية والصلاحية وغماس والشنافية، تحتاج إلى زيادة في حصة الطاقة الكهربائية، نظرا لاستهلاك مضخات الماء للكهرباء بشكل كبير.