اخر الاخبار

كانت بحيرة الحبانية قبلة للسيّاح القادمين من مختلف مناطق البلاد ومن خارجها، لكنها تحوّلت اليوم إلى ظلّ لما كان عليه في الماضي، وسط إهمال حكومي وظروف جفاف قاسية، تضع مستقبلها على المحك.

ونالت بحيرة الحبانية اهتماما كبيرا، بوصفها أحد أهم المنتجعات السياحية في الشرق الأوسط.

بحيرة خاوية

يقول مدير المدينة السياحية في الحبانية مؤيد المشوح: إنها تأسست في نهاية السبعينيات، نفذتها شركة فرنسية، مشيرا الى ان «أهم ما يميز المدينة هو وجود بحيرة الحبانية، التي تحتضن على ضفافها مرافق تمتد على مساحة 2666 دونما، تشمل أماكن للترفيه، وكازينوهات، وحدائق خضراء، وأسواقا صغيرة، وألعابا للأطفال، ومطاعم».

ويضيف المشوح في تصريح لمراسل «طريق الشعب»، أن «المدينة تعرضت للإهمال لعدة أسباب، إلا أنه تمت إعادة تأهيل نصف المدينة في عام 2019»، مشيرا الى ان التحدي الابرز هو «شح المياه» حيث تبدو البحيرة شبه خاوية.

ويذكر ان «أغلب الشركات الخاسرة في المدينة لا تعمل على توظيف موظفين جدد بدلا من المتقاعدين، الامر الذي يجعلها تواجه ندرة في الكوادر البشرية»، مبينا أن «كان عدد الموظفين كان 600 سابقا، أما اليوم فقد انخفض إلى 80 موظفًا».3

ويردف المشوح كلامه، أن المدينة السياحية تمت احالتها إلى مستثمر جديد وسيباشر العمل فيها قريبًا.

إهمال وشبهات فساد

وتعد مدينة الحبانية أقدم المدن السياحية في العراق، وفقًا للناشط البيئي محمد المجيد.

وقال المجيد لمراسل «طريق الشعب»، إن «المدينة السياحية تضم منتجعًا سياحيًا واحدًا وفندقا»، مضيفا ان «الإهمال يجتاح المدينة منذ سنوات، فلم يشهد الفندق أي أعمال تطوير، على عكس المنتجع الذي نال بعض الاهتمام».

وأشار إلى وجود «استثمارات سابقة، كانت اشبه بالعروض الإعلامية»، منبهاً إلى ان الإهمال وشح المياه وسوء السياسات البيئية أحالت بحيرة الحبانية الى ارض صحراء خالية من التنوع الإحيائي»، داعيا الحكومة الى تطوير المدينة السياحية لتحقيق نهضة اقتصادية وثقافية في الأنبار.

أهمية اقتصادية

من جانبه، قال وائل الطائي باحث في الشأن الاقتصادي من محافظة الانبار: إن «المدينة تحظى بأهمية اقتصادية كبيرة، فمن الممكن ان ينعكس استثمار الحبانية إيجابا على واقع المدينة»، مؤكدا أنها تتميز بتنوع إحيائي وموارد طبيعية».

وأضاف الطائي في حديث مع «طريق الشعب»، أنّ «الحبانية تعد وجهة مثالية للأنشطة الترفيهية والرياضية، وتطوير هذه المناطق سيزيد من جاذبيتها بشكل كبير، ويسهم في الحفاظ على البيئة»، مضيفا أن «تحسين واقع المدينة السياحية، مرتبط أيضا بتوفير بنية تحتية متكاملة تشمل الطرق والكهرباء والمياه».

وأشار إلى أن «الفساد الإداري والمالي في المحافظة أرهق كافة القطاعات، بما في ذلك القطاع السياحي، ولا سيما في مدينة الحبانية التي يمكن أن توفر العديد من فرص العمل وتحسن واقع المعيشة لسكان المناطق المجاورة».

ويملك والد الطائي متجراً صغيراً في مدينة الحبانية يعمل به منذ سنوات، حيث ينقل عنه القول: إن «العام الماضي يعد اكثر الأعوام قسوة على المدينة، حيث اصبح عدد الزوار قليل جداً مقارنة ببقية السنوات».

يذكر أن مدينة الحبانية السياحية، كانت ضمن قائمة الوجهات الترفيهية التي تروج لها الشركات السياحية العاملة في العراق؛ حيث تم افتتاح المنتجع الكبير في المدينة عام 1979، امام بحيرة الحبانية التي أنشئت عام 1956 بصفتها مشروعاً يمنع فيضان نهر الفرات، وصنفت المدينة بين أفضل منتجعات الشرق الأوسط، لما تمتعت به من خدمات متنوعة توفر للزائر متعة الاستجمام والترفيه.

وفي وقتٍ سابق، أعلن قائممقام مدينة الحبانية بمحافظة الأنبار، عن خطط لتطوير مدينة الحبانية السياحية عبر الاستثمار، فيما أشار إلى أن «الخطط تتضمن توسيع المدينة السياحية وبناء منازل وتأهيل الفندق».

عرض مقالات: