اخر الاخبار

يتسبب الدخان الأسود المتصاعد من “كور” معامل الطابوق في ناحية الحيدرية شمال محافظة النجف، في ارتفاع معدلات الاختناق والإصابات بأمراض مختلفة، بالرغم من المطالبات الحثيثة من قبل الاهالي وحتى الجهات الحكومية المحلية بإزالة تلك الكور، لكن تدخلات عشائرية تمنع ذلك.

اختناق

يقول الصحفي محمود رياض، أحد سكان ناحية الحيدرية، إنّ “الناحية تشهد العديد من حالات الاختناق بين السكان. كما تعاني من ارتفاع في عدد مرضى السرطان”، بسبب معامل الطابوق العشوائية وغير النظامية.

ويضيف رياض لـ “طريق الشعب”، أن “بعض هذه المعامل ينسب إلى طويريج، والبعض الآخر يقع شمال ناحية الحيدرية التي تتبع إدارياً محافظة النجف”. وأشار إلى أنه في العديد من المرات “تم تسجيل أكثر من 100 حالة اختناق في يوم واحد، نُقل بعضهم إلى مستشفى الحيدرية، وآخرون تم نقلهم إلى مستشفى الحكيم والصدر في النجف”.

وينبه رياض إلى وجود العديد من المطالبات والمناشدات من قبل الأهالي وممثلي المنطقة في مجلس المحافظة، لازالة تلك المعامل، إلا أن سلطة المال ونفوذ مالكي هذه المعامل تحول دون ذلك.

ويؤكد رياض أن “المناطق الريفية هي الأكثر تضرراً، حيث سُجلت العديد من الحالات السرطانية خلال السنوات الأربع الماضية”، معرباً عن أسفه لغياب إجراءات الوقاية للحفاظ على بيئة صحية وضمان سلامة المواطنين، لافتا الى ان المواد المستخدمة في تلك المعامل، غير شرعية، بسبب خطورتها البيئية والصحية.

محاسبتها!

وفي السياق ذاته، يقول محمد الكرعاوي، وهو مواطن من ناحية الحيدرية يعمل في مستشفى الحيدرية، أن “معامل الطابوق في الناحية مستمرة في العمل منذ عقود”، مؤكداً عدم وجود أية إجراءات تُتخذ لتقليل الانبعاثات الغازية والدخان، أو إيجاد حلول أخرى.

ويضيف الكرعاوي في حديث مع “طريق الشعب”، أن “الدخان الكثيف من معامل الطابوق (الكور) يُعد من الظواهر السلبية وغير القانونية المستشرية منذ زمن، وهذه المعامل مستمرة بالعمل دون تطبيق الإجراءات اللازمة لتقليل هذه الانبعاثات، ما يؤثر سلباً على صحة الإنسان والحيوان”.

وطبقا للكرعاوي، فان كثيرا من الاهالي اضطروا الى تغيير مكان سكنهم بعيداً عنها.

ويدعو المتحدث الى “متابعة الصهاريج غير المرخصة التي تنقل مادة النفط الأسود للمعامل، وتوجيه نقاط التفتيش الأمنية بعدم السماح بمرورها إلى تلك الكور”.

ويختتم حديثه بأن “مستشفى الحيدرية العام يستقبل العديد من حالات الاختناق وأمراض العجز التنفسي، وأن أغلب هذه الحالات سببها دخان معامل الطابوق”.

معامل «غير قانونية»

من جانبه، قال مسؤول شعبة التوعية والإعلام البيئي في مديرية بيئة النجف، حيدر سالم: إن “معامل الطابوق (الكور) تحظى بمتابعة المديرية التي يكون دورها رقابياً واستشارياً، حيث يتم إجراء زيارات ميدانية وتوثيق كافة التفاصيل، ثم تُرفع لاحقاً إلى الجهات المعنية”.

وأضاف سالم في تصريح لـ”طريق الشعب”، أن “معامل الطابوق (الكور) في ناحية الحيدرية هي مشاريع تجاوز، أي أنها لا تملك أي رخص أو موافقات قانونية”، مؤكداً أن الحل يتمثل في إزالتها، وهذه مسؤولية الجهات الأمنية.

وأكد أن محاولات جرت لإزالة تلك الكور من قبل مديرية البيئة ومسؤول الناحية، لكنها فشلت بسبب التدخل العشائري والضعف الأمني، مؤكدا أن “مدير الناحية طالب في وقت سابق بتدخل جهات أمنية من خارج المنطقة، لابعاد الضغوط العشائرية التي تتعرض لها الجهات الامنية الماسكة للمنطقة”.

وبيّن سالم، أن أصحاب هذه المعامل يستخدمون وقوداً ضاراً بالبيئة وموادَ سامة وملوثة جداً، وبعضهم يعمل في الخفاء أيام العطل، مشيرا الى أن أراضي الكور هي عقارات تابعة للدولة ومخصصة للزراعة، وقد تم سابقاً اعتقال مجموعة من أصحاب الكور ومحاكمتهم.

وعن إجراءات مديرية البيئة، ذكر أنها “تقوم بعملية الرصد والمراقبة بشكل مستمر، ما أسفر عن تراجع كبير في الحالة بعد ارتفاع أعداد معامل الطابوق بشكل ملحوظ. تمت مفاتحة الادارات المحلية للعمل على إزالة التجاوزات، ومخاطبة الجهات الأمنية لمتابعة هذه الظاهرة واتخاذ الإجراءات اللازمة للحد منها”.

عرض مقالات: