اخر الاخبار

تأثرت الحركة السياحية في العراق كثيراً بالأحداث السياسية والظروف الأمنية، حيث شكلت تجربة صعبة ومعقدة للسياح، على الرغم من أن تلك الصورة السلبية بدأت تتلاشى، إلا أن هناك تحديات مستمرة تواجه هذا القطاع الحيوي.

يقول السائح الاجنبي صاموئيل بروساليس انه يزور «العراق بين الحين والآخر رفقة مجموعة من الأصدقاء لغرض السياحة واستكشاف المناطق الاثرية».

ويضيف ان أكثر ما لفت انتباهه هو لطافة الناس، واحترامهم للأجانب ولثقافاتهم وأديانهم، منوها بـ»المستوى الثقافي والعلمي لدى للعراقيين».

ويشير في حديث مع مراسل «طريق الشعب»، الى أنه قام بزيارة بغداد وكربلاء وبابل والناصرية وأربيل والموصل، ويتمنى أن يعود لتلك المناطق بأقرب وقت: «أصبح لديّ أصدقاء ورفقة عراقية جميلة».

قلة الدعم الحكومي

يؤكد عماد الهيتي، العامل في شركة سياحية في محافظة الأنبار، أنّ «السياحة تعد قطاعا حيويا ينشط في فترات معينة، ويزدهر بشكل كبير في الظروف الجوية الملائمة، والمناسبات الاحتفالية العامة».

ويقول لـ»طريق الشعب»، «نحن كشركة سياحية نتبنى استراتيجيات ترويجية مبتكرة في هذه المواسم، من خلال تقديم عروض مغرية وتخفيضات جذابة، بهدف تشجيع الناس على استكشاف جماليات العراق والاستمتاع بتجارب السفر والسياحة».

ويواصل الهيتي حديثه، قائلا: إنّ «التحديات التي تواجه قطاع السياحة في العراق ليست قليلة؛ حيث يعاني من ضعف الدعم الحكومي والتأثير السلبي للصورة السيّئة للبلاد في وسائل الإعلام الدولية، والتي أفرزتها في وقت سابق الظروف الامنية والسياسية التي مرّ بها البلد خلال الفترات السابقة، وقلة الترويج للمواقع السياحية».

ويرى أن من الضروري «تعزيز الجهود الحكومية لدعم وتطوير القطاع السياحي، بما يساهم في تعزيز الاقتصاد الوطني وتوفير فرص العمل، وتحسين الصورة الدولية عن العراق».

ويشير الهيتي الى العوامل التي تميز محافظة الأنبار: «تراثها الثقافي الغني والنواعير التاريخية التي تعتبر جزءًا من التراث العالمي لليونسكو»، مطالبا بـ «زيادة الاهتمام بصيانة المعالم السياحية وتحسين الخدمات السياحية، بما يلبي تطلعات السياح ويحافظ على سمعة العراق كوجهة سياحية مميزة».

قلة الاموال

في سياق متصل، يحث المرافق السياحي من محافظة ذي قار، رسول نوري، على أهمية تقديم التدريب والتأهيل المناسب للعاملين في القطاع السياحي، بمن في ذلك السائقون والمرشدون السياحيون والعاملون في الفنادق.

ويوضح نوري لـ «طريق الشعب»، أن العراق يتمتع بمجموعة من العوامل التي تجعله في صدارة البلدان الجاذبة للسياحة، بفضل التاريخ العريق والتراث الثقافي والعلمي والديني العميق لبلادنا، فضلاً عن التنوع الجغرافي الذي يمتد من شماله إلى جنوبه.

ويضيف نوري، أن «الاستثمار في القطاع السياحي يمكن أن يحقق نتائج مذهلة، إذ يمكن أن يزيد عدد السياح إلى مستويات مضاعفة مما هو عليه الآن، وهذا يمثل إضافة مهمة للاقتصاد الوطني. كما يمكن ان يخلق ايدي عاملة ماهرة»، مشيراً الى ان «العديد من المرافقين تأثروا اقتصاديا بانحسار السياحة خلال الفترات السابقة».

ويعرب المتحدث عن قلقه إزاء ضعف الدعم الحكومي لتطوير القطاع السياحي، مضيفاً أن «الايرادات المالية الحالية من السياحة لا تلبي الطموحات المستقبلية للبلاد.

ويرى، أن «فرض ضريبة على الزائرين ليست الحل الأمثل، بل يجب التركيز على تحسين البنية التحتية وتطوير الخدمات السياحية ومعالجة نقص المياه وقلة الاطلاقات المائية التي تؤثر سلبًا على تجربة السياح خاصة عند المناطق القريبة من الانهر».

ويلفت الى «وجود مواقع سياحية مهملة بالكامل، انما جعلتها النفايات تقاسي الاندثار»، عازيا ذلك الى قلة التخصيصات المالية وغياب الرقابة والمتابعة الدورية، بالإضافة الى ان بعض السواح يتحملون جزءا من المسؤولية، حيث يفتقدون الحرص والوعي بالحفاظ على الاماكن العامة.

ويختم نوري بالتأكيد على أن «الاهتمام بالسياحة وتطويرها يمكن أن يكون إضافة هامة للواقع الاقتصادي العراقي، بالإضافة إلى تحسين صورة العراق على الصعيد الدولي ونقلها من الصورة السوداوية المشوهة إلى صورة إيجابية ومشرقة».

مدينة سياحية

ومن أجل دعم السياحة وتوفير المرافق والبنية التحتية، تسعى محافظة ذي قار إلى بناء مدينة سياحية كاملة، يقول مدير مكتب محافظ ذي قار علي الشويلي: أن «المدينة من المشاريع الاستراتيجية الضخمة والممولة من صندوق إعمار ذي قار».

ويضيف أنها صممت لتكون مكانًا يستقبل السياح من جميع الدول، وستكون قريبة من مدينة الزقورة.

ويذكر لـ «طريق الشعب»، أن «المدينة السياحية تضم متحفًا ومسارح رومانيةً وأسواقًا شعبيةً ومطاعم ومراكز ثقافيةً وكليةً للآثار والأهوار، بالإضافة إلى بناء كنيسة وعدد من الفنادق»، مؤكدًا أن نسبة الانجاز تجاوزت 50 في المائة.

التأثيرات الامنية

يقول الخبير الامني عماد علو، أن «أي خلل في الوضع الامني يؤثر على حركة السياحة بأنواعها، الدينية والثقافية، اذ تبحث المجموعات السياحية عن المناطق الآمنة للتنزه والاستكشاف، دون تعرض للتهديد أو الخطر، سواء بسلامتهم أو بما يتعلق مقتنياتهم».

ويضيف خلال حديثه مع «طريق الشعب»، أن «الأمر لا يتعلق فقط بوجود المافيا والعصابات، بل يتعلق أيضًا بعمليات الإرهاب وسلامة الطرق والأمن الغذائي والصحي».

وأوضح علو أن أي عمليات قصف أو تبادل لإطلاق النار، مثل ما يحدث اليوم، تؤثر على حركة السياحة وتعطي إشارات بأن الوضع غير مستقر في البلاد، إذ ينعكس ذلك على رغبة السائحين في زيارة العراق. وهذا بدوره يؤثر على الوضع الاقتصادي.

عرض مقالات: