يرصد مراقبون عددا من الانتهاكات لحقوق التلاميذ والطلبة في مناطق الارياف بعموم محافظات العراق: تكدس في اعداد الطلبة، صعوبة في الوصول الى المدارس، حرمان من التعليم، وغيرها من المشاكل التي تتجذر مع تعاقب الحكومات.

 سقوف من جذع النخل

يقول أسعد جاسم، أحد سكان الريف في محافظة الديوانية: “حتى لو كانت الأمطار خفيفة، فإنها تكون كافية لتجعل الطرق غير صالحة للمرور والسير، ما يضطر الطلاب إلى الانتظار في المنازل لعدة أيام. لأن الحياة تتوقف”، مشيراً إلى أن أكبر المتضررين هم أصحاب المحال والعمال اليوميين.

ويضيف جاسم لـ “طريق الشعب”، أنه “خلال الامطار تغلق غالبية المدارس في المحافظة، ربما لمدة ١٠ ايام، في ظل وجود طرق وعرة يصعب على المركبات السير فيها”، مشيرا الى أن بعض المعلمين يستخدمون التعليم عن في مثل هكذا ظروف، للحفاظ على التواصل مع الطلبة وضمان استمرارية التعليم، لكننا هنا نصطدم بمشكلة الانترنت وعدم امكانية توفره لدى غالبية الأسر في الأرياف.

ويبين، أنّه في قريته هناك مدرسة واحدة فقط، “يضطر الطلاب من مناطق بعيدة الى تحمل مشاق كثيرة من أجل الوصول اليها”.

وفي ما يتعلق ببنية المدارس الريفية، يشير جاسم إلى أنها غالباً ما تكون مبنية من الطين، وتستخدم جذوع النخل كسقوف لها، ما يجعلها غير مناسبة للتعليم الفعّال.

ويختم حديثه مؤكداً أن “السلطات الحكومية تتجاهل الوضع في الريف العراقي، وتهمل حقوق الطلاب في التعليم”.

قلة الدعم المجتمعي

يتحدث علي حاكم، مؤسس المدرسة الحرة في العراق، عن التحديات التي تواجه المدارس في المناطق النائية والريفية، مشيراً إلى أن “معظم المدارس الريفية تعاني من قلة الدعم المادي وتفتقر إلى دعم الفرق التطوعية والأنشطة الاجتماعية بسبب بعدها عن المناطق الحضرية وقلة التمويل، ما دفعني الى تكثيف جهود فريق المؤسسة لصالح هذه المدارس”.

وينقل حاكم لـ “طريق الشعب” حال بعض المدارس التي زارها في القرى الريفية، قائلا إن “المدارس الكرفانية أفضل حالا من المدارس الطينية، التي لن تكون ملائمة ومناسبة للدراسة. كما أن عدد الصفوف قليل جداً مقارنة بأعداد الطلبة”.

ويضيف، أنّ “المدارس في الريف تفتقد المرافق الصحية والمياه الصالحة للشرب، بالإضافة إلى نقص وسائل التدفئة والتبريد، وهو الوضع الذي يشبه الى حد كبير حال المدارس في العراق بشكل عام، لكن بشكل أسوأ في المناطق الريفية”.

ونظراً لعدم وجود مدارس كافية في الأرياف، خاصة المدارس الثانوية، يتعرض التلاميذ بخاصة الفتيات لحرمان من التعليم بعد إكمال المرحلة الابتدائية.

ويزيد بالقول: أن “معظم المدارس الحكومية الجديدة متلكئة ويؤشر عليها عدد من الملاحظات. كما تغيب عنها الخدمات الاساسية، ما يجعلها غير صالحة للاستخدام”.

 أولوية

من جانبه، يقول المتحدث باسم وزارة التربية كريم السيد، أن “من ضمن اهداف الوزارة؛ تأهيل وترميم اكثر من 2000 مدرسة والسعي لتقليل الاكتظاظ في الصفوف الدراسية”، مشيرا الى أن “مدارس الفتيات والريفية ستحظى باهتمام اكبر”.

ويضيف السيد في حديث خصّ به “طريق الشعب”، أن “عدد التلاميذ في العراق يصل إلى 13 مليوناً، فيما تقدر الحاجة الفعلية للمدارس بـ 8 الاف”، مؤكدا وجود جهد كبير وحملات كبرى في المحافظات لتحقيق هذا الهدف في إطار مبادرة رئيس الوزراء”.

ويضيف، أن “الوزارة تسعى لإنهاء ملف المدارس الطينية خلال السنوات الخمس المقبلة”.

عرض مقالات: