اخر الاخبار

تعرضت أغلب المنازل الموصلية للدمار الشامل خلال فترة الحرب، فيما نزح نحو 300 ألف شخص من المدينة. وبعد مرور سبع سنوات على استعادة المدينة من الاحتلال، بدأ أهلوها يفقدون الأمل بالعودة لمنازلهم، لكثرة الوعود التي لم يروا منها شيئاَ.

شبهات فساد

يقول سعد الوزان، ناشط من محافظة الموصل، إن «المدينة لا تزال في حالة خراب، برغم مرور سبع سنوات على استعادتها من تنظيم داعش. وعلى أثر تلك الحرب تعرضت آلاف المنازل للدمار الجزئي أو الكامل، جراء الغارات الجوية والهجوم البري».

ويضيف الوزان لـ»طريق الشعب»، أنّ «اغلب مشاريع الإعمار تعرقلها ملفات الفساد، خاصة المشاريع التابعة للحكومة المحلية السابقة؛ إذ تحيط المشاريع مشاكل في التصميم وطرق التنفيذ، إضافة إلى تأخر في الإنجاز».

وتشير إلى أنّ «أهالي الموصل فقدوا الأمل بعودة المدينة لسابق عهدها بسبب كثرة الوعود المستهلكة»، مؤكدا أن الحكومة المحلية السابقة حددت مواعيد عدة بتسليم مطار الموصل، لكنها لم تفِ بتلك الوعود، خاصة بعد كشف العديد من الملاحظات بما يخص مشروع المطار».

ويؤكد الوزان، أن «أغلب سكان المناطق المتنازع عليها لم يعودوا لمناطقهم، خاصة أصحاب المناطق الواقعة بين نينوى وإقليم كردستان، بسبب مشاكل إدارية وأمنية».

«نريد منازلنا»

يقول مناف العكيلي، وهو أحد سكان الموصل، إن «اغلب سكان المحافظة يعيشون في بيوت مستأجرة بالرغم من امتلاكهم عقارات في المحافظة».

وعن سبب عدم عودتهم لمنازلهم، يجيب بأن جهات ـ لم يسمها ـ لا تسمح لهم بالعودة، بالرغم من «اننا نريد إعادة بنائها».

ويردف كلامه لـ «طريق الشعب»، قائلاً إنه «قيل لنا مرارا ان هناك شركات ستعيد بناء منازلنا. وهذا الاجراء اتخذ دون استئذان أصحاب العقارات»، مشيرا إلى ان الجهات المسؤولة «تزعم امتلاكها أموالا كافية لإعادة بناء المنازل، لكن في أحيان أخرى تتحجج بعدم وجود سيولة مالية لتنفيذ المشاريع، واليوم مضى أكثر من سبع سنوات على تلك الوعود».

وطالب العكيلي بإرجاع المنازل لأصاحبها وعدم المماطلة أكثر، محذرا من غضب سكان المدينة.

وقال: «لا نريد تأهيلها، اعيدوها لنا فحسب».

وظلت الكنائس والمساجد والأسواق والمعالم الأخرى في حالة خراب، ولم تتم إعادة إعمار سوى جامع النوري الشهير بمئذنته الحدباء وكنيسة الساعة. كما أعيد بناء المسجد والكنيسة ضمن مشروع تموله دولة الإمارات، وتنفذه منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف).

دور المنظمات الدولية

يقول عبد العزيز الطائي، موظف حكومي (وهو أحد سكان قضاء البعاج في الموصل)، أن «الحكومة المركزية صرفت اموالا طائلة للحكومة المحلية في نينوى لأجل إعادة تأهيلها واعمارها، وتحسين واقع الخدمات فيها».

ويضيف خلال حديثه مع «طريق الشعب»، أنه «بعد تحرير الموصل قدمت المنظمات الدولية والمحلية بعض الخدمات البسيطة، بشأن إعادة تأهيل وإحياء حياة المدينة في ايمن الموصل. وتم إعمار عدد من جسور الموصل التي تعرضت للدمار الشامل، عن طريق المنظمات الدولية، والبعض الآخر عن طريق الحكومة. كما عملت المنظمات على إعمار المستشفيات في الاقضية والمناطق النائية».

ويزيد بالقول، أن «الميزانيات الضخمة للحكومة المحلية صرفت على تأهيل الشوارع والأرصفة».

عرض مقالات: