اخر الاخبار

تشهد مطارات العراق بين فترة وأخرى، حالة من الفوضى والتذمر، تحوّل المسافرين إلى مادة إعلامية مهمة لوسائل الإعلام المختلفة، لكن وزارة النقل التي تسلّمت مسؤولية إدارة المطارات من سلطة الطيران المدني، تعهدت بـ “إحداث نهضة” في هذا القطاع الحيوي، الذي وصفه رئيس الوزراء في اجتماع أخير بأنه «يمثل واجهة العراق مع العالم».

ويعلّل مراقبون تدنّي مستوى الخدمات بـ»وجود صراعات سياسية تعرقل عملية تطور مؤسسات النقل الجوي».

معاملة «سيئة»

ويشكو مسافرون من سوء الخدمات في مختلف المطارات، معربين عن سخطهم من حالة الفوضى وسط غياب التنظيم وسوء المعاملة.

يقول المواطن علي الجريصي، إن «هناك تأخراً في رحلات الطيران حصل بسبب العامل الجوي، وهو امر متوقع ويصب بسلامة المسافرين، لكن المشكلة تكمن في الفوضى التي حصلت جراء غياب التنظيم وسوء التعامل من موظفي المطار مع المسافرين العراقيين تحديدا».

ويضيف الجريصي في حديث مع «طريق الشعب»، أنّ «المسافرين بقوا في صالات الإقلاع ما يقارب 9 ساعات، لكن نسبة التنظيم لا تتجاوز 5 في المائة».

فصل إدارة المطارات

وسبق أن وافق مجلس الوزراء على فصل إدارة المطارات العراقية عن سلطة الطيران المدني وربطها بوزارة النقل. ووفقاً لمدير إعلام الوزارة ميثم الصافي فأنه «بعد قرار مجلس الوزراء صدرت عدة قرارات من ضمنها ربط إدارة المطارات بوزارة النقل/ شركة الخدمات الملاحية، التي أعيدت تسميتها لتصبح (الشركة العامة لإدارة المطارات والملاحة الجوية)، استنادًا إلى أحكام المادة (47/ ثانيًا) من قانون الموازنة العامـة الاتحاديـة للسنـوات الماليـة (2023 – 2024 – 2025).

يقول الصافي في تصريح خصّ به «طريق الشعب»، إنّ «وزارة النقل أعلنت جاهزيتها لتسلم المطارات، وهي الان بصدد اكمال بقية الإجراءات وإعداد خطة شاملة».

ويضيف، أن «إدارة المطارات تملك كفاءات وكوادر على قدر المسؤولية، كما أن الحكومة بدأت تولي هذا القطاع اهتماما كبيرا».

ويؤكد السافي أن وزارته تعهدت بإحداث نهضة كبيرة في مجال الملاحة الجوية وتحسين الخدمات المقدمة للمسافرين.

غير «متعاونة»

عضو لجنة النقل والاتصالات في مجلس النواب، هيثم فهد، يقول إن «سلطة الطيران شهدت تلكؤاً وانحرافًاً في مستوى الخدمات المقدمة للمواطنين، بعد تحولها إلى سلطة رقابية وتنفيذية في الوقت نفسه».

ويضيف النائب في حديث مع «طريق الشعب» أن اللجنة كانت قد طالبت بفصل إدارة المطار عن سلطة الطيران، لتحقيق حرية أكبر في الرقابة والمتابعة، مع التركيز على إصدار التوصيات، مشيرا الى ان «وزارة النقل كانت غير مستعدة لقرار مجلس الوزراء بفصل إدارة المطارات عن سلطة الطيران».

محاصصة

يقول المحلل السياسي محمد زنكنة، إن «اغلب المطارات العراقية في حالة يرثى لها»، مشيراً إلى أن «المحاصصة السياسية لها تأثيرها الواضح على ادارة المطارات، وتوزيع المهام والعمل داخل أروقتها».

ويضيف زنكنة لـ»طريق الشعب»، أن «مؤسسات النقل الجوي، لها أهمية كبيرة في تعزيز القطاع الاقتصادي»، مردفا «لكن السياسات والخطط الخاطئة وغياب الالتزام بالمعايير الدولية، خاصة بما يتعلق بنوعية الطائرات والمدارج وطرق شحن البضائع، جعلت هذه المؤسسة عبئا على الحكومة». وعن تأثير الصراعات السياسية والمحاصصة الطائفية، يجد أن «تأثيرها كبير ومباشر على الوضع العام للمطارات، وجميع الشركات التي تعمل في المطارات تمول من قبل سياسيين متنفذين».

ويعد مطار بغداد احد اقدم المطارات في العراق وقد يكون من اقدمها في الشرق الأوسط، وبالرغم من ذلك فهو يخلو من المقومات العالمية، ويقع خارج التنافس مع المطارات الدولية كمطار الدوحة والشارقة وحتى مطار طهران وإسطنبول، بحسب ما أوضح زنكنة.

عرض مقالات: