يمتد تاريخ بغداد عبر العديد من العصور، حيث شيّدت المدينة وبنيت في عهد الدولة العباسية، وأطلق عليها في القديم اسم الزوراء، وكانت بغداد ذات يوم عاصمة الدنيا، لكنها اليوم تنتظر إنجاز بواباتها الخارجية منذ سنوات. ولا شيء يدعو للتفاؤل في ظل العمل البطيء والمتلكئ والتصاميم التي لا تعكس هوية دار السلام.

 شوارع رديئة وهواء مترب يحجب الرؤية عن السيارات المارّة، بالإضافة الى اسلاك كهربائية شائكة. هذا اول ما يراه الزائر عند دخوله بغداد عبر احدى بواباتها قيد الانشاء.

وبينما تواجه الأعمال الانشائية في تلك البوابات إهمالا وتلكؤا ملحوظين، تؤكد وزارة الاعمار والإسكان أن نسب الانجاز «مرتفعة».

 واجهة للمدن

يقول مهندس الطرق والجسور ليث علي، إن «مداخل المدن تعكس واجهة المدينة وحضارتها. كما تعكس درجة اهتمام الجهات الحكومية بالواقع الخدمي للمدينة»، مشيرا إلى أن مداخل العواصم حول العالم تسعى لتجسيد تاريخها وحضارتها وهويتها، حيث تترك تلك المداخل انطباعا مهما لدى الزائرين.

ويضيف علي خلال حديثه مع مراسل «طريق الشعب»، أن تصاميم مداخل العواصم تلعب دورًا مهمًا في نقل جوانب من حضارة المكان إلى الزائر، لافتاً إلى أن مداخل العاصمة تعكس «سوء الخدمات».

ويرى أنه «يجب تخصيص أموال ضمن الموازنة لتحسين وتطوير وتسريع وتيرة العمل في مشاريع مداخل العاصمة، مع الحاجة إلى تشديد المتابعة والرقابة على تلك المشاريع».

 شبهات فساد

ويؤشر علي تلكؤا كبيرا في مجريات العمل، مؤكدا ان شبهات فساد تطال مشاريع التأهيل والترميم في عموم العاصمة.

وكان محافظ بغداد الاسبق علي التميمي قد صرح بان حجم الفساد المالي والإداري في بوابات بغداد وصل الى 33 مليار دينار خلال العام 2017، فيما اشارت لجنة الخدمات والاعمار النيابية في تشرين الثاني 2022 الى وجود شبهات فساد في ملف مشروع تطوير مداخل العاصمة بغداد، محمّلة محافظ بغداد ووزارة الاعمار والاسكان المسؤولية.

وأعرب رئيس الوزراء محمد شياع السوداني خلال شهر اذار من العام الجاري عن استيائه بسبب تلكؤ مشاريع تطوير وتأهيل مداخل العاصمة بغداد. وطالب بالوقوف على أسباب التلكّؤ فيها، وجرى ذلك خلال اجتماع عقد بحضور عدد من الوزراء، ومحافظ بغداد وأمينها وقادة أمنيين وخبراء فنيين وممثلي الشركات المنفذة.

 نسب انجاز متقدمة

وبالحديث عن المداخل التي هي ضمن قاطع مسؤولية وزارة الاعمار والإسكان، يقول المتحدث باسم الوزارة، د. نبيل الصفار إن «هناك مدخلين؛ الأول بغداد - الكوت من جهة مدينة بسماية السكنية وهو بطول 7 كيلومتر، وصلت نسبة الانجاز فيه حاليا الى 87‎ في المائة. والمدخل الاخر، بغداد - ديالى من جهة منطقة الشعب، نسبة نسب الانجاز وصلت الى 90‎ في المائة».

ويشير الصفار في حديث خص به «طريق الشعب»، الى وجود «العديد من التعارضات التي أدت الى تأخير الكثير من المشاريع في السابق»، لافتا الى وجود توجيهات من قبل رئيس الوزراء تشدد على ضرورة حل كل الاشكاليات والتعارضات.

ويضيف أن «حسم موضوع الاراضي والاستملاكات ساهم بشكل كبير في دفع عجلة هذه المشاريع وتحقيقها نسب انجاز مرتفعة».

اتباع اجراءات السلامة

وفي ذات السياق يؤكد المهندس الاستشاري سلوان الأغا، أهمية تحسين جودة وسرعة تنفيذ أعمال البنية التحتية في مداخل العاصمة بغداد، مشددا على ضرورة الانتهاء من أعمال البناء في المداخل بسرعة، خاصة مع وجود حاجة ملحة لتيسير حركة المواطنين ومركباتهم، حيث يزور بغداد يوميا العديد من المواطنين من كافة المحافظات.

ويشير الأغا في حديث مع «طريق الشعب»، إلى أن «اعمال التأهيل يجب أن تتبع إجراءات سلامة دقيقة، مع توفير طرق وشوارع بديلة وعلامات تحذيرية لتحسين تجربة السائقين وضمان سلامتهم».

ويوضح أن «التصاميم الخاصة بالمداخل يجب ان ترتبط بتاريخ وهوية المدينة، وبغداد من المدن ذات الشأن العريق»، مشددا على اهمية أن تكون تصاميم البوابات حديثة وتتناغم مع الحاضر وتبرز الإدارة الحالية.

وفي ما يتعلق بالعقود المبرمة مع الشركات المنفذة، دعا الأغا إلى اتخاذ إجراءات صارمة وحازمة لضمان الكفاءة والالتزام بالجودة، مضيفا أن الإنجاز الفعّال يتطلب التزامًا دقيقًا بالخطط والمواعيد المحددة.

ويشير الاغا لوجود مهام اخرى يجب الاهتمام بها ايضا، مثل احتواء المداخل على أنظمة أمان فعّالة، وتوفير بيانات هامة للسائحين والزوار.

عرض مقالات: