اخر الاخبار

دأب جاسم محي على زراعة أرضه بمختلف أنواع الخضراوات والحنطة والشعير، لكن أزمة المياه جعلت مصدر رزقه الوحيد يتآكل عاما بعد آخر. انما تفاقمت مشاكل محي بسبب الخطط الزراعية التي تطلقها وزارة الزراعة موسميا، بدلا من حلها.

 وتسبب أزمة الجفاف إثر شح المياه في نهري دجلة والفرات اللذين تتحكم بإطلاقاتهما المائية دول المنبع، بتقلص الخطط الزراعية الى اكثر من نصف، الامر الذي انعكس بصورة ثقيلة على أوضاع الفلاحين والمزارعين.

وكانت وزارتا الموارد المائية والزراعة قد اتفقتا في 20 ايلول من العام  الجاري، على زراعة 5.5 ملايين دونم للموسم الشتوي المقبل 2023 - 2024.

وتشكل الزراعة أحد أهم القطاعات الانتاجية في محافظة ديالى، التي تحتضن بساتين كثيرة بمختلف المزروعات، لكنها اليوم أضحت شاحبة.

ومن أشهر المحاصيل التي تغذي بها ديالى سلة العراقيين: الحمضيات، الرمان، العنب، التفاح، المشمش والتين وغيرها، إضافة إلى الحنطة والشعير.

 هل ستندثر؟

يقول جاسم محي (50 عاماً) وهو مزارع من محافظة ديالى في ناحية العظيم، إن “الخطة الزراعية في محافظة ديالى أخذت تندثر تدريجيا، عاما بعد اخر. وبالتالي فان الضرر الاقتصادي يلاحق منذ سنوات الفلاحين والمزارعين على حد سواء”.

ويضيف محي في حديث مع مراسل “طريق الشعب”، إن “الخطة الزراعية الاخيرة شملت فقط المزارعين الذين يملكون ادوات ووسائل حديثة”، بينما تخلت عن بقية المزارعين الذين لا يملكون اموالا كافية لشراء تلك الادوات، بدلا من دعمهم من أجل تطوير وسائلهم الانتاجية.

واكد محي قائلا: “اننا نعمل في الزراعة منذ سنوات. هذه المهنة هي مصدر رزقنا الوحيد”، مطالبا الجهات الحكومية المعنية بان “تتخذ معالجات سريعة، وتعمل على تعويضنا الخسائر، وان تفعّل دورها بشكل حقيقي وفعال، فليس من المعقول ان يندثر كل شيء بهذا البلد!”.

ولفت الى أن “مشكلة تقليص الاراضي الزراعية تمثل جزءا من مشاكل ترتبط بغياب الدعم للقطاع الزراعي وغياب الخطط اللازمة لتطويره وانقاذه على مر السنوات الماضية”، محذرا من ان هذا الاهمال يعمل على فقدان ديالى هويتها: سلة العراق الغذائية.

تعد ناحية العظيم، (60 كم شمال بعقوبة)، ابرز المناطق الزراعية في ديالى ويطلق عليها سلة ديالى الغذائية، وتضم 400 الف دونم من الاراضي الزراعية و 45 قرية زراعية، ويبلغ سكانها 35 ألف نسمة.

 لا حلول ناجعة

وحذّر رئيس اتحاد الجمعيات الفلاحية في محافظة ديالى، رعد مغامس التميمي، من ضرب القطاع الزراعي في المحافظة، ما يهدد بهجرة جماعية للفلاحين والمزارعين.

وقال التميمي في حديث مع “طريق الشعب”، أن الجهات الحكومية صانعة القرار عملت على تقليص الزراعة الشتوية الى نسبة 25 في المائة، منبها الى ان “الزراعة تعد هوية ديالى عبر التاريخ، وترتبط ارتباطا معنويا واقتصاديا بسكان الريف في المحافظة”.

وأبدى أسفه لـ”غياب الحلول الضرورية واللازمة للتصدي لازمة الجفاف وشح المياه”، منوها بأن المزارعين يطالبون بإنشاء بحيرات مائية ـ شرقي ديالى ـ لخزن الإيرادات والسيول المتدفقة ومياه الأمطار المنحدرة من الحدود الإيرانية ومنع هدرها وتصريفها من دون اي جدوى”.

 الزيادة مرهونة بالمياه

من جانبه، قال مسؤول اعلام دائرة الزراعة في محافظة ديالى، محمد المندلاوي، إن المحافظة حصلت على موافقة الوزارة بزراعة 158 دونما، تشمل الحنطة والشعير والخضراوات”.

واضاف، ان الخطة الزراعية لهذا العام تعتمد الري السيحي والديمي والمرشات، مردفا “اذا حصل تحسن في الوضع المائي، ستتم زيادة الاطلاقات المائية، وستكون هناك توسعة في الخطة الزراعية لتشمل مزارعين آخرين”.

واكد خلال حديثه مع مراسل “طريق الشعب”، أن الخطة الزراعية الحالية شملت المزارعين ممن يملكون مرشات.

ونوه المتحدث بأن هناك دعما للمزارعين بتوزيع مبيدات الادغال والبذور الزراعية، والتي سيتم استلامها من الشركات التابعة لوزارة الزراعة، كشركة ما بين النهرين وشركة تصديق البذور.

عرض مقالات: