اخر الاخبار

تلعب المنتديات الشبابية دورا مهما بحياة الشباب، حيث تمنحهم فرصة لاكتشاف مواهبهم والمشاركة في نقاشات مثمرة، وخلق منصة للتواصل والحديث. ومع ذلك، تواجه هذه المنتديات تحديات كبيرة، من أبرزها تحويل بعضها إلى مشاريع استثمارية، أفقدها طابعها الرياضي الشبابي، وصار التركيز على تحقيق اكبر قدر ممكن من الأرباح.

وما يثير الأسى أن تلك المنتديات كانت تشكل مساحة مريحة للشباب للتعبير عن آرائهم.

مساومة واستثمار

يؤكد الناشط علي المظفر، أهمية المنتديات الشبابية، ويشدد على أن هذه الضرورة تأتي نتيجة للواقع الاجتماعي والاقتصادي في البلاد، إضافة إلى أن نسبة الشباب تمثل حوالي 60 في المائة من السكان.

ويردف كلامه لـ “طريق الشعب”، قائلاً إن “الحاجة الى منتديات شبابية تنبع من وجود مشكلات عديدة مثل البطالة ونقص التدريب المهني والفقر”.

وعن دور هذه المنتديات، يبين أن “مهامها متعددة، فمن خلالها يمكن للشباب التواصل مع الحكومة وتنمية مواهبهم وتنضيج إمكانياتهم”، مضيفاً أنه “بالنظر إلى أن الشباب هم بناة المستقبل، فإنه يجب بذل جهود كبيرة لدعمهم”.

وينوه بأن “عمليات اختيار المشرفين على هذه المنتديات تمت بعيدا عن معايير الكفاءة والخبرة، ما أدى إلى تدهور حالة المنتديات الشبابية”، كاشفاً عن تعرض بعض المنتديات للمساومات والمزايدات ومحاولة استثمارها”.

ويأمل المظفر “استمرارية عمل المنتديات الحالية وإعادة تأهيلها، وان يجري التركيز على جودة الخدمات المقدمة، واختيار المدربين بشكل مهني”، مشددا على “ضرورة تنظيم ملتقيات شبابية تتناول مواضيع معاصرة مثل الأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي”.

ويحذر المظفر في ختام حديثه من أن الفئات العمرية النشطة معرضة للانجذاب نحو الأنشطة الضارة لدى العصابات المسلحة وتجار المخدرات، وبالتالي يجب العمل على تحسين وضع الشباب، وتقديم الدعم اللازم لهم، من اجل المحافظة على أمان المجتمع بشكل عام.

الشباب والرياضة

ويقول مدير قسم الاعلام في وزارة الشباب والرياضة، أزهر علي، إن “منتديات الشباب تعد من اهم القنوات التي تربط بين الشباب والوزارة بصفتها الجهة المسؤولة عن هذه الفئة”، مشيرا الى ان إدارة الوزارة لمنتديات الشباب والرياضة في السنوات السابقة أحدثت اثرا جيدا، عبر تبنيها الأنشطة الشبابية المختلفة في جميع المحافظات والاقضية التابعة لها، بما يتعلق بالأنشطة الثقافية والفنية والادبية والاجتماعية وغيرها.

ويؤكد علي في حديث مع “طريق الشعب”، أن وزارته لها دور كبير في اكتشاف ودعم العديد من المواهب الشبابية في مجالات متنوعة، معتبرا ان سحب صلاحيات هذه المنتديات من الوزارة والحاقها فنيا واداريا بمجالس المحافظات، ساهم بشل حركتها، وجعلها عاجزة عن تقديم انشطة مفيدة، انما تمت احالة اغلبها للاستثمار.

ويوضح أن وزير الشباب والرياضة كانت له تحركات فاعلة داخل أروقة مجلس الوزراء لإعادة هذه المنتديات الى حضن الوزارة واعادة تفعيلها من جديد، والغاء استثمارها، مؤكدا ان رئيس الوزراء ابدى تأييده لذلك.

بدورها، تحدثت الأستاذة الجامعية صفا العاني، عن أهمية المنتديات الشبابية، اذ تقول انها تساهم بشكل كبير في “تبادل المعلومات ومشاركة المعرفة والمعلومات حول مواضيع متنوعة مثل التعليم، التكنولوجيا، الرياضة والترفيه، كما انها تخلق حلقة من التواصل الاجتماعي في ما بين الشباب”.

وتضيف خلال حديثها مع “طريق الشعب”، أن المنتديات تحفز على اكتشاف وتطوير المهارات وتعزيز التفكير النقدي من خلال النقاش البنّاء، كما تعتبر فرصة للترفيه والاستمتاع”.

وتزيد بالقول: إن “المنتديات الشبابية تساهم في تواصل الشباب وتطويرهم وتبادل المعرفة، وهي منصة مفيدة لبناء مجتمعات افتراضية حيوية”، مؤكدة أهمية الاعتناء بالمنتديات المحلية، وابعادها عن أي شكل من اشكال الفساد والمساومة والرشوة وعدم المهنية، لتكون مكاناً يلجأ له الشباب”.

عرض مقالات: