اخر الاخبار

تعاني مهنة التمريض في العراق من شحة في كوادرها الطبية منها ما يتعلق بإلحاقها بسمعة مسيئة ومنها ما مرتبط بغياب الوعي اتجاه مفهوم مهنة التمريض وأهميتها في الصحة العامة للمواطنين

وأشارت المجلة الأمريكية CEO WORLD إلى أن العراق جاء بالمرتبة 72 عالميا من إجمالي 193 دولة بالأكثر احتياجاً للممرضات والقابلات، خلال 2023، وبالمرتبة 11 عربياً، وهو يتقدم على كل من جيبوتي واليمن وموريتانيا والسودان والمغرب وسوريا إريتريا والجزائر ومصر ولبنان. وفقاً للمجلة فأن العراق لديه 22.56 ممرضات/قابلة لكل 10000 شخص.

تحديات

تقول منال إبراهيم، طالبة كلية تمريض بمرحلتها الأخيرة، “في السابق كان هناك سمعة سيئة تتعقب مهنة التمريض ساهمت بإبعاد الطلاب عن الخوض في دراستها، إلا أنها بدأت تختفي تدريجيا بسبب وجود تعيين مركزي، كما أن معدلات القبول ارتفعت بالنسبة لكليات التمريض”.

وتضيف إبراهيم خلال حديثها مع “طريق الشعب”، إن هناك قلة في الكوادر التمريضية، كما هناك غياب للدعم المادي والمعنوي والكثير من المشاكل الأخرى التي تحول دون تقديم العناية الصحية التامة”، مطالبةً بجعل توصيف وظيفي للممرض الجامعي او تمييز عن باقي الملاكات التمريضية.

وتحث إبراهيم على أهمية ان يسعى العراق على تطوير مواد التمريض وجعلها قائمة على الأدلة والبحوث العلمية”، مشيرةً إلى أن “الممرضين الجدد يتعلمون من القدماء طرقهم في التمريض والمعالجة بغض النظر عن أن تكون تلك الطرق علمية او غير علمية”.

وبالحديث عن أبرز التحديات التي تواجه مهنة التمريض في العراق، تشير إلى غياب شهادة البورد العربي الذي يعتبر مهما لأجل تطوير مهارات الكوادر، بالرغم من أن الأمر يحتاج إلى موافقة فقط”.

وتسترسل للحديث عن بقية التحديات: “عدم وجود دار للتمريض أو دائرة خاصة، كما لا يوجد بدل إعاشة نقدي، هناك فقط طعام وما يقدم منه بائس”، لافتة إلى غياب “تسليم أمور إدارية، كمدير مستشفى او معاون مدير او مدير قسم فني او حتى مدير دائرة”.

وتزيد بالقول إنه “لا يوجد توزيع للمهام كما يحصل في بقية الدول، فمثلا صاحب شهادة دبلوم تختلف مهامه عن صاحب شهادة بكالوريوس، إلا أنه في العراق يتم العمل بكل المهام”.

وتضيف أن “نسبة الخطورة لموظفي مهنة التمريض قليلة مقارنة ببقية الكوادر الطبية، بالرغم من أن كوادر التمريض هم أكثر تماسا مع المريض ومعرضين للإصابة بالعديد من الامراض، بالإضافة إلى الاعتداءات الجسدية”.

وخرج خلال الأسبوع الماضي عدد كبير من كوادر مهنة التمريض، وتعرضوا للضرب والاصابات نتيجة لاحتجاجهم على موضوع التسكين، والذي بموجبه يتم تسكينهم بالدرجة الثانية في التقاعد بحسب ما أضافت محمد، الذي أكدت مهما كانت سنوات الخدمة للممرض فإنه لن يكون في المرحلة الأولى ضمن التقاعد.

واختتمت بالإشارة أيضا إلى غياب الحوافز التي تشجع على العمل الإضافي أو وقت العطل الرسمية، خاصة بأوقات الحوادث والمناسبات، كما حصل بفترة كورونا.

أهمية مهنة التمريض

تؤكد شهد محمد تدريسية لمهنة التمريض، في إحدى جامعات العاصمة بغداد، على أهمية مهنة التمريض بالعناية الصحية للأفراد الذين لا يمكنهم الوصول إلى الرعاية، وتشير إلى إن مساهمتهم في تحسين الصحة العامة تمتد أبعد من فترة المرض، ما يشمل تحسين صحة الأمهات والأطفال حديثي الولادة.

وتذكر خلال حديثها مع “طريق الشعب”، بأهمية دور الممرضات والقابلات في تقديم الرعاية الصحية. والذي غالباً ما يكون الدعم الطبي الوحيد المتاح في المناطق الريفية حيث يكون الوصول إلى الأطباء صعبًا ومكلفًا.

وتحث محمد على ضرورة تقدير مهنة التمريض ودعم الكوادر التي تعمل بها من الممرضات والقابلات من خلال تقديم الدعم المادي والمعنوي وضمان حقوقهم في مجال الصحة”، مشددةَ على أهمية تعزيز دور نقابة التمريض في الدفاع عن حقوق هؤلاء المحترفين وتطوير المهنة.

وترى محمد أنه “لا بد من وضع سياسات استراتيجية لتطوير مهنة التمريض وتقديم برامج تدريبية ودورات للممرضين، إضافة إلى وضع قوانين ومعايير لممارسة المهنة وتقديم تراخيص في القطاع الخاص”.

وتزيد بالقول “ويجب تحسين نوعية العناية التمريضية من خلال التعليم المستمر وزيادة الحوافز للممرضين الذين يعملون في وجبات العمل المسائية”. هذه الخطوات ستساهم في تطوير مجال التمريض في العراق وتعزيز الرعاية الصحية في المجتمع.

عرض مقالات: