في داخل مجالس المحافظات معارك ضارية منذ انتهاء انتخاباتها في ديسمبر الفائت، فبعد العاصفة المبكرة التي هبت على مجلس بغداد، غداة توزيع "الحصص" وجرى خلالها ليّ يد ممثلي "مكوّن!" ليقبلوا بالفتات، بدا ان الحال استمرّ "سمنا على عسل" بطعم مشوب بالمرارات، لكن العاصفة اتجهت شمالاً لتداهم اعضاء مجلس الموصل في الليل، وهم يوزعون كعكة الامتيازات، والناس نيام ، ليصبح الصُبّح وكل تحالف في خندقه، ثم نزلت الى كركوك التي تحظى بمجلس هش وملغوم أصلا، وثمة مناطحة ثيران على الشاشات الملونة بين الاقطاب، فيما حلفاء البارحة طلّقوا بعضهم بالثلاث، ومنه الى مجلس ديالى الذي يتشكل في الليل ويتفلش في النهار، على خلفية استقالات متوالية بروائح تزكم الانوف، نزولا الى مجلس الديوانية حيث يتمرد الجميع على احزابهم، وتتمرد احزابهم على الجمهور، وعلى اصحاب النعمة معاً، ويتعاركون على مديريات غنية، وصاحبة عقود ومشاريع فبات مجلسهم مشلولا من اسبوع الى اسبوع، واستدارة الى مجلس النجف الذي خرج توا من عراك بالايادي وقناني الماء والشتائم، وذلك حين بدأ يوزع المناصب على التحالفات. اما مجلس الناصرية فاغلقوا انوفكم رجاء، فالرائحة خانقة.. أجلّكم الله.

قف.. روائح فاسدة
- التفاصيل
- عبدالمنعم الاعسم
- اعمدة طريق الشعب
- 224