اخر الاخبار

ضيّف “نادي الكتاب” في محافظة كربلاء، الأربعاء قبل الماضي، القاص سلام القريني، الذي تحدث عن “دور المسرح العراقي التنويري/ فرقة المسرح الفني الحديث نموذجا”، بحضور جمهور من المثقفين والمهتمين بالمسرح.

وجاءت هذه الفعالية في سياق احتفالات اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في كربلاء، بمناسبة الذكرى الـ 88 لميلاد الحزب.

 استهل القريني حديثه بالاشارة الى بداية تأسيس فرقة المسرح الفني الحديث، والتي كانت في 3 نيسان عام 1952. وأوضح أن تأسيسها ارتبط بحقيقة تفردها وتميزها عما كان سائدا من أشكال مسرحية تقليدية مألوفة، مبينا أنها كانت قريبة من الناس، واستطاعت أن تحاكي الجمهور بثقافاته المتنوعة “ما يؤكد أن المسرح طاقة تتفاعل مع الحياة العامة وتقترب من الانسان وحاجاته وتخلق توازنا ملتزما”.

وتابع قوله أن “هذه الفرقة قدمت أكثر من 38 عملا، جميعها تؤكد صفة المثقف العضوي، الذي يعيش هموم مجتمعه”، لافتا إلى أن السلطات الرجعية سحبت إجازة الفرقة أكثر من مرة، ومنعتها من العمل كونها قريبة من هموم الناس وتطلعاتهم، ومساندةً لحركات التحرير في الجزائر وفلسطين ومصر.

وذكر القريني أن عروض فرقة المسرح الفني الحديث، اتسمت بـ “الواقعية الاشتراكية”، والتي تعني الصدق في نقل الحقيقة، معرجا على بعض أعمالها المهمة، مثل مسرحية “انا أمك يا شاكر” للفنان الراحل يوسف العاني، والتي تتضمن مقطعا من رواية “الأم” للروائي الروسي مكسيم غوركي، يقول: “هل تعلمون لماذا قدموا ابني ومن معه الى المحاكمة؟ لسوف أقول لكم وأنتم ستصدقون قلب أم وشعرها الشائب.. لقد قدموهم بكل بساطة لأنهم يقولون الحقيقة لسائر الناس”.

وأضاف قائلا، أن الكثيرين من العراقيين لا يزالون يتذكرون مسرحيات الفرقة التي بقيت عالقة في مخيلاتهم ووجدانهم، أمثال “النخلة والجيران” و”القربان” و”الصحون الطائرة”، وغيرها من الأعمال التي عدّها النقاد علامات مضيئة في تاريخ المسرح العراقي.

وأخيرا، توقف القريني عند الضربة الموجعة التي غيبت الفرقة، بعد تعرض أبرز رموزها للمطاردة والملاحقة من قبل نظام البعث الصدامي، حتى اضطروا إلى مغادرة العراق، أمثال الراحلة زينب وزوجها لطيف صالح، فضلا عن الراحلة ناهدة الرماح، والراحل خليل شوقي وعائلته مي وروناك وفارس.

وعلى هامش المحاضرة، قدم عدد من الحاضرين مداخلات، بضمنهم المؤرخ المسرحي عبد الرزاق عبد الكريم، المحامي نصير شنشول وفاضل مناتي.

عرض مقالات: