اخر الاخبار

ضيّف “منتدى بابل” الثقافي، الجمعة الماضية، الكاتبان والصحفيان رضا الظاهر وعبد المنعم الأعسم، اللذين قدما محاضرة بعنوان “مداخلات في الثقافة والإعلام”، بحضور جمع كبير من المثقفين والأدباء والمهتمين في الشأنين الثقافي والإعلامي، إلى جانب رفاق من شيوعيي كربلاء. 

المحاضرة التي احتضنتها قاعة “بي سي دي مول” وسط الحلة، أدارها د. علي إبراهيم، وافتتحها مقدما الشكر إلى القاص سليم الربيعي، على توفيره قاعة المول لإقامة المحاضرة.

ثم قدم نبذة عن الضيفين. وقال أن الظاهر كاتب وصحفي ومترجم مولود في قضاء الهندية، وانه درس الأدب الانكليزي وعمل في وسائل اعلام عديدة، منها “بي بي سي” ابان تسعينيات القرن الماضي، مضيفا أن الظاهر، وفي إطار مشروعه النقدي، درس العلاقة بين المرأة والأدب، وأصدر 3 كتب في هذا المجال. أما في الكتابة الصحفية، فهو معروف بعموده الصحفي “تأملات”، الذي وثقه في 5 كتب.

وتابع قائلا أن الظاهر له ترجمات في ميدان الجماليات، وفي المجال الفكري له إصدارات حول الماركسية.

أما عن الأعسم، فقال د. إبراهيم انه من أبناء قضاء المحمودية. انخرط مبكرا في النشاط الطلابي والسياسي والثقافي، وزاول العمل الصحفي بداية سبعينيات القرن الماضي، محررا في صحيفتي “التاخي” و”طريق الشعب”، مضيفا أن الأعسم، وبعد هجمة البعث ضد الشيوعيين والوطنيين، غادر إلى اليمن، وعمل في صحافتها، ثم انتقل عام 1982 إلى سوريا، وعمل في قنوات عديدة فيها، إضافة إلى عمله الصحفي في بيروت ولندن.

وأضاف قوله أن الأعسم تخصص في العمود الصحفي، وله عمود سياسي معروف عنوانه “جملة مفيدة”. كما انه ترأس تحرير “جريدة الصباح”، وأصدر خلال مسيرته 8 كتب.

بعدها ترك الحديث للظاهر، الذي ذكر أن في كل مجتمع ثقافات متباينة ومتعارضة. فهناك ثقافة رجعية متخلفة وظلامية، وهناك ثقافة محافظة، وثقافة تنويرية تقدمية تجديدية، مشيرا إلى انه عبر التاريخ، كان هناك صراع في كل المجتمعات، بين الثقافة السائدة، وهي ثقافة الحكام والسلطة، وثقافة المعارضة، أي معارضة السلطة.

وتابع أنه “بالتأكيد لا توجد ثقافة واحدة، إنما هناك تعدد في الثقافات. فثقافة التخلف والظلام والمحافظة والرجعية، تقابلها ثقافة التغيير والتنوير والتقدم والتطلع إلى الحرية”.

ثم تحدث عن كتابه “هل كان ماركس على حق؟”، موضحا أنه يقدم قراءة جديدة للماركسية “فأنا من الداعين إلى إعادة النظر في الماركسية، لأنه لا يوجد شيء في الحياة مقدس. والأحزاب الشيوعية التقليدية كانت تعتبر ماركس مقدسا”.

وانتهى الظاهر إلى أنه “يجب دائما اعادة النظر في كل شيء. إذ لا يوجد شيء مقدس ومطلق. فجوهر الماركسية هو النقد، واذا لم يكن لديك موقف نقدي فلا تُسمّ نفسك ماركسيا أو تنويريا”.

أما الشق الآخر من المحاضرة (الإعلام)، فغطاه الأعسم بحديثه.

وقال أن الإعلام وسائل مختلفة لإيصال المعلومات الى الجمهور، لترويجها واستقطاب الآراء حولها، مبينا أن وسائل الإعلام، سمعية كانت أم بصرية، لها رسالة منذ فجر التاريخ، تبلورت في العقود الأخيرة بما يسمى “المعاهدات”، وهي اتفاقيات دولية ملزمة تؤكد رسالة الاعلام باعتباره مهتما بشؤون العدالة وحقوق الانسان والحريات العامة وضد الاضطهاد والفساد.

واستدرك الأعسم قائلا انه حدثت تحولات متسارعة عندما دخل الاعلام الالكتروني، بعد أن كانت السلطة والحكومات والقوى المهيمنة تحتكر الاخبار ومجرياتها ووسائل ايصال المعلومة.

وبيّن ان الإعلام كان مقتصرا على شريحة معينة، أما اليوم، وفي وجود الإعلام الالكتروني، فقد أصبحت الملايين مساهمة في نشر الأخبار وترويجها.

عرض مقالات: