اخر الاخبار

أصدرت ل.م يوم 24/12/2023 بياناً تناولت فيه مخرجات الانتخابات، ثم عقدت الهيئات واللجان الحزبية موسعاتها وبحضور رفاق قيادة الحزب في كل أنحاء العراق وخارجه لتنتهي بإنعقاد المجلس الإستشاري الموسع يوم 26/1/2024، ومما جاء في البلاغ الصادر عنه: “عبّر المجتمعون عن ارائهم في سياسة الحزب العامة وفي تحالفاته ومشاركته في الانتخابات.”

ويُستخلص من هاتين الوثيقتين المهمتين:

  1. أن قيادة الحزب تطرح الأمور كما هي بلا تمرير عاجل وسريع عما جرى.
  2. تدعو قيادة الحزب دوما رفاق الحزب لتبني مصالح الجماهير والعمل مع قيادة الحزب في رسم سياسة الحزب العامة.
  3. شخصت قيادة الحزب الخلل وتدعو الجميع الى مناقشته والخروج بحلول ناجعة.
  4. أن ممارسة الديمقراطية في حياة الحزب الداخلية هي الهدف الأسمى في كل مجريات الأحداث وواضح أن قيادة الحزب لم تتملص من المسؤولية.

لقد أستفاض الرفاق والأصدقاء ومحبو الحزب في طرح وجهات نظرهم ومنها (المعاتبة واللوم والنقد  الخ) وعبر مختلف الوسائل بما فيها وسائل التواصل الأجتماعي، وفي هذا الموضع أقول:ـ

  • حصل وهم كبير لدى البعض بأن وسائل التواصل الاجتماعي هي من وسائل الإعلام الحزبية أو منابرها، في حين يؤكد الحزب وعبر نظامه الداخلي على ان من حق الأراء المغايرة أن تُطرح عبر الوسائل الحزبية المعروفة.
  • نعم اتفق فهناك مشكلة ولكن هل المشكلة تتحملها جهة واحدة ؟ فالكل مشاركون فيها.
  • البعض يعتقد أنه يمتلك الحقيقة كاملة كلها وهذا رأي نرجسي وحيد الجانب.

ولا بد من أن أثبت وجهة نظري من خلال النقاط التالية:ـ

اولاً:- الشجاعة والحرص يكمنان في المكاشفة ومواجهة المشاكل والمصاعب وليس ترحيلها مع ضرورة الاعتراف بالأخطاء والإصرار على التصحيح.

ثانياً:- لنساهم جميعاً وبكل مسؤولية في الإجابة عن «ما العمل؟». فليكن شعارنا [يداً بيد من أجل عبور الأزمة وعلينا كلنا قيادة وقواعد أن نستمع لبعضنا بروح المسؤولية].

ثالثاً:- أن تحالف “ قيم” هو ليس الحزب الشيوعي العراقي كله ولا الحزب هو كل القائمة.

رابعاً:- النتائج متوقعة وليست غريبة فكل الظروف الذاتية والموضوعية تشير الى الاستحواذ اللامشروع للقوى المتنفذة والتي عُرفت بتحاصصها وفسادها. فهل على القوى الوطنية المناضلة ضد المشروع الطائفي أن تشارك في مثل هكذا انتخابات، لا يؤمّن بها الحد الأدنى من الشرعية.  أرى أن الحزب لا ينظر الى الانتخابات من باب الفوز والخسارة بقدر ما أنها وجه من أوجه الصراع الفكري – السياسي، صراع طبقي بامتياز في خضم مرحلة حرجة وحساسة والتي مازال المتنفذون يخوضون في مستنقعات الفساد منها وبها منذ2003.

كما أرى أن الحزب يرى في دعم وخوض الانتخابات جزء من التزاماته الوطنية التاريخية في أسناد العملية السياسية (على هشاشتها) وهي الباب المضمون لكسر طوق المحاصصة والفساد المستند على أسس الطائفية وتغييب الوعي، وهو جزء من ناعور قوى الرأسمالية العالمية وسندها، قوى الظلام والانفراد والتفرد بالمجتمعات الدولية بصورة أحادية القطب.

لقد جمّع الحزب أطراف القوى الوطنية والمدنية والديمقراطية في تحالف أنتخابي موحد وفق برنامج “قيم”، وليس برنامجاً حزبياً محدوداً، وهذا يؤكد مرة أخرى على تصدي الحزب الى مهامه الوطنية التأريخية في خلق معادلة جديدة من التغيير المنطقي بعد التغيير الشاذ الذي حصل في 2003 ومجئ قوى منتفعة نفعية بعيدة كل البعد عن العراق والعراقيين.

استجابت القوى الوطنية وأنبرت الى تحمل أعباء الحملة الأنتخابية ويحدوها إحداث التغيير المنشود بعيداً عن المحاصصة والسلاح المنفلت قريباً الى تأسيس دولة مدنية حضارية تنطبق عليها صفات الدولة ذات السيادة.

خامساً:- هل نترك الساحة؟

  • إن ترك الساحة للمتحاصصين الفاسدين يعني بلغة السياسة عمليا الأصابة بمرض الأنعزالية، وماذا سنستفيد؟ النظرية الثورية العلمية تؤكد على ضرورة ممارسة كل أساليب النضال والكفاح وليس الأبتعاد والقنوط والخشوع والتي تؤدي الى الإذلال والمذلة.
  • تمكن رفيقاتنا ورفاقنا خلال فترة الدعاية الانتخابية من أيصال برنامج الحزب ومنهاجه الوطني الى جانب البرنامج الأنتخابي لتحالف “قيم”.
  • نعم لم تكن المعادلة متكافئة بيننا وبين المتنفذين المستحوذين، فالانتخابات لها مقوماتها، فهي تستوجب شعب مؤمن بحقوقه وعازم على انتزاعها. ويجب أن تتوفر علاقات اقتصادية أنتاجية – اجتماعية صناعية متطورة، لتنعكس في وعي الجماهير، كي تمارس حقوقها بأستقلالية، في حين لعب المتنفذون، على تفتيت الطبقة العاملة وتشتيت الفلاحين، وأنتهكوا التعليم وهتكوا العلاقات الأسرية والعائلية وقصموا عرى الوطن والمواطنين وأحالوها الى عرى الطائفة والمذهب.
  • كل هذا يتوجب ويحفّز على النضال المثابر بين صفوف الجماهير من أجل امتلاك أدوات التغيير من خلال التمثيل بالمجالس والبرلمان.
  • إن تخلخل القناعات من قبل (البعض) ليس سببه التحالف الوطني (تحالف قيم) وليس سببه المشاركة بالأنتخابات وليس نتائجها، إنما السبب الجنوح الى أبسط التفاسير وهو النظرة العَدَمية للأمور.
  • هل يعتقد المنتقدون أن نضال الحزب ينتهي بمجرد الوصول الى المجالس؟ فنضال تسعة عقود لا يمكن أختصارها بالإنتخابات وتطلعات المناضلين أكبر بكثير.

سادساً:- ومع كل ذلك فهناك ملاحظات مهمة وجب طرحها:ـ

  1. لماذا لم تطرح قيادة الحزب موضوع المشاركة بالأنتخابات للإستفتاء الحزبي؟
  2. بالمقابل فأن رسائل وأشارات قيادة الحزب كانت تشير الى حث الرفاق والأصدقاء على المشاركة الفاعلة بالأنتخابات .
  3. لم تؤخذ ملاحظات الرفاق في القواعد بخصوص الانتخابات من قبل الهيئات القيادية على محمل الجد.
  4. واضح أن أعداد ليست قليلة من الرفاق والأصدقاء كانوا بالضد من المشاركة بالأنتخابات (أي المقاطعة) بسبب وجود عوامل لا تساعد على خوضها وخصوصاً قانون الانتخابات وهيمنة قوى الطغمة الحاكمة بالمال وأمكانات الدولة الدعائية.
  5. لم يطرح الحريصون البديل المضمون والمنطقي، فهل الظروف الذاتية والموضوعية متوفرة للأحتجاجات والتظاهرات؟
  6. منهم من طرح النزول بقائمة خاصة بالحزب فقط ،علماً في أحدى الانتخابات السابقة فعلاً نزل الحزب بقائمة منفردة ولكن النتيجة أن حمى العداء للحزب قد أستعرت من قبل القوى المهيمنة أكثر من سعيها الى الانتخابات.
  7. هناك ملاحظات جدية تجاه بعض القوى المؤتلفة في 1تحالف “قيم المدني”.
  8. رأى الكثيرون بأن الأسباب التي قاطع بسببها الحزب الإنتخابات البرلمانية ما زالت قائمة، ولهذا فالمشاركة تشكل تناقضاً.
  9. وهناك من يقول أن الحزب رفع شعار ألغاء مجالس المحافظات أبّان أنتفاضة 2019، في حين وعلى حد معلوماتي أن الحزب قد رفض هذا الشعار ولم يتبناه ولكن القوى التي رفعته هي من بين بطانة السلطة الحاكمة التي أجتهدت لأزاحة عادل عبد المهدي.

سابعاً. أصوات أنفعالية: علت (وسرعان ما إنخفضت) أصوات تدعو الى عقد كونفرنس أستثنائي أو مؤتمر أستثنائي بعد ظهور النتائج، في جوهرها بل هدفها هو تغيير قيادة الحزب أو أنتخاب لجنة تقوم بتمشية الأمور، فهل الحل بتغيير الرفاق؟ أراه حل ترقيعي لأن المشكلة موجودة وأنها تكمن في المجالين التنظيمي والفكري.