اخر الاخبار

هل الاعتداءات التركية لتأمين الحدود أم للتوسع؟!

لموقع (ميديانيوز) كتب الصحفي اردوغان التان مقالاً وصف فيه التوغل التركي المتزايد في اراضي كردستان العراق والمتمثل بنشر أعداد كبيرة من القوات والمعدات، بأنه خطة تركية لضم تلك الأراضي وتهجير السكان المحليين ونشر مقاتلي داعش السابقين، مما يثير المخاوف بشأن الاستقرار الإقليمي واحتمال حدوث تغيرات ديموغرافية.

مؤشرات خطيرة

وبرر الكاتب تصوراته هذه بطبيعة الهجمات التركية، التي اتسمت بالقصف المدفعي شبه العشوائي وتمشيط قمم وسفوح جبلي كارة ومتين بالقصف الجوي، قبل أن تتقدم قطعات برية لتمسك الأرض وتطرد السكان بالقوة أو تحيل حياتهم لجحيم يجبرهم على النزوح من مساكنهم ومزارعهم، وتحل محلهم مجموعات شبه عسكرية، وهو ما حدث حسب قوله، في قرى منطقة العمادية بمحافظة دهوك، حيث يرابط اليوم رتل من المدرعات التركية والأسلحة الثقيلة، فيما تجوب سماء المنطقة الطائرات التركية المسّيرة، وحيث تتغيير التركيبة السكانية هناك.

وذكر المقال بأن الهجمات التركية المكثفة الأخيرة في المناطق الريفية من محافظة دهوك، تزامنت مع إنشاء نقاط مراقبة وإجراء عمليات التحقق من الهوية وموجة من الاعتقالات والاحتجازات، في مسعى معلن لإنشاء منطقة عازلة ضد حزب العمال الكردستاني تمهيداً للضم.

من هم هؤلاء المقاتلون؟

وتساءل الكاتب عن طبيعة المقاتلين الذين تم نقلهم، وما إذا كانوا من الجماعات المتطرفة التي استخدمتها أنقرة ضد النظام في سوريا في السنوات الأخيرة، وهو ما يثير، إذا ما ثبتت صحته، مخاوف كبيرة من تحول المنطقة الى منطلق جديد للإرهابيين، لاسيما مع تشابه الخطط التركية في شمال العراق مع استراتيجيتها المتبعة في شمال وشرق سوريا.

وكشف الكاتب عن نقل أنقرة نحو 800 مقاتل من سوريا الى شمال العراق، حيث قاموا بإنشاء 72 نقطة تفتيش وقاعدة حتى الأن، مشيراً الى أن قادة هؤلاء معروفون بتاريخهم في العمل مع التنظيمات المتطرفة في سوريا، حيث سبق لشركة سيبي ميديا أن كشفت عن هويات 416 من أعضاء داعش السابقين، زاعمة قيام القوات التركية بإعادة تدريبهم، واستخدامهم في خدمة الاستراتيجية العسكرية التركية وتلاعبها المحتمل بالاستقرار الإقليمي.

واضاف بأن الهجمات الأخيرة التي شنها العسكر التركي واعوانه من افراد هذه المجاميع، أدت الى إخلاء 162 قرية، مع وجود تهديدات تلوح في الأفق لأكثر من 602 قرية أخرى. واعتماداً على بعض التقارير، ذكر الكاتب بأن هناك حوافز مالية كبيرة باتت تقدم للعائلات للانتقال إلى مخيمات في أربيل ودهوك، مما اثار الكثير من القلق والخشية من حدوث اضطرابات مستقبلية.

موقف العراق

واعرب الكاتب عن دهشته من صمت أربيل والإنتقاد الخجول الذي مارسته بغداد على تصاعد العمليات العسكرية التركية في إقليم كردستان العراق واستهدافها المناطق المدنية وأنشائها لقواعد جديدة منذ حزيران الماضي وبشكل غير مسبوق، مما اثار انتقادات واسعة بين العراقيين وغيرهم، على حد تعبير الكاتب، الذي توقع أن يكون لكل هذه المتغييرات تأثير سلبي على إنتخابات برلمان كردستان المزمع اجراؤها في الخريف المقبل.