اخر الاخبار

احتاج قادة قمة مجموعة العشرين الى وقت اضافي ليلة الجمعة الماضية، قبل ان يتوصلوا الى حل وسط بشأن المواضيع المختلف عليها، خصوصاً ما يتعلق بأوكرانيا قبل اعلان البيان الختامي.

وفي منشور على منصة “X”، قال المسؤول الهندي أميتاب كانت الذي يعد من أبرز منظمي قمة الهند إن نص البيان التوافقي بشأن أوكرانيا في الإعلان الختامي تطلب “أكثر من (200) ساعة من المفاوضات المتواصلة، و(300) اجتماع ثنائي و(15) مشروع نص.

واعتبر الرئيس البرازيلي لولا داسيلفا ووزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف بأن القمة ناجحة. أما الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون فأشار إلى أن النتائج المتعلقة بالمناخ خلالها كانت غير كافية.

ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى تشكيل قيادة مشتركة لمكافحة أزمة المناخ والصراعات العالمية والفقر.

ازالة ادانة الحرب

واتفقت المشاركون على إزالة إدانة الحرب بين روسيا وأوكرانيا، من بيان الاجتماع، مقابل تعهدات من جميع دول مجموعة العشرين، بما في ذلك روسيا والصين، بـ”احترام سلامة أراضي أوكرانيا، والعمل من أجل حل عادل”.

وقال مسؤول كبير في الاتحاد الأوروبي: “لو كنا سنكتب النص بأنفسنا لكان الأمر مختلفًا تمامًا.. إنها عملية بناء إجماع عالمي، وبالتالي فإذا كان ذلك يعني صياغة تسوية فسنقوم بها”.

وأوضح نائب مستشار الأمن القومي الأميركي، جون فاينر، أن “الاقتصادات الكبرى في العالم، بما في ذلك البرازيل والهند وجنوب إفريقيا، متفقة بشأن الحاجة إلى دعم القانون الدولي، وضرورة احترام روسيا للقانون الدولي”.

ووصف كبير المفاوضين الروس البيان بالمتوازن. مع ذلك، دانت أوكرانيا التحول في الخطاب، ووصفته بأنه ليس أمرا يدعو للفخر.

ونشر المتحدث باسم وزارة الخارجية، أوليغ نيكولينكو، صورة للجزء المتعلق بأوكرانيا من الإعلان المشترك، مع شطب عدة أجزاء من النص باللون الأحمر وتصحيحها بكلمات تعكس موقف كييف، بأنها “ضحية لعدوان روسي غير مبرر”.

وكتب نيكولينكو على فيسبوك: “من الواضح أن مشاركة الجانب الأوكراني في اجتماع مجموعة العشرين كانت ستسمح للمشاركين في فهم الوضع بشكل أفضل”.

تصريحات الرؤساء

من جانبه، سعى الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، إلى التقليل من شأن التسوية في البيان، قائلاً: إن “مجموعة العشرين ليست منتدى للمناقشات السياسية”.

وأضاف ماكرون، “نحن هنا للحديث بشكل أساسي عن المواضيع الاقتصادية وتغير المناخ”.

وأضاف “بالطبع نحن نختلف بشأن أزمة أوكرانيا، نظرا لأن روسيا عضو في مجموعة العشرين، ومع ذلك، هذا ليس المكان الرئيسي الذي سيتم فيه حل هذه المشكلة”.

وقال وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف الذي مثل بوتين في الاجتماع: “تمكنا من إحباط المحاولات الغربية لجعل أوكرانيا تهيمن على جدول أعمال القمة، ووصف الاجتماع الذي استمر ليومين بأنه ناجح”.

وأشار لافروف إلى أن “الرئاسة الهندية نجحت فعلا في توحيد المشاركين في مجموعة العشرين الذين يمثلون جنوب العالم”، لافتا إلى أن “البرازيل وجنوب أفريقيا والهند والصين تمكنت من إسماع أصواتها”.

وقال الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا في ختام القمة: “لا يمكننا ترك القضايا الجيوسياسية تهيمن على جدول أعمال مباحثات مجموعة العشرين.. لا مصلحة لدينا في مجموعة عشرين منقسمة. نحتاج إلى السلام والتعاون بدلا من النزاعات”.

من جهته، دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى عدم “تهميش” روسيا في المحادثات الرامية إلى إحياء اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود.

فيما ذكر رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا، إن “العدوان الروسي على أوكرانيا يمكن أن يهز أسس مجموعة العشرين”.

نتائج المناخ غير كافية

وبعيدا عن أوكرانيا، فإن دول مجموعة العشرين منقسمة أيضا بشأن مستقبل النفط، ومع احتمال أن يصبح عام 2023 الأكثر سخونة على الإطلاق، فشل البيان الختامي في الدعوة إلى التخلص من الوقود الأحفوري، لكن قادة دول مجموعة العشرين أعلنوا أنهم سيدعمون الجهود المبذولة لزيادة القدرة العالمية للطاقة المتجددة ثلاث مرات بحلول العام 2030.

وفي السياق، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى تشكيل قيادة مشتركة لمكافحة أزمة المناخ والصراعات العالمية والفقر.

وقال غوتيريش بعد وصوله إلى نيودلهي “إذا كنا حقا أسرة عالمية فإننا نشبه اليوم أسرة تعاني من الاختلال الوظيفي”.

وذكر غوتيريش، أن “الهيكل المالي العالمي عفا عليه الزمن، ويعاني من الاختلال الوظيفي وغير عادل، ويتطلب إصلاحا هيكليا”.

وقال إنه إضافة إلى ذلك، فإن مجموعة العشرين مسؤولة عن 80 في المائة من الانبعاثات العالمية، وإن “أنصاف التدابير لن تحول دون الانهيار التام في ما يتعلق بالمناخ”.

الاتفاق على ممر اقتصادي

وأثار مشروع الممر الاقتصادي بين الهند والخليج وأوروبا الذي أعلن عنه ولي العهد السعودي محمد بن سلمان خلال قمة العشرين، جدلا واسعا عبر وسائل التواصل الاجتماعي حول المعايير التي اختيرت على أساسها الدول التي سيمر بها الطريق.

وتم الإعلان عن المشروع على هامش قمة مجموعة العشرين، من خلال مذكرة تفاهم اتفق عليها القادة بمن فيهم الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي وولي العهد السعودي محمد بن سلمان الذي أعلن المشروع.

وسيمتد الممر المقترح عبر بحر العرب من الهند إلى الإمارات العربية المتحدة، ثم يعبر المملكة العربية السعودية والأردن وإسرائيل قبل أن يصل إلى أوروبا. وسيشمل المشروع أيضاً كابلاً بحرياً جديداً وبنية تحتية لنقل الطاقة.

ويهدف المشروع إلى إنشاء خطوط للسكك الحديدية، وربط الموانئ البحرية، لتعزيز التبادل التجاري وتسهيل مرور البضائع.