اخر الاخبار

الصفحة الأولى

المكتب التنفيذي للتيار الديمقراطي: العمل على انبثاق تحالف مدني واسع

عقد المكتب التنفيذي للتيار الديمقراطي اليوم الثلاثاء المصادف 28/3/2023 اجتماعا استثنائياً خصص لتدارس تداعيات تمرير قانون الانتخابات سانت ليغو من قبل مجلس النواب مؤخراً والموقف الوطني المسؤول الذي ينبغي اتخاذه إزاء هذا القانون. وبعد نقاشات مستفيضة اتفق الحاضرون على عقد مؤتمر صحفي يعلن فيه بيان مفصل يفضح نوايا وغايات الاطراف التي تقف وراء تمرير قانون سانت ليغو 1.7 يسهم فيه اكبر عدد ممكن من القوى الوطنية المدنية والديمقراطية والعمل على انبثاق تحالف مدني واسع يضم القوى الرافضة لهيمنة وتسلط القوى الكبيرة التي تعمل جاهدةً على التفرد بالسلطة وبالقرار وعزل قوى الشعب الوطنية المعنية أساساً بتمثيل مصالح الشعب والوطن والدفاع عنها. كما أكد المكتب التنفيذي على ضرورة حشد كل الطاقات من اجل تفويت الفرصة على هذه النوايا غير المسؤولة وبذل كل الجهود لاشراك اغلب ابناء الشعب العراقي في الانتخابات القادمة وتهيئة قوائم من مرشحين يحظون بثقة الجمهور ودعمه ويعيدون الأمل للناس بعد سنوات طويلة من الاحباط الذي تسببت به سياسات المعسكر الحاكم الفاشلة وتخبطها بعيدا عن مصالح الشعب والوطن. اتفق الحاضرون على ان التغيير الجذري في كافة مفاصل الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية اصبح ضرورة وطنية قصوى ينبغي ان تبذل كل الجهود من أجل تحقيقها.

المكتب التنفيذي للتيار الديمقراطي

بغداد

28/3/2023

 *******************

بيان الحزب الشيوعي الكردستاني في الذكرى الـ89 لتأسيس الحزب

بمناسبة الذكرى التاسعة والثمانين لتاسيس الحزبين الشيوعي العراقي والشيوعي الكوردستاني نتقدم باحر التهاني لعوائل شهدائنا الاماجد والبيشمركة القدامى والسجناء السياسيين ومناضلي العمل السري ولكافة اعضاء واصدقاء ومؤازري الحزب. املين ان تكون هذه الذكرى التاريخية المجيدة مبعثا لتقوية وتعزيز صفوف حزبنا لمواصلة النضال بالروح الثورية العالية لتحقيق اهداف حزبنا في وطن حر وشعب سعيد.

لقد مضى 89 عاما على تأسيس الحزب كضرورة موضوعية استجابة لمتطلبات تلك الحقبة من تاريخ العراق وكوردستان في زمن كان شعبنا بكافة قومياته ومكوناته الاجتماعية يرزح تحت نير الظلم والاستبداد الطبقي والقومي. فبفضل تأسيس حزبنا اصبحت هناك قاعدة رصينة للنضال الثوري والتحرري وافاق للفكر الحر واستقلال البلاد، فاتخذ الحزب موقعه في النضال من اجل التحرر من قيود واستبداد النظام الملكي والتحرر من الاقطاعية والدكتاتورية والرأسمالية، وارتقى نضاله الى مستوى رفيع ومتنامي. لقد اصبح الشيوعيون بتفانيهم وشجاعتهم مرشدين ورواد في نضال المضطهدين وشغيلة اليد والفكر. وقدموا على ذلك الطريق قرابين غالية. واستطاع الشيوعيون تطوير تنظيماتهم في كوردستان مشكلا للحزب الشيوعي الكوردستاني واعلانه في 30حزيران 1993.

 

على طريق الشعب.. نعود الى الينابيع.. حتى نمضي الى الآفاق!

هذه الشجرة التي غرسها البناة الأوائل في أرض بلاد الرافدين، فامتدت جذورها عميقا، وأينعت أزهارها.. هي شجرة الحياة الخضراء التي اتخذت الحزب الشيوعي العراقي اسماً لها.. وأولئك البناة الأوائل الذين شيّدوا هذا الصرح الراسخ الأساس، رفعوا الرايات التي تخفق في عليائه، وقد حملتها أجيال مؤسسين وشهداء ومضحين وخيرة من المناضلين من بنات وأبناء شعبنا، ممن لازالوا يمدون، بمآثرهم، نسغ تلك الشجرة بحياة لا تتوقف.

اليوم، نستذكر هذا الميلاد البهي قبل تسعة وثمانين عاماً.. واليوم، أيضا، نؤكد، من جديد، ما حددته وثائق حزبنا من حقائق أثبتت الحياة صوابها، ولعل من بين آخرها أن نهج المحاصصة المقيت، ولاّد الأزمات، لا يمكن أن يخرج البلاد من النفق المظلم، وأنه لا سبيل الى ذلك سوى التغيير الشامل.. هذا التغيير الذي يتطلب، من بين أسس أخرى، أن يشمّر الديمقراطيون والوطنيون عن سواعدهم، ويوحدوا صفوفهم، في طريق الخلاص من منظومة الجور والتخلف والفساد، وبناء الدولة المدنية، دولة الديمقراطية والعدالة الاجتماعية، التي، وحدها، يمكن أن تضع البلاد على طريق التطور التقدمي، المفضي الى غد العراق الوضاء.

اليوم، نتوثق، من جديد، أن حزبا يأتلف فيه الإرث الكفاحي الغني، والمآثر الملهمة لبنات وأبناء حزب فهد سلام عادل، وتخفق فيه رايات الكفاح ضد تأبيد الراهن، وهي تفتح آفاق المستقبل، إن حزبا كهذا هو المؤهل لأن يقف في طليعة المناضلين من أجل إحداث التغيير الشامل.

وما من امريء ذي بصيرة يمكن أن يتوهم بأن القوى المعرقلة للتغيير ستلقي بسلاحها، فهي تواصل مساعيها المحمومة، عبر الاجراءات والأفعال والقوانين الجائرة، لادامة نهج المحاصصة، الضامن لامتيازاتها وهيمنتها على مقدرات البلاد.

اليوم، نجدد العهد لشهداء حزبنا الخالدين، وأمام أنظار الملايين ممن تسحقهم رحى المعاناة، وممن تتعالى أصوات احتجاجهم، أن سنظل أوفياء لمثلنا الساميات، ولتطلعات شعبنا الذي يعرف، حق المعرفة، من هم الشيوعيون، الذين ارتبط اسمهم بالوطنية والنزاهة والتضحية والتنوير والروح الثورية والقيم الانسانية، مثلما يعرف درس التاريخ البليغ من أن أعداء النور والتقدم مصيرهم مزبلة التاريخ، وأن حزب الشيوعيين يرتقي الى المجد، ويضعه التاريخ والحياة عنواناً للعدالة.

اليوم، نستذكر الشهداء ونعلي مكانتهم ونمجد بطولاتم الأسطورية، ونجلّ التضحيات الجسام لمن خاضوا المعارك الثورية، وتحدوا الجلادين في أقبية التعذيب والسجون، وفي دروب العمل السري، وفي ذرى جبال كردستان، وفي بيوت المعدمين ووسط تجمعات الكادحين، ممن يوقنون بأنه اذا كان الظلام حقيقة واقعة، فقد اختارتنا الحياة، نحن الشيوعيين، حتى نوقد شموع المسير، وفي أيادينا تخفق رايات الرجاء.

اليوم، مرة أخرى، يعرف ضحايا الاضطهاد أنهم لن يصلوا الى مرتجاهم ما لم يخسروا أغلالهم، وهم يسيرون متكئين على أكتاف التحدي في دروب الحرية، ومسلحين بجرأة اقتحام متاريس الجائرين.

اليوم، يفتح المكافحون النوافذ حتى تشرق الشمس، ويبتديء نهار الثورة، إذ تقرع الأجراس معلنة أن حصون الظلام ستتهاوى، بينما أناشيد الظفر تملأ الشوارع، وتضيء، بجذوة نورها، المسير صوب الغد المنشود.

في الحادي والثلاثين من آذار نعيد، بروح النقد البناء، والانفتاح المضيء، والبصيرة الثورية، والاصرار الذي يحول السخط الى أمل، تقييم مواقفنا، ونتمثل الدروس، ونرسم الخطوات الآتية، وهي ترشدنا الى الغد المشرق لبلاد الرافدين شعبا ووطنا.

في الحادي والثلاثين من آذار يسطع في سماء العراق نجم يضيء الطريق الى: الوطن الحر والشعب السعيد.

اليوم، أيضا، نعود الى الينابيع، حتى نمضي الى الآفاق!

 *************

راصد الطريق.. ويستمر الفساد

أخبار هيئة النزاهة كثيرة، وهي “تزف” لنا في كل يوم خبراً جديداً عن الفساد، الذي يبدو انه بلغ درجة من العمق، لم تعد شبكاته معها تكثرث بما تقوم به مؤسسات مكافحة الفساد.

فهناك “مظلة حديدية” واقية وحامية لها، قد يكون في مقدمة أشكالها قانون العفو العام، حيث يدخل المتهم من الباب ويخرج من الشباك بعد ان يدفع “المقسوم” المتفق عليه!

ومن جديد هيئة النزاهة إعلانها عن رصد ما يقرب من خمسة آلاف مشروع استراتيجي متلكئ، تجاوزت قيمتها 20 مليار دولار منذ العام 2018 حتى العام 2022. فكم كان سيصبح الرقم لو أضيفت اليه مثل هذه المشاريع منذ 2005، وكم هي المبالغ التي يتبين انها أهدرت؟

جيد هذا الإعلان، ولكنه لا يعني شيئاً على الاطلاق. فالارقام تكبر والمبالغ تتضخم، وليس من رادع حقيقي رغم الضجيج الإعلامي والتصريحات الرنانة.

وأبدا لن يمكن الحد من الفساد من دون رقابة شديدة وارادة حقيقية.

الا ان السؤال المطروح الآن يتعلق بكيفية محاربة الفساد، في الوقت الذي تصم فيه الحكومة آذانها إزاء المطلب العام بتقديم الحسابات الختامية!

 *****************

الصفحة الثانية

النزاهة البرلمانية: شبهات فساد في البصرة

بغداد ـ طريق الشعب

كشفت لجنة النزاهة النيابية، امس الأربعاء، عن هدر بالمال العام وشبهات فساد في كشوفات وعقود واسعار لمشاريع عديدة بمحافظة البصرة.

وأشارت عضو اللجنة سروة عبد الواحد في وثيقة الى “هدر بالمال العام في البصرة بقيمة 123 مليار دينار، تتعلق بعقود شراء اليات بمشاريع في المحافظة”.

وبحسب الوثائق، فأن “العقود أظهرت أن البلدوزر، اشترته حكومة البصرة بـ 986 مليون دينار عراقي”.

وتبين الوثائق ان عملية قلع الطبقة القديمة من التبليط بأكثر من 4 آلاف للمتر المربع الواحد، وايضاً استحداث فقرة وهي تجهيز اليات التبليط بعشرة آلاف دينار للمتر المربع الواحد.

وبشأن عملية قلع الطبقة الترابية، تكشف الوثائق أن كلفتها بلغت أكثر من 18 ألف دينار لنصف المتر المربع الواحد، وهذا الامر استمر لحين الوصول إلى مرحلة التبليط وهي 14 ألف دينار للمتر المربع الواحد.

ومن الجدير بالذكر، ان الوثائق هي جزء من مشروع متكامل وليس مشروعا محالا لوحده، حيث ان عملية قلع الشارع ونصب المجاري وقلع التربة هي فقرات مدفوعة الثمن وتكرارها في نفس التندر يعني إعطاء أجور مضاعفة لذات الفقرة.

 *******************

بيان الحزب الشيوعي الكردستاني في الذكرى الـ89 لتأسيس الحزب

بمناسبة الذكرى التاسعة والثمانين لتاسيس الحزبين الشيوعي العراقي والشيوعي الكوردستاني نتقدم باحر التهاني لعوائل شهدائنا الاماجد والبيشمركة القدامى والسجناء السياسيين ومناضلي العمل السري ولكافة اعضاء واصدقاء ومؤازري الحزب. املين ان تكون هذه الذكرى التاريخية المجيدة مبعثا لتقوية وتعزيز صفوف حزبنا لمواصلة النضال بالروح الثورية العالية لتحقيق اهداف حزبنا في وطن حر وشعب سعيد.

لقد مضى 89 عاما على تأسيس الحزب كضرورة موضوعية استجابة لمتطلبات تلك الحقبة من تاريخ العراق وكوردستان في زمن كان شعبنا بكافة قومياته ومكوناته الاجتماعية يرزح تحت نير الظلم والاستبداد الطبقي والقومي. فبفضل تأسيس حزبنا اصبحت هناك قاعدة رصينة للنضال الثوري والتحرري وافاق للفكر الحر واستقلال البلاد، فاتخذ الحزب موقعه في النضال من اجل التحرر من قيود واستبداد النظام الملكي والتحرر من الاقطاعية والدكتاتورية والرأسمالية، وارتقى نضاله الى مستوى رفيع ومتنامي. لقد اصبح الشيوعيون بتفانيهم وشجاعتهم مرشدين ورواد في نضال المضطهدين وشغيلة اليد والفكر. وقدموا على ذلك الطريق قرابين غالية. واستطاع الشيوعيون تطوير تنظيماتهم في كوردستان مشكلا للحزب الشيوعي الكوردستاني واعلانه في 30حزيران 1993.

ظن اعداء الحرية والنضال الطبقي والفكر التقدمي ان بامكانهم ثني الشيوعيين وابعادهم عن ساحات النضال الحقيقية بمنطق القوة والارهاب. فلجأوا الى ممارسة اساليب الترويع والملاحقات والاعتقال والتعذيب ونصب المشانق ومواجهة رفاقنا بالحديد والنار. غيران احلامهم تبددت ونواياهم واهدافهم الدنيئة تحطمت على صخرة ارادة وعزم رفيقاتنا ورفاقنا الابطال وايمانهم الراسخ باهداف حزبهم النبيلة، حاملين راية الدفاع عن الوطن والشعب بتفانيهم وحتى بدمائهم.

اليوم ونحن نحيي الذكرى التاسعة والثمانين لتأسيس حزبنا المقدام، تمر بلادنا بظروف حساسة. حيث ان الاعداء التاريخيين لشعبنا يواصلون على قدم وساق خططهم في السر والعلن ضد كيان اقليم كوردستان ويستغلون الفرص لإضعاف هذا الكيان والانقضاض عليه. وتتزامن هذه التوجهات ضد اقليم كوردستان مع الاشكاليات والازمة الداخلية الموجودة داخل الاقليم بسبب  سياسة الليبرالية الجديدة، وغياب النظام السياسي الذي يوفر الحد الادنى من المساواة السياسية والعدالة الاجتماعية متزامنا مع غياب السياسة العقلانية وضعف الخطاب والوعي الوطني وانعدام الشفافية فيما يتعلق بالدخل والمصادر الاقتصادية في جو من الصراع اللاديموقراطي وغير المدني بين حزبي السلطة ومن ثم تفشي الفساد، ويلاحظ التراجع في حرية الصحافة وحرية عمل منظمات المجتمع المدني مما سبب التحذير عليه من جهات خارجية. ان مجمل هذه الظواهر توفر اجواء داعمة للسياسة العدائية ازاء شعب كوردستان. وهذا الوضع الذي انهك شعبنا تشكل خطورة على المشاعر والروح الوطنية لابناء شعبنا وبالتالي اضعاف تلك الارادة و وحدة الصف التي تمخضت عن انتفاضة اذار المجيدة في 1991 ومكاسب شعب كوردستان التي حققها خلال تاريخه النضالي.

رفاقنا الاعزاء

نحن اذ نبارك لكم هذه الذكرى بكل اعتزاز نجدد دعوتنا الى الاسراع في وضع حد للبطالة والفقر، وتامين معيشة اصحاب الدخل المحدود، ومنع استفحال داء الفساد وغياب العدالة الاجتماعية واهدار الثروات العامة وغياب الشفافية في المرافق السياسية والادارية، وتجنب فرض المزيد من الضرائب والرسوم على كاهل كادحي الشعب، ان البديل الحقيقي يكمن في وضع اقليم كوردستان على الطريق الصحيح طريق النظام المؤسساتي، وانهاء ظاهرة التحزب في صفوف البيشمركة والأسايش، وعدم فسح المجال امام التجاوزات في مجال الحقوق والحريات العامة وحقوق المرأة، والقضاء على الفوضى والتوتر وردم هوة فقدان الثقة من قبل الجماهير. ان مجمل المظاهر السلبية المشارة اليها بالتزامن مع المخططات الشريرة لأعداء شعبنا الكردستاني تهدد كيان الاقليم وما حققه بدماء الشهداء.

ان الصراعات بين البارتي  واليكيتي والتي لا يمكن معالجتها بمجرد توافقات حزبية ثنائية تتعمق يوما بعد يوم متسببا لازمات جديدة واوضاع اقتصادية سيئة للإقليم ومثيرة لجوٍّ من القلق وعدم  الاستقرار السياسي. وبسبب تلك الصراعات تم تأخير موعد الانتخابات البرلمانية لاقليم كوردستان والتوجه نحو تعديل قانون الانتخابات بحيث تكون كل محافظة بمثابة دائرة انتخابية، مما يؤدي الى التركيز على الهويات المحلية على حساب الهوية الوطنية الكوردستانية.

كما ان المفوضية العليا للانتخابات فقدت شرعيتها بنتيجة تلك الصراعات وهي موزعة بين خمسة احزاب سياسية وليس هناك نية في معالجتها عبر انتخاب المفوضية من بين قضاة الاقليم.

ان تاخير الانتخابات البرلمانية لم يكن محط الانتقاد من الاطراف الكوردستانية وجماهير شعبنا فحسب، بل وايضا من المجتمع الدولي بحيث وصل الى مستوى التهديد بالانسحاب من دعم كيان الاقليم. فوزارة النفط العراقية استلمت ملف تصدير نفط كوردستان بعد صدور قرار التحكيم من محكمة غرف التجارة الدولية في باريس استجابة لشكوى وزارة النفط العراقية. ان كل هذه المساعي تصب في اطار نوايا تقليص سلطة حكومة الاقليم و دق ناقوس الخطر. غيران ثقتنا اكيدة بقوة جماهير شعبنا التي اجتازت في تاريخه مخاطر وعقبات ومراحل اكثر صعوبة بتوحيد صفوفها. ولأجل ذلك نحن بأمس الحاجة الى حوار كوردستاني شامل بنّاء وليس فقط بين حزبي السلطة، لمناقشة مجمل القضايا الحساسة التي باتت تشكل عقبات امام تحقيق حقوق شعبنا وتوجههه نحو بناء مؤسساته ووضع دستوره.

الى جانب الصراعات والمشاكل الداخلية لاقليم كوردستان ظلت المشاكل بين حكومة الاقليم والحكومة المركزية عالقة وهي تخطو من ازمة الى ازمة. فالحكومة المركزية تنطلق من منطق المركزية وعقلية الدولة القومية وتسعى حثيثا لتقليص كيان الاقليم بالتنصل من تنفيذ الاتفاقات بين الطرفين واللجوء الى المحكمة الفدرالية لتحريم الاقليم من حصته في الميزانية ,وبالمقابل فان حكومة الاقليم متمثلة بالبارتي واليكتي تتعامل بازدواجية مع بغداد، وكل طرف يصطنع الحجج لابقاء الوضع على حاله.مما خلق استياءً لدى المواطنين ازاء احزاب الاقليم الجاثمة على مقاليد السلطة خلال السنوات الثلاثين الماضية.

ايتها الجماهير الصامدة

ان ما يدعو الى الاسف الشديد وبنتيجة الصراعات بين البارتي واليكيتي، هو اهمال كركوك والمناطق الكوردستانية خارج ادارة اقليم كوردستان. حيث بدات حملات التعريب والسيطرة على اراضي الفلاحين الكورد، وجلب المئات من العوائل العربية من المحافظات الاخرى الى كركوك ونقل السجل المدني وبطاقة التموين لأفرادها الى محافظة كركوك. ولا تزال المناطق تعيش وضعا غير طبيعي معقد تحت حكم العسكر. فالخطوات نحو تطبيع وضع كركوك ليس بالمستوى اللازم.

في الذكرى التاسعة والثمانين لتأسيس حزبنا المناضل

* تحية الى ارواح شهداء الحزب الطاهرين الذي لم يبخلوا بدمائهم الزكية في الذود عن الوطن وحرية وسعادة شعبه.

* تحية الى عوائل الشهداء الاماجد وتفانيهم وروحهم المعنوية في تقديم ابنائهم وبناتهم قرابين من اجل قضية شعبنا العادلة.

* تحية الى افراد البيشمركة القدامى لحزبنا الذين امضوا سنوات ربيع العمر في معترك النضال المسلح واستبسلوا في معارك البطولة والفداء من اجل الشعب والوطن.

* تحية الى السجناء السياسيين الذين بصمودهم رفعوا راية الحزب وحولوا زنازين السلطات الى ساحات التصدي والمقاومة صانعين امجادا لحزبهم العتيد.

الحزب الشيوعي الكوردستاني

اواخر اذار 2023

 ****************

أهالي كركوك والسليمانية يشكون من جشع البائعين.. مربو دواجن يكشفون لـ «طريق الشعب» أسباب ارتفاع أسعار الدجاج

بغداد ـ تبارك عبد المجيد

اشتكى مواطنون من محافظتي سليمانية وكركوك، من ارتفاع أسعار الدجاج بشكل كبير، نتيجة لاستغلال بعض التجار تذبذب أسعار الدولار وحلول شهر رمضان، بهدف تحقيق أرباح مالية على حساب المواطن.

ومن جانب آخر، عملية تربية الدواجن باهظة الثمن، بسبب ارتفاع أسعار الأعلاف، الامر الذي يؤدي الى  تضرر المربين.

وتقول المواطنة بنين احمد من محافظة كركوك، ان “سعر كيلو الدجاج في السابق كان بحدود 2400 دينار، أما الآن فأصبح بسعر 4250 دينارا”.

وتضيف احمد في حديث مع “طريق الشعب”، ان هذا الفرق “يؤثر بشكل كبير على أصحاب الدخل المحدود”، مشيرة الى ان بعض البائعين يستغلون شهر رمضان وتذبذب أسعار الدولار في الاسواق.

وتدعو بنين الى “تشديد الرقابة على البائعين والتجار بشكل رادع، والعمل على توفير كافة المستلزمات التي يحتاجها مربو الدواجن، لخفض اسعار الدجاج”.

أسباب ارتفاعها

ويذكر رعد فواز، صاحب حقل دواجن، لمراسل “طريق الشعب”، ان هناك عمليات تهريب للدواجن والمواشي من محافظة كركوك الى محافظات أخرى، بسبب اختلاف الاسعار التي تضمن لهم زيادة الأرباح بشكل ربما مضاعف.

ويردف فواز كلامه عن أسباب ارتفاع الأسعار، قائلا ان أسعار الاعلاف الحيوانية ارتفعت من 500 ألف دينار إلى 1.2 مليون دينار للطن الواحد، والسبب الاخر يتعلق بزيادة الطلب على الدجاج في اثناء شهر رمضان. 

أما في كردستان العراق فكانت الأسعار قد بدأت الارتفاع منذ حوالي اسبوعين، حيث يتراوح سعر كيلو الدجاج بين 3250 الى 3500 الف، بعد ان كان يباع بـ 2200، أي ان نسبة الارتفاع تصل إلى 40 بالمائة.

كازان احمد، وهي من عائلة تسترزق من تربية الدواجن، من محافظة السليمانية، تقول ان “منذ قرابة الأربع أشهر، يتكبد مربو الدواجن خسائر كبيرة بسبب تذبذب سعر الدولار الذي يعد العملة الرئيسية في شراء الأعلاف والمستلزمات الأخرى”، لافتة الى ان عملية تربية الدواجن أصبحت مكلفة جدا.

وتأمل كازان من الجهات المعنية توفير الأعلاف وبقية المستلزمات لمربي الدواجن والمواشي، وفرض غرامات على من يمارس التهريب ويستغل ارتفاع سعر الدولار.

الأسعار معقولة وغير مرتفعة

من جهته، يقول مدير الثورة الحيوانية في وزارة الزراعة بإقليم كردستان، فراس صديق ان “الأسعار السابقة كانت بحدود (1600) دينار لمنتج الدجاج تشكل ضررا للمربين”، مردفا “لكن الأسعار الحالية غير مرتفعة وتنصف المربين”.

ويضيف صديق في تصريح لـ “طريق الشعب”، ان “الأسعار قبل عام وأكثر كانت زهيدة مقارنة بأسعار الاعلاف التي يشتريها المربي والتي تشكل عبئا ماديا على عاتقه”، مؤكدا ان الأسعار الحالية معقولة جدا”.

ويجد صديق ان ارتفاع أسعار الاعلاف “سبب رئيسي في ارتفاع وانخفاض أسعار الدجاج كونها تشكل 70 بالمائة من مدخلات الإنتاج”، موضحا ان بيع الدجاج يتم بالعملة المحلية (الدينار)، اما شراء الاعلاف فيتم بعملة الدولار”.

ويلوح الى ان إنتاج الأعلاف محليا وصل الى مليون وأربعمائة ألف طن، لافتة الى “وجود اعلاف لا تتوفر بالبلاد او في الدول المجاورة مثل اعلاف فول الصويا، التي يتم استيرادها من الارجنتين او أمريكيا الجنوبية، والتي ارتفعت أسعارها بشكل ملحوظ بعد أزمة كورونا”.

 *****************

كل خميس.. بيت الشيوعيين .. بيتُنا

جاسم الحلفي

لم تكن الفكرة طوباوية حين تداولها الحضور في احدى جلسات المؤتمر الحادي عشر للحزب الشيوعي العراقي، ونقصد هنا فكرة بناء مقر مركزي للحزب، فيما هو لا يمتلك مالا يمكّنه من ذلك. 

ولم تكن شحة المال وحدها تقف عائقا امام التنفيذ، وانما كانت هناك جملة عراقيل وموانع، بينها تراجع ظاهرة الأحزاب السياسية، التي لم يبق بريقها ساطعا كما في السابق، فيما تعمقت ازمة الثقة بها في العراق اكثر واكثر، ارتباطا باحتكار السلطة من قبل الحزب الواحد في عهد الدكتاتورية، وانتهاء بتحكم الأحزاب الطائفية وترسخ استحواذها وتهميشها الآخرين، حتى غدا الانتماء للأحزاب الحاكمة الباب الأساسي للحصول على المناصب العامة والمنافع الشخصية والمكاسب الانانية. وفي النتيجة تغيرت النظرة الى الأحزاب بعد ان استبدل معظمها التضحية والعطاء بالاستيلاء على الاملاك والأموال العامة، والإثراء بمال الفساد، الأمر الذي زاد الازمة عمقا، وشوّه الحياة الحزبية وجعلها في عيون الناس محط ازدراء.

 الا ان فكرة بناء مقر لحزب شيوعي شحيح الإمكانات المالية، لم تكن مجرد أمنية تطرح في ثنايا النقاش، ثم سرعان ما تُترك كما يحصل غالبا حين لا تكتمل اركان الفكرة الأساسية. انما جاءت في سياق فكري رصين، انطلاقا من رؤية تستند على فهم مفاده ان الحزب الشيوعي العراقي لا يخص اعضاءه فقط، وانما هو مؤسسة يسارية ديمقراطية عامة، تتحرك في ساحة مجتمعية واسعة، وهدفها رفعة الشأن العام.

وبهذا المعنى يغدو الأمر محط اهتمام وعناية الآخرين، فالمؤسسة هنا فكرية ثقافية سياسية يرتبط تاريخها بتاريخ العراق المعاصر، وقد نشطت كحزب سياسي هدفه رفعة شأن المواطن والوطن، وتأمين الكرامة، وإنجاز الاستقلال والسيادة، في سياق عملية التحرر والتمدن والتقدم والعدالة والمساواة.

ومن اجل هذه الأهداف النبيلة وما يتفرع منها، والتصدي لما هو شائن وفاسد ورديء، انخرط آلاف المواطنين منذ التأسيس قبل 89 عاما حتى الان، اجيالا بعد اجيال، أعضاء وأصدقاء، في مسيرة كفاح طويلة لا نهاية لقصصها.

تلك هي الرؤية الكامنة وراء حملة التبرعات، التي سجلت سخاء لافتا للأصدقاء والمؤازرين، وحتى لبعض قيادات الأحزاب الوطنية الأخرى.

واليوم إذ نحيي عيد 31 آذار بوضع الحجر الأساس لمقر حزبنا، الذي تأسس في مثل هذا  التاريخ قبل 89 سنة، ومد جذوره في أعماق الريف والمدن، من آخر قرية في اهوار الجنوب الى أعلى قمة في كردستان، معبدا مسيرته بعظيم التضحيات، نقول بوضوح ان الحزب ليس بمقره، بل بمشروعه الواعد ومسيرته الظافرة.

لم يكن بين اهداف بناء المقر افتتاح متحف تاريخي، مع انه تاريخ مجيد ومشرف لمسيرة كفاح متجددة، لا مهادنة فيها للظالم، وتضج بتضحيات حفرت في الوجدان صورا لا تمّحى من الحب للعراق، منذ ان سجل القائد الشهيد يوسف سلمان يوسف – فهد، وهو يرتقي المشنقة قوله: “كنت وطنيا قبل ان أكون شيوعيا، وحينما صرت شيوعيا صرت اشعر بمسؤولية اكبر إزاء وطني”.

لم يكن في البال بناء متحف، مع ان صمود علي حسين الرضي (سلام عادل)، خالد في الضمير الإنساني، لا يتكرر ولا يُطاوَل، ومثله بسالة رفاقه محمد حسين أبو العيس وجمال الحيدري وغيرهما، والبطولات النادرة لحسن سريع وخالد احمد زكي وأبو كريم وصفاء أبو طحين، ولصفوف رفاقهم الآخرين يتقدمها ابطال مثل وضاح حسن وكامل شياع وشهيد تشرين علي اللامي.

نعم، ولم يكن الهدف بناء مقر لحاضر الحزب وحسب، وهو الحاضر الكفاحي المشرف  بتصديه للإرهاب والطائفية والفساد، وبشموخه نظيف اليد عفيفا امام طغمة المتنفذين، التي تربعت مع حلفائها حيتان الفساد فوق احد طرفي الفجوة الطبقية، التي تئن في طرفها الآخر الطبقات المقهورة والشرائح الاجتماعية التي تعاني من ويلات الظلم والحرمان، من التهميش والفقر والعوز.

الفكرة باختصار هي ان يكون مقرا لمشروع المستقبل، الواعد بالتنمية المستدامة والتحرر الكامل والعدالة الاجتماعية والمساواة والانصاف ونيل الحقوق كاملة غير منقوصة، ومعها الضمانات الاجتماعية وكل ما يؤمّن للإنسان كرامته وللوطن سيادته.

والهدف هو أيضا بناء مركز للثقافة التقدمية، وفضاء للفكر التنويري، وميدان للفن في بعده الإنساني الرحب، ومشروع تنموي طموح، ومظلة سياسية يستظل بها المكافحون من اجل التغيير الشامل الذي يحقق السعادة والرفاه، وفضاء غير محدود للتطور والارتقاء، ومشعل يشع نورا للسلام على ارض الرافدين، ولتضامن العراقيين مع شعوب الأرض.

 *****************

الصفحة الثالثة

تظاهرة للعاملين في علوة خان التمر احتجاجا على محاولات نقلها.. رفض شعبي مستمر لـ «سانت ليغو» المعدل

بغداد ـ طريق الشعب

تواصلت الاحتجاجات الشعبية في مناطق متفرقة من مدن البلاد احتجاجا على إقرار مجلس النواب اعتماد صيغة سانت ليغو المعدل في قانون الانتخابات، وشاركت شرائح مختلفة في تنظيم احتجاجاتها المطلبية، في مقدمتهم معلمو البصرة الذين يطالبون بتوزيع قطع ارض عليهم.

رفض سانت ليغو

وأعلن العشرات من المحتجين في محافظة ذي قار عن اغلاق مكتب مفوضية الانتخابات حتى اشعار ولحين تحقيق مطالبهم المتمثلة بإلغاء قانون سانت ليغو.

وقال المحتجون في بيان لهم، تمت قراءته امام مبنى مكتب مفوضية الانتخابات: انهم سيحولون شكل الاحتجاجات الرافضة لإجراءات مجلس النواب الى أسلوب أكثر تأثيرا، ومن دون ان يسبب ارباكا داخل المحافظة خلال شهر رمضان.

وشهد قضاء الشطرة التابعة الى المحافظة، وقفة احتجاجية، شارك فيها العشرات من الناشطين لرفض اعتماد صيغة سانت ليغو المعدل في قانون الانتخابات.

ونظم ناشطون في المثنى تظاهرة ضد تمرير قانون سانت ليغو الانتخابي في مجلس النواب، مهددين بتصعيد الاحتجاجات خلال الفترة المقبلة.

وذكر عدد منهم، أن احتجاجاتهم ستستمر بالتنسيق مع باقي المحتجين في المحافظات، لتوحيد الرؤى بشأن الخطوات التصعيدية القادمة.

تظاهرة للكسبة

من جانب آخر، تظاهر العشرات من العاملين في علوة خان التمر رفقة أعضاء اتحاد نقابات عمال محافظة  كركوك احتجاجا على محاولات شخصيات متنفذة نقل مكان العلوة الى مكان اخر غير مخدوم.

وقال مراسل “طريق الشعب”، ان المحتجين نظموا تظاهرتهم امام مديرية بلدية كركوك قبل ان يصعدوا من احتجاجهم من خلال نصب خيمة للاعتصام امام مديرية البلدية احتجاجا على محاولات احد الشخصيات المتنفذة نقل مكان العلوة الى مكان اخر غير مؤهل قام ببنائه، مشيرا الى ان هذه الشخصية تطالب العاملين بمبالغ مادية كبيرة لقاء العمل في العلوة الجديدة.

وعادت نغمة الاحتجاج مجددا في الإقليم، بعد ان تظاهر العشرات من الكسبة العاملين في سوق قضاء كلار التابع لإدارة منطقة كرميان.

وقال مراسل “طريق الشعب”، ان العشرات من الكسبة العاملين في عربات بيع الفواكه والخضراوات في سوق قضاء كلار التابع لإدارة منطقة كرميان، نظموا تظاهرة احتجاجا على قرار منعهم من قبل اللجنة الأمنية، وعدم السماح لهم بالوقوف في السوق.

وبيّن، أن المتظاهرين طالبوا الحكومة المحلية بتنظيم أوضاعهم بدل قطع ارزاقهم.

احتجاج متجدد

 نظم المئات من الملاكات التربوية التابعين لقسم تربية المديْنة الواقع شمال محافظة البصرة وقفة احتجاجية امام مبنى القسم، مطالبين بتخصيص قطع ارض سكنية لهم.

وقال عدد منهم، ان الملاكات التربوية في قضاءي المدينة والصادق وناحية الشهيد عز الدين سليم، كانت الحكومة المحلية قد خصصت لهم قطع أرض في عدة مقاطعات منذ اكثر من سنتين، لكن لم يحصلوا على اي فرز حتى الان.

وطالبوا الحكومة المحلية بالاستجابة لحقوقهم المشروعة في قطع الارض السكنية.

وفي بغداد، نظم المئات من موظفي وزارة المالية، تظاهرة احتجاجية على عدم تسلمهم قطع الأرض المخصصة لهم.

وقال مراسل “طريق الشعب”، إن “المئات من موظفي وزارة المالية نظموا تظاهرة غاضبة احتجاجا على عدم تسلمهم قطع الارض المخصصة لهم”.

واضاف أن “المتظاهرين هددوا بالتصعيد في حال لم يتم تنفيذ مطلبهم من قبل الجهات المعنية”.

 *******************

لماذا يفضل حملة الشهادات العليا.. العمل في القطاع العام؟

بغداد ـ محمد التميمي

ما أن تم الإعلان عن توفر درجات وظيفية حكومية حتى سارع الأكاديميون العاملون في الجامعات الاهلية، الى التقديم عليها، على أمل التخلص من جشع بعض أصحاب رؤوس الاموال الذين لا يستهدفون سوى الربح، بعيدا عن أهداف العملية التعليمية ومستقبل البلاد.

ويجري ذلك خلافا لما تشهد جميع بلدان العالم، إذ أن رواتب القطاع الخاص لها افضلية على الرواتب الحكومية، بينما في العراق يعاني الأكاديميون من ظلم واستغلال بشع.

التحقوا بالوظيفة الحكومية

وفي هذا الشأن أوضح المتحدث الرسمي لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي حيدر جبر العبودي قائلا ان التعيينات الاخيرة التي اعلنت عنها وزارته، لحملة شهادة الدكتوراه البالغ عددهم 2476، هي لا تمثل تعيينات قسرية لحملة الشهادات العليا، انما هي رغبة حامل الشهادة نفسه بموجب القانون الذي نص على تعيين حملة الشهادات العليا وبالتنسيق بين مجلس الخدمة الاتحادي ووزارة المالية “.

وتابع حديثه لـ “طريق الشعب بالقول”، أن “ نسبة كبيرة من اصحاب الشهادات كانوا في بيئة التعليم الخاص في الجامعات والكليات الاهلية، وحينما اتيحت لهم فرصة الالتحاق بالمؤسسات الحكومية توجهوا اليها بمختلف التخصصات”.

وعن حاجة الجامعات والكليات الاهلية لأصحاب الشهادات العليا، علق المتحدث باسم الوزارة موضحا ان وزارته “تعتمد الية الإعارة، حينما تؤشر هذه الجامعات الخاصة حاجتها الى اصحاب الشهادات العليا، فبالإمكان اعارة هذه الخدمات وهي الية قانونية وادارية معتمدة”.

واكد العبودي على ان “هذه الاعارة ستغطي احتياجات هذه الجامعات الاهلية، فمسارات التعليم الاهلي والحكومي مساران متوازيان وكلاهما يشكل العملية التعليمية في العراق”.

وزارة التعليم تتحمل وزر ذلك

وعلى صعيد متصل قالت الاكاديمية بشرى العبيدي ان الاكاديميين الذين يعملون في الجامعات  والكليات الاهلية يخضعون لأحكام قانون العمل لسنة 2015، والمفترض ان يكون هنالك قانون خاص لتنظيم عمل الاستاذ الجامعي والموظف في الكليات الاهلية، وضمن قانون التعليم الأهلي  ويشمل التنظيم المالي والاداري والتقاعد لان الاكاديميين يعلمون بدون تقاعد في هذه الجامعات.

وحملت في حديثها مع “طريق الشعب” “وزارة التعليم العالي وزر ابتعاد التدريسيين عن الجامعات الاهلية، لأنها ابعدت هذه الجامعات عن الرقابة وعن احكام قانونية صارمة، وان تكون تحت جناح الوزارة”.

ولفتت العبيدي الى ان “ الكلية الاهلية تتعاقد مع الاستاذ الجامعي بشكل مخالف تماماً لعقد الوزارة، وهذا سببه عدم تدقيق لجنة الوزارة على العقود التي تُبرم في هذه الجامعات؛ شكلياً يوقع الاستاذ على عقد وضعته الوزارة فيه شروطها، وفي الواقع هنالك عقد اخر خاص بالكلية والراتب فيه اقل من الراتب المفروض في عقد الوزارة، الذي ينص على انه يجب ان لا يقل باي حال من الأحوال عما يتلقاه نظيره في الكليات الحكومية”.

وبينت العبيدي وهي خبير قانوني أيضا الى ان “التدريسي في الجامعة الاهلية لا يشعر بالاطمئنان فراتبه قليل على عكس زملائه في الجامعات الحكومية، بينما لو توفرت الضمانات في الكليات الاهلية كما في الجامعات الحكومية لكان العبء أخف على وزارة التعليم”.

وشددت في ختام حديثها على ضرورة: “اعادة النظر بقانون التعليم الاهلي، وان تخرج الوزارة بقرارات تجبر الجامعات الاهلية بان تلتزم بهذه القرارات، إضافة الى انه يجب ان تكون هنالك رقابة حقيقية وصارمة على مدى تطبيق هذه الكليات لقرارات الوزارة واحترامها للأساتذة”.

غير احترافية ولا علمية

من جانبها، بينّت بشائر حسن (دكتوراه في علم الفيزياء) ان العمل في الجامعات الاهلية يحمل الكثير من المساوئ، ابرزها عدم قدرة التدريسي على فرض قواعد مهنية في التدريس، وكثيرا ما نشهد تدخل المستثمرين او مقربيهم ويمارسون الضغوط لانجاح بعض الطلبة من الذين يرتكبون مخالفات جسيمة مثل الغش او الاعتداء على التدريسيين وحتى التهديد، مشيرة الى انها كانت تعمل في جامعة أهلية وما تزال لها في ذمتها رواتب 6 اشهر منذ عام 2020، لم تتسلمها حتى الان.

وأضافت، ان “المستثمر اجبرنا على توقيع تعهد عند تقديم استقالتنا بعد توظيفنا على عدم المطالبة بمستحقاتنا القديمة مقابل صرف مرتب الشهر الأخير”.

الى ذلك، قال الأكاديمي في الجامعة العراقية د. أحمد حميد، ان حامل الشهادة العليا يميل إلى التوظيف الحكومي على حساب التوظيف الأهلي، وهذا الميل يشاطرهُ بهِ كل أصحاب المهن الأخرى.

وأوضح في مستهل حديثه مع “طريق الشعب” بالقول ان “للأكاديمي العراقي أسبابا تتداخل مع الآخرين، وأخرى خاصة، ومن أبرزها، ان حامل الشهادة العليا من الكفاءات الوطنية التي يجب على الدولة الاستفادة منها واستثمارها بشكلٍ يليقُ بالدولة وبها”، منوها الى ان “الأكاديمي يشعر بحقهِ الامتيازي، وهو يمارس تخصصهُ الدقيق في الجامعات الحكومية، ناهيك عن الضمان الاجتماعي والمخصصات المالية، والنظرة الاعتبارية المجتمعية لهُ بوصفهِ أستاذاً جامعياً”.

وأردف حميد قائلا ان الكليات والجامعات الاهلية “عبارة عن مشاريع استثمار تابعة لجهات غير احترافية وغير علمية، وتغلب عليها الصفة التجارية، وهو ما يجعلها تتعامل مع الأكاديمي المتعاقد معها، بوصفهِ رقماً لا بوصفهِ ذاتاً محترمة لها من الحقوق والامتيازات المعنوية والمادية”.

وخلص الى ان “التدريس في الجامعات الحكومية هو طموح كل الباحثين والطلّاب في الدراسات العليا، وعلى الدولة أن تحتضن كفاءاتها من الطاقات الشبابية، وألا تجعلهم لقمة سائغة بيد تجّار المؤسسات الأكاديمية الأهلية، وإن كانت تحتجُ بفائض حاملي الشهادات العليا، فعليها أن تأخذ دورها عبر وزارتي التعليم العالي والتخطيط، لوضع خطة علمية منهجية، لتضع الشخص المناسب في المكان المناسب”.

 **********************

الوزارة تتعهد بحل المشكلة مع نهاية العام.. المدارس الآيلة للسقوط تهدد حياة التلاميذ والطلبة

بغداد – طريق الشعب

تفتقر مدارس الارياف في محافظة ذي قار لأدنى مقومات السلامة والصحة البشرية، وقد تم تأشير العديد من الابنية الآيلة للسقوط، بوضع يعرض طلبتها وكوادرها للخطر.

وتصف وزارة التربية العام الجاري بأنه “عام الأبنية الدراسية”.

انهيار سقف مدرسي!

وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي، استياء كبيرا لمواطنين ومدونين، بعد انتشار فيديو وثق لحظة انهيار سقف مدرسة عبد الله بن الحسين، في ناحية اور شرقي محافظة ذي قار.

وقال مدير الناحية، رعد يوسف في تصريح له في 12 آذار الجاري، بان “هذه المدرسة صدر فيها أمر اخلاء بسبب عدم صلاحيتها للاستخدام وأنها تشكل خطرا على حياة الطلبة فيها، الا ان اهالي القرية التي تتواجد فيها المدرسة يرفضون تطبيق القرار، بسبب بُعد المدرسة البديلة عن منطقتهم”.

واضاف، ان “ادارة الناحية وبالتنسيق مع الجهات المعنية في مركز المحافظة، تمكنت من توفير كرفانات للطلبة، وكان من المقرر ان يتم نصبها يوم 13 اذار، على ان يتم اغلاق المدرسة بشكل كامل لإعادة بنائها ضمن خطة الاعمار المقبلة في الناحية للعامين الحالي والمقبل”.

وكانت إدارة محافظة ذي قار اكدت خلال العام الماضي، احالة نحو 250 مدرسة على الشركات والمقاولين، فيما اشارت الى استكمال تخصيص 172 موقعاً من أصل 300 موقع لإنشاء مدارس نموذجية جديدة ضمن المنحة الصينية.

إجراءات حكومية

ويقول المتحدث الرسمي لوزارة التربية كريم السيد، ان “الفيديو يعود لوقت سابق، وتم اتخاذ قرار الاخلاء لهذه المدرسة من قبل مديرية تربية ذي قار”، مشيرا الى ان قرار الاخلاء صدر قبل أشهر، وتم فتح موقع بديل بمدرسة كرفانية متكاملة، وإحالة بناء المدرسة ضمن مشروع الوزارة رقم (1) العقد رقم (39).

ويضيف في حديث لـ “طريق الشعب”، انه “سيتم إعادة الطلبة للمبنى الجديد حين اكتماله”.

ويعزو سبب بقائها دون اتخاذ اجراء بحقها رغم تأشيرها كآيلة للسقوط منذ عام ٢٠١٩، بعدم توفر البديل في حينها.

حملة وزارية

ويشير السيد الى ان “مشاريع الأبنية المدرسية، توقفت لفترة طويلة منذ العام ٢٠١٤ بسبب ظروف البلاد، اذ توجد مدارس كثيرة آيلة للسقوط رافقها نقص بحدود ٨ آلاف مدرسة، وقد تم تحريك الملف قبل أشهر بتوجيه مباشر من الوزير والوكيل الفني لوزارة التربية، ومديرية التخطيط التربوي وقسم الابنية المدرسية والمديريات العامة للتربية”.

ويذكر ان “حملة كبيرة دشنت لترميم وتأهيل وبناء واستملاك المدارس ضمن مشروع الوزارة والبرنامج الحكومي”.

 ويعد السيد عام 2023 انه “عام الأبنية المدرسية”.

نقص المدارس في الارياف

مها الربيعي، مدرّسة في احدى مدارس ناحية اور في محافظة ذي قار، تقول ان “المدرسة التي تعرض سقفها للسقوط تقع في منطقة ريفية”، مشيرة الى ان اغلب المدارس في الاقضية والارياف تعاني من نفس الضرر”.

وتشير الربيعي في حديثها مع “طريق الشعب”، الى ان “اغلب المدارس تعاني من تلكؤ في بناها التحتية، وتفتقر الى ابسط مقومات التعليم، فضلا عن شح الكوادر التدريسية، كما ينعدم فيها وجود مرافق صحية مؤهلة للاستعمال، إضافة الى وجود أكثر من مدرسة آيلة للسقوط، بسبب قدمها او عدم تنفيذها بشكل صحيح”.

وتردف قائلة انه “في بعض المرات يضطر اغلب التدريسيين الى اخراج الطلاب في العراء لتدريسهم، بسبب سوء وضع الصفوف داخل تلك المدارس”.

 *********************************

الصفحة الرابعة

الالغام تهدد حياة العراقيين.. إزالتها تنتظر تخصيصات مالية

بغداد ـ تبارك عبد المجيد

لا تزال جهود إزالة ملايين المقذوفات الحربية غير المنفلقة عن الأراضي العراقية، بانتظار التخصيصات المالية، لكنها قد تنفجر على عراقي ان رفعها، وبالتالي فان بقاءها في العديد من المحافظات، لا سيما، يشكل تهديدا كبيرا على حياة المواطنين.

ويصف خبراء امنيون إجراءات الحكومة ضمن هذا الملف بأنها “غير جادة ومتأخرة جدا”، فيما بررت وزارة البيئة ان سبب التأخير يعود الى قلة التخصيصات المالية في الموازنات المتعاقبة. 

وتنتشر الألغام ومخلفات الحروب في العراق منذ غزو الكويت عام 1990، واحداث عام 2003، وسيطرة تنظيم داعش على مناطق واسعة من شمال وشمال غرب البلاد بين عامي 2014 و2017.

وبحسب مرصد الألغام الأرضية (لاند مين مونتور)، فإن العراق يعد من أكثر دول العالم تلوثاً من حيث مساحة المنطقة الملغومة، بالإضافة إلى التلوث بالذخائر العنقودية ومخلفات حربية أخرى.

الاستراتيجية وتحدياتها

مدير اعلام دائرة الألغام التابعة الى وزارة البيئة، مصطفى حميد مجيد، يقول: ان الدائرة مسؤولة عن المتابعة والاشراف؛ اذ تشرف على جهود وزارتي الدفاع والداخلية في ما يخص موضوع انتشال الألغام بشكل مباشر، وتشرف أيضا على تلك التي تنتشل من قبل المنظمات والشركات الدولية والمحلية منها.

ويضيف مجيد في حديث لـ”طريق الشعب”، ان هناك مساحات عديدة ملوثة بالألغام، لافتا الى إعداد وزارة البيئة خطة استراتيجية “في لمساتها الأخيرة، تتضمن برامج كاملة ستساهم في تنظيف الأراضي الملوثة، وسقفها الزمني بين عامي (2022-2028)”.

وبالحديث عن التحديات التي تتوقعها الوزارة بشأن خطتها الاستراتيجية، يقول المتحدث ان “التخصيصات المالية خلال الحكومات السابقة ليست بالمستوى المطلوب”، مؤكدا “تضمين الموازنة الحالية تخصيصات لهذا الملف بانتظار إقرارها”.

ويشير الى ان المانح الاخر لهذا الملف هو “المنظمات الدولية، التي تمول المنظمات المحلية المختصة في رفع الألغام”، مشيرا الى ان العراق في الوقت الحالي فقد اهتمام الدول المانحة، التي وجهت دعمها الى أوكرانيا.

العراق جزء من 3 اتفاقيات

ولدى العراق ثلاث اتفاقيات دولية خاصة بانتشال الألغام: الأولى اتفاقية حظر استعمال وتخزين وإنتاج ونقل الألغام المضادة (اوتاوا)، ملزم العراق ضمن هذه الاتفاقية التخلص من الألغام نهائيا بحلول عام 2028، بحسب ما بين المتحدث الذي اشار الى إمكانية تمديد السقف الزمني بسبب قلة التخصيصات المالية.

أما الاتفاقية الأخرى فإنها متخصصة بالألغام العنقودية (CCN)، كالألغام التي تتواجد في بادية المثنى والبصرة، اما الاتفاقية الأخيرة فمختصة بالتخلص من العبوات الناسفة والأسلحة الثقيلة (CCW)، وهذه تتواجد في الغالب بالمناطق المتحررة.

لا جدية لدى الحكومات

ويعتبر الخبير الأمني مخلد الدرب، ان “موضوع الألغام مساءلة معقدة في العراق، حيث تعود هذه الألغام الى حقبة الثمانينات، اذ زرعت الأراضي بالعديد من الألغام اثناء الحرب العراقية ـ الإيرانية وحرب الخليج، واعطيت خسائر كثيرة بسببها”.

ووفق قوله لـ”طريق الشعب”، فان العديد من الضحايا وقعوا بسبب تواجد الألغام في المناطق الزراعية والسكنية”. وكشفت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في وقت سابق عن وجود 8.5 مليون عراقي يعيشون وسط الألغام والمخلفات الحربية المميتة. ويجد الدرب ان الحكومات المتعاقبة لم تعط ملف الألغام أهمية حقيقية، اما عن المنظمات الدولية التي ساهمت في انتشال جزء من الألغام بمساعدة وزارت عراقية، فيعتبر عملها بطيئا جدا ومتلكئا، كونها لا تملك ميزانية تغطي الحاجة.

ويرى ان “الحكومات المتعاقبة لم تبادر الى تخصيص ميزانيات خاصة ولا تملك إرادة حقيقية، اذ أصبح الاعتماد على منظمات دولية، كالأمم المتحدة واليونيسيف واليونسكو، التي عملت على تدريب الكثير من العراقيين على رفع الألغام”.

ويقترح الدرب ان “تخصص الدولة ميزانية تكون كفيلة بوضع استراتيجية كاملة لملف انتشال الألغام، وتشكيل فرق مدربة ومجهزة بكافة المستلزمات المطلوبة، لغرض العمل على تنظيف الأراضي الملوثة”.

مطالبات بتخصيصات مالية

وفي ذات السياق، يؤكد الخبير الأمني، عدنان الكناني، ان هناك اتفاقيات وقع عليها العراق مع منظمات دولية معنية بإزالة الالغام واستحصل عن طريقها على مبالغ كبيرة لأجل التعاقد مع شركات محلية، مردفا بان هناك من استغل هذه الأموال لصالحه الشخصي.

ويبين الكناني في حديث مع “طريق الشعب”، ان “بعض الجهات تتعمد وضع الغام من نوع معين في بعض المناطق، لتعطي انطباعا ان هذه المنطقة غير آمنة وتحوي مخلفات حرب”.

ويستدرك بالقول: ان “ملف الالغام يتطلب مبالغ مالية كثيرة خاصة بعد دخوله في جودة التراخيص، حيث يتم التعاقد مع شركات معنية بالألغام وتقديم تقارير تشير الى خلو هذه المناطق من الألغام”.

وتمنى الكناني ان يأخذ ملف الألغام جانبا كبيرا من اهتمام المعنيين، وان يناقش في البرلمان بحضور وزارة البيئة وبقية الوزارات المعنية.

وفي ختام حديثه يذكر الكناني أنواع الألغام التي تحتضنها الحدود العراقية، حيث الاول يتمثل بحقول الالغام، والثاني الذخائر العنقودية، والثالث العبوات الناسفة، والرابع اراضي المواجهات العسكرية، والخامس المخلفات الحربية.

وذكرت وزارة البيئة خلال العام الماضي أن “العراق مصنف ضمن أكثر الدول في العالم تلوثا بالألغام، وأعداد ضحاياها تزداد يوميا”.

وأشارت في وقتها الى أن “الأراضي الملغمة والملوثة بالعبوات الناسفة تصل إلى أكثر من 6000 كيلو متر والوزارة تعمل بجهود كبيرة من خلال دائرة شؤون الألغام والتركيز على الدعم الدولي من خلال الدول والمنظمات والتي بذلت جهوداً جدية في دعم الجانب الانساني لأن الدعم في الموازنة قليل جدا”.

 *****************

شيوعيو الكرخ الأولى يطمأنون على صحة رفاقهم

بغداد - ماجد مصطفى عثمان

في مناسبة الذكرى ٨٩ لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي، زار وفد من اللجنة المحلية للحزب في الكرخ الأولى، الرفيق يوسف الهاشمي (أبو عمار) في منزله بحي الجامعة.  وتفقد الوفد الوضع الصحي للرفيق أبو عمار، ونقل إليه تحيات قيادة المحلية.

وفي المقابل، أعرب الرفيق عن شكره وتقديره لرفاقه على زيارتهم.

من جانب اخر، زار وفد من محلية الكرخ الأولى الرفيق المناضل طالب داود (ابو مشتاق) في منزله بمدينة الحرية، للاطمئنان على صحته، ونقل تحيات قيادة اللجنة المحلية بهذه المناسبة العزيزة اليه. وقد أبدى الرفيق طالب داود شكره وتقديره لمثل هكذا مبادرات.

وتألف الوفد من الرفاق ماجد مصطفى سكرتير المحلية، ومحمد حسن عبدالجبار، وسلام حسن.

وفي المناسبة، شكل رفاق الحزب في مدينة الحرية، فريق عمل لغرض تعليق الفلكسات الخاصة بهذه المناسبة في معظم المناطق الجغرافية التابعة لعمل المنظمة، والتي تحمل الشعارات المركزية لحزبنا.

 ****************

وقفة اقتصادية.. التدهور البيئي خطر يهدد العراقيين

إبراهيم المشهداني

يواجه العراق منذ فترة طويلة تحديات بيئية خطيرة؛ تركت آثارها على الإنسان والاقتصاد، وهددت الأمن الوطني والصحي والغذائي، بمخاطر متراكمة حتى عجزت الحكومات العراقية عن معالجتها، حيث تعاملت معها بوتيرة متباطئة، وهذا ما سارت عليه منذ عقود.  تتمثل هذه التحديات بتصاعد معدلات التلوث للماء والهواء والتربة والاختلال الكبير في التوازن البيئي، مما يتطلب من الدولة بكافة مؤسساتها وضع السياسات الضرورية التي تأخذ في الحسبان طبيعة وحجم المخاطر التي تهدد الوضع البيئي، ومن ثم وضع المعالجات ووضع التخصيصات المالية الكافية. 

    إن التحديات التي يجري الحديث عنها، تتمثل بمخلفات الحروب والألغام الموجودة على الأرض، بسببها كان أكثر المتضررين هم الأطفال الذين لم يتعايشوا مع الحروب، ويفقهون آثارها، وكمية التلوث في المياه المتأتية من المياه الثقيلة، وتراكم النفايات بدون اتخاذ التدابير الضرورية للتخلص منها، وتوسع ملوثات الهواء الناتجة عن الغازات السامة المنبعثة من آبار النفط، والتي تأخر الاستفادة منها في عملية إنتاج الطاقة الكهربائية التي قادت إلى استخدام المولدات الأهلية، التي يزيد عددها عن 400 ألف مولدة، والتي تخرج منها ملايين الاطنان من الغازات الملوثة للبيئة سنوياً، فضلاً عن العواصف الترابية ومعامل صناعة الطابوق التي ما تزال تعمل بالطرق البدائية  الناتجة عن ظاهرة التصحر، التي تعاظمت على المستوى الدولي، فضلاً عن المحلي، وما تتركهُ من آثار خطيرة على الجهاز التنفسي للمواطنين، فضلاً عن الكثير من الجزئيات العالقة في الهواء، ولا تصلح للاستنشاق البشري.

 في العراق، برزت ظاهرة أكثر تدميراً للاقتصاد والبيئة خلال السنوات العشرين الماضية، باتخام السوق العراقية بملايين السيارات الخاصة، والتي زادت على ثمانية ملايين في كافة المحافظات، ثلثها في مدينة بغداد، وما يتركهُ هذا العدد المرعب من انبعاث الغازات السامة.

وتظهر التقارير الدولية، وخاصة تقرير الأمم المتحدة المنشور في 17/حزيران /2022، الذي دعا إلى العمل واتخاذ الإجراءات الكافية لدعم العراق في إدارة موارد المياه، والتكيف مع المتغيرات المناخية، وذلك في اليوم العالمي لمكافحة الجفاف والتصحر.  وأضاف التقرير، أن العراق يعتبر واحداً من الدول الخمس الأكثر تضرراً من التغيُّرات المناخية، وفي المرتبة 39 بين الدول الأكثر اجهاداً للمياه المقترن بالانخفاض القياسي في معدل سقوط الأمطار. كما بين التقرير الأممي أن إزالة التربة السطحية وانخفاض انتاجية الأراضي؛ أدت إلى انخفاض في إنتاج الغذاء، وأظهرت دراسة استقصائية أجريت في عام 2021، حسبما ورد في التقرير وشملت 7 محافظات، أن 37 في المائة من مزارعي القمح، و30 في المائة من مزارعي الشعير، يعانون من فشل محاصيلهم، وفي الوقت نفسه انخفاض الإيرادات والمداخيل.  وأوضح التقرير أنه لغاية آذار 2022، تم تسجيل ما يقدر بـ 3 آلاف أسرة نازحة، بسبب الجفاف والتدهور البيئي في ثماني محافظات، في وسط وجنوب العراق. وأن شحة المياه هي السبب الرئيس للهجرة من المناطق الريفية إلى المناطق الحضرية، إلى جانب التحديات التي تواجه الزراعة المستدامة والأمن الغذائي. وبينت أنه “بدعم مشترك من الجهات الفاعلة المحلية والدولية، يمكن للعراق العمل على التغلب على الغموض السياسي الوطني والإقليمي؛ للتخفيف من آثار التغييرات المناخية، وتدهور الأراضي، ومعالجة إدارة المياه العابرة للحدود الوطنية.

 إن الدولة هي من تتحمل المسؤولية الأساسية في رسم السياسات الفاعلة في معالجة التدهور البيئي، ونرى بهذا الخصوص:

  1. وضع الخطط لتسييج المدن بالأحزمة الخضراء، والتأكيد على كافة الوزارات تحشيد امكانياتها للمساهمة في عمليات التشجير التي جرى اعمامها في السابق، ومتابعة هذه الإجراءات بجدية وعدم تركها للزمن.
  2. معالجة النفايات التي تتكاثر في العادة بزيادة السكان، والقيام بعمليات طمر نظامية، والتوجه للاستفادة منها، بتوليد الطاقة الكهربائية كما تفعل الكثير من دول العالم.
  3. وضع الخطط الكفيلة للاستفادة من المياه الجوفية، واعتماد الأساليب التقنية في عمليات السقي ومراقبته، والتعامل بجدية وعلى أعلى المستويات مع دول الإقليم لضمان حصة العراق المائية.

 **********************

زيارة الرفيق الرائد عبد الحميد الجباري

بغداد – طريق الشعب

زارت مختصة العلاقات الاجتماعية التابعة إلى اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في الرصافة الثالثة، أخيرا، الرفيق الرائد عبد الحميد الجباري (أبو عامر) في منزله بمنطقة الأعظمية.

واستقبل الرفيق أبو عامر زائريه بحفاوة وترحاب، وتلقى منهم الأمنيات بصحة وافرة. ثم تحدث عن حياته السياسية والأدبية. وقال أنه من مواليد 1934، وعمره الآن 89 عاما، مثل عمر حزبه، معربا عن فرحته بمشاركته الحزب عمره وحياته. 

وتحدث الرفيق عن بداية انتمائه للحزب عام 1950 في مدينة العمارة، ووقتها كان مسؤوله الحزبي الشيخ حسين الساعدي، مبينا أنه اعتقل أول مرة عام 1952، وكان معه الشيخ الساعدي، وأودعا في سجن الكوت. وأشار إلى أنه واصل العمل الحزبي، فاعتقل عام 1963، وبعد إطلاق سراحه بقي تحت المراقبة من قبل رجال الأمن، لكنه لم يكن مباليا باستفزازات البعثيين.

وأبدى الرفيق أبو عامر أسفه لعدم قدرته على زيارة مقر الحزب في ساحة الأندلس، بسبب وضعه الصحي، واعدا بأنه إذا بقي على قيد الحياة، واكتمل بناء مقر الحزب الجديد، سيحمل باقة ورد حمراء ويذهب إلى هناك كي يشارك رفاقه فرحتهم بمقرهم.

 ******************

شيوعيو المثنى يتفقدون الرفيق جبار منخي

السماوة – عبد الحسين ناصر السماوي

زار وفد مشترك من اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في المثنى واللجنة الأساسية للحزب في قضاء الخضر، وعدد من أصدقائهما، الرفيق جبار منخي (أبو فاضل) في منزله، للاطمئنان عليه بعد إصابته بوعكة صحية ألزمته الفراش.

وتفقد الوفد الوضع الصحي للرفيق أبو فاضل، وتمنى له الشفاء العاجل والصحة والسلامة والعمر المديد. فيما أعرب هو من جانبه عن شكره إلى الزائرين، راجيا لهم النجاح والتقدم في عملهم المساند لقضايا الشعب.

يذكر أن الرفيق جبار منخي من المناضلين القدامى الذين عملوا مع الرفاق محمد الخضري وياسر شراد وحسين لفتة وحميد ناصر عبد الله، وغيرهم من الرفاق الذين كان لهم دور فاعل في قيادة منظمة الحزب في قضاء الخضر.

 *******************

الصفحة الخامسة

أسعار مرتفعة وركود يخيّم على السوق.. مشتريات رمضان ترهق الفقراء ومحدودي الدخل

متابعة – طريق الشعب

تشهد السوق العراقية هذه الأيام، ارتفاعاً ملحوظا في مستويات الأسعار مقابل انخفاض القدرة الشرائية للمواطنين، رغم إعلان الحكومة تشديد الرقابة على الأسواق خلال شهر رمضان.

وبات الكثيرون من المواطنين، خاصة الفقراء وذوو الدخل المحدود، يعانون هذا الارتفاع غير المبرر في الأسعار، والذي جعلهم غير قادرين على تأمين متطلباتهم الغذائية كاملة، وحرمهم من بعض أطباقهم الرمضانية.

ويتهم المواطنون، التجار باستغلال أزمة الدولار في مضاعفة الأسعار والتحكم بحجم البضائع المطروحة في السوق وتوسيع قاعدة الاحتكارات.

تقليص المواد الغذائية

عمار الويسي، وهو موظف حكومي، يقول في حديث صحفي أنه يتقاضى راتبا شهريا متدنيا، لا يسد حاجات عائلته، خاصة في شهر رمضان، ما يضطره إلى تقليص شراء المواد الغذائية.

ويؤكد أن “الأسعار تزايدت بشكل تدريجي حتى وصلت إلى حدود مرتفعة تفوق قدرة المواطن الشرائية”، مبيناً أن “مادة العدس، وهي من أهم المواد الغذائية الرمضانية، وصل سعر الكيلوغرام الواحد منها إلى أكثر من 1500 دينار. في حين تجاوز سعر قنينة زيت الطعام ذات الـ 900 ملل، 2750 دينارا”.

ويضيف الويسي قوله أن “هذا الارتفاع في مستويات الأسعار شكل أعباءً كبيرة على حجم الإنفاق اليومي للعائلة العراقية. ومع ارتفاع أسعار الإيجارات ومصاريف الأدوية واشتراك المولدات الأهلية وتكاليف النقل، أصبح الأمر خارجا عن المألوف”!

ويرى أن “الحكومة لا تزال عاجزة عن رفع الحيف والمعاناة عن المواطن، وكل ما يحدث من مشكلات اقتصادية سببه غياب الرؤية والتخطيط والتنفيذ”، معتبراً وعود الحكومة بزيادة مفردات الحصة التموينية “كلاما فقط”، إذ لم يجر حتى الآن تنفيذ أي من الوعود التي أطلقتها الجهات الحكومية عبر وسائل الإعلام – حسب الويسي.

التجار يعانون أيضا

وينتقد عديد من التجار إجراءات حكومية ساهمت في أزمة الغلاء، ومنها الإجراءات الكمركية وصعوبة الحصول على الدولار بالسعر الرسمي، فضلاً عن إجراءات التحويل المالي إلى الخارج لغرض استيراد البضائع.

وفي هذا الصدد يقول التاجر عمر الدليمي، أن “هناك كميات كبيرة من البضائع محجوزة في الموانئ والمنافذ الحدودية بسبب عدم توفر الإمكانية لتحويل الأموال إلى المنتجين في البلدان الأخرى، وهو ما تسبب في تكبيد التجار خسائر كبيرة”.

ويشير في حديث لوكالة أنباء “العربي الجديد” إلى أن “هناك شركات كبيرة وأخرى متنفذة تسيطر على السوق وبإمكانها الحصول على الدولار بالسعر الرسمي (1310 دنانير) من خلال نافذة بيع العملة في البنك المركزي بشكل مباشر. فيما يتجه التجار والشركات الصغيرة إلى السوق الموازية لشراء الدولار بالسعر المتداول، الذي وصل أخيراً إلى 1600 دينار مقابل الدولار”.

ويطالب الدليمي البنك المركزي بـ “ضرورة تسهيل حصول التجار والشركات الصغيرة على الدولار بالسعر الرسمي، على الأقل خلال شهر رمضان، ليتمكنوا من إدخال بضائعهم بعد تسديد التعرفة الكمركية في المنافذ الحدودية، ما يساهم في زيادة العرض وتوازن السوق وتغطية حجم الطلب على المواد الغذائية، وبالتالي ستنخفض الأسعار”.

فيما يؤكد معن عبد الكريم، وهو تاجر جملة في بغداد، أن هناك مواد غذائية كثيرة فقدت قيمتها نظرا لاقتراب انتهاء مدة صلاحيتها أو انتهائها بعد تكدسها في المخازن والمحال التجارية، كنتيجة لارتفاع الأسعار وانخفاض القدرة الشرائية لدى المواطنين، مضيفا في حديث صحفي، أن “السوق المحلية تشهد ركودا كبيرا وضعفا في حركة الشراء، لأن المواطن اضطر إلى خفض إنفاقه على شراء المواد الغذائية إلى النصف تقريبا. وهذا ما أضر كثيرا بالتجار وأصحاب المحال”.

ويلفت عبد الكريم إلى  أن عددا كبيرا من التجار أغلقوا محالهم بسبب الركود وارتفاع الإيجارات، وعدم إمكانية توفير السيولة النقدية، فضلا عن الخسائر الكبيرة التي تعرضوا لها بسبب متغيرات السوق وارتفاع سعر صرف الدولار.

ضعف القدرة الشرائية

إلى ذلك، يقول الخبير الاقتصادي كريم الحلو أن “مستويات الدخل بالنسبة للطبقة الفقيرة والمتوسطة في العراق، لا تتناسب مع المستوى المعيشي للفرد، خاصة في ظل ارتفاع الأسعار بهذا الشكل الكبير على إثر الحرب الروسية - الأوكرانية وارتفاع سعر صرف الدولار”.

ويشير في حديث صحفي، إلى أن “صعود الدولار أدى إلى إضعاف القدرة الشرائية للمواطن العراقي بنسبة تجاوزت 25 في المائة في العام 2020، لترتفع النسبة اليوم إلى أرقام أكبر بكثير إثر المشكلات الاقتصادية والتقلبات المالية التي تشهدها السوق، ما أدى إلى صعود نسبة التضخم قياساً بالرواتب والأجور التي يتقاضاها المواطنون”.

ويؤكد الحلو أن “هناك نسبة كبيرة من العاطلين عن العمل. وهذه الأزمة لا يمكن معالجتها إلا من خلال تفعيل دور القطاع الخاص وإعادة مصانع الإنتاج الغذائي والصناعات التحويلية. فما نسبته 80 في المائة من القطاع الخاص غير فاعل بسبب الفساد وانعدام الدعم وعدم وجود حماية كافية للمنتج المحلي”.

ويشدد الخبير الاقتصادي على “أهمية توزيع مفردات الحصة التموينية كاملة طيلة شهور السنة، وليس لـ 6 شهور فقط، كما هو حاصل اليوم، وذلك من أجل تحقيق الاكتفاء الذاتي للعائلة وسد احتياجاتها اليومية من المواد الغذائية”، منتقدا “مستويات الرواتب التي توزعها الدولة للموظفين والرعاية الاجتماعية والمتقاعدين. إذ لا توجد عدالة في مستويات الرواتب بين وزارة وأخرى”!

إجراءات حكومية

وكان مجلس الوزراء قد أعلن قبل حلول رمضان عن حزمة من القرارات، من بينها مواجهة ارتفاع أسعار المواد في الأسواق المحلية، للتخفيف عن كاهل المواطنين، وذلك من خلال إعفاء البضائع والسلع كافة، الواردة عبر المنافذ الحدودية (البرية والبحرية والجوية) من إجازة الاستيراد.

وذكر المكتب الإعلامي لمجلس الوزراء في بيان صحفي، أن المجلس وافق على مقترح وزارة التجارة بشأن إضافة نصف كيلوغرام من النشاء، وكيلوغرام من الشعيرية، و5 كيلوغرامات من الطحين الصفر، وطبقة من بيض المائدة، إلى السلّة الخاصة بشهر رمضان لكل عائلة، وذلك اعتمادا على التخصيصات المالية لسنة 2023.

فيما كشفت وزارة التجارة في بيان صحفي، عن تجهيز مفردات السلة الغذائية الرمضانية التي ستطلق بهدف المساهمة في الحفاظ على أسعار المواد الغذائية الضرورية التي يحتاج إليها المواطن.

 ********************

اگول.. اعدل في قراراتك أيها البنك المركزي!

خالد العاني

بتاريخ 7 شباط الماضي، قرر البنك المركزي العراقي اعادة تسعير الدولار بـ 1300 دينار للدولار الواحد، واستبشرت الاغلبية خيرا كون هذا الاجراء سيرفع من قيمة الدينار العراقي، خاصة الموظفون والمتقاعدون وارباب المهن الصغيرة، وكل الذين يؤثر صعود الدولار ونزوله على حياتهم المعيشية، وعلى قول المثل “جوز المعدود بجراب المشدود”.

وكان الإجراء هو تحديد سعر الصرف 1300 دينار لكل دولار من وزارة المالية، و1310 دنانير سعر البيع إلى المصارف من خلال المنصة الإلكترونية، و1320 دينارا سعر البيع في المصارف والمؤسسات المالية غير المصرفية للمستفيد النهائي.

ولم يستفد من هذا الاجراء الا القلة من المواطنين، وهم الذين يحتاجون إلى الدولار للسفر إلى الخارج من أجل العلاج. فيما استثمرت شركات السياحة والفئات الطفيلية والمرابون هذا الاجراء. وبعد ان شعر البنك بما يجري خفض المبلغ الذي يمنحه للمستفيد إلى 3 آلاف دولار فقط، ثم ألفي دولار. فتوقف الزخم الذي حصل أمام منفذ البيع، وانسحبت الجهات المرابية التي تتصيد في المياه العكرة من اجل منافع فئوية دون التفكير في مصلحة الوطن.

لكن السعر السائد في السوق السوداء، بقي يتراوح بين 1600 دينار وأقل برقم بسيط لا يتجاوز الـ 5 دنانير. 

كان من المفترض أن ينتبه البنك المركزي الى ان هناك الكثير من الطلبة الذين يدرسون في الخارج على نفقاتهم الخاصة، ويحتاجون من ذويهم تغطية تلك النفقات التي ترسل بالدولار. كما ان البعض ممن هاجروا إلى بلدان أخرى بسبب الظروف القاهرة، يحتاجون أيضا إلى معونة مالية من ذويهم أو أقربائهم، وهناك أيضا من يحتاج إلى أدوية أو سلع غير متوفرة في العراق يضطر إلى طلبها من الخارج، وكل هذه الأمور يتم التعامل معها بالدولار. لذلك ليس من المروءة أن يشتري هؤلاء الدولار من السوق السوداء بفرق كبير في السعر لا يقل عن 25 دينارا للدولار الواحد. ولو فرضنا أن أحدا أراد تحويل مبلغ 500 دولار للخارج، عليه أن يشتري هذا المبلغ بسعر 780 ألف دينار عراقي، فيما إذا كان سعر الدولار الواحد في السوق السوداء 1560 دينارا. بينما لو اشترى الـ 500 دولار بالسعر الرسمي، سيكون المبلغ 660 ألف دينار. وفي الحالة الأولى سيدفع إلى المرابين زيادة قدرها 120 ألف دينار!

علما ان شركات تحويل الأموال متوقفة عن التحويل، عدا بعض البنوك التي تدعي انها لا تتعامل مع المواطنين الا عبر الحجز الالكتروني، وفي الحقيقة ان هذه المنصة عاطلة ولا استجابة لمن يقوم بالحجز!

نأمل معالجة هذه المشكلة عبر تحديد سقف أعلى مناسب في منح الدولار للمواطن. فليس من الإنصاف دعم الأغنياء والإضرار بالفقراء!

 ***********************

«الحكومة مطالبة بالتعويض».. مركز حقوقي: المطر أضرّ بملايين الدونمات

بغداد – وكالات

أفاد المركز الاستراتيجي لحقوق الإنسان في العراق، بأن ملايين الدونمات الزراعية تضررت بفعل الأمطار الأخيرة، مطالبا رئيس الوزراء بالتدخل لتعويض الأضرار التي لحقت بتلك الأراضي وأصحابها.

وقال رئيس المركز فاضل الغراوي، في حديث صحفي أول أمس الثلاثاء، أن “الامطار الغزيرة التي صاحبها سقوط (الحالوب) بكميات كبيرة، تسببت في جعل بعض المناطق منكوبة زراعيا”، مضيفا أن “ملايين الدونمات المزروعة بمحصول القمح وبقية المحاصيل، تضررت بالكامل، وان الخسائر التي لحقت بالمزارعين تقدر بمليارات الدنانير”.

وبيّن أن “جميع المزارعين يعتمدون على هذه المحاصيل في تأمين قوت عائلاتهم، وانهم اقترضوا ملايين الدنانير لغرض زراعتها، وكانوا ينتظرون الحصاد كي يسددوا الديون المترتبة عليهم ويؤمّنوا متطلبات المعيشة”.

وطالب الغراوي رئيس مجلس الوزراء بإصدار قرار عاجل بتعويض المزارعين المتضررين.

 ********************

مواساة

  • تتقدم اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في كربلاء بخالص التعازي والمواساة للرفيق حميد عبد علي الخشف، وذلك بوفاة زوجته بعد معاناة مع المرض.

الذكر الطيب دوما للفقيدة والصبر والسلوان لعائلتها وذويها.

  • تعزي اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في واسط ومعها منظمة الحزب في قضاء الحي، الرفيق أحمد حسن منصور بوفاة جده.

 الذكر الطيب للفقيد والصبر والسلوان لذويه.

  • تعزي اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في واسط ومعها منظمة العزيزية عائلة الرفيق صادق سهيل (أبو حيدر) بوفاته.
  • الذكر الطيب للفقيد ولرفاقه وذويه الصبر والسلوان.

 **************************************************

الصفحة السادسة

في ذكرى يوم الأرض .. حزب الشعب الفلسطيني يدعو لتعزيز النضال

رام الله ـ وكالات

أصدر حزب الشعب، أمس الأربعاء، بياناً صحفياً، بمناسبة حلول الذكرى الـ 47 ليوم الأرض الفلسطيني الخالد، الذي يأتي في الثلاثين من آذار من كل عام. وقال الحزب، إن “الذكرى تأتي هذا العام في ظل وضع استثنائي تعيشه دولة الاحتلال، حيث كشف اليمين الصهيوني عن أنيابه، وعن حقيقة دولتهِ الاستعمارية أمام العالم، هذه الحقيقة التي ظهرت اليوم أكثر من أي وقت مضى، كدولة فصل عنصري فاشية، تعمل على سن القوانين التي تكرّس التمييز العنصري، والاحتلال، والتوسع الاستيطاني، ومحاولة اقتلاع شعبنا الصامد على أرضه”.

وأضاف الحزب، أن “يوم الأرض الذي عمدته الجماهير الفلسطينية بالدماء في الثلاثين من آذار عام 1976 عندما خرجت موحدة في الجليل والمثلث والنقب، يتقدمها الحزب الشيوعي؛ لمجابهة مخططات الاحتلال الاستعمارية، والتحم معها بقية شعبنا في كل أماكن تواجده؛ للتأكيد على وحدة أهدافه في التحرر، وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس، وعودة اللاجئين”.  ودعا الحزب جماهير “شعبنا الفلسطيني في كل أماكن تواجده، للمشاركة الفاعلة في مختلف الأنشطة الكفاحية التي يجري تنظيمها احياءً لهذه الذكرى، وذلك تأكيداً على التمسك بالأرض ومقاومة الاحتلال والاستيطان والفصل العنصري الذي يستهدف الهوية والحقوق الوطنية الفلسطينية، وفي ذات الوقت التصدي لمساعي حصر قضية شعبنا بالتحسينات الإنسانية والاقتصادية”.  وأكد الحزب، أن “مجابهة الاحتلال وحلفاءه وإفشال مشاريعهم، يتطلب تغليب المصلحة العليا لشعبنا، وتعزيز وحدة كل قواه وفعالياته، وتجاوز الانقسام، للتصدي للمخاطر والتحديات التي يتعرّض لها”، مشدداً على “ضرورة قيام السلطة الوطنية، وحكومة الأمر الواقع في غزة، بتوفير مقومات صمود لشعبنا، وتقديم كل ما يلزم لتحسين ظروف أبنائه وبناته”.

 ***********************

أزمة جفاف غير مسبوقة تهدد تونس

تونس ـ وكالات

تعيش تونس موجة جفاف غير مسبوقة، وفي حين أفاد بعض سكان مناطق العاصمة وبعض المدن الأخرى، بأن سلطات البلاد بدأت منذ أسبوع قطع مياه الشرب ليلا، برزت دعوات تنادي بضرورة إعلان “حالة الطوارئ المائية”، وترشيد الاستهلاك، وإيجاد مصادر أخرى للمياه.

ويبدو أن قطع المياه يأتي في سياق خطة لخفض الاستهلاك، وسط أزمة جفاف شديدة تحاصر البلد؛ بسبب ندرة في الأمطار، خلفت سدوداً شبه فارغة.

وقال ياسين مامي، النائب بالبرلمان الجديد، إن “مسؤولاً في الشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع المياه المملوكة للدولة، أخبرهُ أن سبب الانقطاع المتكرر للمياه في مناطق مدينة الحمامات، ليس بسبب أعمال صيانة، وإنما يعود إلى سياسة ترشيد استهلاك المياه؛ لأن البلاد مهددة بشحها”.

وأكدت نقابة المزارعين، أن “وضعيات السدود ونسب امتلائها التي لا تتجاوز في مجملها 28.9 في المائة، ستؤثر مباشرة على مياه الشرب والرّي، وتقلص المساحات لمعظم المنتجات الفلاحية، خاصة منها الخضر والغلال انطلاقاً من الصيف المقبل”.

ودعت إلى “التعجيل بدعم المزارعين المتضررين وصرف مستحقاتهم، كما طالبت الحكومة بتفعيل البرامج التي من شأنها إيجاد مصادر مياه بديلة، وزراعات تتأقلم مع الجفاف”.

 ***************************************

السودان .. العد التنازلي لحكم العسكر

الخرطوم - قرشي عوض

يترقب السودانيون نهاية هذا الشهر كموعد مضروب لنهاية حكم العسكر الذي استاثر بجل مرحلة ما بعد الاستقلال. فقد اعلن خالد عمر الناطق الرسمي باسم العملية السياسية في مؤتمر صحفي مساء السبت الماضي ان اتفاقا مع المكون العسكري وفي اجتماع حضره الفريق عبد الفتاح البرهان قائد الجيش ونائبه محمد حمدان دقلو قد حدد ان يكون الاول من الشهر القادم موعدا نهائيا للتوقيع علي الاتفاق النهائي  وفي السادس منه يتم اعلان الدستور الانتقالي  فيما يتم يوم ١١ منه اعلان الحكومة .

لكن وراء الاكمة – كما يقال - ما وراءها . فعلى الرغم من ان عبد الفتاح البرهان كان قد اعلن بان القوات المسلحة قررت الانسحاب من السياسة تاركة الامر للمدنيين، وكرر نفس الالتزام في لقاء جماهيري آخر يوم الاحد الماضي، لكن هناك ملاحظات بشأن هذه التصريحات تثير شكوكا مبررة في مواقف العسكريين الممسكين بالحكم.

على الجانب الاخر اعلنت قوى الحرية والتغيير - الكتلة الديمقراطية رفضها التوقيع علي الاتفاق النهائي بحجة انها لم تشارك في وضعه، رغم موافقتها على كثير من البنود التي وردت في الاتفاق الاطاري الموقع عليه نهاية العام الماضي. وكان الجناح الاخر في الحرية والتغيير - المجلس المركزي قد اعلن من قبل موافقته على مشاركة حركتي جبريل ومناوي، ولكنه شدد على رفضه اغراق العملية السياسية بعناصر من خارجها . في حين اكدت الكتلة الديمقراطية عدم موافقتها التوقيع علي اي اتفاق سياسي بشكل جزئي .

وكان محمد حمدان دقلو قد اجتمع في الايام القليلة الماضية مع كيانات غير موقعة على الاتفاق الاطاري . وتجيء الخطوة بعد توتر ساد العلاقة بين الجيش وقوات الدعم السريع حبست على اثره الخرطوم انفاسها . وهو خلاف علي خلفية الموقف من الاتفاق الاطاري الذي اعلن حميدتي وقوفه الى جانبه وبنفس القوى الموقعة عليه، في حين طالبت قيادة الجيش بفتحه لتوقعه جهات اخرى وان كانت لم تسمها ولكنها معروفة. ويتناغم موقف حميدتي مع موقف قوى المجلس المركزي. لذلك سافر الرجل وكذا قيادات من المركزي الى دولة الامارات العربية وعادوا بتوصيات تفيد عدم الدخول في صدام مع الجيش وضرورة تطعيم فريقهم بعناصر من خارجه .

كما استدعت الامارات في وقت لاحق كلا من حميدتي والبرهان كلا على حدة،  ورشح أيضا في صحف الخرطوم الصادرة يوم الاثنين الماضي موقف الولايات المتحدة الامريكية الداعي الى تصفية الخلاف بينهم والمحذر من ان واشنطن ستفرض عقوبات على الطرف الذي يعرقل تنفيذ الانفاق النهائي .

لكن بشائر قرب نهاية حكم العسكر، التي هرمت اجيال عديدة من السودانيون في انتظارها، تجيء اليوم في ظروف امنية بالغة التعقيد، تتميز بانتشار جيوش الحركات المسلحة وسط المدن بما فيها الخرطوم، عكس ما نص عليه اتفاق جوبا الذي اوصى بنشرها خارج اماكن وجود المدنيين . كما انها تقوم بانشطة مخالفة للقانون. فقد قامت حركة تمازج بمهاجمة قسم شرطة الخرطوم شمال، وحررت احد اتباعها الموقوف في قضية جنائية.  ورصد تقرير للأمم المتحدة قبل شهور قليلة قيام حكة مناوي بانشاء اقسام للحجز موازية لمخافر الشرطة  وانها تتحصل الضرائب والمكوس من التجار والمدنيين في المعابر الحدودية. 

ويفيد التقرير بان وجود اعداد كبيرة من جيوش الحركات وانتشار السلاح الذي بلغ ٣ملايين قطعة سلاح قد جعلا الاقليم معبرا لكل انواع التجارة غير المشروعة  والجريمة العابرة والارهاب. 

وهي كلها انشطة تستدعي تقوية القبضة الامنية واطلاق يد القوات المسلحة، مما يلقي ظلالا من الريبة والشك بانها ستكون بعيدة عن السلطة. ومع ذلك لا يريد الكثير من  اهل السودان ما يفسد عليهم بهجة يومهم بالتاكيد على ذهاب العسكر الى الثكنات .

 *****************************

الصين تحذر من توقف رئيسة تايوان  في نيويورك

بكين ـ وكالات

اعتبرت الصين، توقف رئيسة تايوان تساي إنغ ون، المرتقب في نيويورك خلال توجهها إلى أميركا الوسطى، انتهاكاً صارخاً لمبدأ “الصين الواحدة”، وحذرت من تداعيات الخطوة، بينما اعتبرت الولايات المتحدة موقف بكين مبالغاً فيه.

وقال المكتب الصيني لشؤون تايوان، إن أيَّ انتهاك لمبدأ “الصين الواحدة” سيضر بالسلام والاستقرار في منطقة مضيق تايوان، مشدداً على أن بكين ستتخذ التدابير اللازمة للرد بشكل حازم على الخطوة.

وحذر المكتب من أي تواصل بين رئيسة تايوان مع رئيس مجلس النواب الأميركي كيفن مكارثي، سيعدّ انتهاكا صارخا لمبدأ “الصين الواحدة”.

ورأت بكين أن سماح واشنطن لرئيسة تايوان بالتوقف في الأراضي الأميركية سيكون استفزازاً، داعية الولايات المتحدة إلى عدم السماح لها بالقيام بذلك.

من جانبها، حذرت الولايات المتحدة بكين امن أي “رد فعل مبالغ فيه” على توقف لرئيسة تايوان تساي إنغ وين في نيويورك خلال توجهها إلى أمريكا الوسطى وفي لوس أنجلس في طريق عودتها.

   وأفاد مسؤول أمريكي كبير لصحافيين طالبا عدم كشف هويته أنه “لا يوجد أي سبب على الإطلاق يجعل الصين تستخدم ذلك ذريعة لرد فعل مبالغ فيه أو لممارسة مزيد من الضغط على تايوان”.

يذكر أن بكين تعتبر جزيرة تايوان أرضا صينية لكنها لم تتمكن من توحيدها مع بقية أراضيها. وباسم مبدأ “صين واحدة” ترى بكين أنه يفترض ألا تقيم أي دولة علاقات رسمية مع بكين وتايبيه في وقت واحد، وكانت قد عبرت عن معارضتها لأي مبادلات رسمية بين الجزيرة والولايات المتحدة.

 ****************

قرار أممي تاريخي لتحقيق العدالة المناخية

نيويورك ـ وكالات

اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة، امس الأربعاء، بالإجماع قرارا “تاريخيا” يطالب محكمة العدل الدولية بتحديد “واجبات” الدول في مكافحة الاحتباس الحراري.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من على منبر الجمعية العامة: “سويا، أنتم تكتبون التاريخ”.

وأضاف غوتيريش: “حتى وإن كان القرار الذي سيصدر عن المحكمة الدولية غير ملزم فمن الممكن أن يساعد قادة الكوكب على اتخاذ الإجراءات المناخية الأكثر شجاعة والأكثر قوة التي تشتد حاجة العالم إليها”.

وصوتت الجمعية العامة للأمم المتحدة، على مشروع قرار يهدف إلى الحصول على فتوى من محكمة العدل الدولية بشأن التزامات الدول فيما يتعلق بتغير المناخ.

وقبل أسبوع، حذر الخبراء في الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ التابعة للأمم المتحدة من أن الاحترار سيبلغ اعتبارا من 2030 و2035 عتبة 1.5 درجة مئوية مقارنة بحقبة ما قبل الثورة الصناعية.

وكان اتفاق باريس للمناخ نص على احتواء الاحترار العالمي بـ1.5 درجة مئوية.

 *********************

أردوغان يستعين بجهاديين أكراد.. تحالف اليسار يدعم مرشح المعارضة المشترك في تركيا

عادل محمد

أعلن تحالف “من أجل العمل والحرية” اليساري في تركيا، والذي يضم حزب الشعوب الديمقراطي الى جانب مجموعة من أحزاب اليسار التركي، أنه سيدعم مرشحاً مشتركاً للمعارضة، ولن يقدم مرشحه الخاص في انتخابات الرئاسة المقبلة في 14 أيار القادم.

جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده بيرفين بولدان الرئيس المشارك لحزب الشعوب الديمقراطي في أنقرة أخيراً. وبهذا القرار، يلتزم التحالف اليساري بمسؤوليته التاريخية ضد “حكم الفرد”، أي النظام الرئاسي لرجب طيب أردوغان. وسيلعب ناخبو اليسار، خصوصاً الكرد، دور صانع الملوك، خاصة في حالة الذهاب إلى جولة انتخابات ثانية بين أردوغان ومرشح المعارضة.

ويضم تحالف اليسار كل من : حزب الشعوب الديمقراطي، وحزب العمال الذي يمتلك 4 مقاعد نيابية في البرلمان الحالي، وحزب العمل، وعدد من الأحزاب اليسارية الصغيرة الأخرى.  وسيدعم التحالف زعيم الحزب الجمهوري (الكماليون)، ومرشحه كمال كيليجدار أوغلو، الذي أعلن ترشيحه بداية آذار الحالي، وهو مرشح تحالف لستة أحزاب بقيادة الحزب الجمهوري. ويضم تحالف الستة: حزب “الخير” اليميني القريب من حركة الذئاب الرمادية الفاشية، وحزب إسلامي صغير، وثلاثة أحزاب يمينية محافظة.

وما يجمع أحزاب المعارضة غير المتجانسة هدف أساسي، يتمثل بهزيمة الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، وحزبه “حزب العدالة والتنمية الإسلامي”، فضلاً عن التخلص من النظام الرئاسي الذي مرره أردوغان بأكثريته البرلمانية، كأخطار لسلطته الاستبدادية.

وقد تم حذف القضية الكردية، من برنامج تحالف الستة، بضغط من حزب “الخير” القريب من الذئاب الرمادية الفاشية. وكان مرشح المعارضة قد زار حزب الشعوب الديمقراطي، لغرض ضمان دعم تحالفهم اليساري.

وأكد رئيس حزب الشعب الجمهوري، أن “عنوان حل جميع المشاكل، بما في ذلك القضية الكردية، هو الجمعية الوطنية الكبرى التركية”.  ومثلَ ذلك تنازلاً شكلياً، وغزلاً مع الناخبين الكرد، وفي الوقت نفسه رفض أيضًا مفاوضات السلام مع حزب العمال الكردستاني وزعيمه المسجون عبد الله أوجلان، معيداً بذلك موقفه السابق قبل قرابة عشر سنوات.

وفي الانتخابات البرلمانية، التي ستجرى أيضًا في 14 أيار، وبسبب قضية منع نشاط “حزب الشعوب الديمقراطي”، المطروحة أمام القضاء، لاتهام الحزب بكونه ذراع حزب العمال الكردستاني المتهم بالإرهاب، سيشارك الحزب في الانتخابات البرلمانية باسم «حزب اليسار الأخضر»، الذي تأسس بالفعل كحزب بديل.  بحسب ما أعلنه ميثات سنكر، الرئيس المشارك لحزب الشعوب الديمقراطي. 

وفي إطار تحالف اليسار، تمكن حزب الشعوب الديمقراطي من اقناع حلفائه بتقديم قائمة مشتركة. ومع ذلك، فإنّ مرشحي حزب العمال يريدون استخدام شعار حزبهم الخاص؛ إلى جانب الشعار المشترك للوصول إلى الناخبين البعيدين عن الحركة الكردية.

تشير استطلاعات الرأي إلى تقدم مرشح المعارضة المشترك كيليجدار أوغلو. ومع ذلك، كما حدث في الانتخابات السابقة، من المتوقع أن يكون هناك تلاعب كبير. ومع عدم تسجيل أكثر من 100 ألف حالة وفاة بسبب الزلزال، وعدم تمكن الناخبين الكرد والعلويين من العودة الى مناطق سكناهم المدمرة؛ بسبب نقص مساعدات الدولة، سيفتح باب التزوير واسعاً. فضلاً عن عدم توفر إمكانية التصويت عبر البريد في تركيا.

ومن المستبعد للغاية أن يتخلى أردوغان طواعية عن السلطة؛ لأنه سيواجه القضاء والسجن أيضاً، في حال عدم إعادة انتخابه. إن انضمام “حزب القضية الحرة” الكردي الإسلامي المتطرف إلى التحالف الحكومي المكون من “حزب العدالة والتنمية” وحزب “الحركة القومية الفاشي”، يساهم في انتشار الخوف من العنف. صحيح أن نسبة الأصوات صغيرة التي يمتلكها هذا الحزب، إلا أن الأخير الذي يدعو إلى إقامة دولة شريعة كردية، يعتبر خلفاً لحركة حزب الله السنية السرية، وهي جزء من المليشيات المسلحة التي ناصبت حركة التحرر الكردية العداء، ومسؤولة عن مئات عمليات القتل الوحشية للنشطاء، مستفيدة من حماية الدولة في التسعينيات.

استراتيجية الرئيس

تقوم استراتيجية الرئيس على أمرين: الأول، تدوير ملفات الاتهام لمنافسيه، كما حدث مع محافظ إسطنبول أكرم اوغلو، الذي هزم مرشح أردوغان في انتخابات 2019 المحلية، والذي كان يمكن أن يكون مرشح المعارضة المشترك. لقد تلقى حكماً ابتدائياً بقضية فساد كيدية، ولا تزال القضية في أروقة محاكم الاستئناف. أما الجانب الثاني في استراتيجية الرئيس، تقديم رشىً مؤقتة للسكان، عبر قرارات لدعم الفئات الأكثر فقراً. على سبيل المثال، تمت زيادة الحد الأدنى للأجور بنسبة 50 في المائة مقارنة بشهر تموز 2022، وتم فرض إمكانية التقاعد المبكر على العديد من الموظفين. يمكن أيضًا توقع تنازلات انتقائية مماثلة من حزب “العدالة والتنمية” إلى قاعدته في الأشهر المقبلة.

يذكر أن تكتيكات حزب “الشعوب الديمقراطي” وقوى يسارية تركية، كانت وراء هزيمة مرشحي حزب “العدالة والتنمية الإسلامي” الحاكم، في الانتخابات المحلية عام 2019، وذلك في المدن الثلاث الكبرى: أنقرة، واسطنبول، وازمير، حينها جرى دعم مرشحي المعارضة على حساب مرشحي السلطة.

 ****************************************

الصفحة السابعة

في الحادي والثلاثين من آذار.. من هنا نسجوا العيد

‏احسان شمران الياسري

لم احتمل صبرا، وأنا بين ثنايا تلك التلال الفسيحة، التي غطت سفحها ملايين الأزهار البرية الوادعة، أغلبها صفراء وبعضها حمراء.

قلت ما هذا البهاء، وذلك المرج الزاهي بالحشائش التي تغطي الساق حتى الركبة.

قال صاحبي، وهو أحد المناضلين المعاصرين لذلك الزمن البهي، وهو يغدق عليً بحفنة من المفاجآت اللذيذة:

من هنا انطلقت أعيادنا في مثل هذا الأسبوع قبل اثنين وخمسين عاما.

هنا ترجل شمران من صهوة جواده مُعلنا بدء الاحتفال، هاشا بوجوه الجمع الغفير من المحتفلين، الذي سيتضاعف حين يصل الرفاق من الحي والبشائر والتساعين والدجيلة.

لن يترك الشيوعيون هذه المناسبة دون احتفال، فقد ظلت البهجةُ عنوانا لكل ممارساتهم في الرخاء وفي الضنك، لا يزايد عليهم فيها أحد.

وحين هبطنا من التلةِ باتجاه الغرب سألته: أكان هذا (يشان أبو طَبرة)؟ الذي لاذ به الأبطال حينما كانت السلطة تتقفى آثارهم وهم يواجهون تلك الحصارات بشجاعتهم الباذخة، وببهجاتهم التي لا تقلقها أعتى الهجمات.

بعدها تحدرنا جنوبا، نحو بقايا مدينة واسط الأثرية، حيث كان الشيوعيون يغمرون أرياف الوسط والجنوب ومنها قرى هذه الحاضرة، بعطفهم الثقافي والروحي، فيعلمون الناس معاني الوطنية وحب العراق وقيمة الأسرة والمرأة.

وأخبرني ذلك الصديق أن عشرات المداهمات والمواجهات تعرض لها رعيل الشيوعيين حين كانت خيولهم تسبح بهم في هذه الديار الأليفة إلى أرواحهم حد الانتماء. (أعَزُّ مَكانٍ في الدُّنَى سَرْجُ سابحٍ

وَخَيرُ جَليسٍ في الزّمانِ كِتابُ). والسرجُ والكتابُ كانا في صميم مقتضيات النضال حينها.

كنت أرى نفحات أرواحهم وأسمعها وأشمها في تلك الأنهار المندرسة بسبب العطش، حين كانت الأرياف ملاذاتهم الآمنة.

كان آذار بخيره وربيعه يُطهّرُ روحي من ذكريات أولاءك المناضلين والشهداء الذين لم يلمسوا ثمرةً من ثمار حياتهم التي مرت بالعراق وأهله فأنارت لهم بشائر الأمل ومنحتهم شهادات الانتماء للوطن. فقد رحلوا دون أن تكتملَ بقايا نذورهم، وأصبح أيتامهم حطبَ تلك النذور.

كان الريف بالنسبة لي ميدانا حفظ كل ذكريات بلادي مثلما حاولت المدينة أن تقوم بتلك المهمة.

والريف في العراق ليس أرضا وسواقيا ونباتات وقرى، بل هو أرواح تآلفت فتوطنت فيما بينها بشكلٍ  عجيب.. فالشجر كان ملاذا، والخيل دروع، والناس منائر والمنشورات السرية سراجات، والمدارسُ مكاحل للعيون.

كل ما في الريف كان مناضلا على طريقته، وكل ما فيه يزفُ لبعضه بشائر الأمل ونواميس الفرح.

قال أخي رياض، أن الشهيد الباسل (أبو محيسن) وأسمه (محمد العبيدي) على ما أتذكر، كان في زيارة لبيتنا في ريف الدجيلة، وكنت أتبعه راجلا حين يغادر بيتنا لمسافة مناسبة. وإذ رصدنا عن بُعد حركة قد تكون كمينا للأمن، أمرني أن أتوقف وامسك بلجام الفرس انتظارا لإشارة منه، وعندها أضع اللجام على سرج الفرس واتركها لسبيلها.

وحين ابتعد البطل بطريق ملتوي عن المكان الخطر، صفّر لفرسه التي انطلقت بأقصى سرعتها للحاق بسيدها، وعدت لأهلي.

تُرى أية وشيجة ربطت هذا المخلوق بذلك المناضل الهائل. لا يخلو الريف، ولا تخلو المدارس فيه، من كبار التنويريين وأوائلهم، المعلمين، الذين كانوا مفاتيح التنوير والعلم والتحفيز على النضال بأساليب مبسطة بائنة.

في الحادي والثلاثينَ من آذار، إذ يتسيّد الربيعُ كلَّ شيء، أرى صورةَ أبي وصور رفاقه، ربيعا دائما في حضرةِ معلمهم الكبير، الحزب الشيوعي العراقي.

 *************************

«إتّحاد الشعب»: فلتسقط سياسة التبذير والنهب والفساد

زكي رضا

الشعارات التي ترفعها الأحزاب السياسية المختلفة، غالبا ما تُترجِم سياسات تلك الأحزاب تجاه قضايا آنيّة ملحّة وعلى تماس يومي مع حاجات الناس، وهذه الشعارات تختلف بالتأكيد عن الشعارات التاريخية التي تكون بحاجة الى نضال طويل قد يستمر عقودا أو أكثر لتحقيقها، ومثل هذه الشعارات قد تظهر أهميّتها وحيويتها بعد عقود من رفعها في نفس البلد، نتيجة توافر نفس الظروف الموضوعية أو القريبة منها من تلك التي أدّت حينها لتبنّيها من هذا الحزب أو ذاك، وبالطبع يبقى العامل الذاتي لذلك الحزب وطبيعة السلطة وقتها أمرا يجب أخذه بنظر الأعتبار. قبل ثورة الرابع عشر من تموز 1958 بقليل وتحديدا أواخر شهر آيار/ مايس 1957، نشرت صحيفة أتحاد الشعب الناطقة بأسم الحزب الشيوعي العراقي ونتيجة لسوء أوضاع الجماهير وقتها مقالا تحت عنوان “الإعمار في ظلّ الاستعمار”، هاجمت فيه حكومة أحمد مختار بابان متّهمة أياها بالعمل على أفقار الجماهير. وقد رفعت الصحيفة وقتها عدّة شعارات منها “فلتسقط سياسة التبذير والنهب والفساد” و “الموت للذین يحكمون على اقتصادنا الوطني بالخراب ویدفعون الجماهير إلى هاوية البؤس والعبودية والحرمان” و “إن دموع الامهات وصراخ الاطفال وانين الجیاع وهمهمات التذمر لابد أن تنطلق صیحة غضب واحدة لإزاحة كابوس الاستعمار عن صدور الشعب” (*)، فهل شعارات الحزب الشيوعي العراقي وقتها لها مكان في عراق المحاصصة اليوم؟

الشعارات الثلاثة التي رفعها الحزب الشيوعي العراقي وقتها في صحيفته المركزيّة، والتي تحقّقت بعد أقلّ من شهرين بنجاح ثورة الرابع عشر من تموز، ليست دلالة على صحّة مواقفه الوطنيّة فقط، وليست بقراءة آنيّة للوضع السياسي الأقتصادي للبلاد وقتها فقط، بل شعارات وجدت لها أرضية وحيوية كاملة ونحن نعيش اليوم عهد محاصصة طائفية قومية تقود البلاد نحو الخراب التام.

“فلتسقط سياسة التبذير والنهب والفساد”، هذا الشعار رفعه الحزب وقتها في مواجهة تبذير ونهب وفساد حكومات العهد الملكي، فهل تبذير ونهب وفساد السلطة اليوم يختلف عمّا كان عليه إبّان ذلك العهد؟ الجواب لا قطعا، فالفساد والنهب والتبذير اليوم يفوق ما شهده العراق في كل عهوده بعد تشكيل الدولة العراقية الحديثة، بل ويفوق أمثاله في تاريخ اكثر البلدان فسادا بالعالم. “الموت للذین يحكمون على اقتصادنا الوطني بالخراب ویدفعون الجماهير إلى هاوية البؤس والعبودية والحرمان”، شعار نحن بحاجة ماسّة إليه اليوم لنبدأ ببناء وطن يتهاوى تحت معاول أحزاب الفساد الحاكمة، وتقديم المسؤولين عن الفساد والخراب للمحاكم. شعبنا اليوم ضحيّة لقوّة السلطة وأذرعها العسكرية الرسميّة منها وغير الرسمية، أقتصادنا وثرواتنا ملك لأحزاب وعوائل وأفراد ورجال دين، الحرمان نراه في فقر الزراعة والصناعة والتعليم والصحة وباقي الخدمات. الهاوية إسم من أسماء جهنّم لا يُدرك قعرها، وفيها قال الشاعر عمرو بن ملقط الطائي:

    يا عمرو لو نالتك أرماحنا

    كنت كمن تهوي به الهاوية

وأرى ونحن نعيش عهد الفساد والأستبداد في ظل نظام المحاصصة الطائفية القومية اليوم من أنّ رماح السلطة تهوي بنا الى الهاوية فعلا وقولا.

“إن دموع الامهات وصراخ الاطفال وانين الجیاع وهمهمات التذمر لابد أن تنطلق صیحة غضب واحدة لإزاحة كابوس الاستعمار عن صدور الشعب”. العراق اليوم وليتجنب السقوط في الهاوية بحاجة الى تبني هذا الشعار لأزاحة كوابيس الأستعمار. فالعراق اليوم مستعمرة لقوى دولية وإقليميّة عدّة، علاوة على كونه مستعمرة لأحزاب تتعامل مع شعبه وكأنّهم عبيد والعراق كأقطاعيّة. ولأنقاذ ما يُمكن إنقاذه من بقايا البلد الخرب علينا أن نجعل الصيحة قريبة وعالية وهادرة، لتعيد لشعبنا بهاءه وثباته وأنتفاضاته التي كلّلها بإنتفاضة تشرين الباسلة.

شعارات الحزب الشيوعي التي نحتاجها اليوم، هي نفسها التي رفعها الحزب في صحيفته أتحاد الشعب قبل 66 عاما. ورفعها والعمل على تحقيقها من مهمّات الحزب الملحّة اليوم وهو يحتفل بذكرى تأسيسه التاسع والثمانون..

المجد للحزب الشيوعي العراقي في ذكرى تأسيسه التاسع والثمانين. المجد لشعبنا في معركته للخلاص من براثن الفساد والجريمة والفقر والجهل والتخلف والأميّة. لنعمل من أجل عراق علماني ديموقراطي فدرالي موحّد.

(*) بحث حول مـوقف الحــزب الـشـيـوعي الـعــراقـي من القضايا الاقتصادية والاجتماعية في العراق 1946 – 1958.

أ. م. د. مؤيد شاكر كاظم جامعة ذي قار كلية الآداب، م. د. رحيم عبد الحسين عباس جامعة كربلاء/ كلية التربية.

الدنمارك

26/3/2023

 *************************

مُذ كُنتُ طفلاً عرفتُ الشيوعيِّين

مديح الصادق

لم يختطّ لي شارب، وما اخشوشن صوتي بعدُ، يوم رأيتُ راياتهم حمراً كما هي الدماء التي سالت ممَّن قدّموا من الشهداء، لم تكُ تعنيني أنشودة بصوتهم الجماعي كانوا يُردّدون، (سنمضي، سنمضي، وماذا نُريد؛ وطنٌ حرٌّ وشعبٌ سعيد)؛ فكل مفردة فيها تحتاج لقاموس يشرح أبعاد ما تعنيه، وهو ما تجاوز مدى استيعابي لها ذلك اليوم؛ وأنا ابن خمس آنذاك، ساعة كان المُشاع أنَّ الملك قد تم قتله، وأنَّ زعيماً قام مقامه في الحكم، وما أدراني ما الفرق بين الملك والزعيم، وأنا لم أرَ صورة الأول إلّا على (العانة) ذات الأربع من الفلوس وهي في صرّة جدتي، تفتحها بين الفينة والأخرى ليشمّ الهواء ما تحويه من دراهم معدودات؛ غير أنِّي كنت قد رأيت جمعاً من الحفاة في ساحة مدرستي، بأيديهم أوراق بها يُلوّحون، ويرقصون على أنغام أهازيج تُمجّد الثورة، وتُحيّي زعيمها عبد الكريم، أفهمَني زميلي الأكبر مني سنّاً أنها عقود حرَّرت الفلاحين من سلطة أشخاص كانوا لهم تابعين، يستحوذون على ثلثي ما يحصدون من المحصول، وأنَّ المستوصف الصحي في الناحية؛ يشغله الآن موظف صحي بعد أن كان الفرّاش قائما مقام الطبيب.

من يومها اعتدت على أنْ أقابل في كل مكان وجوهاً لم آلفها من قبل، أو بالأحرى قد رأيتُها؛ لكنَّها اليوم ليست كما كانت تبدو لي بالأمس، في مجلس والدي اليومي، في المدرسة، والشارع، وفي الساحات، لأول مرة أسمع تعبير العامل والفلاح، وماذا يعنيه كل منهما، شابات وشباب متطوعون في تعليم القراءة والكتابة للأميّين، وما أكثرهم آنذاك! علمتُ من صديق والدي الفلاح أنَّه لم يستدنْ هذا العام قبل موسم الحصاد كما كلّ عام، لأول مرة لاح لي منظر الرجال والنساء معاً ببدلاتهم الزرق، قرأتُ على صدورهم أنَّه عيد العمّال، أمّا معلّمي الذي كان محبوباً من الجميع برفعة أخلاقه؛ فقد سمعتُ همساً أنَّه (شيوعي)، فهرعتُ وأنا أعظّ (دشداشتي البازة المُقلّمة) إلى البيت ليس ككلّ مرة أبشرهم بأني رفعتُ العلم الجديد وقرأت النشيد بصوتي الجهوري؛ بل أبحث عن خالي الذي اكتشفت فيما بعد أنَّه مثل معلمي (شيوعي) نال في سنين قادمة نصيبه من السجن والتعذيب والفصل الوظيفي، أيام حكم الزعيم عام  1960 إثر مظاهرة رفعت شعار (السلم في كردستان)، وإبان  انقلاب شباط الأسود عام 1963 الذي أطاح بالثورة والزعيم، وسفك دماء الماضلين من الشيوعيين؛ أبحث عن معنى (الشيوعي) وأول ما سمعت منه: (الشيوعية أخلاق أولاً، ودفاع عنها، والتضحية من أجلها)، وراح يشرح لي، وأنا مُصغٍ له باهتمام طفل غير عادي؛ ما يعني ذلك بالتفصيل.

رحتُ أفتّشُ عن تلك الأخلاق في كل شخص أراه، في أدقّ التفاصيل، وصارت مقاييس أخلاق الشيوعيّين معياراً على أساسه أميّز الأخيار من الأشرار، أنْ تضمر الخير وتفعله لكل الناس على السواء، وتؤمن أنَّ الوطن خيمة للجميع لا بأس أنْ مِن أجله تضحي بالغالي والنفيس، وحين يفيض من مخزون بيتك من طعام فإن جارك أو صديقك المحتاج أولى به، أمَّا الحبّ لكل الناس بلا حدود ولا قيود؛ فهو رأسمال أولئك الشيوعيين.

ذلك ما استوعبه عقل طفل ظل باحثاً عن الحقيقة حتى زار بيتهم (رأس المال) وعلى غلافه رجل بلحية تشبه لحية جدّه الذي لم تره عيناه، وقد تناهى لسمعه في البيت أنه، أي جدّه، كان شيوعيّاً بالفطرة، يتفقّد الأرامل والأيتام تحت جنح الظلام كي يوزع ما فاض في مخباته من الحبوب والتمر؛ ومن هذا المُلتحي الجديد تعلّم ما يعنيه الوطن الحرّ والشعب السعيد، وأنّ الشيوعية هي الصورة الأكمل للأخلاق، وهي مستقبل العالم حتماً عندما لا يكون مصيراً للرأسمالية سوى الانهيار بعد ما تواجه من أزمات تنشأ من طبيعة تركيبها المبني على استغلال الإنسان لأخيه الإنسان.

 من يومها اتخذتُ الشيوعيّة ديناً به أعتزّ، ولا أهل لي سوى الشيوعيّين، مهما واجهوا من تحديات، وما حيك ضدهم من مؤامرات.

 ****************

حقا إنه العيد الاجمل في حياتنا

ومن حقنا أن نزهو وان نحتفل بعيد حزب الابطال. حزب الكادحين حزب الشرفاء ..حزب فهد وسلام .

لتبق راية حزبنا خفاقة في سماء وطننا الحبيب. من اجل وطن حر وشعب سعيد ..

لك تهنئة قلبية ومحبة دائمة ..

طالب غالي (ابو لنا)

 ******************

وليد شلتاغ: حزبك فهد ما مات باقي للأبد

الرفاق الاعزاء سكرتير عام الحزب الشيوعي العراقي رائد فهمي وأعضاء اللجنة المركزية ومكتبها السياسي المحترمون

اهنئكم قلبيا بعيد الحزب الشيوعي العراقي ال٨٩ المجيد.

وكلنا فخرا بالمسيرة النضالية العظيمة المليئة بالتضحيات والبطولات التي سطر بها الرفاق الشيوعيون أسمى آيات التضحية والبطولة دفاعا عن حزبهم ومبادئه السامية ناذرين أنفسهم من اجل نيل حقوق الشعب العراقي بجميع مكوناته ليعيش بسلام وكرامة دون تفرقة او اذلال.

اليوم وفي لحظات وضع حجر الأساس لأول مقر للحزب ليكون بيتا للشيوعيين وبيتا للعراقيين، علينا ان نفخر بمسيرة الحزب الشاقًة ونضال رفاقه الابطال منذ تأسيسه لغاية اليوم الذين غرسوا جذور الحزب وافكاره عميقا في مدن وأرياف وقصبات عراقنا الحبيب واستقطبوا العمال والفلاحين وشغيلة اليد والفكر من أجل وطن حر وشعب سعيد

ان هذه المناسبة التاريخية لوضع حجر اساس بيت الشيوعيين العراقيين تعبر عن فرحة كل الشيوعيين وأصدقائهم والأحزاب الشقيقة وان حزب فهد يعيش ويبقى  ولا احد يستطيع محو أفكاره ووجوده ما دامت جذوره عميقة ووجود رفاقا يذودون عنه وينذرون أنفسهم لصونه والدفاع عنه.

صدقت جماهير شعبنا العراقي حين هتفوا استقبالا لرفاقنا الابطال وانصار حزبنا الذين وصلوا بغداد في يوم سقوط نظام الطاغية صدام وجلاوزته حيث حيًت الجماهير رفاق حزبنا بصوت هدير وفرح عارم

حزبك فهد ما مات باقي للأبد

هذا الشعار العفوي الذي رفعته الجماهير صار رمزا لوجود الحزب وعنفوانه وضربة موجعة لاعداء الحزب الذين راهنو ا على مسحه وقتل رفاقه وتذكيرا بان حزبنا ورفاقه يجترحون البطولات واساليب نضالية جديدة لمقارعة الرجعية والدكتاتورية ولرفع راية الحزب عاليا

مبروك للحزب وقيادته في عيده المجيد ومبروك لكل الرفاق وأصدقاء الحزب في الذكرى ٨٩ألمجيدة لتأسيس الحزب العتيد

مجدا للرفاق الشهداء الابطال الذين عبدوا بدمائهم الزكية طريق النضال وستكتب اسمائهم على جدران وقاعات بيتهم الجديد

كل عام وانتم وجميع الرفاق والحزب الشيوعي العراقي المجيد بالف خير

رفيقكم وليد شلتاغ

 **********************

بدايات تنظيم الحزب الشيوعي العراقي في مدينة الديوانية

زهير كاظم عبود

بعد تأسيس الحزب الشيوعي العراقي في ٣١ آذار ١٩٣٤ بدأت أفكار الحزب بالانتشار في مدن العراق، حيث كانت الأرضية المناسبة للتمسك بعقيدة الاشتراكية وحقوق الانسان والمساواة وازاحة الظلم عن العمال والفلاحين، ومنذ بدايات تأسيس مدينة الديوانية كانت مدينة تزدحم بالفقراء والفلاحين المحكومين تحت سلطة الاقطاع، ومثل هذه المدن تجد في أفكار سياسية مثل أفكار الحزب الشيوعي خلاصا ومنقذا لها، واضعا هدفه العريض والأساسي في الوطن الحر والشعب السعيد.

وصلت أفكار الحزب الى مدينة الديوانية في بداية عام ١٩٤٨، ويبدو أن حالة الوعي والتوصل الاجتماعي بين طبقة العمال والمثقفين في المدينة بلورت هذه الأفكار في تنظيم سياسي مرتبط باللجنة المركزية للحزب، واعتمادا على ما ذكره المناضل ساجد حمادة عبد الحسين من أن النخبة الأولى للتنظيم الشيوعي في المدينة كانت تتكون من كل من:

  • أكرم هادي الأصفر
  • جهاد الخياط والد نضال
  • جواد الاوتجي
  • ادهام الحلاق
  • صالح الرازقي
  • عبد الله حلواص
  • عبد الزهرة عبد علي
  • موسى سوادي
  • عبيدة سوادي
  • عزيز ناصر
  • عبد حسان

وخلال انتفاضة تشرين عام ١٩٥٢ انطلقت مظاهرات عارمة من وسط المدينة في شارع السراي والذي كان قريبا من مركز الشرطة ودائرة التحريات والتحقيقات الخاصة بملاحقة الشيوعيين، ولزخم المظاهرة واندفاع قادتها كل من شاكر منصور وعباس كاظم رضا ولازم محمد الخزاعي وشاكر عبد سماوي وكريم محمد وجليل جبار المياحي، فجوبهت التظاهرة بقوة شرسة من أفراد الشرطة، ومن ثم تم إطلاق النار من أسلحة الشرطة باتجاه المتظاهرين، أصيب على إثرها المناضل هادي شاكر كندله إصابة بليغة بيده حيث تم بترها لتبقى علامة فارقة وعنوان للمجد والموقف الوطني والثبات على المنهج والقيم التي آمن بها حتى اليوم، وهو حي يرزق حتى اليوم، كما أصيب أيضا إصابات غير بليغة كل من الحداد عطية الوحاش والقصاب زبالة .

كانت هذه النواة هي التي زرعت بدايات التنظيم ليكون الحزب من أكبر الأحزاب المعارضة للنظام الملكي، وأيضا رسخت تلك الأفكار في الأجيال القادمة لتتقدم قوافل من الشباب الذين يؤمنون بأفكار الحزب الشيوعي مضحين بأرواحهم ومستقبلهم وأعمالهم في مواجهة سلطات لا تفهم معنى العقيدة والاختلاف في الرأي ولا أي معنى من معاني الحرية الفكرية.

أدى كل واحد منهم ما يمليه عليه ضميره وحسه الوطني، وتحملوا جميعا السجن والملاحقة والفصل من العمل والاختفاء، ولكل واحد منهم ظروفه الشخصية، لكنهم جميعا تركوا التاريخ يكتب أسماءهم ضمن قوافل العراقيين الوطنيين والجميع قد رحل عنا غير أن اسمه بقي منقوشا في ضمير كل الطيبين.

من طالع الأسماء الأولى للخلايا التي بدا بها التنظيم في الديوانية سيدرك مسألتين مهمتين، الأولى الحضور الاجتماعي والوعي السياسي الذي جسدته هذه الأسماء، والثانية أن جميع الأسماء من العمال الكادحين والفقراء المعدمين الذين يؤكد إيمانهم الحقيقي بالفكر الماركسي اللينيني وبالاشتراكية كمنهج للحياة.

وللديوانية التي بقيت مدينة فقيرة ومهملة منذ بدايات العهد الملكي مرورا بالجمهوريات تاريخا مجيدا مليئا بقصص البطولة والفخر سجل فيها العديد من الشباب تلك المواقف الشجاعة والجريئة والثابتة بمواجهة أعتى السلطات وأشرس الأجهزة الأمنية، وخلال فترات حالكة وغاية في الخطورة، ليبقى تنظيم الحزب قائما وحاضرا حتى اليوم.

يستحق تاريخ الديوانية السياسي أن يلتفت اليه أحد كتاب التاريخ ليبقى أثرا خالدا ضمن تاريخ الحركة السياسية الحديثة في العراق.

 **********************

الصفحة الثامنة

مسرحنا العربي لكل الناس

الفنان حكيم حرب - الاردن

في يوم المسرح العالمي لا يسعني إلا أن أقول : كل عام ومسرحنا العربي أكثر جمالاً وسحراً ودهشة ، أكثر جمهوراً وحضوراً ومتابعة ، أكثر دعماً واهتماماً ورعاية، كل عام ومسرحنا العربي ليس موسمياً ولا نخبوياً فقط ، كل عام ومسرحنا العربي لكل الناس ، كل يوم ونحن لدينا مسرح على مدار العام، هذا ما أتمناه وما أحلم به، ولهذا قمت خلال السنوات العشر الماضية بمغادرة مسرح النخبة الذي لا يشاهده إلا المسرحيون أنفسهم، واتجهت نحو مسرح الجمهور ليس في العاصمة فقط بل وفي المناطق النائية والأقل حظاً، وذلك من خلال عملي على مشروع المختبر المسرحي الجوال، ولنفس الغاية أطلقت سابقاً فكرة مسرح المقهى، ثم مسرح السجون، والعام الماضي قمت مع أصدقائي في فرقة مسرح الرحالة التي أسسناها مطلع التسعينات بإطلاق الدورة الأولى لمهرجان الرحالة لمسرح الفضاءات المفتوحة ونستعد حالياً للدورة الثانية، حيث ننجز أعمالاً مسرحية للفرقة ونستضيف عروضاً عربية وأجنبية للمشاركة معنا في المهرجان، تكون قادرة على أن تتواصل مع الجمهور في أماكن تجمعه في الساحات، الحدائق، المقاهي، الأماكن الأثرية والبيوت القديمة، بحيث يتحول كل فضاء إلى مسرح، فبدلاً من أن يذهب الجمهور للمسرح فإن المسرح هو الذي يذهب للجمهور، وهي الفكرة التي لأجلها تأسست فرقة مسرح الرحالة عام ١٩٩١ حتى لا يبقى المسرح حكراً على أماكن محددة وجمهور محدد، وفي نفس الوقت فإن فكرة المسرح خارج العلبة الإيطالية المغلقة فيها بحث مغاير ومقترح جمالي جديد ودهشة من نوع آخر تستفز مخيلة وعقل المتلقي، وهي أيضاً بمثابة انعتاق وعناق مع روح المكان. أعتقد أن هذا ما يجب أن نركز عليه اليوم ونسعى لتحقيقه ونحن نحتفل باليوم العالمي للمسرح؛ الجمهور أولاً، فمسرح بلا جمهور لا يتعدى كونه رقصا في العتمة، فالأمور بحاجة ماسة لخطابنا المعرفي والجمالي في هذه الأيام المصيبة التي تشهدها المنطقة العربية، فإذا لم يلعب المسرح دوراً في الارتقاء بالوعي وتسليط الضوء على المخاطر التي يتعرض لها وطننا العربي من المحيط إلى الخليج، ودق ناقوس الخطر اتجاه ما يحاك لهذه الأمة، وكشف مواطن الفساد، ومحاربة الجهل والفكر الظلامي، وحماية الشباب من الضياع والمخدرات والخواء الروحي والعقلي، اذا لم يقم المسرح بكل ذلك فلا خير فينا ولا في مسرحنا، فالمسرح ليس وسيلة ترفيه وتنفيس أو صفقة مربحة لتحقيق الثراء ولا استعراض نرجسي لتحقيق الشهرة لفرد على حساب مجتمع كامل وأمة كاملة . هكذا أفهم الاحتفال بيوم المسرح العالمي، أن نعيد للمسرح هيبته وأن نعيد له جمهوره، وما عدا ذلك يعتبر جعجعة بلا طحن وذر للرماد في العيون واستعراض على طريقة المولد الذي يقام لليلة أو ليلتين أو أسبوع ثم ينفض المولد بلا حمص. وحقيقةً أنا لم أكن في يوم من الأيام مهووساً بالمسرح لأجل المسرح، ففي طفولتي كنت أحلم بأن أصبح قبطاناً بحرياً وليس مخرجاً ولا ممثلاً مسرحياً، وقد سعيت للسفر إلى اليونان لتحقيق ذلك بعد إنهاء دراستي الثانوية، ولكن عندما تحطم حلمي الجميل على صخرة الواقع؛ وجهت دفة سفينتي باتجاهٍ آخر، وقررت أن أدرس أي شيء حتى لو لم أكن أحبه، فدخلت كلية الاقتصاد على مضض ولكن عندما تعرفت بالصدفة على المسرح أصبح المسرح سفينتي التي أقتحم بها بحار المعرفة ومحيطاتها، ولكني لم أحب المسرح يوماً لأجل المسرح؛ بل لأنه عوضني عن حلمي الطفولي الجميل، فجعلني أبحر لاكتشف جزراً وقارات من نوع آخر، إنها جزر المعرفة ومحيطات الوعي وقارات الجمال، لهذا بقي المسرح بالنسبة لي وسيلة وليس غاية بحد ذاته، فأنا لا طموح لدي بشهرة أو نجومية أو تحقيق مالٍ وفير، فماذا أفعل بكل ذلك؟ لذلك تعلق قلبي بالمسرح من باب أنه مغامرة ورحلة وإبحار، بهدف اكتشاف المجهول وكشف القناع عن وجه الحياة فقط لا غير، لهذا عندما أسست فرقتي المسرحية مطلع التسعينيات أطلقت عليها اسم “مسرح الرحالة”، تأكيداً مني على الميل نحو الرحلة والاكتشاف والإبحار، فلست من أصحاب مقولات مثل :(عاش المسرح، المسرح حياتي، أنا أقدس المسرح.. الخ)، أشعر أن ذلك فيه صناعة جديدة للأصنام وتقديس للوسيلة على حساب الغاية، فلم يكن المسرح بالنسبة لي في يوم من الأيام حالة رومانسية أو جسر ينقلني إلى الشهرة والثراء، كما وأنني لم أحب يوماً مسرح المناسبات، فأنا أحب المسرح لأجل الحياة والناس والأوطان لا لأجله هو بحد ذاته، أحب المسرح كسلاح أقوى من الرصاص، وكمنبر للتعبير عن موقفي اتجاه ما يحدث حولنا من فوضى وعبث وظلم وفساد، لأجل أن أكشف وأعري وأحذر وأدق نواقيس الخطر نحو قضايا الناس والأمة المصيرية، فما قيمة المسرح إذا كان بلا موقف؟؟؟ وماذا لو كسب الفنان المال والشهرة وخسر نفسه وباع مبادئه؟؟؟ ولا أذيع سراً إذا قلت بأنني لا زلت أحتفظ بداخلي بشخصية القبطان أو البحار، وحتى هذه اللحظة لا زلت اتعامل مع المسرح على أنه سفينتي التي أقتحم بها البحر لكي أُبحر ما وراء المجهول، بهدف تحقيق كشف مختلف ومغاير، وهذا هو المسرح بالنسبة لي مغامرة ذهنية ووجدانية واقتحام لفضاءات جديدة وأفكار جديدة وإبحار وسط الأعاصير، فعلى المسرح أن يكون ثورياً، محرضاً، مقلقاً، جريئاً، شجاعاً وغير مهادن. ما عدا ذلك لا يعتبر مسرحاً بالنسبة لي، وهذا ما أنشده واتمناه وأسعى لتحقيقه في اليوم العالمي للمسرح وكل يوم، وهذا ما أتمنى أن يفعله المسرحيون العرب في اليوم العالمي للمسرح: تحويل المسرح العربي إلى منصة يومية لبث الوعي ودق ناقوس الخطر اتجاه كل ما يتهدد الأمة من أخطار، بعيداً عن الفذلكات والتهويمات والرومانسيات والعبثيات التي لن تنجح إلا في تعميق الفجوة بين المسرح والمتلقي.

 *************************************

أصول المسرح التونسي ونشأة التياترو

المخرج التونسي توفيق جبالي

نشأت بدايات المسرح التونسي كغيرها من الفنون، بالموجات المسرحية الأوروبية، وطغى الطابعان الفرنسي والإيطالي عليها. ذلك أنّ مَن أسّس أول فرقة مسرحية تتألّف من ممثلين تونسيين هما محمد بن تركية والهادي الأرناؤوط اللذان كانا يعملان في القنصلية الإيطالية ويواكبان باستمرار العروض الإيطالية.

في 1910، أوّل مسرحية على ركح المسرح البلدي الذي أنشأه الفرنسيّون سنة 1902.

بعد تلك التجربة انتشرت الجمعيات المسرحية نتيجة تزايد عدد الذين التحقوا بمدارس التعليم الفرنسية. هكذا تكوّنت جمعية تونسية بحتة أطلق عليها اسم «الشهامة الأدبية»، وقدّمت مسرحية «صلاح الدين الأيوبي»، ثم «حمدان» التي اقتبسها نجيب حداد عن مسرحية Hernani لهوغو، ونشأت «جمعية الآداب» التي ترأسها المناهض للاستعمار عبد العزيز الثعالبي، وقدمت مسرحية «شهداء الغرام» المقتبسة عن نصّ شكسبير «روميو وجولييت». كما تأسّس العديد من الفرق في الجهات الداخلية للبلاد، وراوحت عروضها بين اللغة العربية الفصحى واللهجة التونسية، وتأرجحت مضامينها بين الفكاهة والهزل من جهة، والملاحم والميثولوجيا من جهة أخرى.

 وفي الأربعينات، آثر مسرحيون تعميق معارفهم، فسافروا إلى فرنسا لاستكمال تحصيلهم هناك، فيما قرّر حسن الزمرلي ومحمد الحبيب وعثمان الكعاك تأسيس مدرسة خاصة للمسرح عام 1951 تحت اسم «مدرسة التمثيل العربي». تمتعت المدرسة بمنحة من إدارة العلوم والمعارف قبل الاستقلال، واستحدثت شهادة تخوّل حاملها تدريس المسرح، وتخرّجت فيها دفعة مسرحيّين عام 1954 من أمثال محمد الرشيد قارة ومنى نور الدين ومحمد جميل الجودي ونور الدين القصباوي...وكانوا النواة لتأسيس “فرقة مدينة تونس للمسرح” عام 1953، وشهدت أوج عطائها عندما تولّى رئاستها الفنّان البارز “علي بنعياد” بين 1961 و1972.الذي تفوق به جماليا وفنيا وجعله ممارسة رفيعة نخبوية.

ومع انتشار الأفكار الحداثية ندد به جمع من المسرحيين وعلى رأسهم المنصف السويسي العائد من إقامة مسرحية مع روجي بلانشون حيث مقولات المسرح الشعبي الملتزم بقضايا المجتمع للمخرج جان فيلار. من خلال البيان المعروف ببيان 11 (عام 1965) الذي كتبه   كل من منصف السويسي وتوفيق الجبالي وفرج شوشان وثلة أخرى من المنخرطين فيه..

إنه أول حركة فكرية تطرح نفسها كبديل لما نعت بالمسرح البورجوازي السمعوي آنذاك وقد لقيت صداها عامها من خلال أولى الفرق الجهوية في الكاف ومؤسسها المنصف السويسي وتلتها فرقة قفصة (مع مجموعة رجاء فرحات.. رؤوف بن عمر وفاضل الجعايبي. والراحل فرحات يامون)

 رغم هذه التجربة الاستثنائية التي استقطبت جمهورا مسرحيا جديدا وشعبيا. استمر تغافل الدولة في فتح مجالات العمل وبعث مؤسسات تحتضن الخبرات المسرحية لذلك نشأت فكرة التجمعات المستقلة (المسرح الجديد ومسرح فو والمسرح العضوي.) وبعدها تفاقمت ظاهرة الفضاءات الخاصة حيث نشأ (فضاء التياترو، الحمراء، المدار، نجمة الشمال …) لقد طرحت هذه المجموعات نفسها بديلا عن الثقافة الرسمية. وهذا ما يميز تجربة المسرح الحديث في تلك الفترة (الثمانينات) فغياب المؤسسات المسرحية وهجرة المؤلفين المعتمدين الذين لم يكونوا مرتبطين بالفعل المسرحي (عزالدين المدني والحبيب بولعراس...) خلقت من هذا الفراغ مجالا رحبا للبحث والاستقصاء في أشكال تعبير وعلاقات جديدة في الإنتاج.

فالحاجة إذن هي التي ولّدت هذه الظواهر وليست ترفا كما يعتقد بعض المتابعين الكسالى لتاريخ المسرح. أما فيما يتعلق بالتياترو فيمكن القول إنه أسعفنا الحظ في إيجاد هذا المكان الواقع ضمن مركب فندقي (المشتل) وهنا لا بد أن اروي هذه النادرة، فعندما تقدمنا بطلب قرض بنكي لتنفيذ الأشغال الأساسية للفضاء وكانت الدولة آنذاك تخصص قروضا مالية لذوي الحرف الصغرى بقينا أشهرا ننتظر من وزارة المالية وثيقة تشهد أننا مؤهلون للحصول على القرض. فلم يجدوا لنا تصنيفا وكادوا يجعلوننا في خانة المهن الخطرة كالملاهي الليلية والمواخير...

وللتاريخ، فقد وُجد التياترو بوسائل جد متواضعة... حتى انه لم يكن لدينا لا مقاعد ولا منصة فاستأجرنا خمسة ألواح (مادريات) من التي تستعمل للبناء وأقمناها على عوارض حديدية... وهكذا قدمنا أول أعمالنا “مذكرات ديناصور”. ، كان اختيارنا ان يكون التياترو قبل كل شيء فضاء الاختبار... اختبار المسرح واختبار البيئة الثقافية واختبار مدى قدرتنا على التواصل مع الجمهور بشكل مستمر ومتوازن ليصبح فضاءً للابتكار واحتضان كل التجارب الفنية الطريفة والمجددة من رقص ومسرح وموسيقى وفنون تشكيلية ولقاءات بروح تطوعية منفتحة...

 إن تجربة التياترو في هذا المجال تتوق إلى جعل الفعل المسرحي فعلا لا يرضخ لأية قيود أو قواعد مسبقة إلا بحسب ما تمليه الحاجة أو ظروف العمل نفسه... باعتبار أن المسرح هو فضاء تجريبي قوامه الحرية والبحث عن تعابير غير سائدة ومقنعة ومساءلة متواصلة عن ماهية هذا الفن ومتاهات التواصل دون الخوف على مكتسبات مفقودة فلا مالا متاح ولا جاها محتمل...

أنشأ التياترو في اكتوبر عام 1987 أي شهرا قبل أن يقصى بورقيبة بانقلاب طبي ويأخذ محله بن علي، أنشأنا هذا الفضاء الخاص وكان في ذلك الوقت من الفضاءات النادرة في المدينة نتيجة تهميش المؤسسة الثقافية من جهة وقلة الفرص لتأمين فضاء يعتمد على موارده الخاصة بقطع النظر عن سياسة الدولة التي تتباهى بأنها تدعم الفنون والثقافة.

نشأ إذن مسرح التياترو ببادرة فنانين مسرحيين معتبرين المسرح نشاطا إنسانيا جديرا بالتضحية والصبر والالتزام.

لقد استطعنا كل تلك الفترة مراوغة الرقابة باتخاذ كل اساليب التعبير المجازية والابتعاد عن مناطق الزوابع بما لا يثير حفيظة الهيئات الرقابية المتتالية بالاعتماد على كسلها الفكري أو غبائها البيروقراطي الذي استفدنا منه إلى درجة قصوى مما جنبنا كثيرا من المضايقات والتصادم المباشر مع النظام إلا فيما قل وندر من الفترات التي كان فيها هذا النظام يمر بفترات من التوتر والانغلاق …

كانت الرقابة رقابة بوليسية أكثر منها فكرية وكان المسرح نسبيا يتمتع بنوع من اللامبالاة من طرف الهيئات الحاكمة أو لا ينظر له من باب المهدد لمصالحه وممارساته القبيحة.

كان التياترو في كل ذلك ملجأ لكل القوى الحية في المدينة وملاذا لكل المهمشين والذين لم تستوعبهم الفضاءات الثقافية العمومية ومربعا حيا من الحرية للمسرحيين للقيام بتجاربهم وابتكاراتهم المتواصلة...

ثم جاءت ثورات ما سمي بالربيع العربي وما بشرت من قيم جديدة وانعتاق قوى التغيير والحلم بالمدينة الفاضلة التي تخلصت من كابوس الاضطهاد النفسي والبوليسي …

كان فضاء التياترو متزامنا مع هذه الاحداث ومواكبا لجميع أشكال الحوار واللقاءات الفكرية والسياسية وفتح أبوابه كذلك للمجتمع المدني لكي يجادل ويتجادل...

رغم الخيبات المتتالية التي سجلتها القوى الحية في تحقيق حلم الثورة فان فضاء التياترو بقي محافظا على وتيرته في مواكبة الأحداث السياسية والثقافية والدفاع عن الحريات الشخصية والعامة...

خبرة التياترو في العمل في المحيط الرقابي تعطيه اليوم سلوكا واعيا بدقة المرحلة الحالية لكونها تخلصت من حقبة كان فيها انعدام الحرية شبه مقنن بشكل بيروقراطي ذي قراءة أمنية بحتة إلى حرية مطلقة غير مقننة لعلها أخطر مما سبقها لكونها تجيز كل التجاوزات والمضايقات.

لكن هذا لم يبعده عن دوره كفضاء للفن والابتكار... وهو يعد من أندر الفضاءات التي واكبت هذا التغيير بكثير من الأعمال الفنية والمسرحية وذلك بمعدل ثلاثة إلى أربعة أعمال موسميا واحتضان الكثير من العروض الضيفة ... شرطنا في ذلك ان تكون أعمالا قيمة وجديرة وتقدمية... تحترم فنها وجمهورها بعيدا عن غوغاء السوق التجارية او استدراج عواطف الجماهير بالالتزام الشعبوي.

ومما زادنا تحصينا وجود استوديو التياترو منذ 15 عاما كمساحة لتكوين فن الممثل استقطبت ومكنت جيلا كاملا من المسرحيين من التجريب دون عناء موانع الاحتراف وتعقيداته الإدارية والمالية فكانت محصلة ثمينة تمتاز بالثراء والتنوع وأصبحت تؤثر بشكل مباشر على المشهد المسرحي والسنيمائي التونسي...

 ***********************

نحن والصحراء!

حافظ خليفة/ تونس

بمناسبة يوم المسرح العالمي بودي الحديث عن تجربتنا المتميزة في مجال الفن المسرحي، وأن أهم ما يميز هذه التجربة بالمهرجان الدولي للمسرح في الصحراء، هو تنقله كقافلة مسرحية، وهذا التجوال الدائم بين القرى والعشائر والقبائل لفك العزلة الثقافية عنهم، ويحدث أحيانا أن نلتقي ببعض المسؤولين المحليين المدعين للمعرفة السيوثقافية، و الغير هاضمين للمحتوى المختلف المقترح من طرفنا عما عرفوه سابقا، إنهم لا يدركون أننا “محترفون” في مجالنا، و أننا لا نؤمن بالوساطة أو الوصاية مع أهالي كل قرية نزورها، لأنهم في حل مما يدعون من معرفة او مسؤولية، فالمهرجان فرصة لهم للدربة و التعلم في طرق التسيير و البرمجة و الادارة و حتى التنفيذ، و سبل الاعداد اللوجستي و منافذ الدعم و الأرشفة و التعاقد و الدعاية و العلاقة مع الصحافة، و الالتزام بضوابط المعاملات الإدارية و المالية و احترام القانون و الآجال و العمل مبكرا و الانفتاح نحو الآخر و احتواء كل مبدع محلي، و دعم المرأة المقصيّة ابداعيا و ثقافيا، مع المساهمة في التنمية الاقتصادية و الأخذ بيد من يستحق المساعدة خاصة بقطاع السياحة الذي يشكو عجزا منذ الثورة ثم الكوفيد.

 للمهرجان شراكات وداعمين يعتز بها، من منظمات وهياكل عمومية وطنية آمنت برسالته وأهدافه، ووقوفهم بجانبه ضمان كبير لاستمراريته وبالتالي ريادته.

المهرجان لن يكون منتجعا لمن أراد السياحة من المسرحيين وطنيا أو دوليا، فلن يُستدعى اليه ولن يكون مشاركا او مكرّما فيه إلا من استحق ذلك، خاصة لكل من ساهم في إحداث فارق ثقافي بمحيطه.

المهرجان وإدارته لم ولن يكون له علاقة بالساسة والسياسة ما عدا الأطر القانونية والإدارية في التعامل والتي تحدد ذلك، فهو يحلق خارج أطر المعهود والمجتر ويقترح رؤى ثقافية وفرجوية جديدة جديرة بالدراسة الانتربولوجية.

المهرجان يتخطى الحدود الجغرافية لولاية قبلي، فهو يطل على سبع ولايات من الجنوب التونسي ويحاول الابتعاد بنشاطه التكويني عن مركزها الإداري ويذهب إلى الهامش، أين الشباب يشكو نقصا في الرعاية الثقافية والمسرحية خصوصا، ولهذا نجد للمهرجان قاعدة شبابية ضخمة من المتابعين والمعجبين بوسائل التواصل الافتراضي وحتى بالتواجد بكثافة في المخيمات أثناء الفعاليات.

بالأخير المهرجان فرصة لمن أراد التعلم والتأقلم والاستفادة، وأما من ظل على التلة، فله ذلك ولينعم بسكينة أمثولة أهل الكهف الافلاطونية عن الحقيقة الموهومة.

 *************************

الصفحة التاسعة

كلمة الرفيق كاوه محمود سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الكوردستاني

في الكونفرنس التنظيمي العام للحزب الذي انعقد في 11 آذار 2023

يعتبر التنظيم من المسائل الأساسية في العمل الحزبي، ويشكل  البؤرة المركزية في الحياة الحزبية. وتتمثل  أهمية التنظيم في محورين أساسيين مرتبطين ببعضهما. يتعلق المحور الاول باستعداد الجسد الحزبي بكل منظماته وأعضاءه ومؤازريه في العمل النضالي اليومي المجتمعي لمواجهة العراقيل والعقبات التي تخلقها القوى المناهضة للتغيير، والتي تحول دون انجاز الحزب للمهام الوطنية والطبقية الملقاة على عاتقه ضمن قراءته للواقع وكفاحه من أجل تغيره. ويتعلق المحور الثاني بنضال الحزب لتأمين الحصانة الفكرية و السياسية لأعضائه ومنظماته، لمنع السيل الجارف للتشويه الاجتماعي الناجم عن العلاقات الاجتماعية السائدة في المجتمع، و التي هي نتاج العلاقات الرأسمالية والنزعات الطفيلية و الذاتية و الفردية الناشئة عنها، ومنع تسرب هذه القيم المشوهة الى الحياة الحزبية، لكونها تفضي الى نسف أسس العمل الحزبي و القيم النضالية، و تدمر قنوات العمل الحزبي بكافة اختصاصاته، و تكون المحصلة النهائية ابعاد الحزب عن أداء مهامه الاساسية و اشغال منظماته و أعضاءه بأمور ثانوية غير منتجة لا تمت بصلة الى جوهر العمل النضالي.

يتطلب العمل في هذين المحورين الاستمرارية في التربية والاعداد الحزبيين في نطاق العمل والنشاط وتبادل  الخبرات النضالية والاستفادة من الدروس النضالية واقامة الدورات لاعداد الكوادر في ضوء الاسس الماركسية للتنظيم الحزبي، والتأكيد على مبادئ المركزية الديمقراطية والعمل الجماعي وممارسة النقد والنقد الذاتي ونبذ البيروقراطية الحزبية وعقلية اصدار الاوامر، وتجاوز الخمول والكسل عند أداء المهام الحزبية.

ان النشاط العام في مجالات العمل الحزبي وتنظيم الآليات المتعلقة به، ورسم خطط التحرك وصياغة المهام الثورية للاحزاب الشيوعية والماركسية في عملية التغيير الاجتماعي، يتطلب البعد المعرفي المعتمد على الديمومة في النشاط والتوجه نحوالتنظيم والتعبئة الحزبية لتحريك الجماهير، وتجنب أطر العفوية والعمل الموسمي والنهج التجريبي والخطاب الغير منطقي المبني على الاثارة، والتي تؤدي في الأخير الى اجهاض التحرك الجماهيري.

ويتطلب هذا التوجه في العمل التنظيمي اتقان الربط الديالكتيكي بين النظرية والممارسة الحزبية، وتشخيص الربط العضوي بينهما في اطار قوانين الحركة في الفلسفة الماركسية، وبما يؤكد ضمان تطور طرفي المعادلة وفق قراءة الواقع وتحليله والعمل على تغيره، بعيدا عن الجمود العقائدي والمفاهيم والممارسات التي لم تتبناها الواقع وتجارب النضال.   

وعلى هذا الاساس تعتبر الماركسية بالنسبة الى حزبنا نظرية وممارسة تتسم بطابعها العلمي وصفتها الثورية، ومرشدا  لمسيرة نضالنا، لها قوانينها التي خبرتها نضال الكادحين من أجل التحرر ومكافحة شرور الرأسمالية، وترسم لنا أملاً بانتصار الكادحين وقضيتهم العادلة.

ان العمل التنظيمي للحزب ليس مسألة تكنيكية بمعزل عن الالتزام بالايديولوجيا والأسس الفكرية للحزب، ولذا فان من مهام منظماتنا الحزبية مواجهة حملات التشويه والتشهير والاساءة الى اسم الحزب وسمعته، وتلك الدعوات التي تشير الى نهاية الماركسية والفكر الاشتراكي. فتلك الدعايات وما تشنه أقطاب الفكر النيوليبرالي وتابعيه في مجتمعنا الكوردستاني تعبر عن ايديولوجية الرأسمالية المعاصرة بغرض التشكيك في الماركسية وايديولوجيتها، وتهدف في المطاف الأخير الى زعزعة القناعة ببرنامج الحزب وأهدافه عبر الدعوة الى النزعات ذات الطابع المحافظ في مجتمعنا، ودعم الخطاب السلفي ونشر الثقافة المعبرة عن الاشكال المتنوعة للفكر البرجوازي.

ان مواجهة الحملات الفكرية المعادية للماركسية تتطلب المعرفة العميقة والواضحة بالماركسية ومنطقها الجدلي، وهي مهمة أعضاء حزبنا ومنظماته، ومن خلاله يكون للفكر الماركسي والوعي الاشتراكي القدرة على صياغة العقل الفردي والجماعي للحزب، وتوجيه سلوك أعضاء الحزب ورفع مستوى حصانتهم في المجال السياسي والفكري وانعكاس ذلك في المجال التنظيمي.

ان العضوالحزبي يفقد هويته الثورية في حالتين. الأولى عندما لا يتفق ولا ينسجم أعماله وتصرفاته الشخصية وسلوكه اليومي مع القيم المتراكمة للفكر الماركسي وفيمه الاخلاقية، وتجارب الاحزاب الماركسية والشيوعية المستخلصة في هذا المجال.

والثاني عندما لا يتفق وعيه وتوجهه الفكري مع القيم المعرفية والوعي الماركسي.

ولذا لا بديل لدينا لضمان تلك الهوية الثورية، سوى التاكيد بأن الحفاظ على الهوية الثورية للحزب يتطلب بالضرورة التأكيد على مبدأ وحدة العمل الحزبي التي تستند على وحدة الارادة ووحدة الفكر، بالشكل الوارد في النظام الداخلي للمؤتمر السابع لحزبنا والذي عقد في نهاية عام 2022.

ان العمل اليومي للحزب والعلائق الحزبية بين الاعضاء وتعامل عضوالحزب مع الجماهير وفي مجال ايصال الخطاب الحزبي، يتطلب التعامل مع وحدة العمل (التي تعني وحدة التنظيم)، ووحدة الارادة والفكر في اطار دائرة واحدة، بعيدا عن الجمود العقائدي والقوالب الجاهزة، ويشكل هذا التوجه المسار الحقيقي نحوالتجديد والتحديث في مجال النظرية والممارسة واستنباط الحقيقة من الواقع، ويفضي بالتالي الى ايجاد اشكال جديدة للوصول الى جماهير واسعة، والمضي بخطوات حثيثة لتحقيق مهمتين مركزيتين مترابطتين. مهمة توطيد وترسيخ وحدة الحزب ومهمة تفعيل علاقة الحزب بالجماهير.

ويبقى تحقيق هاتين المهمتين في اطار تحديد المرحلة التاريخية لنضال حزبنا والتناقضات والصراعات السائدة في المجتمع ورسم مهام المرحلة وصياغة مشروعنا للتغيير الاجتماعي وتحديد الحامل الاجتماعي للتغيير، وايصال أداء عملنا الحزبي ومنظماته الفاعلة الى المستوى المناسب لاداء تلك المهام النضالية.

ولأداء تلك المهام النضالية نحتاج الى تنظيم من نمط جديد. تنظيم بعيد بشكل واضح عن نمط تنظيمات الاحزاب البرجوازية. وهذا يعني الابتعاد عن العفوية و الارداوية، والرغبة الذاتية والتخبط غير الممنهج والبقاء في دائرة الانغلاق ضمن العلاقات ذات الطابع المحلي والوقوع في دائرة حب الظهور، ونزعة افشاء خصوصيات الاجتماعات الحزبية وما يدور فيها، والاستخدام السيء لشبكات التواصل الاجتماعي وتشويه الحقائق والاحاديث التي لا تنم عن مسؤولية حزبية واعية. ان تلك الظواهر الشاذة المشارة لها لا تتفق مع ابجديات العمل التنظيمي غي حزب اختار طريق الاشتراكية.

ان تنظيماً من نمط جديد يحتاج الى ضبط حزبي واع، يستند في الممارسة الى التظام الداخلي للحزب، ولا بديل عن الضبط الحزبي لتوطيد العلاقة الجدلية بين الفكر والممارسة لتجنب الثرثرة والغرور والتردد. ان الضبط الحزبي تعبير عن الارادة الجماعية لاعضاء الحزب والاساس المبدئي للعلاقة الحزبية بين القادة والكوادر واعضاء الحزب والأساس الوطيد لعلاقة منظمات الحزب بالجماهير.

أتها الرفيقات، ايها الرفاق!

لقد حدد الحزب في التقرير السياسبي الصادر عن المؤتمر السابع للحزب المهام النضالية في هذه المرحلة الحساسة التي تمر بها مجتمعنا الكوردستاني. وقد اشرنا الى المهام الوطنية الكوردستانية والمهام الطبقية والمهام المتعلقة بالحريات الاساسية وحقوق الانسان بشكل عام. ولا تستكمل هذا المهام دون الكفاح من أجل العقلانية والتنوير والدفاع عن قيم الحداثة وحقوق النساء ومواجهة الهجمات الظلامية للسلفيين وحملة الفكر المحافظ ضد التمدن والمساواة الجندرية وحقوق النساء. ان تلك الهجمات تشكل انتهاكاً واضحاً للحريات الشخصية وحرية الافراد وتهديداً للحريات العامة في المجتمع، وهي تشكل نهجاً يسعى الى فرض نمط سلفي رجعي على المجتمع الكوردستاني، ولابد لمنظماتنا الحزبية أن تكون لها الحصانة الفكرية اللازمة والكافية لمواجهتها.

كما لا بد أن نشير بأن العقل الجماعي للحزب في اطار تقييم مرحلة النضال الحالي والتوجه لتوطيد علاقة حزبنا بالجماهير، يتطلب الانفتاح المبدئي لكافة منظمات حزبنا في التعامل والعلاقة التنظيمية وتلك المتعلقة بالجانب الاختصاصي مع القوى والشخصيات اليسارية الكوردستانية، والتنسيق مع القوى الديمقراطية والتقدمية العراقية، ونرى بأن توطيد العلاقة النضالية واستمرارية التنسيق والعمل المشترك مع الحزب الشيوعي العراقي، يمثل الاساس الوطيد لانجاح هذا التوجه.

ان العمل اليساري المشترك في كوردستان وتوسيعه جماهيرياً، تعبير عن الهوية الطبقية لحزبنا المعبر عن مصالح الطبقة العاملة والكادحين وشغيلة اليد والفكر والفلاحين والمهمشين، وبالأخص الفئات المهمشة من الشباب والنساء، ولابد أن نتعامل مع مفردات هذا النضال في سياق ايجاد أشكال مبدعة لتفعيل النشاط الجماهيري والنضال من أجل العدالة الاجتماعية والمساواتية.

ولا تستقيم هذه المهمة دون الالتفاتة الى وجهة توطيد منظمات الحزب وتفعيل نشاط أعضاءه في مجال منظمة البيشمركة القدامى والسجناء السياسيين وتوطيد الصلة مع عوائل الشهداء، وانتهاج سياسة الانفتاح والتفاعل والعمل ضمن نقابات العمال والمعلمين والمحامين ومنظمات المجتمع المدني والمنظمات النسوية، وبالشكل الذي يكون باستطاعتنا أن نطرح برنامجا بديلاً عن برامج القوى الليبرالية سواء في السلطة أوالمعارضة والقوى السلفية وأحزاب الاسلام السياسي. ويتطلب هذا الامر التأكيد على برنامجنا وكوننا حزباً للمعارضة الديمقراطية اليسارية العلمانية، وانعكاس هذا التوجه في خطابنا السياسي.

أيتها الرفيقات المناضلات ، ايها الرفاق المناضلين!

ان المحطة الأخيرة في حديثي لكم، تتعلق بانتخابات اقليم كوردستان والمزمع عقده عام 2023. ان هذه القضية تستوجب تفعيل منطماتنا الحزبية وتنشيط عمل أعضاء الحزب في الاتصال بالجماهير لايصال موقف حزبنا وخطابنا السياسي واعتبار العمل البرلماني شكلاً مهماً من أشكال النضال، واعتبار تواجدنا في السلطة التشريعية محطة نوعية لنضالنا السياسي في الدفاع عن مصالح الجماهير ومن خلال ربط النضال البرلماني بالأشكال الاخرى للنضال الجماهيري. ولا بد أن نهتم في هذا المجال بالتنسيق والعمل المشترك مع القوى والشخصيات اليسارية الكوردستانية والعمل المشترك مع الحزب الشيوعي العراقي في المناطق الكوردستانية الواقعة خارج اطار ادارة اقليم كوردستان حالياً في انتخابات مجلس النواب العراقي وانتخابات مجالس المحافظات في تلك المناطق. 

وتتكامل هذه الوجهة مع استمرارية نضالنا عبر نشر الفكر اليساري والدفاع عن الحريات الديمقراطية والحفاظ على هيبة كوردستان ونضالنا الوطني الكوردستاني الذي يتطلب التوافق والدمج  بين كافة أشكال النضال المدني الديمقراطي السلمي.

وأخيرا فأن من واجبنا أن نتعامل بشكل ايجابي مع المداخلات والاملاحظات المقدمة حول التقارير المعدة للكونفرنس، وأن نستفيد من مجمل الملاحظات والانتقادات التي أبداها رفيقاتنا ورفاقنا حول تلك التقارير، والعمل على اغناءها، وعبر تضمين تلك الملاحظات بما يوافق وينسجم مع مقررات المؤتمر السابع لحزبنا الشيوعي الكوردستاني.

لتتكلل أعمال الكونفرنس بالنجاح!

عاش حزبنا الشيوعي الكوردستاني أميناً على مصلحة الشعب، ومدافعاً عن حقوقه وحرياته الاساسية.

 ********************************************

في الذكرى العشرين للغزو الأمريكي والبريطاني للعراق.. دور المحافظين الجدد في السياسة الخارجية للولايات المتحدة

بقلم: يديا بنيامين ونيكولاس ديفيز*

ترجمة: رشيد غويلب

مرت في 19 اذار الذكرى العشرون لغزو الولايات المتحدة والمملكة المتحدة للعراق. هذا الحدث المحوري في التاريخ القصير للقرن الحادي والعشرين لا يلقي بثقله على المجتمع العراقي حتى يومنا هذا فقط، بل يلقي بظلاله على الأزمة الحالية في أوكرانيا ويجعل من المستحيل على معظم الناس في جنوب الكرة الأرضية رؤية الحرب في أوكرانيا بنفس منظار سياسيي الولايات المتحدة والغرب.

لقد كانت الولايات المتحدة قادرة على إقناع 49 دولة، بما في ذلك العديد من دول الجنوب، بالانضمام إلى تحالف غزو العراق، لكن بريطانيا وأستراليا والدنمارك وبولندا فقط، هي البلدان التي شاركت عسكريا في الغزو، لقد تعلم العديد من البلدان خلال السنوات العشرين الماضية من التدخلات الكارثية إلا أن ترتبط بإمبراطورية الولايات المتحدة المتعثرة.

اليوم، ترفض دول جنوب الكرة الأرضية بأغلبية ساحقة طلبات الولايات المتحدة إرسال أسلحة إلى أوكرانيا، وتحجم عن الامتثال للعقوبات الغربية ضد روسيا. وبدلاً من ذلك، تدعو هذه الدول بشكل عاجل إلى اعتماد الدبلوماسية لإنهاء الحرب قبل أن تتصاعد إلى صراع شامل بين روسيا والولايات المتحدة، وتهديد وجودي، ويتحول لحرب نووية عالمية.

كان المحافظون الجدد، مهندسو الغزو الأمريكي للعراق، ومؤسسو “مشروع قرن أمريكي جديد”، يعتقدون أن الولايات المتحدة يمكن أن تستخدم التفوق العسكري، الذي حققته في نهاية الحرب الباردة بلا منازع، لجعل أمريكا قوة عالمية تمتد إلى القرن الحادي والعشرين، وسيُبين غزو العراق للعالم “الهيمنة الشاملة” للولايات المتحدة وفق ما أدانه السناتور الامريكي الراحل إدوارد كينيدي باعتباره “دعوة للإمبريالية الأمريكية في القرن الحادي والعشرين لا يمكن أو لا ينبغي لأي دولة أخرى قبولها”.

كان كينيدي محقا، وكان المحافظون الجدد مخطئين. رغم أن العدوان العسكري الأمريكي نجح في الإطاحة بصدام حسين، إلا أنه فشل في إقامة نظام جديد مستقر، ولم يترك خلفه سوى الفوضى والموت والعنف. وهذا ينطبق أيضا على الحروب الأمريكية في أفغانستان وليبيا ودول أخرى.

بالنسبة لبقية العالم، أدى الصعود الاقتصادي السلمي للصين والجنوب العالمي إلى خلق مسار بديل للتنمية الاقتصادية، ليحل محل النموذج الاستعماري الجديد للولايات المتحدة. في حين أهدرت الولايات المتحدة ميزتها في أحادية القطب، من خلال إنفاق تريليونات الدولارات في العسكرة، والحروب غير الشرعية، فيما الدول الأخرى تبني بهدوء عالمًا متعدد الأقطاب وأكثر سلامًا.

ومن المفارقات، أن هناك دولة واحدة نجحت فيها استراتيجية المحافظين الجدد في “تغيير النظام”، وهم يتمسكون بقوة بالسلطة في الولايات المتحدة نفسها. وحتى في الوقت الذي يواجه فيه معظم العالم تداعيات العدوان الأمريكي، يشدد المحافظون الجدد قبضتهم على السياسة الخارجية للولايات المتحدة، ويصيبون ويسممون حكومات الديمقراطيين والجمهوريين برصاصهم السحري “الاستثنائي”.

يحاول السياسيون القريبون من الشركات ووسائل الإعلام، تبرئة المحافظين الجدد من الاستيلاء والهيمنة على السياسة الخارجية الامريكية، لكنهم موجودون في المستويات العليا في وزارة الخارجية الأمريكية، مجلس الأمن القومي، والبيت الأبيض، والكونغرس ومراكز البحوث الممولة من الشركات الأكثر نفوذاً.

المؤسس المشارك في مشروع القرن الأمريكي الجديد روبرت كاغان، هو زميل أقدم في معهد بروكينغز، وكان من الداعمين الرئيسيين لهيلاري كلينتون. عين الرئيس بايدن زوجة كاغان، فيكتوريا نولاند، مستشارة السياسة الخارجية السابقة لديك تشيني، وزيره دولة للشؤون السياسية، وهو رابع أعلى منصب في وزارة الخارجية. يأتي ذلك بعد أن لعبت نولاند دورًا أمريكيًا رائدًا في انقلاب 2014 في أوكرانيا، الذي أدى إلى تفكك البلاد، وعودة شبه جزيرة القرم إلى روسيا، وحرب أهلية في دونباس، خلفت ما لا يقل عن 14 ألف قتيل.

الرئيس الرسمي لنولاند، وزير الخارجية أنتوني بلينكين، كان رئيس موظفي الحزب الديمقراطي في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ في عام 2002. أثناء المناقشات حول الهجوم الأمريكي الوشيك على العراق. ساعد بلينكين رئيس اللجنة حينها، السناتور جو بايدن، في اخراج وإدارة جلسات الاستماع لضمان دعم اللجنة للحرب من خلال استبعاد أي شهود لا يدعموا خطة حرب المحافظين الجدد بشكل كامل.

ليس من الواضح من يمسك حقا بخيوط السياسة الخارجية في حكومة بايدن، في وقت تتجه في الولايات المتحدة نحو حرب عالمية ثالثة مع روسيا وتثير صراعًا مع الصين، كل ذلك يجري في وقت يجري فيه التنكر لتعهد حملة بايدن: “جعل الدبلوماسية الأداة الأساسية لنشاطنا العالمي “. يبدو أن نولاند لها تأثير في وضع سياسة الحرب الأمريكية (وأيضا في أوكرانيا) يتجاوز موقعها في السلم الوظيفي.

من الواضح، أن أجزاء كبيرة من العالم عرفت أكاذيب ونفاق السياسة الخارجية الأمريكية، وأن الولايات المتحدة تجني الآن ثمار أفعالها حيث ترفض بلدان جنوب العالم مواصلة الرقص على صفير “زمار هاملن” (لحن سحري في الاساطير القديمة – المترجم) الأمريكي.

في أيلول 2022، وخلال اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، دعا رؤساء دول وحكومات 66 دولة، يمثلون غالبية سكان العالم، إلى الدبلوماسية والسلام في أوكرانيا. ومع ذلك، يتجاهل القادة الغربيون مناشداتهم، مدعين احتكارهم الزعامة الأخلاقية التي فقدوها نهائيا في 19 اذار 2003، عندما مزقت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة ميثاق الأمم المتحدة وغزت العراق.

في حلقة نقاش حول “الدفاع عن ميثاق الأمم المتحدة والنظام الدولي المستند إلى القواعد” في مؤتمر ميونيخ للأمن الأخير، رفض ثلاثة من المشاركين، من البرازيل وكولومبيا وناميبيا - صراحة المطالبة الغربية بقطع العلاقات مع روسيا وبدلا من ذلك تحدثوا لصالح السلام في أوكرانيا.

دعا وزير الخارجية البرازيلي ماورو فييرا جميع الأطراف المتحاربة إلى “إيجاد إمكانية لحل. ولم يعد بإمكاننا الحديث عن الحرب فقط”. وقالت نائبة الرئيس الكولومبي فرانسيا ماركيز: “لا نريد أن نواصل مناقشة من سيكون المنتصر أو المهزوم في الحرب. كلنا مهزومون، وفي النهاية تخسر الإنسانية كل شيء”.

قدمت رئيسة وزراء ناميبيا، سارا كوغونغيلوا-أماديلا، تلخيصًا لآراء قادة الجنوب العالمي وشعوبهم: “نحن نركز على حل المشكلة، وليس على إلقاء اللوم”. “نحن ملتزمون بإيجاد حل سلمي لهذا الصراع بحيث يمكن للعالم بأسره وكل موارد العالم أن تركز على تحسين الظروف المعيشية للناس في جميع أنحاء العالم بدلاً من إنفاقها على اقتناء الأسلحة وقتل الناس، وإنتاج الروح العدوانية”.

إذن، كيف سيكون رد فعل المحافظين الجدد الأمريكيين وأتباعهم الأوروبيين تجاه هؤلاء القادة العقلاء للغاية، والشعبيين من جنوب الكرة الأرضية؟ في خطاب مخيف عدواني في مؤتمر ميونيخ، قال منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، بوريل، إن الغرب يمكنه “إعادة بناء الثقة والتعاون مع العديد من الناس فيما يسمى بالجنوب العالمي، من خلال “فضح هذه الرواية الزائفة مزدوجة المعايير”.

لكن ازدواجية المعايير بين ردود الفعل الغربية على الغزو الروسي لأوكرانيا وعقود من العدوان الغربي ليست رواية خاطئة. في مقالات سابقة، قمنا بتوثيق كيف ألقت الولايات المتحدة وحلفاؤها أكثر من 337 ألف قنبلة وصاروخ على دول أخرى في أعوام 2001 - 2020. بمعدل 46 يوميا، لمدة 20 عامًا.

إن سجل الولايات المتحدة يمكن مقارنته، أو يتجاوز بكثير، عدم شرعية ووحشية جرائم روسيا في أوكرانيا. ومع ذلك، لم تفرض ابدا عقوبات اقتصادية من المجتمع الدولي على الولايات المتحدة. ولم يتم إجبارها على دفع تعويضات حرب لضحاياهم. يزودون المعتدين بالسلاح وليس ضحايا العدوان في فلسطين واليمن وغيرهما. ولم يُتهم قادة الولايات المتحدة، بما فيهم بيل كلينتون وجورج دبليو بوش وديك تشيني وباراك أوباما ودونالد ترامب وجو بايدن، بارتكاب جريمة العدوان الدولي أو جرائم الحرب أو جرائم ضد الإنسانية.

ونحن نتذكر مرور 20 عاما على غزو العراق المدمر، يجب أن ننضم إلى قادة الجنوب العالمي وأغلبية جيراننا في جميع أنحاء العالم في الدعوة ليس فقط لمفاوضات سلام فورية لإنهاء الحرب الوحشية في أوكرانيا، بل للعمل من أجل بناء نظام دولي حقيقي قائم على قواعد تخضع فيه جميع الأمم، بما في ذلك أمتنا، لنفس القواعد، ونفس العواقب والعقوبات لانتهاكها تلك القواعد.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

*-الترجمة للنص الألماني المنشور في موقع “شيوعيون”. ميديا بنيامين (اسم الولادة سوزان بنيامين، 10 أيلول 1952) هي ناشطة سياسية أمريكية مرشحة حزب الخضر لعضوية مجلس الشيوخ في الولايات المتحدة، عن ولاية كاليفورنيا في عام 2000. نيكولاس ديفيز صحفي مستقل وباحث في منظمة “النساء من اجل السلام” الامريكية ومؤلف كتاب: الدماء في ايديكم / الغزو الأمريكي وتدمير العراق.

 **************************************************

الصفحة العاشرة

الاتفاقات الدولية حبر على ورق؟.. العراق ينضم إلى اتفاقية المعايير الدنيا للضمان الاجتماعي

بغداد – طريق الشعب

انضم العراق أخيرا وبعد مطالبات استمرت عقودا من السنين، إلى الاتفاقية 102 الخاصة بالمعايير الدنيا للضمان الاجتماعي، وهي خطوة عدّها نقابيون “مهمة” لتشديد الضغط على الجهات التشريعية، كي تأخذ بالتعديلات التي ترى النقابات العمالية انها تنسجم مع مصالح الطبقة العاملة.

توقيع الوزير

وذكرت وزارة العمل والشؤون الاجتماعية في بيان اطلعت عليه “طريق الشعب” أن “انضمام العراق إلى اتفاقية 102 جاء خلال لقاء وزير العمل أحمد الأسدي مع المدير العام لمنظمة العمل الدولية جيلبرت هونجبو، وذلك على هامش مشاركته باجتماعات مجلس إدارة منظمة العمل الدولية في العاصمة السويسرية جنيف”.

واشار البيان إلى أن “العراق هو ثاني دولة في المنطقة بعد الأردن تنضم للاتفاقية 102”، ولفت إلى أنه “خلال المراسيم البروتوكولية تم تسليم الصكوك الخاصة بالاتفاقيتين إلى المدير العام لمنظمة العمل الدولية”.

مكسب كبير

في السياق قال الاتحاد العام لنقابات عمال العراق في بيان اطلعت عليه “طريق الشعب إن” انضمام العراق إلى اتفاقية 102 يشكل مكسبا كبيرا لعمال بلادنا، فضلا عن كونه سندا دوليا مهما في إعداد مشروع قانون التقاعد والضمان الاجتماعي للعمال” موضحا أن “الحركة النقابية تطالب منذ عقود مجلس النواب بالموافقة على مقترحاتها أثناء المناقشات التي تجري حول مشروع قانون التقاعد والضمان الاجتماعي للعمال”، والخروج بصيغة قانون تلبي طموحهم.

ونبه إلى أن الحركة النقابية نادت وطالبت بإلحاح بتوقيع هذه الاتفاقية، وبإصدارها في قانون عراقي لضمان حقوق ومصالح عمالنا.

التزامات الحكومة

وقال الأمين العام للاتحاد العام لنقابات عمال العراق عدنان الصفار إن “اتفاقية 102 توفر أرضية قوية للحماية الاجتماعية للعمال في البلاد، وهي تلزم الحكومة باتخاذ مجموعة إجراءات عند تشريع قانون التقاعد والضمان الاجتماعي للعمال”.

 وافاد في تصريح لـ “طريق الشعب” أن “مقترح مشروع القانون الذي تمت قراءته في مجلس النواب، حُذف منه البعد الاجتماعي على الرغم من اعتراضات النقابات العمالية”، وتابع قائلا “ان انضمام العراق إلى اتفاقية 102 ألزم الجهات التشريعية بإعادة النظر في البعد الاجتماعي في قانون الضمان للعمال، وبضمنه العناية الطبية بالعمال، ورعاية الأمومة بالنسبة للعاملات، وشمول العمال بالضمان عند العجز وشمول الورثة حال الوفاة”.

واضاف الصفار ان “انضمام العراق إلى اتفاقية 102 ألزم الحكومة بان تكون شريكا أساسيا في تقديم الدعم إلى صندوق الضمان الاجتماعي، بعد أن تخلت في مشروع قانون التقاعد والضمان الاجتماعي عن تقديم أي شكل من أشكال الدعم للضمان الاجتماعي للعمال، وألقت بمسؤولية ذلك على الاستقطاعات المالية من العمال ومن أرباب العمل لا أكثر”.

وأكد أن “اتفاقية 102 هي مكسب للطبقة العاملة، طالما طالبت به النقابات العمالية”، ودعا الجهات التشريعية “إلى المضي بالمصادقة على اتفاقية 102 ونشرها في جريدة الوقائع الرسمية، لتكون قانونا نافذا يتم العمل بموجبه”.

العراق في المقدمة

ويعد العراق من الدول المتقدمة في المصادقة على اتفاقيات منظمة العمل الدولية، إلا أن أغلب تلك الاتفاقيات، شأن قانون العمل النافذ، يعاني من ضعف التنفيذ.

وتقول عضو الاتحاد الدولي للصناعات هاشمية السعداوي إن “انضمام العراق إلى اتفاقية 102 خطوة مهمة بالنسبة للطبقة العاملة في العراق، إلا أنها بحاجة إلى أدوات يقع توفيرها على عاتق السلطة التشريعية والسلطة التنفيذية ممثلة بوزارة العمل والشؤون الاجتماعية”.

وتلفت السعداوي الى انه “رغم مصادقة العراق على اتفاقية 87 الخاصة بالحريات النقابية وحماية حق التنظيم النقابي، إلا أنه لم يجر تطبيقها على أرض الواقع، في تجاهل للمطالب التي تناضل الحركة النقابية من أجل تنفيذها”.

غياب التنفيذ

واوضحت أن “أغلب الاتفاقيات الدولية المصادق عليها يعوزها دخول حيز التنفيذ عبر آليات عدة، منها رصد مخصصات مالية كافية، وتأهيل كوادر لتطبيق القوانين المحلية والاتفاقيات الدولية التي تتم المصادقة عليها من قبل وزارة العمل والشؤون الاجتماعية”.

وشددت السعداوي على أن “تنفيذ القوانين المحلية والاتفاقيات الدولية بحاجة إلى إرادة سياسية، وبعكس ذلك تبقى حبرا على ورق، فضلا عن ضرورة أن تقوم النقابات العمالية بدورها في مواصلة الضغط، والمطالبة بجعل تلك الاتفاقيات تشريعات نافذة معمولا به على ارض الواقع”.

 ***********************

انصفوا الطبقة العاملة بتنفيذ الاتفاقيات الدولية

نورس حسن

تثني منظمة العمل الدولية في تصريحاتها على إجراءات الحكومات العراقية المتعاقبة بالمصادقة على اغلب الاتفاقيات الدولية المعنية بحقوق الطبقة العاملة والداعمة لمطالبها، والتي بلغ عددها 68 اتفاقية، بينها الاتفاقيات الثماني الأساسية الخاصة بحرية العمل النقابي، وانظمت اليها أخيرا الاتفاقية 102 الخاصة بالحدود الدنيا للضمان الاجتماعي، بعد مطالبات نقابية استمرت سنين طويلة.

الا انه وعلى الرغم من الاشادة الدولية بما حققته الحكومات العراقية في هذا المجال، تعاني الطبقة العاملة ونقاباتها في العراق الامرين، جراء الانتهاكات الحكومية للاتفاقيات الدولية والتشريعات المحلية، والتي يرافقها ضعف في الرقابة، ويجري تبريرها خصوصا بقلة التخصيصات المالية.

  وعلى الرغم من مصادقة العراق عام 1951 على الاتفاقية رقم 100 الخاصة بمساواة العمال والعاملات في الأجر في حال تساوي قيمة العمل، يعاني عمال وعاملات القطاع الخاص من التمييز، حيث يحصلون على أجور عمل منخفضة لا تنسجم حتى مع الحد الأدنى للاجور، الذي تقره الحكومة.

كما ان النقابات العمالية المستقلة تعاني من التضييق على عملها ونشاطاتها من قبل الاجهزة الحكومية، بالإضافة الى حصر شرعية العمل بالاتحاد الحكومي. وهذا رغم ان السيد محمد شياع السوداني وقع على انضمام العراق الى الاتفاقية رقم 87 بشأن الحريات النقابية وحماية حق التنظيم النقابي، عندما كان وزيرا للعمل والشؤون الاجتماعية وكالة، فاصبحت الاتفاقية قانونا نافذا، لكنه يفتقر الى التنفيذ!

ان تطبيق الاتفاقيات الدولية والقوانين المحلية النافذة وتعديلها بما يخدم مصالح الطبقة العاملة، يحتاج أولا الى إرادة سياسية غايتها مصلحة البلاد دون أي تميز، فضلا عن ضرورة ان تأخذ النقابات العمالية دورها في توعية الطبقة العاملة بآليات المطالبة بحقوقها، التي اقرتها الاتفاقيات الدولية والقوانين المحلية.

وبعد هذا كله يبقى السؤال عن موقف منظمة العمل الدولية من انتهاكات السلطات الرسمية العراقية للاتفاقيات الدولية المشار اليها، مع ان العراق عضو في المنظمة الدولية منذ عام 1932؟

 *******************

رغم القمع الشديد.. النقابات العمالية في فرنسا تستأنف حملتها الاحتجاجية

متابعة – طريق الشعب

عاودت النقابات العمالية في فرنسا، أول أمس الثلاثاء تنظيم احتجاجاتها في عموم البلاد، بعد أن خيّمت أعمال العنف التي تعد الأسوأ على المسيرات الاحتجاجية الأسبوع الماضي.

وأفادت النقابات الفرنسية أنها تمكنت من تحشيد أكثر من 3 ملايين عامل في احتجاجات الايام السابقة، وأن الأيام المقبلة ستشهد مشاركة ما مجموعه 650 – 900 ألف عامل، بينهم 70- 100ألف عامل محتج في باريس.

وكانت الاحتجاجات المضادة لخطط الرئيس إيمانويل ماكرون، الرامية الى تأخير سن التقاعد عامين ليصبح 64 عاما، قد اتسمت بالسلمية إلى حد ما. إلا أن الغضب تصاعد منذ أن دفعت الحكومة في منتصف آذار الجاري بمشروع القانون عبر المادة الدستورية 49.3 دون تصويت البرلمان عليه، وأشارت استطلاعات للرأي إلى أن الأمور ساءت بعد لقطات أظهرت عنف الشرطة.

في السياق، حذر وزير الداخلية الفرنسي الإثنين من “مخاطر حقيقية للغاية” من أن يندلع المزيد من العنف في العاصمة وخارجها، منوها إلى ان نحو 13 ألفا من أفراد الشرطة سينشرون أثناء المسيرات، وسيكون أقل من نصفهم في باريس”.

هذا وتمكنت الحركة الاحتجاجية للعمال حتى الآن من “غلق سبعة مصاف للتكرير، وان هناك مساعي لتصعيد الضغط عبر تعطيل خدمات القطارات والرحلات الجوية، إضافة إلى اغلاق موانئ الغاز الطبيعي المسال وبعض المدارس” بحسب النقابات العمالية.

 **************************

إضراب عمال الزيوت النباتية في فيلم «الإضراب.. تحد كبير»

بغداد- طريق الشعب

عرض أخيرا في قاعة جمعية الثقافة للجميع بالكرادة داخل، فيلم “الإضراب.. تحد كبير”، من إعداد القاص خالد الوادي وإنتاج الجمعية، ومن إخراج طالب محمود السيد

وفي اعقاب العرض عقدت ندوة أدارها الشاعر جاسم العلي، الذي لخص فكرة الفيلم، وقال إن “الدافع الذاتي يحث على تسجيل موقف وطني، عملي، وميداني، يفند التنظيرات السياسية المستهلكة”. وأضاف يقول: “كنا أثناء مشاهدة الفيلم أمام وثائق حية، حيث تحدث أبطال الفيلم عن الواقع الذي عاشوه أثناء إضراب العمال”.

من جانبه أفاد د. عبد جاسم الساعدي، وهو أحد قادة الاضراب في 5 تشرين الثاني 1967 أن” ما شاهدناه هو جزء من نضال هذه الطبقة لاستيفاء حقوقها المشروعة” وأن الفيلم أعاده إلى وقائع خاضها قبل ستين عاماً.

وفي السياق ذكر مخرج الفيلم طالب محمود السيد أن “الفيلم أنجز بوثائق حيّة، وقد كابد عناء التجربة ميدانياً كل من هاشم جودة وأبو عدنان ورشيد إسماعيل و د. عبد جاسم الساعدي، ود. عبد الله العتابي”، لافتا إلى أن انتاج الفيلم استغرق أربعة أشهر.

بدوره اشار معد الفيلم خالد الوادي الى “أربعة أشهر من التنقيب في الذاكرة العراقية من أجل الحصول على صورة او فيلم او وثيقة” مضيفا انه اشتغل فيلم “الإضراب.. تحد كبير” بحب “استجابة .. لإيماني بنضال الحركة العمالية”.

 *************************

في رمضان عمال البناء يفضلون العمل بعد الإفطار

بغداد – طريق الشعب

يفضل عمال البناء خلال أيام شهر رمضان العمل، بالتنسيق مع أصحاب العمل، بعد الإفطار، نظرا لطبيعة عملهم الذي يتطلب جهدا بدنيا كبيرا في ظل ارتفاع درجات الحرارة خلال النهار. غير ان البعض من سكان البيوت المجاورة اشتكوا من ضوضاء العمل.

ويقول معتز الطائي وهو عامل بناء خلفة لـ”طريق الشعب” إن “عمل عمال البناء في الغالب خلال شهر رمضان يكون أقل مما هو عليه في الأيام الأخرى من العام، وحال توفره يفضل عمال البناء العمل خلال ساعات بعد الإفطار وطول الليل ولذلك بسبب الصيام، فضلا عن أن المهنة بحد ذاتها بحاجة إلى جهد بدني كبير”، مضيفا “ان ساعات العمل الليلية لا تؤثر على كمية الإنجاز، ففي شهر رمضان يبدأ عملنا بعد الافطار بساعة تقريبا لحين طلوع الفجر، ونكون قد انجزنا نحو ما ننجزه نهارا في الأيام العادية”.

وعلى الرغم ما تسببه مهنة البناء من إزعاج إلى سكان المنطقة إلا أن خلفة البناء يذكر أن اصحاب المنازل وجيرانهم يبدون تعاونا كبيرا مع عمال البناء خلال شهر رمضان بل ويحرصون على تقديم مختلف أنواع الأطباق التي تفننت سيدات منازلهم بأعدادها.

بدوره، يقول عامل البناء هاشم مجيد لـ “طريق الشعب” إن “ساعات الجلوس مع العائلة أيام شهر رمضان بعد الإفطار لا تعوض إلا أن فرص عمل عمال البناء محدودة، لذلك من الصعب تأجيل العمل أو رفضه”.

ويتابع “في بعض الأحيان عندما نعمل في المناطق الشعبية نشعر بالحرج من المواطنين، خاصة وأن طبيعة عملنا تسبب ضوضاء وتكون مصدر ازعاج لهم، إلا أننا لمسنا التفهم من الكثير من العوائل لعمل عمال البناء خاصة في أيام ارتفاع درجات الحرارة”.

من جهته، يرى العامل رشيد الجوراني وهو يتحدث لـ “طريق الشعب” قائلا: إن “التكاسل عن العمل في شهر رمضان إجراء ليس بمصلحة عمال البناء الذين في العادة يتنافسون فيما بينهم لإقناع صاحب العمل باستلام العمل وإنجازه”.

ويلفت الجوراني إلى أنهم خلال السنوات الأخيرة باتوا يعانون من تحديات مختلفة ضمنها “وجود العمالة الأجنبية التي أثرت سلبا على اليد العاملة المحلية، كما أن شركات المقاولات هي الأخرى تمارس استغلالا كبيرا لعمال البناء في عقود العمل”.

وعن انطباع المواطنين من عمل عمال البناء في ساعات متأخرة من الليل يذكر المواطن أشرف محسن الذي يسكن منطقة الزعفرانية لـ”طريق الشعب” أن “عمل عمال البناء في ساعات متأخرة من اليوم قد يسبب الازعاج إلى العوائل التي لديهم مرضى وكبار في السن، بسبب الضوضاء الناتجة عن طبيعة العمل”.

لكنه يعود ويبدي تعاطفه قائلا: “في الوقت ذاته أن عمال البناء مواطنون أصحاب عوائل وهم بأشد الحاجة إلى العمل، وأن أغلب العوائل يفضلون السهر في أيام شهر رمضان، ولذلك فإن التعاون مع عمال البناء وتقديم المساعدة لهم لا يلحق الضرر بعوائل المنازل القريبة من مكان العمل”.

ويفيد كما ان “شباب المنطقة بدأوا يشكلون تجمعات والجلوس بالقرب من عمل عمال البناء وهم يشاركونهم الحديث بمختلف المواضيع، الأمر الذي خلق نوعا من أجواء المرح والتعاون والتعايش مع ضوضاء العمل التي تلاشت مع مزاح شباب المنطقة”.

 ****************************************************

الصفحة الحادية عشر

جديد مجلة «الاديب الثقافية»

صدر العدد الجديد من مجلة “الاديب الثقافية” التي يرأسها الناقد عباس عبد جاسم الذي كتب دراسة بعنوان: “إشكاليات الانتلجنسيا” وكتب د. قيس عمر “الأرشيف السري للجسد”.. وفي الملف عن منجز د. فاضل عبود التميمي في النقد العربي القديم، وترجمت الشاعرة دنيا ميخائيل اربع قصائد للشاعرة الامريكية كيتي هارتسوك.

من كتاب العدد: جاسم عاصي، صادق الطريحي، حنون مجيد، طالب عبد العزيز، حسين الهاشمي، رويدا إبراهيم، حسب الله يحيى. في العدد كذلك لوحات للفنان التشكيلي صبيح كلش، وقد تناولها نقدياً الفنان الناقد د. جواد الزيدي.

واختتم العدد بالكتابة عن قضية ملتبسة مثيرة بعنوان “الشعر ام القريض” قدمها الشاعر فيصل جاسم.

 ************************

الثنائيات الضدّية في شعر يحيى السماوي.. وبعثتُ نهري من رميم جفافه.. فاخضرّ جُرفُه (2- 2)

ليث الصندوق

المظهر الثالث:

وتهيمن عليه الصفة العاطفية من خلال الثنائية الضدية (النشوة/ الحزن) بالرغم من الفارق السطحي ما بين العاطفتين. ومع هذا المظهر سنعود إلى بداية هذه القراءة، وإلى هذه الإشارة التي يدخلها الشاعر في قصيدته، والتي تكشف عن حالة من التماهي ما بين شخصيتي المتكلم والمخاطب بما يحول القصيدة إلى مونولوج داخلي للأنا المتشظية، أو الذات الباحثة في أعماقها عن آخر َ تحاوره، وتفرض هيمنتها عليه. إذ أن الطرف الثاني من هذه الثنائية يحيل إلى الهوية المكانية للشاعر معبراً عنها ب (الحزن الفراتي)، وهي هوية راسخة في قصائد الشاعر أو في مداخلاته ونصوصه الموازية. وفي حين جاء الإستهلال بأداة نداء مخصوصة لمنادى بعيد (أيها) أدنت بقية القصيدة المنادى بضع خطوات ليكون أقرب إلى صوت القصيدة من خلال ضمير المخاطب القريب (أنتَ). هذه المسافة مكّنت الشاعر وهو يستعرض جردة حسابه من تقديم ثنائيات قد تبدو في ظاهرها من أصول بعيدة عن الترابط من حيث المعنى السطحي، لكنها في عمقها الدلالي تُنشيء أضداداً كفيلة ببناء ثنائيات ذات مغزى عميق كما في:

- (الصحراء/ الزورق) في (أنت لا يمكن أن تجتاز صحراء بزورق) وهذا السطر الشعري يتناص مع بيت في الزهد لأبي العتاهية (5) نُسب خطاً لأبي نواس (6):

ترجو النجاة ولم تسلك مسالكها    إنّ السفينة لا تجري على اليبس

- (البحر/ العكّاز) في (وتجوز البحر بالعكّاز) حيث تحيل أداة العطف (ألواو) التي تتقدم الفعل إلى عبارة (أنتَ لا يمكن أن...) في السطر السابق.

- (ثقيل الصخر/ طوق نجاة) في (فاتخذ غير ثقيل الصخر طوقاً لنجاة)

- (الصخر/ الموج) في (كلّ صخر يتحدى الموجَ يغرق) وهذه الثنائية يمكن أن تتفرّع منها ثنائية أخرى، ففي مقابل الفعل (يغرق) يمكن أن يكون فعل الضد المفترض (يطفو) قريناً نوعياً ملازماً ل (ألصخر) لتكون الثنائية الأخرى المقابلة ثنائية فعلية طرفيها هما فعلي (يطفو/ يغرق).

تلك النماذج محاولات لفتح الحدود النمطية للدلالات أو بالأحرى لتهشيمها من أجل تقبّل معاني أعمق وأشمل من الصيغ الموروثة بما يمكنها من التداخل مع بعضها في ثنائيات مبتكرة تُفارق الثنائيات القاعدية المتواترة عرفياً تقوم على علاقات تلازمية افتراضية تبنيها الأنساق النصية الداخلية من خلال إعادة تركيب العناصر المرجعية الخارجية. وبنفس الآلية التهشيمية للثنائيات القاعدية لا نعدم أن نجد ثنائيات متناغمة أو مصاحبات أو متلازمات لفظية هي بدورها تتموضع خارج محددات الدلالات القاموسية مثل (ماء سراب/ قطرة في دورق) في:

(كلّ ما في الكون من ماء سراب

لن يساوي قطرة في قعر دورق)

ولو اطّرحنا الضدية المجتزأة بالمفهوم الذي وقفنا على صور منه من خلال تفكيك النص إلى وحداته الصغرى، والتفتنا إلى القصيدة ككتلة متحققة في منظومة خطابية متراصة واحدة، لتمكنا عندئذ من تشخيص نمط من التضاد ما بين اتجاهين حركيين لشخصيتي المتكلم والمخاطب، على افتراض أنهما شخصيتين منفصلتين ضمن منظومة حوارية ناقصة (من طرف واحد)، فالإتجاه الأول يمضي باتجاه الأمام يمثله المخاطب، بينما يمثل المتكلم الإتجاه الضد بحركة إلى الوراء، أو في تقدير آخر الوقوف في المكان. ويمكن تفكيك هاتين الحركتين المتضادتين:

- فالطرف الأول يمثله الفعل (يجتاز) وهو افتراض ضمني أملاه تأويل نهيه أو إيقافه من قبل الطرف الثاني عن محاولة الإجتياز بقطع عدم الإمكانية (لا يمكن أن تجتاز) في (أنت لا يمكن أن تجتاز صحراءَ بزورق)

- والطرف الأول تمثله جملة (يجوز البحر)، وهو كسابقه افتراض ضمني أملاه تأويل نهيه من قبل الطرف الثاني مضمناً معنى المنع أو الإيقاف أو النهي عبر أداة العطف (الواو) التي تحيل إلى ما سبق من عدم الإمكانية، وقد سبقت الإشارة إلى ذلك في (... وتجوز البحرَ بالعُكّاز).

- والطرف الثاني يقدم للأول حلاً لاختيار غير دمع الندم، وهذا يعني ضمناً أن الطرف الأول قد وضع في حسبانه سلوك الخيار الضد، أي اختيار دمع الندم (فاخترْ غيرَ دمع الندم المُرّ على ثوب تمزّق).

- والطرف الثاني يبسط أمام الأول تبعات تحدي الموج، مما يعني ضمناً أن الطرف الأول كان قد اختار سلوك هذا الخيار إن لم يسلكه بالفعل (كلّ صخر يتحدى الموج يغرق).

وهكذا يمكن الاسترسال في تقصي واستخلاص الثنائيات الضدية من نص يحاول إخفاءها.

وكما في القصيدة السابقة لا تقتصر المعاني الضدية في قصيدة (كلنا تشرين) على الثنائيات النمطية مثل (النور/ الظلمة) أو (اليقظة/ السبات) بل يجتمع الطرفان النمطيان ومن ثمّ ينفتحان على ظلال معانيهما من خلال ما يرسمانه من الصور الشعرية كما في:

(وشاهروا النور على الظلمة

والورد على الرصاصة العمياء والسكين)

إذ أن المعنى المرتبط بمفردة الورد يمكن أن يتجاوز دلالته المعجمية إلى دلالته الرمزية في ضوء اقترانه بالرصاصة العمياء والسكين، كما أن هذا الإقتران يؤهله من جهة أخرى لكي يتموضع بموضع الضد مع كل واحدة منهما أي: (الورد/ الرصاصة العمياء) و (الورد/ ألسكين). وكما للطرف الأول فإن للطرفين الثانيين من كلا الثنائيتين معنى يتجاوز المعنى القاموسي إلى دلالتيهما الرمزيتين، وهما دلالتان واسعتان تُغطيان أفقاً واسعاً من معاني القسوة والسلب.

من جهة أخرى تنفتح الثنائيتان من طرفيهما لتستوعب أفق القصيدة بكامله، فالدلالات المفتوحة للنور تستوعب الإفتتاحية الخماسية للمفردات المتناغمة مع بعضها (ألنهر/ النخيل/ الصخر/ الندى/ ألطين) والتي قد توهم باستقلال بنيتها التركيبية وتكاملها الإيقاعي عن الثنائية الضدية، بالرغم من أداة العطف (ألواو). ولكن هذا الإيهام لا يصمد أمام هيمنة الطرف الأول من الثنائية، أي (النور) الذي استوعب تلك الإفتتاحية، وأدخلها ضمن المعنى الخفي لمعجمه المفتوح، بينما يتسع الطرف الثاني المزدوج من الثنائية الضدية، أي (الرصاصة العمياء والسكين) ليستوعب دلالات ما سيتلوه، أي (موقظو الأمان). وقد تشهد القراءة بعض الإنقطاعات المخادعة لامتدادات هذه الثنائية، لكنها انقطاعات تمهّد للبحث عن وسائل اتصال صورية تمدّ أواصر مع الخطوط المقطوعة للثنائية الضدية. وهذا الإتصال قد يأتي من مجال دلالي آخر ليست له علاقة مباشرة بطرفي الثنائية، بيد أن له ثمة آصرة إيحائية معهما، إذ سيتراصف الظبي والغزال مع الطرف الأول، في حين يتراصف الذئب والتنين مع الطرف الثاني، ولسنا بحاجة لتفصيل الفارق ما بين المجموعتين الحيوانيتين، وما يعكسه ذلك الفارق من دلالات.

وتقف عبارة (جميعنا تشرين) المكررة كعارضة مفصلية تتوقف عندها احتمالات التوسع الدلالي للطرف الأول من الثنائية، بينما تخصص المسافة التي ستعقبها بالكامل لاستيعاب توسعات الطرف الثاني السلبي ممثلاً بالنفايات والمحاصصين، وتلكما الصفتان المباشرتان والتقريريتان بكل محمولاتها النثرية هما صفتان لمجموعة واحدة تعاني الفصام ما بين الوعد والفعل:

(جميعهم عرقوبُ في الوعد

وفي أفعالهم إبرهة اللعين)

والشاعر في هذا الفصم الحدّي لجأ إلى نمطين من الثنائيات:

ألنمط الأول:

يمكن وصفه بالثنائية المتناغمة، ويمثل طرفيها كل من الشخصيتين التاريخيتين الرمزيتين عرقوب وإبرهة، فالشخصيتان متناغمتان ومتشابهتان في سلبيتيهما بالرغم من اختلافهما في طبيعته، فسلبية الطرف الأول في إخلافه الوعو، بينما سلبية الثاني في عدوانيته، وبغض النظر عن ذلك فالطرفان يتكاملان مع بعضهما في السوء والسلبية.

ألنمط الثاني:

تمثله الثنائية الضدية ما بين (الوعد/ الفعل) أو بمعنى آخر (الوعد/ إخلاف الوعد) وقد جاء المقبوس السابق لتوضيح هذه الثنائية.

هذا، وقد تكررت عبارة (جميعنا تشرين) ثلاث مرات، وفي كل مرة كانت تمهّد لدفع الثنائيات في اتجاه تتوخى من ورائه تحقيق هدف محدد يتباين مع كل تكرار عن التكرارين الآخرين:

- ففي االتكرار الأول مهدت العبارة لطرح ثنائية (النور/ الظلمة) وما تنطوي عليه من مدلولات مفتوحة ومفارقة.

- وفي التكرار الثاني اختصت العبارة بالطرف الثاني السلبي من الثنائية الضدية، وقد فصلنا فيما سبق في تمظهرات هذين التكرارين.

- أما التكرار الثالث والأخير الذي مهد للختام، فقد عادت العبارة لتشكل الثنائية الضدية، ولكن بصيغة إيحائية خصت بها البلد الأمين (أي الطرف الأول من الثنائية) بينما ألمحت من خلال الإرادة:

(نريد أن يعود وادي الرافدين

البلد الأمين)

أقول ألمحت من خلال الإرادة باستعادته كونه ما زال بعرف القصيدة مسلوباً، ومن الطبيعي أن هذا التلميح بالاستلاب يطرح السؤال الضمني عن الجهة التي تستلبه، وهنا تحيلنا العبارة من خلال هذا الإيحاء إلى الطرف الضمني السلبي الثاني من الثنائية الضدية. مع ملاحظة أن الشاعر عمد إلى الإشارة لوطنه بصيغتين، ألأولى (بعدية) وقد أشار إليها بملفوظها الجغرافي (وادي الرافدين)، وهي الصيغة التي صار إليها الوطن بعد تحكّم من وصفهم ب (ألنفايات والمحاصصين) في مقدراته، حيث جُرّد الوطن من خزين إرثه الروحي، ولم يعد سوى وادياً لرافدين على الخارطة الجغرافيه. أما الصيغة الثانية، فهي (قبلية) وقد أشار إليها الشاعر بتسميتها التاريخية (البلد الأمين) وقرنها بإرادة العودة كما سبقت الإشارة، وهي إرادة استعادة الحضارة والوطن والتاريخ معاً.

(1) ألجملة الإسمية – د. علي أبو المكارم – مؤسسة المختار للنشر والتوزيع – ألقاهرة – ألطبعة الأولى – 2007 – ص/ 49

(2) بنية الثنائيات الضدية وصيغها في نصوص تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها – دراسة لسانية تحليلية – د. بدر بن علي العبد القادر – مجلة كلية التربية – جامعة عين شمس – العدد السادس والعشرون (الجزء الرابع – 2020 – ص/ 67

(3) ألبديع في البديع في نقد الشعر – أسامة بن مرشد بن علي بن منقذ حققه وقدم له عبد آ. علي مهنا – دار الكتب العلمية – بيروت – 1987 – ص/ 63

(4) نفسه – ص/ 78

(5) ديوان أبي العتاهية – دار بيروت للطباعة والنشر – 1986 – ص/ 230

(6) ديوان أبي نواس – وضعه ورتبه وشرح ألفاظه محمود كامل فريد – المكتبة التجارية – القاهرة 1945 – ص/ 231

 *************************

قصتان قصيرتان

كامل الدلفي

  • العمى المبطن

ملأوا الغرفة عن آخرها وهم يصطفون حول سريري، ربما فات وقت على وقفتهم من دون أن أنتبه لهم فنمت أطول مما ينبغي. لست معتادا على أن يقف أحد فوق رأسي وأنا نائم. كيف لي أن أنتبه ولم يصدر عنهم أي صوت أو حركة؟ تبينوا لي أنهم من دون أقدام حين نظرت إليهم، كيف جاءوا ؟ ربما طووا أجنحتهم حين دخلوا من باب الغرفة. مَن هؤلاء وماذا يريدون مني؟ هل حقا أن معالمهم التي تبينتها هي بالأشخاص انفسهم الذين توقعت مجيئهم إلي: (أبو ذر، بهلول، المعري، قرة العين، روزبة، لاوتسة و سواهم..) ؟ إذن ومن باب الأدب لا ينبغي أن أظل ممداً على السرير وهم واقفون. نهضت ُبانحناء ووقفت إلى جانبهم فلم ينتبهوا لي، وظلوا مستمرين في صمتهم حول سريري من دون أن يعيروا بالاً لوقوفي بينهم، ما تفسير مثل هذا؟  أكاد أحصر التفسير في واحد من احتمالين: فأما أنهم يرون ما لا أرى، أو لم أكن في دائرة تفكيرهم أصلاً. هنا تعقد الموقف بيني وبين نفسي، فهل أن ما حدث حدث فعلاً أم أنه تخييل فحسب من عقل شتّ عن سويته؟ عندئذ كيف أرمم العلاقة بين عقلي وظني، هل أبدأ من الصفر من جديد مثل كلّ مرة، أم أعلن عن عدم تصديقي لكل ما أراه، فهو وهم ملأني بغتة عن آخري.

  • فاتورة الضحك

دخل إلى مبنى الضرائب العامة من مدخل الاستعلامات فقال لهم :

- طُلب مني أن اراجعكم بصدد راتبي الذي أُوقف منذ شهرين..

- ‏اشار موظف الاستعلامات بأصبعه إلى جهة اليمين حيث التسلسل الطويل للمراجعين على شباك للحسابات. اقترب من الواقفين وقرأ يافطة مقابلة لهم كُتب عليها: المستمسكات اللازمة للمراجعة

اطمأن كثيرا لأنه لم يبرح منزله حتى جلب معه ما هو مطلوب من تلك الأوراق.. و بعد ساعتين من الوقوف في دور الانتظار وصل إلى الشباك، فمدّ أوراقه واستلمها الموظف، بعد لحظات

سلمه الفايل وقال له إلى السيد مدير الحسابات في الغرفة المجاورة.. دخل غرفة المدير انحنى بتحية اجلال وتواضع، ووضع الفايل بهدوء على منضدة المدير ثم تراجع خطوتين إلى وراء.

قرأ المدير الكشف المرفق مع المستمسكات وقال:

- ‏ راتبك تعطل عن الصرف بسبب الضرائب المترتبة عليك في الشهرين الفائتين، فهل توافق على أن تتحمل فاتورة الضريبة لوحدك لأن العداد يشير إلى شريكة معك، ام نستدعي تلك الشريكة إلى هنا للتحاسب الضريبي ..؟

 ‏- لا بأس انا ادفع المبلغ كاملا..

 ‏- و ينبغي ايضا أن تدفع غرامة تجاوز على معدل حصتكم الشهرية المقررة.

 - لا بأس ادفع.. ‏مدّ مدير الحسابات أمامه سجل التعهدات وقال ابصم فوق محل أسمك.. بصم كما طلب منه و لما لاحت بصمة إبهامه بلونها البنفسجي اغتم كثيرا فإن لهذا اللون تداعيات في داخله تثير مرارات عن الخيبة و الخداع. فاستلم فايل المعاملة و قرأ تأشيرة السيد المدير بالحبر الاخضر (المحاسب لإجراء اللازم) :

  سلم الفايل الى المحاسب وانتظر إلى أن ينادوا باسمه .تدافعت أثناء تلك الدقائق في رأسه افكار عن حساباته الشخصية فقد فكر بأن يسدد فاتورة الكهرباء الوطنية فهي مكتنزة بديون سابقة، كما أنه لا يحتمل لجاجة صاحب المولد فينبغي أن يخلص من هذا الهم ويدفع أجرة الخمس امبيرات.. و فكر أن يعرج على الصيدلية لشراء وجبة الأدوية التي تخص الأمراض المزمنة له ولزوجته.. وقبل أن يتخيل حجم سمكة الگطان التي اتفق مع اهل بيته أن يجلبها ويعملها وليمة ثواب لروح أبيه في ذكراه السنوية،قطع صوت المحاسب سلسلة الاحلام البسيطة وهو ينادي باسمه : انظر يا جناب الموظف الكريم، أنه بعد تدقيق الضرائب الشهرية المترتبة عليك فقد بلغت قيمتها ما يستنفذ راتبك لشهري حزيران وتموز الماضيين..

فتفضل هذا هو وصل المحاسبة مع كشف ضريبي مبين فيه تفاصيل ووحدات الضريبة واحدة واحدة وحسب التوقيتات.

- ‏فصرخ بوجه المحاسب : صحيح انا بعت بيتي الطابو واشتريت بيتا في الزراعي لكني تحاسبت ضريبيا حول ذلك وإلا كيف سمحو للمعاملة أن تكتمل في دائرة الطابو ؟

- ‏هي ليست ضريبة على بيع الدار.

- ‏ لكن! ماهي هذه الضريبة التي تأكل راتبي عن ٱخره..؟

- ‏ أنها ضريبة الضحك..

- لكنّا ضحكنا من أجل توازن الالم في نفوسنا، حتى إنا ضحكنا بافراط..

- ‏ لا شيء مجانا..

 ********************************

الصفحة الثانية عشر

حفل بيوم الأرض الفلسطيني على حديقة مقر الشيوعي

بغداد – طريق الشعب

تقيم فصائل العمل الوطني الفلسطيني في العراق والحزب الشيوعي العراقي، هذا اليوم الخميس في بغداد، حفلا خطابيا – فنيا في مناسبة يوم الأرض الفلسطيني 30 آذار.

يبدأ الحفل عند الساعة الثامنة مساء على حديقة مقر الحزب الشيوعي في ساحة الأندلس ببغداد.

والدعوة عامّة.

 *****************************

في «بيتنا الثقافي»..  القانون الانتخابي: التحديات والإيجابيات

بغداد – طريق الشعب

يضيف منتدى “بيتنا الثقافي” في بغداد، بعد غد السبت، الباحث في الشأن الانتخابي دريد توفيق، ليقدم محاضرة بعنوان “القانون الانتخابي: التحديات والإيجابيات”.

تبدأ المحاضرة عند الساعة الحادية عشرة صباحا على قاعة المنتدى في ساحة الأندلس.

والدعوة عامة.

 **********************

اتحاد الأدباء يعلن  نتائج مسابقة أدب الشباب

متابعة – طريق الشعب

أعلن الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق، أخيرا، نتائج مسابقة أدب الشباب 2023، التي نظمها هذا العام تحت اسم الشاعر الشاب الراحل أكرم الأمير.

وشملت المسابقة أربعة حقول، هي: الشعر، القصة القصيرة، الرواية والمسرح. وقد فاز بجائزة حقل الشعر كل من حسين هليل ومحمد حسين جبري وعبد الله النائلي. أما جائزة القصة القصيرة فقد ذهبت إلى خلف حسين ومهند عباس ومصطفى أحمد.

وفاز بجائزة الرواية كل من أمين رأفت وخالد مهيدي. فيما أحرز جائزة المسرح كل من مرتضى عودة وحيدر حسين وسحاب رزاق.

وكان الاتحاد قد استقبل عدداً كبيراً من المشاركات في الحقول المعلن عنها. وبعد الانتهاء من فرز النصوص، أوكلت مهمة الفحص لأدباء ونقّاد اختصاصيين.

وعن المسابقة، قال أمين الشؤون الثقافية في الاتحاد، الشاعر منذر عبد الحر، أن الاتحاد اعتاد في كل عام أن يقدم باقة جديدة من الأدباء الشاب المبدعين في حقول الأدب المتنوعة “إذ يعلن عن مسابقة مفتوحة يستقبل فيها نتاجات المبدعين من فئة عمرية محددة”، موضحا في بيان صحفي أن “الفائزين خصصت لهم جوائز تتضمن طباعة أعمالهم الفائزة في المسابقة، فضلا عن تكريم معنوي وجائزة نقدية”.

وأشار عبد الحر إلى أن الجوائز ستقدم في حفل كبير يقيمه الاتحاد في مناسبة ذكرى تأسيسه، وذلك يوم 7 أيار المقبل.

 **************************

في لاهاي.. الشيوعيون العراقيون يستذكرون الأديب والمناضل جاسم المطير

لاهاي - مجيد إبراهيم خليل

عقدت منظمة الحزب الشيوعي العراقي في هولندا وبلجيكا، السبت الماضي، جلسة استذكار للأديب والمناضل الراحل جاسم المطير، تحدث فيها كل من د. ذياب فهد الطائي والروائي كريم كطافة. 

حضر الجلسة التي التأمت على قاعة النادي الثقافي المندائي في لاهاي بهولندا، جمع من رفاق الفقيد وأصدقائه ومحبيه.

في بداية الجلسة حيّا مديرها الحاضرين ونوّه بوفائهم لرفيقهم المطير، الذي يعد رمزا من رموز الثقافة الوطنية العراقية، والذي غيبه الموت يوم 22 كانون الثاني الماضي. ثم طلب منهم الوقوف دقيقة صمت إكراما له.  

بعد ذلك تحدث د. الطائي عن أبرز إنجازات المطير الإبداعية المتنوعة في الاقتصاد والرواية والنقد، مشيرا إلى أنه تعرف إليه عام 1958 في البصرة، حينما رشح الفقيد لقيادة الحركة الطلابية في المحافظة.

وتطرق المتحدث إلى عمل المطير في الصحافة العراقية والعربية. كما ألقى الضوء على مساهماته في المسرح بتأليفه 6 مسرحيات. فيما استذكر صفات الفقيد وسماته من حيث تواضعه ودماثة خلقه وقدرته على الحوار الهادف البناء، معتبرا إياه نموذجا للمثقف العضوي.

أما الروائي كطافة، فقد اعتبر الفقيد نموذجا للمثقف الشامل، ورائدا في مجال الصحافة، مبينا أنه طور نفسه بجهوده الذاتية وبشيوعيته.

وتوقف كطافة عند كتاب الفقيد “نقرة السلمان” باعتباره وثيقة سياسية، قدمت بانوراما عن هذا السجن الذي أودع فيه الكثير من المناضلين، لافتا إلى أن جمعية السجناء السياسيين اعترفت بهذا الكتاب واعتمدته كوثيقة رسمية تتضمن أسماء صريحة.

وأدبيا، اعتبر كطافة أن هذا الكتاب يميل للسرد الروائي، رغم كونه أقرب ما يكون سيرة، مؤكدا أن المطير هادئ وطيب المعشر، وله قدرة على إقناع الغير بأفكاره وآرائه.

هذا وساهم العديد من الحاضرين في تقديم مداخلات وشهادات بحق الفقيد المطير، وفي سرد ذكرياتهم معه وبعض المواقف التي جمعتهم به.

 ******************

شعارات عيد الحزب في شوارع المثنى

السماوة – ناصر السماوي

شكلت اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في المثنى، الأيام الماضية، فرقا إعلامية جوالة قامت برفع مختارات من الشعارات الصادرة عن الحزب في عيده الـ 89، في عديد من الشوارع العامة بمركز المحافظة وبعض الأقضية والقصبات التابعة لها.

ورفعت الفرق الشعارات في الكورنيش وتقاطع السينما والقشلة وتقاطع الغربي في مدينة السماوة، وفي مراكز أقضية الخضر والرميثة والوركاء.

الإصرار المبهم على تدمير شارع الرشيد

أعاد انهيار مسرح “ماجستك الهلال” في منطقة الميدان، الذي يعود تاريخه إلى العام 1918، خراب شارع الرشيد المهول إلى الأذهان، وما زال المئات، بل الآلاف من رواد الشارع العريق الذي يمثل خاصرة بغداد وشريانها النابض بالحركة والعراقة والتاريخ والإرث الثقافي، حائرين وهم يبحثون عن السبب الحقيقي الذي يدفع سلطات ما بعد الاحتلال لتجاهل الشارع والإصرار على عدم اعماره، على الرغم مما يحمله من أهمية فائقة، لا تشكل بعدًا معماريًا جماليًا وحسب، بل تتعداه إلى البعد السيادي والرمزية الوطنية.

لقد تحدثنا اكثر من مرّة، في هذا المكان، كما تحدث المئات غيرنا، رافعين نداءات الاستغاثة، من اجل انقاذ الشارع ومرتاديه والعاملين فيه، لكن من دون جدوى تذكر، على الرغم من تبجح الكثير من المسؤولين بأهميته وعراقته، الأمر الذي يوحي بوجود قرار سري غامض باهماله وتركه مهدمًا وآيلًا للسقوط في الكثير من مواقعه، بسبب غل مبهم لا يُدرك كنهه. ولا نريد أن نصدق ما يردده البعض من إشاعات مضحكة، عن أن الأمر يعود لأسمه وحسب.

لقد رأينا، كما رأى الملايين، على شاشات التلفزة، ردة فعل زوار بطولة خليجي 25 الذين أصطحبتهم إحدى الجهات لزيارة “المتحف البغدادي”، وهم يرون البنايات الآيلة للسقوط والشناشيل المتهرئة التي تتدلى عوارضها من بين الأسلاك، وهم يمرون في ساحة الرصافي، التي تحولت بدورها إلى محطة لتجميع الصناديق الكارتونية المحطمة ومرأب لوقوف عربات الحمل.

ولعل الذين يمرون من هناك بشكل شبه يومي، سواء للزيارة أو بسبب طبيعة عملهم، قد اعتادوا منظر تلك البنايات المهدمة ومنظرها الذي يخمش الروح، لكن بالنسبة للزائرين الذين يقصدون مشاهدة ذلك المعلم العريق المرتبط باسم بغداد العاصمة، لابد سيصدمون بذلك المنظر المهول للبنايات المستندة إلى الأعمدة الشهيرة، وهي تتكئ على بعضها البعض، تشكو جور الزمان والإجحاف والتجاهل الحكومي المشين.

وكما حدث لبقايا المسرح العريق الذي شهد العشرات من الحفلات الموسيقية والعروض السينمائية في ثلاثينيات وأربعينيات القرن الماضي، تشهد بقايا بنايات الشارع، التي طالما احتضنت عيادات الأطباء الشهيرين والفنادق  والبيوتات البغدادية، المصير المتوقع نفسه، إن لم تكن قد تهدمت بالفعل. ولا نريد أن نعيد الحديث عن مشاريع التطوير وإعادة تعمير الشارع وأحياء المحلات المحيطة به، التي ما زال يكررها المسؤولون الجدد في امانة العاصمة أو الوزارات المعنية، وهم في فورة حماستهم عند استلام المنصب، قبل أن تصلهم الإشارات الغامضة التي تطلقها جهات سريّة غير معروفة، ويغضوا الطرف ويتناسوا ذلك الشارع ومصيره الأسود الذي يشهده منذ حدوث التغيير وسقوط النظام السابق في أعقاب الاحتلال الأمريكي. ومنذ ذلك الحين، لم يجرؤ أحد على المطالبة بكشف السر الكامن وراء الأهمال المتعمد للشارع، والإصرار على ترك الزمن يفعل فعله فيه حتى يستحيل إلى ركام، ربما لاستغلاله في بناء المولات التّجارية أو الجامعات الأهلية التي يصر السياسيون الجدد على اعتمادها، كوسيلة سهلة لتحقيق الأرباح وجني المال، حتى لو تحولت بغداد إلى مزبلة كبرى تحيط بها الروائح العطنة وينعق البوم وسط خرائبها، وإلا لماذا هذا الإصرار المبهم على تدمير شارع الرشيد؟! 

افتتاحية «الطريق الثقافي» 

العدد 117

 ********************

معاً لبناء بيت الحزب.. بيت الشعب

دعماً للحملة الوطنية لبناء مقر الحزب الشيوعي العراقي، تبرع الرفاق والأصدقاء:

  • الرفيق ابو سعد إعلام من هولندا 450 يورو.
  • الرفيق عبد الرزاق علوش (أبو وميض) جمع مبلغ مليون وخمسمائة الف دينار.

الشكر والتقدير للرفاق والأصدقاء على دعمهم واسنادهم حملة الحزب لبناء مقره المركزي في بغداد.

معاً حتى يكتمل بناء بيت الشيوعيين.. بيت العراقيين.

 *********************

«بيت ألكا»  يشيع المعرفة في السيدية

متابعة – طريق الشعب

في بادرة مميزة، أقدمت أستاذة قسم السينما في أكاديمية الفنون الجميلة ببغداد، د. فاطمة بدر، على افتتاح مكتبة عامة في منطقة السيدية بجانب الكرخ، تحمل عنوان “بيت ألكا” وتضم مئات العناوين الأدبية والعلمية، إلى جانب مرسم ومشغل فني للهواة.

وكانت د. فاطمة قد اشترت قطعة أرض مساحتها لا تزيد على 50 مترا، في أحد أزقة المنطقة السكنية هذه، وشيدت عليها، قبل عام تقريبا، مبنى من طابقين، كل واحد منهما يضم قاعة واحدة. 

هذا المكتبة، وهي الوحيدة في المنطقة، رغم صعوبة العثور عليها كونها تقع في زقاق شعبي بين أزقة متشعبة، إلا انها حققت نجاحا جيدا، وحظيت باستقطاب أعداد كبيرة من سكان المنطقة، من محبي المطالعة – وفق ما تذكره د. فاطمة، التي تلفت إلى أن الجيران يتعاونون معها في تنظيف المبنى وإعداد وجبات طعام ومعجنات للضيوف.

وتوضح صاحبة المكتبة ان القاعات تحتضن أحيانا محاضرات ثقافية وحفلات توقيع كتب، فضلا عن ورش لتعليم الرسم، داعية محبي الكتاب ومنظمات المجتمع المدني وطلبة المدارس والجامعات، إلى زيارة مكتبتها ودعمها.

في مبادرتها هذه، استطاعت د. فاطمة إشعال شموع المعرفة والفن في حي سكني شهد خلال فترة الفتنة الطائفية معارك ضارية.

ود. فاطمة شقيقة الروائي المعروف علي بدر، صاحب “دار ألكا” للنشر، والفنان التشكيلي محمد بدر.