اخر الاخبار

الصفحة الأولى

عشرون عاماً والعراق من أزمة إلى أخرى!

بغداد ـ تبارك عبد المجيد

أفرز التغيير الذي حصل قبل عشرين عاما،  واقعا يحمل صورا مأساوية مختلفة، في ظل استشراء الفساد وهيمنة القوى المتنفذة على السلطة وممارسة تضييق الحريات، وجرائم الإرهابيين والتدخلات الخارجية في شؤون وطننا، وغيرها التي ارهقت الناس لأكثر من عقدين.

وذكر مقال نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” أن الأوضاع الاقتصادية والسياسية والأمنية السيئة السائدة حاليا في العراق لم تكن هي الصورة التي ينشدها العراقيون قبل 20 عاما.

“من حفرة الى أخرى”

يلخص المحلل السياسي، علي البيدر، حال العراقيين اليوم، بأنهم “كلما خرجوا من حفرة وقعوا في أخرى”.

ويضيف في حديث مع “طريق الشعب”، انه “رغم وجود إمكانيات وموارد، ورغم الانفتاح والاطلاع على بقية البلدان وتوفر العديد من الفرص للطبقة السياسية، الا انه لا تزال الأوضاع الأمنية والاقتصادية والاجتماعية سيئة ورديئة ”. ويواصل البيدر ان “البلد يشهد هشاشة في وضعه الأمني، وانفلات السلاح بيد العشائر، ووجود جماعات مسلحة وإرهابية، وهناك خروقات عديدة للدستور والقانون، ما يجعل البلد في حالة فوضى عامة مستمرة”.

فرصة أخيرة

ويجد ان الحكومة الحالية لا تملك عذرا في الإخفاق؛ اذ يقع على عاتقها تصحيح مسارات العمل من اجل العراق، لا من أجل مصالح فئوية او حزبية او حتى مصالح خارجية، موضحا ان العراقيين اليوم لا يتحملون مزيدا من الإخفاقات وسوء الخدمات: “هناك فرصة أخيرة أمام الحكومة الحالية لتحسين أوضاع العراقيين”.

ما هو طموحهم؟

يقول الناشط السياسي حسين العظماوي: إنّ طموح العراقيين قبل 2003 يتمثل بنشوء دولة مقتدرة ونظام سياسي عادل، وان لا تكون هناك تمييز بين عراقي وآخر على أساس الدين او الطائفة او القومية او حتى المنطقة الجغرافية.

ويردف كلامه لـ “طريق الشعب”، ان “العراقيين تمنوا ـ بشدة ـ التخلص من جمهورية الخوف والنظام البوليسي وغرف التحقيق المظلمة”.

نظام ديمقراطي ولكن ..

ويضيف العظماوي قائلا انه “بالرغم من أن النظام السياسي بعد ٢٠٠٣ كان ديمقراطي الشكل والهيكلية، الا ان العراقيين وللأسف صُدموا بالعديد من النخب التي كانت معارضة للنظام السابق، اذ لم تتبن خطاباً وطنياً”.

وضمن الوضع الاجتماعي، يبين العظماوي ان الوضع العام لاحه الكثير من التأثيرات السلبية، وجعلته مفككا بسبب الخطابات المناطقية والطائفية، التي كانت تتبناها الجهات المسيطرة على الحكم، ملوحا بأن اغلب هذه الجهات لا تؤمن بالديمقراطية الحقيقية، وما زالت تمارس تضييقا تجاه كل من يعارضها أو يحاول مشاركتها في الحكم.

ويخلص الى ان “كل هذه العوامل انعكست بشكل سلبي على الواقع العام بعد 2003، الامر الذي جعل فرصة التغيير تصبح ضائعة، لأسباب عديدة في مقدمتها فشل ممارسات القوى السياسية المسيطرة على السلطة”.

طموح لم يزل قائما

فيما يعتبر المحلل السياسي، حسين الجاف، قائلا: ان الحلم العراقي “انتكس”، نتيجة لوجود قوى سياسية استغلت نفوذها لمصالح فئوية وشخصية، دون إقامة أي اعتبار لمصلحة الشعب.

ويقول الجاف لـ “طريق الشعب”: إن “المواطن العراقي ما زال يحلم بسيادة الديمقراطية وضمان تعليم مناسب ورعاية صحية، واحترام مبدأ حرية التعبير عن الرأي”.

 **********************

وثائق في الذكرى الـ 20 .. تصريح الإعلام المركزي للحزب الشيوعي العراقي

شهد فجر أمس الخميس، العشرين من آذار ما كنا نخشاه دائماً، وما حذرنا مرة بعد مرة في الشهور الماضية من وقوعه..

فقد قامت القوات الامريكية بهجومها الصاروخي الأول على العراق، معلنة بدء الحرب التي ظلت في الفترة المنصرمة تهدد بشنها باسم تغيير النظام تارة، وتدمير اسلحته المحظورة تارة أخرى، او باسم هذا وذاك أو غيرهما من الأهداف المعلنة.

ورغم ان الوصول الى هذه الأهداف كافة كان ممكناً بطرق أخرى آمنة، وبوسائل تجنب شعبنا وبلادنا المزيد من الأذى والآلام وتتيح تحقيق التغيير الديمقراطي المنشود.. فان الادارة الامريكية أصرت على اعتماد أسوأ السبل المتاحة، وأشد الوسائل خطراً على أرواح الناس وإضراراً بالبلاد، وتهديداً للأمن والسلام.

وفوق ذلك اختارت سبيل الحرب هذا بقرار انفرادي، وبنحو لا ينسجم مع الشرعية الدولية ومن دون استنفاد الوسائل الدبلوماسية المختلفة.

وبذلك فتحت الابواب على مصاريعها أمام كارثة كبرى جديدة تحل بالعراق والعراقيين، وهم من بقيت جراحهم العميقة، التي سببتها حروب النظام السابقة، مفتوحة ملتهبة حتى وقتنا هذا.

ورغم ان الحرب دخلت الان يومها الثاني، وقطعت القوات الغازية خلال ذلك أول أشواط توغلها الهجومي داخل الاراضي العراقية، فان من الممكن والضروري وضع حد عاجل لها، والعودة الى اعتماد الوسائل السياسية والدبلوماسية والحيلولة بهذا دون ايقاع الخسائر الفادحة بأرواح أبناء شعبنا، والحاق الاضرار الجسيمة بوطننا وبناه التحتية.

واننا ونحن نرفع اليوم صوتنا داعين الى وقف الحرب وهي بعد في مهدها، لا نتجاهل أو نغفل ولو للحظة واحدة، القسط الثقيل من المسؤولية الذي يتحمله النظام الدكتاتوري الحاكم في بلادنا عن هذه الحرب الجديدة، وعن دفع شعبنا وبلادنا الى هاويتها المهلكة، كما عن كل الماسي والويلات السابقة التي عاناها ويعاني عواقبها حتى اليوم.

فهذا النظام هو من ابقى تدمير الأسلحة المحظورة معلقاً طيلة الاثني عشر عاماً ونيف، التي انقضت على غزوه الكويت، وهو من ظل يماطل في تنفيذ عموم قرارات مجلس الأمن، ويوفر مختلف الذرائع والحجج الاخرى، لأقدام الادارة الامريكية على شن هذه الحرب الجديدة التي تنهال حممها على بلادنا منذ يومين.

وهذا النظام هو من يواصل رأسه الطاغية ترويع ابناء الشعب وملاحقتهم بالسياط والرصاص حتى في يومنا هذا، فيما الصواريخ تنهمر فوق رؤوسهم، بدل أن ينصت ويستجيب للنداءات المخلصة الكثيرة التي تطالبه بالتضحية بكرسي الحكم لا أكثر ومغادرة البلاد، انقاذاً لها ولأبنائها من الحرب ومصائبها ودمارها.

 وعلى ذلك فان القضاء على هذا النظام الغاشم المقامر يبقى في صدارة الاهداف والمهمات الاساسية الملحة لجماهير الشعب والقوات المسلحة، ولقوى المعارضة كافة، الساعية الى الخلاص منه نهائياً و تماماً، والطامحة الى اقامة النظام الديمقراطي في عراق فدرالي موحد.

ان المخاطر الهائلة التي تهدد شعبنا اليوم، وهو يُسحق بين مطرقة الحرب المندلعة من جانب، وسندان النهج الارهابي المغامر والمستهتر للنظام الحاكم من جانب اخر، لتستحث جماهير شعبنا، وابناء القوات المسلحة والاحزاب والقوى الوطنية المعارضة، على توحيد صفوفها واخذ قضية الشعب والوطن بيدها، وخوض النضال المتفاني لإحباط المساعي الرامية الى تغييبها، ولانتزاع حقوقها وفي المقدمة حقها في تقرير مصيرها وتحديد مستقبلها بنفسها، دون تدخل أو وصاية من أحد، وحق الشعب الكردي في حل قضيته سلمياً وديمقراطياً.

وان جماهير شعبنا وقواه السياسية المكافحة، وهي تواجه الظروف العصيبة التي تعصف بالبلاد، اليوم وتتأهب للنهوض دفاعاً عن حياتها ووجودها، وعن حريتها ومصالحها وحاضرها ومستقبلها، تتطلع الى تضامن الاشقاء والاصدقاء وعموم الرأي العام العالمي المحب للحرية والسلام، ودعمهم لها في السعي الى وقف الحرب، وفي النضال للخلاص من النظام الدكتاتوري الحاكم، وإقامة عراق السلام والحرية والكرامة، العراق الديمقراطي الفيدرالي الموحد.

شقلاوة

21 اذار 2003

 **************************************

راصد الطريق.. التعليم وغياب الحلول

في تقرير نُشر قبل ايام قالت منظمة الامم المتحدة للطفولة “يونيسيف” أن اكثر من 7 ملايين تلميذ وطالب عراقي لا يحصلون على مياه نظيفة، وان نصف العدد الكلي لمدارسهم لا يتوفر فيه ماء صالح للشرب. فيما هناك ما يقرب من مليوني طفل آخرين هم خارج نطاق الدراسة، بسبب اضطرارهم للعمل. كما ان ربع عدد الاطفال الصغار لا يتلقى جرعات التلقيح الروتينية.

هذه الارقام وغيرها مما سبق نشره، تدل على حجم معاناة من هم في سن الدراسة، وتعكس ايضا حالة العوز والفقر التي تعاني منها العوائل العراقية.

ومن المؤكد ان مثل هذه الامور لن تحل بإجراءات ترقيعية هنا وهناك، تفوح منها روائح انتخابية، ومحاولات كسب ود هذه الفئة او تلك.

لا احد يجهل ان التعليم اساس التطور والنمو وبناء شخصية الفرد العراقي، وهذا لن يتحقق في جزرات منعزلة منفصلة، واذا لم يكن لدينا منهج متكامل متسق يهدف الى تطوير البلد والانسان العراقي.

ولقد كانت العبرة ولما تزل في المواصلة والبناء التراكمي، بعيداً عن الحسابات الضيقة الوقتية!

 *******************************

الصفحة الثانية

الزخم المروري يشل العاصمة بغداد

بغداد ـ طريق الشعب

شهدت العاصمة بغداد، أمس الاثنين، اختناقات مرورية وازدحامات في اغلب الشوارع وعقد التقاطعات والجسور.      

ونقل مراسلو “طريق الشعب”، حصول زخم مروري من الدوار باتجاه جسر المثنى، حيث وصلت طوابير السيارات قرب التاجيات. 

كما وشهدت سيطرة المطار ام طبول الازدحام، هي الأخرى زخماً مروريا شديداً، وطوابير السيارات وصلت لغاية ساحة قحطان. 

وشهد الطريق الرابط من مول النخيل باتجاه تقاطع الكيلاني كثافة مرورية عالية أدت إلى توقف حركة السير، وكما هو الحال عند نزول جسر الحارثية باتجاه النسور. 

وشهد شارع ما قبل جامع النداء، وجسر المثنى والشعب والسدة قرب الجزيرة، ومطار المثنى باتجاه ساحة عدن، زخماً مرورياً وحركة سير بطيئة. 

وشهدت ساحة الاندلس ومقترباتها زخما مروريا خانقا بدء من ساحات الصباح الأولى، فضلا عن اغلاق مجسر شركة سومو لاغراض الصيانة.

 ********************

المتقاعدون يحتجون امام الخضراء وقوات الأمن تفرقهم.. من صلاح الدين الى البصرة.. الاحتجاجات المطلبية تشتد

بغداد ـ طريق الشعب

تشتد الاحتجاجات المطلبية يوما بعد اخر، نتيجة لعدم قدرة المتنفذين على الإيفاء بالوعود التي قطعوها للناس في سبيل إخراج انفسهم من الأزمات التي يدركون انها تتفاقم نتيجة لاستشراء الفساد وغياب التخطيط.

وشهدت مدن البلاد خلال اليومين الماضيين احتجاجات واسعة، تطالب بالحقوق المشروعة للمتقاعدين والموظفين، وتندد باستخدام القوات الامنية العنف تجاه المتظاهرين، ولاصرار مجلس النواب على تمرير قانون الانتخابات، وفقا لطريقة سانت ليغو المعدل.

تفريق المتقاعدين

وتظاهر العشرات من المتقاعدين أمام مبنى مجلس النواب قرب المنطقة الخضراء وسط بغداد، احتجاجاً على عدم إدراج تخصيصات مالية لهم في الموازنة العامة لسنة 2023.

وقال مراسل “طريق الشعب”، أن “الوقفة الاحتجاجية التي نظمها المتقاعدون، جاءت بعد تهميشهم وعدم انصافهم في الموازنة الانفجارية لعام 2023” ، لافتاً الى أن “المتقاعدين طالبوا بتشريع التعديل الثاني لقانون التقاعد رقم 9 لسنة 2014”.

ودعا رئيس جمعية الدفاع عن المتقاعدين مهدي العيسى، “الحكومة العراقية للاستجابة الى مطالبهم”، مبينا أن “عاما مرّ على انطلاق تظاهراتهم من دون استجابة حكومية لهم”.

وأضاف أن “مرتباتهم الشهرية باتت لا تسد تكاليف العلاج ولا الطعام”، مشيرا الى أن “الحكومة أصدرت قرارات تتعامل مع المتقاعدين المستقبليين وأهملت الآخرين”.

وكانت الحكومة قد استقبلت عدداً من الممثلين عن شريحة المتقاعدين، فيما توجهت قوة أمنية لتفريق جمهورهم المتظاهر أمام الخضراء بالقوة.

من جانب اخر، نظم العشرات من الخريجين وحملة الشهادات العليا، تظاهرتين في العاصمة بغداد، طالبتا بتوفير فرص العمل وتدوير الدرجات الوظيفية.

وذكر مراسل “طريق الشعب”، أن العشرات من الخريجين الاوائل من تسلسل 4 _ 10، تظاهروا أمام وزارة المالية، مطالبين بتعيينهم أسوة بزملائهم ضمن موازنة 2023، منوها بأن حملة الشهادات العليا والأوائل من الذين “بلا كود” نظموا تظاهرة أمام مجلس الخدمة الاتحادي في منطقة العلاوي، للمطالبة بتدوير الدرجات الوظيفية الفائضة.

والخريجون “بلا كود” هم الذين لم يتسلموا أرقاماً سرية من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، تؤهلهم للتقديم على التعيينات.

رفض «سانت ليغو» المعدل

وشهدت محافظة ذي قار تظاهرة حاشدة، احتجاجا على إصرار المتنفذين في مجلس النواب على تمرير مسودة قانون انتخابات مجالس المحافظات.

وأشار مراسل “طريق الشعب”، الى إن المئات من أهالي الناصرية نظموا تظاهرة حاشدة نددت بمحاولات تمرير قانون الانتخابات “سانت ليغو” داخل البرلمان.

وفي الاثناء، تظاهر المئات من اهالي قضاء الإصلاح شرق الناصرية، مطالبين بإطلاق سراح المحتجين المعتقلين.

وأفاد مراسل “طريق الشعب”، بأن “ المئات من ابناء قضاء الإصلاح في ذي قار نظموا تظاهرة للمطالبة باطلاق سراح المعتقلين وإقالة الإدارة المحلية على خلفية التظاهرات الأخيرة التي شهدها القضاء احتجاجا على جفاف نهر أبو لحية، والتي أدت إلى مواجهات عنيفة بين قوات الامن والمحتجين، وقد انتهت اعتقال عدد من ابناء القضاء”.

إغلاق المؤسسات

واغلق العشرات من منتسبي شركة خطوط الأنابيب النفطية في محافظة البصرة، الطريق المؤدي إلى مصفى الشعيبة للمطالبة بتحويلهم من قرار 267 إلى قرار 315 أسوة ببقية الشركات.

وبيّن المحتجون ان اسباب تظاهراتهم تتعلق بعدم الموافقة على تحويلهم الى صيغة العقود، الأمر الذي استدعى الوقوف لمعرفة الأسباب الحقيقية لتهميشهم، مشيرين الى أن عددهم 1270 منتسبا، وانهم يطالبون بالوقوف على معاناتهم، وقد حصلوا على كتب موافقة من وزراه المالية الا انه حتى الآن لا يوجد أي مستجد بمسألة تحويلهم الى القرار 315، عدا المماطلات من طرف جهات متنفذة.

ودشن العشرات من منتسبي شرطة الطاقة في المحافظة، قفتهم الاحتجاجية الثانية خلال أسبوع، رفضا لعقد الإطعام المبرم، وكذلك تحويلهم إلى ألوية وتغيير آلية دوامهم.

وأوضح المتظاهرون ان عددهم في محافظة البصرة يتجاوز 7000 منتسب: “تضررنا من عقد الإطعام والذي تم من خلاله استقطاع 90 ألف دينار من رواتبنا. كذلك نرفض تغيير دوامنا بطريقة لا تتناسب مع مهنتنا التي تتركز على حماية المنشآت النفطية”. كما أشاروا إلى أن تحويلهم إلى لواء أمر مخالف للقانون.

وطالب المنتسبون رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية بإعادة دوامهم مثلما كان قبل تحويلهم إلى لواء بواقع 3 أيام مقابل يومين، وإلغاء دوام (سبعة نزول × سبعة دوام) وكذلك إلغاء عقد الإطعام وإرجاع مبلغ الـ 90 ألف دينار.

كما طالب المتظاهرون بالإفراج عن العقيد ضياء صادق والمفوض حسن عبد الرضا وعلاء طعمة، المحتجزين بسبب خروجهم في التظاهرات السابقة.

يذكر أن الوقفة الاحتجاجية نظمت أمام مقر اللواء الثامن لشرطة الطاقة المجاور لمقر شركة نفط البصرة (الزقورة).

البابليون يحتجون

وفي محافظة بابل، نظمت قوى التغيير الديمقراطية بمشاركة المتضررين من أصحاب المحال التجارية في شارع الجمعية، وسط مدينة الحلة، وقفة احتجاجية بسبب تلكؤ العمل في مشروع توسيع الشارع.

وطالب المشاركون في الوقفة، الحكومة المحلية بسرعة إنجاز المشروع ومحاسبة المقصرين، مبدين تذمرهم مما طالهم من ضرر نتيجة لتلكؤ العمل في المشروع.

اقتحام مكتب مجلس النواب

من جهتهم، نظم العشرات من العاملين في الشركات النفطية الاستثمارية في ميسان، وقفة احتجاجية، طالبوا خلالها بالتعاقد معهم بشكل مباشر دون إدخال شركة وساطة، مبينين أن تلك الشركة تحاول السيطرة على مقدراتهم، على حد تعبيرهم.

وقال أحد منسقي التظاهرة في مقطع فيديو طالعته “طريق الشعب”، أنهم أكثر من 600 متعاقد ويعملون في الشركات النفطية في حقول المشرح منذ سنوات، ويرفضون تحويل جهة التعاقد معهم من الشركة الأساسية الصينية إلى شركة وسيطة.

وأضاف أن سبب اعتراضهم يتعلق بطبيعة التعاقد مع شركة وساطة، مطالبين شركة نفط ميسان بالتدخل لحسم موضوعهم.

واقتحم العشرات من الخريجين في ميسان مبنى مجلس النواب في المحافظة، احتجاجا على تجاهل الوعود المتعلقة بتوفير درجات وظيفية لهم في موازنة 2023.

وقال ممثل الخريجين في ميسان مصطفى علي خان: إن الخريجين يطالبون بشكل واضح تبيان موقف نواب المحافظة من قضيتهم التي تظاهروا من أجل تحقيقها وهي شمولهم بالتعيين أسوة بأقرانهم من المحاضرين المجانيين الذين تم شمولهم بقرار التعاقد 315 في وقت سابق.

وفي محافظة صلاح الدين، تظاهر العشرات من موظفي وزارة الصحة أمام مبنى مديرية الصحة في المحافظة، احتجاجا على عدم المصادقة على تعيينهم.

ونوه مراسل “طريق الشعب”، بان “موظفي صحة محافظة صلاح الدين تظاهروا أمام مبنى مديرية الصحة بعد عدم المصادقة على ملاكهم، علماً أنهم موظفون منذ 7 أعوام”، مبينا انهم “قرروا تنظيم اعتصام مفتوح بعد ذلك، مطالبين وزيرة المالية، بالمصادقة على الملاك أسوة بالمحافظات الأخرى التي منحت لهم نفس الصلاحية”.

 ********************

احتفالات شعبية ورسمية في نوروز

متابعة ـ طريق الشعب

احتفل الآلاف من الشعب الكردي في إقليم كردستان، يوم امس، بأعياد نوروز، وسط احتفالات وتهانٍ شعبية، ورسمية صدرت عن عدد من الشخصيات والمؤسسات، التي تمنت للكرد الرفاه والطمأنينة في مناسبة رأس السنة الكردية.

وتخللت الاحتفالات التي وصلت ذروتها في مدينة عقرة، شرقي دهوك، إطلاق الالعاب النارية، وإيقاد مئات المشاعل التي حملها شبان متطوعون الى قمم الجبال المحيطة بالمدينة.

وقال أحد أعضاء اللجنة المنظمة للاحتفال، إن “مدينة عقرة تعد عاصمة النوروز، حيث يقصدها سنوياً آلاف السياح من داخل العراق وخارجه”.

وفي اربيل انطلق المهرجان العام لحفل عيد نوروز، بحضور كبار الشخصيات والمسؤولين في الإقليم.

وبدأ الحفل يبدأ بإيقاد شعلة نوروز إيذانا باستقبال العام الكردي الجديد، وسط حضور جماهيري لافت، في شوارع المدينة، وانتشار البهجة على محيّا المواطنين.

وبحضور جماهيري كبير، احتفل اهالي مدينة السليمانية، بإيقاد شعلة نوروز، إيذانا باستقبال العام الكردي الجديد، فيما تجول المحتفلون بعد ذلك في شوارع المدينة احتفالا بالمناسبة.

وشهدت مدينة السليمانية احتفالية جماهيرية كبيرة اقيمت على تلة (مامه ياره)، تخللتها العديد من الفعاليات الفنية والثقافية؛ حيث أوقد الأهالي شعلة (كاوا الحداد) إيذاناً ببدء الاحتفالات الشعبية في تقليدٍ سنوي يمثل تجدداً لدورةِ الحياة.

وأعرب مواطنو السليمانية عند تجمعهم وسط إجراءات أمنية مشددة احتفالا بالمناسبة، عن املهم في أن “يكونَ هذا العام بداية خيرٍ وسلامٍ واستقرارٍ للجميع”.

وتحركت الجماهير المحتفلة بعد ايقاد شعلة نوروز نحو شوارع مدينة السليمانية، فيما اقيمت العديد من الفعاليات بهذه المناسبة.

ويحتفل أكثر من 300 مليون شخص في جميع أنحاء العالم، في 21 آذار من كل عام بعيد نوروز الذي يعني باللغة الكردية “اليوم الجديد”، ويعتبر عيد رأس السنة لدى الكرد، ويوافق يوم الاعتدال الربيعي في التقويم الميلادي.

وفي بغداد، أوقدت، لأول مرة، شعلة نوروز وسط حضور رسمي في متنزه الزوراء، في حفل نظمته أمانة العاصمة.

وتوافد على مدينة أربيل أعداد كبيرة من السياح من مختلف مدن العراق للمشاركة في الاحتفال.

 ******************

منتصف الأسبوع.. حينما يجتمع النواب ليلاً!

حسين النجار

انتصر مجلس النواب مجدداً للقوى المتنفذة، في جلسة ماراثونية استمرت حتى ساعة مبكرة من صباح امس الاثنين، في مؤشر على كونهم يشبهون الى حد بعيد من تُطلق عليهم تسمية “ الواوية”. والواوية في الموروث الشعبي هم من يقومون في الليل بافعال غير محمودة.

نعم، الطغمة الفاسدة مستمرة في سرقة مقدّرات الشعب العراقي، ويوم امس قام نواب بحرف إرادة الجماهير عبر مواصلة العمل على تمرير مشروع قانون الانتخابات، المرفوض سواء من جانب غالبية المواطنين او من طرف القوى السياسية المعارضة.

وأثبت النواب المذكورون انهم لا يدخرون جهداً لتمرير مشاريعهم الضيقة والانانية، من اجل ادامة تواجدهم في السلطة. والا ما معنى ان تستمر جلستهم  حتى ساعات الصباح الأولى؟ هل كان هناك ما يستوجب ذلك؟ أم انه “امرٌ يدُبّر بليل”؟

إن مواصلة هذه القوى استخدام الأساليب الملتوية، تستدعي مواجهة حقيقية بشتى الأساليب، ولعل اهمها ان تتوحد جهود القوى النظيفة الرافضة لنهج الفساد والمحاصصة، وان تُكثف جهودها، وتأخذ مكانها الحقيقي في السلطة، فلم يعد ممكناً ان يستمر الحال على هذا المنوال.

وبموازاة ذلك يفترض أن تقوم الجماهير منذ الآن، بتحديد دورها في دعم القوائم الانتخابية المعارضة، ومساعدتها في الوصول الى قبة البرلمان، وان تراقب الأداء المخزي للنواب المتنفذين في الدورة الحالية، وتفضحهم ولا تمنحهم أية فرصة للبقاء في الحكم وتكرار تجربتهم الفاشلة.

وهذه أيضا دعوة لجميع المعنيين بدراسة القانون الانتخابي، الذي جرى التصويت على العديد من مواده، وتحديد الثغرات الدستورية التي تتيح الطعن فيه امام المحكمة الاتحادية، وتفويت الفرصة على من يريدون تمرير قانون يسرق أصوات الناخبين.

وبجانب هذا ينبغي للأجهزة الانتخابية للقوى والأحزاب المدنية والديمقراطية والتشرينية، ان تسخّر إمكاناتها بمعونة المتخصصين، لضمان فوز مرشحيها، وان تبدأ منذ الآن حملات عرض برامجها السياسية والاقتصادية - الاجتماعية على عامة الشعب، وكشف زيف ادعاءات القوى المتسلطة.

 ****************************

الصفحة الثالثة

بواقع 26 ألفاً و900 طلب.. العراق ثانياً بين الجنسيات العربية الأكثر طلباً للجوء الأوروبي

بغداد ـ طريق الشعب

بعد تراجع نسب طلبات لجوء المواطنين العرب لدى دول الاتحاد الأوروبي الـ27 في العام 2020، شهد العام 2022 الماضي تصاعدا جديداً، طبقاً لأحدث البيانات التي أصدرتها وكالة الاتحاد الأوروبي للجوء.

وحل العراق ثانيا في قائمة أكثر طلبات اللجوء العربية في الاتحاد الأوروبي برقم يتجاوز 26 ألفا و900 طلب، لكن معدل قبول اللجوء لم يتجاوز 30%، حيث يعتبر اقل من متوسط المعدل الأوروبي، لكنه مع ذلك أفضل بكثير من معدل دول شمال أفريقيا المصنفة على انها آمنة.

فيما بلغ عدد طلبات اللجوء المعلقة أكثر من 17 ألف طلب، خاصة أن ذروة طلبات اللجوء العراقية سجلت في 2015 نحو 126 ألف طلب، في فترة حرجة كانت الأجزاء الشمالية الغربية من البلاد تحت سيطرة تنظيم داعش الارهابي.

وعزا خبراء اقتصاديون تصاعد طلبات اللجوء، الى انعدام فرص العمل وتردي الواقع المعيشي والاقتصادي في البلاد، اضافة الى غياب الحلول الناجعة والواقعية للازمات من القوى السياسية، التي وصفوها بأنها “اس الازمات”، وهذا ما يدفع بالعراقيين الى مغادرة البلاد على امل عيش حياة كريمة ومستقرة بعيدا عن كوابيس تلك القوى.

بحثاً عن واقع افضل

في هذا الصدد، قال الخبير الاقتصادي صالح الهماشي: ان الهجرة تكثر في عموم بلدان الشرق الاوسط نحو اوروبا، والعراق بالذات لأن المعيشة فيه اصبحت صعبة فحتى بغداد باعتبارها العاصمة، باتت تحتل مقدمة تنصيف المدن السيئة للعيش،  من حيث الخدمات والعمل والامن وغيرها، فما بالك بباقي المحافظات.

ورهن الخبير دوافع هذه الهجرة بعاملين اساسيين هما: “الأول، ان الشاب يحاول ان يغير من واقعه الاقتصادي ويبحث عن فرصة وبصيص امل، وان كان بسيطاً في ان يعيش حياة يسودها الراحة والاستقرار، لان الحكومة اغلقت جميع الفرص بوجه الشباب، بسبب عدم امتلاكها اي خطط لانعاش السوق العراقية. بينما الدولة تعالج البطالة دائماً من خلال ايجاد وظائف وهذا هو الخطأ”.

واكد الخبير ان الحكومة “تفكر في ايجاد وظيفة بعيدا عن تكوين اقتصاد حقيقي قادر على خلق فرص عمل ويستثمر رؤوس الاموال الصغيرة والمتوسطة، كي يستطيع ان يتطور”.

ويواصل الهماشي حديثه، أن “العمل الثاني يتعلق بالخدمات، وفي هذا الاطار يعد العراق واحدا من أسوأ بلدان العالم. وهنا نتحدث عن كهرباء وبنية تحتية وحقوق انسان وخدمات حكومية. وبالتالي فعند اطلاع الشباب على واقع البلدان الأخرى وملاحظة الفوارق الكبيرة بين بلده وبين تلك البلدان، يصبح أمام خيار واحد وهو الهجرة”.

ولفت الهماشي الى ان الحكومات المتعاقبة ومنها حكومة السوداني “لم تضع حتى الآن خططا او أفكارا للحفاظ على الشباب وتطوير البلاد قياسا ـ على اقل تقدير ـ بالدول المجاورة”، مشيرا الى ان “جوهر المشكلة يكمن في الطبقة السياسية التي تتحكم بالبلاد وصناعة القرار، كونها لا تملك رؤية او حلولا؛ فمن المفترض ان يوجهوا الدولة بكل مؤسساتها لحل المشاكل والازمات، لكنهم يعقدون المشاكل ويفاقمونها يوما بعد اخر”.

وخلص الخبير الاقتصادي الى ان القوى السياسية: “لا تنفك عن شعاراتها التخديرية، وانها في الحقيقة بلا اهداف لبناء الوطن او خطط لبناء مؤسسات رصينة تقدم خدمات فاعلة، وتطور الاقتصاد والبلاد، انما جل ما يهم هذه القوى هو المكتسبات والمصالح السياسية فقط وتوسيع النفوذ والبقاء في السلطة وتعظيم الثروات لديها”.

البطالة وندرة فرص العمل

وعلى صعيد متصل، تجد الدكتورة سلام سميسم، ان ارتفاع معدلات البطالة وانعدام فرص الاصلاح الاقتصادي، اهم الاسباب التي تدفع المواطن الى الهجرة.

وتشير سميسم في حديثها مع “طريق الشعب”، الى ان الشباب “ليس لديهم فرص حتى للحلم في ظل غياب فرص العمل والعدالة الاجتماعية”، مشيرة الى ان “الاصلاح الاقتصادي وتوسيع قاعدة الاستثمار يفزر فرص عمل حقيقية للشباب ويضمن حقوقهم في العمل”.

ولفتت سميسم الى ان “الشباب يبحثون عن فرص عمل تمكنهم من تحقيق طموحاتهم واحلامهم وتكوين عائلة اسوة بباقي الشباب في مختلف البلدان، اضافة لبحثهم عن العيش الكريم الذي هو حق من الحقوق الاساسية للإنسان، وهذا لا يتحقق سوى بفتح الباب امام الاستثمارات التي تنعش الاقتصاد وتوفر فرص عمل كبيرة للشباب”.

وفي الوقت الذي يعاني فيه الشباب العراقي من غياب فرص العمل، يتواجد في البلاد أكثر من مليون عامل أجنبي يمارسون مهنا في مختلف الاختصاصات، والاغلب منهم بلا سند قانوني.

وتجدر الاشارة الى ان المادة (30) من قانون العمل رقم (37) لسنة 2015 تنص على حظر الإدارات وأصحاب العمل من تشغيل أي عامل أجنبي بأي صفة ما لم يكن حاصلاً على إجازة العمل التي تصدرها الوزارة، فيما تنص المادة 31 من القانون على منع وحظر التحاق العامل الأجنبي بأي عمل قبل الحصول على إجازة العمل من جانبه.

وبالعودة الى الخبير الاقتصادي سلام سميسم فان “السياسة الاقتصادية الحالية لا تسير وفق متطلبات الواقع الذي يعيشه البلد، فهذه الايادي العاملة الكبيرة والفائضة، يمكن الاستفادة منها، لكن في الحقيقة هم يفكرون باستقدام العمالة الاجنبية من البلدان الاسيوية للتربح كونها رخيصة”.

 ************************

العراق في الصحافة الدولية

ترجمة واعداد: طريق الشعب

الغاز في كردستان - العراق

نشر معهد الشرق الأوسط مقالاً للخبير النفطي روبين ميلز، حول الغاز في كردستان ـ العراق، أشار فيه إلى أن مشاعل حرق الغاز الممتدة من البصرة إلى دهوك، تعكس التحدي الذي يواجهه العراقيون، في تسخير هذه الثروة لبناء إقتصاد متنوع، لاسيما في ظل إعتماد دخلهم على النفط بنسبة 99 في المائة، ووجود قطاع حكومي مثقل بالبطالة المقنعة وبالمحسوبية والفساد والريعية وبنظام محاصصة عرقية ـ طائفية ـ حزبية، وغياب شبة تام لدور القطاع الخاص.

اقتصاد ريعي ومعوقات

وذكّر الكاتب بفشل الحكومات العراقية المتعاقبة في زيادة الواردات غير النفطية، وعدم قدرتها على توفير الخدمات الأساسية، كالكهرباء والتعليم والرعاية الصحية، أو مستوى من الرفاه الاجتماعي، مماثل لما هو موجود في دول نفطية، عازياً ذلك إلى المعوقات التي تعترض تنويع مصادر الدخل، كالصراعات العرقية والطائفية ووجود السلاح خارج إطار الدولة والتدخلات المباشرة في شؤونها الداخلية من دول الجوار، وخاصة إيران وتركيا، والجفاف الناجم عن تقليص هذين البلدين لحصة العراق من المياه، وتدهور إنتاج الأراضي الزراعية.

مشاكل بغداد وأربيل  

ورأى ميلز بأنه ورغم وجود ظروف أفضل للحياة والأمن في إقليم كردستان، فأن هناك معرقلات كبيرة لنموه، بسبب خلافاته مع الحكومة الإتحادية حول شرعية قانون النفط والغاز، وتلكؤ بغداد في دفع حصص الإقليم من الموازنات الفيدرالية، إضافة إلى التأثير السلبي لوجود تضخم في حجم العمالة بقطاعه الحكومي والتي وصلت إلى 1.3 مليون موظف، وتراكم الديون التي باتت تتراوح بين 17 و 31 مليار، والانقسام المرير بين الحزبين، الديمقراطي الكردستاني الذي يسيطر على القطاع النفطي، والاتحاد الوطني الكردستاني الذي تقع تحت هيمنته معظم حقول الغاز الرئيسية.

إنتاج الطاقة

وبيّن المقال بأن انتاج الإقليم من النفط والبالغ بين 400 و450 ألف برميل يومياً، يمثل عشر إنتاج العراق ككل، ومن حقول أصغر حجماً وأكثر صعوبة من الناحية الجيولوجية، في وقت لم تستطع فيه حكومة الإقليم، وعلى العكس من حكومة بغداد، أن تكتشف أية آبار جديدة في السنوات الأخيرة، مما شكل تحدياً لمحاولاتها تنويع الإقتصاد والصادرات وزيادة عائدات الميزانية. ويجعل هذا حسب روبين ميلز، من استخدام الغاز الطبيعي بشكل منتج، خطوة مهمة على الرغم من الإتجاه العالمي للتخلي عن الوقود الأحفوري، والانتقال إلى مصادر الطاقة المتجددة.

أهمية الغاز

وذكر المقال بأن إنتاج العراق من الغاز المصاحب ـ وهو الغاز المذاب الذي ينفجر عندما يخرج النفط إلى السطح ـ يبلغ 3 مليار قدم مكعب في اليوم، حيث تتم الإستفادة من نصفه ويتم حرق الباقي، ملحقاً الضرر بالبيئة وصحة الناس، في وقت تعد حاجة البلاد له كبيرة جداً. وأشار إلى تفرد إقليم كردستان في إنتاج كميات كبيرة من الغاز غير المصاحب - أي الغاز المستخرج بشكل مستقل عن النفط.

وذكر بأنه وإلى جانب إنشاء خط أنابيب من أربيل إلى دهوك، لنقل غاز حقل خور مور إلى محطة الطاقة غير المستغلة هناك، والذي تعرض لبعض الهجمات الصاروخية الغامضة، أعلنت شركة معدات الطاقة أجريكو عن الانتهاء من مشروع لاستخدام الغاز المشتعل من حقل سرقلة لتوليد 165 ميغاواط من الكهرباء.

وأعرب الكاتب عن إعتقاده بإن تطوير حقل خور مور وغيره من الحقول سيمنح إقليم كردستان العراق فائضًا من الغاز، ما بين 10-12 مليار دولار سنوياً، ويجعله واحداً من المناطق القليلة المجاورة لأوروبا، التي يمكن أن توفر كميات إضافية كبيرة من الغاز عبر خط الأنابيب. كما سيؤدي تعاون بغداد وأربيل إلى التخفيف من المصاعب التقنية والمالية التي تعرقل تطوير صناعة الغاز في كردستان، وضمان تدفقه إلى وسط وجنوب العراق، مما يخفف من العجز المزمن في الغاز والطاقة ومن الاعتماد على إيران.

 ***************************

شريط الأخبار

فشل مزمن!

كشفت وزارة الخارجيَّة في كلمة العراق لاجتماع منظمة التعاون الإسلامي عن إنخفاض الخزين المائي للبلاد إلى مُستوى خطير لم يشهده من قبل عبر تاريخه الحديث، متمنية أن يتم التعامل مع المياه على ضوء مبادئ الإسلام وقيم التسامح وحقوق الإنسان.  هذا ويبدو أن دعوات الحكومة وتمنياتها، لم تلق آذاناً صاغية في طهران وأنقرة، التي تقلص بشكل دوري من حصة العراق في المياه، إلى الحد الذي ينذر بجفاف خطير قد يهدد حتى مياه الشرب، حسب ما صرح به وزير الموارد المائية، مما يفرض على الحكومة تغيير سياستها الفاشلة، وإنتزاع حقوق العراق بقوة القانون الدولي، وليس بالتمنيات.

ما نحتاج تعليق

أصرت الكتل المتنفذة على إجراء عدد من التعديلات بقانون الإنتخابات في مسعى لضمان هيمنتها على البلاد، كرفع سن المرشح إلى 30 سنة، إمعاناً في تهميش الشباب، وإعتماد العد اليدوي المثير للجدل، والتغاضي عن تطبيق قانون الأحزاب فيما يتعلق بمنع المال والسلاح السياسي. هذا وكانت أكثر التعديلات إثارة للسخرية ما جرى للفقرة ثالثاً من المادة 7، والتي كانت تنص على ان يكون المرشح (من غير المحكوم عليهم بجناية او جنحة مخلة بالشرف بما فيها قضايا الفساد الإداري والمالي، سواءً كان مشمولاً بالعفو من عدمه) لتصبح (ان يكون من غير المحكوم عليهم بجناية او جنحة مخلة بالشرف)!

من بركاتهم

حلت بغداد في المرتبة الأخيرة بمؤشر الرعاية الصحية لعام 2023 والذي أوردته مجلة CEO World الأمريكية، على أساس البنية التحتية وعدد الكفاءات الصحية والتخصيصات المالية وتوفر الأدوية ومستوى الطواريء وتلوث البيئة والمياه النظيفة والصرف الصحي وغيرها. وفيما جمعت بغداد 33.5 نقطة على هذا المؤشر، حققت الدوحة ودبي وبيروت ومدينة دنا في بنغلاديش، 74، 68، 65، 40 نقطة على التوالي. هذا ويعّد التردي في الرعاية الصحية نتاجاً طبيعياً لإهمال الحكومات المتعاقبة ولغياب الموازنات الضرورية، حيث لم يتعد صرف العراق على صحة المواطن الواحد 161 دولاراً مقابل 649 دولاراً مثلاً، خصصت لذلك في الموازنة اللبنانيةً.

تخريب بيئي واقتصادي

بلغ إجمالي الاستيرادات في العام الماضي، 55.193 مليار دولار منها 17.458 مليار كإستيرادات حكومية و 37.735 مليار كإستيرادات للقطاع الخاص. وشكلت المنتجات النفطية 42 في المائة من الإستيرادات الحكومية، كان منها 1.970 مليار دولار للغاز الإيراني. هذا وفيما زاد إستيراد الوقود في 2022 بنسبة 60 في المائة عن العام 2021، توقعت مؤسسة عراق المستقبل للدراسات إرتفاع استهلاك الوقود في نهاية هذا العقد إلى 17 مليار لتر في السنة، بسبب بلوغ عدد السيارات 9.5 مليون سيارة حينها، مما سيشدد العجز في الوقود المتاح في الأسواق، ويرفع من معدلات إستيراده بنحو 30 في المائة كل عام. 

فساد.. فساد

يشهد الفساد المستشري في الدولة على يد القوى المتنفذة والسلاح المنفلت، إتساعاً مستمراً، حيث أعلنت هيئة النزاهة عن صدور قرار بالسجن الغيابي لمدة عشر سنوات على مديرٍ قسم الشؤون القانونية سابقاً في وزارة التربية لإستلامه رشوة بمقدار 100 مليون دينار مقابل تمرير عقد طباعة لصالح شركة خاصة، وكشفت عن هدر مبالغ تصل إلى 58 مليار دينار في بلدية النجف و6 مليار دينار في بلدية الكوفة في عمليات يشوبها الفساد. من جهته قرر وزير الصحة فصل عدد من مسؤولي وزارته في صلاح الدين بسبب تسريبهم أدوية حكومية إلى القطاع الخاص، وهو ما يتكرر حدوثه بإستمرار.

 ************************

الصفحة الرابعة

احتفالات الشيوعيين العراقيين بالذكرى 89 لتأسيس حزبهم

شيوعيو الديوانية يحتفلون بذكرى ميلاد حزبهم

الديوانية – طريق الشعب

أقامت اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في الديوانية، السبت الماضي، حفلا فنيا وشعريا ابتهاجا بالذكرى 89 لميلاد الحزب.

حضر الحفل الذي أقيم على قاعة قصر الثقافة والفنون، نائب سكرتير اللجنة المركزية للحزب الرفيق بسام محيي، وممثلون عن “البيت الوطني” والتيار الديمقراطي واتحاد نقابات العمال واتحاد الأدباء والكتاب في الديوانية، وشخصيات اجتماعية معروفة، فضلا عن جمع غفير من الشيوعيين ومحبيهم.

وبعد أن استمع الحاضرون للنشيد الوطني ووقفوا دقيقة صمت حدادا على شهداء الحزب والحركة الوطنية، ألقى عضو اللجنة المركزية للحزب وسكرتير محلية الديوانية، الرفيق ميعاد القصير، كلمة قال فيها أن “يد الحزب ممدودة للتعاون والتنسيق مع كل القوى الحريصة على إنقاذ البلد ووقف التدهور والسير على طريق الإصلاح الجذري والتغيير الشامل”.

وكانت لـ “البيت الوطني” كلمة في المناسبة ألقاها السيد أحمد رحمن، وأخرى للجنة الحراك المركزي ألقاها السيد عمر العبيدي، فضلا عن كلمة لرابطة المرأة العراقية في الديوانية ألقتها السيدة أم سالي، وكلمة باسم التيار الديمقراطي ألقاها منسقه في الديوانية د. محمد نعمة.

وتخللت الحفل فقرات فنية وشعرية. إذ نظم اتحاد الشبيبة الديمقراطي “مسيرة الشموع”. كما ألقى عدد من الشعراء قصائد تغنت بالوطن والحزب وحب الشعب، وقدم المطرب حسين فائز وصلة غنائية.

 *****************

في الهندية.. 31 آذار رمز البطولة والتحدي 

الهندية - غانم الجاسور

تحت شعار “31 آذار رمز البطولة والتحدي”، أحيت منظمة الحزب الشيوعي العراقي في قضاء الهندية بمحافظة كربلاء، عصر السبت الماضي، الذكرى 89 لميلاد الحزب في حفل بهيج أقامته على “كازينو شاطئ الهندية” المطل على نهر الفرات.

حضر الحفل جمع من الشيوعيين وأصدقائهم، بضمنهم رفاق من مدينة كربلاء، ووجوه اجتماعية وثقافية من أبناء الهندية.

الرفيق خالد شاكر عودة أدار الحفل وافتتحه قائلا: “لآذار نغني ونقيم الاحتفالات.. لتصدح الكلمات والاشعار في هذه المناسبة العظيمة”.

بعدها استمع الحاضرون للنشيد الوطني ووقفوا دقيقة صمت إكراما لشهداء الحزب والحركة الوطنية وانتفاضة تشرين.

نائب سكرتير منظمة الحزب الرفيق حسن مهدي، ألقى كلمة المنظمة في المناسبة، وقال فيها: “نحتفل اليوم بمناسبة عزيزة وغالية على الشيوعيين العراقيين واصدقائهم”، مشيرا إلى أن الشيوعيين خاضوا ويخوضون النضال ضد الجور والظلم والاضطهاد والانظمة العميلة والحكام المستبدين.

وأضاف قائلا أن “تشكيل الحزب جاء ليعزز كفة قوى التحرر والتقدم في ذلك الصراع، لتحقيق الاستقلال والتنمية الاقتصادية والاجتماعية، والدفاع عن مصالح شغيلة اليد والفكر والفقراء والمحرومين ويدعمها بقيم النضال الثابتة، الى جانب تحقيق السيادة الوطنية وتأمين الحقوق والحريات الديمقراطية لكافة شرائح الشعب، وضمان تلبية مطالب العمال والفلاحين وانقاذهم من تسلط الاقطاع وتحرير الفقراء والمعوزين من براثن الواقع الاجتماعي المتخلف، وغيرها من قضايا الشعب والجماهير التي كرس لها الحزب طاقاته النضالية الحافلة بالتضحيات والتحدي”.

وكانت للرفيق سلام العرداوي مداخلة في الحفل، قدم فيها موجزا عن تاريخ الحزب ومسيرته النضالية.

وشهد الحفل قراءات شعرية ساهم فيها الشعراء مؤيد الخالدي وعلي محمد عباس الحسناوي ومصطفى الكفري. 

وتلقى المحتفلون برقيات تهنئة في المناسبة من نقابة عمال كربلاء وفريق “صدى الحق” للأعمال الفنية.   

وفي الختام وزع الرفيق هادي عودة الكفري، شهادات تقدير على الشعراء المساهمين في الحفل. فيما أعرب سكرتير المنظمة عن الشكر والتقدير إلى المهندس عادل عزيز الوائلي وصديق الحزب حمزة نعمة، على دعمهما الحفل.

 ****************

شيوعيو الشطرة يحتفلون بعيد التأسيس

الشطرة  - ماجد جابر

في مناسبة الذكرى 89 لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي، أقامت اللجنة المحلية للحزب في قضاء الشطرة، السبت الماضي، حفلا جماهيريا كبيرا.

حضر الحفل الذي احتضنته قاعة منتدى الثقافة والفنون في مركز القضاء، مدراء دوائر رسمية وممثلو أحزاب سياسية وقوى وطنية وشيوخ عشائر ومثقفون وأدباء ومواطنون آخرون، إلى جانب جمع من الشيوعيين وعائلاتهم.

الرفيقان سعد عزيز وعلي هاشم أدارا الحفل وافتتحاه محيّين ذكرى تأسيس الحزب، ليقف الحاضرون بعدها دقيقة صمت إكراما لشهداء الحزب والحركة الوطنية وسائر شهداء الوطن.

بعد ذلك، ألقى سكرتير اللجنة المحلية الرفيق شهيد الغالبي كلمة في المناسبة، تناول فيها معاناة الشعب جراء الأزمات السياسية والبطالة والغلاء الفاحش، مشيرا إلى أن “ذلك كله يأتي بسبب السياسات الفاشلة للقوى المهيمنة على القرار السياسي”.

وشدد الرفيق في الكلمة على “أهمية تضافر جهود القوى المدنية والتشرينية في الاصطفاف من أجل محاربة الفساد وإنقاذ البلد من وضعه الصعب ومحاربة مظاهر السلاح المنفلت، مع فرض سلطة القانون، والكشف عن قتلة المتظاهرين وتقديمهم للعدالة”.

وكانت لتنسيقية التيار الديمقراطي العراقي في الشطرة كلمة ألقاها السيد ياسين آل زيارة، واشاد فيها بمواقف الحزب في ترسيخ مبدأ الدولة المدنية، مؤكدا ضرورة تطوير قوى التيار الديمقراطي لمواجهة التحديات التي تمر بالبلاد.

وتخللت الحفل قصائد مهداة إلى الحزب والوطن، ألقاها الشعراء د. حامد الشطري والرفيق محمود العكيلي والرفيق محمد جلود ود. حازم هاشم وحسين صالح.

وبعد أن قدم الفنان نذير السباعي وصلة غنائية، قدمت “فرقة لكش” المسرحية عرضا مسرحيا بعنوان “دستوبيا”، من تأليف الرفيق محمد كاطع وإخراج طالب خيون، وتمثيل كل من حسن فلاح ومسلم جليل وعلي كامل وباقر صالح ومرتضى الهلالي وحيدر آل ثويني وعلي اللامع ومحمد كريكر. أما الإضاءة فهي من تنفيذ فاضل الخفاجي، والهندسة الصوتية من إنجاز د. خالد المصري.

 وتلقى الحفل برقيات تهنئة في المناسبة من قبل التيار الاجتماعي وممثلية البيت الوطني في ذي قار والتيار الديمقراطي في الشطرة واتحاد الفلاحين ونقابات العمال فضلا عن رابطة المرأة العراقية واتحاد الطلبة.

وفي سياق الحفل جرى تقليد عدد من اصدقاء الحزب ومثقفي المدينة المتميزين، قلادات تحمل شعار الحزب. وقد ساهم في التكريم عضو اللجنة المركزية الرفيق وسام مهدي، والرفيق فرحان مسير، وسكرتير اللجنة المحلية في ذي قار الرفيق ابو نبيل.

واختتم الحفل على وقع أغنيات الحزب والأناشيد الوطنية. 

يشار إلى أنه قبل انطلاق الحفل، افتتح معرض تشكيلي للفنان كميل وميض.

 ******************

الزواج المبكر أحد أسبابها.. الأميّة.. مطالبات بتفعيل التعليم الإلزامي لمكافحتها

بغداد ـ طريق الشعب

خلال سبعينيات القرن الماضي، صنّفت منظمة اليونيسكو العراق ضمن المراتب الأولى عالميا في جودة التعليم ومحو الأمية، لكنه بدل التقدم، وضعه التصنيف الأخير، ضمن أكثر البلدان معاناةً من انتشار الأمية، بنسب تتجاوز 47%.

ولا تزال ظاهرة الأمية تتفشى في البلاد؛ فبالرغم من نسبها المتفاوتة إلا أنها تنتشر بين فئات النساء بشكل أكبر، والتي يعزوها البعض إلى عوامل اقتصادية وانتشار الفقر والبطالة.

وتعرف الأمم المتحدة، الأمية بالمفهوم العام على أنها عدم القدرة على قراءة وكتابة جمل بسيطة بأي لغة. وبحسب الإحصاءات التي صدرت من نقابة المعلمين العراقيين فإن عدد الأمية تجاوز عتبة 10 ملايين، فيما صرحت الأمم المتحدة بوجود أكثر من 11 مليون أمّي في البلاد.

انخفاض في نسبها

ويذكر المتحدث باسم وزارة التخطيط، عبد الزهرة الهنداوي، ان “نسب الأمية خلال هذا العام تقدر بـ12 بالمائة”، ملوحاً بأن نسبة الفتيات منها 18 بالمائة، كما تتراوح نسب الأمية عند النساء في الأرياف 22 بالمائة”.

ويؤكد الهنداوي في تصريح لـ”طريق الشعب”، أنّ “النسبة العامة للأميّة انخفضت من 20 بالمائة إلى 12 بالمائة”.

وعن نسب الالتحاق بالدراسة الابتدائية في عموم البلاد، يشير الى ان النسبة وصلت إلى 94 بالمائة، اذ التحق أكثر من مليوني تلميذ بالدراسة الابتدائية، إلا أنها تنخفض في الدراسة المتوسطة لتصل إلى 60 بالمائة، في وقت يُقدر فيه عدد سكان العراق بأكثر من 40 مليون نسمة.

الهروب من المدرسة والسبب؟

وتبين أشواق البياتي، وهي تدريسية في إحدى مدارس محو الأمية في جانب الكرخ، ان “المدارس الخاصة بمحو الأمية، تكون صنفين؛ الأولى للرجال والأخرى للنساء. ولا توجد مدارس مختلطة”.

وتتحدث البياتي لـ “طريق الشعب”، عن بعض الأسباب التي نقلتها عن طلابها، ومنعتهم من إكمال الدراسة، قائلة: ان “الظروف الاقتصادية كانت السبب الأول والرئيسي في عزوفهم عن الالتحاق بالدراسة، إضافة إلى العرف الاجتماعي السائد في وقتها المتمثل بفكرة ان المرأة مكانها البيت، ويجب قبولها بالزواج المبكر”.

وتشير إلى سبب آخر يتمثل بهرب العديد من الأطفال ـ تحديدا الذكور ـ من المدارس لمساعدة أهاليهم في تدبير لقمة العيش.

وتلفت إلى وجود محفزات ساهمت في عودة العديد من الطلبة إلى الدراسة، منها: تقديم مساعدات لكل دارسة تشمل مساعدات مالية وغذائية ومنزلية، إضافة الى إعطاء أولادهن دروسا للتقوية بمدارس محو الأمية بشكل مجاني، وإشراكهن في دورات تدريبية في العديد من المجالات منها الخياطة والحلاقة وغيرهما”.

وتجد البياتي أن “الحد من الأمية، هو أحد اهم أسباب تقدم الأمم وتطورها، إضافة إلى التخلص من الفقر والحد من مشكلة النمو السكاني”.

تعليم إلزامي

وتصف الناشطة العراقية مرح علي، ظاهرة انتشار الأمية بين فئات النساء بـ”الظاهرة الخطرة”، ملوحة بان النسب تزداد تحديدا لدى الفئة العمرية بين 10 - 20 عاما”.

وتعد علي خلال حديثها لـ “طريق الشعب”، أن “الأوضاع السياسية وما خلفته من أزمات اقتصادية واجتماعية وأمنية، ساهمت في تفاقم نسب الأميه”.

وتؤشر الناشطة سبباً آخر في ارتفاع نسبة الأمية بين النساء، يتمثل في “ظاهرة الزواج المبكر المنتشرة بدرجة كبيرة في المجتمع، حيث أجبرت العديد من الفتيات على الزواج المبكر وترك الدراسة، ما زاد من نسب الأمية”.

وتشدد على ضرورة اعتماد التعليم الإلزامي، حيث يتم إلزام انتساب الأطفال إلى المدرسة وحضورهم خلال المراحل التعليمية المنصوص عليها قانونيا، إذ يعتبر التعليم إلزاميا للجميع لاكتساب المعرفة وزيادة الوعي المجتمعي العام، مشددة على ضرورة “جعل التعليم مجانيا في المراحل الأساسية، وتخفيض التكاليف للدراسات العليا”، لأن تخفيض هذه التكلفة “يعطي فرصا متكافئة لكل الطبقات الاجتماعية في التعليم والمشاركة السياسية والاجتماعية”.

 ******************************

الصفحة الخامسة

مواطنون عراقيون: الانترنت؟ خدمة سيئة وأسعار مرتفعة

متابعة – طريق الشعب

يشكو المواطنون في عموم المحافظات، من سوء خدمة الإنترنيت وارتفاع أسعارها، سواء المزودة عن طريق أبراج الخدمة أم عبر شركات الهاتف المحمول. يأتي ذلك بالرغم من إعلان وزارة الاتصالات في الحكومة الحالية، اتخاذها قرارات هادفة إلى تحسين الخدمة والحد من ارتفاع أسعارها.

ويؤكد مواطنون لـ “طريق الشعب، أن خدمة الانترنيت التي يحصلون عليها لا تتناسب مع مبالغ الاشتراكات الشهرية الكبيرة التي يدفعونها لمزودي الخدمة، مبينين أن ضعف الانترنيت بات يحبط المستخدم ويؤثر على وضعه النفسي، خاصة بالنسبة لمن يعتمد في إدارة عمله أو وظيفته على الشبكة العنكبوتية.  

وكانت وزيرة الاتصالات هيام الياسري قد أعلنت عن إطلاق خدمة الاشتراك المدعوم للإنترنيت في عموم العراق، وإمكانية حصول كل مشترك على كامل الحزمة التي يختارها من دون نقص أو ضعف، بواقع 15 ألف دينار لكلّ 100 غيغا بايت، و30 ألف دينار لكلّ 200 غيغا، و45 ألف دينار لكلّ 300 غيغا.

وأشارت الياسري إلى منح 10 غيغا بايت مجانية للعائلات الفقيرة، وفي حال نفادها، بإمكان تلك العائلات الاشتراك بمبلغ 15 ألف دينار للحصول على 100 غيغا بايت، معتبرة أن سبب سوء الخدمة هو وجود أكثر من 100 شركة معنية بتقديمها، أغلبها غير مرخص، إلى جانب أكثر من 15 ألف وكيل لهذه الشركات، فضلاً عن التلاعب في السعات المجهزة من قبل الوكلاء من خلال مشاركة أكثر من مشترك في حزمة واحدة.

وبالرغم من وعود وزارة الاتصالات بتحسين الخدمة، إلى إنّها لا تزال سيئة ولم تصل إلى مراحل الجودة المعتمدة - حسب مشتركين وخبراء اتصالات.

ويلفت هؤلاء في حديث صحفي، إلى أن الإنترنيت المدعوم الذي أعلنت عنه الوزارة لم يغير من واقع الخدمة المتاحة، لأنّ مصدر الإنترنيت لا يزال هو ذاته.

وبحسب مركز الإعلام الرقمي العراقي، فإن العراق يحتمل المرتبة 113 عالمياً في جودة خدمات الإنترنيت.

طرق تقليدية

يقول خبير الاتصالات عامر حبيب، أن “تزويد المشتركين بالإنترنيت في العراق يجرى من خلال الطرق التقليدية ذاتها، أي من خلال الوكلاء وأصحاب الأبراج، فيما تنعدم تماماً الوسائل الحديثة في التجهيز بسبب عدم وجود بنية تحتية متطورة”.

ويضيف في حديث صحفي، أن “سوء الخدمة لا يقترن بنوع الاشتراك فحسب، إنما بأسعار الحزم التي تجهزها وزارة الاتصالات للشركات. إذ تباع هذه الحزم بأسعار مرتفعة جداً، وهو ما يضطر موزعي الخدمة إلى خفض السعات الواصلة إلى المشتركين، أو اللجوء إلى آلية دمج ومشاركة الاشتراكات المنزلية بين أكثر من مشترك، من أجل تخفيف الكلفة”.

ويشير حبيب إلى أن “شركات الإنترنيت في المحافظات تبرر سوء الخدمة بأنها تصل إليهم ضعيفة من مصدر التجهيز في مصر وتركيا وإقليم كردستان، ما يعني أنّ مصدر تجهيز الخدمة لم يتغير. وهنا يأتي دور وزارة الاتصالات في مراقبة الجودة والكمية المُجهزة أو البحث عن مصادر جديدة”.

خدمة ضعيفة جدا

يؤكد مواطنون أنّ أسعار الإنترنيت لا تزال مرتفعة بالرغم من إعلان وزارة الاتصالات دعم الخدمة وتحديد أسعار الباقات المقدمة للمشتركين.

وفي هذا الصدد يوضح المواطن علاء الدليمي، أن “أسعار الاشتراكات الشهرية المقدمة من وكلاء التجهيز وأصحاب الأبراج تبدأ من 35 إلى 200 ألف دينار، وإنّ أكثر الاشتراكات التي يرغبها المشتركون، هي باقتا الـ35 و50 ألف دينار، وهاتان الباقتان خدمتهما عادة ما تكون ضعيفة جداً ولا تغطي استخدامات العائلة. فيما يشترك أصحاب الدخل العالي في باقة الـ200 ألف دينار”.

ويلفت الدليمي إلى أن “الفئة الأكبر من المجتمع هي من أصحاب الدخل المحدود وممن هم دون مستوى خط الفقر، وهؤلاء لا يقوون على تأمين مبالغ اشتراكات مرتفعة. كذلك أن كل عائلة لديها تلاميذ مدارس يحتاجون إلى الإنترنيت لغرض متابعة مناهجهم التعليمية، لا سيما أنّ أغلب المدارس لم توزع الكتب كاملة على تلاميذها، ما يضطرهم إلى تحميلها من خلال المواقع الالكترونية، لذلك تزداد المعاناة في ظل سوء الخدمة وارتفاع أسعارها”.

خدمة الوزارة لا تكفي سوى أيام!

وعن خدمة الإنترنيت المدعوم التي أعلنت عنها وزارة الاتصالات، يوضح الدليمي أنّ “هذه الخدمة لا تكفي سوى لأيام، ولا يمكن الاستفادة منها على مدار شهر كامل، لأنّ الكمية المحددة فيها لا تغطي الحاجة اليومية للعائلة التي تمتلك أجهزة اتصال عدة، ما يضطرها إلى تجديد الاشتراك مرتين أو ثلاثاً شهرياً”.

وبالنسبة لخدمة الإنترنيت التي تقدمها شركات الهاتف المحمول، يذكر المواطن أن أسعارها مرتفعة جدا، ولا يمكن للمواطن البسيط تفعيل الباقة الشهرية منها، التي يصل سعرها إلى 50 ألف دينار”.

الشركات لا تلتزم بالأسعار المحددة

من جهته، يقول الخبير التقني خالد عباس، انّ “الشركات الرئيسة المجهزة لخدمة الإنترنيت لم تلتزم بتطبيق خطة وزارة الاتصالات في تحديد مستويات الأسعار. وان الخطة طبقت فقط على أصحاب الأبراج، ما دفعهم إلى دمج ومشاركة الاشتراكات للمنازل من أجل تحقيق قدر من الربح”.

ويشدد في حديث صحفي، على “أهمية مراقبة عمل شركات الانترنيت وأسعار خدماتها وجودتها، فضلاً عن توفير البنية التحتية اللازمة للخدمة، مع إجراء صيانة دورية للكابلات والأجهزة التقنية”.

 *********************

اكول.. لماذا لا يتم تصليح الطرق ليلا!؟

ايات سعدون

تنفذ امانة بغداد ومعها جهات خدمية عديدة، هذه الأيام، حملة إعمار للكثير من الطرق والجسور في العاصمة. وفي الوقت الذي يؤيد فيه المواطنون هذه الحملات الضرورية، يشعرون بالاستياء منها أحيانا، لكون العمل ينجز في أوقات النهار وخلال الدوام الرسمي ولا يكتمل غالبا في الوقت المحدد، ما يعرقل الحركة المرورية، لا سيما أن الدوائر الخدمية لا توفر في الغالب طرقا بديلة.

لكن، ما أثار استغراب مواطنين في منطقة الزراعي المجاورة لمحكمة الكرخ في “شارع الربيع”، هو حملة الإعمار الواسعة التي أطلقت في المنطقة أخيرا، والتي جرى فيها تعبيد الطرق الرئيسة ورصف الأرصفة ببلاط المقرنص، وصبغها. إذ كان العمل ينفذ في أوقات متأخرة من الليل، وأنجز في الوقت المحدد.

السؤال: هل أن هذا العمل أنجز وفق الروتين الطبيعي؟ لا يبدو كذلك – حسب المواطنين – لكون الأمر جرى عبر تحرك مسؤولين حكوميين من سكان المنطقة، فنفذت الحملة على وجه السرعة. فيما رفع مقربون من هؤلاء المسؤولين لافتات يشكرون فيها الأخيرين على هذا الإنجاز!

يتساءل مواطنون في مناطق عديدة من بغداد: لماذا لا تنفذ حملات الإعمار في المناطق الخالية من المسؤولين بالطريقة نفسها!؟

 ****************

لا كراسيَ ولا سديات!

بغداد – طريق الشعب

شكا عدد من المواطنين في بغداد ومحافظات أخرى، من عدم توفر كراس متحركة لنقل المرضى في عديد من المستشفيات.

وقالوا لـ “طريق الشعب”، أن “مستشفيات بغداد تكاد تخلو من هذه الكراسي، وفي حال توفرت ستكون قديمة وغير سليمة ولا تؤدي الغرض المطلوب”.

فيما اشتكى مواطنون آخرون من عدم توفر “سديات” متحركة لنقل الحالات الطارئة في عدد من المستشفيات او ان المتوفر غير صالح للاستخدام منتقدين “فشل الحكومات المتعاقبة المستمر، في توفير ابسط الخدمات الصحية”.

وطالب المواطنون عبر “طريق الشعب”، المسؤولين في وزارة الصحة بمتابعة هذه المشكلة، ووضع الحلول العاجلة لها، مشيرين إلى أن هذه المستلزمات ضرورية جدا، ويجب أن تكون موجودة دوما عند أبواب المستشفيات لإغاثة الحالات الحرجة.

كما رأوا أنه من الضروري تخصيص ممرات لسير هذه العجلات، كي يتسنى لها الوصول سريعا إلى أقسام الطوارئ في المستشفيات.

 **********************

حوادث مرورية مميتة على «سدة الزبيدية»!

الزبيدية – شاكر القريشي

يشكو سكان قضاء الزبيدية في محافظة واسط، من كثرة الحوادث المرورية المميتة التي شهدها ويشهدها “طريق السدة” في القضاء، مشيرين لـ “طريق الشعب” إلى أن هذا الطريق ليس من الطرق الرئيسة ولا يستوعب أعداد السيارات الكبيرة التي تمر عبر القضاء يوميا، لكنه أصبح كذلك، بسبب حملة الإعمار التي تجرى حاليا في مدخل القضاء والتي تأخر إنجازها”. 

ولفت المواطنون إلى أن “قضاء الزبيدية يحتل موقعا ستراتيجيا، كونه قريبا من الطريق الدولي بغداد – البصرة، وممرا نحو قضائي الصويرة والنعمانية، وناحية الشحيمية، فضلا عن كونه يضم محطة كهرباء حرارية كبيرة، ومشاريع زراعية وإروائية، لذلك تمر منه يوميا أعداد كبيرة من المركبات”.

يقول المواطن محمد عدنان، أن “القضاء يشهد حملة إعمار واسعة لطرقه الرئيسة، ومنها طريق المدخل، وبسبب إغلاق الأخير أصبح شارع السدة بديلا عنه”، مبينا لـ “طريق الشعب”، أن “شارع السدة سايد واحد، وليس ذهابا وإيابا، وبسبب كثرة السيارات التي تمر منه يوميا، وسيرها بسرعة فائقة، حصلت حوادث سير عديدة راح ضحيتها العشرات من الأبرياء”.

من جانبه، لفت المواطن فلاح علي الدليمي، إلى أنه “سبق ان طالبنا القائم مقام ومدير بلدية الزبيدية بنصب مطبات على شارع السدة، لإرغام المركبات بتخفيف سرعتها، لكننا لم نلق استجابة”، مطالبا بإيلاء هذا الموضوع اهتماما بالغا، وبالإسراع في إنجاز حملة الإعمار.

 **************

مواساة

  • تتقدم اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في الديوانية بالتعازي والمواساة للرفيق كاظم جياد (أبو وسام)، وذلك بوفاة زوجته.

الذكر الطيب للفقيدة والصبر والسلوان لعائلتها وذويها.

 ***********************

الصفة السادسة

لا ضغط على حكومة اليمين المتطرف .. صعوبة توحيد المعارضة البولونية

متابعة – طريق الشعب

أحدث دراسة لمعهد “النقد السياسي” في بولونيا، لخصت الوضع الراهن بكثافة وإيجاز: ليس هناك حراك محتمل في أوساط الناخبين في البلاد، فالاستقطاب سيد الموقف، أمّا مع أو ضد الحكومة. لهذا، إذا أرادت المعارضة الفوز في الانتخابات البرلمانية في الخريف المقبل، فعليها تعبئة ناخبيها بالكامل، والعمل على تفكيك تعبئة المعسكر الحكومي.

إذا تحدثت إلى الناخبين الناقدين لحكومة اليمين المتطرف في بولونيا في هذه الأيام، ستلمس حالة من القنوط: إذا استمرت المعارضة تعمل على هذا النحو، فسوف يقدمون دورة جديدة لحكومة اليمين المتطرف للمرة الثالثة، وعلى طبقٍ من ذهب.

وهذا على الرغم من أن الاتجاهات السياسية الكبرى، تسير لصالح سفينة المعارضة. وفقًا لاستطلاع رأي نشرتهُ صحيفة الجمهورية اليومية المحافظة قبل أيام قليلة، يؤيد قرابة 80 في المائة من السكان، جعل قانون حقوق الإجهاض ليبرالي مرة أخرى، وتخليصه من قيود اليمين المتطرف المحافظة. و56 في المائة ممن تم استجوابهم أيدوا تحديد موعد نهائي دون قيد أو شرط، و11.5 في المائة فقط، مع الإبقاء على القانون المحافظ النافذ. وهذا يعني، أن حزب اليمين المتطرف الحاكم، لا يحظى في هذه القضية بتأييدِ جميع ناخبيه. بعبارةٍ أخرى: خسر الحزب الحاكم والكنيسة الكاثوليكية المعركة بشأن إعادة الإنتاج الاجتماعي، أي فرض الإنجاب المفتوح على النساء البولونيات. وبدلا من توظيف هذا التطور لصالحها، يطالب “منتدى المواطنين” الذي يمثل المعارضة المؤثرة اليوم في ساحة المعارضة البولونية، بالعودة إلى القانون الذي كان نافذاً في التسعينيات.

دونالد تاسك، رئيس “منتدى المواطنين”، يجوب البلاد، ويعد بإعفاء الشركات الصغيرة من ضريبة الدخل، ومساهمات الضمان الاجتماعي: على سبيل المثال، لا ينبغي فرض أي مساهمات تأمين على عائدات بيع الأصول التجارية، الأمر الذي لا يمثل جديداً، وليس مقنع للكثيرين. ولحل مشاكل الإسكان العاجلة، يقترح المنتدى منح الشباب قروضَ إسكانٍ بدون فوائد، ومضمونة من الدولة بدلاً من بناء مساكن اجتماعية على أراضٍ مملوكةٍ للبلديات، أي تكرار ما وعدت بهِ حكومة اليمين المتطرف، لكنها فشلت في تنفيذ وعودها. لذلك ستستمر الأسعار في الارتفاع، ويمكن للبنوك وأسماك القرش العقارية أن تتنفس الصعداء، ويجب أن يظل النموذج الأنجلو ساكسوني لسوق الإسكان سائداً.

لكن أكثر ما يحبط أنصار المعارضة، هو عدم قدرة قادة المعارضة، بمعنى آخر عدم الرغبة السياسية، في خوض الانتخابات ضد حكومة اليمين المتطرف بقائمةٍ واحدةٍ موحدة، التي تمثل الفرصة الوحيدة للتغلّب على عقبة نظام العد في النظام الانتخابي النافذ، الذي صُمّمَ لخدمة القوائم الكبيرة على حساب القوائم الأصغر.

لكن تاسك ليس حريصًا بشكلٍ خاص على مشاركة “موقع الصدارة” مع شركاء معارضين في حال الاتفاق على قائمة موحدة. وعلى اليسار، هناك خوف كبير من الخضوع لأجندة القوى الليبرالية بقائمة ذات مقاسٍ واحد يناسب الجميع، ومرة أخرى يستفاد “الأقل شراً” والذي تبين لاحقًا أنهُ أكثر من ذلك بكثير.

 *******************

القضاء الكويتي يقر ببطلان الانتخابات ويعيد مجلس الأمة المنحل... الحركة التقدمية تطالب بالدفاع عن المكتسبات الدستورية

الكويت - وكالات

حكمت المحكمة الدستورية الكويتية، أول أمس، لصالح إعادة البرلمان السابق للواجهة السياسية، وقضت ببطلان الانتخابات التشريعية التي فازت بها المعارضة العام الماضي، وذلك على خلفية طعون شككت في صحة المراسيم الدستورية المرتبطة بها.

وجاء في قرار صادر عن المحكمة الدستورية، اطلعت عليه وكالة الأنباء الفرنسية: “قضت المحكمة ببطلان عملية الانتخاب برمتها، وبعدم صحة عضوية من أعلن فوزهم فيها، لبطلان حل مجلس الأمة، وبطلان دعوة الناخبين لانتخاب أعضاء المجلس”.

وقررت المحكمة، أن  “يستعيد المجلس المنحل من تاريخ صدور الحكم (...) سلطتهُ الدستورية كأن الحل لم يكن”.

من جانبها، رفضت الحركة التقدمية الكويتية، القرار القضائي الذي أبطل شرعية الانتخابات البرلمانية الأخيرة، وإعادة البرلمان المنحل إلى الواجهة، عازيةً ما يجري إلى “انعدام حس المسؤولية في إدارة الدولة”.

 وقالت الحركة في بيانٍ لها، اطلعت عليهِ “طريق الشعب”، إنهُ “بصدور حكم المحكمة الدستورية بإبطال الانتخابات النيابية الأخيرة ومجلس الأمة الناتج عنها، وبإعادة مجلس النواب المرفوض شعبياً، استنفدت السلطة في الكويت ما بقي لها من رصيد حسن الظن والأمل الذي كانت تحفظه لها شريحة لا بأس بها من الشعب”.

وأضافت، أن “العودة لمسلسل إبطال مجلس الأمة تحت حجج شكلية، لا يعيدنا فقط لوضع مأساوي سبق أن عشناه منذ حوالي ثلاثة عشرة سنة، ولا نزال، بل إنهُ يمثل وضعاً هزلياً يبلغ فيه العبث وانعدام حس المسؤولية في إدارة الدولة مدىً غير مسبوق في تاريخ الكويت الحديث، وهو ما يتطلب التداعي الشعبي والتماسك لمقاومة الإحباط واليأس، والدفاع بصلابة عن المكتسبات الدستورية والسياسية”.

 *****************

الرئيس الصيني : مستعدون  لحماية النظام العالمي

موسكو – وكالات

قال الرئيس الصيني، شي جين بينغ، الذي بدء بزيارة موسكو، أمس، والتي تستمر لثلاثة أيام، إن “بلاده مستعدة مع روسيا لحماية النظام العالمي على أساس القانون الدولي”.

واعتبر بينغ الزيارة الرسمية التي يجريها إلى موسكو، بأنها ستعطي الاتحاد الروسي دفعةً جديدةً لتنمية العلاقات الروسية الصينية، والتفاعل الاستراتيجي، مؤكداً أن تطوير العلاقات بين روسيا الاتحادية وجمهورية الصين الشعبية لا يفيد شعوبهما فحسب، بل يساهم أيضاً بشكلٍ كبير في تقدم العالم بأسره.

وأضاف، أنهُ “من الضروري مناقشة القضايا الدولية مع بوتين، ووضع الخطوط العريضة لخطة تطوير التعاون الاستراتيجي، في عالم مضطرب، فإنّ الصين مستعدة مع روسيا للدفاع بحزم عن النظام الدولي المتمركز حول الأمم المتحدة”.

ويتوقع أن يعزز دور بكين كصانع سلام محتمل في الحرب الأوكرانية، بينما يأمل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في أن تمنحهُ هذه الزيارة دعماً في مواجهة الضغوط الغربية.

 *****************

بوتين : نقدم القمح مجاناً إلى أفريقيا 

موسكو - وكالات

ذكر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن “بلاده مستعدة لنقل الحبوب والأسمدة للدول الأفريقية مجاناً، إذا ما قررت عدم تمديد صفقة الحبوب بعد انتهائها خلال 60 يوماً”.

وقال بوتين في المؤتمر البرلماني الدولي الثاني “روسيا أفريقيا”: إن “بلادنا تفي بجميع التزاماتها بكل إخلاص، سواء فيما يتعلق بتوريد الحبوب والأسمدة والوقود وغيرها من المنتجات ذات الأهمية الحاسمة لدول القارة الإفريقية، وبالتالي المساهمة في ضمان الأمن الغذائي وأمن الطاقة”.

وأشار إلى أن بعض الأصول الروسية تم تجميدها في الدول الأوروبية، بما في ذلك الأسمدة، معرباً عن استعداد بلادهِ فعلياً لنقلها إلى الدول المحتاجة مجاناً، إلا أن “هناك معوقات”.

 **************

فلسطين .. الحكومة تستنكر تصريحات وزير إسرائيلي

القدس – وكالات

استنكر رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، أمس الاثنين، التصريحات “المتطرّفة” لوزير المال اليميني في حكومة إسرائيل، متهماً إياها بالتحريض والانسجام مع الأفكار العنصرية. فيما شدد على أن هذه التصريحات “لن تهز انتماءنا لأرضنا وتاريخنا”. 

وكان الوزير بتسلئيل سموتريتش، قد صرّح في باريس الأحد الماضي، خلال إحياء ذكرى وفاة ناشط فرنسي إسرائيلي مقرّب من اليمين الإسرائيلي، أنه “لا يوجد فلسطينيون، لأنه لا يوجد شعب فلسطيني”، وفق ما جاء في مقطع مصوّر تمّ تداوله عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وأضاف سموتريتش الذي أثار قبل نحو ثلاثة أسابيع، ضجةً وإدانةً دوليةً إثر تصريح لهُ بضرورة “محو” بلدة حوارة الفلسطينية، معلناً “بعد 2000 عام في المنفى يعود شعب إسرائيل إلى ديارهم”.

وجاء ردّ الحكومة الفلسطينية، على لسان رئيسها محمد أشتية، الذي وصف هكذا تصريحات بـ”التحريضية”، وأكد أنها “دليل قاطع على الفكر الصهيوني العنصري المتطرف”.

وأشار إلى أن “هذه التصريحات التحريضية منسجمة مع المقولات الصهيونية الأولى (أرض بلا شعب لشعب بلا أرض)، وأن الأراضي الفلسطينية (متنازع عليها)”، مبيناً أنها “تعبر عن عنجهية القوة والغطرسة، ولا تهز انتماءنا إلى أرضنا وتاريخنا، وأن كل الآثار والتاريخ تبرهن على التصاق الفلسطيني بأرضهِ منذ فجر التاريخ البشري والإنساني”.

وأكد رئيس الوزراء الفلسطيني، أن إسرائيل “دولة استعمارية أنشأها المستعمرون والمستوطنون، وتوسعت مثل أي استعمار استيطاني عبر التاريخ”.

 *********************

العملية السياسية في السودان تمرُّ بمنعطفٍ حرج

الخرطوم - قرشي عوض

بعد أن انقشعت سحابة التوتر بين قيادات المكون العسكري من خلال الاجتماع الذي جمع الفريق البرهان مع حميدتي، وإعلان الجيش التزامه بالاتفاق الإطاري، وتكوين لجنة للسيطرة على الأوضاع الأمنية من القوات النظامية والحركات المسلحة، دبَّ الخلاف هذه المرة داخل المكون المدني، عبر تحركات غريبة لقيادات حزب الأمة، أكبر الكتل الموقعة علي الاتفاق الإطاري. والذي التقت قيادتهُ ممثلةً في الرئيس المكلف فضل الله برمة ناصر، ونائبته مريم الصادق المهدي، بالحزب الشيوعي والكتلة الديمقراطية، كلاً على حدة.

وجاءت تلك التحركات، إثر صراع بات مكشوفاً بين مكتب رئيس الحزب، والأمانة العامة بقيادة الواثق البرير، صهر زعيم الحزب الراحل الصادق المهدي، والذي يساندهُ الصديق المهدي، نجل الزعيم المؤسس، كما تساندهُ مجموعة من قيادات المكتب السياسي التي رفعت مذكرة احتجاج علي تحركات رئاسة الحزب، ممثلة  في الرئيس ونائبه الفريق صديق اسماعيل، الرجل المقرب من فلول النظام السابق.

ففي الوقت الذي أعلن فيهِ رئيس حزب الأمة ونائبه عن رغبتهم في العمل مع العسكر، أعلن الأمين العام وقوفه إلى جانب الشارع الثائر، وتمسكهم بالاتفاق الإطاري، وأن تحركات قيادة الحزب تعبر عن مواقف شخصية. وبات واضحاً أن الامين العام يستقوي بقوى “الحرية والتغيير”، المجلس المركزي، في صراعهِ مع مكتب رئيس الحزب. وتجدر الإشارة إلى أن الرئيس ونائبه ينحدران أصلاً من المؤسسة العسكرية، فالأول لواء متقاعد من الجيش، والثاني فريق في الشرطة قبل أن ينزل للمعاش.

من جانبهِ أعلن مني اركو مناوي، أحد أبرز قيادات الجناح الآخر في قوى “الحرية والتغيير”، في تصريحات صحفية، أن تسمية رئيس للوزراء قبل الوصول إلى اتفاق سياسي؛ يعتبر محض (استهبال سياسي)، وكان السيد بريتس فولكر، رئيس الآلية الثلاثية الراعية للعملية السياسية، كان قد صرّحَ من قبل بإمكانية تكوين الحكومة قبل حلول شهر رمضان القادم. كما تم تداول أسماء مرشحة لمنصب رئيس الوزراء، منهم: الرئيس السابق عبد الله حمدوك.

 من جانبها، أعلنت قوى “الحرية والتغيير”، المجلس المركزي، قبولها بالحوار مع حركتي مناوي وجبريل إبراهيم، لكنها رفضت ما اسمتهُ بإغراق العملية بكياناتٍ لا وجود لها، ولاعلاقة لها بالثورة. في إشارة إلى الكيان الذي يتزعمهُ المهندس مبارك أردول، المدير العام للشركة السودانية للموارد المعدنية، والذي برز إبان انقلاب ٢٥ أكتوبر، وظل من الداعمين لهُ حتى الآن. وهو في الأوساط السياسية والإعلامية، محسوب على المكون العسكري، وأن دخوله في العملية السياسية، يعتقد أنهُ بدفع من الفريق “شمس الدين الكباشي”، الذي ينحدر من نفس الجغرافية التي قدم منها أردول .  ورداً على تصريحات “الحرية والتغيير”، أعلن مناوي أنهُ لن يوقع اتفاقاً مع أي جهةٍ بمعزل عن حلفائهِ في الكتلة الديمقراطية الذين يُعتبر أردول من أبرزهم . تجدر الإشارة إلى أن وزارة المعادن التي تتبع لها الشركة السودانية للموارد المعدنية، التي يرأسها أردول، ينحدرُ وزيرها من حركة مناوي. وكان أردول، قد خصص مبالغ كبيرة من مال المسؤولية المجتمعية للشركة؛ لمقابلة تكاليف تنصيب مناوي حاكماً لإقليم دارفور، مما أثار لغطاً واسعاً أيام حكومة حمدوك، الأمر الذي استدعى تدخل رئيس الوزراء.

وقبل نهاية الأسبوع الماضي، ضمّ اجتماع مشترك القوى الموقعة على الاتفاق الاطاري والمكون العسكري، تمخضَ عن لجنة لصياغة الاتفاق النهائي،  ولجنة أخرى لمناقشة إصلاح القوات المسلحة. علماً بأنّ هذه العملية لم يشملها الاتفاق الاطاري، وتركت مع قضايا أخرى، مثل: تفكيك التمكين والعدالة الانتقالية لمزيد من التشاور.

وكانت اللجنة الأخيرة، قد اطلقت ورشاً لمناقشتها في عدد من الولايات، إلا أن السلطات الأمنية، منعت قيام بعضها، كما قاطع أصحاب المصلحة بعضها الآخر، ووصفها النازحون في إقليم دارفور، بانها تحاول ايجاد مخرج للجناة للافلات من العقوبة في إطار المحاصصة الحزبية، ضمن عملية التسوية التي تنظم المجال السياسي، برعاية دولية وإقليمية .

علي صعيدٍ آخر، خرجت جماهير الخرطوم، منتصف الأسبوع الماضي، في مسيراتها المعتادة التي تنظمها تنسيقيات لجان المقاومة، لكنها هذه المرة كانت تحت شعار ( الثورة نقابة ولجنة حي)، كتحية لنقابة الأطباء التي نجحت في انتخاب لجنتها التمهيدية، والتي اختارت لرئاستها طبيبة، للمرة الأولى في تاريخ الحركة النقابية. كما ضمت نسبة ٤٠ في المائة من النساء، ونسبة مقدرة من أطباء وطبيبات الولايات.  مما يعني أن التناظر مازال هو سيد الموقف في المشهد السياسي بين تياري التسوية السياسية والتغيير الجذري.

 **********************

الصفحة السابعة

وقفة اقتصادية.. حماية الحدود تحصن الاقتصاد

إبراهيم المشهداني

تتعرّض حدود العراق بشكلٍ يومي إلى الانتهاك من قبل عتاة المهربين، في عملياتِ تهريبٍ منتظمة، تشملُ كلّ ما هو ثمين مما يحتاجهُ شعبنا العراقي، لتشمل العملة الصعبة التي وضعت الحكومة وأجهزتها الأمنية في حرجٍ شديد، وقادت إلى تدخلاتٍ دوليةٍ تتناسبُ مع خططها، وترسّخ مصالحها؛ بهدف إفراغ العراق من ثروات شعبه، ولا يقف التهريب على العملة التي تشكل عِماد الثروة، وإنما يشمل السلع الاستهلاكية، والحيوانات، والأدوية، حيث أن هذه الانتهاكات ليست جديدة، ولكن الإهمال والفساد المنتشر في معظم النقاط الحدودية،  أضفت على الاقتصاد في نهاية المطاف، من المخاطر ما لم يكن مألوفاً.

  وأكثر عمليات التهريب التي تستدعي الاهتمام؛  تلك التي تركز على تهريب العملة، مما تعرّض الاقتصاد العراقي إلى مزيد من المخاطر، ومن المفيد هنا الإشارة إلى طرق التهريب الأكثر شيوعاً. فالأولى تشمل الحوالات التي تتم عبر المصارف، والتي تكون مدعومة بفواتير مزيفة، وتكاليف مبالغة في أسعار البضائع، والتلاعب في شهادات الإنتاج والمنشأ. والطريقة الثانية تتم عبر الحوالات السوداء، وهي أشبه بالطريقة الأولى، ولكن عمليات التحويل تتم عبر محلات الصرافة الموجودة في عدة محافظات. أمّا الطريقة الثالثة، فتشمل التهريب النقدي المباشر أو ما تسمى بـ (الكاش)، بحيث يتم نقل الأموال عن طريق المنافذ الحدودية التي تسيطر عليها ميليشيات تابعة لأحزاب سياسية، تتمتع بنفوذ قوي في أجهزة السلطة، وعملية التهريب بهذه الطريقة تمرّر عبر وسائط نقل خاصة، أو تتم عبر طائرات تهبط في المطارات العراقية (ترنسيت)، ثم تغادر إلى دول الجوار بدون تفتيش. وتقدر الأموال التي تتم بطرق التهريب بين 10 إلى 15 مليار دولار سنوياً، اعتماداً على مصادر بيع العملة، والتي بلغت 45 مليار دولار في عام 2021، حيث بلغت  مجموع قيم الاستيرادات  350 مليار دولار. وعلى سبيل المثال، تشير المصادر الرسمية إلى أن استيراد الطماطم تكلف 4،5 مليار دولار، وحصة إيران منها 1،78 مليار دولار، وبكميات كبيرة تزيد عن حاجة العراق .

الحكومة اتخذت إجراءات شديدة للحد من هيمنة الميليشيات على المنافذ الحدودية، سواء الرسمية منها أو غير الرسمية، حيث أدخلت قوات مكافحة الإرهاب  بهدف تحقيق وضمان توافق الواردات والمعاملات الكمركية قانونياً، والقضاء على عمليات التهريب، والتجارة غير المشروعة، فضلاً عن ذلك أصدر مجلس القضاء الأعلى قراراً يقضي بتطبيق أشد الإجراءات القانونية بحق أي شخص يثبت تورطه في عمليات التهريب عبر الحدود، واتخاذ إجراءات مماثلة ضد الجهات غير الحكومية التي تتدخل في عمل مؤسسات الدولة في تلك المنافذ، غير أن الأيام اثبتت أن الجهات المسلحة تمادت بعرقلة تلك التدابير، وأفشلت الإجراءات  .

بموجب القيود الجديدة المتمثلة باستخدام المنصة الالكترونية، يتعين على البنوك العراقية الإفصاح عن تعاملاتها، وعن تفاصيل المرسل والمستفيدين، التي تمكن المسؤولين الأمريكان، الاعتراض على طلبات الحوالات المشبوهة. ومنذ إنشاء هذه الآلية، رفض الفيدرالي الأمريكي 80 في المائة من طلبات التحويلات من البنوك العراقية، بسبب شكوكه في المستلمين النهائيين للمبالغ التي يتم تحويلها.

البنك المركزي اتخذ إجراءات للدفع باستقرار سعر الصرف، ومنها توسيع عرض النقد الأجنبي؛ لتلبية طلب الجمهور. وتم توجيه إدارة النافذة لتلبية طلبات المصارف خلال الأيام القادمة بالسرعة المناسبة، وإعطاء سعر تفضيلي لتنفيذ الاعتمادات المستندية. وبالرغم من كل هذه الإجراءات؛ فإنّ مستشاراً لرئاسة الوزراء، يؤكد لصحيفة الاندبندت البريطانية في 22 شباط الجاري، على مدى سنوات تم تهريب كميات كبيرة من الدولارات إلى تركيا والإمارات والأردن ولبنان، من خلال السوق الرمادية باستخدام فواتير مزورة لبنود باهظة الثمن، استخدمت في غسيل الدولارات، أرسل معظمها إلى إيران وسوريا .

يتضح من كل ما تقدم، أن الحكومة والبنك المركزي، مطالبان بمغادرة الأساليب التقليدية التي مورست في السابق، ولكنها لم تضع حداً لعمليات التزوير والتهريب، لذا يتعين البحث عن أساليب أكثر حزماً وصرامةً بما فيها تشريع قوانين، وتحشيد القوى الأمنية المتخصصة لملاحقة المزورين،و إنهاء دور التنظيمات المسلحة في ممارسة الضغط على المنافذ الحدودية.

 ************

ترجيحات نيابية بإعادة الموازنة إلى الحكومة.. انخفاض أسعار النفط يهدد بتحويل العجز التخميني إلى فعلي

بغداد ـ طريق الشعب

لم تمهل أسعار النفط الحكومة طويلا للمضي في مشروع قانون الموازنة العامة، الذي حدد سعر برميل النفط بـ70 دولارا، برغم تحذيرات الاقتصاديين وقت شروع الحكومة في إعداد مشروع القانون، نتيجة لتقلبات أسعار الخام في الأسواق العالمية، وعدم استقرارها.

وبرغم الحديث الممل عن وجود اتفاق سياسي لتمرير الموازنة، لكن الواقع يُشير الى غير ذلك، حيث رجح عضو مجلس النواب، ياسر اسكندر وتوت، ان الموازنة المالية للاعوام الثلاثة 2023 و2024 و2025 ستتم اعادتها الى مجلس الوزراء.

إعادة الموازنة

وقال وتوت في حديث صحفي: إن “الموازنة المالية التي ارسلت من الحكومة الى مجلس النواب ستتم اعادتها للحكومة، لكونها مخصصة لـ3 اعوام، وفيها بعض المشاكل في التخصيصات المالية، ولا بد من حسم بعض الملفات التي تتعلق بالمفسوخة عقودهم، وغيرهم من الشرائح”.

واعتبر الخبير المالي والاقتصادي هلال الطعان، انه “لا يمكن التكهن بأسعار النفط مستقبلا لان النفط سلعة سياسية اقتصادية تخضع لقوانين العرض والطلب الخارجي وليس الداخلي، وبالتالي فان مشكلة الاقتصاد العراقي أنه ريعي يعتمد على النفط بنسبة 93 في المائة من أجل تغذية ايرادات الموازنة”.

واشار الطعان الى ان “هذا الامر يعتبر خطأً في السياسة المالية على الرغم من تأكيداتنا في سنوات سابقة منذ عام 2003 وحتى الان، على وجوب تقليل الاعتماد على النفط كمورد رئيسي للموازنة والاعتماد على الموارد الاخرى غير النفطية التي تشمل الضرائب والكمارك وايرادات عقارات الدولة وتشجيع القطاع الانتاجي والزراعي والصناعي وتقليل الاستيرادات”.

وأكد أنه “حتى الآن لم يحصل تطور، وما يزال النفط يشكل المصدر الرئيسي في الموازنة، وبالتالي فإن افتراض سعر 70 دولاراً للبرميل في الموازنة يعد رقماً كبيراً وخطراً في ظل الاوضاع غير المستقرة على مستوى العالم، وهذا سيسبب إحراجاً للدولة”.

ولفت الى ان “الموازنة حاليا تتحدث عن وجود 63 تريليون دينار كعجز، في ظل تحديد سعر 70 دولاراً لبرميل النفط في الموازنة، وفي حال انخفاض اسعار النفط عما تم تحديده في الموازنة، وهو ما يحصل حاليا، سيؤدي ذلك الى كارثة حيث سيتجاوز العجز 100 تريليون دينار، وبالتالي يصعب تغطية الموازنة، وستتم التغطية مرة اخرى اما عن طريق الاقتراض من الخارج وهو صعب، او الاعتماد على الدين الداخلي من البنك المركزي او المصارف التجارية وسنعاني بعدها مشكلة حقيقية”.

وطالب الطعان، الحكومة “بضرورة اعادة النظر في الموازنة من حيث تحديد سعر جديد للنفط، يحميها من تقلبات النفط العالمية وتقليص وضغط النفقات العامة غير الضرورية في دوائر الدولة، كما ان هناك امتيازات غير صحيحة يجب تقليصها بقرار حاسم”.

ملاحظات على المشروع

اما أستاذ الاقتصاد في جامعة المعقل الدكتور نبيل المرسومي، فقال ان الموازنة الحالية هي الأكبر في تاريخ العراق بأكثر من 197 ترليون دينار، اي اكثر من 151 مليار دولار. وهي اكبر من موازنة 2021 بنسبة 53 في المائة وبمقدار 68 ترليون دينار، وهي اكبر من النفقات الفعلية لعام 2022 بنحو 81 ترليون دينار، مشيرا الى كبر حجم النفقات التشغيلية التي وصلت الى 150 ترليون دينار وبزيادة مقدارها 50 ترليون دينار عن موازنة 2021، كما انها تفوق النفقات التشغيلية الفعلية لعام 2022 بنحو 46 ترليون دينار.

وأضاف، ان العجز في موازنة 2023 الذي يتجاوز 63 ترليون دينار هو الاكبر في تاريخ العراق، وفضلا عن مخاطره الكبيرة في الموازنة فإن مصادر تمويل ثلثي العجز تكون من خلال الاقتراض الداخلي والخارجي والثلث الاخير من الفائض المدور من حساب وزارة المالية، موضحا ان هيمنة فقرتي الرواتب والرعاية الاجتماعية تبلغان وحدهما  87 ترليون دينار اي تمثلان نسبة 58 في المائة من اجمالي النفقات التشغيلية و 74 في المائة من الايرادات النفطية.

وتابع، ان اعتماد سعر نفط تخطيطي غير متحوط في الموازنة وهو 70 دولارا للبرميل وهو الأعلى بين موازنات كل الدول النفطية، واي انخفاض في سعر بيع النفط العراقي بدولار واحد عن السعر المقدر في الموازنة، من شأنه ان يخفض الإيرادات النفطية بنحو 1.660 ترليون دينار سنويا، وهو ما سيفاقم عجز الموازنة ويعظم الديون الداخلية والخارجية، خاصة وان العراق من دون كل الدول النفطية يفتقر إلى صندوق سيادي يمكن أن يكون مصداً في حال انخفاض الأسعار إلى ما دون مستوياتها الطبيعية، مشيرا إلى أن التفاؤل المفرط في الإيرادات غير النفطية في الموازنة والتي تبلغ 17 تريليونا، في حين أنها لم تزد على 7 تريليونات دينار عام 2022، وستنخفض هذه الإيرادات كثيرا اذا لم يوافق البرلمان على مجموعة من الضرائب التي فرضتها الموازنة.

وأكد انه من الجيد ان تتضمن الموازنة إنشاء صندوق للتنمية بتخصيص مالي يبلغ ترليون دينار، وصندوق آخر للمناطق الأكثر فقرا بنصف ترليون دينار، مع انه تفضل مضاعفة رأس مال هذين الصندوقين بأربع الى خمس مرات، نظرا لأهميتها في النمو والتنمية وتحسين المستوى المعيشي للسكان، منوها بتضمين الموازنة بعض الأهداف الكمية مثل “زيادة معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 4.5% وزيادة الناتج غير النفطي بنسبة 3 في المائة، وعدم تجاوز التضخم لمستوى 5 في المائة سنويا”.

تطمينات ولكن

وفي وقت سابق، كشف مستشار رئيس الوزراء للشؤون المالية، د. مظهر محمد صالح، عن وجود تحوطات مالية في الموازنة تحسباً لانخفاض أسعار النفط العالمية.

وقال صالح، إن “الإيرادات النفطية هي المكوّن الأساسي لمجمل إيرادات الموازنة العامة الاتحادية في العراق، بسبب أحادية الاقتصاد (ريعية الاقتصاد)، ويُشكّل الإيراد النفطي ما بين 90 – 93 في المائة من إجمالي إيرادات الموازنة، لذلك الموازنة تحتفظ عادة بسعر برميل نفط منخفض نسبياً عن توقعات السوق العالمية مع ثبات الكميات المصدرة، حتى تأخذ بنظر الاعتبار تفادي أية مخاطر في التقلبات السعرية حيث تحوّل العجز المخطط أو الافتراضي إلى عجز فعلي”، مشيرا الى انه “في حال حدوث مفاجآت كبيرة في أسواق النفط وانخفضت الأسعار خارج التوقعات، فإن الموازنة تُهيكل نفسها تماماً، وتضع الأهم على المهم، والأهم في هذه الموازنة هو الإنفاق الاجتماعي، والحفاظ على مستوى المعيشة وعلى المشاريع الاستراتيجية المهمة المباشرة في حياة الاقتصاد.

 *******************

الصفحة الثامنة

العراق بعد 20 عاماً على الغزو

ترجمة وإعداد إبراهيم إسماعيل

في الذكرى العشرين للغزو الأمريكي للعراق، والذي أسفر عن سقوط نظام الدكتاتور صدام حسين، نشر معهد إستوكهولم للسلام، تقريراً أعدته نخبة من باحثيه حول واقع العراق بعد عقدين من الإحتلال، جاء فيه بأن الهدف المعلن للتحالف متعدد الجنسيات بقيادة الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، كان نزع أسلحة الدمار الشامل في العراق، ووضع حد لدعم صدام حسين للإرهاب، و”تحرير” الشعب العراقي. وقد نجح هذا التحالف في إحتلال البلد بعد ثلاثة أسابيع من حملة جوية وبرية مكثفة، وإسقاط النظام البعثي وحل الجيش العراقي، دون أن يتم العثور على أسلحة دمار شامل.

واشار التقرير الى أن الحرب قد أدت الى مقتل مئات الآلاف، ونزوح الكثير من الناس وتدمير البنية التحتية. وبعد وضع دستور دائم، العام 2005، والذي كان هدفه إقامة نظام ديمقراطي برلماني، إنطلقت عملية سياسية إشتملت على ترتيبات رسمية لتقاسم السلطة بين المجموعات العرقية والطائفية الرئيسية في البلاد، أو ما تسمى بالمحاصصة، وتسلمت الدولة العراقية رسمياً المسؤولية الأمنية، وانخفض وجود قوات التحالف تدريجياً من حوالي 131000 إلى صفر بحلول نهاية عام 2011.

تواصل حاجة الدولة للدعم

ورغم كل ذلك، بقيت الدولة العراقية الجديدة معتمدة بشكل كبيرعلى المساعدات الخارجية، بما في ذلك المساعدات المالية وإمدادات المعدات العسكرية ولسنوات عديدة. وإشتدت هذه الحاجة عند إنفجار العنف الطائفي والعرقي، وبقاء العراق هشّاً وغير مستقر سياسيًا ، ثم حين تمكّن “تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)” من السيطرة على مساحات شاسعة من البلاد بالقوة، قبل أن يتم هزيمته في عام 2017.

الإنفاق العسكري

وعرض التقرير تقديرات معهد إستوكهولم للسلام، للإنفاق العسكري العراقي، وهي تقديرات وصفها بكونها غير مؤكدة تماماً، رغم إعتمادها على التقارير المالية المنتظمة التي تنشرها الحكومة العراقية، وذلك بسبب عدم شمولها للإنفاق على القوات شبه العسكرية، ذلك الإنفاق الذي قد يوازي حجم ميزانية وزارة الدفاع، إضافة الى عدم وجود إشارات حول الإستثمارات في القطاع العسكري، وأخيرًاً، لأن بعض الإنفاق على الأمن في العراق قد تم من خلال المساعدات الخارجية.

ويذكر التقرير تصاعد الإنفاق بشكل طفيف إعتباراً من 2007 وبالتزامن مع تصاعد المعارك التي حدثت وبالاشتراك مع القوات الأمريكية ضد تنظيم القاعدة، قبل أن يشهد الإنفاق العسكري زيادة حادة في أوائل عام 2010 وما بعده حتى إنهاء الوجود العسكري الأمريكي في البلاد رسميًا في كانون الأول 2011. وأشار التقرير الى أن التسليح قد عاد وشهد تصاعداً سريعاً مع تفاقم الوضع الأمني الهش جراء صعود “تنظيم الدولة الإسلامية”، في عام 2014، وسيطرته على مساحات شاسعة من البلاد، حتى بلغ الإنفاق العسكري ذروته في عام 2015، وقبل الانتصار على “تنظيم الدولة الإسلامية” في عام 2017 واستعادة مركزه الرئيسي، مدينة الموصل.

وبين التقرير انخفاض الإنفاق العسكري، بعد العام 2020، من حيث القيمة المطلقة وكنسبة من الناتج المحلي الإجمالي، وذلك تزامناً مع جائحة Covid-19 وفترة التقلبات الكبيرة في أسعار النفط، الذي هو المصدر الوحيد تقريباً للواردات في العراق (أنظر الرسم 1).

واردات الأسلحة

وأضاف التقرير بأنه وبعد فترة وجيزة من الإطاحة بنظام صدام حسين في عام 2003 ، بدأ العراق وبمساعدة كبيرة من الولايات المتحدة، في إعادة بناء القوات المسلحة، وتأهيلها للقضاء على الجماعات المسلحة العاملة حينها في البلاد. وقد تلقى لهذا الغرض أعدادًا كبيرة من أنواع الأسلحة الخفيفة ومعدات الدعم، شملت على سبيل المثال، أكثر من 10000 مركبة مدرعة خفيفة وأكثر من 100 مروحية نقل، إلى جانب مئات الآلاف من الأسلحة الصغيرة والأسلحة الخفيفة، وذلك من قبل الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية وروسيا، التي كانت الولايات المتحدة تدفع ثمن واردات اسلحتها إلى العراق (أنظر الرسمين 2 و 3).

الإعتماد على النفس

وأشار التقرير الى أنه ومنذ إنسحاب معظم القوات الأمريكية من البلاد وحتى عام 2018، سعى العراق إلى إنشاء قوات مسلحة أكثر اكتمالاً، فإشترى معدات أثقل وأكثر تقدمًا من مجموعة أوسع من الموردين. وشمل ذلك دبابات وطائرات مقاتلة من الولايات المتحدة وأنظمة الدفاع الجوي وطائرات الهليكوبتر القتالية من روسيا والطائرات المقاتلة من كوريا الجنوبية. غير أنه ومع هزيمة “تنظيم الدولة الإسلامية” وتحسن تجهيز القوات المسلحة العراقية، لحماية الأمن الداخلي والدفاع الإقليمي، بدأت واردات الأسلحة العراقية في الانخفاض، العام 2018 (الرسم 2).

خسائر وإعادة بناء

وتطرق التقرير الى ما أدى اليه انهيار الدولة العراقية بعد الغزو، من نهب واسع النطاق وسريع جداً، للمعدات والأسلحة الخفيفة والمتوسطة وإستيلاء الأفراد عليها، الى جانب قيام نظام صدام نفسه بتسليح ميليشياته قبيل حدوث الغزو، الأمر الذي أدى الى وقوع ما يقدر بنحو 4.2 مليون قطعة من الأسلحة الصغيرة والأسلحة الخفيفة في أيدي المدنيين أو الجماعات المسلحة غير الحكومية، وهو ما لعب دوراً في إذكاء الصراعات الداخلية التي اندلعت بعد الحرب، إضافة الى تسرب كميات غير قليلة منها الى البلدان المجاورة.

ولم ينس التقرير الإشارة الى إستيلاء “تنظيم الدولة الإسلامية” على كميات كبيرة من الأسلحة من قوات الأمن العراقية في العام 2014، بحيث وُجد أن أكثر من 10 في المائة من الأسلحة التي تم استردادها من داعش، كانت في الأصل قد نهبت من مخازن الدولة.

ولهذا، نوه التقرير بجهود الحكومة العراقية لتحسين الرقابة ومعالجة أوجه القصور في أنظمة التحكم بنقل الأسلحة وخاصة المتوسطة والخفيفة، وتعاون العراق المثمر لإستحداث قاعدة بيانات SIPRI خاصة بأنشطة التعاون والمساعدة ذات الصلة بمعاهدة تجارة الأسلحة لعام 2013، وطلبه المساعدة في إطار برنامج عمل الأمم المتحدة بشأن الأسلحة الصغيرة والأسلحة الخفيفة  (UNPOA، وتنفيذه لقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة 1540 و الذي يطالب الدول بمنع الجهات غير الحكومية من الحصول على أسلحة نووية أو كيماوية أو بيولوجية أو وسائل إيصالها.

عمليات السلام متعددة الأطراف في العراق

وتحدث التقرير عن إستضافة العراق لعدة عمليات سلام متعددة الأطراف منذ عام 2003. تم نشر أولها، بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي) في أغسطس 2003 والتي لا تزال نشطة، وهي بعثة سياسية خاصة تم إنشاؤها بموجب قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1500 في 14 أغسطس 2003. وقد سهلت البعثة، من بين أمور أخرى ، الحوار الوطني وبناء الإجماع حول عملية الانتقال السياسي في عراق ما بعد الحرب، فيما تركز اليوم على إسداء المشورة للحكومة العراقية ودعمها ومساعدتها في مجموعة واسعة من القضايا بما في ذلك الحوار السياسي الشامل وجهود المصالحة وحقوق الإنسان وإيصال المساعدات الإنسانية. وتضم البعثة بين 500 و 600 فرداً (أنظر الرسمين 4و 5).

وحول بعثة الإتحاد الأوربي، أشار التقرير الى قيام الإتحاد بعمليتي سلام مدنيتين صغيرتين في العراق، ركزت على التدريب والمشورة في قطاعي سيادة القانون والعدالة الجنائية، إضافة الى قطاع الدفاع المدني، فيما أجرت منظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) مهمتين صغيرتين للتدريب العسكري غير القتالي، ركزتا على تطوير القوات والمؤسسات الأمنية العسكرية العراقية. كما أنشأ الناتو بعثة له في البلاد في عام 2018 وهي بعثة نشطة حتى الأن.

 **************

ملاحظات أولية على مشروع قانون الموازنة لعام 2023

خليل ابراهيم العبيدي

بغض النظر عن أية عوامل، فإن التأخر في إعداد قانون الموازنة والمصادقة عليه لأشهر عديدة، يعد مرضا مزمنا ابتلى به العراق في ظل حكومات ما بعد الاحتلال، وأننا لسنا في موضع النقد ولكن في موضع التذكير،  إن المراد من الموازنة هو الوقوف على الإيرادات والمصروفات السنوية وتبويب كل منها والوقوف أيضا على الحسابات الختامية للسنة المنصرمة لمعرفة المنفذ والمتبقي والعمل على تصفير السلف وتسكين الأرصدة والموجودات في الصناديق والمصارف والمخازن والورش وجعلها مستقرة (خاضعة للجرد السنوي) كما في 31 من كانون الأول من كل عام،  وإجراء المطابقة وفقا لمعايير ديوان الرقابة المالية أو مسلمات المحاسبة القانونية.

إن الموازنة للعام 2023 يصعب عدها أساسا للعمل، لعامي 2024 2025، نظرا لصعوبة الوضع الداخلي ولعدم إمكانية التنبؤ بمخرجات العلاقات الدولية، لأنها باتت علاقات دائبة الحركة وذات توتر مستمر وبأنانية مطلقة تخيم عليها أجواء الحروب. ولا يمكن عندها اعتماد سعر برميل النفط بمتوسط 70 دولار. كما وأن الموازنة تصدم المواطن وهي تعتمد معدل التصدير عند حدود 3،5 مليون برميل يوميا بما فيها 400 ألف برميل من مخرجات إقليم كردستان، والكل يعلم أن معدل التصدير للأعوام السابقة كان بحدود 4 ملايين برميل يوميا. وأن الإقليم لم يلتزم بكمية 250 ألف برميل يوميا المتفق عليها عند إعداد كل موازنة وبداية كل عام مالي. كما وان هناك مبيعات خارج العدادات الرسمية للخام العراقي تقدر بالمليارات من الدولارات وأنها مجهولة المصير سواء أكان ذلك في ظل المركز أو الإقليم. 

أن تقدير النفقات العامة وفي حدود 197 تريليون دينار هو تقدير مبالغ فيه يتيح للفساد فضاءات رحبة سيما أن المدة بعد المصادقة البرلمانية لا تتجاوز ثمانية شهور، وأن المواطن العراقي وفقا لعلم الاقتصاد السياسي لا يتفاءل بالموازنة الاستثمارية البالغة 47 تريليون دينار. بل ذهب البعض إلى المطالبة بعدم تخصيص أي مبلغ للمشاريع لأنها جميعا مشاريع وهمية أكلت كل موازنات الأعوام السابقة، وأن الموازنات التشغيلية هي الأخرى موازنات آلاف الدرجات الوهمية والرواتب المتكررة أو الرواتب المزدوجة أو رواتب المسؤولين العالية أو مخصصات المنصب البالية أو استحداث الدرجات لأسباب سياسية لا علاقة لها بالعلوم الإدارية. وأن الموازنة التشغيلية أكثر من ثلاثة أمثال الموازنة الاستثمارية، هل هذه موازنة بلد يسعى للتنمية المستدامة، أنها موازنات الفساد الانشطارية المولدة لطاقة استجداء القروض وربط العراق بشروط البنوك الدولية. وأن العجز البالغ 63 تريليون دينار هو عجز مفتعل، إذا ما علمنا أن بإمكان أي حكومة إذا ضبطت ايقاع الواردات (عن طريق المحاربة الحقيقية للفساد) أن تحصل على ما يقارب ال 43 تريليون دينار لا كما ورد في قانون الموازنة 17،3 تريليون دينار، وذلك عن طريق وضع أهداف لكل دائرة حكومية لها تماس بجباية الرسوم والضرائب والغرامات أو أي عائدات أخرى بما فيها المعونات والمساعدات الدولية. وحسب ما ورد في مقال لنا في صحيفة طريق الشعب العدد 28 الخميس 3 كانون الاول عام 2020. تحت عنوان (عن واردات دوائر الدولة) وتحت شعار من المعيب أن يتحول المنتجون في جميلة الصناعية سابقا إلى عتالين للبضائع المستوردة، وان تغدو مصانعنا مستودعات للسلع الأجنبية، وهو مقال يقع في صفحة ونصف الصفحة من صفحات الجريدة الغراء، مفصل بالأرقام حسب كل دائرة وحسب كل اختصاص والتقدير المتوسط لكل هدف من أهداف الاستحصال، يمكن الرجوع إليه وجعله قاعدة بيانات أولية لكل هدف من أهداف الديون الحكومية.

لقد أشار قانون الموازنة إلى وجود عجز يقدر ب 63 تريليون دينار، وأنه سيغطى من المتبقي من الموازنة السابقة ومصادر تمويل أخرى، المهم عندنا عدم اللجوء إلى الاقتراض تلك الآفة التي أتت على لب الموازنات السنوية لأن خدمات الديون (مزرف كما يقول المثل العراقي) لا ينضب منه المسال ما دام الدين قيد التسديد.

إن  المواطن يتابع جهود السيد السوداني في تحسين الوضع المعيشي للفئات الفقيرة والمحرومة ولكن بالتشغيل لا بالمساعدات لأن العمل أساس القيمة وأن الإيمان بهذه المقولة كان سيدفع بمن وضع الموازنة التركيز على الإنتاج في القطاع الخاص عن طريق الحمائية التجارية واعادة تنشيط القطاع العام بالتنسيق مع النقابات العمالية، وان تسخر ابواب الموازنة لإنتاج الخيرات لا استهلاك المستوردات، وان نغادر مزاد العملة وتصغير الدينار، وجعل سعر الدينار الواحد دولارا واحدا، وحسبما نشرنا في الصحف المحلية وكفى البنك المركزي إهانة الدينار لأنه هو  وحده ،  وحدة الموازنات لا الدولار .. وما على الضمير إلا شدة الاستشعار..

 **********************

الصفحة التاسعة

منتخبنا الوطني يغادر إلى سوتشي الروسية

بغداد ـ طريق الشعب

من المؤمل أن يغادر وفد منتخبنا الوطني لكرة القدم إلى مدينة سوتشي الروسية، اليوم الثلاثاء، عبر طائرة خاصة تابعة للخطوط الجوية العراقية؛ لإقامة معسكر تدريبي في المدينة المذكورة. يستمر المعسكر خمسة أيام، بعدها يغادر من هناك إلى مدينة سانت بطرسبيرغ؛ لمواجهة الدب الروسي في مباراة ودية دولية تجري ضمن أيام الفيفا.

ووصل ثلاثة لاعبين محترفين إلى بغداد، وهم كلّ من: أسامة رشيد (فيزيلا البرتغالي)، وعلي الحمادي (ويمبيلدون الانكليزي) و الكسندر اوراها (كوين بارك رينجرز الإنكليزي).

وسبق أن تواجهت سابالينكا وريباكينا في أربع مباريات، حسمتها اللاعبة البيلاروسية لصالحها.

 ******************

غداً العراق في مواجهة فيتنام.. من الدوحة.. الأولمبي يُحضّر لتصفيات أولمبياد باريس

متابعة ـ طريق الشعب

يفتتح منتخبنا الأولمبي لكرة القدم، مشاركته في بطولة الدوحة الدولية، غداً الأربعاء، بمواجهة نظيره الفيتنامي.

وأكد المنسق الإعلامي للمنتخب الأولمبي عمار ساطع، أن المشاركة في بطولة الدوحة، هي نقطة الشروع للتحضيرات المرتقبة؛ للمشاركة في التصفيات الآسيوية المؤهلة لدورة ألعاب باريس الأولمبية.

وقال ساطع إن “المنتخب الأولمبي أجرى أولى وحداته التدريبية في أحد ملاعب جامعة قطر، بحضور 17 لاعباً من الذين تم اختيارهم من قبل الجهاز الفني بقيادة المدرب راضي شنيشل، وملاكه المساعد المؤلف من نزار أشرف مساعداً للمدرب، وعبد الأمير ناجي محللاً فنياً، وصالح حميد مدرباً لحراس المرمى، وإسماعيل سليم مدرباً للياقة البدنية”.

وأضاف ساطع أن “المنتخب خاض وحدتين تدريبيتين صباحية ومسائية، الغرض منهما؛ رفع مستوى اللياقة البدنية، ورفع حالة الانسجام بين اللاعبين”.

وتابع ساطع، أن “المنتخب سيفتتح مبارياته في البطولة، يوم الأربعاء، يسبقه مؤتمر تنسيقي، وبعده مؤتمر صحفي للمدرب راضي شنيشل”، مشيراً إلى، أن “هذه البطولة تعد الخطوة الأولى، ونقطة الشروع للتحضيرات المرتقبة تأهباً للمشاركة في التصفيات الآسيوية المؤهلة لأولمبياد باريس المقبلة”.

يذكر أن أربعة لاعبين محترفين التحقوا بصفوف منتخبنا الأولمبي الذي سيشارك في بطولة الدوحة الدولية، وهم كل من اللاعبين هاني نصير، لاعب نادي (تريلبورغ السويدي) و ماركو فرج، لاعب نادي (ستومسجوديست النرويجي) ويوسف الإمام، لاعب نادي  (مالمو السويدي)، وكذلك مانويل ايليا المحترف في نادي (تفينتي انشخيده  الهولندي).

 ********************

نهاية الشهر الحالي موعداً لانطلاق الدوري الممتاز بكرة الطائرة

متابعة ـ طريق الشعب

أعلن الاتحاد العراقي لكرة الطائرة، أمس الاثنين، عن تحديد نهاية الشهر الجاري، موعداً لانطلاق منافسات المربع الأول للدوري الممتاز للعبة.

وقال رئيس الاتحاد جميل العبادي، إن “الاتحاد حدد يوم الجمعة الموافق 31 من الشهر الجاري، موعداً لانطلاق منافسات المربع الأول، على أن تقام منافسات المربع الأخير في السابع والعشرين من شهر نيسان المقبل”.

وأضاف أن “الاتحاد قرر أيضاً إقامة تصفيات المناطق الجنوبية والفرات الأوسط والمنطقتين الوسطى والشمالية، لأندية الدرجة الثانية المتأهلة من المحافظات في السادس والعشرين من شهر نيسان المقبل، وهي أندية دهوك وذي قار وبغداد وكربلاء”.

ولفت إلى أن “العاشر من شهر أيار المقبل، سيكون موعداً لاقامة التصفيات النهائية للأندية المتأهلة من تصفيات المناطق، وعددها أربعة من كل منطقة مع أندية دوري الدرجة الأولى”.

وكان الاتحاد العراقي قد أوعز بالتنسيق مع الكادر الفني لمنتخب النساء، لمعاودة التدريبات اليومية للمنتخب الوطني النسوي، في قاعة أكد في عينكاوا؛ استعداداً للاستحقاقات الخارجية المقبلة.

 ******************

10 ميداليات للعراق في بطولة غرب آسيا لتنس الطاولة

بغداد ـ طريق الشعب

أحرز منتخب العراق لتنس الطاولة، 10 ميداليات (ذهبيتان و6 فضيات وبرونزيتان)، في ختام بطولتي العراق الدولية وغرب آسيا.

وشارك 150 لاعباً من 20 دولة، وهي: “مصر والسعودية والبحرين والإمارات وعُمان وقطر والكويت وفلسطين وسوريا ولبنان والأردن وإيران وتايوان وأمريكا والتشيك والهند وباكستان وبلجيكا والسويد، بإلاضافة للبلد المنظم، العراق”. وحقق منتخب العراق للإناث، تحت سن 15 عاماً، المركز الأول في بطولة غرب آسيا، وحل المنتخب اللبناني ثانياً، والكويت في المركز الثالث.

وفي منافسات الرجال، حقق العراق المركز الثاني، تحت سن 15 و19 عاماً، بعد الخسارة في النهائيين (1-3) و(3-0) أمام قطر.

وحققت أثمار عقيل، الوسام الفضي في نهائي بطولة العراق الدولية، تحت سن 11 عاماً، بخسارتها أمام الإيرانية آرينا خيام (3-2).

وفي منافسات الزوجي المختلط، استطاع العراق إحراز ميدالية ذهبية وفضيتين وبرونزية.

وفي منافسات بطولة العراق الدولية لفردي الذكور، تحت 19 عاماً، حصلت إيران على 3 ميداليات ذهبية، ومثلهم فضية، ونالت سوريا ميدالية ذهبية، وحققت الأردن وبلجيكا الفضية.

 *****************

هتافات عنصرية تستهدف فينيسيوس في كامب نو

برشلونة ـ وكالات

سمع البرازيلي فينيسيوس جونيور، نجم ريال مدريد، مرة أخرى اسمه يُردد في الملاعب الإسبانية بهتافات عنصرية؛ أمر تكرر كثيرًا حتى بات خبرًا عاديًا.

وتعرض ريال مدريد لهزيمة، أمس الأول الأحد، على كامب نو ملعب مُضيفه برشلونة، 2-1 في الدوري الإسباني.

وذكرت صحيفة ماركا الإسبانية، تفاصيل سيناريو الهجوم على فينيسيوس من مدرجات كامب نو، والذي بدأ بنصيحة من الفرنسي كريم بنزيما قائد ريال مدريد لزميله، بعدم الالتفات لما يُقال حينما رأى الأخير منكس الرأس؛ نظرًا لما يسمعه في الدقيقة 20.

الأمر تطور بعدها، وعقب كرة بين ناتشو ورافينها لم يحتسبها الحكم خطأ على لاعب ريال مدريد، انفجرت المدرجات بهتافات عدائية لريال مدريد “هكذا يفوزون في مدريد” و “الموت لفينيسيوس”، ولم ينقذ اللاعب البرازيلي من الهتافات سوى تسجيل سيرجي روبيرتو هدف التعادل لفريقه قبل نهاية الشوط الأول.

تكررت الهتافات العنصرية بحق فينيسيوس في كافة ملاعب إسبانيا، بل صار مستهدفًا من قِبل جماهير الخصوم. وتعرض لواقعة هتافات عنصرية مشابهة على كامب نو في تشرين الأول 2021، ووقتها أصدرت رابطة الليغا بيانًا يُندد بالواقعة.

 *******************

ألكاراز يسحق ميدفيديف في نهائي إنديان ويلز

كاليفورنيا ـ وكالات

توج الإسباني كارلوس ألكاراز، بلقب بطولة إنديان ويلز لأساتذة التنس، بفوزه في المباراة النهائية على الروسي دانييل ميدفيديف بشكل ساحق 6-3 و6-2، في ساعة و11 دقيقة.

وفاز ألكاراز بالمجموعة الأولى في غضون 35 دقيقة، بفضل تسديداته القاضية التي وصلت إلى 10 مقابل 2 للروسي، قبل أن يتفوق 4-0 في المجموعة الثانية، ما منحه الأفضلية لحسم اللقاء واللقب، واستعادة صدارة التصنيف.

واستعاد ألكاراز (19 عاماً) بهذا الشكل صدارة التصنيف العالمي من الصربي، نوفاك ديوكوفيتش، كما أضاف لدولاب ألقابه في الأساتذة الكأس الثالثة، بعد ميامي ومدريد، بالإضافة لفوزه بلقب جراند سلام (أمريكا المفتوحة).

وجاء هذا الإنجاز على حساب ميدفيديف، أحد أفضل لاعبي التنس في الآونة الأخيرة، والذي كان قد انتصر قبل نهائي إنديان ويلز في آخر 19 مباراة.

وانضم ألكاراز لمواطنه رافائيل نادال، ليصبح اللاعب الوحيد الذي ينجح في التتويج بثلاثة ألقاب للماسترز، قبل أن يكمل عامه الـ20 (حيث توج نادال بستة ألقاب قبل إتمام عامه الـ20).

ولم يخسر ألكاراز، أي مجموعة طوال مبارياته في إنديان ويلز، رغم أنه عاد مؤخراً من إصابة في عضلة الفخذ الخلفية، تعرض لها في نهائي بطولة ريو دي جانيرو، ليستعيد صدارة التصنيف العالمي.

وسيدافع اللاعب الإسباني الصاعد في بطولته القادمة، ميامي، عن لقبه الذي حققه العام الماضي.

 ****************

وقفة رياضية.. إدارات الأندية والمؤهلات المطلوبة

منعم جابر

إن من أكبر المشاكل في الرياضة العراقية تكمن في ضعف الإدارات الرياضية العاملة في قيادة الأندية، وهذا الضعف ينعكس على أداء الاتحادات العاملة سواء المركزية أو اتحادات المحافظات، ولكن بشكلٍ أقلّ حدة، وهذا الكلام ينطبق على عمل اللجنة الأولمبية الوطنية أيضاً.

كل هذا، لأنهم لا يتمتعون بالكفاءة المهنية، إلا لعدد محدود منهم، ولهذا نجد أن الأندية لا تتطور ولا تتقدم إلا بحدود بسيطة، وبسبب هذا الواقع وجدنا أن الأندية ومؤسساتها خالية من الكفاءات والامكانيات الرياضية القادرة على قيادتها لتحقيق الإنجاز.

وهنا نطرحُ فكرةً لعلها تساهم في حياة الأندية ودورها في تنشيط الواقع الرياضي، حيث يتطلب الواقع إعادة تأهيل إدارات الأندية وإعادة الحياة الى قيادتها، وتفعيل دورها، وتطوير امكانياتها الإدارية والمعرفية، من خلال إقامة دورات علمية في علم الإدارة، وتحضير القيادات المستعدة لقيادة هذه الأندية، إضافة الى التأكيد على مرشحي الإدارات بأن يكونوا من ذوي الكفاءات ومن الحاصلين على شهادة الإعدادية على أقل تقدير، كذلك يتطلب الأمر من وزارة الشباب والرياضة أن تقيم دورات تأهيلية لأعضاء وقادة الأندية للسيرِ بها نحو التطوّر والنجاح.

إن واقع الأندية الرياضية فيهِ الكثير من النواقص والعيوب، وعليهِ يتطلّب الأمر من الجهات المعنية تشريع القانون المناسب الذي يتناغم مع المرحلة الحالية، ويقوم على فلسفة النظام ونظامهِ السياسي.

إن تطوير القيادات الرياضية، والاهتمام بنوعياتها؛ يساهم في الارتقاء بالرياضة في الأندية، التي هي أساس البناء الرياضي في كل بلدان العالم، إلا أن الملاحظ عندنا هو إهمال الأندية، وتراجع قدراتها، وإمكانيات قادتها؛ بسبب إهمال عنصر الكفاءة والخبرة، والاعتماد على عنصر الحزبية الضيقة والعشائرية وصلة القرابة، من دون مراعاة للكفاءة ودورها في نهوض الأندية وتقدمها.

عليكم أن تفتحوا الطريق أمام مرشحي الهيئات الإدارية لقيادة الأندية من ذوي الكفاءة والخبرة، بعيداً عن الولاءات الحزبية والعشائرية والطائفية والقومية، وأن تكون الهوية الوطنية، هي المعيار الحقيقي للنهوض بالرياضة العراقية، وتفوقها على المستوى العربي والقاري والعالمي.

 *************

البيشمركة في صدارة بطولة العراق للشطرنج

متابعة ـ طريق الشعب

تصدر نادي بيشمركة السليمانية، أمس الاثنين، بطولة أندية العراق للدرجة الممتازة بالشطرنج، التجمع الأول لعام 2023، والتي أقيمت منافساتها على قاعة فندق الأنتر في العاصمة بغداد .

وقال المنسق الإعلامي لاتحاد الشطرنج رافد البدري، إن “منافسات التجمع الأول، شهدت مشاركة أكثر من 160 لاعباً ولاعبة يمثلون 14 نادياً”.

وأضاف أن “نادي البيشمركة تصدر الترتيب برصيد 14 نقطة بعد خوضه 7 جولات، وهي العلامة الكاملة”، مبيناً أن “لاعبيه تمكنوا من الفوز في جميع الجولات التي خاضها الفريق، وجاء نادي الكهرباء ثانياً برصيد 13 نقطة، فيما حل نادي الاتصالات ثالثاً برصيد 12 نقطة”.

وتابع البدري قوله :”لقد خاضت الأندية المشاركة 7 جولات، على أن تستكمل الجولات الست المتبقية في التجمع الثاني الذي ستنطلق منافساتها في شهر نيسان المقبل، إذ أن نظام البطولة يلعب بطريقة الدوري العام لمرحلة واحدة، ومن 13 جولة”.

يذكر أن نادي الاتصالات توج بلقب بطولة دوري أندية العراق بالشطرنج، الموسم الماضي، فيما حل نادي البيشمركة المركز الثاني، ونادي الكهرباء في المركز الثالث.

 ******************

الصفحة العاشرة

«واحات».. مجموعة أبو سرحان الشعرية المفقودة

ريسان الخزعلي

حلم وتراب، مجموعة الشاعر المُغيّب (أبو سرحان)..، صدرت عام 1972. وقد حققت حضورها الإبداعي بصوت عال لما تضمنته من قصائد تنتمي إلى الشكل الجديد في الشعر الشعبي العراقي الحديث، وبمضامين عميقة متنوّعة تشترك في دلالة التسمية الموحية : حلم وتراب.

في كتابي (أبو سرحان.. كرستال القصيدة الشعبية العراقية الحديثة) الصادر عام 2013 تناولت الكثير من الجماليات والملامح الفنيّة الشاخصة في شعر الشاعر، وكذلك دوره الشعري في الأغنية العراقية السبعينية، الأغنية/ القصيدة.

من مجموعة (حلم وتراب) لُحّنت بعض القصائد، وأصبحت من الأغاني التي تُمثّل تحوّلاً كبيرا في مسار اللحنية العراقية : شوكَ الحمام، الكَنطره ابعيده، ابنادم، كرستال. ونتيجة لتضافر عناصر الشعر واللحن والأداء، فقد كانت هذه الأغاني/ القصائد تصطف في الخط التجديدي الأول للأغنية العراقية السبعينية. كما تم تلحين بعض أشعار الشاعر من خارج (حلم وتراب) والتي يبدو أنها كُتبت اساسا لتكون أُغنيات، حيث الشكل والبناء المُغايرين لطبيعة تشكيل القصيدة وعناصرها الفنية المعروفة، إلّا أن هذه الأغاني قد حققت حضورا لا يقل أهمية عن حضور الأغاني/ القصائد من داخل (حلم وتراب). ورغم البناء المألوف لشعر هذه الأغاني إلّا أنها توافرت على جماليات غير مألوفة - في شعر الأغنية الشائع – من حيث التشكيل الصوّري وحداثة الموضوع والمفردات النادرة. وقد كتب القاص والناقد (سعدي السماوي) دراسةمهمة عن أشعار هذه الأغاني، نُشرت في مجلة (التراث الشعبي) منتصف السبعينيات، أوضح فيها براعة الشاعر وممكناته الفنية العالية.

إن شيوع تلك الأغاني ووقعها الفني، جعل الشاعر في موقف الإلتفات إلى ملمح فنيٍّ جديد يُحسب له، ويبرر جدوى أن يضمها في كتاب شعري لاسيّما وأنه لم يكتب قصيدة بعد صدور (حلم وتراب) على حد علمي قبل أن نفترق عام 77 بعد تدهور الوضع السياسي واعتقالي . وهكذا جمع أشعار الأغاني في مخطوطة أسماها (واحات) أملا أن تُنشر في كتاب يصدر عن دار الأديب البغدادية – الدار التي طبعت (حلم وتراب). وقد ضمّت المخطوطة الأغاني الآتية : تانيني، وين يالمحبوب، حاصوده، خيّوه، شدّات الورد،لا لا لول لوّه، راح ابويه بالسلامة، بيت الحزب بساتين، لولي يناكَوط الماي، الهيوه – همّه الثلاثه للمدارس يروحون، وغيرها ممن كانت في طريقها للتلحين. إلّا أن تدهور الوضع السياسي عام  1978 إضطرَ الشاعر إلى أن يُغادر العراق إلى المنفي، تاركا الإبن والزوجة والإرتباطات الاجتماعية، وكذلك (واحات)..، ومنذ تلك اللحظة ضاعت (واحات) في تلافيف النسيان. وقد ذكر لي أحد المقرّبين للعائلة بأنها أُحرقت مع غيرها تحسبا من مداهمات السلطة لمنزل العائلة. لكن جمع تلك الأشعار/ الأغاني واصدارها بكتاب يبقى دينا في أعناقنا، وفاء وتقديرا لشاعرٍ مجدد ملك الحضورَ والغياب... وبانتظار الفرصة السانحة...

 **************

نهر ما يشبه الانهارْ

د. هاشم عبود الموسوي

من چنا نجوم ازغارْ

چان الليل يوحشنا

و چنا نريدْ

يطلع فدْ گٌمَر نوّارْ

يبشرنا بشهر آذارْ

وهَسه انگول ..

بعد سنين من ذاكْ

الطلوگ الجابته الاقدارْ

حِلو هواي شهر آذارْ

من يطلع علينا بخيرْ

بيده شموعْ

صينية فرحْ... وازهارْ

لًمْ الناس فرحانين

عرب واكراد

تُركمان وأزيدية وفيليه

سِنهّ وشيعة الكرارْ

من زاخو لحد الفاوْ

والحاسد بچه من لمة الأخيارْ

واحلمنا بعد مرْه ..

بنهر صافي

يسبح بيه گمر آذارْ

واتحقق حلمنا وصارْ

وهلهلنا وركصنا بعيد

يانهر المحبهْ ألفرّحْ الاطيارْ

احچيلى بعد

وانت عبرت الخمسه وثمانين

إشعندك بعد اسرار

مو آنه چنت محتارْ

من زغري اشوف الناس

تحفر بالنهرْ

تزرع عالجرف اشجارْ

واگول اشجاها هالوادم

موعِدنا، چثير انهارْ

اثاريهم زِلم ثوارْ

من حفروا نهر ما يشبه الانهارْ

لَمْ كل البشر انصارْ..

وانكتبت عليهْ اشعارْ

سلمان التحبة الناسْ

من سومر اجه بشّارْ

حُفر نهر المحبة يعاونونه احرارْ

هلاهلنا ومضايفنا

علا الصوبين

عمارهْ وبصرهْ والكوفهْ

رُميثة والسماوة.. ونگرة السلمانْ

حديثهْ وراوه والموصلْ

واطيوب المحبه وصلت ال سنجارْ

عزيز انتَ ..

ولو تدري وراك اشصارْ

حفر نهرك عشگ

بگلوب كل الناسْ

لو ما هالنهر يجري

نظيف الماي والمنبعْ

ما چنا غسلنا العارْ

نظفنا الشوارعْ

من صورْ ..

چانت تجيب العارْ

ولاچنا عرفنا اسرارْ

ولا انطانة النخل جمارْ

اشگد هبت علينا اعصارْ

سفنا بخير ياسلمانْ

سفنا تروح للبصرهْ

و تلعفرْ

تجيب الطيب والعنبرْ نهر ما يشبه الانهارْ

سفنا كبارْ

بيها ركبوا الثوارْ

نام... انت .. قرير العينْ

واحنا نعاهدكْ

كل عامْ

هلاهلنا تجي طشارْ

ونهرك يمتلي ليلو

زمرد والعقيق الوانْ

نفرح من يجي آذارْ

ونجيب الشمسْ

ويا الگمر خطارْ

نهر ما يشبه الأنهار

 ******************

كرستال

سامي عبد المنعم

مطرت حرير السمه

وطاح النده ويه الصبح

نوم وچراچف ورد

والشعر غافي وسرح

غفله وسمعت الشمس

وي رمشه تهمس همس

چن كرستال وضوه

ذابن إبليلة عرس

حسيت رعشة دفو

گرصتني حدر الضلع

من كثر شوگي إلك

من جفني فاض الدمع

نارنجه فاحت عطر

وقداح طش بالهوى

عيونك أمراية عرس

بيها الحلم والضوه

چن كلبدون الزلف

وشفاف تنگط عسل

وخدود تلهث جمر

مصباح نور إشتعل

وچن تينه سالت دفو

وطش عالدواشگ سعد

إحتاريت مدري شلم

والدفو إلتف بالبرد

مدري أشم تينتي

مدري ألتهي ويه النهد

 **************************

كرنفال

عبد السادة البصري

كل سنة من سنين عمرك

ورد جوري وياسمين

كل سنة من سنين عمرك

يكبر ويانه الحنين

كل سنة من سنين عمرك

نكتب بدرب العشك

فرحة وأغاني

للوطن للناس

ننثر واهليه

كل سنة من سنين عمرك

نجدد الحب لطريقك

يا طريق الشعب أنت ويا هويه

يا سلام.. ويا محنه

وطيبة معجونة ويه دمنه

إكبر إكبر

وبعد إكبر، وبعد إكبر، وبعد إكبر، وبعد إكبر

وننتظر عيدك الميه

 *************************

يمته أرتاح

محمد جواد الكعبي

يمته أرتاح؟

من غبشة فجرنه

أنصيح  .. يافتاح

يضل مقفول

رزقي..

وضايع المفتاح

شلون أرتاح!

وين ألگه بلد

ما بيه أثر الأسلاح

ولا نشتم بالمگابر

ريحة الكافور

عصاري أنريد نشتم

ريحة القداح

وين أرتاح؟

شلون أزرع وباري

بگاع..

صبخة وبور

لا بيدر حصاد

وأسمي بس فلاح

عيب أرتاح

صرت مگدر أطرن

هور..

لو بالگيش

وآنه بنص بحرها

الكوسج السباح

يمته أرتاح

أحتاج آنه ضميري

يموت  ..

وطبعي من الوفي

يصّبح طبع بذات

وعيوني من الخجل

أيصرن عيون أوكاح

عد بعض البشر

للضحكة والدمعة

فنون..

أذا يضحك بوجهك

كشرة الذيب

وأذا يبچي بدمع

من دمعة التمساح

شلون أرتاح

 ********************

خوخة الجرغد.. واتمحجل واردس ابحيلك

لفته عبد النبي الخزرجي

نشرت طريق الشعب الغراء في عددها 72 في 31 كانون الثاني 2023 “صفحة ادب شعبي” قصيدة “خوخة الجرغد” للشاعر الشعبي (مؤيد العطار).. وقصيدته التي كان مطلعها:

اتمحجل...وآنه اكول افيش

زيد اتمحجلك..واكسر عظمها

الما يحلها الحل..

وتدلل.. واردس بحيلك

هذه اللغة الشعبية الموغلة في الموروث الشعبي، والتي تحمل مفردات يصعب فهمها، لذلك فقد كانت تعني ان الشاعر قد استعاد تلك اللغة الغارقة في اتون اللهجات الشعبية التي تعتبرغريبة نوعما بالنسبة الى جيلنا الجديد الذي قد يجد صعوبة في فهم هذه المفردات ذات المدلول الشعبي الراسب في اذهان القليل من البعض في وقتنا الحالي.

مفردة: اتمحجل: مأخوذة عن المحجال،وهو آلة كان يستخدمها الناس لرمي الحجر الناعم الى مسافات بعيدة،وقد استخدم هذا “المحجال” من قبل ابناء الشعب الفلسطيني لرمي حجارتهم على العدو الصهيوني.

وهكذا نفهم من ان مفردة “اتمحجل”: لغة شعبيه ومعناها اللعب والغنج والشعور العالي بألأمل والحب والهوى، واردس نفس المعنى.

اجيتك والهلاهل طوك يشبك طوك

ما تهجع..تدور وي الفرح

جن دورة المغزل

عندما يسيطر الفرح على الانسان يشعر بنصر وتفائل وانشراح، وتسمو نفسه لمواصلة طريق الانشراح والسعادة:

والحنه تاج الراس

ناغاها الوفه..البرواحنه امأصل

الاصالة مع الوفاء، تناغي الحنه..

اجيتك والهوه اكرنفل

نثر عمره نذر، ما همه لو يذبل

ان المفردات التي تفردت بها القصيدة تشكل انعطافة نحو غربلة التراث الشعبي لالتقاط تلك المفردات التي انحسرت او تلاشت اواندثرت او أنها غابت عن الاستخدام في لغتنا الشعبية، مثل (الجرغد،اتمحجل،خوخة الجرغد، ما جل،اتمحجلك، تبرجم، ابارحك،جلاب شيلة).

 ونقف متأملين ونحن نقرأ:

يا بلسم جرح، نام على جرفه الخوف

من دونك تسودن، مارهمله الشل

يا مفتاح قفلي الما عرف مفتاح

ولغيرك تبرجم خاف لا ينذل

الشاعر يريد ان يوصل لنا رسالة مشفرة، تصعب قراءتها وفهمها، حيث الخوف ينام على جرف الجرح مما يصعب خياطته، او علاجه، أما القفل الذي يتحدث عنه الشاعر (رغم ان المعنى في قلب الشاعر كما يقولون)، لكن الواضح أن القفل ليس له مفتاح “ تبرجم “ الا اذا كان الحبيب هو المفتاح عند ذلك يكون القفل بعيدا عن الاذلال.

 يا خوخة الجرغد.. والوفه احديثه

 وستر..جلاب شيله

من الخجل ما مل

تدلل..واردس بحيلك

يكلشي انت،

وعلى اشفاف المحنه، ابشوك يترتل

 ان عملية الربط الجدلي بين وفاء الحديثة، وستر جلاب شيلة الجرغد، انما يعبر عن الشرف الرفيع والحب النظيف المبرئ من دنايا الخطيئة.

اجيت بكل سوالف ناسنه الطيبين

غيره ومزهريه ومستحه اليخجل

الك شوباش اطش حيل السنين

بحيلها الما جل 

الشاعر مؤيد العطار كان بارعا جدا في اختياره لهذه المفردات التي باتت نادرة التناول، فقد ابرزها لتحتفظ بقدرتها على ان تكون عامل شد لشعرائنا الشباب الذين افتقدوا الروابط مع تلك المفردات القادمة من قاع المجتمع.

تحية للشاعر المبدع، وما تناوله من مفردات اتحبست بعيدا عن تناول الشعراء لانها تختفي في قاموس ينام على درج قديمة لا تقربه اشعة الشمس، لكن العطار كان بارعا في تناوله لتلك المفردات لتظهر من جديد بعد ان غادرتها الألسن منذ زمن.

 ****************************

الصفحة الحادية عشر

ثلاثة كتب من زهير الجزائري واثنان من د. علي إبراهيم

كاتبان عراقيان، ما برحا بمدان المكتبة العربية بالمزايد من الفكر والابداع، على الرغم من كل ظلال التجهيل والتغييب المحيطة بالثقافة والمثقفين.

فقد اصدر الأستاذ زهير الجزائري ثلاثة كتب هي:

- “مع الجواهري: الحدث، الذات والقصيدة”.

- “ازرق ابيض”/ اصدار المدى.

- “فاشية عادية”/ اصدار المدى.

فيما اصدر الدكتور علي إبراهيم كتابان جديدان هما:

- “دراسات نقدية في القص العراقي”/ اصدار تموز ديموزي- دمشق.

- “تكثيف المعنى الشعري”/ اصدار اتحاد الادباء والكتاب- بغداد.

 ********************

قصص قصيرة جداً

طلال حسن

العودة إلى الجبهة

عند الضحى، دخلتُ بيتنا، لم أدخله منذ اجازتي الأخيرة، قبل حوالي عشرين يوماً، كنت أفكر خلالها بالهرب من الحرب.

رأيتُ أمي تعول، وقد تبعثر شعرها، الذي غزاه الشيب، وأبي يقف جانباً، وهو ينظر إليها، مع أنه كان قد مات قبل سنين، وأخواتي يبكين، عدا أختي الطفلة، فقد وقفت مذهولة، لا تعرف ماذا يجري.

وفي وسط الفناء، تابوت مغلق، ملفوف بالعلم العراقي، نظرتُ فيه، فوجدتني ممداً، محترقاً، لا ملامح لي، أهذا أنا حقاً ؟ فاستدرت، وتسللت بعيداً عن أمي وأبي وأخواتي، وعدتُ ثانية إلى الجبهة.

سأبني من جديد

في المخيم، أمام مدخل خيمتنا، التي تعبث بها الريح، رأيتني أعود إلى بيتنا، الذي هدمه ذوو الرايات السوداء، ورحت أبنيه من جديد.

تناهى إليّ صوت أمي تبكي داخل الخيمة، يبدو أنها استيقظت من النوم، فدخلت إليها، وطوقتها بذراعيّ الصغيرين، وقلت لها: لا تبكي، يا ماما.

وعانقتني ماما باكية، أنا أعرف لماذا تبكي، ولها كلّ الحق، كانت تحب بيتنا، الذي ولدتُ فيه، قبل حوالي ثلاث سنوات، لكني قلتُ لها: لا عليك، يا ماما، إنني ابني بيتنا من جديد.

عند منتصف النهار، انتهيت من بناء البيت، وهممتُ أن أنادي ماما لتراه، وتكف عن البكاء، لكن جاء رجل ملتحي، يحمل رشاشة بين يديه، على رأسه عمامة سوداء، وهدم البيت بقدمه، وقال لي: أنت تشوه مدخل الخيمة، اذهب إلى أمك.

جلجامش

تسلل الطفل من المخيم ليلاً، وذهب إلى ضريح جلجامش، وهمس له بصوت منفعل، والقمر يطل عليه بدراً من أعالي السماء: جلجامش..

فتح جلجامش عينه، ورأى طفلاً ذكّره بأطفال اوروك، فقال له: أنت طفل، عد إلى البيت.

لكن الطفل ظلّ في مكانه، وتابع قائلاً: جئت أخبرك، أنت جلجامش، لقد جففوا الأهوار.

وفات جلجامش أنه لم يعد حيّاً، فقال بصوت غاضب: من جففها ؟ سأقتله كما قتلت خمبابا.

ومال الطفل على جلجامش، وهمس له بصوت خافت جداً، فالتمعت عينا جلجامش، وقال للطفل: اذهب إلى شعب أوروك، واخبرهم بما أخبرتني به، وستعود الأهوار كما كانت في عهدي.

 أمام الباب

عند المساء، وصلتُ إلى البيت، ووقفت أمام الباب، وحقيبتي القديمة في يدي، آه لقد شاخ بيتنا، وبدت عليه آثار السنين.

طرقتُ الباب، ستخرج إليّ أمي، هذا إذا كانت ما تزال على قيد الحياة، فأبي قد رحل، قبل وقوعي في الأسر، بعدة أشهر.

لم يُفتح الباب، فطرقته ثانية، هل ستعرفني أمي ؟ من يدري، فقد غبت عنها سنين وسنين، ستفتح الباب وسأعرف الحقيقة ، أين هي ؟ لقد تأخرت يعض الشيء، ربما لم تسمعني أطرق الباب، فسمعها ثقيل، وطالما ضحك أبي من سمعها الثقيل.

وبشدة طرقت الباب مرة أخرى، وبدل أن يُفتح باب بيتنا، فتح باب الجيران، وأطلت منه امرأة عجوز، حدقت فيّ ملياً، ثم هتفت: محمود !

اقتربت منها، وقلتُ: نعم أم جاسم، أنا محمود.

وتنهدت أم جاسم بحرقة آآآآه، فقلت لها: لقد طرقت الباب مراراً، فلم ترد عليّ أمي.

فردت أم جاسم قائلة: ولن تردّ عليك، يا محمود، إنها ترقد الآن إلى جانب أبيك.

طرقة أعرفها

أودعته الأرض، ابني الوحيد، عمود بيتي، الذي رعيته سنين وسنين، جاءوني به، ملفوفاً بالعلم، وقالوا لي: لا تفتحي الصندوق.

لم أفتح الصندوق، وأودعته الأرض، لن يأخذوه مني ثانية، ورحت أزوره بين حين وحين، وأحدثه كما في الماضي، لكني لم أحدثه عن خطيبته، التي قالت سأنتظره، وما زالت تنتظره.

وذات ليلة، طُرق الباب، هذه الطرقة أعرفها، لكن صاحبها أودعته الأرض بنفسي، وأنا أزوره منذ سنين، من حين إلى حين.

فتحت الباب، وإذا هو أمامي، ابني ذاته، وكما كان يفعل دائماً، ألقى نفسه على صدري، وقال: أمي، لقد أطلقوا سراحي من الأسر.

ومددت يديّ المتلهفتين إليه، وأخذته إلى صدري، وعيناي غارقتان بالدموع، ترى من يكون ذاك الذي أودعته الأرض إذن ؟ لابد أن أمه المسكينة تنظره الآن، وستنتظره حتى النهاية، أأأأأه.. المسكين، لن أتخلى عنه، سأزوره دائناً، كما كنت أزوره من قبل.

السماء القاحلة

في الليل، والسماء قاحلة، لا نجوم فيها ولا قمر، نهضت من بين أشلاء الجنود القتلى، وبقايا سلاحي في يدي، إلى أين ؟

فلأذهب إلى البيت، لا داعي للإجازة هذه المرة، فلأذهب حتى لو عدوني هارباً من القتال، لابد أن أمي تنتظرني الآن، وتريد أن تراني.

وتوقفت تحت السماء القاحلة، أهكذا أدخل على أمي ؟ التي سهرت عليّ الليالي، لأكون ما تمنته لي، لا.. وسقطت بقايا سلاحي، على الأرض الموحلة، بين الأشلاء، وسقطت إلى جانبها أشلاء.

 لوثة

  قال أبي مرة، “ قد يصاب الانسان أحياناً، للحظة، بلوثة، قد تقتله “، ما أخطر تلك اللحظة، نعم، ففي ذلك اليوم، خرجتُ من البيت، بعد أن وضعت القناع كالعادة على وجهي.

رأيتهم يخرجون من المعبد زرافات زرافات، ولا أدري لماذا، نزعتُ القناع عن وجهي، توقف الكاهن متعكراً، وأشار إليّ، وقال: هذا هو..

واشتعلت أعين المتعبدين بالغضب، وهمّوا بالانقضاض عليّ، فاستدرت، وبسرعة أعدتُ القناع إلى وجهي، وواجهت الكاهن.

وحدق الكاهن فيّ للحظة، ثم أشار للمتعبدين أن توقفوا، وهو يقول: مهلاً، لقد ظننتُ للحظة، أنه هو.

ثمّ تقدم مني، وقال لي بصوت خافت: كن حريصاً ، فالقناع خداع.

بلبل في الليل

في الليل، بعد منتصفه، أفقتُ فجأة، كان سالم، زوجي، الذي ذهب إلى الحرب، ولم يعد، لقد ايقظني من النوم، وقال لي: أصغي..

أصغيت، هناك بلبل، يتناهى إليّ صوته من بعيد، يغرد، نظرت في داخلي، جاءني صوت سالم: في صغري، لا أتذكر بلبلاً غرد إلا والقمر في السماء.

ونظرت إلى السماء المعتمة، ومن خلال دموعي، التي أغرقت عينيّ، قلت لسالم، الذي في داخلي: سالم، البلبل يغرد، لكن لا قمر في سمائي.

الإنشاد

تجمعوا بأعداد هائلة، وسط المدينة، ينشدون، ووقفت بينهم مذهولاً، لا أعرف ماذا أفعل، فنظر إليّ أحدهم بغضب، وقال: انشد..

نظرتُ إليه مذهولاً، فقال: مردوخ.

وتلفتُ حولي، لم أرَ أحداً، فقلتُ كأنما أحدث نفسي: مردوخ ! لا أراه..

فاتسعت عيناه، وكشر عن أنيابه، وهدر قائلاً: أنت أعمى، والويل للعميان.

ارتج قلبي، لا أريد أن أكون أعمى، رغم أنني لا أرى ما تراه هذه الجموع الهائلة، ووجدتني أفتح فمي على سعته، وبأعلى صوتي رحت أنشد.

صوت الليل

هذا الليل بدا وكأنّ لا نهاية له، والسماء صحراء لا نجوم فيها ولا قمر، والهواء نفسه أشبه ببحيرة راكدة، وفي كلّ مكان، جداجد صوتها، الذي لا يتوقف، ولا تتغير نغمته، يملأني بالرعب.

 رجّ عتمة داخلي صوت غاضب: تباً..

وجاء الردّ: لا تجدف.

حاورت نفسي: منذ أن وعيت، وأنا لا أسمع غير هذه الأصوات القاتلة.

وجاء الرد ثانية: هذا الصوت هو صوت الليل، الذي يخيم علينا، ويحمينا من المجهول.

تمتمتُ: النهار..

قاطعتني: صه.

قلتُ: أصغي..

اجبتني: هذا بلبل، صوته خافت، يأتي من المجهول.

تمتمت بفرح: هذا صوت النهار، إنه قادم.

شوارع الطفولة

أخذتُ عصاتي، وتوجهت إلى الخارج، متوكئاً عليها، وهممتُ بالخروج، فهتفت بي زوجتي: الجو بارد، ابقَ في البيت، أنت مريض. ومن دون أن ألتفت إليها، أجبتها قائلاً: ضاق صدري، أريد أن أتنفس، سأتجول قليلاً في الشوارع. فقالت لي: عن أي شوارع تتحدث، لم يعد في المدينة شوارع، إنها خراب كامل.

تلمستُ طريقي بعصاتي، وخرجت من البيت، ورحت أتجول في شوارع طفولتي، التي لا يمكن أن يلحق بها الخراب.

دوي الرعد

أفاق على دويّ الرعد، وبدا له وكأنه دويّ القنبلة، التي هدمت بيتهم، في المدينة القديمة، وتململت زوجته التي ترقد إلى جانبه، ونظر إليها على ضوء الفانوس، الذي لا يكاد يضيء خيمتهم المهلهلة، وقال لها: لا تخافي، إنه الرعد.

وتنهدت وهي تمتمتم: ظننت أنها قنبلة..

واقتربت منه، واحتمت بصدره، ثم قالت بصوت دامع: لا أدري لماذا لا تفارقني هذه الكوابيس.

ولاذا بالصمت، ثم راح ينظر إليها مبتسماً، فقالت له: نم الآن، نحن في منتصف الليل.

لكنه لم ينم، وإنما قال لها بصوت الذكرى: أذكر اليوم الذي التقيتُ فيه بك لأول مرة..

وابتسمت للذكرى، وقالت: قرب الشلالات..

ودوى الرعد ثانية، وكأن القنابل تدوي فوق المخيم، وتريد أن تهدمه، كما هدمت المدينة القديمة كلها، فمدّ يديه، وضمها إلى صدره، وهو يقول: ليدوي الرعد، إنني أراك، وسأراكِ دائماً.

العبّارة

حين انقلبت العبارة، وسط أمواج النهر، كانت طفلتي، بأعوامها التي لم تكمل الرابعة، بين ذراعي، وكنت مع العشرات، أقاوم تيارات الماء، أغوص إلى الأعماق تارة، وتارة أخرى أصعد إلى السطح، وطفلتي بين ذراعي، لا أفلتها، وكيف أفلتها ؟ أيمكن لي أن أفلت روحي، مهما كان الثمن ؟ و..

وفتحت عينيّ الغارقتين بالدموع، وقد هدأ كلّ شيء حولي، يبدو أنني لم أعد في النهر، وتلفت حولي، إنني في المستشفى، وصرختُ، صرخت بحرقة وجنون، فطفلتي لم تعد بين ذراعيّ، وجاءت الممرضة مسرعة، وحقنتني بإبرة أخمدتني مباشرة، ورأيتُ طفلتي بأعوامها التي لم تكمل الرابعة، تقترب مني بثيابها التي تقطر ماء، وبين يديها سمكة صغيرة حية، وعلى شعرها البني نباتات من أعماق النهر.

الفراشة

أحاطوا بي، وقالوا لي: أيتها الفراشة، لا تنسي أنك كنت مجرد دودة.

حدقتُ فيهم، إنني فراشة، مهرجان ألوان، وهذا ما يكرهونه فيّ، فقلتُ لهم: إنني فراشة، وسأعيش للآخرين، ومن أجلهم، فراشة.

 **********************

وردة «صوريّة»

عبدالرزاق الربيعي

هي وردة الله التي

قد أشرقت

في “صورِ”

هي طائر الفينيق

يهزأ بالفناء

 وبالعصور

ولها يحج

محلقا

منها..إليها

فارشا جنحيه

فوق جبين أشرعة الدهورِ

*

هي وردة الله التي

قد أشرقت

في “صورِ”

هي دوحة المعنى

وعش

فاتحا ابوابه

كي تستريح

ظلال أسراب الطيورِ

*

هي وردة الله التي

قد أشرقت

في “صورِ”

هي خيمة للمتعبين

نار أسرجت دمها لكل الطارقين

أصابع التاريخ

مندوس

توضأبالبخور

هي وردة الله التي

قد أشرقت

في”صور”

 ******************

شذرات

حميد حسن جعفر

(١) النافخُ في المزمار سواي

أنا النافخ في الاشجار من روحي،

(٢) جميع الفراشات اصولها يرقات

الّا فراشاتك اصولها النار التي انشغلتُ بديمومتها،

(٣) أقولُ :التابوهات ماراثون،

فتقولين:الّا أنا، قفزة حرةٌ ،

(٤) أعدُّ اطفالكِ ،

وحين يكتملُ العدُّ حسب ظني

تشيرينَ اليَّ معلنةً عن وجود خطأٍ مقصودٍ،

(٥) الأمطار بُرْكةٌ للضفادع،

حين يمسك بسيولتها منخفضٌ ما،

(٦) الجنود العقائديون مشاريعُ

آباءٍ لليتامى،

و أزواجٍ للأرامل،

و أصحابٍ لبلادٍ تتميز بالقسوة،

(٧) كلُّ ما  لديَّ بذرةٌ مؤهلةٌ

لن أذهب بها لمدرسة الغابة لتنمو شجرةً

فؤوس الحطابين تُفْزعُني ،

(٨) سأغوي  النهار بالازدحامات

عسى أن يعدلَ عن أن يكون  ليلاً  حندساً

اللصوصُ بإنتظار فشلِ مساعيِّ،

(٩) لا ودَّ بيني و الأشجار العملاقة

معظمها يذهبُ  لنجاري التوابيت،

(١٠) ابريق يعاين صناديق طماطم

دمية تحدق بكعوب أحذية تالفةٍ

تدوير

(١١) مسبحته كهرب يماني

مقعده كرسي هزاز

الرجل الأول في حياة صاحبة الملهى،

(١٢) المئاتُ من أشجار التفاح،

المئاتُ من المساطب الثنائية

الفصل ربيعٌ

لكن لا متنزهينَ يستغلون اللحظة

هذا ما قاله المصور الجوال لأرملته،

(١٣) تاريخكَ طائرٌ  جارحٌ

حنطته إمرأةٌ من غير أن تستشيرني

قوليها ليطمئنَ قلبي،

(١٤) جسدكِ سراجي

فلا إنطفاء اذا لأحواضي

التي أهلتها  لأجلكِ بالبروق،

(١٥) الظنون جلّها تشبه  جثةَ فتاة

وما من إثمٍ يشبهني

حتى أستدل على شعوبي،

(١٦) الطيور البيضاء قاطبةً

هي زخارف  جسدها

ما تبقى من الطيور /اعني الملونةَ

هي دمي حين نشرتْ زهراتها  على الغابة،

(١٧) سأُضيءُ  أطراف أصابعي

برفيف جناحي فراشةٍ

ألم تعلمْ ان الفراشة عزلتها،

(١٨) ذاك الهديل الذي يشبه سكون العاصفة

هو مرور يديَّ على جسدها،

(١٩) لن أكسرَ كوز الصيف

الماء وما ينضحُ الكوز

من نورها،

(٢٠) سوى الريح التي  تمرُّ بمزارعها

لا فاكهة بين يديّ

 ************************

الصفحة الثانية عشر

اتحاد أدباء واسط يؤسس ناديا للشعراء الشباب

الكوت - نجم خطاوي

أعلنت الهيئة الإدارية لاتحاد الأدباء والكتاب في محافظة واسط، أخيرا، تأسيسها “نادي الشعر” للشباب، مشيرة إلى أنها دعت إلى هذا النادي جميع الشعراء سواء من أعضاء الاتحاد أو ممن لم ينالوا العضوية بعد.

هذه الخطوة التي لاقت استحسانا وترحيبا من الوسط الثقافي، دشنت بأمسية شعرية أقيمت الخميس الماضي على مرسى “مقهى الروشة” القريب من سدة الكوت، وذلك احتفاء بمجموعة من الشعراء الشباب.

حضر الأمسية جمهور من الأدباء والمهتمين في الشأنين الثقافي والشعري. فيما أدارها الشاعران حسين جنكير وعمار التغلبي. 

وبعد الترحيب بالحاضرين، قرأ رئيس الهيئة الإدارية لاتحاد أدباء واسط د. فيصل الدنيناوي، البيان التأسيسي لنادي الشعر، داعيا الجميع إلى دعم هذا الجهد ومساندته نظرا لكونه يصب في خدمة الحركة الثقافية في مدينة الكوت ومحافظة واسط بعامة.

وشهدت الأمسية قراءات شعرية قدمها الشعراء الشباب مصطفى جميل، حيدر خلف، هاني عقيل، مصطفى محمد علي، علي أكبر عدنان، علي كريم، مصطفى العتابي، عمار التغلبي وحسين جنكير.

ولمعاضدة النادي ودعمه، ساهم الشعراء د. فيصل الدنيناوي ونجم خطاوي وحيدر حاشوش وجبار الحمداني، في قراءة مختارات من نصوصهم الشعرية.

وفي سياق الأمسية، تحدث القاص عيسى مسلم عن النادي وفكرة تأسيسه، حاثا الشعراء الشباب على تطوير إمكاناتهم وقدراتهم الشعرية. 

وفي الختام، وزعت شهادات تقدير على الشعراء المشاركين في الأمسية. كما جرى تكريم الأديب سعد الموسوي على تعاونه مع الهيئة الإدارية لاتحاد الأدباء.

 *****************

قراءات جماعية على كورنيش الفلوجة

متابعة – طريق الشعب

نظمت مبادرة “الفلوجة 2050” بالتعاون مع البيت الثقافي في قضاء الفلوجة، عصر السبت الماضي، جلسات قراءة جماعية على كورنيش القضاء، شارك فيها جمع من الشباب وتلاميذ المدارس والعائلات.

ووفرت المبادرة كتبا في مختلف الاختصاصات، عرضت أمام المشاركين ليختاروا منها ما يناسبهم ويطالعونها مع القهوة، في أجواء هادئة تشجع على القراءة.

ولاقت جلسة القراءة اهتماما كبيرا من القراء، الذين دوّنوا الملاحظات، وتبادلوا النقاش حول المعلومات التي استقوها من الكتب.

وشهدت الجلسة أيضا قراءات شعرية، وفقرات فنية لعدد من الأطفال الموهوبين. فيما غطت قنوات فضائية ووسائل إعلام أخرى هذا الحدث.

 *****************

من شعارات الذكرى ٨٩

لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي

  • لا للفقر.. لا للمرض.. لا للبطالة.. لا للجهل والامية

  • نطالب بحصول بلدنا على حصة عادلة من مياه دجلة والفرات

  • نعم لتنوع اقتصادنا الوطني والعمل على تحقيق تنمية مستدامة

  • المواطن يستحق حياة كريمة ومعيشة افضل

  • قوى التغيير مطالبة بتعظيم زخم الحراك الاحتجاجي والمطلبي

 ********************

فاجعة أخرى.. رحيل صديق عمري ثامر الزيدي

علي رفيق

أكثر من نصف قرن وأنا عرف ثامر الزيدي زميلا وصديقا ورفيق مسيرة.. إنه من ذاك الجيل الذي كناه ، نعمل مع الجميع وللجميع ، لم نفكر بذواتنا ، فهوسنا بالمسرح جعلنا ننصرف له بدأب وحب وارتباط وثيق دون انتظار اي مردود مادي ام معنوي .

ثامر الزيدي كان تواقا، على الدوام، لأن يضطلع بدور فاعل ومجدد فيما يقدم من عمل، فهو من اوائل الذين قدموا الدراما التلفزيونية للأطفال (برنامج شوف عندك يا سلام -تلفزيون بغداد) يوم كان بثه حيا على الهواء عام 1961.

بمثابرته قدم في بعقوبة أوائل مبادرات المسرحية (المعرقة) حيث شجع وحث زميله عبد الخالق جودت على كتابة نصوص أخرجها الزيدي في بعقوبة ثم نقلها، بل تبرع بنصوصها لفرق مسرحية رصينة في بغداد كانت تشكو يومها ندرة النصوص العراقية، دون ان يشترط مشاركته فيها مثل مسرحيات أيام زمان -عرقت عن المفتش العام لغوغول / طبيب بالكوة عن رغما عنه لموليير، والمهزلة الأرضية عن سعد الدين وهبة، وبهلوان آخر زمان عن علي سالم وغيرها.

انتقل ثامرالى بغداد وعمل في مسرح اليوم وشارك مع زملائه لاعادة تأسيس فرقة المسرح الشعبي 1974، وشارك في تمثيل العديد من اعمالهما واخرج مسرحية “حكايات للناس”.

ولثامر تاريخ حافل بالمسرح المدرسي حيث كان اينما حل يؤسس للتلاميذ فرقهم المسرحية في مدارسهم، وبزغ من بينهم فنانون مبدعون. اقتحم ثامر الزيدي بجرأة ، تلفزيون بغداد ، الذي كان يعرض تمثيليات لفرق بغداد المسرحية فقط ، فقدم اول تمثيلية فيه من المحافظات (تمثيلية العقدة  ثم تمثيلية بقال المحلة) وغيرها في ستينيات القرن الماضي.

في خارج العراق، رغم المصاعب وإضافة لعمله المسرحي مع عراقيين، حيث ساهم بتأسيس فرقة المسرح الجديد وأخرج مسرحية (المهاجرون)، وتصدى لعمل أفلام الرسوم المتحركة فأنتج اول مسلسل كارتوني عربي تلفزيوني في 15 حلقة عنوانه (زعتور) وأول فيلم سينمائي عربي طويل للرسوم المتحركة (حي بن يقظان) وفيلم (أصيلة).

كنت من بين الذين يحثون ثامر على تدوين تفاصيل تجربته التي تستحق التوثيق , وحسنا فعل ، فأصدر الكتاب نهاية العام الماضي.

سيبقى ثامر الزيدي حيا بأعماله الإبداعية.

ثامر ستبقى معي ..

 *****************

معاً لبناء بيت الحزب.. بيت الشعب

دعماً للحملة الوطنية لبناء مقر الحزب الشيوعي العراقي، تبرع الرفاق والأصدقاء:

  • المهندس خوشابا سولاقا ٥٠٠ ألف دينار.
  • الرفيق كريم حسين العامري من كربلاء (للمرة الثانية) 200 ألف دينار.

الشكر والتقدير للرفاق والأصدقاء على دعمهم واسنادهم حملة الحزب لبناء مقره المركزي في بغداد.

معاً حتى يكتمل بناء بيت الشيوعيين.. بيت العراقيين.

 ***********************

ليس مجرّد كلام.. الحنين الى الماضي..  لماذا ؟!

عبد السادة البصري

في كلّ مكانٍ تتواجد فيه، تسمع حكايات عن الماضي وبهائه والاشتياق لأيام الخمسينات والستينات والسبعينات، فالصور وبطاقات البريد واستذكارات الكبار تشعرك بأن تلك الأيام كانت أجمل وأكثر أماناً وسعادة. نشاطٌ في الزراعة والإنتاج، وبساطة في العيش، واحترام للفن وتشجيع للمواهب المبدعة والتفات الى النشء لتعليمه أفضل تعليم!

حينما نتحدّث عن البصرة وأنهارها بما سمعناه وقرأناه ورأيناه، وكيف كانت مياهها صافية عذبة والسمك يسبح فيها، وكيف كان الناس يشربون منها ويغتسلون بها، وما آلت اليه أمورها فتصبح مكبّا للمياه الثقيلة ؟!

ونسمع عن سرقات وجرائم قتل، وازمات متلاحقة تعصف بالمجتمع، يصاحبها ارتفاع في الاسعار ونحن مقبلون على شهر رمضان، هذه الأمور وغيرها تؤكد احتياجنا إلى الأمن والاستقرار النفسي قبل كل شيء، وذلك ما يؤكده ايضا تذمّر الناس عند مراجعة الدوائر وسوء التعامل مع المراجعين، وحالة المتقاعدين وهم يقتعدون الأرصفة وممرات دوائر التقاعد، ووضعهم المزري وهم يراجعون يوميا دون إكمال معاملاتهم رغم كبر سنهم والأمراض التي أنهكتهم وغيرها.

وأحاديث كثيرة تسمعها عن العاطلين وأصحاب الشهادات المركونة جانبا والمتسكعين في المقاهي بلا عمل، ينفثون حسراتهم وآهاتهم مع دخان الأراكيل. وعن توقف المصانع والإنتاج الصناعي رغم ما نسمعه اعلامياً، حيث بتنا نستورد حتى قناني الماء والخضروات!

الصناعة متلكئة وتسير ببطء شديد، والزراعة انحسرت بشكل كبير نتيجة انخفاض مناسيب المياه وغياب الدعم الحكومي، فصرنا مستوردين من الدرجة الممتازة لكل شيء. والشوارع على حالها تسوء يوما تلو آخر، والخدمات الصحية والعلاجية شبه سيئة وما يحدث للأطباء ومعهم من امور قد تؤدي الى هجرة بعضهم ، فضلا عن انقطاعات الكهرباء، ورداءة التعليم وانهياره شيئا فشيئا ، والمجاري التي تصب مياهها الثقيلة في أنهارنا وفي شط العرب حاملة الجراثيم والفيروسات. كذلك الثقافة التي تحتاج التي لا تجد الدعم والتشجيع والاهتمام والبنى التحتية.

ووراء هذا كله ومعه هناك الفساد المستشري في كل مكان ، والخراب ، والموت المجاني ، وقلق الأب على بناته وأولاده، والراتب الذي يستقطعون منه في كل مناقشةٍ لموازنة، وتأخر الموازنة !

كل هذا الألم والخوف والتدهور والقلق من المجهول يعطيك تبريرا لتقول: لا مستقبل لنا، فنحن نسير في نفقٍ لا نعرف نهايته وماذا يخبئ لنا ظلامه ؟!

كي نعيد الثقة للناس بالمستقبل الذي يتمنونه علينا أن نعيد الأمن بشكل حقيقي، ونكبح الفاسدين ونحاسبهم اشد حساب، وان نسعى بشكل جاد إلى الارتقاء بالصناعة والزراعة وقبل كل شيء التعليم والخدمات الصحية والعلاجية ونظافة القلوب والضمائر من الضغينة والجشع وحب الذات، وان نجعل الوطن والناس فوق كل شيء لأنهم هم الحياة !

ان حرية المواطن وسعادته وازدهار الوطن وتقدمه هي الطريق الصحيح نحو المستقبل المشرق والسعيد الذي نحلم به ونتمناه!