اخر الاخبار

الصفحة الأولى

قوى التغيير الديمقراطية ترفض قانون الانتخابات بصيغته الحالية.. فهمي:  نسعى الى عرقلة صيغة «سانت ليغو» المعدل

بغداد ـ طريق الشعب

قال سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، رائد فهمي، إنّ الكتل والأحزاب السياسية المتنفذة تسعى الى تمرير قانون انتخابي يخلو من معايير العدالة الانتخابية، بينما تسعى قوى التغيير الديمقراطية إلى إيجاد تشريع عادل ومنصف.

وأضاف الرفيق فهمي في المؤتمر الصحفي الذي عقدته قوى التغيير الديمقراطية، صباح امس السبت، في مقر (حركة نازل آخذ حقي الديمقراطية)، أن “مشاركة قوى التغيير الديمقراطية في الانتخابات المقبلة، لن يوقف مساعيه في عرقلة تمرير القانون بصيغته الحالية”، التي تعمل القوى المتنفذة من خلالها “على استغلال كل مقدرات البلد لصالح تكريس وجودها وبقائها في السلطة”.

وأردف سكرتير اللجنة المركزية للحزب بالقول: انه “في حال تمرير القانون عبر استغلال الأغلبية العددية، فان قوى التغيير ستذهب الى الانتخابات، وستكشف المرامي الحقيقية لهذا القانون، والرغبة الكامنة في إعادة إنتاج المنظومة الحاكمة، وتسخير المنظومة الانتخابية لصالحها”.

وأكدّ فهمي، أن “قوى التغيير لن تستثني أي شكل من أشكال الضغط السلمي من أجل أن تكون هذه الانتخابات عادلة بدءا بقانونها”، مشيرا إلى انه “لا يمكن ضمان عدالة حقيقية في ظل عدم احترام قانون الأحزاب، وعدم وجود سقف للإنفاق، فضلا عن عدم وجود ضوابط لاستخدام المواقع الحكومية”.

ونبّه الرفيق فهمي إلى ان “المتنفذين أدخلوا في عناصر هذا القانون جملة من الأمور، التي لا تحقق العدالة”.

أما بيان قوى التغيير الديمقراطية، الذي تم إعلانه في المؤتمر الصحفي، فقد أكد على سبعة محاور جوهرية لمواجهة تحدي الانتخابات، ودعا الى تحقيقها لضمان عدالة المشاركة والمنافسة على مقاعد مجالس المحافظات.

وحذر البيان من عملية الدمج بين قانوني الانتخابات (مجلس النواب ومجالس المحافظات) “لأنّ في ذلك مخالفة للدستور”، فضلا عن رفضه “رفع سن الترشح من ٢٨ إلى ٣٠، لأنّ ذلك يعد تهميشاً لدور الشباب، إنّما يجب خفضه إلى ٢٥، وبما يتناسب مع قانون الأحزاب”.

ودعا الى “اعتماد العد والفرز الإليكتروني وتحديد نسبة ٥ في المائة للتطابق مع العد والفرز اليدوي، وسرعة إعلان النتائج بما لا يتجاوز ٤٨ ساعة، مع تحديد سقف أعلى للإنفاق الانتخابي، وفرض إجازة إجبارية على أصحاب الدرجات الخاصّة عند الترشّح”.

وأوضح انه “في حال عزمت القوى المهيمنة على اقرار صيغة (سانت ليغو المعدلة) فإنّنا نؤكد على ضرورة أن يكون النظام الانتخابي الأصلي لصيغة سانت ليغو، دون أيّ رفع لمعامل القسمة، والتأكيد على تطبيق قانون الأحزاب العراقية رقم (36) لسنة 2015، مع ضرورة اعتماد البطاقة البايومترية حصرا للمشاركة في الانتخابات وبشكل خاص للمواليد الجدد”.

وأشار البيان إلى ان “مجلس النواب أعلن عن جلسة في يوم الأحد (اليوم)، وخصصها للتصويت على مقترح قانون الانتخابات، متجاوزاً بذلك رأيَ العديد من القوى السياسية وأعضاءً في البرلمان رفضوا صيغةَ القانون الحالية التي تُكرس هيمنة قوى المحاصصة والفساد”، لافتا الى ان “تمرير القانون بتلك السرعة ومن دون الأخذ بملاحظات قوى المعارضة لمنظومة الحكم، يُعَدُّ تجاوزاً لقيم الديمقراطية والتعددية السياسية وتأكيداً لمنهج الإقصاء والتهميش الذي طالما مارسته قوى السلطة في السنوات الماضية”.

وبيّنت قوى التغيير في بيانها ان “ما يؤكد ذلك المنهج المقيت، هو الدفع بمشاريع قوانين تتعلق بالحريات والحقوق المدنية، داخل مجلس النواب، تتضمن فقرات تخالف الدستور والمواثيق والمعاهدات الدولية المتعلقة بحقوق الانسان”.

وخلص البيان الى انه “في الوقت الذي نؤكد فيه موقفنا الرافض لمشروع قانون الانتخابات الذي تسعى قوى السلطة إلى تمريره بعجالة، فإننا ندعو جميع القوى المدنية والناشئة والديمقراطية والوطنية التي تؤمن بمشروع التغيير الديمقراطي، إلى توحيد جهودها، داخل مجلس النواب وخارجه، لضمان تحقيق انتخابات حرّة ونزيهة وعادلة”.

 ******************

اليوم.. تظاهرة للمتقاعدين أمام مجلس النواب

بغداد ـ طريق الشعب

تواصلت الاحتجاجات المطلبية في مناطق متفرقة من البلاد خلال الايام الماضية، في الوقت الذي نظم فيه الشيوعيون وقفة احتجاجية في مدينة الثورة لرفض إقرار قانون جديد للانتخابات، بحسب مقاسات المتنفذين، تعتزم الجمعية العراقية للمتقاعدين تنظيم تظاهرة كبرى، اليوم الأحد، أمام مجلس النواب، احتجاجا على عدم ادراج زيادة رواتب المتقاعدين في مشروع قانون الموازنة العامة للبلاد.

دعت الجمعية العراقية للمتقاعدين والجبهة الوطنية للدفاع عن حقوق المتقاعدين والكروبات الساندة لها إلى المشاركة في تظاهرة كبرى امام مجلس النواب احتجاجا على عدم زيادة رواتب المتقاعدين في مشروع قانون الموازنة العامة 2023.

واشارت الجمعية الى ان التجمع يكون امام مركز شرطة الصالحية في الساعة التاسعة صباحا، قبل الانطلاق بمسيرة راجلة باتجاه مبنى مجلس النواب للمطالبة بتشريع التعديل الثاني لقانون التقاعد رقم ٩ لسنة ٢٠١٤ وتطبيق المادة ٣٦ الخاصة بالتضخم. ونظمت محلية الثورة للحزب الشيوعي العراقي، وقفة احتجاجية في ساحة مظفر وسط مدينة الثورة (الصدر) لرفض التعديل المقترح من قبل مجلس النواب لقانون الانتخابات.

 *************

أهالي حلبجة: تحويل مدينتنا الى محافظة غير كاف

بغداد ـ محمد التميمي

أحيا العراقيون قبل أيام ذكرى الهجوم الكيماوي الإجرامي على مدينة حلبجة؛ حيث أكد حقوقيون نجوا من هذا الهجوم، على أنّ مدينتهم منسية وتعاني من الإهمال والخراب، وبحاجة الى رعاية واهتمام اكبر بعد القرار الرسمي باعتبارها محافظة عراقية.

وكان مجلس النواب قد وافق في اذار 2021 على قرار يلزم الحكومة العراقية، باعتماد حلبجة كمحافظة عراقية جديدة، وذلك تزامنا مع حلول الذكرى الـ 33، لمأساة حلبجة.

وفي هذا الصدد، قال عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الكردستاني، الرفيق ماجد حسن: “مرت علينا ذكرى الفاجعة الاليمة لقصف مدينة حلبجة بالكيمياوي. هذه الجريمة البشعة التي راح ضحيتها اكثر من 5000 انسان من سكان المدينة بين شيوخ ونساء واطفال، وهي باقية في الذاكرة ولن تنسى ابداً”.

وعلى صعيد متصل، قال المحامي والمستشار القانوني نجم الدين حمه، إن آثار جريمة القصف الكيماوي لا تزال باقية في أذهان الأفراد والعوائل كأنما مرت سنة واحدة على الجريمة، في الوقت الذي غاب فيه الاهتمام والرعاية الحكوميان.

 ***********************

راصد الطريق.. جشعهم يلوث حياتنا

عّد البنك الدولي قطاع النقل في العراق أكبر مصدر لتلوث الهواء في البلاد، باسهامه في نحو 13 في المائة من مجمل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، التي بيّن انها ازدادت بنسبة 80 في المائة نتيجة زيادة عدد المركبات.

فقد ازداد هذا العدد الى حوالي 6 ملايين وخمسمائة الف مركبة، ويتوقع ان يصل في العام الحالي الى حدود 9 ملايين وخمسمائة الف. فيما تبقى الحكومة وأجهزتها تتفرج، دون أي تدخل لوضع حلول تفك الاختناقات المرورية او توقف استيراد السيارات.

ولا أحد يجهل المسؤولين عن اغراق شوارعنا بالسيارات من كبار المستوردين، الذي هم يقيناً من ابطال المحاصصة والفساد.

اما الحلول فممكنة جدا، ويكفي ان نتذكر أن العراق استورد خلال العام الماضي منتجات نفطية بقيمة 7 مليارات دولارات، فيما تبلغ كلفة تنفيذ مشروع قطار بغداد المعلق في مرحلته الأولى، مليارا ونصف المليار دولار فقط!

ان اغلب الحلول لمشاكل العراقيين بديهية وسهلة، لكن المستفيدين من المال السحت ومن استمرار الفوضى، والذين هم في مواقع صنع القرار، يعرقلون كل خطوة تهدف الى تخفيف هموم الناس ومعالجة مشاكلهم.

 ***************************

الصفحة الثانية

عُمان الأولى عربيا.. العراق خارج مؤشر جودة الحياة

بغداد – وكالات

أحرزت سلطنة عمان المركز الأول عربياً والثامن عالميًا في مؤشر أفضل الدول في جودة الحياة لعام 2023، والصادر عن قاعدة البيانات العالمية “نامبيو”. فيما غاب عن القائمة اسم العراق!

وبعد عمان جاءت الإمارات في المركز الثاني عربيا و15 عالميًا، وقطر في المركز الثالث عربيًا و20 عالميًا، والمملكة العربية السعودية الرابع عربيًا و32 عالميًا.

وتصدرت هولندا المؤشر تلتها الدنمارك وسويسرا، فيما جاءت بنغلاديش ونيجيريا في نهاية الترتيب. كما صُنف المغرب في المرتبة الأولى إفريقياً، و52 عالميا.

جدير بالذكر أن مؤشر جودة الحياة هو تقدير لجودة الحياة الإجمالية باستخدام صيغة تجريبية تأخذ في الاعتبار مؤشر القوة الشرائية ومؤشر التلوث ونسبة سعر المنزل إلى الدخل، فضلا عن مؤشرات تكلفة المعيشة والأمان والرعاية الصحية ووقت تنقل حركة المرور والمناخ.

 ******************

اضاءة.. هل يرجع وفدنا من تركيا بخُفي حُنين!

محمد عبد الرحمن

اعلن في بغداد ان وفدا رفيع المستوى سيتوجه قريبا الى تركيا لبدء جولة أخرى من المباحثات حول المياه وأزمة الجفاف.

ولقد بات التوصل الى اتفاقات صريحة وملزمة، ليس مع تركيا وحسب، بل ومع إيران أيضا، وهو ما لم تتوصل اليه الدولة العراقية منذ تأسيسها، امرا ضروريا وملحا.

ويتوجب القول ان مسألة المياه في العراق وما لها من صلة بالعلاقة مع الجارتين تركيا وايران، ليست مسالة فنية صرفة تخص وزارة الموارد المائية وحدها، ولا بد  ان تكون مسألة ذات بعد وطني، رسمي وشعبي، وان تؤخذ على محمل الجد من قبل الحكومة ومختلف مؤسسات الدولة، وان تُفرض قطيعة تامة مع حالة التردد واللامبالاة، وينتهي التصور ان النهرين ما زالا كما كانا في الخمسينات والستينات ومن الواجب الحذر إزاء إمكان فيضانهما!

ان التعامل مع هذا الملف الحساس والمهم للشعب العراقي راهنا ومستقبلا، يتوجب ان يضع في الاعتبار حقيقة ان البلدين الجارين تصرفا وفق مصالحهما الانانية والضيقة، واتخذا إجراءات وحيدة الجانب على حساب مصالح العراق وشعبه، ومن دون أي اعتبار لدولة مصب النهرين. وانهما، تركيا وايران، هما السبب الرئيسي لمعاناة العراقيين اليوم من ازمة المياه، وذلك ليس من ناحية الكم فقط، فهناك أيضا التدهور المريع لنوعية المياه، خاصة حيث يتباطأ مجرى النهرين وهما يجريان جنوبا .

صحيح ان هناك التغيرات المناخية الكونية وتضاؤل سقوط الامطار وهطول الثلوج في حوضي النهرين، لكن اثار ذلك وتداعياته يتوجب الا يدفع ثمنها العراق وحده، فليس في ذلك شيء من الانصاف.

هنا يتوجب على المفاوض العراقي ان يصرّ على اعتبار نهري دجلة والفرات من الأنهار الدولية، وفقا للاتفاقات والمعاهدات الدولية ذات العلاقة، وبهذا المعنى يتوجب تقاسم الضرر ما دامت للأمر صلة بالمتغيرات المناخية.

لقد ترددت الحكومات العراقية المتعاقبة كثيرا في التعامل مع هذا الملف، بل ولم تقدّر حجم الكارثة المحدقة، رغم الكثير من الدراسات الرصينة التي حذرت من حالة جفاف تام، ومن فقدان العراق نهريه في غضون عقد ونصف العقد من الزمن. وهنا يمكن القول ان المواقف السياسية قد فعلت فعلها، ولا يزال البعض يراهن على حسن نوايا الجارتين، رغم ما تكبده العراق ويتكبده من خسائر جسيمة.

وكثيرا ما نسمع من تركيا تصريحات تقول ان مياها كافية تصل الى العراق، وان هناك سوء استخدام لها لا أكثر. لكن هذا القول ليس اكثر من مسعى لذر الرماد في العيون، والتغطية على الأسباب الحاكمة الفعلية لظاهرة شح المياه في العراق.

نعم، يحتاج العراق الى سياسة مائية ناجعة واستخدام عقلاني للمياه وإدارة داخلية سليمة لها، كذلك الى استخدام واسع النطاق لتقنيات الري الحديثة (فالزراعة تستهلك اكثر من ٧٠ في المائة من مياهنا)، بجانب استصلاح الأراضي. كل هذا وغيره مطلوب حقا، لكنه لا يعني بأية حال المساومة على حصة عادلة للعراق في نهري دجلة والفرات .

ان المسألة تتعلق بالدولتين الجارتين، ومثلما يبدأ العراق مفاوضات مع تركيا، يتوجب على الحكومة مباشرة مثلها مع ايران.

ويتوجب ان تتوفر للمفاوض العراقي الذي سيبدأ الجولة الجديدة مع تركيا كل عناصر  الدعم والاسناد ، وان يكون مؤهلا من كافة النواحي، وان تكون مطالب العراق واضحة ومباشرة، بعيدا عن الاكتفاء بسماع الوعود المعسولة التي تكررت كثيرا في الماضي، ولم يرَ أي منها النور.

 *************

اليوم.. تظاهرة للمتقاعدين أمام مجلس النواب.. شيوعيو الثورة يرفضون مشروع

«سانت ليغو» المعدّل

بغداد ـ طريق الشعب

تواصلت الاحتجاجات المطلبية في مناطق متفرقة من البلاد خلال الايام الماضية، في الوقت الذي نظم فيه الشيوعيون وقفة احتجاجية في مدينة الثورة لرفض إقرار قانون جديد للانتخابات، بحسب مقاسات المتنفذين، تعتزم الجمعية العراقية للمتقاعدين تنظيم تظاهرة كبرى، اليوم الأحد، أمام مجلس النواب، احتجاجا على عدم ادراج زيادة رواتب المتقاعدين في مشروع قانون الموازنة العامة للبلاد.

شيوعيو الثورة

ونظمت محلية الثورة للحزب الشيوعي العراقي، وقفة احتجاجية في ساحة مظفر وسط مدينة الثورة (الصدر) لرفض التعديل المقترح من قبل مجلس النواب لقانون الانتخابات.

ورفع المشاركون في الوقفة شعارات منددة بسعي الأحزاب المتنفذة الى إقرار قانون للانتخابات مفصل على مقاساتها، رافضين دمج قانوني انتخابات مجالس المحافظات ومجلس النواب واعتماد طريقة سانت ليغو المعدل (1,9) كطريقة لحساب المقاعد.

تظاهرة للمتقاعدين

من جانبها، دعت الجمعية العراقية للمتقاعدين والجبهة الوطنية للدفاع عن حقوق المتقاعدين والكروبات الساندة لها إلى المشاركة في تظاهرة كبرى امام مجلس النواب احتجاجا على عدم زيادة رواتب المتقاعدين في مشروع قانون الموازنة العامة 2023.

واشارت الجمعية الى ان التجمع يكون امام مركز شرطة الصالحية في الساعة التاسعة صباحا، قبل الانطلاق بمسيرة راجلة باتجاه مبنى مجلس النواب للمطالبة بتشريع التعديل الثاني لقانون التقاعد رقم ٩ لسنة ٢٠١٤ وتطبيق المادة ٣٦ الخاصة بالتضخم.

شرطة الطاقة

ونظم العشرات من منتسبي شرطة الطاقة والنفط وقفة احتجاجية أمام مبنى محافظة البصرة، رفضا لقرار استقطاع مبلغ الطعام البالغ 90 ألف دينار من مرتب كل شهر، بالإضافة إلى قرار استبدال الدوام إلى “سبعة × سبعة” بعدما كان ثلاثة أيام.

وقال عدد منهم، إن اغلبهم من المرضى وكبار بالسن وقد وصلوا إلى سن التقاعد، وأضحوا غير قادرين على تحمل أوقات الدوام الجديدة، حيث وصفوا هذا القرار بغير المدروس.

الى ذلك، تظاهر العشرات من أهالي منطقة الطليعة في صوب الشامية على الطريق العام احتجاجا على عدم شمول منطقتهم بخطة المشاريع الخدمية وللمطالبة بتوفير الخدمات الأساسية لهم، ومنها تبليط الشوارع وشبكات الماء والمجاري.

وأشار مراسل “طريق الشعب”، الى ان المتظاهرين اغلقوا الطريق العام وقاموا بحرق الإطارات في تصعيد احتجاجي للضغط على الجهات الحكومية.

قضاء الاصلاح

وعادت الأجواء الى طبيعتها في قضاء الإصلاح التابع لمحافظة ذي قار، الذي شهد احتجاجات غاضبة بسبب شح المياه.

وذكر مراسل “طريق الشعب”، ان “القوات الامنية وضمن الاتفاق مع المتظاهرين أطلقت سراح 12 شخصاً، فيما سيتم إطلاق سراح 3 آخرين اليوم الاحد، لدى جهاز مكافحة الارهاب”، لافتاً إلى أن “هناك قرابة 14 مطلوباً من أبناء القضاء وفق المادة 4 إرهاب، الا انهم لم يسلموا انفسهم للأجهزة الامنية وهم بانتظار تنفيذ قرار التسوية الذي يقضي بتحويل قضاياهم إلى مركز شرطة القضاء بدلاً من جهاز مكافحة الإرهاب”.

واشار المصدر، إلى ان” قائممقام القضاء، أحمد الرميض، غادر القضاء بإجازة مفتوحة منحتها له الحكومة المحلية بالمحافظة، من اجل تهدئة الأوضاع”، موضحاً ان “المتظاهرين ابلغوا الوفود الحكومية التي زارت القضاء خلال الساعات الماضية، بان مطلبهم الوحيد هو إقالة الرميض من منصبه، فيما خاطبت الحكومة المحلية بالمحافظة أمانة مجلس الوزراء لغرض اعفاء الرميض من منصبه”.

وتابع، ان “الدفعات المائية دخلت إلى القضاء بعد ازمة الجفاف التي تعرضت لها خلال الايام الماضية “.

وشهد القضاء الأربعاء الماضي، تظاهرات غاضبة نتيجة انقطاع المياه عن الاهالي منذ اكثر من 10 ايام.

 **********************

رسالة تحية من الحزب الشيوعي العراقي.. الى المؤتمر الثالث للحركة التقدمية الكويتية

الرفاق الأعزاء اعضاء المؤتمر الثالث للحركة التقدمية الكويتية 

نبعث اليكم بأحر تحيات اللجنة المركزية لحزبنا الشيوعي العراقي وتمنياتها لأعمال مؤتمركم الثالث بالنجاح في إنجاز مهماته، ليكون نقطة انطلاق جديدة تسهم في تعزيز مكانة الحركة التقدمية في الحياة السياسية والمجتمع ومواصلة مسيرتها المعطاء لتطوير ما حققته من انجازات خلال الفترة المنصرمة، والارتقاء بدورها في النضال الوطني والديمقراطي دفاعا عن مصالح الشغيلة والفئات الشعبية في بلادكم. 

ونحن على ثقة بأن المؤتمر الثالث، الذي يتوج الجهد الحثيث لقيادة الحركة في التهيئة والإعداد له بإقرار وثيقتها البرنامجية والتعديلات على نظامها الأساسي، سيسهم ايضا في تمتين تنظيمها وتوسيع قاعدتها الجماهيرية لتضم في صفوفها خيرة المناضلين من اجل انجاز مهمات التغيير الوطني والديمقراطي. ومن شأن ذلك ان يعزز دورها المتميز في تنسيق وتوحيد الجهود الشعبية للقوى السياسية الوطنية والديمقراطية والتقدمية الكويتية. وكما تؤكد تجربتكم الغنية في السنوات الأخيرة فإن تعزيز القدرات التنظيمية للحركة التقدمية ومبادراتها السياسية شرط أساسي لتحقيق تعاون فاعل بين هذه القوى في التصدي بثبات لنفوذ قوى الاستبداد والفساد الطفيلية، ولتوجهاتها الرأسمالية النيوليبرالية والخصخصة، وفي خوض معركة الدفاع عن الحقوق والحريات الديمقراطية بوجه محاولات التضييق عليها، وانهاء التمييز ضد المرأة، والعمل معا من اجل تحقيق المطالب الشعبية، وتأمين حياة حزبية سليمة ومنظومة انتخابية ديمقراطية تمكّن الناخبين من التعبير عن ارادتهم الحرة في الاصلاح والتغيير.

إن مؤتمركم ينعقد في ظل وضع عالمي مضطرب وتصاعد التوترات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والنزاعات المسلحة والحروب. ويواجه السلام العالمي والبشرية مخاطر وتحديات جسيمة، تشكل أكبر تهديدات منذ الحرب العالمية الثانية ونهاية الحرب الباردة، وبلغت حد التلويح باستخدام الأسلحة النووية. وساهمت الحرب بين روسيا واوكرانيا بتأجيج هستيريا الحرب ودعم الحركات اليمينية المتطرفة والشعبوية والنزعات العنصرية والفاشية.

ويضم حزبنا صوته إلى أصوات القوى المحبة للسلام التي ارتفعت في ارجاء العالم، في شجب هذه الحرب والدعوة إلى وقفها فورًا، واللجوء إلى المفاوضات برعاية الأمم المتحدة، واعتماد الحوار الجاد للوصول إلى تفاهمات تضمن مصالح الطرفين، وصون حق جميع الشعوب في العيش بأمان وسلام، بعيدًا عن ويلات الحروب وشرورها.

وتشهد المنطقة العربية استمرار التدخلات الخارجية في شؤون العديد من بلدانها بالضد من مصالح شعوبها، وتزايد الحروب العدوانية والنزاعات المسلحة ونشاط التنظيمات الإرهابية. ويرتبط ذلك على نحو وثيق بسياسة الامبريالية الامريكية وتنفيذ مخططاتها بالتنسيق مع حلفائها وفي مقدمتهم اسرائيل والرجعيات المحلية. وفي هذا السياق، تبرز ضرورة تصعيد التضامن مع الشعب الفلسطيني في مواجهة الهجمة الفاشية التي تشنها القوات الاسرائيلية وعصابات المستوطنين الصهاينة، وتهدف الى قمع المقاومة الشعبية المتسعة ضد الاحتلال، في ظل تواطؤ مفضوح من الدول العربية التي انخرطت في التطبيع المشين والمذل مع اسرائيل.

الرفاق الاعزاء

لا يزال العراق يعاني من تداعيات الأزمة البنيوية الشاملة، التي ترجع جذورها الى نظام المحاصصة الطائفية والإثنية الذي تم فرضه غداة الحرب الأمريكية والغزو والاحتلال ونهاية ديكتاتورية صدام قبل عشرين عاما، في 2003.

ويخوض حزبنا الشيوعي العراقي نضالا مثابرا من اجل تحقيق التغيير الشامل من خلال تغيير موازين القوى عبر تشديد الضغط الشعبي وتوحيد القوى المدنية الديمقراطية. وفي هذا السياق جرى الاعلان في تشرين الأول (اكتوبر) الماضي عن تشكيل مظلة جديدة تحت اسم “قوى التغيير الديمقراطية” تشمل رؤية اطرافها للتغيير وضع حد لمنظومة الحكم الفاسدة، وبناء عراق ديمقراطي مدني مزدهر، يقوم على مبدأ المواطنة والعدالة الاجتماعية.

الرفاق الاعزاء

نجدد تحياتنا الحارة الى مؤتمركم الثالث، متمنين له كل النجاح. ونتطلع الى توثيق العلاقات الثنائية مع الحركة التقدمية الكويتية وتطويرها في الفترة المقبلة بما يعزز أواصر الصداقة بين الشعبين الشقيقين والنضال المشترك من اجل السلام والديمقراطية والتقدم الاجتماعي. 

وتقبلوا خالص التمنيات والود الرفاقي

المكتب السياسي

الحزب الشيوعي العراقي

10 آذار 2023

 **********************

الصفحة الثالثة

بعد ثلاثة عقود ونصف العقد .. حلبجة تقاوم تداعيات الكيماوي.. أهالي حلبجة: تحويل مدينتنا الى محافظة غير كاف

بغداد ـ محمد التميمي

 بعد ثلاثة عقود ونصف العقد على ضرب النظام الديكتاتوري الصدامي لمدينة حلبجة بالسلاح الكيماوي، لا يزال سكان هذه المدينة يئنون تحت تداعيات وآثار المجزرة النكراء، فلم تعمل الجهات الحكومية التي تعاقبت على السلطة بعد العام 2003، على مداواة جروحهم وتعويضهم عن المعاناة التي قاسوها.

وفي الذكرى الخامسة والثلاثين، أحيا العراقيون قبل أيام ذكرى الهجوم الكيماوي الإجرامي؛ حيث أكد حقوقيون نجوا من الهجوم، أنّ مدينتهم منسية وتعاني من الإهمال والخراب، وبحاجة الى رعاية واهتمام اكبر بعد القرار الرسمي باعتبارها محافظة عراقية.

واجب أخلاقي

وقال رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، في تغريدة على حسابه الرسمي في منصة تويتر: “نستذكر اليوم واحدة من أبشع الجرائم ضد الإنسانية ألا وهي فاجعة حلبجة، وفي هذه المناسبة نؤكد على أن قرارنا في مجلس الوزراء بالتصويت على مشروع القانون الذي يقضي بتحويل المدينة المضحية إلى محافظة هو واجب أخلاقي قبل أي شيء”.

وكان مجلس النواب قد وافق في اذار 2021 على قرار يلزم الحكومة العراقية، باعتماد حلبجة كمحافظة عراقية جديدة، وذلك تزامنا مع حلول الذكرى الـ 33، لمأساة حلبجة.

 ووفقا للبيان الذي صدر حينها عن الدائرة الإعلامية لمجلس النواب العراقي فإن “مجلس النواب صوت بالإجماع بإلزام الحكومة، إكمال الإجراءات المتعلقة بإعلان حلبجة محافظة”.

حالة من عدم الرضا

وفي هذا الصدد، قال عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الكردستاني، الرفيق ماجد حسن: “مرت علينا ذكرى الفاجعة الاليمة لقصف مدينة حلبجة بالكيمياوي. هذه الجريمة البشعة التي راح ضحيتها اكثر من 5000 انسان من سكان المدينة بين شيوخ ونساء واطفال، وهي باقية في الذاكرة ولن تنسى ابداً”.

واضاف في حديثه مع “طريق الشعب”، قائلا انهم في هذه المناسبة “قمنا بأحياء الذكرى في عدد من مناطق اقليم كردستان، وذكرنا بمدى وحشية النظام الدموي الذي ارتكب هذه الجريمة، ولا بد من تعريف المواطن العراقي بهذه الكارثة وما فعله النظام المباد بحق الشعب الكردي”.

ونوه بان “الحكومة مقصرة في كل الجوانب، ولم تعط الحق لكل من عانى من النظام السابق وبالخصوص منطقة حلبجة، التي من المفترض ان يكون هناك اهتمام خاص فيها، من حيث العمران والتنمية ورد الاعتبار للعوائل الناجية من هذه الجريمة”، لافتا الى انه “ما زال هناك وقت امام المعنيين للاهتمام بالمدينة، خصوصا بعد قرار مجلس الوزراء باعتبارها محافظة عراقية. لذا من الضروري ان يتم الاهتمام بها وتقديم الدعم لها، وهم غير راضين عن هذا الاهمال والتقصير بحقهم”.

اثار الجريمة باقية

وعلى صعيد متصل، قال المحامي والمستشار القانوني نجم الدين حمه، إن آثار جريمة القصف الكيماوي لا تزال باقية في أذهان الأفراد والعوائل كأنما مرت سنة واحدة على الجريمة، في الوقت الذي غاب فيه الاهتمام والرعاية الحكومية.

وأضاف حمه في سياق حديثه مع “طريق الشعب”، وهو أحد ضحايا هذه الجريمة، ان “المحكمة الجنائية العراقية العليا اعتبرت الفعل جريمة إبادة جماعية، لكن جميع الإدانات لم تترجم إلى فعل حقيقي لتعويض المتضررين. وحتى الان لم يتم إنصاف العوائل وتعويضهم عن الضرر الجسيم الذي لحق بهم”، منوها الى ان “المدينة اصبحت محافظة ادارياً لكنها بلا ميزانية او خدمات عامة، ونسبة البطالة مرتفعة بين شبابها، وكان على الحكومة تلبية كل هذه الطلبات قبل سنوات عديدة”.

ويجد حمه، أن قرار تحويل المدينة من قضاء الى محافظة ليس كافيا “فهي فكرة موجودة قبل ضرب المدينة بالسلاح الكيماوي، ويجب ان لا يتم ربط هذا الامر بتعويضات ذوي الضحايا والمتضررين من الجريمة؛ فالأهالي حتى الان بدون رعاية وهناك أناس فقدوا عوائلهم. وبصورة عامة سكان المدينة والقرى المحيطة بها بحاجة الى اعادة تأهيل ودمج مع المجتمع”.

وأشار المحامي إلى أن “النظام بعد العام 2003 لم يقم بإدانة رموز النظام الدموي السابق على جميع جرائمه، وعجّلوا بإغلاق المحكمة المعنية بمحاسبتهم، نتيجة لصفقات سياسية، وبقيت 14 قضية لجرائم كبرى ارتكبها النظام السابق في مناطق الشمال والوسط والجنوب، جميعها لم تناقش. والمؤكد أن جميع القرارات التي صدرت لإنصاف الضحايا كانت بلا روح”.

وخلص المحامي الى أنه يجب على المعنيين: التعامل مع ملف المدينة بشكل خاص والعمل على مداواة الجرح واستنهاض همم الناس من خلال تنميتها وإعمارها، فحكومتا الاقليم وبغداد مقصرتان بحق حلبجة، وقد اهملوها اهمالا كبيرا”.

 ***************

العراق في الصحافة الدولية

ترجمة واعداد: طريق الشعب

قانون الانتخابات الجديد ومصير المعارضة

كتبت الخبيرة الإستراتيجية أشلي ويلان، والمحلل السياسي مهند عدنان، مقالاً لمعهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، حول مشروع قانون الإنتخابات التي تزمع القوى المتنفذة تمريره في مجلس النواب، والذي تمت قراءته قراءة ثانية الأسبوع الماضي. وأعرب الكاتبان عن إعتقادهما بأن صيغة سانت ليغو المعدّلة، ستعيق بشكل كبير وصول مرشحي الأحزاب الصغيرة والمستقلين إلى البرلمان، مشيرين إلى أن السبب في إصرار قوى الإطار التنسيقي على هذه الصيغة، يكمن في النتائج المتواضعة التي حصلت عليها في انتخابات 2021، حيث ستحقق لها التغييرات المرتقبة مواقع إضافية وستُضعف المنافسين وخاصة الأحزاب الناشئة وذات التوجه المدني، والتي سبب فوز بعضها، قلق القوى المتنفذة. 

رفض واسع

وأكد المقال على أن قانون الإنتخابات المنتظر سيعيد العمل بقوائم حزبية وسيجعل من كل محافظة دائرة انتخابية واحدة وسيقسم الأصوات على 1.9 بدل 1 كما هو معمول به في صيغة سانت ليغوالأصلية، وهو ما لاقى إعتراضات واسعة، من نواب كتل عديدة كتحالف وطن وأمتداد وإشراقة كانون والعديد من المستقلين ومن منظمات المجتمع المدني، فيما تعّد صيغته الجديدة متعارضة بشكل تام مع توجيهات المرجعية الدينية العليا، التي سبق لها ورفضته، في تصريح نادر، ولكنه ذو مغزى يرتبط بالمستقبل السياسي للبلاد في أعقاب إنتفاضة تشرين. كما ذكر الكاتبان بأن مجموعة من الأحزاب المدنية في تجمع القوى الديمقراطية من أجل التغيير والعديد من منظمات المجتمع المدني، قد دعمت وتبنت هذه الإعتراضات، معربين عن وجود صعوبات كبيرة تواجه تحقيق المعترضين لأهدافهم.

ادعاءات خاطئة

وبيّن المقال سعي القوى المتنفذة للتمويه على ما سيسببه القانون الجديد من ضياع أصوات الكتل الصغيرة والأصوات المستقلة، بإجرائهم محاكاة لنتائج انتخابات 2021 على أساس وجود جميع المرشحين في قوائم حزبية، مبينّين أن عملية إعادة الاحتساب هذه اعتمدت على افتراضات سياسية خاطئة، فلا يمكن جمع الأحزاب (ذات التوجهات السياسية والإيديولوجية المختلفة) والمرشحين المستقلين معاً. وضربا محافظة النجف مثلاً حيث إفترضا جمع كل المرشحين (أمتداد واشراقة كانون وتصميم والمستقلين) في قائمة واحدة وأعادا حساب ما حصلوا عليه من أصوات في إنتخابات 2021 حسب صيغة سانت ليغو المعّدلة، فلم يفز سوى مرشح واحد مقارنةً بالأربعة الذين فازوا بمقاعد في ظل النظام الحالي.

وحدة المعارضة

ووجد الكاتبان إنه وبالنظر إلى تشتت الأجنحة السياسية لإنتفاضة تشرين، وما تعيشه من إنقسامات لأسباب شخصية أكثر من كونها أيديولوجية أو سياسية، فإن التغلب على ما تخلقه القوى المتنفذة من صعوبات، يتطلب توحيد الرؤى وتغليب الرئيسي على الثانوي في برامج التعاون والعمل المشترك وبناء تحالفات إنتخابية رصينة، والتركيز على حالة الإحباط والرفض الشعبي للقوى الحاكمة، والعمل على توسيع مشاركة الناخبين في التصويت.

تأجيل الإنتخابات

وذكّر المقال بسعي رئيس الحكومة إجراء إنتخابات مجالس المحافظات، والتي تأخر إجراؤها لأكثر من عامين، وهي مجالس يفترض أن تلعب دوراً رئيسياً – كسلطة تشريعية ورقابية محلية - في تنمية الأقاليم وفي إختيار المحافظين ورؤساء الدوائر المهمة في المحافظة، والتي أدى غيابها إلى تلكؤات جدية في العملية الديمقراطية.

ولم يبد المقال تفاؤلاً بإجراء إنتخابات مجالس المحافظات، في المواقيت التي وعد بها رئيس الحكومة، بسبب قرب إنتهاء ولاية المفوضية المستقلة للإنتخابات، وعدم وجود تمويل كامل لها، وحاجتها للكثير من المستلزمات التي لا يهتم أحد بتوفيرها، معتبرين ربيع العام القادم، موعداً مناسباً لإجراء إنتخابات مجالس المحافظات، التي ستصارع القوى المتنفذة بكل قوة للهيمنة عليها بسبب ما ستوفره لها من قدرة على إختيار المحافظين وكبار الموظفين والهيمنة على الأموال والمشتريات الحكومية المربحة.

 ***************

شريط الاخبار

بعد ما مرّ يوم!

انخفضت أسعار النفط العالمية لتصل إلى أدنى حد لها منذ أشهر، وذلك بعد يوم واحد على إقرار موازنة عام 2023 من قبل الحكومة، والتي قُدر سعر برميل النفط فيها بسبعين دولاراً. وينذر هذا المتغير بخطر تعاظم العجز، الذي سيصل إلى 50 مليار إذا ما انخفض سعر البرميل إلى 60 دولارا، مما سيجعل الواردات عاجزة حتى عن تسديد الرواتب. هذا وفيما وصف محافظ البنك المركزي، الإعتماد على إحتياطيات البلاد في تغطية هذا العجز، بالكارثة، أعاد الخبراء تحذيراتهم من مخاطر تضخم الإنفاق التشغيلي ومن إعداد موازنة لثلاث سنوات، في بلد تعتمد موارده على سلعة متقلبة الإسعار!

التغيير قادم

في الوقت الذي كشف فيه النائب شيروان الدوبراني عن فشل الحكومة السابقة في تنفيذ المشاريع الاستراتيجية، كالطرق والجسور والمدارس والمستشفيات، التي شُرع لها قانون الأمن الغذائي وعدم معرفة مصير 17 مليار دولار كانت مخصصة لذلك، إعترفت ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة بعدم قدرة النظام الذي تأسس في عام 2003 على البقاء بسبب فشله في معالجة التحديات السياسية والأمنية والاقتصادية والبيئية، إضافة إلى الفساد الممنهج والحوكمة الضعيفة ورداءة تقديم الخدمات والبطالة والاعتماد المفرط على النفط وعدم إدراك المخاطر، متوقعة أن يؤثر كل ذلك على المواطن ويغذي لديه الشعور العام بالظلم، مما ينذر بتفاقم التوترات داخل المجتمع.

ألغامكم على الدرب

كشفت وزارة البيئة عن وجود 2600 كيلو متر مربع في البلاد ملوثة بالألغام، منها نحو 1200 كيلو متر مربع في البصرة وحدها. وأكدت على أن الوزارة قامت بإزالة 50 في المائة من الألغام التي سببت في وقوع 30 ألف ضحية حتى الآن. وأشتكت الوزارة من عدم وجود تمويل لمشاريعها من قبل الحكومة. هذا وفيما تشكل الألغام والنفايات السامة من مخلفات الحروب، مخاطر صحية وبيئية كبرى، سببت خسائر للبلاد تقدر بأكثر من ثمانية مليارات دولار، فشلت الإجراءات الحكومية طيلة عقدين مضيا في وضع استراتيجية بيئية تتناسب وحجم المخاطر، ورصد الموارد اللازمة لتنفيذها. 

إرهاب

صنّف مؤشر الإرهاب العالمي، الصادر عن معهد الاقتصاد والسلام بأستراليا، العراق بأنه الأكثر تعرضاً للإرهاب خلال عام 2022، بسبب حدوث ما لا يقل عن 183 عملية إرهابية على أرضه، واضعاً إياه في الموقع السابع عالمياً والثالث عربياً في إحتمال قدوم الإرهاب منه، معتبراً داعش أكثر المنظمات الإرهابية خطورة اليوم. من جهة مكملة، أفاد مصدر أمني بأن مسلحين “مجهولين” يستقلون سيارة مدنية فتحوا نيران أسلحتهم على محتجين خرجوا بتظاهرة ضد تردي الخدمات في ذي قار، مما أدى إلى إصابة أحد المتظاهرين بجروح بليغة. هذا وقد إعترف المعتدون الإرهابيون، عند إعتقالهم، بأنهم يتبعون إحدى الجهات المتنفذة داخل المحافظة.

طلعت ريحتكم

أستقدمت هيئة النزاهة إثنين من المديرين العامين في مصرف الرشيد، لمنحهما قرضاً بقيمة 5 مليار دينار لشركة، لم تنجز عملها فسُحب المشروع منها. كما أصدرت أمر قبضٍ بحقِّ محافظ صلاح الدين السابق، على خلفيَّة فساد سبب إضراراً بنحو 4 مليارات دينار، فيما كشفت عن ضرر بالمال العام بنحو 6 مليارات في العقد المُبرم بين دائرة البحوث الزراعيَّة وشركة لبنانية لزراعة الأعلاف في محافظة واسط، إضافة إلى فساد أكبر سببه مجلس المحافظة وفرع هيئة الضرائب فيها بقيمة زادت عن 3600000 دينار. وأخيراً تم ضبط هدر للمال العام في بلدية وتربية الديوانية بأكثر من ملياري دينار.

 ************************

الصفحة الرابعة

نشطاء لـ «طريق الشعب»:  لا تراجع عن حلم شهدائنا بالتغيير الشامل

بغداد ـ طريق الشعب

أصدرت منظمة العفو الدولية، الثلاثاء الماضي، تقريرا حول استخدام الأسلحة “المطاطية” من قبل القوات الأمنية حول العالم للتعامل مع التظاهرات واعمال العصيان المدني، يشير الى انها استخدمت في العراق بشكل واسع وأسوأ من بقية الدول.

وخلفت هذه الأسلحة التي استخدمتها قوات الأمن في العراق آنذاك الآلاف من الجرحى والمعاقين، إلى جانب شهداء الانتفاضة، بينما لا يزال ذوو الضحايا ينتظرون الكشف عن قتلة أبنائهم، تمهيداً للاقتصاص منهم.

قتل وتشويه الآلاف

وبيّنت العفو الدولية في تقريرها الذي بحث في طبيعة الأسلحة ـ غير القاتلة ـ والمعدات التي تستخدمها قوات الشرطة في التعامل مع المتظاهرين لثلاثين بلدا، وعلى مدة خمس سنوات: ان تلك الأسلحة “خطيرة جدا” ليس على المتظاهرين فقط، بل على المارة أيضا، حيث تعرض الالاف من المتظاهرين والمارة غير المعنيين للتشويه واخرين قتلوا بسبب الاستخدام المفرط لهذه الأسلحة.

وبحسب التقرير فإن “تلك الأسلحة والتي يتم وصفها في العادة بانها غير قاتلة، تسببت بقتل الالاف حول العالم، وخصوصا لأكثر اشكالها انتشارا وهي الرصاص المطاطي بأنواعه، الغاز المسيل للدموع، والقنابل التي تطلق على المتظاهرين بشكل مباشر في مناطق واسعة من العالم كجنوب ووسط أمريكا، أوروبا، الشرق الأوسط، افريقيا والولايات المتحدة”.

وانتقدت المنظمة عبر تقريرها الحكومة العراقية وتعاملها مع التظاهرات التي اندلعت في تشرين الاول عام 2019، مؤكدة أنه في العراق استخدمت السلطات الحكومية وبشكل متعمد رصاصا مطاطيا، وقنابل مسيلة للدموع أثقل بعشر مرات من الوزن الطبيعي، الامر الذي ترك قتلى واصابات بأعداد كبيرة.

صادروا الحقوق والحريات

وفي هذا الشأن، علق العضو السابق في المفوضية العليا لحقوق الإنسان، د. علي البياتي بالقول: ان هذا التقرير هو امتداد للتقارير السابقة التي تتعلق بالاحتجاجات في العراق، ورد فعل الحكومات والقوى السياسية في التعامل مع هذه الاحتجاجات.

واشار في حديثه مع “طريق الشعب”، الى انه في الدول الديمقراطية التي من المفترض ان تكون فيها مساحة واسعة للحريات والحقوق، لا يوجد أي مبرر لاستخدام القوة والعنف وخاصة الأسلحة المحرمة دولياً تجاه المتظاهرين، مبينا انه في احتجاجات العراق “لا يوجد سلاح لم يتم استخدامه كأننا في ساحة حرب، ويتجلى ذلك واضحاً من خلال الشهداء الذين سقطوا والجرحى الذين تضرروا”.

وتابع حديثه قائلا: ان هناك انتهاكات “كثيرة حصلت واستمرت لفترات طويلة، على الرغم من سقوط ضحايا وهي ان دلت على شيء، انما تدل على ان القرار السياسي الذي كان يحرك المؤسسات والحكومة، كان يحاول ان يوقف التظاهرات باي شكل من الأشكال ولا يبالي بسقوط شهداء او جرحى”، مضيفا ان “عدد الشهداء الذين سقطوا ويقدر بـ600 شهيد لم يتضاعف في ليلة واحدة او أسبوع وحتى شهر، بل هو حصيلة لأعمال عنف استمرت مع الاحتجاجات منذ يومها الأول في تشرين الأول من العام 2019 وصولاً الى آذار من سنة 2020”.

واكد البياتي ان ما حصل كان “من المفترض ان يكون درسا للحكومات لكي تكون مختلفة، لكن حتى الان لم نشهد كمراقبين اي تغيير حقيقي في تعاطي القوى السياسية والمؤسسات مع الاحتجاجات وحقوق الانسان، بل على العكس”.

وذكر انه قبل يومين “سمعت بانه تم اصدار حكم بحق 3 متظاهرين. نعم ربما قد يكونون قد قاموا ببعض اعمال العنف وعليهم تهم بالتجاوز على القوات الامنية، ولكن الحكم عليهم من خلال قانون مكافحة الارهاب بصراحة غريب جداً، فهؤلاء لا اعتقد انه كانت لديهم دوافع للاعتداء على القوات الامنية او قتل شخص”.

واردف قائلاً: ان صدور مثل هذا الحكم في مقابل غياب العدالة الحقيقية ضد الجناة المسؤولين عن قتل 600 شهيد وجرح الالاف، فيه الكثير من علامات الاستفهام، حول رغبة القوى السياسية في الاصلاح”.

وبشأن اسباب استمرار العنف مع اي احتجاج في البلاد منذ شباط 2011 وحتى اليوم، قال الخبير الحقوقي: “نحن بحاجة الى ان نطرح سؤالا اخر، هو لماذا كان تعاطي الحكومة مختلفا مع التظاهرات السياسية التي نظمتها قوى سياسية معينة، ووصل احيانا الى حمل السلاح بشكل مباشر اثناء هذه الاحتجاجات، لكن الحكومة تعاطت معها بشكل حيادي وسلمي! ولم يتم استخدام العنف في مواجهتها”.

واكد “أننا لا ندعو لاستخدام العنف ضد أي تظاهرة حتى لو كانت سياسية ولكن هذا يدل على ان الحكومة هي اداة لدى تلك القوى وهذا اوصلنا لقناعة هي ان القوى السياسية لم تستحوذ على الواردات والامتيازات والمناصب وكل خيرات البلد فحسب، وانما حتى على الحقوق والحريات”.

وخلص الى ان “في ظل هذه الظروف والشواهد والادلة والانتهاكات التي حدثت، اذا لم يكن للفرد انتماء للقوى السياسية، فليس لديه الحق بالمطالبة بأي حقوق او ممارسة اي حريات، لان العنف سيكون الالية الوحيدة للتعامل معه”.

لن يجدي نفعاً

وعلى صعيد متصل، قال حيدر سلمان، وهو احد الفاعلين في انتفاضة تشرين 2019، وتعرض لإصابتين بالرصاص المطاطي: “ما عشناه في الانتفاضة وانا بشكل خاص حيث كنت انشط في ساحة التحرير ببغداد وساحات الاحتجاج في محافظتي كربلاء وبابل، لا يمكن تسميته سوى انه ارهاب دولة، نظراً لحجم القمع الذي تعرض له الشباب المنتفض في عموم العراق”.

وروى لـ”طريق الشعب”، ما كان شاهدا عليه ايام مشاركته في انتفاضة تشرين بالقول: “في ساحة الخلاني استخدموا ضدنا اسلحة صيد الخنازير وسقط من بيننا العديد من الجرحى، وفي الكثير من الحالات تسبب هذا السلاح بإعاقة للكثير من المحتجين”، مضيفا انه في تظاهراتهم على سريع محمد القاسم “شهدت اصابة امرأة حامل سقطت عبوة الغاز المسيل للدموع تحت قدميها، وتسببت لها بالاختناق، بينما هي لم تكن مشاركة في التظاهرة”.

وتابع سلمان: “في الوقت الذي كنا نقمع فيه، كان الاعلام الحكومي الذي يتم تمويله بأموال الشعب، والذي من المفترض ان يعمل على ايصال صوت الشعب، يلعب دورا بارزا في التحريض على الشباب المنتفض، في الوقت الذي كنا نقتل بدم بارد. والى جانبه كان الاعلام المسيس الذي لعب دورا كبيرا في شيطنة الشباب السلميين ووصفهم بالإرهابيين”.

وخلص الناشط الى ان “القمع والقتل لن يجديا نفعاً معنا. نحن خرجنا لتصحيح مسار العملية السياسية، لأننا نحلم ونطمح بالتغيير، وما زلنا متمسكين بهذا الحلم ومساعينا التي تهدف للتغيير الشامل، فالكثير من اصدقائنا سقطوا شهداء وجرحى من اجل تحقيقه. ونتمنى ان نحققه اكراماً لتضحياتهم”

 ******************

العفو الدولية للحكومة العراقية: وائموا بين القول والفعل

متابعة طريق الشعب

وجهت منظمة العفو الدولية، رسالة مفتوحة إلى رئيس الحكومة العراقية، دعته فيها إلى إتباع سياسة مختلفة عن الحكومات السابقة التي أخفقت في تحقيق العدالة وفي مواجهة انتهاكات حقوق الإنسان السائدة في العراق.

وأشارت المنظمة إلى أنه ورغم إعلان رئيس الوزراء في مناسبتين على الأقل، إلتزام حكومته بحماية الحريات العامة وحقوق الإنسان، وضعت وزارة الداخلية آليات جديدة لمراقبة ما أسمته المحتوى الهابط، على وسائل التواصل الاجتماعي، وأصدرت أحكاماً بالسجن على ستة اشخاص على أساس هذه الآليات.

وحثّت المنظمة الحكومة على ضمان إحراز تقدم ملموس في التحقيق المتعلق بالكشف عمن ارتكبوا جرائم خطيرة مثل الاختطاف والتعذيب والقتل في سياق احتجاجات تشرين الأول 2019 وتقديمهم للعدالة، وإعطاء الأولوية للقضايا التي طال أمدها مثل مشاكل النازحين وإنهاء العنف الجندري وصدور أحكام إعدام في محاكمات مشكوك في دقتها، حسب ما ورد في الرسالة.

وأكدت المنظمة على أنَّ المعيار الحقيقي لالتزام الحكومة بحقوق الإنسان ليس فيما تقطعة من وعود، بل في الإجراءات التي تتخذها، لأن شعب العراق يستحق أكثر من مجرد خطب فارغة وحلقات مكررة من الانتهاكات.

خنق حرية التعبير

وفي الوقت الذي أعربت فيه المنظمة عن دهشتها من الحملة التي شنتها الحكومة تحت مسمى محاربة المحتوى الهابط، لأنها شهدت محاسبة بعض الأفراد لمجرد إنشائهم محتويات تهتم بالموسيقى والكوميديا، وجهت إنتقادات حادة لقيام المحاكم الجنائية بمقاضاة الناس بسبب تعبيرهم عن آراء سياسية انتقادية، كما حدث مع الناشط المدني حيدر الزيدي، إضافة إلى مواصلة قمع المحتجين من قبل قوات مكافحة الشغب.

الأولوية للعدالة

وركزت المنظمة في رسالتها على ما وثقته من إنتهاكات فتاكة إرتكبتها قوات الأمن ضد متظاهري تشرين، والتي أسفرت عن وقوع مئات القتلى وإصابة آلاف الجرحى، وإلى قمع وتشريد وترهيب المحتجين وعوائلهم، مما دفع بعضهم إلى الفرار إلى خارج البلاد. وفيما أشارت المنظمة إلى الأمر الذي أصدره رئيس الحكومة مؤخراً لتسريع التحقيقات في “أحداث تظاهرات تشرين 2019”، دعته إلى ضمان إحراز تقدم ملموس في إجراءات المساءلة عن هذه الانتهاكات الجسيمة التي وقعت منذ أكثر من ثلاث سنوات، وتقديم المعتدين إلى ساحة العدالة على وجه السرعة.

 العنف الأسري والنزوح

ودعت المنظمة الحكومة للتدخل من أجل إنهاء العنف الأسري المستشري في البلاد، وإصدار قانون للحماية يتماشى مع المعايير الدولية. كما أشارت إلى ما يواجهه النازحون في العراق من تحديات، بما في ذلك الاعتقال التعسفي ونقص فرص العيش والعقبات في الحصول على الوثائق الأساسية، وعدم ضمان عودتهم الآمنة إلى ديارهم، وعدم توفير العديد من الخدمات الأساسية لهم، داعية الحكومة للإسراع في معالجة هذه المشاكل.

 **************

الامم المتحدة: سبعة ملايين طفل  لا يجدون مياه شرب في المدارس

متابعة ـ طريق الشعب

اكد مسؤول في الامم المتحدة ، امس السبت، ان اكثر من سبعة ملايين طفل يجدون صعوبة في الحصول على المياه الصالحة للشرب في المدرسة بعد 20 عامًا من الغزو الذي قادته الولايات المتحدة وما تلاه من أعمال عنف تركت الكثير من البنية التحتية للبلاد متضررة أو مهملة. وذكرت صحيفة ذي ناشيونال البريطانية في تقرير انه “ وبحسب منظمة الامم المتحدة للطفولة ( اليونيسيف) يشكل أطفال العراق البالغ عددهم 21 مليون طفل ما يقرب من نصف السكان ، لكن ما يقرب من نصف جميع المدارس في البلاد ليس لديها مياه نظيفة وآمنة”.

واضافت المنظمة أن “ إن مليون طفل بحاجة إلى مساعدات إنسانية ونحو مليوني طفل خارج المدرسة بالكامل بسبب انتشار عمالة الأطفال، فيما واجهت البلاد على مدى سنوات مشاكل ندرة المياه ، والتي تفاقمت بسبب تغير المناخ ، والتي تؤثر على السلام والأمن في المنطقة”.

قال أخصائي الاتصالات في اليونيسف أليكس ريبول سالزي ، “تفتقر خمسون في المائة من المدارس إلى خدمات المياه والصرف الصحي والنظافة الأساسية مما يحرم من الوصول إلى المياه الصالحة للشرب لأكثر من 7.25 مليون طالب  حوالي  52 في المائة منهم من الفتيات”، مضيفا ان “ الافتقار إلى مرافق غسيل تراعي الفوارق بين الجنسين هو أحد الدوافع الرئيسية لتسرب الفتيات من المدارس”.

واوضح ان “ حوالي ربع الأطفال الصغار لا يتلقون التطعيمات الروتينية ، كما ان الأطفال الذين ينتقلون من “التعلم إلى الكسب” يمثل تحديًا مهمًا آخر،  ومن المعروف أن 37.9 في المائة من الأطفال يعيشون في فقر ، نصفهم يعاني من حرمانين أو أكثر من الحقوق الأساسية”.

وبين  ريبول سالزي إن “الحكومة العراقية الجديدة تعهدت “بتنفيذ الالتزامات للاستثمار في أطفالها، وهذا يشمل جهودا منسقة للوصول إلى الأطفال الأكثر حرمانا ، بمن فيهم أولئك الذين هم خارج المدرسة وأولئك الذين لا يزالون يعيشون في أوضاع المخيمات”.

وشددت وكالة الامم المتحدة على ان “ العراق يجب أن يحسن بشكل كبير نوعية بيئة التعلم والبنية التحتية للمدارس والمرافق وجودة التدريس والدعم للأطفال في جميع أنحاء البلاد”.

 ************************

الصفحة الخامسة

رسالة مفتوحة إلى هيئة الإعلام والاتصالات العراقية: يجب سحب مشروع لائحة تنظيم المحتوى الرقمي وحماية حرية التعبير على الإنترنت

إلى مجلس هيئة الإعلام والاتصالات

الموضوع: حول مشروع لائحة تنظيم المحتوى الرقمي

تحية طيبة..

نحن المنظمات الموقعة أدناه نود أن نعبر عن قلقنا البالغ بخصوص مشروع لائحة تنظيم المحتوى الرقمي في العراق بسبب ما تضمنته من أحكام قانونية خطيرة من شأنها تهديد الحق في حرية الرأي والتعبير والتضييق على الحريات في الفضاء العام الرقمي بصفة عامة.

علاوة على مخالفة مشروع اللائحة لأحكام الدستور العراقيّ الذي يحدد اختصاصات مختلف السلطات العمومية، تضمَّن عدة مواد مخالفة للالتزامات الدولية لدولة العراق في مجال حقوق الإنسان وخاصة المادة 19 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية. لقد اتسم المشروع بضبابية مفرطة على مستوى المصطلحات والمفاهيم المستعملة، لا سيما فيما يتعلق بالتمييز بين “المحتوى الهادف” و”المحتوى الهابط“، مما يمنح الجهات  المكلفة  بتنفيذ اللائحة سلطات واسعة جدا لتحديد المحتوى المسموح به وفقا لضوابط ذاتية منافية للقيم التي تقوم عليها المجتمعات الديمقراطية والمتمثلة في التعدد والتفتح والتسامح. كما حظر المشروع أيضا طائفة واسعة جدا من المضامين الرقمية بصورة تمس من الحق في حرية التعبير وتقيّد عمل الصحفيين ووسائل الإعلام دون وجه حق.

نظرا لخطورة المشروع وتعارضه مع الدستور والالتزامات الدولية للعراق في مجال حقوق الإنسان، ندعو إلى سحبه بصورة عاجلة. كما نذكر بأن تنظيم المحتوى الرقمي يحتاج إلى مقاربة شاملة وتعميق الحوار بين مختلف الفاعلين في هذا المجال حتى لا يتحول إلى ذريعة قانونية للتضييق على الحريات في الفضاء الرقمي.

اعتداء جسيم على الدستور العراقي

اعتمدت الهيئة عدة مواد من الدستور العراقي لتبرير إعداد مشروع اللائحة بالإضافة إلى الاستناد إلى الأمر عدد 65 لسنة 2004 المتعلق بإحداث هيئة الإعلام والاتصالات. إلا أنه بالتمعن في أحكام هذين النصين نستنتج أن الهيئة تجاوزت صلاحياتها المحددة بمقتضى الأمر عدد 65، واعتدت على اختصاصات البرلمان العراقي المضبوطة بمقتضى الدستور.

من ناحية أولى، نصت المادة 46 من الدستور على أنه “لا يكون تقييد ممارسة أي من الحقوق والحريات الواردة في هذا الدستور أو تحديدها إلا بقانون أو بناء عليه، على ألا يمس ذلك التحديد والتقييد جوهر الحق أو الحرية .” وهذا يشمل الحق في حرية التعبير المنصوص عليه في  المادة 38. وبالتالي، أي تقييد للحق في حرية التعبير بحسب مشروع اللائحة هو غير دستوري.

كما منحت الهيئة لنفسها صلاحية إعداد مشروع اللائحة معتمدة على بعض الأحكام الواردة بالأمر 65، التي تخول لها تشجيع التطور في الاعلام الالكتروني، ووضع وإصدار القواعد واللوائح التنظيمية اللازمة لتوفير المنافسة في مجالات تقديم خدمات الاتصالات. ولكنها تجاوزت المنطوق الصريح لهاته الفقرات التي لم تسمح لها البتة بفرض عقوبات على المحتوى الرقمي وسن جرائم إلكترونية جديدة.

من ناحية أخرى، أمعنت الهيئة في خرق الدستور من خلال الاعتداء على اختصاص البرلمان في المجال الضريبي حيث أكدت في المادة 24 من مشروع اللائحة على التزامها “باستيفاء الضرائب والرسوم والأجور من شركات التواصل الاجتماعي عن جميع أعمال الترويج والإعلان وفقا للقانون والضوابط التي تعدها للغرض.” في حين أن الفقرة الأولى من المادة 28 من الدستور نصت على أنه “لا تفرض الضرائب والرسوم ولا تعدل ولا تجبى، ولا يعفى منها، إلا بقانون.”

طغيان العبارات الفضفاضة

قامت الهيئة بوضع عدة تعريفات صلب المادة الأولى من مشروع اللائحة إلا أنها لم تفلح في احترام شرطي الدقة والوضوح عند صياغة القاعدة القانونية مثلما جاء في التعليق العام للجنة المعنية بحقوق الإنسان رقم 34 لسنة 2011 “يجب أن تصاغ القاعدة التي ستعتبر بمثابة “قانون” بدقة كافية لكي يتسنى للفرد ضبط سلوكه وفقاً لها ويجب إتاحتها لعامة الجمهور. ولا يجوز أن يمنح القانون الأشخاص المسؤولين عن تنفيذه سلطة تقديرية مطلقة في تقييد حرية التعبير.”

على سبيل المثال، يمكن أن نذكر المادتين الأولى والرابعة التي وردت فيهما عبارات ذات شحنة عاطفية ذاتية بعيدة كل البعد عن الدقة المستوجبة في النصوص القانونية، من قبيل المحتوى الرقمي الهابط، والمحتوى الرقمي الهادف، والحفاظ على القواعد العامة للباقة. هذا علاوة على استعمال عبارات أخرى من قبيل الإساءة إلى الدولة وتعريض الأمن القومي إلى الخطر وانتهاك الذوق العام والخاص (المادة 5)، أو المرجعيات والرموز الدينية (المادة 7)، أو المحتوى الذي يروج لنشر الفسق والفجور (المادة 13).

ننبه إلى أن كثرة وتواتر الألفاظ المطاطية تعطي للهيئة سلطة تقديرية واسعة جدا في تكييف المحتوى الرقمي ومنع كل ما من شأنه أن يخالف أهواء وميولات أعضائها نظرا لغياب الموضوعية والدقة في التعاريف، والإشارة المتكررة لعبارات تحمل شحنة ذاتية وعاطفية من قبيل الذوق العام والذوق الخاص والإسفاف والمحتوى الهابط والمحتوى الرصين.

مشروع لائحة لحظر حرية التعبير والصحافة

تكررت عبارة “يحظر” أكثر من 25 مرة مما يعكس الطابع الزجري والقمعي للمشروع الذي منع طائفة واسعة من المضامين المحمية بالحق في حرية التعبير. إذ نصت المادة 5 على محظورات المحتوى الرقمي ومن بينها “الإساءة إلى الدولة أو السلطات العامة فيها أو الأشخاص الطبيعية والمعنوية في العراق.” كما نصت المادة 20 على حظر المحتوى الرقمي إذا كان من شأنه “الإساءة إلى السلطة القضائية أو أحد تشكيلاتها أو رموزها بهدف تشويه السمعة أو التشهير أو إثارة الرأي العام أو بث الأكاذيب أو الإشاعات أو الامتناع عن تطبيق القرارات القضائية.”

سيترتب عن هذه المواد التضييق بصورة غير شرعية على حق الأفراد في التعبير عن آرائهم ونشر المعلومات المتعلقة بالشأن العام. على سبيل المثال، من شأنه تطبيق المادة 20 أن تمنع الأفراد من نشر معطيات صحيحة بخصوص فساد القضاة أو التجاوزات المرتكبة أثناء المحاكمات بتعلة أن هذه المعلومات الصحيحة أدت إلى التشهير بأحد القضاة الفاسدين.

وفي نفس السياق، يعتبر التعريف المعتمد للتشهير الإلكتروني صلب 1 الفقرة 21 انتهاكا للحق في حرية التعبير وحق الأفراد في معرفة الحقيقة. إذ يُعرَّف التشهير الإلكتروني حسب مشروع اللائحة بكونه ” التعمد بإعلان الوقائع والأحداث ذات القدر العالي من الخصوصية الشخصية التي تحمل أكثر من رأي أو تفسير، عبر الأوعية الرقمية، وبما يشكل فضحا أو إساءة للشخص المستهدف، وتقدمه بصورة غير مقبولة لمحيطه الاجتماعي.” يمكن أن يؤدي اعتماد هذا التعريف إلى تتبع المدافعين/ات عن حقوق الإنسان والمدونين/ات والمعارضين/ات السياسيين وغيرهم/ن من المهتمين/ات بالشأن العام في صورة نشرهم للوقائع والأحداث ذات القدر العالي من الخصوصية الشخصية إلا أنها تتعلق بالحياة العامة أو من شأنها الكشف الكشف عن اعتداءات وتجاوزات خطيرة.

من جهة ثانية، حظر مشروع اللائحة أفعالا تعتبر من صميم العمل الصحفي. حيث نصت المادة 4 على واجب المستخدم في “عدم إفشاء أو تسريب الوثائق الرسمية أو ما يدور في الاجتماعات السرية إلا بإذن خاص منها (أي الهيئة).”إن تطبيق هذه المادة يجعل من الصحافة الاستقصائية جريمة يعاقب مرتكبها من طرف الهيئة إذ لن يعود بالإمكان نشر التقارير والوثائق المتصلة بالشأن العام وفضح حالات الفساد في أجهزة الدولة وهو أمر يتعلق بصميم العمل الصحفي الذي يهدف إلى مراقبة السلطات العمومية.

وفي نفس السياق، نصت المادة 22 على حظر “نشر المحتوى الرقمي أو ترويجه قبل التأكد من المعلومات ومصداقية وموثوقية الأخبار والحصول عليها من مصادرها الرسمية ونسبتها إليه عند النشر.” تتعارض هذه المادة مع أساسيات العمل الصحفي وأخلاقياته ذلك أن اشتراط الحصول على المعلومات من مصادرها الرسمية فقط يؤدي إلى ارتهان الصحفيين/ات لمؤسسات الدولة، في حين أن الإعلان العالمي لأخلاقيات المهنة للصحفيين نص على أن “احترام الحقيقة وحق الجمهور في معرفة هذه الحقيقة هي مسؤولية الصحافي/ة الأولى.” ويعني هذا أن من واجب الصحفي/ة نشر الحقيقة بعد التحري والتثبت منها حتى ولو كانت منافية لما صرحت به المصادر الرسمية.

ثالثا، منعت المادة 23 سابعا المستخدمين من نشر المعلومات المضللة خلال فترة الانتخابات بهدف إفشال العملية الانتخابية أو إثارة الرأي العام كالدعوة إلى مقاطعة الانتخابات. يمكن أن يؤدي تطبيق هذه المادة إلى حظر المحتوى المشروع مثل قيام مجموعة من المدافعين/ات عن حقوق الإنسان بالدعوة لمقاطعة الانتخابات لاعتبارات معينة. وقد أكدت اللجنة المعنية بحقوق الإنسان لدى الأمم المتحدة على أن القيود التي يمكن القبول بها من أجل تقييد حرية التعبير “يجب ألا تعوِّق المناقشة السياسية، بما في ذلك على سبيل المثال الدعوة إلى مقاطعة الاقتراع غير الإلزامي.”

أخيرا، نصت المادتين 6 و7 على قائمة في المحظورات في المجال الديني بهدف حماية المقدسات والرموز والمرجعيات التابعة للأديان والمذاهب والطوائف المعترف بها في العراق من كل نقد أو آراء معارضة أو مسيئة لها.

تطرح عبارة الأديان والمذاهب والطوائف المعترف بها في العراق إشكالا دستوريا ذلك أننا نستنتج بقراءة المواد 2 و42 و43 من الدستور عدم دستورية إقصاء أو تفضيل دين أو مذهب أو طائفة دون أخرى حتى ولو لم يقع الاعتراف بها قانونا.

في نفس الإطار، تعتبر مخالفة للمعايير الدولية ذات الصلة بالحق في حرية التعبير التشريعات التي يمكن أن تميّز “لصالح دين أو أديان أو نظم عقائدية معينة، أو ضدها، أو لصالح أتباعها ضد أتباع دين آخر أو لصالح المؤمنين بدين ضد غير المؤمنين. ولا يجوز أن تستخدم حالات الحظر تلك لمنع انتقاد الزعماء الدينيين أو التعليق على مذهب ديني أو مبادئ عقائدية أو المعاقبة عليه.”

حظر المحتوى الرقمي وفقا لاعتبارات جندرية

تضمنت المادة 5 قائمة في المحتويات الرقمية المحظورة، من بينها الترويج للمثلية. كما وقع تكرار نفس الحظر صلب المادة 10 التي جاء فيها أنه يحظر على المستخدم نشر “المحتوى الذي يشجع على المثلية الجنسية والمثليين والترويج لنشاطاتهم وأفكارهم أو رموزهم أو صورهم بأي شكل من الأشكال.”

تتعارض هذه المواد مع مبادئ حقوق الإنسان وخاصة المساواة وعدم التمييز. كما تتعارض مع المادة 19 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية الذي وإن سمح بتقييد الحق في حرية التعبير من أجل حماية الآداب العامة إلا أن هذا لا يبرر البتة حظر المحتوى الرقمي القائم على الهوية الجندرية. في هذا السياق، نبه المقررون الخواص بحماية الحق في حرية التعبير سنة 2022 في إعلان مشترك حول حرية التعبير وعدالة النوع الاجتماعي إلى الاستعمالات التعسفية للآداب العامة من طرف الدول “من أجل تقييد التعبير القائم على النوع الاجتماعي أو الجنسي أو الثقافي أو الفني للنساء والأشخاص غير المتوافقين مع النوع الاجتماعي استنادا إلى مبادئ مستمدة حصرا من تقليد واحد.”

قيود إدارية جديدة على نشر المحتوى الرقمي

أحدثت الهيئة قيود إدارية جديدة على المستخدمين والمنصات والمواقع الإلكترونية  قبل نشر المحتوى الرقمي تتمثل في إجراءات التسجيل والترخيص. نصت المادة 28 من مشروع اللائحة على واجب أصحاب الصفحات والمنصات التسجيل لديها. كما قامت بوضع ثلاثة أصناف حسب عدد المشتركين، إذ يكون التسجيل مجانيا بالنسبة للصفحات التي لا يتجاوز عدد أعضائها 100000، ومقابل 35 دولار بالنسبة للصفحات التي يتراوح عدد المشتركين فيها بين 100000 و1000000، ومقابل 70 دولار بالنسبة للصفحات التي يتجاوز عدد المشتركين فيها المليون.

من ناحية ثانية، قامت الهيئة بإلزام المستخدمين والشركات المالكة لوسائل التواصل الاجتماعي بالحصول على ترخيص مزاولة النشاط الإعلاني. كما تحظر المادة 24 “على كل من المستخدم والشركات المالكة لوسائل التواصل الاجتماعي من القيام بأي إعلان أو ترويج للمحتوى الرقمي قبل استحصال الترخيص من هيئة الإعلام والاتصالات.” ولم تحدد الهيئة المقصود بالمستخدم أو المتابع بصورة دقيقة أي إذا ما كان المقصود هم العراقيون المقيمون بالعراق أم أيضا أولئك الذي يقيمون خارجه أو أيضا الأجانب المقيمين بالعراق. من شأن هذا الغموض أن ينتهك حرية الأفراد واستقلالية الشركات التي تقدم الخدمات الرقمية.

تثير مسألة اشتراط التسجيل والحصول على ترخيص لنشر محتوى إعلاني عدة إشكاليات على المستوى القانوني والواقعي. تعتبر هذه الإجراءات غير قابلة للتطبيق واقعيا نظرا لإمكانية إحداث صفحات خارج العراق ويكون محتواها معدا للجمهور العراقي أو أن يكون المشرفون على الصفحة أشخاصا من بلدان عديدة.

كما تخالف هذه المواد المادة 19 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية المصادق عليه من قبل العراق. في هذا الصدد اعتبرت اللجنة المعنية بحقوق الإنسان لدى الأمم المتحدة في التعليق العام رقم 34 لسنة 2011 أنه من الضروري “أن تراعي القواعد التنظيمية الفروق بين قطاعي وسائط الإعلام المطبوعة والمذاعة وبين الإنترنت.” فلئن يسمح بفرض نظام تسجيل بخصوص الإعلام التلفزي والإذاعي بسبب استعماله للموارد النادرة المتمثلة في الترددات الهرتزية فإن التعبير عبر الإنترنت يخضع لمبدأ الحرية. وهذا ما أكّد  عليه المقررين الخواص بحماية الحق في حرية التعبير بأن  المقاربات التنظيمية المعتمدة في الاتصالات والبث التلفزي والإذاعي تعد غير متلائمة مع الإنترنت التي تحتاج إلى مقاربات مختلفة.

حجب المحتوى بقرار إداري

أسندت الهيئة لنفسها بمقتضى المادة 32 ثالثا من المشروع اختصاص حذف المحتوى الرقمي إذا صدر في شأنه قرار أمني أو من الجهات الصحية أو الجهات المعنية بالتربية والتعليم والثقافة أو دواوين الأوقاف.

يعتبر حجب المحتوى من المسائل الخطيرة بالنظر إلى نتائجها على حق الأفراد في نشر الآراء والأفكار والمعلومات وتلقيها واستقائها.

من هذا المنطلق، تشترط المعايير الدولية أن تصدر هذه القرارات عن هيئات قضائية. ووفقا لمبادئ إعلان مانيلا  فإن الوسطاء يجب ألا يلزموا بتقييد محتوى ما لم يكن قد صدر بذلك أمر من سلطة قضائية مستقلة محايدة، وأن يقع احترام شرطي الضرورة والتناسب في مجتمع ديمقراطي إلى جانب شروط أخرى.

كما أشار المقرر الخاص المعني بحرية التعبير في تقريره حول دور الجهات الفاعلة الخاصة المشاركة في توفير الوصول إلى الإنترنت إلى أنه “ينبغي أن تكفل الشركات أن تكون جميع الطلبات المتعلقة بفرض قيود على المحتوى والحصول على بيانات المستهلكين ممتثلة للمتطلبات الإجرائية والقانونية المنصوص عليها في القانون المحلي، وممتثلة أيضا لمعايير الإجراءات الواجبة المقررة دوليا. وفيما يخص التدخل المتعلق بحقوق الإنسان، يجب أن تأذن بتنفيذ هذه الطلبات محاكم أو هيئات قضائية مستقلة ونزيهة.”

نستنتج بالتالي أن منح الهيئة نفسها هذا الاختصاص يعد مخالفا للمعايير الدولية ومن شأن ذلك أن يهدد بصورة واضحة الضمانات القضائية اللازمة لصون الحق في حرية التعبير.

منع الحق في الوصول إلى المعلومات

يعتبر الحق في الوصول إلى المعلومات حقا لصيقا بحرية التعبير وفقا لمقتضيات المادة 19 من العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية. إذ يُمكّن هذا الحق الأفراد من تكوين الآراء والأفكار والتعبير عنها بقطع النظر عن الحدود الجغرافية. وبالتالي فإن أي تعطيل أو تقييد غير مشروع على الحق في الوصول إلى المعلومات هو في الوقت ذاته انتهاكا لحرية التعبير.

وجاء في المادة 19 رابعا من المشروع أنه “يحظر الترويج أو الإعلان للآليات التي تشجع وتتيح للمستخدمين الوصول إلى المحتوى المحجوب.” يتعارض منع الأفراد من الوصول إلى المحتوى المحجوب مع المادة 19 خاصة وأن المحتويات المحظورة وفقا لمشروع اللائحة يمكن أن تشمل مضامين مشروعة مثل الآراء الناقدة للسلطات العامة أو التحقيقات التي تفضح مراكز النفوذ في العراق وغيرها من المحتويات الرقمية التي يمكن أن تزعج السلطات السياسية والأمنية والقضائية. لذلك حذر المقرر الخاص المعني بحرية التعبير  في تقريره لسنة 2015 من خطورة عرقلة التدفق الحر للمعلومات وللأفكار عبر الإنترنت. وأوصى، على وجه الخصوص، بأنه ينبغي على الدول أن تضمن أن يتمكن الأفراد من التعبير عن أنفسهم على الإنترنت مع إخفاء هويتهم وأن يمتنعوا عن اعتماد نظم تسجيل الأسماء الحقيقية.

مقاربة ضيقة لحرية التعبير في العصر الرقمي

أكد المقررون الخواص بحماية الحق في حرية التعبير على أهمية الاعتماد على مقاربة شاملة ومستدامة للتصدي للمضار التي يمكن أن تنجم عن المحتوى الرقمي. وتقوم هذه المقاربة على تبني تدابير إيجابية كالتربية على وسائل الإعلام ودعم منصات التحقق من الأخبار والمؤسسات الصحفية من أجل تعزيز قدرة المجتمع على التعامل مع مختلف التحديات التكنولوجية الحديثة.

تمثّل التربية على وسائل الإعلام حلا مستداما من خلال تحصين أفراد المجتمع وتعزيز ملكة النقد لدى الناشئة خصوصا، وتزويدهم بالأدوات الضرورية لفهم المحتوى الرقمي وطرق إنتاجه مما يحولهم إلى جهاز مناعة مجتمعي قادر على التصدي للأخبار المظللة وغيرها من المضامين التي تمس بحقوق الإنسان.

كذلك أوصى المقررون الخواص بحماية الحق في حرية التعبير سنة 2017 بأهمية دعم منصات التحقق من الأخبار والمؤسسات الصحفية من طرف الدول كإجراء إيجابي لمعالجة المحتوى الرقمي. يمكن لهذه المؤسسات إذا ما تم دعمها وفقا لمعايير موضوعية ودونما مساس باستقلاليتها التحريرية أن تساهم في التصدي للأخبار المظللة وتعزيز الوعي لدى الأفراد من خلال تزويدهم بالمعلومات الموثوقة.

إن غياب التدابير الإيجابية عن مشروع اللائحة والاقتصار فقط على الجانب العقابي يعكس مقاربة زجرية ضيقة وغير ناجعة في تنظيم المحتوى الرقمي.

لكل هذه الاعتبارات، ندعو هيئة الإعلام والاتصالات إلى سحب المشروع الخطير على الحق في حرية التعبير وضرورة توخي مقاربة تشاركية تقوم أساسا على احترام حق الأفراد في الحصول على المعلومة وتشريك منظمات المجتمع المدني، وتعزيز التدابير الإيجابية لتنظيم المحتوى الرقمي عوضا عن التدابير الزجرية التي لا يمكن أن تكون ناجعة في ظل التطورات التكنولوجية.

كما نعبر على انفتاحنا على جميع أشكال التعاون المفيدة من أجل صياغة قوانين ولوائح متلائمة مع المعايير الدولية ذات الصلة بالحقوق الرقمية.

مع فائق عبارات التقدير والاحترام،

المنظمات الموقعة

 

  • أكساس ناو
  • منظمة المادة 19
  • کندو
  • التقنية من أجل السلام
  • سمكس
  • منّا لحقوق الإنسان
  • مركز المعلومة للبحث والتطوير
  • مؤسسة أنسم للحقوق الرقمية
  • مركز القلم في العراق
  • مبادرة التضامن مع المجتمع المدني العراقي
  • منظمة شاقوفيان
  • جمعية الدفاع عن حرية الصحافة

 **************************

الصفحة السادسة

الفقراء يتبرّعون للفقراء!.. التكافل الاجتماعي يتسع ومساعدات الحكومة هزيلة

متابعة – طريق الشعب

تحت وطأة الأزمات الاقتصادية والمعيشية التي تعصف بالعراق، تتزايد أعداد الفقراء يوما تلو آخر. فنتيجة لتدهور القطاعين الصناعي والزراعي، وانحسار فرص العمل، وتفاقم غلاء المعيشة واتساع أزمة السكن، تزداد أعداد العاطلين عن العمل، ليصبحوا هم وعائلاتهم على خط الفقر او دون مستواه!

وبسبب اتساع رقعة الفقر في البلاد، وعدم وضع خطط حكومية حقيقية لمعالجة هذه المشكلة، يتوجه الكثير من المنظمات المدنية والمواطنين، منذ سنوات، إلى إطلاق حملات تكافل اجتماعي مختلفة لإغاثة العائلات الفقيرة والمعدمة، بين رفدها بالسلات الغذائية أو إعانتها ماليا وصولا إلى معالجة مرضاها. لكنّ المفارقة في هذه الحملات، هي أنّ الفقراء أنفسهم يشاركون فيها ليمدوا يد العون إلى أمثالهم!

ويوزع العراق رواتب مالية ومعونات شهرية للعاطلين عن العمل والأرامل والأيتام، إلا أن مبلغ الراتب الواحد لا يزيد على 80 ألف دينار شهريا، وهذا المبلغ لا يغطّي معيشة الفرد العراقي لمدّة أسبوع، الأمر الذي يدفع منظمات مدنية ومجموعات تطوعية يقودها ناشطون، إلى جمع المساعدات من الميسورين لتوفير سلات غذائية وملابس واحتياجات أخرى للفقراء والأيتام. فيما يساهم بعض الفقراء في التبرّع بما يتوفّر لديهم من ملابس قديمة ومفروشات، أو يقتسمون بعضاً من حصصهم التموينية مع غيرهم من الفقراء.

مساعدات الحكومة لا تكفي

يقول عبد العزيز علاء، وهو عضو “جمعية الرحمة” التي تعنى بمساعدة الفقراء ومقرها في بغداد، أن “المساعدات التي توفّرها الدولة لهؤلاء لا تكفيهم، وهي تساوي قيمة مواد غذائية قد تكفي لخمسة أيام أو أسبوع في أفضل الأحوال”.

ويشير في حديث صحفي، إلى أن “منظمات المجتمع المدني، وتحديداً تلك المتخصصة في الإغاثة والتنمية، كانت قد طالبت بصفتها الرسمية - إذ إنّها مسجّلة في دائرة المنظمات التابعة لرئاسة الوزراء - بضرورة زيادة المبالغ المخصصة للفقراء، لكنّ الحكومات لا تستمع لهذه المناشدات”!

ويضيف علاء قائلا أنّ “من المفارقات الغريبة التي تدفعنا إلى التعاطف كثيراً مع الفقراء، هي أنّ ثمّة عائلات متعففة تساهم في التبرّع لحملاتنا، فتقدّم معونات بسيطة، من قبيل قليل من زيت الطبخ الموزّع في الحصة التموينية، أو الأرزّ والطحين، أو الملابس القديمة”، لافتا إلى أن “الفقراء أكثر دراية بما يحتاجه أمثالهم، فيقدمونه لهم، وهو ما يجعلنا أمام موقف إنساني استثنائي”.

أكثر المتبرعين من متوسطي الدخل

من جهتها، توضح هبة الكتبي، وهي مسؤولة عن مجموعة تطوعية لمساعدة الفقراء والنازحين، أنّ “الموظفين وذوي الدخل المتوسط هم الأكثر تبرّعاً للفقراء، وفي إمكاننا أن نعدّهم أساس مساعدة الفقراء. وفي بعض الأحيان، تتخطّى تبرّعاتهم تلك التي يقدّمها ميسورو الحال أو الأغنياء”، مضيفة في حديث صحفي أن “الفقراء يقدّمون بعضاً ممّا يملكون، ويكون ذلك في العادة أشياء بسيطة جداً، لكنّها تمثّل فارقاً كبيراً في التبرّعات”.

الفقر في العراق معيب!

وتلفت الكتبي إلى أنّ “الفقر في العراق أمر معيب، وان حملات التبرّع التي نروّج لها عبر مواقع التواصل الاجتماعي توصل رسائل غير محبّبة عن بلادنا الغنية. وثمّة أفراد عرب وأجانب يوجّهون لنا رسائل يعبّرون فيها عن استغرابهم من كون العراقيين فقراء، على الرغم من خيرات البلاد الكثيرة”، مؤكدة أن “الفقراء في العراق في تزايد مستمر، بسبب الأزمات السياسية التي تترك آثاراً كارثية على شرائح كثيرة في البلاد”.

يريدون الطعام فقط!

إلى ذلك، يؤكد العضو المستقل في البرلمان هادي السلامي “تزايد أعداد الفقراء في العراق”، موضحا أن “حملات التبرّع للعائلات الفقيرة تكشف لنا الاحتياجات الأساسية لهذه الشريحة التي لم تعد تطلب خدمات من قبيل الكهرباء والسكن، بل وصلت إلى مرحلة أصبحت فيها لا تريد سوى الطعام”!

ويشدد في حديث صحفي على أنّ “فقراء العراق بحاجة إلى وقفة جادة من قبل الحكومة والبرلمان، مع تمكين المنظمات الداعمة لهم، إضافة إلى إيجاد حلول جذرية لمشكلاتهم وليس ترقيعية من خلال الرواتب الضئيلة”.

وفي منتصف كانون الثاني الماضي، أطلق رئيس الوزراء محمد شياع السوداني حملة وُصفت بـ”الكبرى” للبحث الاجتماعي الميداني، بمشاركة ألفَي باحث من هيئة الحماية الاجتماعية في وزارة العمل، تستهدف مليوناً و746 ألفاً و86 عائلة تقدّمت بطلبات إلكترونية لشمولها بمخصصات الإعانة الاجتماعية.

 ****************

اكول.. على خطى أبي عادل!

حميد المسعودي

أمانة بغداد وأجهزتها لم تتمكن من تنظيم عمل الباعة الجوالين، والحد من تجاوزاتهم على الأماكن العامة. فكان عليها أن تضع خططا مدروسة لإنشاء أماكن خاصة بهؤلاء الكادحين الذين يبحثون عن لقمة عيشهم تحت وطأة الظروف الاقتصادية القاسية. لذلك باتت بسطاتهم وعرباتهم تحتل الأرصفة وأجزاء من الشوارع، وتزاحم المارة وتخنق المحال التجارية النظامية وتشوّه المكان.

لكن، وبدلا من هذه الفوضى، ماذا لو نظم الباعة الجوالون عملهم بأنفسهم بالشكل الذي لا يؤثر على حركة المارة ولا يشوه معالم الأماكن العامة؟ ماذا لو احتذوا بأبي عادل، وهو بائع جوّال. فهذا الرجل يختلف عن أقرانه كثيرا. إذ استطاع أن يحوّل بسطته إلى شيء مقبول وجميل من خلال بعض الترتيبات البسيطة.

أبو عادل صمم عربة متحركة مكشوفة مزودة بإضاءة معتدلة، وخصص مكانا لوقوفها مع مراعاة ترك مسافة كافية بينه وبين المحال التجارية وطريق المارة. وتسمح هذه المسافة أيضا بوقوف الزبائن أمام عربته والتبضع منها دون تضييق على حركة المتبضعين الآخرين.  

وبعد انتهاء عمله في المساء، يقوم أبو عادل بتنظيف مكانه ووضع نفاياته في الحاوية القريبة، ثم ينقل عربته إلى كراج قريب مخصص لوقوف السيارات والعربات، مقابل أجر شهري بسيط.

أي شخص يشاهد بسطة أبو عادل، سيجد الفرق بينها وبين البسطات الأخرى القريبة منها.. متميزة ومنظرها جميل ومكانها نظيف ووقوفها نظامي.. ماذا لو احتذى جميع أصحاب البسطات بأبي عادل!؟  

 ***********************

وضع كارثي في «مستشفى الرشاد»!

بغداد – وكالات

كشف مصدر صحي عن وضع مأساوي ومزرٍ يعيشه الراقدون في “مستشفى الرشاد” للأمراض العقلية والنفسية ببغداد، مشيرا إلى أن المستشفى يفتقر لأبسط الخدمات.

ونقلت وكالة أنباء “بغداد اليوم” عن المصدر قوله، أن “إدارة المستشفى مهتمة فقط بالواجهات، عبر تخصيص مرسم ومسرح وحدائق وقاعات جيدة، بل حتى اختيار المرضى بعناية ليكونوا واجهة خلال زيارة مسؤول أو حصول تفتيش في المستشفى”.  واستدرك المسؤول الذي لم تعلن وكالة الأنباء عن اسمه “لكن هناك قاعات خلفية في المستشفى وضعها أبسط ما يُوصف بالكارثي. إذ يتدنى فيها مستوى الخدمات، والمرضى الراقدون فيها حالهم مزر”.

وكان ناشطون قد تداولوا صوراً على مواقع التواصل الاجتماعي تكشف عن الوضع الكارثي للمستشفى. وطالبوا وزارة الصحة بالوقوف على أسباب هذا التردي في خدمات المؤسسة الصحية، مشيرين الى أن “هذا الوضع يزيد حال الإنسان الذي يعاني مرضا عقليا أو نفسيا، سوءا”.

 ************************

مواساة

  • الرفيق ثامر الزيدي .. وداعا
  • تنعى منظمة الحزب الشيوعي في هنغاريا الرفيق ثامر الزيدي (ابو سهى ) سكرتير المنظمة الذي توفي في مستشفى سنت يانوش في بودابست.

 لعائلته ورفاقه خالص المواساة وعاطر الذكر، ولروحه السلام.

  • تنعى اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في ديالى الرفيق الفنان والمخرج المسرحي المغترب في هنكاريا ثامر الزيدي الذي ضل ملاصقا للحزب لآخر نبض في حياته.

   لروحه السلام والصبر والسلوان لأهله ورفاقه.

  • تنعى اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في ميسان، رفيقها المشرف التربوي عبد الكريم نوري شنين، الذي فارق الحياة إثر مرض عضال.

الذكر الطيب للفقيد والصبر والسلوان لذويه ورفاقه وأصدقائه.

 ******************

خدمات سيئة في مستشفى العزيزية!

العزيزية - شاكر القريشي

يحتل المستشفى العام في قضاء العزيزية بمحافظة واسط، موقعا استراتيجيا مهما، نظرا لقربه من الطريق الدولي (بغداد – البصرة)، ومن قرى ونواحٍ عديدة.  ويستقبل هذا المستشفى يوميا أعدادا كبيرة من المراجعين، لا سيما الحالات الطارئة من المصابين بحوادث السير وغيرها. لكن المستشفى، وبالرغم من أهميته، يفتقر لأبسط الخدمات الصحية. إذ يعاني نقصا في العلاجات والمستلزمات الطبية الخاصة بالحالات الطارئة – حسب ما ذكره لـ “طريق الشعب” المواطن عليوي الهندي، من سكان قضاء العزيزية.  أما المواطن علي جميل، فأكد للجريدة أن نقص الخدمات في مستشفى العزيزية، يرهق المواطنين، وغالبا ما يضطرهم إلى نقل مرضاهم لمستشفيات بغداد، أو للعيادات الأهلية، ما يحملهم جهدا ومالا كبيرين، رغم كون معظمهم من ذوي الدخل المحدود.  ويلفت عدد من المواطنين إلى أن حمّامات المستشفى غير نظيفة، وتعاني طفح المجاري، وانقطاع المياه. بينما يفيد أحدهم – رفض الكشف عن اسمه - بأن هناك إهمالا للمراجعين من قبل بعض منتسبي المستشفى “الذين ينشغلون معظم الوقت في تصفح موبايلاتهم”!  

أهالي العزيزية يطالبون دائرة صحة واسط ولجنة الرقابة الصحية في المحافظة، بمتابعة المستشفى ورفده باحتياجاته، ومحاسبة المنتسبين المقصرين.

 *************************

عبّدوا شوارع «منطقة الغربي» في السماوة!

متابعة – طريق الشعب

دعا مواطنون في منطقة الغربي وسط مدينة السماوة، إلى شمول شوارع منطقتهم الفرعية بمشاريع الإكساء، مبينين في حديث صحفي أن المنطقة اكتمل فيها مشروعا المجاري والأرصفة، ولم يبق سوى مشروع التبليط، الذي لا تزال تنتظره.

ورأى عدد من المواطنين، أن تأخر إكساء الشوارع قد يعرض المشاريع المكتملة للضرر.

 ****************************

سائقو تاكسي في واسط: أعيدوا النظر في الغرامات المرورية!

متابعة – طريق الشعب

دعا عدد من سائقي سيارات الأجرة في واسط، مديرية مرور المحافظة إلى إعادة النظر في آليات فرض الغرامات بحقهم. وقالوا في حديث صحفي، أنه “في الآونة الأخيرة شهدنا تشددا من قبل شرطة المرور في تسجيل الغرامات بحقنا، ما أثر سلبا علينا، خاصة اننا من ذوي الدخل المحدود وغير قادرين على سداد مثل هذه المبالغ”، داعين إلى التعامل معهم من منطلق إنساني، وعدم الشروع بفرض الغرامات إلا في الحالات القصوى. 

وفي السياق، قال مدير مرور المحافظة العميد مروان السعدون، أن “فرض الغرامات يتم بناء على تعليمات مركزية في شأن أمور عديدة، منها عدم الالتزام بارتداء حزام الأمان أو الوقوف في أماكن غير مسموح بالوقوف فيها”.

وأكد في حديث صحفي، أن “مديرية المرور توجه بشكل يومي، عبر النداء المركزي، بالتعامل مع الحالات الإنسانية والاستثنائية بشكل خالص”، لافتا إلى أن “غالبية الغرامات تصب في صالح مستخدمي الطريق”.

 ******************

الصفحة السابعة

الكرملين يسخر من مذكرة توقيف بوتين: قرارات الجنائية الدولية باطلة

متابعة – طريق الشعب

ارتفعت حدة التوتر بين روسيا والولايات المتحدة الأمريكية، بعد ما أصدرت المحكمة الجنائية الدولية، مذكرة توقيف بحق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

ويأتي هذا التصعيد بعد أيام على حادثةِ إسقاط طائرة مسيّرة أمريكية، بعد اعتراض مقاتلات روسيات لها فوق البحر. في حين زارَ بوتين شبه جزيرة القرم في الذكرى التاسعة لضمها.

سخرية من القرار

وعبرت وزارة الخارجية الروسية، عن سخريتها من قرار المحكمة الجنائية الدولية، التي اعتبرت بوتين مسؤول عن جرائم حرب ارتكبت في أوكرانيا.

وقالت المتحدثة باسم الوزارة ماريا زاخاروفا، في رسالة عبر تطبيق تلغرام، إن “القرارات عديمة الأهمية بالنسبة لبلدنا... وباطلة”. وروسيا لا تعترف بالقانون الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، وليست عضواً في نظام روما التأسيسي.

ووصفت زاخاروفا قرارات المحكمة الجنائية الدولية بأنها “عديمة الأهمية” وأكدت أنها “باطلة قانونياً”.

بدوره، قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف للصحفيين، إن “روسيا على غرار عدد من الدول الأخرى، لا تعترف باختصاص هذه المحكمة، وبالتالي من وجهة النظر القانونية، فإنّ قرارات هذه المحكمة باطلة”.

وسخرَ نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، ديميتري ميدفيديف، من قرار المحكمة، عبر توتير قائلاً: لا حاجة لأن نشرح أين ستستخدم هذه الورقة ؟. وأضافَ رمزاً تعبيرياً “إيموجي”، عبارة عن لفة ورق تواليت في نهاية تغريدته، في إشارة لعدم جدوى المذكرة.

مذكرة أخرى

 من جهتها، قالت مفوضة حقوق الطفولة الروسية ماريا لفوفا، التي صدرت بحقها أيضاً مذكرة توقيف من المحكمة :”فرضت عليَّ عقوبات من جميع الدول، حتى اليابان، والآن مذكرة توقيف... لكننا سنواصل عملنا”.

وأضافت ساخرة :”من الجميل أن المجتمع الدولي قد قدّر عملنا لمساعدة أطفال بلادنا، وأننا لا نتركهم في مناطق العمليات العسكرية ونخرجهم منها”.

ووجهت مديرة تلفزيون “آر تي” الروسي مارغريتا سيمونيان تهديداً مبطناً لأيّ دولة تريد توقيف بوتين. وكتبت على تويتر في إشارةٍ واضحة إلى سرعة الصواريخ الروسية :”أود أن أرى الدولة التي ستعتقل بوتين بموجب قرار لاهاي. ستستغرق الرحلة إلى عاصمتها نحو ثماني دقائق”.

بايدن: المذكرة مبرّرة

وقال الرئيس الأميركي جو بايدن، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ارتكب بوضوح جرائم حرب، وأن قرار المحكمة  لهُ ما يبرره.

وذكرَ بايدن للصحفيين :”من الواضح أنهُ ارتكب جرائم حرب”، في إشارةٍ إلى بوتين.

وأضاف في إشارة إلى مذكرة الاعتقال :”أعتقد أن هذا مبرر”. والولايات المتحدة ليست عضواً في المحكمة الجنائية الدولية.

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية في بيان: إن “الولايات المتحدة خلصت بشكلٍ منفصلٍ إلى أن القوات الروسية ارتكبت جرائم حرب في أوكرانيا، وأنها تدعم محاسبة مرتكبي جرائم الحرب”.

وأضاف “ليس هناك شك في أن روسيا ترتكب جرائم حرب وفظائع بأوكرانيا، وأوضحنا أنهُ يجب محاسبة المسؤولين ... توصل إلى هذا القرار مدعي المحكمة الجنائية الدولية، بشكلٍ مستقلٍ بناءً على الحقائق المعروضة عليه”.

وفي تطورات الحرب، أصدر الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، أمس السبت، مرسوماً يقضي بفرض عقوبات على رئيس النظام السوري بشار الأسد.

وبموجب المرسوم الذي نشر على الموقع الإلكتروني للرئيس الأوكراني، يتم تجميد أصول الأسد، وفرض عدد من الإجراءات الأخرى، لم تعرف طبيعتها بعد.

القرم خط أحمر

من جانبٍ آخر، زارَ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس السبت، شبه جزيرة القرم في الذكرى التاسعة لضمها إلى أراضي بلاده، وهو الإجراء الذي لم تعترف بهِ معظم دول العالم، وذلك في خضم الحرب المستعرة التي تخوضها قواته مع جيش أوكرانيا.

وذكرت وكالة “تاس” الروسية أن “بوتين وصل إلى القرم بالتزامن مع الذكرى التاسعة لتوحيد القرم وروسيا”.

ونشرت وسائل إعلام روسية لقطات تظهر بوتين وهو يتجول في شبه الجزيرة، التي كانت حتى عام 2014 جزءاً من أوكرانيا.

وفي تطورات التوتر الحاد بين موسكو وواشنطن، قال بوتين: “القرم لن تعود لأوكرانيا تحت أيّ ظرف”، وكان هذا هو العنوان الأبرز لكلمة الرئيس الروسي، بعد حادث المسيّرة الأميركية في البحر الأسود.

وأضاف بوتين، أن “روسيا ستواصل مشاريع التنمية والإعمار في شبه جزيرة القرم”، مضيفاً أن “موسكو ستعزز حماية شبه الجزيرة بكافة الوسائل الممكنة”.

 ****************

طالبت عباس بعدم المشاركة ودعت مصر والأردن لإلغائه.. أحزاب فلسطينية: اجتماع شرم الشيخ

يهدف الى فك العزلة عن إسرائيل 

القدس – خاص

طالبَ حزب الشعب الفلسطيني والجبهة الديمقراطية والاتحاد الديمقراطي، من الرئيس الفلسطيني محمود عباس، عدم المشاركة في اجتماع شرم الشيخ، ودعوا مصر والاردن لإلغائه. وجاء في بيان حصلت “طريق الشعب” على نسخة منه، موقع من الأحزاب الثلاثة أنهُ :”على الرغم من الفشل الذريع للنتائج المرفوضة أصلاً لاجتماع العقبة وما تلاها، فإنّ الإصرار على المضي في هذا المسار السياسي، من خلال المشاركة في الاجتماع المرتقب في شرم الشيخ يوم الأحد (اليوم)، يمثل تجاهلاَ غير مسبوق لمواقف الإجماع الفلسطيني، ولقرارات هيئات ومؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية”.

وطالبت الأحزاب الموقعة على البيان من الرئيس الفلسطيني، بوقف المشاركة الفلسطينية في هذا الاجتماع، ودعوا مصر والأردن لإلغائه.

وتابع البيان: أن “النتائج المترتبة على الاجتماع غير ملزمة... سبق أن دعونا لعقد اجتماع عاجل للجنة التنفيذية لمراجعة قرار المشاركة في اجتماع العقبة، ومجمل هذا المسار الأمني، ولم تتم الاستجابة لذلك”.

واضاف، أن “إسرائيل والإدارة الأمريكية تستخدم المشاركة الفلسطينية والرعاية العربية لهذه الاجتماعات، من أجل فك العزلة عن حكومة الاحتلال، ولتسويق اللقاءات، وبناء التفاهمات معها، في الوقت الذي يواجه العالم حكومة (النازيين الجدد)، بالتجاهل وبالدعوات المتزايدة لمقاطعة حكومة الاحتلال، وعزلها على الساحة الدولية”.

واكد البيان، أن “خفض التصعيد، يتوقف فقط على الوقف الفوري لإجراءات الاحتلال العدوانية ضد شعبنا، وهو ممكن من خلال الضغط الأمريكي والدولي على سلطة الاحتلال، الأمر الذي تتجنبهُ الإدارة الأمريكية وحلفاؤها، وتستبدلهُ بالضغط على الشعب الفلسطيني، وخلق مساواة مشوهة بين جرائم الاحتلال اليومية وبين الحق المشروع للشعب الفلسطيني في النضال ضد الاحتلال، ومحاولة تحويل القضية الفلسطينية من قضية سياسية إلى قضية أمنية وتحسين معيشة، والتغاضي عن جوهرها كقضية تحرر وطني من أجل إنهاء الاحتلال”.

 ***************

انتخاب معارض مصري نقيباً للصحفيين

القاهرة – وكالات

أعلنت نقابة الصحافيين المصرية، أنهُ “تم بأغلبية 2450 صوتاً من أصل 5062 صوتاً، انتخاب خالد البلشي رئيس تحرير موقع درب الإخباري المحظور الدخول إليهِ في مصر، نقيباً للصحافيين”.

وخالد البلشي، معروف بمواقفهِ المعارضة في مصر، حيث يُحتجز عشرون صحافياً في السجن، فيما وصفتهُ وسائل الإعلام المستقلة القليلة بأنهُ “جرعة أمل”.

وعلقت على الفور على تويتر، لينا عطا الله، رئيسة تحرير صحيفة مدى مصر الإلكترونية، وهي أيضًا من بين مئات المواقع الإخبارية التي حجبتها السلطات، إنها “جرعة أمل”.

وكتبت “انتخابات مهنية لها طعم خاص في عالم الانتخابات، والتمثيل والفوز”.

وكتبت الصحافية رشا عزب في تغريدة على موقع تويتر، إنه “يوم تاريخي لصحافيي مصر، خالد البلشي متقدم عن المرشح الحكومي على الرغم من الدعم الهائل، والجمعية العمومية بتقولهم محدش كبير علينا. عاش كفاح الصحفيين”.

وُجهت إلى ثلاثة من صحافيي “مدى مصر”، تهمة “الإساءة” لنواب محليين، وسيخضعون قريبًا للمحاكمة.

وقام  البلشي بإيواء صحافيين مطلوبين، بعدما داهمت الشرطة حينها على نحو غير مسبوق نقابة الصحافيين، وأوقف صحافيان مطلوبان بتهمة “التحريض على التظاهر” ضد السلطات.

وحينها وضع رئيس النقابة واثنان من زملائه، أحدهما البلشي، رئيس لجنة الحريات في النقابة آنذاك، رهن الاحتجاز لدى الشرطة لإيوائهم الصحافيَين المطلوبَين.

 ******************

مؤتمر يدعو لعلاقات طبيعية بين كوبا والولايات المتحدة

متابعة – طريق الشعب

انعقد في نيويورك أخيراً “مؤتمر عالمي لتطبيع العلاقات بين الولايات المتحدة الأميركية وكوبا”. وحظي المؤتمر، الذي عقد في جامعة فوردهام بمانهاتن، أكثر من مائة منظمة.

بالإضافة إلى المحاضرات العامة، كانت هناك ورش عمل ومجموعات نقاش ومعرض للفن الكوبي ومهرجان للأفلام القصيرة. كما عُرض الفيلم الوثائقي “كوبا في افريقيا” الحائز على جوائز.  وأسهم أشخاص من حركة التضامن، ومن المثقفين والفنانين، خاصة من الولايات المتحدة الأمريكية وكندا وكوبا وجامايكا وهيسبانيولا وبورتوريكو، بدور نشيط في المؤتمر، وبضمنهم عدد مذهل من الشباب.

وأصدر المؤتمر دعوات بالإجماع لرفع الحصار المفروض على كوبا من قبل الإدارات الأمريكية المتعاقبة منذ أكثر من 60 عامًا، كذلك رفع جميع القيود المالية والقيود على السفر. واتفق المتحدثون على وجوب رفع اسم كوبا من قائمة “الدول الراعية للإرهاب”.

وحث عضو الكونجرس عن ولاية ماساتشوستس جيمس ماكغفرن مواطني بلاده على تطوير مبادرات لمواجهة الحصار المفروض على كوبا. وقال إنهُ يرى فيهِ سبب كل الصعوبات التي يعاني منها الشعب الكوبي. وأضاف: “هذا المؤتمر مهم. الإجراءات التي نتخذها يمكن أن تحدث فرقاً، وتحث المزيد من الناس على العمل”.

وشهد المؤتمر العديد من المساهمات التي ركزت على المطالب المذكورة.

 **********************

مخابز موريتانيا تهدد بوقف الإنتاج

نواكشوط - وكالات

هدد الاتحاد الموريتاني للمخابز، بالتوقف عن إنتاج الخبز في كافة أنحاء البلاد، في حال لم تستجب الحكومة لطلب توفير الدعم لمادتي الخبز والمحروقات. وقال الاتحاد، الجمعة الماضية، إن “المخابز ستتوقف عن إنتاج الخبز اعتباراً من الاثنين المقبل، إذا لم يتم إيجاد حل لمطالبها”. وأشار البيان إلى أن “الحكومة كانت تعهدت قبل عامين بدعم مادتي الخبز والمحروقات المخصصة للمخابز، لكن الوعود لم تنفذ”. ولفت إلى أنه في ظل الارتفاع الحاصل في أسعار القمح والمحروقات، لم تعد المخابز قادرة على الاستمرار في تموين السوق بمادة الخبز. ووفق منظمة الأغذية الزراعية (الفاو) تستورد موريتانيا نحو 340 ألف طن من القمح سنوياً، وهي الكمية التي تعتبرها المنظمة غير كافية لسد حاجيات البلاد.

 *************

في غضون 3 أشهر.. 100 شهيد فلسطيني

القدس – وكالات

قالت وكالات أنباء عالمية، إن عديد الشهداء الفلسطينيين ارتفع منذ بداية العام الحالي إلى 100 شهيد.

واستشهد شاب فلسطيني، الجمعة الماضية، في الضفة الغربية المحتلة برصاص القوات الإسرائيلية، التي قالت إن الشاب أشهر سكيناً، ليرتفع عدد الشهداء إلى 100 منذ بداية عام 2023. وقالت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان، إن يزن عمر جميل خصيب، البالغ 23 عامًا استشهد “بعد أن فتحت قوات الاحتلال النار عليهِ عند المدخل الشمالي لمدينة البيرة” قرب رام الله في الضفة الغربية المحتلة.

 **************

وزير إيراني ينتقد إغلاق مواقع أثرية أمام غير المحجبات

طهران - وكالات

انتقد وزير السياحة الإيراني عزت الله ضرغامي، قرار سلطات بلادهِ بإغلاق مواقع سياحية، بذريعة عدم مراعاة ارتداء النساء للحجاب، داعياً إلى عدم تحويل البلاد لمكان غير آمن للسياح.

ونقل التلفزيون الرسمي، أمس السبت، عن ضرغامي، قوله: “لستُ مع قرار الإغلاق، فهذا إضعاف للحقوق العامة، خاصة إذا كان بعض السياح قد حجزوا فيها للإقامة أو خططوا لذلك”.

وتابع قوله :”يجب ألا نظهر البلد على أنه غير آمن للسياح الأجانب، وإذا كنا نريد مواجهة آثار ونتائج سياسة الإيرانوفوبيا، فالسائح الأجنبي هو أحد عناصر نجاح هذه المواجهة”.

وواصل ضرغامي حديثه :”تخيلوا أن هذا السائح حجز مكاناً، وأقام فيه، وبعد ذلك صدر قرار بإغلاقهِ لسببٍ ما!”.

 ***************

الصفحة الثامنة

وحيد.. واحد منا!

نجم خطاوي

مسافة الطريق من مدينة الكوت باتجاه مدينة طوز خورماتو طويلة ومتعبة، خاصة لمن هو ذاهب لغاية غير السياحة والراحة.

تراكمت الصور المزدحمة في ذاكرة الشاب حسنين، منذ اللحظة التي أخبره فيها في مدينة الكوت، رفاق أخيه الشهيد وحيد حسن عبد السيد الشطري، عن دعوة الحزب الشيوعي لعائلة الشهيد للحضور في يوم الجمعة 10 آذار 2023 والمشاركة في مراسيم نقل رفات عدد من شهداء الحزب الأنصار، ومن أجل تجميعهم في مكان ومقبرة واحدة، ومنهم شقيقه الشهيد وحيد. بعد اشتداد الهجمة الفاشية عام 1978 ضد منظمات وكوادر ورفاق الحزب الشيوعي العراقي، اضطر الشاب وحيد حسن الشطري، وكان يومها طالباً في في جامعة بغداد ولم يكمل تحصيله الدراسي بعد، على ترك الدراسة والتخفي عن أعين السلطة، ثم ليلتحق وبترتيب من تنظيمات الحزب في بغداد، بمجاميع الأنصار الشيوعيين في كوردستان العراق، التي بدأت تتشكل في مناطق السليمانية وأربيل ودهوك.

الكثير من أهالي مدينة الكوت يتذكرون الشاب الشيوعي وحيد الشطري الذي كان ناشطاً في تنظيمات اتحاد الطلبة العام وفي النشاط الشيوعي في جامعة بغداد، خصوصاً وأن شخصه قد ارتبط بحادثة مؤلمة تعرض فيها في مدينته الكوت لرصاصات طائشة أطلقها أعوان سلطة البعث في الكوت أثناء احتفالهم في 17 تموز عام 1969 بالذكرى الأولى لمجيئهم لسدة الحكم في انقلاب 17 تموز الأسود عام 1968، وأدت الحادثة إلى إصابة بالغة في العين.

في مناطق قادر كرم وكرميان وكفري والتوز وكركوك و زنكنة، كانت استعدادات الرفاق الشيوعيين استثنائية من اجل تخليد الشيوعيين الأنصار الشهداء الذين استبسلوا بشجاعة نادرة في معركة ملا عمر البطولية في 9 آذار 1981، والذين خلدهم أهل القرى القريبة عبر إصرارهم على الاحتفاظ بقبورهم الطاهرة في مقابر أهل القرى. وضمن هذا المسعى تم التواصل مع عائلات عدد من الرفاق الشهداء والاتفاق والتنسيق معهم من أجل الحضور والمشاركة في مراسيم تخليد شهداء معركة ملا عمر في الذكرى ال 42 لاستشهادهم البطولي، وفي تفاصيل نقل رفات عدد من الشهداء من قبورهم المتناثرة من أجل تجميعها في مكان واحد ومقبرة واحدة.

وهذه الاستعدادات كانت بقدر كبير من المشاعر الرفاقية الشيوعية، ومن السمو الإنساني والطيبة المعهودة لأهالي كرميان وعموم أهالي كوردستان. وقد تلمسها الشاب حسنين منذ اللحظة الأولى لبداية سفره من كراج الكوت، وحتى وصوله مدينة التوز، ومن خلال تواصل متابعة تفاصيل سفره عبر المكالمات الهاتفية المتواصلة من رفاق الحزب الشيوعي الكوردستاني في مدينة توز، وحتى لحظة وصوله المدينة ليجد رفاقه في انتظاره وليكون ضيفاً مكرما عند عائلاتهم، وأيضاً في كل حيثيات استقباله في منطقة زنكنة في كرميان ضمن الحدود الإدارية لمدينة قادر كرم في كركوك.

من أجل الاحتفاء بالذكرى 47 لتأسيس الحزب، وبالتحديد في بدايات آذار 1981، تجمع عدد كبير من الأنصار الشيوعيين من قاطع السليمانية وكركوك، بجولات ميدانية وسياسية وإعلامية في القرى والهضبات ضمن حدود مناطق كفري وكلار والتوز و جمجمال.

وقد أغاضت هذه التحركات والنشاطات، قوى السلطة ومرتزقتها. في 9 آذار 1981 وفي المناطق القريبة من قرى (ملا عمر، سبيسر، تيلكوة)، تعرضت مفرزة الأنصار الشيوعيين المكونة من 32 مقاتلا، لهجوم كبير من قوات النظام المدججة بأنواع الأسلحة والمدعوة بطائرات الهليكوبتر العسكرية. لم يكن أمام الأنصار من خيار سوى المقاومة وصد تلك القوات الكبيرة، مسطرين صوراً من البطولة والاستبسال ورغم الظروف التي فرضت عليهم في تلك المعركة غير المتكافئة والمفاجأة.

في تلك المواجهة العسكرية يستشهد من الأنصار اثنان وعشرون شهيداً، ومن ضمنهم رفيقنا وحيد حسن (نوري)، وكان يقاوم طائرات الهليكوبتر بسلاحه آر. بي. جي، إلى جانب رفاقه البواسل.

بعد اندحار نظام البعث في 2003 عدت لوطني ولمدينتي الكوت، وكان هاجسي الأكبر زيارة عائلات شهداء رفاقنا الأنصار من أهل المدينة والمحافظة.

ضمن وفد من محلية الحزب في واسط، زرنا في مدينة الكوت، بيت المعلم القديم الطيب العم حسن عبد السيد الشطري (والد الشهيد وحيد)، لتعزية ومواساة العائلة باستشهاد ابنهم وحيد البطولي، مع نقل تفاصيل وظروف استشهاده ومكان قبره، وعرض فكرة إمكانية زيارة قبر الشهيد في منطقة كرميان. وقد تحقق ذلك حين ذهب الأخ حسنين برفقة أخيه زهير، لزيارة قبر أخيهم الشهيد وحيد، ليستقبلا هناك بحفاوة واحترام وتقدير، مع إصرار أهل القرية والمنطقة التي تضم قبر الشهيد، على بقاء قبر الشهيد في منطقتهم، اعتزازاً واحتراماً له ولموقفه البطولي. ولم يكن من الأخوين سوى الشكر والثناء لهذا الموقف.

فكرة رفاق الشهيد وحيد، في مناطق كرميان وكفري والتوز وكلار، صحيحة في تجميع قبور الشهداء، ونقل رفات خمسة شهداء كانوا في مناطق متفرقة، لتضم الجميع مقبرة واحدة.

 وفي مراسيم شعبية وأجوء الاحتفاء بذكرى الشهداء وتمجيدهم، حضر الأخ حسنين، مراسيم نقل رفات أخيه الشهيد وحيد الشطري (نوري) مع رفاقه، وسط اعتزاز الرفاق وعائلاتهم وفلاحي وأهالي القرى.

المجد والخلود لشهداء قرية ملا عمر، للنجوم المضيئة التي لم تنطفئ...

شهداء ملحمة قرية ملا عمر:

عبد العزيز ملا صالح (هيمن)، مجيد ملا صالح، قادر أحمد، سلام فارس عبد الرحمن، حسيب حسين، فؤاد حسين أحمد (شيركو)، حسين حسن علي، صالح غفور، حامد ملا فتاح (نه ريمان)، جيهان رشيد، محمد حه مه لاو كريم، سالاو حاجي عبد الله (جميل)، عزيز احمد محمد كاريزي، وحيد حسن عبد السيد الشطري (نوري)، محمود علي (أبو غسان)، منصور علي محمد (به ختيار شه ل)، سلام علي محمد (حه مه جان)، محمد لطيف (مام عزيز)، حسين محمد حاي (مام كوران)، عبد الكريم محمد (هيوا)، نصر الدين نجم (أبو شهاب)، عباس حاجي عزيز (فريدون).

 ****************

خذوا أحزابكم الكبيرة واتركوا لي شيوعيتي!

أبـــو كاروان

ترجمها وأعدها أسعد عرب

يجري الحديث في بعض الاوساط السياسية الكردية، وحتى بين بعض الاوساط الثقافية والاكاديمية وحاملي الشهادات العليا، عن مفهوم غريب يشير الى وجود احزاب كبيرة وأخرى صغيرة، وذلك لتضليل الناس عبر بث مفاهيم منافية للحرية والديمقراطية والتعددية السياسية، وإيهامهم بعدم وجود فائدة ترتجى من بعض الاحزاب والمنظمات، التي ليس لها مقاعد في البرلمان، او لها عدد محدود من المقاعد.

والغريب أن مرددي هذا المفهوم، نسوا أو تناسوا، أن يشيروا الى علاقة عدد المقاعد بإستغلال السلطة وبنهب الاموال وبتسخير العلاقات الدولية والاقليمية وبإستغلال الدين. تغافلوا عمداً أو سهوا عن حقيقة تؤكد بأن مكانة أي حزب تأتي من مواقفه الوطنية، من نضالاته السياسية، من تبنيه لطموحات الناس وأحلامهم ومصالحهم في حياة حرّة وكريمة. ولعل أبرز مثال على ذلك  الحزب الشيوعي العراقي بتاريخه الناصع والمعمّد بالتضحيات. وسأدع ذلك التاريخ الطويل، وأكتفي بالعقود الثلاثة الماضية، أي بعد إنتفاضة شعبنا في آذار 1991، حيث رفض الحزب، أي حوار مع نظام البعث، المدان بما ارتكبه من جرائم كأستخدام الاسلحة الكيمياوية وعمليات الانفال سيئة الصيت وتدمير اكثر من خمسة آلاف قرية كوردية، وبقيّ مصّراً على مهمة إسقاطه، فسّطرت بيشمركته مع رفاقهم من بيشمركة احزاب الجبهة الكوردستانية، مواقفاً بطولية وتاريخية، جعلت المواطنين في طمأنينة، اذا ما كان الشيوعيون موجودين بالقرب منهم.

كما كان الحزب القوة الرئيسية التي وقفت بقوة وشدة ضد سرقة وتهريب الاليات الثقيلة الخاصة بالبناء والاعمار، وادان تلك الافعال، وقام رفاقه، المتواجدون في اي منفذ حدودي، بمنع تهريب وعبور مثل تلك الآليات. وكان الحزب أول من طرح مسألة الفيدرالية لكوردستان، ودافع عن الديمقراطية ورفض تزوير الإنتخابات ودعا الى التخلي عن تقسيم المناصب مناصفة لأن ذلك سيجر الكوارث والإقتتال الداخلي وهو ما جرى فعلاً، فدفع الحزب لأن يلعب دوراً كبيراً ومشرفاً لإعادة الوئام والتعاون الى الساحة الكردستانية. وواصل الحزب نضالة الطبقي والوطني، وبحرص ومبدأية عالية، فحذر من الفساد المستشري، ومن هدر الثروات وغياب مبدأ تكافؤ الفرص في التشغيل وفي احتلال المواقع المهمة على اساس التزكية الحزبية والمحسوبية والمنسوبية، لما ستؤدي له من عواقب وخيمة على تجربة كردستان. فهل يعقل بعد هذا كله، أن يصف عاقل ومنصف، هذا الحزب بأنه من الأحزاب الصغيرة؟!

كان لنا في مدينة الحويجة، رفيق يدعى داوود الزرعد، من الشخصيات الاجتماعية المعروفة، التي انتمت للحزب الشيوعي العراقي منذ مطلع شبابه. وقد سجن الرفيق الزرعد مع الرفيق «فهد» وعرف بوطنيته وتضحياته دوماً وخاصة في أصعب الاوقات واحلك الظروف. وكان يتعرض لتعذيب قاس، كلما أعتقل في شعبة امن الحويجة أوفي مديرية الامن العامة في كركوك، دون أن يتمكنوا من النيل منه او كسر عزيمته. في إحدى المرات التي أعتقل فيها، إدعى الجلادون دهشتهم من أن يكون الزرعد، العربي السني الحويجي، لابس العقال واليشماغ، شيوعياً، شاتمين إياه ومشددين من تعذيبه وهم يكررون استغرابهم من أن يكون لابس الزي العربي شيوعياً. فما كان من الرفيق الزرعد الا أن نزع عقاله ويشماغه وقال لهم، خذوا الزي واتركوا لي شيوعيتي. وأكرر أنا هنا كما قال «داوود الزرعد»، خذوا أحزابكم الكبيرة، خذوا خطاياكم، واتركوا لي شيوعيتي، اتركوا لي فخر المواقف الوطنية المشرفة، نظافة اليد والتاريخ الساطع، فنحن كبار بذلك.

 ***************

عبلة عبد جزعول.. شهيدة الموقف الثابت

حسين علوان

ولدت الشهيدة عبلة عبد جزعول في بيت وطني تشبع بالمبادئ اليسارية.

هي أخت الشهداء هادي وعادل وسعدي، هؤلاء الثلاثي الذين ضحوا بأنفسهم من أجل حزبهم العظيم فكانوا مثالا يقتدى به للثبات والبطولة والتحدي.

عبلة ذلك الاسم الذي بقي عالقاً في ذاكرتي منذ خمسين عاما تعرفت عليها زميلا لها في (اتحاد الطلبة العام في الجمهورية العراقية) عام ،١٩٧٣ كنا طلبة في إعدادية التجارة المركزية في بغداد وتواصلنا في العمل. كانت شابة بعمر الورد، فتاة جميلة سمراء البشرة عسلية العينين واثقة الخطى شديدة، لا تتساهل اطلاقاً في التزاماتها التنظيمية، كادرا من الطراز الفريد، بنت قاعدة تنظيمية واسعة في الإعدادية، تتنقل من منطقة إلى أخرى بكل ثقة وأيمان بقضيتها التي نذرت حياتها لها.

كنت قريبا جداً منها لدرجة أننا نلتقي في أوقات فراغنا في اتحاد الادباء أو نادي التعارف أو مسرح بغداد ومسرح ال (٦٠) كرسي نتبادل أفق مستقبلنا القادم بكل حرص وأمل.

وتستمر الأيام بنا ونحن نعمل وهي لا تمل أو تكل من عملها الذي أحبته وأبدعت به وتشتد الحملة الشرسة في عام ١٩٧٨ / ١٩٧٩ كنت في وقتها طالباً في الإدارة والاقتصاد في الموصل وهي تخرجت من الاعدادية وعينت في مصرف الرافدين فرع الاعظمية، كنت حين أكون في إجازتي نلتقي سراً بعد أن اشتدت الهجمة البربرية على الحزب، نلتقي في المكتبة الوطنية أو في إحدى السينمات وكانت تحمل البريد في حقيبتها في ظرف لا يرحم، كنت أشير إليها بأن تكون حذرة جداً في ظل هكذا ظروف، كانت تطمأنني أن لا أخاف عليها وأنها تحسب الحساب لكل شيء.

في عام ١٩٧٩ يداهم الأمن بيتهم وتعتقل مع أخوتها الثلاثة، وكنت في وقتها قد تركت الكلية مختفيا في محافظة السليمانية (رانية) مع رفاق معي في الكلية.

كانت عبلة شابة طموحة تحلم بحياة حرة كريمة تحلم كأي فتاة أن يكون لها مستقبل زاهر تكمل دراستها والتوجه لبناء عالمها الخاص بها في تكوين أسرة وأطفال في وطن يحميها من كل أذى، لكن العملاء المجرمين قد عزموا الأمر على تهديم كل ما هو وطني في شن حملتهم الشعواء على الحزب الشيوعي العراقي واستخدموا كل الوسائل الخبيثة في محاولة القضاء على الحزب.

كانت عبلة واحدة من بنات الوطن البطلات ضحت بحياتها دون أن تعطي اعترافا واحدا عن رفاقها، استشهدت بأبشع أنواع التعذيب وبقت صامدة حتى استشهادها ولم يعرف في أي مكان تم دفنها مع أخوتها رفاقها الثلاثة لحد هذه اللحظة.

ظهر أسمها في قائمة تضم ١٦٧ شهيدا تم اعدامهم من قبل النظام الدكتاتوري الفاشي بعد سقوطه عام ٢٠٠٣.

سلاما لك عبلة عبد جزعول وللشهداء أخوتك الثلاثة الأبطال والموت للفاشست الخونة العملاء.

 *********************

مناضلات ومناضلون يواصلون المشوار رغم الصعوبات الصحية

بغداد – طريق الشعب

تواصل رفيقات ورفاق محلية الرصافة الثالثة تنفيذ برنامجهم الخاص بزيارة رفيقاتهم ورفاقهم الرواد وتفقد احوالهم الصحية ونقل تهاني الحزب لهم بمناسبة ذكرى تأسيسه الـ 89 .

في الاعظمية حيث يسكن الرفيق صائب القيسي – أبو حازم، تجمع الزائرون حوله واستمعوا اليه وهو يتحدث عن تصديه للمهمات الحزبية التي كان الحزب يكلفه بها خلال العقود الماضية. ثم تحولت الزيارة الى جلسة حميمية لمناقشة الاوضاع التي يعيشها شعبنا، ومواقف وسياسات الحزب في مواجهة التحديات، وعمل الرفيقات والرفاق في ترجمة السياسة الى واقع ملموس في ساحات النضال.

وبشعور غامر بالاعتزاز والتقدير للرفيقة المناضلة سميرة عبد الكريم الخميسي - ام نهار، انصت وفد المحلية الزائر الى ما روته عن تعاملها مع عائلتها وابنائها، الذين تحملت وحدها مسؤولية رعايتهم بعد فقدانها المبكر لزوجها - رفيق دربها في حادث مؤسف. وبرغم تلك الظروف الصعبة بقيت ام نهار امينة على أداء مهماتها الحزبية كافة، وكسبت محبة كل من عمل معها.

وكان اللقاء الثالث لوفد المحلية مع علم من اعلام ادارة وزارة العدل، المناضلة سناء عبدالله كهية، التي عبرت عن اعتزازها بالزيارة والزائرين، وباهتمام الرفيقات والرفاق بها واستذكارهم شقيقتها الفقيدة رقية. وتحدثت عن عقود من العمل الدؤوب المهني والسياسي ومن المواقف المبدئية في مختلف الظروف، رغم المضايقات والاضطهاد الذي عانت منه كثيرا. وقد عكست ملاحظاتها خبرتها النضالية في العمل الحزبي والجماهيري، فيما شددت على ضرورة الاهتمام بتوسيع قاعدة الحزب، خاصة في صفوف الشباب، وعدم التسبب في فقدان اي رفيق، وبذل كل الجهود لتطوير عمل ونشاط الحزب.

الجدير بالذكر ان الرفاق الثلاثة الذين زارهم وفد المحلية نشطون وحريصون على متابعة التطورات السياسية وما ينشره الحزب على مواقع التواصل الاجتماعي. وبين العتب الرفاقي والشعور بالسعادة والاعتزاز بالزيارات، عبروا عن تقديرهم لجميع مناضلات ومناضلي حزبنا، واكدوا مواصلة المشوار النضالي على الرغم من اوضاعهم الصحية الصعبة.

وفي المقابل عبرت الرفيقات والرفاق الزائرون، الذين رافقهم الرفيق د. عزت أبو التمن عضو المكتب السياسي، عن ابتهاجهم بالاجواء الحميمية التي سادت الزيارات، وبالاستقبال الحار والضيافة اللذين استقبلوا بهما من طرف الرفاق وعوائلهم.

 ********************

الصفحة التاسعة

ريباكينا تقصي شفيونتك من إنديان ويلز

كاليفورنيا ـ وكالات

فجرت الكازاخية إلينا ريباكينا، المصنفة العاشرة عالمياً، بين لاعبات التنس المحترفات، مفاجأة في نصف نهائي بطولة إنديان ويلز، بالإطاحة بالبولندية إيجا شفيونتك، حاملة اللقب والمصنفة الأولى عالمياً، لتضرب موعداً في النهائي مع البيلاروسية آرينا سابالينكا.

وبعدما أطاحت بشفيونتك من ثمن نهائي أستراليا المفتوحة، عادت ريباكينا لتهزم اللاعبة البولندية بواقع 6-2 و6-2 في ساعة و16 دقيقة، لتتمكن من بلوغ أول نهائي بطولة ذات ألف نقطة في مشوارها.

وتواجه ريباكينا في النهائي سابالينكا المصنفة الثانية عالمياً، التي أطاحت بدورها باليونانية ماريا ساكاري، المصنفة السابعة عالمياً، بنتيجة 6-2 و6-3 في ساعة و23 دقيقة. وسيكون هذا النهائي فرصة لريباكينا، لكي تثأر من سابالينكا التي هزمتها في نهائي النسخة الأخيرة من أستراليا المفتوحة.

وسبق أن تواجهت سابالينكا وريباكينا في أربع مباريات، حسمتها اللاعبة البيلاروسية لصالحها.

 *****************

أداء جيد لمنتخبنا الشبابي أمام 34 الف متفرج.. العراق يحرز المركز الثاني في بطولة آسيا تحت 20 عاماً

متابعة ـ طريق الشعب

بعد أداء رجولي خسر منتخبنا الوطني للشباب نهائي بطولة اسيا تحت 20 عاما، امام منتخب أوزبكستان المضيف بهدف وحيد، في المباراة النهائية التي أقيمت امس السبت على ملعب بونيودكور في طشقند، وسط حضور جماهيري غفير.

وأخفق المنتخب العراقي في الحصول على اللقب السادس، بعدما توج بلقب البطولة أعوام 1975 و1977 و1978 و1988 و2000.

وبهذا نجح المنتخب الأوزبكي في إحراز اللقب الأول له في تاريخ البطولة، علماً بأنه كان بلغ المباراة النهائية عام 2008.

وبادر منتخب أوزبكستان في بداية المباراة للضغط على لاعبينا، مستفيداً من الدعم الجماهيري الكبير، ولكن دون خطورة فعلية على المرمى.

وسنحت فرصة لأصحاب الأرض في الدقيقة 15 عندما انطلق محمدجون محمدجانوف في الجهة اليسرى وأرسل تمريرة عرضية خطيرة على باب المرمى لم يتمكن أسدبيك جورابوييف من الوصول إليها. ثم أخطأ المدافع العراقي آدم طالب في التمرير ليخطف زافارمراد عبدالرحمتوف الكرة وينفرد بالمرمى، لكن الحارس حسين حسن كان الأسرع في الوصول إلى الكرة في الدقيقة (22).

وجاءت أخطر فرص الشوط الأول عندما أرسل عباسبيك فايزوللايف تمريرة عرضية من الجناح الأيمن وصلت إلى جورابوييف في مواجهة المرمى ليسدد كرة تألق الحارس العراقي في إبعادها إلى ركلة ركنية في الدقيقة (24)، مع استمرار الاندفاع الهجومي من قبل المنتخب المضيف.

في الجهة المقابلة سنحت فرصة للعراق عندما استلم علي جاسم تمريرة عبد القادر جميل وتقدم داخل المنطقة قبل أن يسدد محاولة سيطر عليها الحارس أوتابيك بويمرادوف في الدقيقة (29)، لتمر الدقائق المتبقية من الشوط الأول دون تغيير على النتيجة.

مع انطلاق الشوط الثاني ظهر منتخبنا بصورة أفضل، وحاول شن محاولات هجومية على مرمى أصحاب الأرض، قبل أن تضيع عليه فرصة خطيرة في الدقيقة 65 عندما أرسل علي جاسم تمريرة بينية متقنة إلى عبد القادر جميل في وضع انفراد ليسدد محاولة تألق الحارس بويمرادوف في التصدي لها.

ولكن منتخب أوزبكستان تمكن من افتتاح التسجيل عبر ضربة جزاء احتسبت بعدما تعرض فايزوللاييف للعرقلة داخل المنطقة من قبل المدافع سجاد محمد، ونفذها القائد عمر علي رحمانوللاييف بنجاح في الدقيقة (72).

وسنحت فرصة للعراق في الدقيقة 84 عندما هيأ أسهر علي الكرة برأسه أمام آدم طالب في موقع خطير ليسدد محاولة سيطر عليها حارس أوزبكستان، ورد المنتخب الأوزبكي عبر انفراد نورأيبك عبدالرزاقوف لكن حارس العراق نجح في إنقاذ مرماه  في الدقيقة (91).

وكاد العراق يسجل التعادل في الرمق الأخير من المباراة عندما تقدم علي جاسم داخل المنطقة ولعب محاولة عرضية ارتطمت بمدافع وذهبت بجوار القائم في الدقيقة (95).

 *************

وقفة رياضية.. انتخابات المؤسسات الرياضية.. وما هو المطلوب؟

منعم جابر

منذ التغيير الذي حلَّ بالوطن في 9/4/2003 وحتى اليوم، غابت القوانين الرياضية التي تنظم المؤسسات الرياضية، وإن صدرت بعضها؛ فإنها ناقصة وغير متكاملة. ولم تأخذ التغيرات السياسية بنظر الاعتبار، حيث بقيت بعضها على حالها، مثل: قانون الأندية الذي صدر عام 1986 وتعديله عام 1988. وظلَّ نافذاً حتى اليوم، وقانون الاتحادات الرياضية صدر عام 2021، الذي كان قانوناً (أعرجاً) لم يحقق طموحات الرياضيين، وقانون اللجنة الأولمبية الوطنية العراقية لم يلبِ طموحات الجماهير الرياضية، ولم يحقق الإصلاح المطلوب. فقد بقيت كل القوانين النافذة لم تلبِ متطلبات المرحلة الجديدة، وظلت الرياضة العراقية قاصرة عن أداء دورها في إصلاح القطاع الرياضي، ولم تحقق تلك الإنجازات المطلوبة منها.

حيث كانت متطلبات أبناء الرياضة في إصلاح واقعها، والعمل على إبعاد القطاع الرياضي عن تركيز القيادات في أشخاصٍ محدودين، والسعي لتوزيع المسؤوليات على الكفاءات الرياضية. لكننا عدنا لنفس الإشكالية؛ حيث نجد أن أشخاصاً محدودي الكفاءة يتسيدون مواقع عديدة، ويشرفون على مناصب متعددة، بينما تبعد كفاءات عالية لأسباب ومسببات شتى ! والأغرب هو ازدواجية المناصب، وحتى تركيزها عند أشخاص محسوبة على جهات معينة. فنجد هذا يترأس نادياً ورئيساً لاتحاد رياضي مركزي ومرشح لمنصب نائب رئيس اللجنة الأولمبية الوطنية العراقية، إضافة لبعض الوظائف في الدولة. وهي وظائف مهمة وحساسة، فكيف يستطيع هذا (العبقري) أن يوفق بين ساعاتِ دوامهِ الرسمي وواجباتهِ العائلية ؟ وهذا الحال ينطبق على شخصيات كثيرة وكبيرة في القطاع الرياضي.

لقد دعا النظام الأولمبي، والتعليمات الصادرة على عدم الجمع بين عضوية الاتحاد الرياضي وعضوية الهيئة الإدارية للنادي الرياضي، وكذلك عدم إمكانية الجمع بين عضوية أو رئاسة أيّ مؤسسة رياضية؛ لأن ذلك يسببُ احراجاً وتشابكاً في الواجبات والمسؤوليات الرياضية العائدة لهذا القطاع (ان تؤجل الأولمبية انتخاباتها التكميلية الى حين حسم الجدل حول المادتين 32 و 33)، علماً أن هذا الجدل لا يتم حسمهُ بالسؤالِ والجوابِ عبر الكتب والمراسلات الرسمية، بل في ورشة عمل مشتركة بين الجهة القطاعية (وزارة الشباب والرياضة واللجنة الأولمبية الوطنية العراقية).

أحبتي يا قادة الرياضة، ساهموا بتوسيع قاعدة العمل الرياضي وصناعة القيادات الرياضية الناضجة، ولا تحتكروا قيادات المؤسسات الرياضية؛ لانها مسؤولية وتكليف، وليس تشريفاً واحتكاراً مثلما كان الحال أيام النظام الشمولي.. ولنا عودة.

*------------------

هل كان رحيل «ماني»  سبباً في تراجع ليفربول؟

ليفربول ـ وكالات

رد نجم ليفربول أندي روبرتسون على التقارير التي أشارت إلى رحيل ساديو ماني، كأحد الأسباب وراء تراجع مستوى الفريق في الموسم الجاري.

وانتقل السنغالي إلى صفوف بايرن ميونخ الصيف الماضي، ورغم انضمام داروين نونيز وكودي جاكبو بإجمالي يقارب 150 مليون يورو، ولكن عانى الريدز هجومياً خلال الموسم الجاري.

وقال روبرتسون مع “BBC”: “صراحة لا نفتقد ماني، ولا تفهمني بطريقة خاطئة. امتلك معهُ علاقة قوية؛ لأنني لعبت معهُ خمس سنوات في هذا الجانب من الملعب”.

وأضاف: “لم يتأثر أحد أكثر مني بسبب رحيله، ولكن نحن أضفنا داروين، ولويس دياز، ودييغو غوتا أيضاً يمكنهُ اللعب في هذا المركز، ولكن المشكلة هي الإصابات التي ضربتهم”.

وختم: “ساديو أسطورة من أساطير ليفربول، ولكن أراد الرحيل، وبرأيي نملك اللاعبين لتعويضه، وبمجرد تعافي الجميع يمكننا التحسن”.

 ********************

باستثناء كرة القدم.. الميناء يوقف نشاطات النادي الرياضية

متابعة ـ طريق الشعب

أعلنت إدارة نادي الميناء، أمس السبت، إيقاف الفعاليات الرياضية في النادي، وإبقاء اعتمادها على كرة القدم؛ بغية دعمها وإعادتها للدوري العراقي الممتاز.

وقال مشرف فريق كرة النادي علي فاضل، إن الإدارة وجدت من الأولى التركيز والاهتمام بلعبة كرة القدم في النادي، وإعادتها للدوري الممتاز، وجعلها أساسيةً في النادي، مشيراً إلى إيقاف الألعاب الأخرى باستثناء اللعبة الأساسية، وهي كرة القدم.

وبين أن النادي وجد أن يهتم ويدعم لعبة كرة القدم، التي أصبحت الأهم والأكثر إقبالاً واهتماماً لدى الجمهور؛ كونها اللعبة الشعبية الأولى لدى أهالي البصرة خاصة والعراق والعالم عامة، مشدداً على إعادتها لمصاف فرق الدوري الممتاز. وأوضح أن النادي سرّح الفرق، ووجد الأفضل لها أن تتوجه إلى اندية الاختصاص التي تحتضن تلك الفعاليات التي لا تخدم نادي الميناء المهتم بكرة القدم حالياً؛ لما تحملها من أهميةٍ لدى الجمهور المينائي، وعشاق اللعبة في البصرة.

وذكرَ نادي الميناء أن الهيئة الإدارية للنادي تؤكد قرارها السابق، بإيقاف أنشطة كافة الألعاب في النادي إلى اشعار آخر، باستثناء فرق كرة القدم؛ لارتباطها بأنشطة الاتحاد العراقي لكرة القدم، على أمل إعادة فريقها الكروي إلى الدوري الممتاز مجدداً بعد هبوطهِ إلى دوري الدرجة الأولى في الموسم الماضي.

ويحتل فريق الميناء المركز الثاني في المجموعة الثانية لدوري الدرجة الأولى، برصيد 29 نقطة، متخلفاً بفارق الأهداف فقط عن المتصدر ديالى.

 ****************

الزوراء يستعيد التوازن.. والحدود يهزم النفط

بغداد ـ طريق الشعب

في قمة مباريات الجولة الحادية والعشرين؛ حقق الزوراء فوزاً ثميناً على ضيفهِ الشرطة بنتيجة (2-1)، بملعب الشعب الدولي، وسط حضور جماهيري غفير زاد على 40 ألف من أنصار الفريقين.

تقدم الشرطة مبكراً عن طريق بسام شاكر في الدقيقة 10، وعادل للزوراء سعد عبد الأمير في الدقيقة 55، قبل أن يقتنص علاء عباس هدف الفوز في الدقيقة 62. ووسط حضور جماهيري، زاد عن 10 آلاف في ملعب كربلاء الدولي، تغلّبَ كربلاء على ضيفهِ الطلبة بنتيجة (3-1).

وسجل الطلبة الهدف الأول، بهدف من نيران صديقة عن طريق مدافع كربلاء سامي هين في الدقيقة 45+2.

وتمكن المحترف التوجولي بابا موسى، من إدراك التعادل لأصحاب الأرض عن طريق رأسية جميلة في الدقيقة 55.

وعاد كربلاء للتقدم عن طريق زيدان عبد الجبار الذي تابع كرة مرتدة من حارس الضيوف حسن أحمد في الدقيقة 73، وترجم ذات اللاعب مجهودات فريقه الكبيرة بالشوط الثاني بإضافة الهدف الثالث (89).

وانتزع دهوك فوزاً ثميناً من ضيفهِ الديوانية بنتيجة (2-0)، في اللقاء الذي أُقيمَ بملعب صقور الجبال.

وتمكن يانيك ذكري من خطف الهدف الأول لأصحاب الأرض في الدقيقة 38، وعزز برينس أوبوكو تقدم فريقه بهدفٍ ثانٍ في الدقيقة 51، فيما انتهت مباراة نفط ميسان مع ضيفهِ نفط الوسط سلبياً.

وتمكن فريق نادي النجف من التغلب على مضيفه فريق نفط البصرة بهدفين نظيفين جاء الأول عن طريق مازن فياض والثاني بأقدام محمد مزهر.

حقق الحدود فوزا كبيرا على النفط بأربع اهداف مقابل هدف وحيد. وجاء الهدف الأول عن طريق اللاعب الكسندر بريميل في الدقيقة 22، وفي الدقيقة 45 +1 من الشوط الأول جاء الهدف الثاني للحدود عن طريق مصطفى محمود”.

وفي الدقيقة 71 من الشوط الثاني سجل النفط هدفه الوحيد عن طريق اللاعب علي رحيم، وعاد الحدود ليسجل هدفه الثالث عن طريق اللاعب محمد اسويعيد في الدقيقة 72، وعاد نفس اللاعب وسجل الهدف الرابع في الدقيقة 82 من عمر اللقاء.

 فيما تعادل فريقا زاخو والصناعة سلباً.

من جانبها، أعلنت لجنة المسابقات في اتحاد الكرة العراقي، أمس السبت، عن توقف منافسات الدوري الممتاز، بدءاً من بعد منافسات الجولة 21، ولغاية نهاية الشهر الحالي.

 ******************

هاتف أحد المشجعين يحسم صحة الهدف

القاهرة ـ وكالات

ألغى حكم مصري هدفاً في مباراة بدوري الدرجة الثانية لكرة القدم في البلاد، بعد أن استعان بلقطات مصورة على هاتف أحد الجماهير. واضطر الحكم المصري محمد فاروق، لاستخدام هاتف أحد المشجعين للتأكد من صحة الهدف الذي سجلهُ فريق النصر، بعد أن اعترض فريق السويس على هدف التعادل بحجة وجود لمسة يد، في ظل عدم وجود تقنية المراجعة عن طريق الفيديو خلال مباريات الدرجة الثانية.

وأعلن الحكم المصري إلغاء الهدف في الدقائق الأخيرة من المباراة، ليفوز نادي السويس بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد لنادي النصر.

وخرج الحكم من الملعب تحت حماية الشرطة، وسط احتجاجات من لاعبي ومسؤولي نادي النصر الذين هددوا باتخاذ الإجراءات القانونية لمخالفتهِ اللوائح على حد تعبيرهم.

 ****************

الصفحة العاشرة

هل التقى ماركس وداروين على مائدة العشاء؟

رعد موسى الجبوري

“ووقف ماركس هادئا في حديقة داروين”Und Marx stand still in Darwins Garten

رواية صدرت للكاتبة والصحفية ايلونا يرغر Ilona Jerger من 264 صفحة باللغة الألمانية عن دار نشر أولشتاين. وترجمت إلى الانكليزية والفرنسية وكانت في قائمة أفضل الكتب المباعة حسب مجلة دير شبيغل.

نشرت ايلونا يرغر روايتها عام 2018، بعد مرور إحدى عشرة سنة على بدء فكرتها. وتطلق المؤلفة على هذه المرحلة اسم “فترة الحضانة”. في عام 2007 كانت يرغر ماتزال رئيسة تحرير مجلة (نيتشر)، وشغلت هذا المنصب في ميونيخ من 2001 إلى 2011، وقبلها ساعدت في تشكيل المجلة كنائبة لرئيس التحرير، وقد تطورت في هذه المهمة بعد إنهاء دراستها للعلوم السياسية والدراسات الألمانية، عملت كصحفية مستقلة، وتقول إنها لطالما أحبت الموضوعات التي تمكنت من تعميقها، فقامت بتقصي الحقائق وطورت مقالات وتقارير إذاعية وتلفزيونية وكتبا غير روائية.

تدور أحداث هذه الرواية في وقت كان فيه الصدام بين اكتشافات العلم الحديثة والمعتقدات المتوارثة محتدما في أوربا. فهل ما زالت فكرة الخلق ضرورية لفهم تطور غير موجه ولكنه يظهر بشكل التطور والانتقاء الطبيعي؟ هل التاريخ البشري يتبع قوانين الطبيعة أيضا؟ هل تقوم الكنيسة بتخدير الطبقات المضطهدة وتمنعهم من تحقيق الرفاه في هذا العالم أملا في الجنة بعد الممات؟ نجحت مؤلفة الرواية في دمج هذه الأسئلة في الخيط السردي للرواية.

كرست يرغر نفسها لأبطالها وبتعاطف كبير. على الرغم من أنها تصور داروين وماركس قرب نهاية حياتهما على أنهما شيخان متهالكان، إلا أنهما يمتلكان حيوية عالية للغاية أيضا بفضل التفاصيل العديدة التي تم البحث عنها، وبروح الدعابة الرائعة التي يمتلكانها، وأسلوب الكتابة بطلاقة، ويضاف إلى ذلك، الصراع الداخلي لأبطال الرواية، والذي رافقهم أيضا في الحياة الواقعية. داروين، الذي درس اللاهوت، انزعج من اتهامه بأنه “قاتل الإله”، وماركس، الذي عانى من المنافي، انحدر من عائلة يهودية تحولت لاحقا إلى المسيحية، مما يعني أن الدين لعب أيضا دورا متناقضا في حياتهما، ومن المعروف أن كلاهما شعر أن نظرياتهما قد أسيء فهمها: فبينما قاوم داروين استملاكه السياسي، قاوم ماركس الاصلاحيين من الاشتراكيين الديمقراطيين.

يستهدف الكتاب القراء الذين يرغبون في الاقتراب من الأشخاص الذين يقفون وراء الأسماء العظيمة: داروين وماركس، والذين يحبون شكل الرواية التاريخية كمقاربة لذلك. ويشجع الكتاب القارئ على التعامل مع الصراع الأساسي الذي لم يتم حله بين العلم والغيبيات.

هناك موضوع واحد ركزت عليه الكاتبة في حياتها المهنية باستمرار، تشارلز داروين، وقامت بدراسة سيرته الذاتية وكتاباته. وإذا تأملنا دراسة يرغر اليوم، سنتعرف على كثافة هذا العمل وهذا الجهد. رفوف كاملة مليئة بمؤلفات داروين وماركس أو كتب عنهما تملأ غرفة عملها. وجاءت المحاولة الأولى للكاتبة لتنفيذ خطتها وبدء الرواية في عام 2007، وقالت: “بعد بضعة أشهر، وضعت القلم جانبا للأسف”. فكان العمل في قسم التحرير يستهلك الكثير من وقتها، ولم يكن لديها سوى الوقت لمتابعة القراءة وتقصي المزيد. وتقول اليوم: “حين أنظر إلى الماضي، كان هذا الانتظار الطويل محظوظا”.

وفي عام 2011، انتهت فترة الحضانة: استقالت يرغر وكرست نفسها ووقتها لمشروع قلبها. وفجأة تعثرت في ملاحظة جانبية، فقد أرسل ماركس إلى داروين عمله الرئيسي “رأس المال”، فتقول: “لقد كنت مدمنة للغاية”، فهل كانا يعرفان بعضهم البعض؟ هل تحدثا مع بعضهما البعض؟ وفي كل الاحوال كانا يعيشان في نهاية حياتهما على بعد أكثر بقليل من 30 كيلومترا عن بعضهما البعض، “انطلق خيالي”، فعلاوة على ذلك وجدت الآن أيضا طريقة للكتابة عن داروين دون أن تخبرنا به عن سيرة حياته، لقد طورت حبكة مبنية على لقاء بين الرجلين في عام 1881 في “البيت السفلي” لداروين بالقرب من لندن.

وعندما تتحدث يرغر عن بحثها عن داروين وماركس اليوم، لا يبدو أنها فقدت أيا من سحرهما، فهي تشرح “الثورة والتطور” على سبيل المثال، والتي تلائم الشخصيات المعنية، فمن ناحية هناك ماركس المتمرد الهادر، ومن ناحية أخرى يوجد داروين المراقب للتطور التدريجي، ولكنها وجدت أيضا العديد من أوجه التشابه: كلاهما كانا مفكرين رائعين ولهما لحيتان خشنتان، وكلاهما فقد أطفاله المفضلين، كما وأراد داروين أن يصبح قسيسا، وجاء ماركس من عائلة من الحاخامات، وكلاهما يعاني من الأرق والصداع النصفي والغثيان ومشاكل في البشرة والجلد. وكلاهما يؤمنان بالتطور كقانون يحكم الظواهر في عالمنا سواء عالمنا الطبيعي والحيوي أو عالمنا الفكري والاجتماعي.

ووجدت يرغر أخيرا ضالتها لخلق نقطة الاتصال عبر تقاطع الحالة الصحية، فاخترعت شخصية طبيب الأسرة د. بيكيت، الذي يمتلك حق الوصول إلى المنازل ويعرف ويناقش التفاصيل الخاصة. ووضعت بيكيت في الوقت نفسه كعالم وباحث مهتم بآراء داروين وماركس. تقول يرغر: “توفرت لبيكيت فرصة لطرح الأسئلة التي كنت أود أن أطرحها على نفسي”. فيمكن للطبيب أن ينظر إلى داروين وماركس على طاولة السرير وفي نفس الوقت يناقش معهما ما إذا كان البحث العلمي يمكن أن يكون مناسبا اجتماعيا أو سياسيا أو أيديولوجيا.

وبهذا البناء طورت المؤلفة رواية تحتوي العديد من الحوارات التي تصف الرجلين في نهاية حياتهما. ففي محادثة مع بيكيت، ينظران إلى الوراء ويراجعان أعمالهما، ويتعاملان، من ناحية أخرى، مع الموضوعات الرئيسية حول العلم والدين، الأسئلة التي تصبح أكثر إلحاحا في نهاية حياة الباحث، وهي مواضيع تعتبرها الكاتبة نفسها مهمة في الوقت نفسه فتقول: “نحن محاطون بالعداء للعلم والتفكير المتخلف”. وخاصة اليوم يجب على المرء أن يناقش مواضيع حول الدين والعلم وتوافقهما، وبأفكار ذكية، تدير يرغر هذه الخلافات في روايتها الخيالية عن داروين وماركس.

تبدأ ايلونا يرغر روايتها بحلم يتعرض فيه تشارلز داروين، لهجوم من قبل رجال دين متعصبين يصفونه بـ “خادم الشيطان”، يقومون بتخريب ونهب منزله ويحرقون الطبعة الأولى من عمله “حول أصل الأنواع”، وكان العام 1881، وحينها كان داروين يبلغ من العمر 72 عاما يعتله المرض، وبرغم ذلك، فهو يعمل كل يوم ويقوم بأنواع الدراسات التي يحاول من خلالها استنباط أسرار الطبيعة بشكل تجريبي. يعيش في رخاء، وهو متزوج من وريثة لسلالة ويدجوود، وكتبه منتشرة وتقرأ في جميع أنحاء العالم. هو الوحيد الذي لم يرق إلى طبقة النبلاء ولكن على الأقل أقيمت له جنازة رسمية ودفن في كنيسة وستمنستر مع الشخصيات المهمة، على عكس كارل ماركس، “اليهودي الالماني من ترير”، كما هو عنوان الفصل الذي يحكى فيه الموضوع، عاش في ذلك الوقت منفيا في لندن وفي ظروف بائسة يتلصص عليه الجواسيس البروسيون واستمر يطلب العون والدعم من صديقه وراعيه الثري فريدريش إنجلز. لم يكن ناجحا بشكل خاص كمؤلف، ولم يتم نشر سوى المجلد الأول من عمله الكبير (رأس المال) Das Kapital حتى ذلك الحين، وقام بالعمل على المجلدين التاليين لسنوات، وأكملهما إنجلز أخيرا بعد وفاته.

وعلى العشاء، يلتقي المفكران العظيمان بشكل مفاجئ، وعلى الرغم من كل الاختلافات، إلا أن لديهما بعض الأشياء المشتركة. فداروين يكتشف قوانين تطور المادة الحية، وماركس يكتشف قوانين تطور المجتمعات والوعي البشري، أما بالنسبة إلى القس توماس جودويل، فإن العشاء الذي يحضره على مائدة داروين في 8 أكتوبر 1881 يصبح تعذيبا. وكصديق مقرب للعائلة، لم يكن على رجل الدين أن يشهد لسنوات كيف تغير تشارلز داروين (1809-1882) من مؤمن إلى لاأدري فقط، ولكن كان عليه مشاهدة معاناة إيما زوجة داروين والخوف من عدم رؤية حبيبها تشارلز في الجنة بعد وفاته، حيث كانت تخشى عليه من الجحيم. وتواجد أيضا على مائدة العشاء عالم الحيوان الإنجليزي والاشتراكي إدوارد أفلينج (1849-1898)، والطبيب والفيلسوف الألماني لودفيج بوشنر (1824-1899)، المعروف بمادته الراديكالية، اضافة إلى كارل ماركس (1818-1883). ولم يكن أحد مهتما بملاحظات داروين حول بيولوجيا دودة الأرض، موضوعة بحثه الأخير؛ ولكن كان من السهل الحديث عن الخلق والعدل والإصلاحات والثورة، وفي خضم الجدل الأيديولوجي، يتأرجح العشاء وينتهي بفضيحة عندما يسقط القس جودويل من كرسيه في حالة إغماء. من أجل تهدئة أنفسهم وتهدئة الموقف، يذهب داروين وماركس إلى الحديقة، حيث دخلا في حوار شخصي حزين إلى حد ما. وتكتب المؤلفة في هذا الفصل عن فكر ماركس: “كانت عقيدته تقول، لا يمكن تفسير وعي الناس إلا من خلال واقعهم، وليس تفسير واقعهم من خلال وعيهم. وقريبا وضح الأمر إلى شاب اشتراكي أن هيجل وأمثاله يقولون ان الولد يلد الأم”

المحادثات بين ماركس وداروين ود. بيكيت خيالية تماما مثل الاجتماع الموصوف بين الإثنين. ومع ذلك، فإن لعبة التفكير تتيح للقارئ الانغماس في حقبة ماضية والتفكير في سؤال “ماذا لو؟”.

عم نتكلم؟

القصة منطقية وربما حدثت بهذه الطريقة (لكن للأسف الأمر ليس كذلك، وفقا لشرح المؤلفة في نهاية الكتاب).

 *******************

كاتب فرنسي يواجه الغول

إنعام كجه جي

الكاتب هو إريك أورسينا، عضو الأكاديمية الفرنسية، والغول المفترض هو فنسان بولوري، رجل الأعمال الذي يملك 5 مليارات يورو. ويمكن لأي كان أن يكتب مقالاً يشتم فيه الرئيس ماكرون، لكن من الصعب أن تجد صحيفة توافق على نشر ما يمسّ بولوري في العمق. واحد من أعمدة الصناعات المتطورة التي يرتكز عليها اقتصاد البلد. تأتي قوته الحقيقية من شرائه عدداً من الصحف وقنوات التلفزيون ودور النشر، أو مساهمته في رأسمالها.

قبل أيام صدرت عن منشورات «غاليمار» رواية لإريك أورسينا في 176 صفحة بعنوان «حكاية غول»، تتابع سيرة رجل من مقاطعة بريتاني، غرب فرنسا، سليل عائلة برجوازية كاثوليكية متماسكة. شارك أباه في إدارة أعمال الأسرة ونجح في تحويلها من تجارة القرطاسية والبلاستيك إلى مجموعة تتاجر في كل مفاصل الصناعة والإعلام. إن اسم بولوري لا يرد في الرواية. لكن أي فرنسي يقرأها يعرف من هو المقصود. أخطبوط وفك لا يشبع من الالتهام. يقضم ويطحن ويمضغ ويسحق بالأسنان.

ليست الرواية هي موضوعنا. بل السؤال: هل هناك حدود للتعبير عن الرأي بالقول والكتابة في الجمهورية الفرنسية التي تضع الحرية في صدارة شعاراتها وقوانينها؟

في مقابلة قصيرة، ظهر أورسينا على شاشة القناة التلفزيونية العائدة للدولة ليتحدث عن روايته هذي. شكر المذيعة التي أتاحت له هذه الفرصة في حين تحرجت قنوات وإذاعات غيرها من استضافته؛ لأنها ضمن إمبراطورية بولوري. إن صاحب هذا الكلام هو واحد من الوجوه الثقافية الحاضرة بقوة في المشهدين الأدبي والعلمي. له عشرات المؤلفات. كانت البرامج تتسابق على الفوز به. وبالإضافة إلى عضويته في مجمع الخالدين، فهو عضو في الأكاديمية الوطنية للصيدلة. درس العلوم السياسية ويحمل الدكتوراه في الاقتصاد. يحاضر في جامعات العالم وفي مدرسة لندن للاقتصاد. أسس عشرات الجمعيات، منها واحدة تدعم استمرار المكتبات في كل مدن البلاد وقراها.

ماذا يقول الرجل السبعيني الذي كان، في الثمانينات، مستشاراً ثقافياً للرئيس ميتران وكاتب خطاباته؟ كشف في المقابلة عن أنه استعان بـ«أشطر» محام في مجاله لكي يراجع روايته ويرشده إلى العبارات التي يمكن أن تعتبر قذفاً وتشهيراً. تخيّل أن تكتب والخبير القانوني واقف على رأسك وبيده المسطرة والقلم الأحمر.

يحكي أورسينا بمرارة عن تلقيه رسائل تمتدح شجاعته. يسأل المذيعة: «أي زمن هذا الذي صار فيه التعبير عن الرأي شجاعة؟». يتحدث عن فرنسا وكأنها غير ما نعرف. عن ضياع العدالة وعن انسحاق الطبقة المتوسطة رغم أنها القوة الفاعلة في أي مجتمع. يقول إنه ليس ضد المؤسسات ويدرك أنها عصب الاقتصاد. كان يؤمن دائماً بالشركات العائلية التي واجه معظمها صعوبات قادتها إلى التوقف أو الإفلاس. وبهذا المعنى فإنه كان معجباً بفنسان بولوري لأنه نجح في تطوير شركة العائلة. قبل أن يتحول إلى مستحوذ يشتري وسائل الإعلام. إنه الجشع إلى السلطة السياسية. يتساءل: أليس هذا ما فعله برلسكوني في إيطاليا حين أوصلته قنواته وجرائده إلى رئاسة الوزارة؟

لا تكتفي المذيعة بالسكوت والاستماع. تسأله عن دار «غاليمار» التي نشرت روايته وتلفت نظره إلى امتلاك رجل أعمال لأسهمها. يجيب بأن هذا لا يملك سوى 7 في المائة من رأس المال. أي لا يقرر سياسة النشر. يختم أورسينا المقابلة بعبارة تختصر كل شيء: «الرقابة الداخلية هي الأخطر». يعني أن يقصقص الكاتب نصّه ويشذب أفكاره لكيلا تجرح رب نعمته.

ــــــــــــــــــــــــــــ

“الشرق الأوسط” – 26 شباط 2023

 ***************

قاموس اقتصادي فلسفي..   الأزمة الاقتصادية

اعداد: د. صالح ياسر

الأزمة الاقتصادية (economic crisis) هي مرحلة أو طور انحدار الإنتاج في حركة رأس المال الدورية. إنها اذن أزمة نمط التراكم الرأسمالي، أزمة الاساس الاقتصادي للتشكيلة الاقتصادية – الاجتماعية الرأسمالية. تعبر الازمات الاقتصادية لفيض الانتاج عن التناقضات الداخلية للراسمالية. فكل ازمة اقتصادية إنما هي انفجار للتناقضات المتراكمة في تجديد الإنتاج الرأسمالي منذ الأزمة السابقة. وتحضى هذه التناقضات في سياق الأزمة الاقتصادية بحل مؤقت لها عن طريق تدمير جزء من القوى المنتجة. ويتجلى المظهر الرئيسي لهذه التناقضات في تقليص الإنتاج لدرجة كبيرة. ان الأزمات الاقتصادية تجتاح الاقتصاد الرأسمالي وتشكل واحدا من اطوار الدورة الصناعية. وهي، كقاعدة عامة، تستغرق فترة معينة، قد تطول أو تقصر ثم يخرج الاقتصاد الرأسمالي من الأزمة الاقتصادية بالتدريج.  

استنادا الى الملاحظات السابقة يمكن القول ان الأزمات الاقتصادية هي أزمات دورية، علما ان كل أزمة اقتصادية للرأسمالية يمكن ان تحل في إطار النظام الراسمالي. ان العمليات المرتبطة بالازمة الاقتصادية لا يمكن تفسيرها بشكل صحيح الا بتحليل مختلف أطوار عملية اعادة الإنتاج أي: الإنتاج، التوزيع، التبادل، والاستهلاك، وفي ضوء جدلية الصلات والعلاقات التي تربط بين الأطوار.

ولهذا يمكن الاتفاق مع التعريف التالي: “تحدد الازمة بأنها انقطاع جزئي أو عام في السير العادي للدورة الاقتصادية التي تميز النظام الرأسمالي ونتيجة هذا الانقطاع تتمثل في انقطاع أو إبطاء عملية تراكم رأس المال مما يؤدي الى انخفاض معدلات النمو الاقتصادي والاجتماعي”.

عندما يجري الحديث عن الدورة الاقتصادية فالمقصود بذلك ان النشاط الاقتصادي في النظام الرأسمالي الكلي (ويعني مجموعة البلدان الراسمالية المتطورة ومجموعة البلدان النامية التابعة لها) مكون من مجموعة فروع اقتصادية ومؤسسات تقوم، بحسب التقسيم الاجتماعي للعمل، بنشاط إنتاجي، ونشاط مبادلة، وتوزيع، واستهلاك.

والدورة الاقتصادية مكونة من المراحل الأربعة المشار اليها سابقا، وعندما نتكلم عن انقطاع في الدورة الاقتصادية فمن الممكن ان هذا الانقطاع سيقع في إحدى هذه المراحل. وبصفة ملموسة قد يحدث هذا الانقطاع مثلا على مستوى الإنتاج ويعني هذا ان فروعا أو وحدات اقتصادية، أو جزءا من قطاع اقتصادي يعيش – لأسباب معينة – حالة انقطاع عملية الإنتاج، وهذا من شأنه أن يؤثر بصورة مباشرة على المراحل الأخرى المرتبطة بعملية الإنتاج، ونقصد بهذا عملية المبادلة أو عملية بيع وشراء السلع التي تنتج في دائرة الإنتاج.

إن حالة الانقطاع يمكن ان تحدث في كل الدوائر الأخرى وليس دائرة الإنتاج وحدها ذلك لأن وضعية الدورة الاقتصادية هي أنها تنتج، وتبادل، وتوزع وتستهلك مجموع الخيرات المادية. وعندما يحدث انقطاع في الدورة الاقتصادية الذي يعرقل حسب أسباب تأخذ وجها عاما ونسقا متواصلا خلال مدة زمنية معينة فان ذلك يؤدي الى انخفاض حجم الخيرات المادية المنتجة مما يؤثر بالضرورة على عملية ارتفاع الناتج الاجتماعي الكلي أي يعرقل النمو.

 ************************

الصفحة الحادية عشر

الأقلام.. عدد جديد

صدر العدد الجديد من المجلة العريقة “الأقلام” عن دار الشؤون الثقافية في وزارة الثقافة. تميز العدد بغنى ورصانة موضوعاته وتنوع نصوصه الإبداعية.

ومن ابرز ما نشر/ الشعراء الشباب/ كثافة في المعاني- عبد الزهرة زكي. تقنيات ما وراء سردية في رواية “المدونة الرقمية” د. نضال عبد الرحيم، ذاكرة المكان د. سمير الخليل. حوار مع الروائي إبراهيم عبد المجيد. المثقف العراقي وأسئلة الذاكرة الملعونة- علي حسن الفواز، المسرح العراقي والهوية الوطنية- حسب الله يحيى، ثلاثة أصوات في القصيدة الاروسية/ الصوفية/ الصراخ (وتريات مظفر النواب) د. محمد علي شمس الدين، حياة بين نهرين/ حسين محمد عجيل.

هذا العدد يقع في 248 صفحة.

-*-----------------

«قصة حصار لشبونة» للبرتغالي خوسيه سرماغو.. العواطف.. لا تصنع تاريخاً

محمد الأحمد

يتفقُ أغلب القراء حول قصة “حصار لشبونة” بانها واحدةٌ من الروايات المهمّة للكاتب البرتغالي “خوسيه سرماغو” (1922- 2010). اذ جاءت بالدرس البليغ الذي يتضمّن المعرفة بجوانب عديدة في معنى المدوّنة التاريخية؛ خاصة التي وصلتنا مكتوبة حسب رغبة المنتصر، وفُرِضَتْ كتاريخٍ لابّد ان يُسلّم بهِ مهما تداخلت فيه عدم المعقولية. رواية بطلها متهكّم اسمه “رايموندو سيلبا”، في الستين من عمره، يعمل محققا لكتب التراث الاسباني، يكلف الرجل بتحقيق مخطوطة برتغالية تروي سيرة تاريخية حول “قصة حصار لشبونة”.. واثناء عمله يكتشف ثمة التباس في المواقف، يقع عليه المؤلف/ المحقق.. وتقوم الرواية على طبيعة ذلك التشابك، فيحدد المعالم بدقّة الفاحص الكاشف، معتمدا على تفاصيل دقيقة يعلم بها أكثر من غيره، وكان عليه ان يكون نزيهاً امام القارئ الفاحص الدقيق الذي لا يمرر معلومة خاطئة، وفق المعطيات الاكيدة. الرواية لا تروي العملية عسكرية التي نتج عنها خضوع لشبونة لسيطرة البرتغاليين وطرد الحكام عام 1147م، بل تناقش الوثيقة التي تحمل قصة “حصار لشبونة”، لانها من بين الانتصارات البارزة التي حققها المسيحيون خلال الحملة الصليبية الثانية. حيث يقر “خوسيه سراماغو” ان قيمة الانسان العليا العامة أكثر اهمية من القيمة العليا للإنسان الخاصة، وان التاريخ هو الحقيقة الأكثر ثباتا، وان الاستناد على العواطف لا يصنع تاريخا يمكن ان يفيد أحدا، التاريخ المزيف الذي كتبه الانحلال بغية التزييف وارضاء القوي المتسلط، وليس إرضاء الحقيقة.. لذلك اعتبر “جوزيه سرماغو” من بين أهم كتاب رواية “ما بعد الحداثة” التي من الممكن توصيفها “المسيرة الحتمية للمجتمع المعاصر بتداخله مع ثورة التكنولوجيا”، والتي ما يفتأ ان يظهر فيها جيل حديث يزيح الجيل السابق، او بالكاد يذكر “أن البشرية تعيش في تطور مستمر”؛ الفكرة ذاتها التي كانت الحداثة تفصح عنها، وأن عالمنا يتجه بالضرورة نحو التمام، ويجب ان يكون درس التاريخ عرضة لإعادة النظر في كل زمن جديد، والقارئ في هذا العصر بات واعيا للمحاولات العظيمة التي يتقدم فيها الكتاب الكبار، ويقدمون كتبهم ليجعلوك مراجعاً لنفسك في أكثر من موقف، خاصة في درس القراءة العميقة، والمتواصلة من أجل اكتساب معرفة جديّة. فالقارئ يعهده مطلعا جيداً على تراث امته، والباحث بدأب شديد المخلص لقومتيه البرتغالية، والغيور من أجل ان لا تشوب سمعة بلده أي شائبة، لأنه يرفض رفضا شديدا مجاراة ما جاء في المخطوطة من مغالطات، ويعتبرها سوءة على سمعته وسمعة بلده حتى وان كانت تلك المغالطات كمديح. وقد تدخل من تلقاء نفسه في إضافة كلمات نافية في مقدمة بعض الجمل التي جاءت في المخطوطة الاصلية، ولكن ذلك يكتشف، قبل ان تسلم المخطوطة الى المطبعة، ويصار الى إعادة النظر في منصبه، بعد أن شفع له اخلاصه وحسن السلوك والنيّة، وسلم منصبه الى موظفة تدعى “ماريا سارة” وتقوم بتصحيح ما ارتكبه من أخطاء، ولكنها تكلفه بإعادة القصة من جديد وحسبما يراه، ليتم اصدار كتاب آخر يتحمل فيه مسؤوليته الكاملة في اماطة اللثام عن الحقيقية الغائبة. وقد استطاع “خوسيه سراماغو” تأشير موقف كبير من الترهلات التي تشوب المدونات الملفقة البعيدة التي تزوّر الحقيقة. يتناول ما مرّ به بطل الرواية الذي يعمل كمحقق مخطوطات، يتخذ موقفا من محتوى زائف جاءه مدسوسا ويطلب منه ان يشارك في تحقيقه، ولكنه يرفض معظم ما وجده في الكتاب الذي يعد من بين الكتب المهمة التي تصنع مسيرة التاريخ.

لقد ابتكر سرماغو شخصية “رايموندو سيلبا” ليؤشر بتمرده وتهكمه ان اغلب الكتابات التاريخية يشوبها (العمى الحضاري)، ويتنكر لكل كاتب يستخف بعقل قارئه، ويبدأ من الكتاب الذي كلف بإعادة تحريره عن حدث تأريخي لم يكن عابرا، وانما فيه تمفصلت الكتابة في أكثر من تمثل سردي رائع، الرجل العارف بمعرفته، يكون النص عظيماً بدقة ملاحظاته، الرواية عنده اداة معرفية، يبحث فيها كباحث يمنحك معرفة اضافية.. حيث تنقسم أنواع الوثائق التاريخية إلى: وثائق أرشيفية، ووثائق دبلوماسية، حسب تفصيلاتها. اذ تختلف أنواع الوثائق التي يتمّ الاستناد إليها من أجل معرفة التاريخ واستنباطه، وذلك حسب المعلومات التي تحتويها، ك”الأرشيف التاريخي” وهو الذي يحوي في طيَّاته المعلومات كافة، السياسيَّة والاقتصاديَّة والعسكرية الخاصَّة بتاريخ بلد ما، وتمّ تفصيل العديد منها حسب الأنواع المتاحة. وقد اختلفت طريقة التوثيق ما بين عصر والآخر حسب رؤية الباحث المتبصّر، ولم تتخذ لنفسها شكلًا واحدًا؛ ويعود سبب ذلك إلى التطور الحتمي على وجه هذه الكرة الأرضية، فكلّما اختلف الزمان اختلفت طريقة التوثيق، من المعروف إن الوثيقة من الأشياء الهامة، والتي يمكن أن تثبت الكثير من المعلومات. (لم يجرؤ مطلقا “رايموندو سيلبا” طوال سنوات حياته المهنية الشريفة على ان يقوم، وهو في كامل وعيه، بخرق القوانين غير المكتوبة لعلم الواجبات الأدبية التي تنظم العلاقة بين عمل المصحح وأفكار وآراء المؤلفين. فالمؤلف معصوم، بالنسبة لمصحح يعرف حدوده، وعلى سبيل المثال، فمن المعروف ان مصحح نيتشه قد ظلم، على الرغم من كونه مؤمنا غيوراً، رغبته في ادخال كلمة “لا” أيضا على صفحة معينة لكي يحول “الإله مات” التي كتبها الفيلسوف الى “الإله لم يمت”- الرواية)، فقرر ان يقلب المعنى بكلمة:  ويسبق المعلومة بكلمة “لا” لتصبح المعلومة معكوسة، وأقرب الى التصديق، جعل المؤلف من بطل روايته قارئاً جيداً لمصادر التراث الإسلامي، لذلك لم يسلم بما جاء في تلك المصادر من كلام، وراح يقلب الكلمة بنقيضتها ليبدل “لا” بـ “نعم”، وتستمر لعبته حتى نهاية الكتاب، وكأنما يشذّبها من الأكاذيب التي شابت المخطوطة. حيث كان الحصار قاسيا جداً على مدينة “لشبونة”، وأحدث ضررا كبيرا لسكانها بحدوث مجزرة تطهيرية، لم تستثنِّ أحد، واحدثت ظلما كبيراً شمل حتى المسيحيين وكأنما لم يربحوها على الاطلاق، (ففي المدينة ناس من المحافظين على دينهم لكنهم كانوا في تقيّة من السيف اذ تنكروا لدينهم ظاهراً، ولكنهم في بيوتهم حافظوا عليه)، وجعل المحقق ينفي ذلك النصر المؤزر..

(كلمة لم يكتبها المؤرخ، وباسم الحقيقة لم يكن يستطيع كتابتها مطلقاً، الكلمة هي “لا”، وعلى هذا فما هو موجود في الكتاب الآن يقول: الصليبيون “لم” يساعدوا البرتغاليين في الاستيلاء على لشبونة، هكذا دوّن، وبالتالي، صار هو الحقيقة على الرغم من انها مختلفة، وما نسميه مزيفاً طغى على ما نسميه حقيقياً، ومن ثم يجب على أحد ما التقدم لحكاية القصة الجديدة، ولكن كيف؟ – الرواية). ليس من واجب المحقق ان يتدخل في غير عمله، ويغيّر قوالب الكلام، الى كلام معكوس.. ان ذلك الامر يسبب حالة حرج شديد للدار، وكان عليها إعادة تحقيق الكتاب من شخص آخر، ولكنها في الوقت نفسه تمنحه ان يكتب كتابه دون ان يلفقه على لسان غيره. وان وقف منه موقفاً حقيقيا، ويؤشر عدم التسليم باي محتوى كاذب. فقام بمراجعة كافة التفاصيل المهلهلة غير المقنعة، كمدونات ضعيفة المحتوى، وضعت لأجل السخرية من طبيعة العقل الانساني والحط ّمن شأنه.

 سرماغو أعاد كتابة “الإنجيل يرويه المسيح” في رواية تشوبها العقلانية حيث تعامل معها تعاملا حقيقيا. وقد اتخذت محاكم التفتيش العقلية الموقف ذاته من روايات عديدة أبرزها اسم الوردة للكاتب “امبرتو ايكو” “شيفرة دافنشي” للكاتب “دان بروان”، و”عزازيل” للكاتب “يوسف زيدان”. وقد قام بطل الرواية “رايموندو سيلبا” بعمل عظيم بموقفه من التزوير التاريخي، ووضع كلمة “لا” في كل جملة لم تتوافق مع الحقيقة، فهو القارئ العارف بقضايا الشرق. اما “هارولد بلوم” وصف ساراماغو بأنه “أعظم الروائيين الموجودين على قيد الحياة” وأعتبره “جزء هام ومؤثر في تشكيل أساسيات الثقافة الغربية المرجعية الأدبية الغربية”، كان بلوم مشهورا بقدرات فائقة في القراءة خلال طفولته، وكان يستطيع أن يقرأ ألف صفحة في اليوم الواحد، ويبدو بالطبيعة الموسوعية للمراجع الأدبية الموجودة في كتاباته أنه بالفعل استطاع الاحتفاظ بكم كبير من المعلومات التي قرأها في طفولته، وبهذا كانت طفولته مليئة بالأدب والشعر، وحفظ الكثير من كلاسيكيات الشعر باللغة الإنجليزية. كما أشاد “جميس وود” بالمنهج الفريد في مجمل أعماله إنه يروي رواياته كما لو أنه شخص حكيم وجاهل في الوقت نفسه”. ولم يشعر باليأس بسبب هذه الرقابة السياسية على أعماله، وانما عاش في فيلته جزيرة الإسبانية (جزر الكناري)، وبقي يكتب حتى وفاته عام 2010.

سرماغو في معظم رواياته يميل الى تعدد الأصوات ويستخدم التناوب الزمني بين الحاضر والماضي، ويفرزها بطباعة بعض الجمل او المقاطع بالخط المائل ليسهل على قارئه التفريق. لكن ذلك لم يظهر في الطبعة التي ترجمها عن الاسبانية “علي البمبي” على الرغم من انها بقيت تعدّ من بين أهم الطبعات العربية، لإنها طبعة تحوي على هوامش توضحيه اضافها المترجم ليسهل قراءتها، حيث جاءت في 485 صفحة من القطع المتوسط، وصادرة عن دار “كلمة – أبو ظبي” 2010.

 ************

جوهانسبرغ.. ابتسمي بامتياز.. نهارك مشرق الى مانديلّا في ذكراه الدائمة

علي رحماني

ايتها السمراء الفارعة...

 يا ارض سواد العالم بغاباته الاستوائية

يا إسم افريقيا المتألق بالنصر

والمتانق بالصبر وقرية ((كوتو))*

وصوت مانديلا المبجل بحنين النهر الأخضر

أبتسمي لأفريقيا وللعالم الثالث

وللدول النامية وبلدان الشرق النائمة!!

رددي فبل سكونك موسيقى السلام الدائم

وأغنيات الألفة وتآخي المحبة والأمان

فثمة ظل لاشجارك الباسقة

وثمة فرح ابيض لأطفالك السود

وأغنيات تصدح للمستقبل

ببراءة عزف الاطفال البيض

وبراعة وجهتك القائمة

فثمة قمر عاود دورته بسمائك الواسعة

لجنوبك الأخضر وجنون رقصاتك الأفريقية

وجنوحك نحو مجد القارة السمراء

ابتسمي سيدتي الجميلة فالشمس عنك لن تغيب

ووجه(( مانديلا ))المشرق ينيرشوارعك الخضراء

لتملأ الساحات وصايا الحب والاخاء

فأرضك المعطاء تعرف كيف تشد الناس

وتنزع عنهم غربتهم ...

فما دمت هكذا ...ابتسمي بأمتياز النهار

ولمعان اسنانك اللؤلوية وانحيازك للالفة والاخضرار

فما دام خصرك لا يحاكم مستقبلك

ورفضت العنف بتواصلك الجليل

ورسمت الخضرة املاً بفرشاة الاشجار

وغسلت القلوب بمياه الألفة الابدية

واوراق الغابات بأمطارك الموسمية

وها انت تنعشين صدرك بوصايا مانديلا المقدسة

أذ ليس ثمة ظلم ولا أستعباد ...ولا استبداد

لا خوف ولا تردد ...ولا فصل عنصري

لا أنتهاكات ...ولا ثارات ...لا اجتثاثات أوتصفيات

لا محاكمات سوداء للسود ....

ثمة خطوات بيضاء لمستقبلك الآمن

لوحات خضراء يرسمها اطفالك السود

من قرية (كوتو)* العظيمة

ـــــــــــــــــــــــــــــ

*قرية كوتو التي ولد ودفن فيها نيلسون مانديلا

 ****************************

قصة قصيرة.. طائر الأمنيات

فخري أمين

أمسكتُهُ برفق، شعرتُ بدفء جسده الصغير، يتدفق إلى يدي. نبض دمه السريع، وضربات قلبه المرتفعة. كان بعض ريشه الأسود البراق واللامع، يتخلل أصابعي، وهو يحرك جناحيه القويين محاولا الخلاص. ثمة قلق في عيونه المدورة. ومنقاره الضارب للون الكاكاو بالحليب بدا طويلا أكثر من المعتاد، مقوسا قليلا في نهايته، وجميلا. لما تطلع إلى العمارات الشاهقة في شارع الأطباء، وهي تغلق وجه السماء، موطنه الممتد بلا حدود، وأسلاك الكهرباء تقطع في خطوط متوازية ما تبقى منها، أحسستُ بجناحه الأيسر يتململ بحثا عن فرصة للإفلات. شعرت في تلك اللحظة أنني لا أمسك بيدي زرزورا بل حلما من أحلام السماء. ربما آلمه رؤية سمائه، صغيرة إلى هذا الحد، فاقدة بهاءها، وغموضها، وأسرارها، أسيرة كتل الاسمنت الهائلة، لا تتسع لخطفة من طيرانه السريع. كنتُ واقفا على مقربة من قفص بائع زرارزير. مرت بجواري امرأة محجبة، أخبرتني همسا كأنها تكشف سرا خطيرا: إنه طائر ناطق، قبل أن تطلقه، وشوشه بأعمق أمنياتك. قلتُ لها: لدي أمنية واحدة، أن يحلق بعيدا عن هذه الأرض. رفعتُ ذراعي إلى أقصاها، كأني أخاف عليه من السقوط، ثم أفلتهُ. ضربت اجنحته المتوترة الهواء بقوة، واندفع بسرعة صاروخ في عمق السماء البعيدة. على مقربة من القفص، توقفت امرأتان مقبعتان. سألت الأكبر سنا البائع عن سعر الزرزور. “خمسمائة دينار”. “خمسمائة فقط”. نقدته ألف دينار. أخرج البائع من القفص طائرين. أمسكت كل امرأة منهما واحدا. تمنت الكبيرة أن يخفف الله عنها آلام مفاصلها. قالت: تعبت من مراجعة الأطباء. كل بلاطة  في هذا الرصيف تشهد لي، وتعرف وقع خطواتي. ولا شيء غير مراوغة الألم بالمسكنات. ثم في حركة خوف متشنجة، رمت طائرها بعيدا عنها في الهواء. أما الصغيرة فتمنت أن يحفظ الله حملها. هذه المرة الثالثة تحبل منذ زواجها، وفي الشهر الثاني يسقط الجنين. تضرعت أن يكون المولود إبنا، لتفرح به زوجها. حدقت في عيون الطائر، وعلى وجهها رفت ابتسامة أمل عذبة. أرخت قبضة يدها ببطء وردة تتفتح، وفاجأتها قوة الطائر الصغير، وهو ينزلق بخفة من بين أصابعها، ويتسلق الهواء. انضمت إليهن امرأة أخرى. تمنت أن يحمي الله زوجها الجندي، وأن يعيده إليها سالما. متى نتخلص من هذه الحروب..؟ متى نشعر بالأمان..؟. ثم نبرت بأمنيتها بصوت مسموع: لتنطفيء نيران الحروب في كل مكان. قبلت طائرها وأفلتته. طفل صغير جر أمه من عباءتها مشيرا إلى القفص. طالبا منها شراء واحد. قالت له أمه هذا طائر بري لا يعيش في البيوت، ولا يحب مزاح الأطفال. لكن لهفة الصغير أصْمت عن سماع توضيحات الأم. توقف بالقرب من القفص ضاربا الأرض بقدميه الناعمتين، دائرا حول نفسه، في حركة احتجاج بريئة، صارخا: مه. مه. مه. أُجبرت الأم على شراء أحد الزرازير. تلمس رأس الطائر وهو في يد أمه. ثم طلب أن يمسكه بيده. قالت له الأم يدك صغيرة لا تكفي. ولإرضاء عناده الطفلي، اضطرت الأم أن تضع الزرزور في يده. خبط الزرزور بقوة شاعرا بضعف قبضة الطفل. واطلق جناحيه بعيدا، مختفيا وراء العمارات. ارتفع صراخ الطفل في بكاء مرير. أين ذهب طيري..؟ أريده، أريد طيري. انحنت الأم إلى صغيرها، تحدثه بهمس خافت: ذهب إلى أولاده، إنهم ينتظرونه. وأنت ألا تشتاق إلى بابا..؟ تمنى أن ينهي تدريبه في الأردن سريعا، ليعود إلينا كما فعل هذا الطائر. لكن الطفل ظل في مكانه حرنا يبكي. شعر البائع بالتعاطف مع بكاء الطفل. مد يده في القفص، وأخرج زرزورا وقدمه للصغير: هذا هدية مني إليك، ولكن لا تدعه هذه المرة يفلت منك. أمسكه الطفل بكلتا يديه. ومضى فرحا إلى جانب أمه. قفص الزرازير وجمهرة النسوة، لفتا انتباه رجل خمسيني. كان قد تجاوز تلك النقطة. غير خط سيره فجأة، وعاد مقتربا من القفص. استعلم عن سعر الطائر. قال موجها كلامه للبائع: أمن اجل هذا المبلغ التافه، تصطادون هذه الطيور الجميلة. أوضح البائع أنه لا يصطاد. هو مجرد بائع، يشتري هذه الطيور من تجار جملة، ويبيعها. قال هناك عشرات الألوف من هذه الطيور. موضوعة في أقفاص كبيرة. إنها تجارة موسمية رائجة. أضاف الرجل الخمسيني: لا أظن أن ثمة في الحياة فرحة تعادل فرحة الإفراج. كنت يوما سجينا، وجربت قسوة الحبس ومذاق الحرية المدهش، إنها ولادة جديدة، شيء يقترب من مغادرة قبر، فرصة اخرى للعيش. تصور فقط نفسك مكان هذا الطائر. جرب ذلك مرة واحدة. هذه طيور سماوية طليقة الروح، لا أفراخ دجاج. وطلب منه الإفراج عن عشرة من الزرازير، دافعا من جيبه ثمن حريتهم. شعر البائع بكلمات الرجل تُحدث هزة في أعماقه. لم يخطر بباله يوما التفكير بهذه الطريقة. إنهم بالنسبة إليه مجرد طيور. سلعة يتداولوها من اجل الربح. أمعن التفكير في إشارة الرجل إلى الفرق بين الزرازير وأفراخ الدجاج. هل يمكن تصنيف الدجاج بأجنحته الصغيرة العاجزة عن التحليق ضمن الطيور..؟ الدجاج الغبي، الثقيل، المربى في حقول كبيرة، تفرخه بالملايين مفقسات صناعية، لا يحلم أبدا بالسماء، لا يعرفها، ولا ينتمي إليها، ولا يمتلك رشاقة كائناتها. هل يمكن عده بسبب الشكل فقط طائرا..؟ عند هذه النقطة، شعر بائع الزرازير، بتحول في إحساسه نحو الأشياء. فكر مليا بكلمات ذلك الرجل. كيف اثارت في نفسه هذا القدر من التساؤلات..؟ لماذا لم يتنبه الآخرون إلى المعاني التي اشار إليها..؟ لا بد أن ذلك الرجل من ذات الصنف، صنف الزرازير ذات الأجنحة القوية. هل يمكن القول أن بين البشر ثمة من يشبه الدجاج. يقنع بالعيش بين جدران قاعة، يأتيه فيها الغذاء والماء، ولا يرفع يوما نظره خارج الشريط الذي يحمل له العلف..؟ تملكه فجأة قدر كبير من الحب للزرازير. أخذ ينظر إليها بكيفية مختلفة مفعمة بالاحترام. لم يحدث له ذلك أبدا من قبل. تصور على وفق قول الرجل الخمسيني أن القفص نوع من السجن، وأنه مجرد سجان، يقايض بالمال حرية ضحاياه. داخلته بسبب ذلك مشاعر خزي. وأنه ربما الشرير الوحيد في هذا المكان. من الرصيف المقابل عبرت نهر الشارع امرأة أنيقة سافرة وانضمت إلى الحشد. تحف بها سمة من سمات الطير. خفيفة الوطء، سريعة، وإن كانت قد تجاوزت الخمسين وطفح شعرها بالشيب. أمسكت بواحد من الطيور. همست له بشيء ما، بدت كأنها على معرفة قديمة به، كان الزرزور يهز رأسه بضرب من الاستجابة، وأطلقته. طلبت طائرا آخر، قالت هذا لأمي في استراليا. وآخر لأختي في نيوزيلندة، لأخي في كاليفورنيا، وآخر وآخر عشرة طيور أطلقت لعائلتها المبعثرة تحت كل نجم. مع أمنية واحدة أن تعيد لم شملهم في بيتهم في عنكاوا. ازداد عدد النساء المتجمهرات حول القفص. وهن يدفعن له لتحرير الطيور، ويطلقن الأمنيات. في تلك الاثناء وقف رجل حزين صحبة امرأتين. استفسر عن الزرازير، وتشاور مع المرأتين. لبث جامدا في مكانه صامتا ومتصلبا. ثم سأل بائع الزرازير بطريقة مفاجئة: كم عدد الطيور في قفصك..؟ بحدود المئة. من أجل حرية أهلنا في الموصل، وسلامتهم، أطلقهم كلهم. كان صوته مبللا بشجن عميق. فيه حشرجة من حنين، وشروخ من وجع دفين. لم تقاوم المرأتان نبرة ذلك الصوت، اخرجتا مناديل الورق، ينشفن بها دموعهن. شعرت بقية النسوة بالتعاطف مع حزنهن، وشاركنهن بكاؤهن الصامت. الأشواق التي حررها الحزن، في تلك اللحظة، بعثت في هواء الشارع نفسا فردوسيا مريحا. فتح البائع أبواب القفص، ذكّره تدافع أجنحة الزرازير، وهي تغادر القفص بكلمات الرجل الخمسيني، ووقت أطبق أبواب القفص المفرغ، همس محدثا نفسه، هذا سجن آخر يغلق. في تلك اللحظة كانت عيون الأطفال الواسعة، واصابعهم النحيلة، تشير في دهشة إلى فسحة السماء الصغيرة، التي بدت بين كتل الاسمنت، مثل شاشة هائلة مضاءة، عاجة باجنحة الزرازير، وهي تشق بضرباتها القوية هواء ذلك المساء الثقيل، في طيران رشيق، متلاشية في زرقة السماء.

 *******************

الصفحة الثانية عشر

31 آذار موعداً لافتتاح المهرجان التشكيلي

بغداد – طريق الشعب

من المقرر ان تبلغ احتفالات الذكرى الـ 89 لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي احدى ذراها في يوم ذكرى التأسيس نفسه، 31 آذار الجاري، بافتتاح المهرجان التشكيلي السنوي، الذي هو جزء لا يتجزأ من تلك الاحتفالات. وارتباطا بذلك يرجى من الفنانين الراغبين بالمشاركة في المهرجان ان يسلموا أعمالهم الى الإدارة في مقر الحزب بساحة الاندلس، بدلا من قاعة كولبنكيان التي ستنقل الاعمال اليها في وقت لاحق قبل الافتتاح. 

 ***************

«طريق الشعب» في أيدي أهالي البلديات

بغداد – طريق الشعب

نظمت لجنة العبلي الأساسية للحزب الشيوعي العراقي – اللجنة المحلية في الرصافة الأولى، أخيرا، جولة إعلامية راجلة في منطقة البلديات ببغداد.

ووزع المشاركون في الجولة على المواطنين في الشوارع العامة والأسواق، نسخا من «طريق الشعب». فيما أشاد المواطنون بمواقف الحزب السياسية وجهوده التي يبذلها في سبيل تحسين أوضاع الوطن، مبدين استياءهم من الأزمات التي تعصف في البلد، والمشكلات الكثيرة التي يعانيها المواطن، ومنها نقص الخدمات البلدية.

 **************

شيوعيو الزبيدية يتفقدون الرفيق جاسم محمد حمزة

الزبيدية - شاكر القريشي

زار وفد من منظمة الحزب الشيوعي العراقي في قضاء الزبيدية بمحافظة واسط، أخيرا، الشخصية الوطنية والاجتماعية، الرفيق جاسم محمد حمزة (أبو بشير) في منزله بريف القضاء، وذلك للاطمئنان على صحته.

واستقبل الرفيق زائريه بترحاب. وتبادل معهم الحديث حول المسيرة النضالية لرفاق الرعيل الأول من أبناء الزبيدية، وبضمنهم والده محمد أبو جاسم.

وحمل الوفد تحيات قيادة الحزب في واسط ومنظمة الحزب في الصويرة، إلى الرفيق أبو بشير، مع تمنياتهم له بالصحة والعافية.

 ***********************

الرمادي تشهد  «ماراثون المعارف» الرابع

متابعة – طريق الشعب

تحت شعار «الرياضة توحد القلوب وتنشر المحبة والسلام»، نظم قسم التربية البدنية وعلوم الرياضة في كلية المعارف الجامعة، الأسبوع الماضي في قضاء الرمادي، ماراثونه السنوي الرابع.

وشارك في الماراثون أكثر من 700 متسابق من مختلف الفئات العمرية، قطعوا مسافة عشرة كيلومترات في مركز القضاء. وقد حصد المركز الأول المتسابق عامر أحمد، والثاني حصده صلاح خالد، بينما كان المركز الثالث من نصيب المتسابق حسام نيسان.

ونظم الماراثون بالتعاون مع قيادة شرطة الأنبار والعديد من الأندية الرياضية والفرق الشعبية في المحافظة.

 ******************

من شعارات الذكرى ٨٩

لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي

  • المجد للذكرى ٨٩ لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي
  • المجد لشهداء الحزب والحركة الوطنية العراقية
  • معا للخلاص من منظومة المحاصصة والفساد
  • المزيد من العمل لتحقيق وحدة عمل قوى التغيير الديمقراطية
  • مع الناس ومطالبهم العادلة .. وضد الفساد والسلاح المنفلت وسوء الخدمات
  • لنجعل من الانتخابات القادمة فرصة إضافية لفرض إرادة المواطنين

 *****************

بعد توقف دام 20 عاما.. انطلاق فعاليات «مهرجان المسرح العراقي» السادس

بغداد – رقية مجيد

بعد انقطاع دام 20 عاما وتحت شعار «لأن المسرح يضيء الحياة»، انطلقت الخميس الماضي في بغداد فعاليات مهرجان المسرح العراقي بدورته السادسة، والذي تقيمه دائرة السينما والمسرح.

المهرجان الذي يستمر حتى21 آذار الجاري، والذي ستتوزع فعالياته بين مسارح «الوطني» و»الرافدين» و»آشور» و»الرشيد» في بغداد ، سيشهد تقديم 12 عملا مسرحيا من العاصمة ومحافظات أخرى.

حفل الافتتاح الذي أقيم على «مسرح المنصور» في المنطقة الخضراء، استهل بكلمة لرئيس الوزراء محمد شياع السوداني، ألقيت بالنيابة عنه. وجاء فيها أن «هذا المهرجان هو جزء من تفعيل الواقع الثقافي المسرحي في العراق بشكل عام».

بعدها عرض فيلم وثائقي قصير بعنوان «دائرة السينما والمسرح مسيرة بناء وابداع»، تناول مسيرة الدائرة وما أقامت من مهرجانات فنية وما حققت في مجال ترميم المسرح الوطني ومسرح الرافدين وإعادة تشييد مسرح الرشيد.

كذلك قدمت الفرقة الوطنية للفنون الشعبية بقيادة الفنان فؤاد ذنون أوبريتين، أحدهما بعنوان «سلام عليك يا وطني»، والآخر عنوانه «العراق الموحد». فيما جرى تكريم عدد من الفنانين الروّاد والإداريين.

وفي اليوم الثاني للمهرجان، الجمعة، عقد ملتقى فكري بعنوان «المسرح والأزمة»، تناول ثلاثة محاور، هي: «خطاب اللغة وازمة التواصل»، «المسرح بين الصناعة والإنتاج» و»أزمة الخطاب الاكاديمي». كما تضمن جلسات نقدية حول الأعمال المسرحية المشاركة في المهرجان.

بعدها عرضت مسرحية من محافظة بابل عنوانها «الراديو»، وهي من إخراج محمد حسين حبيب، تلتها مسرحية من بغداد بعنوان «ملف 12» من تأليف وإخراج مرتضى علي، ثم مسرحية من الديوانية عنوانها «مخدة»، من إخراج منتظر سعدون.

ومن المقرر ان تعرض من السماوة مسرحية عنوانها «في انتظار كوازيمودو» من تأليف وإخراج حسين نجم حسين، ومن الناصرية مسرحية بعنوان «ضيم» من إخراج زيدون داخل، ومن كركوك ستعرض مسرحية بعنوان «الكراسي»، للمخرجة نجاة نجم. كما ستعرض من صلاح الدين مسرحية بعنوان «واقع خرافي»، من إخراج جواد الساعدي، ومن النجف تقدم مسرحية عنوانها «حجي ليل» للمخرج فلاح حسن. فيما تشارك واسط بمسرحية بعنوان «شماعية»، من إخراج أبو رامي الملكشاهي، ومن الموصل مسرحية «طقوس الحطب» من إخراج نشأت مبارك. ومن السليمانية ستعرض مسرحية بعنوان «الملك لير وساحرات مكبث»، من إخراج كاميران رؤوف. فيما تقدم أربيل مسرحية بعنوان «في أعالي البحر»، من إخراج شوان حمه سعيد.     

هذا وخصص المهرجان جوائز لأفضل عمل أول وعمل ثانٍ، وأفضل إخراج، ونص مسرحي، وممثل، وممثلة، وممثل واعد، وممثلة واعدة، فضلا عن جوائز لأفضل ديكور وأفضل موسيقى وأفضل إضاءة. 

 **********************

معاً لبناء بيت الحزب.. بيت الشعب

دعماً للحملة الوطنية لبناء مقر الحزب الشيوعي العراقي، تبرع الرفاق والأصدقاء:

  • الرفيق داود سلمان عاصي من هولندا 100 يورو.
  • الرفيق حميد العيوس العثماني من هولندا 100 يورو.

الشكر والتقدير للرفاق والأصدقاء على دعمهم واسنادهم حملة الحزب لبناء مقره المركزي في بغداد.

معاً حتى يكتمل بناء بيت الشيوعيين.. بيت العراقيين.

 *******************

إصدار

عقلنة السياسة وترشيد الساسة

عن “مركز رواق بغداد للسياسات العامة”، صدر حديثا كتاب بعنوان “عقلنة السياسة وترشيد الساسة – مقتربات في هندسة بناء دولة العراق المعاصر”، من تأليف أ. د. عامر حسن فياض.

جاء على الغلاف الخلفي للكتاب: “إن غلبة الهويات الفرعية على الهوية السياسية الوطنية العراقية تضع العقبات أمام بناء دولة العراق الحديث، وان فرحة علو هوية فرعية إلى مرتبة هوية سياسية للعراق وغلبتها على بقية الهويات الفرعية، هي فرحة قصيرة ومؤقتة غير معمرة ولا تعمر دولة، وعلى أصحاب الهويات الفرعية القومية والدينية والمذهبية، أن يدركوا أوهام هذه الفرحة، لأنها ستنتهي بجعل هوياتهم الحضارية أو الدينية أو المذهبية أو الاجتماعية هويات متقاتلة مع غيرهم وقاتلة لهم في آن معا”.

 ********************

البصرة تستعد لاستقبال أكبر معرض عائم للكتاب

متابعة – طريق الشعب

تستعد مدينة البصرة لاستقبال أكبر معرض دولي عائم للكتاب، القادم على متن سفينة “لوغوس هوب” الضخمة.

السفينة غادرت أول أمس الجمعة ميناء جيبوتي متوجهة إلى البصرة، بعد أن زارت منذ عام 2011 نحو 162 دولة، ورست في قرابة 1500 ميناء حول العالم. ومن المقرر أن تصل إلى المياه الإقليمية العراقية عند الساعة الثامنة من مساء يوم 26 آذار الجاري، لكن وصولها في الوقت المحدد يعتمد على الأحوال الجوية البحرية.  وأعدت محافظة البصرة بالتعاون مع الجهات البحرية العراقية المعنية، مرسى للسفينة على ضفاف القصور الرئاسية. واستكملت الاستعدادات كافة لاستقبال السفينة وزائريها من المواطنين.

وكان محافظ البصرة أسعد العيداني قد ذكر في تصريح صحفي سابق أن “لوغوس هوب التي ستصل إلى العراق لأول مرة، تضم مسرحا يتسع لـ 350 شخصا، وقاعة كبيرة تتسع لـ 250 شخصا”، مبينا أنه “تم التفاهم مع إدارة السفينة حول إقامة فعاليات ثقافية وفنية وأدبية على متن السفينة، بمشاركة مثقفين وشعراء ومبدعين آخرين من البصرة وبقية المحافظات”.  وتضم السفينة معرضا للكتاب يحتوي على نحو 5 آلاف عنوان أكاديمي.   يشار إلى أن “لوغوس هوب” تم بناؤها عام 1973 تحت اسم “غوستاف فاسا”، وكانت تعمل كعبّارة بين مدينتي مالمو السويدية وترافيمونده الألمانية. واستمرت في مهمتها هذه عشر سنوات، بعدها بيعت لشركة تدعى “سميرل لاين” في جزر فارو بالدنمارك، وتغير اسمها إلى “نورونا”.

وفي العام 2003 حصلت شركة “سميرل لاين” على سفينة شحن جديدة، فعرضت “نورونا” للبيع، فاشترتها عام 2004 “مؤسسة كوت فوجر فور الي” الخيرية الألمانية.  ومنذ تموز 2011 تبحر هذه السفينة بانتظام تحت علم مالطا، عبر مجموعة من البلدان، بعد أن حولتها المؤسسة إلى مكتبة عائمة، وغيرت اسمها إلى “لوغوس هوب”.