اخر الاخبار

الصفحة الأولى 

في ندوة حوارية على أرض معرض أربيل الدولي للكتاب.. رائد فهمي: قوى السلطة هشة وعملية التغيير ممكنة

بغداد ـ علي شغاتي

حلّ الرفيق رائد فهمي سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي ضيفا على ندوة حوارية بعنوان “الوضع العراقي الى اين؟”، ضمن فعاليات معرض أربيل الدولي للكتاب، للحديث عن الأوضاع السياسية الراهنة، حاوره فيها الدكتور محمد احسان.

غياب العدالة الاجتماعية

وردّ فهمي على اسئلة المحاور بالقول: ان “المشهد السياسي في العراق بعد عام 2003، جرى تأسيسه وفق مبدأ الديمقراطية التوافقية، التي جرت ترجمتها الى (المحاصصة) في الوقت الذي كان ينتظر فيه العراقيون ان تتحول البلاد نحو نظام ديمقراطي مؤسساتي”، مشيرا الى ان “هذا النهج قاد البلاد بعد مرور 20 عاما الى أزمة بنيوية من ابرز مظاهرها استشراء الفساد في كافة مفاصل منظومة الحكم، ما جعلها عاجزة عن تقديم أي شيء، إضافة الى عدم الاستقرار الأمني واستمرار التدخلات الخارجية في الشأن الداخلي”.

وأضاف فهمي، ان “منظومة الحكم عاجزة عن تقديم الحلول للازمات التي تواجه البلاد، والدلائل واضحة فالعراق ما أن يخرج من أزمة حتى يدخل في أخرى اعمق وأشد”، مبينا ان “الفساد وسوء الادارة خلقا تفاوتا اجتماعيا كبيرا بين الفئات الاجتماعية من خلال تكدس الثروات بيد الأقلية الحاكمة، ومن يتبعها في مقابل الفقر المدقع لملايين العراقيين، ما يؤشر غيابا واضحا للعدالة الاجتماعية.

التغيير ممكن

واكد الرفيق خلال الندوة التي شهدت حضوراً لافتاً ان “التغيير عبارة عن عملية تراكمية متعددة الابعاد، منها سياسي مباشر، وآخر جماهيري يتعلق بالوعي والثقافة والتشريع”، مؤكدا ان “القوى المتنفذة ليست ـ كما تحاول ان تصور نفسها على أنها كتلة صلدة ـ انما هناك تباين وتمايز في ما بينها، وبالتالي فأن عملية احداث التغيير ممكنة في حال توفر الضغط الشعبي اللازم لذلك”.

وبيّن فهي “ضرورة السعي لتحقيق تغيير شامل وجذري يطال المنظومة الحالية المولدة للازمات بشكل دائم”، معتبرا “استمرار الحركة الاحتجاجية منذ عام 2011، دليلا راسخا على فشل المنظومة والحاجة الماسة الى تغييرها بشكل جذري”.

ويعلل فهمي عدم إمكانية تحقيق استقرار سياسي في البلاد بـ”وجود تنافس شديد بين قوى منظومة الفساد على السلطة، وهذا يقود أيضا الى صعوبة تأمين حالة استقرار اقتصادي”.

المنظومة غير قادرة

وأشار الرفيق الى ان “المنظومة القائمة غير قادرة على فرض إرادتها او إنفاذ القانون، اذ تتحدث الحكومة عن تشريع قوانين جديدة. نعم، بعضها جيد، لكن المشكلة لا تكمن في التشريع، انما في آلية التنفيذ”، منوها بأن “بناء دولة فاعلة وقادرة على بناء رؤية وطنية، وتمتع باستراتيجيات في ظل هذه المنظومة، ربما صعب المنال”.

وبيّن فهمي، ان “العائلة العراقية ذات الدخل المتوسط تجد صعوبة اليوم في تأمين التعليم والصحة ومتطلبات العيش الكريم، وبالتالي فإن هذه العوامل تسهم في زعزعة بنية المجتمع ومقومات الدولة”، منوّها بـ”صعوبة استمرار ديمومة انسيابية الريع النفطي في ظل تعاظم نفقات الدولة على القطاع العام”.

وحول المعرقلات أمام الاستثمارات الخارجية في القطاعات الصناعية والزراعية، ذكر فهمي، أن الابتزاز والفساد يشكلان عائقا أساسيا أمام هذه العملية.

البنية السياسية هشة

واسترسل في حديثه، أنّ “الحكومة الحالية تشكلت بعد أزمة مستعصية، وطرحت منهاجا حكوميا والتزامات حددت بتوقيت زمني (100 يوم)، لكن هذه المهلة مضت من دون ان يتحقق شيء”، معتبرا ان “البنية السياسية في البلاد هشة، وتبدو عاجزة عن التفكير في مشاريع بعيدة الأمد، لأن أي حكومة تنتهي ولايتها تذهب مشاريعها معها، وهذا يشكل دليلا دامغا على عدم وجود عملية تراكم في اتجاه تحقيق بناء الدولة”.

الدولة لم تحصر السلاح بيدها

وحول حالة اللادولة، يشرح فهمي بان هناك قوى متنفذة مستفيدة من حالة عدم بناء مؤسسات للدولة، من اجل المحافظة على مواقعها ومكتسباتها التي من الصعب المحافظة عليها في ظل وجود مؤسسات قوية، مبرهنا على ذلك “بعدم قيام الحكومة ـ مثلا ـ بحصر السلاح بيد الدولة، وإيقاف الانتهاكات والتدخلات الخارجية، وعليه فالدولة غائبة عن الكثير من القضايا المتعلقة بسيادة البلاد، على الرغم من تشخيصها من قبل المنظومة الحاكمة لكنها تبقى غير قادرة على معالجتها”.

وبخصوص توازن القوى الدولية، اكد فهمي ان هناك “تركيزا على العراق، وزيارات المسؤولين الدوليين الى العراق ليس صدفة؛ فهناك تحديات دولية مثل الحرب الروسية الأوكرانية التي لديها تداعيات سلبية على العالم بصورة عامة”، مشيرا الى ان “الحرب جعلت من ملف الطاقة يكون في صلب اهتمام العالم خاصة وان العراق يحتل مكانة كبيرة في هذا المجال، على اعتبار خزينه النفطي ومجالات متعددة أخرى”.

 ***************

محكمة القضاء الإداري.. تنتصر لاحد ضحايا انقلاب شباط الأسود

عبد القادر العيداني

انتصرت محكمة القضاء الإداري لأحد ضحايا انقلاب 8 شباط الأسود 1963، بعد حكمها لصالح المناضل عادل سليمان الربيعي، إثر دعوى قدمها للشمول في قانون مؤسسة السجناء السياسيين عقب رد طلبه من قبل المؤسسة.

ولاحظت المحكمة في قرارها، كتاب وزارة الثقافة/ دار الكتب والوثائق المرقم (4465) في ٣٠/ ١٠/ ٢٠١٩ ومرفقاته التي تشير الى الحكم على المدعي من قبل المجلس العرفي العسكري بتاريخ ٢۸ / ٧ /١٩٦٤ بالأشغال الشاقة المؤبدة وتم تخفيضها الى عشر سنوات وإيداعه في سجن (نقرة السلمان)، قبل الإعفاء عنه برفقه عدد من السجناء، عمّا تبقى من مدد محكوميتهم وإطلاق سراحهم في 1968.

وحيث ان البند (أولا) من المادة (5) من قانون مؤسسة السجناء السياسيين رقم (4) لسنة ٢٠٠٦ ينص على (تسري أحكام هذا القانون على السجين والمعتقل والسياسي ومحتجزي رفحاء من العراقيين وفقا لما يأتي: 1- للمدة من (٨ / ٢ / ١٩٦٣) ولغايـة (١٨/ ١١/ ١٩٦٣) وحتـى اطـلاق سراحه علـى ان لا يكـون لديـه قيـد جـنـائي. وثبت لدى المحكمة ان تاريخ توقيف المدعي تقع ضمن النطاق الزماني لسريان قانون مؤسسة السجناء السياسيين رقم (4) لسنة ٢٠٠٦ واستمر لحين صدور الحكم عليه وشموله بالعفو، وحيث ان المدعي قدم ما يثبت ادعاءه بدليل كتابي وبينة شخصية معتبرة قانونا، لذا تقرر بالاتفاق الغاء قرار هيئة الطعن المرقم (١٣٧٣٦ / 44485 / هـ ط / ٢٠٢١) في ٣١ / ۱۰ / ۲۰۲۱، واعتبار المدعي سجين سياسي للفترة من ٢ / ٤ / ١٩٦٣ ولغاية ٢٨ / ٨ / ١٩٦٨ وتحميل المدعى عليـه إضافة لوظيفتـه الرسـوم.

 **************

بسام محي: سلام عادل قاد الحزب في النضال البطولي ضد الدكتاتورية

النجف – طريق الشعب

قال نائب سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي الرفيق بسام محيي، ان “الشهيد سلام عادل باق في قلوبنا وعقولنا بألفته العصّية على الغياب، وبخصال يحار المرء في ما يجترح من مآثر كي يتمثلها، بصيرة حكيم زهت في سماحة مفكر، وصمود موقن امتزج بوداعة الطيور، ودأب متعلم ترافق مع نضج المعلم، وحماسة شباب عكستها إناة بحّار عركته العواصف. جاء ذلك خلال القائه كلمة اللجنة المركزية للحزب في مهرجان الشهيد سلام عادل الخامس الذي أقامه الحزب يوم الخميس الفائت في محافظة النجف الذي استمر لمدة يومين بحضور شعبي ورسمي واسعين. وجاء في الكلمة التي ننشر نصها في الصفحة الثالثة، أن الرفيق سلام عادل قاد الحزب في النضال البطولي ضد الدكتاتورية وضد الحرب الشوفينية في كردستان، ومن أجل الديمقراطية حتى شباط 1963 حين أطبقت مقصلة الفاشست على الوطن، وأفقدته إبنها البار سلام عادل في الأسبوع الأول من اذار، العام نفسه.

 ***************

راصد الطريق.. هل منافذ الفساد في تناقص؟!

أعلنت هيئة النزاهة، يوم أمس السبت، إحصائية بعدد عمليات الضبط التي نفذتها خلال شهر شباط الماضي.

النشر يكاد يكون يوميا عن مثل هذه العمليات، فقد اعتاد المواطن على سماعها ولم تعد تثير عنده الا القليل من الاهتمام، لانه صار يعرف اين ينتهي مصير من توجه لهم تهم الفساد، حتى بعد صدور احكام قضائية. ولن يغير من الموضوع شيئا حتى تلك الإحصائيات المعلنة عن عدد المسؤولين الذين يتم استقدامهم او صدور حكم قضائي بهم.

وربما أضيفت الان منافذ جديدة للفساد مثل تلك المتعلقة بتوزيع الأراضي والتعيينات العشوائية للدرجات الخاصة وغيرها والمضاربات بشأن الدولار والمتاجرة به في المطارات، وكذلك ما رافق “مهزلة القرن” من إجراءات والإحجام عن فتح ملفات فساد رئيسة معروفة. 

ومهما كانت نوايا الحكومة الراهنة وهيئة النزاهة فان المعيار الحاكم والحاسم يبقى هل جرائم الفساد في تناقص؟ وهل تم الحد منها؟ ما تعلنه هيئة النزاهة من احصائيات لا يشي بذلك حتى الان!

 **************

الصفحة الثانية

الموارد المائية: خزين العراق المائي لا يتجاوز 7,5 مليار متر مكعب

بغداد ـ طريق الشعب

وصف المتحدث الرسمي لوزارة الموارد المائية علي راضي ثامر، امس السبت، الوضع المائي في العراق بأنه الأصعب منذ ثلاثينيات القرن الماضي.

وقال راضي في تصريح متلفز إن “الوضع المائي والخزين المائي تحديدا في وضع حرج جدا، باعتبار ان مستوى الخزين في خزاناتنا منخفض بشكل كبير”، مبينا ان “مجموع الخزين المائي الحالي يتراوح بين 7 و 7.5 مليار متر مكعب، فيما كان في عام 2020 بين 55 و 60 مليار متر مكعب”.

واوضح أن “أسباب انخفاض الخزين المائي هو تتابع المواسم الشحيحة حيث أن هذا رابع موسم شحيح يمر علينا، فضلا عن قلة الايرادات المائية خصوصا من الجانب التركي وانحباس الامطار والتغيرات المناخية كلها عوامل ادت لانخفاض الايرادات المائية لأننا كنا نضطر لاطلاق كميات من الخزين المائي لتلبية المتطلبات اليومية”.

واشار الى ان “هذه السنة المائية الحرجة يمكن وصفها بأنها اسوء سنة منذ ثلاثينات القرن الماضي”.

 *************

اضاءة.. من ينتصر لحقوق شعبنا في مياهه؟!

محمد عبد الرحمن

أعلن العراق، أخيرا، عن تقديمه طلبا إلى تركيا بشأن الإطلاقات المائية المطلوبة في نهري دجلة والفرات؛ إذ تشير تقارير نشرت اخيراً بشأنها الى ان الكميات المطلوبة هي بحدود ٩٠٠ متر مكعب بالثانية، موزعة ٥٠٠ م٣ من نهر الفرات و٤٠٠ م٣ من نهر دجلة، ويفترض البدء بذلك اعتبارا من ٥ آذار ٢٠٢٣، ولم يعرف الموقف التركي لحينه!

يذكر ان إيرادات العراق المائية التاريخية كانت أكثر من ٧٠ مليار متر مكعب، وظلت تتراجع لعدة عوامل في مقدمتها سدود تركيا في حوضي نهري دجلة والفرات، وإجراءات إيران أحادية الجانب التي حرمت العراق من مياه ٤٢ نهرا ورافد، إلى ان وصل الاحتياطي المائي الآن إلى ٧ مليارات متر مكعب فقط.

وهذا النقص الحاد في المياه أوصل الأمور الى نقاط حرجة. وبات موضع شك ليس فقط عدم القدرة على توفير المياه الى الزراعة وري المحاصيل الشتوية والصيفية، بل وحتى إمكانية توفير مياه الشرب وخاصة في محافظات جنوب الوطن.

وفي هذه الظروف المقلقة حيال شح المياه الجدي، تتواصل مشاريع الاستحواذ على أراضٍ صحراوية واجبارها على ان تتقبل زراعتها. وفي ذلك تجاوز كبير عليها كون الكثير من تلك المساحات مناطق رعوية، إضافة الى الاستغلال المفرط وغير المسؤول للمياه الجوفية وحفر الآبار العشوائي.

الى جانب هذا كله، تعلن الحكومات ـ في استعراض مكشوف وواضح ـ عن مشاريع سكنية من دون تخطيط راهن ولا مستقبلي، ومن دون التساؤل عن توفر الإمكانية الفعلية لتوفير الخدمات اليها، ومن ذلك وفي المقدمة الكهرباء والماء الصالح للشرب. 

الشيء اللافت في طلب الحكومة أنها خصت تركيا بالطلب، ومن دون ان تقدم طلبا مماثلا الى إيران والمعروف دورها في صنع مشكلة شح المياه في العراق التي يقول مسؤولوها ـ ليل نهار ـ انهم حريصون على تمتين اوثق العلاقات مع العراق وشعبه. وفي الأثناء حملت الأخبار بان العراق قد حصل على موافقات أمريكية للإفراج عن ٥٠٠ مليون دولار الى ايران لسداد جزء من ديونها المستحقة على العراق، جراء شراء الكهرباء والغاز منها، علما ان بحدود ٣٥ في المائة من مياه دجلة تأتي من ايران!

وبالعودة الى اصل الطلب العراقي الى تركيا: فهل امام هذا الوضع المائي المزري باتت مثل هذه الطلبات مجدية؟ وهل دول الجوار لا تعرف حاجات العراق؟

وعلى الرغم من كل ما الحقته تركيا وايران من أضرار فادحة بالعراق وشعبه، تصر الحكومات المتعاقبة على رفع نسب التعامل التجاري معهما، لدرجة أن كهرباء العراق باتت مرتهنة بإرادة ومواقف ايران، والسياسية منها قبل كل شيء، فيما تقول مصادر ان حجم استيرادات العراق من تركيا تجاوز ٢٠ مليار دولار شهريا، والحبل على الجرار!

فهل تريد إيران من العراق الاستمرار في دفع فاتورة العقوبات الأمريكية عليها؟ وتريد تركيا ان توصلنا الى الحال الذي نقايض فيه برميل النفط ببرميل الماء، وهو ما ردده ويردده عدد من مسؤوليها سابقا وحاليا؟

وإذا كانت هذه الدول تراعي مصالحها وتسخر إجراءاتها لخدمة مواقفها السياسية وامنها القومي، فمن يؤمن لنا مصالح بلدنا ويحميها؟ ولا نظن ان منظومة حكم قائمة على المحاصصة والتوافقات الطائفية والقومية، تكون قادرة على فعل ذلك، فهذه المنظومة ومن يرعاها ويدعمها هي الأخرى تقدم مصالحها على مصالح البلد وامنه واستقراره، وتساوم حفاظا على نفوذها وسلطتها على حقوق شعبنا.

 *****************

وقفات نسوية في بغداد والبصرة بالضد من تعنيف المرأة.. تظاهرات غاضبة في ذي قار احتجاجاً على الجفاف

بغداد ـ طريق الشعب

شهدت عدة محافظات عراقية، خلال الأيام الماضية، احتجاجاتٍ مطلبية، نددت بسوء الخدمات وفشل الحكومة في معالجة أزمة الجفاف التي تضرب نهري دجلة والفرات، فيما نظمَ محتجون في محافظة ذي قار، اعتصاماً مفتوحاً أمام إحدى الدوائر الحكومية من أجل إنقاذ نهر “أبو لحية” في قضاء الإصلاح، شمال المحافظة.

وشهدت العاصمة بغداد، وقفات نسوية، بمناسبة الثامن من آذار، يوم المرأة العالمي، حيث طالبت عدة ناشطات بضرورة سن قوانين تحمي المرأة العراقية، وحقوقها، فضلاً عن انصافها داخل المجتمع. 

الجفاف يهدد حياة الآلاف

وتظاهر العشرات من أهالي قضاء الإصلاح شرقي محافظة ذي قار، بسبب شح المياه الذي ضربَ مناطق واسعة من المدينة.

وقال مراسل “طريق الشعب”، إن “أهالي قضاء الإصلاح في محافظة ذي قار، نظموا تظاهرات غاضبة خلال يومي الخميس والجمعة تخللها إغلاق للطريق الرئيسة الرابطة بين القضاء ومحافظة ميسان، احتجاجاً على توقف محطات تصفية المياه نتيجةً لجفاف نهر أبي لحية”، مشيراً إلى أن الأهالي نظموا اعتصاماً مفتوحاً أمام مبنى القائممقامية في القضاء، لحين الاستجابة لمطالبهم المتعلقة بإيجاد حل لمشكلة الجفاف”.

وذكر المتظاهر ميثم أحمد لـ”طريق الشعب”، أن “نهر (أبو لحية) الذي يمثل شريان الحياة لقرابة 60 الف مواطن يقطنُ القضاء الذي يعاني الجفاف، نتيجةً لانحسار المياه القادمة من دول المنبع، فضلاً عن تجاوزات المناطق في صدور النهر، الأمر الذي فاقم من هذه المشكلة في ظلِّ عجزٍ حكوميٍّ وأمنيٍّ في رفعِ هذه التجاوزات، وضمان إطلاقات مائية كافية”.

فك الارتباط

من جانبهم، نظّمَ العشرات من موظفي فرع توزيع كهرباء محافظة ذي قار، وقفةً احتجاجيةً تطالبُ بفكِ ارتباط الدائرة عن محافظة البصرة وتحويلها إلى مديريةٍ عامة.

وقال أحد المشاركين في الوقفة محمد ميس، إن “هذا المطلب سيسهم في تطوير الخدمات وتلافي الروتين الحالي”، مشيراً إلى أن “موظفي الدائرة يعانون من الكثير من المشاكل، ومنها: الرواتب وتجهيز المواد والآليات بجميع احتياجاتها، الأمر الذي يتطلب تدخل الجهات الحكومية وأعضاء البرلمان لتحقيق هذه المطالب من خلال ضمِّ شمال الناصرية، ومركز المحافظة، ومحافظة المثنى في مديريةٍ واحدةٍ يكون ارتباطها بوزارة الكهرباء”.

من جهتهم، نظّمَ العشرات من طلبة معهد الصحة العالي، وقفةً أمام دائرة صحة ميسان، احتجاجاً على تعرّض أحد أساتذتهم للإهانة من قبل طبيب في أحد مستشفيات المحافظة.

وأشار الطلبة إلى أنهم يقفون احتجاجاً على إهانة أساتذتهم، وبالتالي الإهانة يعتبرونها موجهة لهم، مطالبين بحسنِ التعامل كونهم يمارسون جزءاً من دراستهم في المستشفيات الحكومية، والتي يجب أن تتوفر فيها المعلومة والاحترام لهم.

الى ذلك، تظاهر المئات من أبناء المكون المسيحي في بلدة قره قوش، مطالبين بفك ارتباط فوجهم برئيس حركة بابليون ريان الكلداني.

وقالت ابرشية الموصل للسريان الكاثوليك عبر صفحتها الرسمية على فيسبوك بمنشور مقتضب، إن “تظاهرات عارمة أمام باب مطرانية الموصل للسريان الكاثوليك في قره قوش للاستنجاد براعي الابرشية لحل المشاكل التي تواجه الفوج 13 في اللواء 50 ضمن الحشد الشعبي”.

فعاليات 8 آذار

وفي مناسبة الثامن من آذار، نظمت عدد من الناشطات المدنيات في محافظة البصرة، وقفةً تحت شعار “كرامة المرأة استحقاق لا استجداء”، للتذكير بحقوقهن، وللاحتفاء بيوم المرأة العالمي.

وقالت الناشطة المجتمعية استبرق الشو علي، إن “هذه الوقفة لا تعتبر احتفالاً بل احتجاجاً ضد القوانين التي تحد من حق المرأة، كغسل العار وتزويج المغتصبة”، معتبرةً أنهُ “ولغاية الآن لم تتمكن القوانين والتشريعات من حماية المرأة من العنف الأسري”.

أمّا الناشطة النسوية هيلين الحسين، ذكرت أن “عيد المرأة هو يوم للنضال النسوي على مرّ التاريخ، على الرغم من المساعي لإبقاء المرأة مهمشة وعاجزة، وتقويض حرية رأيها”.

كما شهدت العاصمة بغداد، وقفةً احتجاجيةً شارك فيها العشرات من المواطنين، حملت ذات المطالب والشعارات الخاصة بمناسبة يوم المرأة العالمي.

 ********************

منظمات المجتمع المدني تعترض على الآلية النيابية لاختيار مجلس مفوضي حقوق الإنسان

بغداد ـ طريق الشعب

اعترضت المنظمات الحاصلة على الصفة الاستشارية لدى للأمم المتحدة، على آلية  اختيار لجنة خبراء مختصة، ومكلفة  باختيار مجلس المفوضين للمفوضية العليا لحقوق الإنسان.

وقالت المنظمات في بيانٍ لها، إن “الآلية التي اعتمدها مجلس النواب في اختيار لجنة مكلفة باختيار مجلس المفوضين للمفوضية العليا لحقوق الإنسان، تشكلُ خرقاً للدستور العراقي”، مشيرةً إلى “تهميش دور منظمات المجتمع المدني وحرمانها من حق  المشاركة في لجنة اختيار أعضاء مجلس المفوضين، حتى بدون أي استشارة مع الأمانة العامة لمجلس الوزراء – دائرة منظمات غير الحكومية- بوصفها جهةً مرجعيةً لترشيح أسماء منظمات إلى رئاسة مجلس النواب”.

وأشار البيان إلى أن “‌تشكيل المفوضية وفق مبدأ المحاصصة الحزبية والعرقية والطائفية، التي تمثل تشكيلة مجلس النواب نفسه، بعيداً عن معايير الشفافية والاستقلالية، والتعددية، والكفاءة، والمساءلة الواردة في إعلان باريس”.

وأوضح أنهُ “‌خلال الدورتين لتشكيل مجلس المفوضية، شارك في كل دورة اثنان من زملائنا في منظمات المجتمع المدني في لجنة الخبراء التي تتولى اختيار المرشحين لمجلس المفوضية”، مبيناً أن “تسعة منهم من أعضاء مجلس النواب من كتل سياسية متنفذة، وممثل واحد عن مجلس الوزراء، وآخر عن مجلس القضاء الأعلى، وممثل عن مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في العراق الذي تحول إلى مراقب”.

وأكد البيان أنهُ سبق أن أبرقت المنظمات المدنية “رسالة إلى مجلس النواب في عام 2016، عبرت فيها عن استيائها وتحفظها على اختيار اللجنة التي يغلب عليها الصفة السياسية والحزبية، وتخلو من التخصص والخبرة في مجال حقوق الإنسان”، لافتاً إلى أن “الرسالة تضمنت المطالبة بإعادة النظر في تشكيل اللجنة بطريقة تعكس المشاركة الحقيقية للفئات المذكورة في قانون المفوضية، واختيار الشخصيات المهنية والخبراء والأكاديميين لعضوية اللجنة، بعيداً عن المحاصصة السياسية والطائفية والقومية”.

وذكرَ أن “أبرز ما أشارت إليهِ رسالة ممثلي منظمات المجتمع المدني في لجنة الخبراء المقدمة إلى لجنة مؤسسات المجتمع المدني النيابية مؤرخة في 10 تموز 2017، عن عمل لجنة الخبراء، كانت وفق الآتي:

أ – تحجيم دور ممثل بعثة الأمم المتحدة لاجتماعات اللجنة، ليكون بصفة مراقب لا يملك حق التصويت بعد تعديل قانون المفوضية في 2017،  وقد ترتب على ما تقدم امتناع الممثل عن المشاركة في أعمال لجنة الخبراء. وقد أشار إلى ذلك الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في كلمتهِ أمام مجلس الأمن الدولي في 22 أيار 2017.

ب- ما خلصت إليهِ العملية كانت نتيجة الاختيار النهائي من تسمية مرشحين يمثلون الكتل والأحزاب السياسية الممثلة في لجنة الخبراء دون غيرهم، وهو دليل دامغ على المحاصصة الحزبية لمقاعد المجلس، بعد هيمنة ممثلي مجلس النواب على اللجنة وعلى سلطة القرار، لامتلاكهم الأغلبية، عبر إهمالهم اعتراضات ممثلي مجلس القضاء، والأمم المتحدة، والمجتمع المدني و ممثل مكتب رئيس الوزراء.

ج- في الاجتماع الأخير للجنة الخبراء طرح ممثلا منظمات المجتمع المدني “إعادة النظر بعملية المقابلات كاملة وإيجاد آلية جديدة، أو تقديم استقالتنا والامتناع في التصويت. إلا أن غالبية أعضاء اللجنة أصروا على المضي بالتصويت للمصادقة على أعضاء المفوضية الجديدة، بغياب ممثل مجلس القضاء الأعلى، مما اضطرنا إلى تقديم استقالتنا قبل إجراء عملية التصويت، لقناعتنا أن هيكلية المفوضية الجديدة قد فقدت الكثير من حياديتها واستقلاليتها، وأن عملية الاختيار هذه ستؤثر على تصنيفها الدولي، ويعطي عدم ثقة واطمئنان بالعملية الديمقراطية في العراق على المستوى الدولي”.

وشدد البيان على أن “الإصرار على  هكذا عملية اختيار، الذي يؤكد نهج المحاصصة بين الكتل السياسية على المناصب، ستجعل كل الكفاءات العراقية المستقلة والمهتمة بالشأن العام، تنأى بنفسها عن التقديم للجان أو مفوضيات وهيئات مستقلة. وهو ما أكد مخاوفنا منذ البداية عندما انخفض عدد المرشحين للمفوضية العليا لحقوق الإنسان من أكثر من ثلاثة آلاف مرشح في الدورة الأولى إلى أقل من خمسمائة في الدورة الثانية”.

وختمت المنظمات بيانها بالإشارة إلى “تفاقم حالات انتهاك حقوق الإنسان، ما يحتاج إلى إرادة سياسية حقيقية، باختيار مجلس المفوضين من شخصيات مستقلة ذي كفاءة و مهنية، و تنهض بالمفوضية وفق القانون”.

وطالبت المنظمات “رئيس وأعضاء مجلس النواب مراجعة  القرار والسعي نحو اختيار ممثلين للجنة، بالتشاور مع جهات أصحاب المصلحة و المختصة، و أن تكون اللجنة تحظى بآليةِ توزيع عادل بين الجهات، ويكون للمنظمات حق الحضور في اجتماعات اللجنة، و مراقبة عملها في اختيار مجلس المفوضين القادمة”.

وحمل البيان تواقيع منظمات:(منظمة النجدة الشعبية، الجمعية العراقية للدفاع عن حقوق الصحفيين، المنظمة العالمية لحقوق الإنسان، منظمة الشفاء الإنسانية، منظمة صحارى للتنمية  الاقتصادية، مؤسسة بارزاني الخيرية، منظمة الشباب العالمي، الجمعية الهندسية للتطوير والبيئة، منظمة بلا حدود الإنسانية، منظمة شباب الجنوب، منظمة جسور الشبابية، جمعية إعمار و تطوير كردستان، الجمعية الطبية العراقية الموحدة، مؤسسة روانكة، مركز حقوق الإنسان في العراق، جمعية الأمل العراقية).

 ***************

الشاعر الكبير  حمزة الحلفي المحترم

تلقينا بألم وأسىً كبيرين، خبر وفاة ولدكم الشاب الحسن حمزة الحلفي، بحادث مؤسف.

نقدّمُ لكم تعازينا ومواساتنا الحارة في هذا المصاب والفقدان الصعب، متمنين لكم وللعائلة الكريمة الصبر الجميل والسلوان، وللفقيد دوام الذكر الطيب.

المكتب السياسي

الحزب الشيوعي العراقي

11-3-2023

 *************************

الصفحة الثالثة

كلمة اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي في مهرجان الشهيد سلام عادل:

مقيماً في قلوبنا وعقولنا

الحضور الكريم

الرفيقات والرفاق الأعزاء

يسعدني بأسم قيادة وكوادر وقواعد حزبنا الشيوعي العراقي وبأسم جماهيره وانصاره، أن أحييكم وأشكر حضوركم التضامني هذا، ونحن نحيي الذكرى الستين لإستشهاد قائد حزبنا وسكرتيره الأول حسين أحمد الموسوي (سلام عادل) ومجموعة من رفاقه، على يد حفنة من البغاة الفاشست، ذلك الإستشهاد الذي مثل ملحمة بطولية ومأثرة صمود مدهشة، وجاء تتويجاً لحياة ثرة وغنية بالعبر والدروس، رغم قصرها.

مضت ستون عاماً، أيها الأحبة، كوميض برق في ليلة صيف رغم كل المحن والجراح، وأبقت سلام عادل مقيماً في قلوبنا وعقولنا، بألفته العصّية على الغياب، وبخصال يحار المرء في ما يجترح من مآثر كي يتمثلها، بصيرة حكيم زهت في سماحة مفكر، وصمود موقن إمتزج بوداعة الطيور، ودأب متعلم ترافق مع نضج المعلم، وحماسة شباب عكستها أناة بحّار عركته العواصف.

ستون عاماً مضت، ولما يزل المؤرخون والسياسيون والمراقبون، في دهشة وغبطة، وهم يستذكرون كيف صار سلام عادل، ذاك الفتى العراقي النجفي النحيل، ملاذاً من الوجع والحزن المستديم، في ظل القهر والقمع الذي ساد العراق، ونوراً في عتمة خانقة سببتها الخلافات العميقة بين أطراف الحركة الوطنية، وتوازناً في شتات اللاجدوى التي عاش رفاق الدرب حينها، وثقة بالنفس تذكي جذوة الفعل في أية لحظة نكوص. وكيف أثمرت جهوده وجهود رفاقه، في إعادة الوحدة لصفوف الحزب وتوسيع قاعدته الجماهيرية وتمتين لحمته التنظيمية ورسم استراتيجيته وتكتيكاته، التي إكتسبت شرعيتها في الكونفرنس الثاني الذي انعقد في أيلول عام 1956، وبمبادرة وقيادة الشهيد سلام عادل.

وكان بديهيا أن تحظى السياسة الوطنية الديمقراطية للحزب وهو موحد الصفوف، بمساندة أوسع وأشمل من جانب الجماهير، التي تعززت نضالاتها من أجل اسقاط النظام الملكي الرجعي، فتوحدت القوى الوطنية في (جبهة الاتحاد الوطني) عام 1957 بجهود كبيرة للشهيد، لعبت دورا حاسما في تهيئة مستلزمات الانتصار لثورة 14 تموز 1958.

وبعد الإنتصار، قاد الرفيق سلام عادل بكفاءة نشاط اللجنة المركزية في ظروف المد الثوري العارم واتساع تنظيمات الحزب وتعاظم نفوذه وامتداد نشاطه وتنظيمه في ربوع الوطن. وفي أواسط 1962 عاد الشهيد الخالد الى العراق سراً، بعد سفرة عمل الى الإتحاد السوفيتي، رغم المخاطر التي كانت تحيط بعودته. وزاول نشاطه كسكرتير أول للجنة المركزية، وخاض مع رفاقه الاخرين نضالا مبدئيا باسلا ومفعما بالشعور بالمسؤولية تجاه مصلحة الحزب والحركة الوطنية والاممية البروليتارية. وقاد الحزب في النضال البطولي ضد الدكتاتورية وضد الحرب الشوفينية في كردستان، ومن أجل الديمقراطية، حتى شباط 1963 حين أطبقت مقصلة الفاشست على الوطن، وأفقدته إبنها البار سلام عادل في الأسبوع الأول من اذار، العام نفسه.

على الصعيد الشخصي والاجتماعي والإبداعي، بقي الجميع يستذكرون السلوك الانساني المتميز للشهيد الخالد سلام عادل وقيمه الأخلاقية الجميلة، إختراقه لعتمة الجهل بكوى متنامية من زرقة طليقة، من حنان لا ينضب، من كبرياء مفعم بالتواضع، وانتماء صوفي للشعر والفن، للصدق وللأرض ولناسها الطيبين.

الحضور الكريم

الرفيقات والرفاق الأعزاء

تمر الذكرى الستون لإستشهاد الخالد سلام عادل ورفاقه الأماجد، وبلادنا تمّر في أوضاع معقدة جراء تداعيات الازمة  البنيوية التي تعصف بها على مختلف الصعد، والمتجسدة في حكومات منظومة المحاصصة والفساد، التي شوهت بنهجها وادارتها الديمقراطية وخربت مؤسساتها واضعفت هيبة الدولة وقوة القانون وكرست انفلات السلاح، وحمت الفاسدين والفاشلين، وحفزت على الترهل واللاأبالية والبيروقراطية والتجاوز على حقوق المواطنين وحرياتهم، وتأجيج الصراعات العبثية والنزعات البدائية. كما عجزت هذه المنظومة عن تبني إستراتيجية اقتصادية وطنية علمية، واطلقت العنان لاقتصاد السوق والخصخصة، وأدخلت البلاد في ازمة اقتصادية، وحطمت ما كان قد تبقى لها من قدرات في الإنتاجين الزراعي والصناعي.

وكان طبيعياً أن يؤدي ذلك كله الى إرتفاع معدلات البطالة لتشمل ثلث شباب البلاد وأن يعيش ربع الشعب تحت مستوى الفقر، في ظل ارتفاع جنوني في الأسعار، وغياب واضح للخدمات الأساسية كالتعليم المجاني الجاد والرعاية الصحية الحقيقية والمجانية، وطاقة كهربائية مستقرة وطرق معبدة ومياه صالحة للشرب، وسكن يليق بشعب تكتنز أرضه خيرات كبيرة.

وفيما يتعزز دور الفئات البيروقراطية والطفيلية والكومبرادورية في البلاد، وتتسع الهوة بين ثرائها الفاحش، وبين جوع الغالبية الساحقة من العراقيين، التي ترزخ تحت وطأة الفقر والجوع والمرض والحرمان والبطالة، يواصل التحالف الخطير نهب البلاد وتخريب كل شيء لصالح ديمومة هيمنته، مشرعاً الأبواب للتدخل الخارجي في شؤون بلادنا على حساب سيادتها واستقلالها وقرارها الوطني المستقل.

وبديهي أن تتطلب هذه المأساة، تحركاً جاداً ودؤوباً من قوى شعبنا الخيّرة كافة، التي يهمها انقاذ الوطن مما هو فيه، وفي طليعتها حزبنا والتيار الديمقراطي وقوى التغيير الديمقراطية ومختلف القوى والشخصيات الوطنية، وأن تعمل على تعزيز العمل  الوطني والديمقراطي، وبلورة معارضة  مدنية - ديمقراطية  وشعبية واسعة  لمنهج الحكم الحالي، ولمنظومة المحاصصة والفساد، ولفتح الآفاق للسير على طريق التغيير الشامل وبناء دولة المواطنة والديمقراطية الحقة والعدالة الاجتماعية .

ويأتي في هذا السياق تفعيل الحراك الاحتجاجي والجماهيري والمطلبي، ومواصلة الضغط الشعبي لتهيئة ظروف ومستلزمات التغيير، وفي مقدمتها تعديل موازين القوى لصالح الشعب، عبر انتخابات حرة ونزيهة تمثل إرادة العراقيين جميعا، وتجرى وفق قانون انتخابي عادل ومنصف وبمفوضية مستقلة حقاً، وبتطبيق قانون الأحزاب السياسية، وبعيداً عن السلاح المنفلت والمال السياسي وشراء الذمم والولاءات، إضافة الى إجهاض كل مساعي التضييق على الحريات العامة ومصادرة حرية الرأي والتعبير والتظاهر والاحتجاج السلمي.

كما لابد من الضغط على الحكومة للإيفاء بوعودها التي أطلقتها في البرنامج الحكومي، وحل أزمة صرف الدولار والإرتفاع الجنوني في الإسعار، وتوجيه الموارد المالية نحو إيجاد ركائز دائمة للتنمية المستدامة، والتقليل التدريجي من الاعتماد على الريع النفطي، وتنمية القطاعات الإنتاجية لاسيما الزراعية والصناعية، إضافة الى دعم كل الجهود لمنع عودة الإرهاب ومحاولات تأجيج النعرات الطائفية، وتوظيفها في الصراع والمنافسة السياسيين.

المجد كل المجد لسلام عادل ورفاقه والخزي والعار لقتلتهم من الفاشيين.

لنرفع أصواتنا جميعاً من اجل إنصاف هؤلاء الشهداء الخالدين وعوائلهم عبر ادانة انقلاب 8 شباط  الاسود رسميا، وإعتبار من أهدرت دماؤهم في زمنه، من كل ابناء شعبنا العراقي، شهداء للوطن، واعتبار الآلاف من المسجونين والمحتجزين والملاحقين تعسفا، ضحايا مغدورين، ورد الاعتبار القانوني الكامل للجميع، وإطلاق أسماء الشهداء على الشوارع والساحات العامة والحدائق وإدخال نصوص في المناهج المدرسية تتعلق بالانقلاب وتوضح حقيقته وطبيعته، لتعرف الأجيال الشابة تاريخ بلدها، وتستلهم ممن قاوموا الفاشية دروس الوطنية، وتتشرب بقيم الديمقراطية والعدالة والسلام، فضلاً عن تخصيص فعاليات مناسبة في ذكرى الانقلاب في برامج إعلام الدولة.

أيها الأحبة

لنناضل معاً من اجل التغيير الشامل وقيام دولة ديمقراطية تضمن العدالة الاجتماعية. والسلام عليكم..

 *******************

العراق في الصحافة الدولية

ترجمة وإعداد: طريق الشعب

مازال العراق بعيداً  عن الديمقراطية

في الذكرى العشرين لبدء الغزو الأمريكي للعراق، كتب غويلاومي ديغامي مقالاً لموقع “المونيتور”، أشار فيهِ إلى إنه ورغم نجاح الغزو في إسقاط نظام صدام حسين، إلا أن البلد الغني بالنفط ما زال يعاني من ندوب جروح عميقة بسبب الصراع، وأنه بعيد عن الديمقراطية الليبرالية التي أرادتها لهُ واشنطن، فيما بقيت في الذاكرة ضربات (الصدمة والرعب) وذكريات سنوات من الاضطرابات الطائفية، وقرارات تفكيك الدولة والجيش، فضلاً عن الفوضى وبروز ما يسمى (تنظيم الدولة الإسلامية)، وهيمنة عدوة واشنطن اللدودة إيران على المشهد. 

وذكّر الكاتب بفشل واشنطن وأقرب حليفاتها، لندن، في العثور على أسلحة الدمار الشامل، التي كانت مبرّرًا للحرب، ومغادرتها العراق في نهاية المطاف، وهو غير مستقر رغم تحررهِ من الدكتاتور. وعزا ديغامي سبب هذا الفشل لعدم قدرة الولايات المتحدة على فهم طبيعة المجتمع العراقي والنظام الذي أطاحت به.

وأشار المقال إلى أن هناك من يعتقد بأن بناء الديمقراطية يستغرق وقتاً، فلا يمكن خلق مدينة فاضلة بين عشية وضحاها. غير أن مراجعة ما حدث بعد الغزو، تؤكد بأنّ ثمارهُ كانت مرّة، حيث قتل أكثر من 100 ألف عراقي وما يقرب من 4500 أمريكي، وخربت القاعدة المادية، واحتلت عصابات إرهابية وحشية ثلث مساحة البلاد، قبل أن يتم التخلص منها بتضحياتٍ كبيرة.

وحول واقع اليوم، رأى الكاتب بأنّ سنوات العنف قد أحدثت تغييرات عميقة في المجتمع، وأضرّت باللحمة الوطنية التي عُرفَ بها العراق، المتعدد عرقياً ودينياً، مشيراً إلى حملة الإبادة الجماعية التي ارتكبها الإرهاب ضد الإيزيديين والهجرة الاضطرارية للمسيحيين، والخلافات الحادة بين الحكومة الفيدرالية في بغداد وحكومة إقليم كردستان.

وتطرّق المقال إلى اندلاع انتفاضة تشرين 2019 التي قادها شباب عراقيون، احتجاجاً على ما يعانوهُ من مشاكل جرّاء فشل الحكومات المتعاقبة في إدارة البلاد، والفساد المستشري، والتدخلات الإقليمية الفضّة، مبيناً كيف أدى قمع الانتفاضة إلى سقوط المئات من الضحايا.

وأكد الكاتب على أن من أبرز مظاهر الأزمة في البلاد، ذات الاحتياطيات النفطية والغازية الهائلة، وجود حوالي 14 مليون إنسان تحت مستوى الفقر، وتجاوز معدل بطالة الشباب حاجز 35 بالمائة، وتكرّر الانسداد السياسي، بعد أيةِ انتخابات تشريعية، وعدم اصلاح البنية التحتية المدمرة، وانقطاع التيار الكهربائي اليومي، وندرة المياه.

الشباب ومصدر الطاقة في العراق

وعلى موقع معهد الشرق الأوسط للدراسات، كتبَ سلام جبار مقالاً أشارَ فيهِ إلى أن التطورات العالمية التي يشهدها قطاع الطاقة المتجددة، سيخلق قريباً تحديات كبيرة للحكومة العراقية الفيدرالية وحكومة إقليم كردستان، قد تكون في منتهى الخطورة، إن فشلت الدولة في اتخاذ الخطوات الجذرية اللازمة للتكيّفِ معها، لاسيما بعد 2050، حيث من المتوقع أن ينخفض الطلب على النفط والغاز بنسبة 70 في المائة، فيما سيبلغ عدد العراقيين 75 مليوناً.

وعدّد الكاتب مجموعة من التوصيات التي ينبغي التفكير بها منذ الآن كتعزيزٍ مستوى التنسيق بين بغداد وأربيل، وتطوير قاعدة بيانات تتمتعُ بالشفافية والمصداقية، وتسهيل عمل الخريجين الشباب في قطاع الطاقة، ومساعدتهم على استيعاب التقنيات والتطبيقات الجديدة وتنفيذها، وترشيد الانفاق وبرمجة استحصال الإيرادات، وزج الطاقات الشابة في مجال الطاقة المتجددة، واجراءات انتقال الطاقة، لاسيما خريجي العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، وتوفير التدريب العلمي للشبيبة، ومعالجة الخلل في التوازن الجندري، حيث لا تتعدى نسبة النساء العاملات أكثر من 8 في المائة من عددهن كمواطنات.

ودعا المقال الحكومة الفيدرالية وحكومة الإقليم إلى العملِ معاً لوضع السياسات والتشريعات التي تساعد على حماية البيئة، دون وجود أي تأثير سلبي على الإنتاج والتنمية المستدامة، إضافة الى الإنتقال من اقتصاد ريعي وخدمي إلى اقتصاد إنتاجي، وبخطىً عاجلة وثابتة.

*************************

سلة الاخبار

«نجاح» بلا حدود!

سجل سعر صرف الدولار مقابل الدينار، ارتفاعاً مستمراً في “السوق الموازية” طيلة الفترة الماضية، حتى بلغ الفرق بينه وبين السعر الرسمي أكثر من 10 في المائة، رغم الإعلان عن اعتقال عدد من المهربين الخطرين، والتضييق المتواصل على المخالفين. وقد أثارت هذه التطورات تساؤلات عديدة، عن أسباب فشل سياسة الحكومة، سواءً في الحد من تهريب العملة أو من السرقة العلنية التي تقوم بها المصارف والشركات الأهلية للفرق بين السعرين، أو من الارتفاع الجنوني للأسعار، وما إذا كانت تهديدات وإجراءات “أولي الأمر” مجرد ذر للرماد في العيون، لأنها لم تخدم سوى المتنفذين الفاسدين، حين غسلت أموالهم وضاعفت من ثرواتهم. 

عدالة التوزيع

كشفت مؤسّسة عراق المستقبل عن ارتفاع الرواتب للعام 2022 بنسبة 3 في المائة عن العام الذي سبقه، حيث بلغت 43.67 ترليون دينار، أي ما نسبته 26.9 في المائة من مجمل الواردات. وفيما بلغت حصة قطاعات التربية والتعليم والصحة مجتمعةً 14 في المائة، فاقت رواتب المنظومة الأمنية عن 53.5 في المائة من مجمل الرواتب. وفي الوقت الذي يواصل الناس فيهِ الإشادة بما تقدمهُ وقدمتهُ قواتنا المسلحة من تضحيات جسام، فإنهم يدعون لإعادة بنائها على أساسِ عقيدةٍ وطنيةٍ وتخليصها من الفاسدين و”الفضائيين”، وإعادة توزيع الثروة بما يحقق جميع الخدمات الأساسية للناس وفي مقدمتها الأمن.

يمكن بيوم القيامة!

وجه رئيس الحكومة بتشكيل لجان تحقيقية عديدة خلال هذا الأسبوع، لكشف ملابسات الحوادث الدامية في ديالى، ولمعرفة أسباب الخروقات الأمنية التي حدثت في البلاد مؤخراً، وللتحقيق في ملابسات وفاة مواطن في بابل بعد فترةٍ من احتجازهِ على ذمة التحقيق. وحددت أوامر تشكيل اللجان مواعيد صارمة تتراوح بين 48 و 72 ساعة لتنفيذها. وبغض النظر عن مدى نجاح اللجان في حل المشاكل، بعد أن فشلت أغلبها حتى الآن في فكِ أيةِ عقدة، يتساءل الناس عن الموعد الأخير الذي حددتهُ الحكومة لتنفيذ اللجان المكلّفة بالكشفِ عن قتلة المتظاهرين أو القضاء على الفساد ؟ . 

لماذا ومن المسؤول؟

كشف وزير التربية عن تفعيل 75 مشروعاً تربوياً، كانت متوقفة لأكثر من 10سنوات، مشيراً الى وجود 106 مشروعاً آخر يجب العمل على تفعيلها. من جهتهِ صرّح الناطق باسم وزارة التخطيط عن وجود 52 مستشفى متلكئة ومتوقفة عن العمل، وأن جهوداً تبذل لتفعيل 15 منها وعلى مراحل. هذا وفيما كانت الوزارة قد أعلنت عن وجود 1452 مشروعاً متلكئاً، تصل كلفتها الى 24 ترليون دينار، تم هدر 10 ترليونات منها حتى الآن، يتجنب “أولو الأمر” الحديث عن أسباب هذه التلكؤات، وعن مسببيها، وعن حجم الأضرار الاقتصادية والاجتماعية التي نتجت عنها؛ لأنهم ببساطة لايريدون كشف تلك الأسماء؟ .

من روائح الفساد !

أعلنت هيئة النزاهة عن تقليص الحكم الصادر على المدير العام لدائرة عقارات الدولة سابقاً من عامين الى عام واحد، لسماحهِ بتجريف البساتين القائمة، بهدف إنشاء مجمعٍ سكنيٍّ لمنفعةِ شخصٍ واحد على حساب مصلحة الدولة. كما أصدرت محكمة جنايات مكافحة الفساد قراراً بحبس وزير النقل الأسبق كاظم فنجان الحمامي، لفسادٍ في عقدٍ أبرمهُ بين الشركة العامَّة لموانئ العراق وإحدى الشركات؛ لاستئجار قطعة أرضٍ في ميناء المعقل، لغرض إنشاء مجمعٍ علميٍّ، خلافاً للقانون. و أخيراً صدرت ثلاثة أحكامٍ بالحبس حضورياً بحقِّ مسؤول وثلاثة مُوظَّفين في ديوان الوقف السنيّ، في قضيةِ بيع وشراء فندق دون وجود جدوى اقتصادية منه.

************************

الصفحة الرابعة

«عشوائيات» المناطق الزراعية تتسع  والقرارات الحكومية شكلية

بغداد ـ طريق الشعب

اتسع السكن العشوائي في المناطق الزراعية بشكل كبير في السنوات الأخيرة، نتيجة لزيادة اعداد السكان، الامر الذي جعل الحكومة الحالية تفكر في “تطويب” الأراضي الزراعية، وتحويل جنسها بشكل قانوني، في محاولة لحل مشكلات قائمة، فيما يرى معماريون ان هذا القرار سيزيد من مشاكل التصميم الأساسي للمدن.

وانتشرت المنازل العشوائية بعد العام 2003، في جميع المحافظات، حيث شيد عشرات آلاف من الفقراء وذوي الدخل المحدود، منازل سكنية على أراض مملوكة للدولة.

 وتعد كل من بغداد والبصرة وكركوك وبابل والنجف من أكثر المحافظات التي تنتشر فيها العشوائيات عند مداخل المدن أو في ساحاتها العامة.

أولوية حكومية لحل أزمة السكن

وتتجه الحكومة إلى حل أزمة جنس الأراضي الزراعية وتمليكها، باعتبار أن هذا الموضوع فيه تأثيرات أبعد من مجرد السكن، ويمثل مرتكزا لأزمة السكن والهم المقلق الذي يضرب في صميم (الطبقة المتوسطة) العراقية التي تمثل عماد نمو واستقرار البلد، بحسب تصريح للمتحدث باسم الحكومة باسم العوادي، يوم 18 شباط الماضي.

وأكد المتحدث الحكومي، أن “من الضروري حل موضوع جنس الأراضي الزراعية ذات الأبعاد السكنية والسياسية والتنموية والأمنية، كخطوة رائدة أولى، ثم ستعقبها خطوات أساسية أخرى على طريق حلحلة أزمة السكن الوطني”. وجاء هذا القرار ضمن التوصيات التي اقرها مجلس الوزراء في نهاية شهر تشرين الثاني الماضي، وتضمنت تمليك الأراضي التي تم إفرازها لأغراض هذا القرار، إلى شاغليها بالقيمة التي تقدرها لجان التقدير، وعلى سبيل الشيوع كوحدة عقارية واحدة، في حال وجود مساحات تقل عن الحدود الدنيا للإفراز.

أما الشروط الواجبة على طالب التمليك، فكانت: أولا أن يكون المستفيد الفعلي للأرض وفقًا للجرودات التي تقدمها الوحدة الإدارية المعنية، بواسطة لجنة برئاسة أمين بغداد في العاصمة، والمحافظ في المحافظات وعضوية مدير البلدية ومدير التخطيط العمراني ومدير التسجيل العقاري وممثل عن وزارة المالية، ثانيا لا يجوز تمليك أكثر من قطعة لطالب التمليك، ثالثا أن يقدم طلبا إلى مديرية البلدية المعنية خلال مدة لا تتجاوز 90 يومًا من تاريخ صدور هذا القرار.

ويعلق وزير الزراعة السابق بشأن هذا القرار، قائلا ان “هذا القرار جيد وسيساهم في حل اغلب المشاكل المرتبطة بوزارة المالية”، مبينا ان “تحويل جنس الأراضي الزراعية الى سكنية داخل حدود التصميم الأساسي للمدينة او خارجه، يشمل فقط الأراضي العائدة إلى وزارة المالية”.

ويشير في حديث مع “طريق الشعب”، إلى ان “النسبة الأكبر من الأراضي المتجاوز عليها تعود لملكيات خاصة، تتضمن سند 25، فيه حق التصرف او ملك صرف، تم بيعها الى مواطنين وانشاء دور سكنية عليها”، لافتا الى ان هذا الامر يتطلب تدخلا تشريعيا لإلغاء الملكية”.

هل سترتفع الأسعار؟

ويشير الخبير الاقتصادي، عبد الرحمن المشهداني، الى وجود الكثير من التصريحات تتحدث عن ارتفاع أسعار العقارات بشكل كبير، مبينا أن “الارتفاع الذي حدث في أسعار الأراضي التي ستصبح ملكا صرفا، لن تؤثر كثيرا في أسعار العقارات في المدينة، ولن ترتفع أسعارها بشكل مبالغ”، مشيرا إلى ان هذا الارتفاع جاء بسبب جعلها أراضي ملك”.

وبشأن ما سببه هذا التجاوز من تقليص للمساحات الخضراء، يلوح الى وجود تجريف لـ أكثر من 100 دونم ارض زراعية سنويا، مشددا على ضرورة أن يأخذ القانون مجراه في منع استمرار التجريف.

وشدد على وزارة الزراعة، أن “تعمل على تعويض التجريف الحاصل، بزيادة المساحات الخضراء، عن طريق زيادة الحصص المائية وعودة التشجير”.

ستبقى عشوائية!

ويردف كلامه لـ”طريق الشعب”، أن “اغلب ساكني الأراضي العشوائية هم من أصحاب الدخل المحدود، إذ اشتروها بأسعار بخسة في وقتها، وبنوها دون تنظيم او تخطيط، وهذا ما سيجعلها أراضي عشوائية حتى بعد التمليك”.

من الصعب إعادتها لجنسها

ويرى المشهداني ان “هذه الأراضي أصبحت واقعا بعد تحويلها من ارض زراعية الى سكنية، تتلقى الخدمات من الماء والكهرباء، وخدمات البلدية، بغض النظر عن جودة هذه الخدمات، إضافة الى انها قد تكون بؤرة لعدد من المنظمات الجريمة”، معتبرا ان هذه الخطوة مهمة، لكون من الصعب تدمير هذه المنازل واعادتها لجنسها الأصلي”.

ويردف ان هذه الأراضي جرى استغلالها، نتيجة لوجود فراغ قانوني وأمني؛ اذ كان يجري تجريف الأراضي الزراعية امام نظر البلديات”.

قرار شكلي

وفي ذات الشأن يعتبر المهندس العمراني، سلوان الاغا، ان قرار 320 الخاص بتحويل جنس الأراضي الزراعية، هو قرار شكلي، كونه يحتاج الى الكثير من الإجراءات”، مشيرا الى ان إذا هذا القرار “يعتبر تلاعبا في التصميم الأساسي للمدينة”.

ويردف كلامه لـ “طريق الشعب”، ان “سكان العشوائيات هم مواطنون بسطاء وذوو دخل محدود، لذا يكون البناء بأدوات بسيطة، وبمقاييس غير مضبوطة، وهذا ما يجعل مسارات الشوارع تكون غير منظمة في الغالب”.

 وقد يؤدي هذا القرار الى تشويه شكل المدن الأساسي، غير المطبق بنسبة كبيرة، كما سيولد مشاكل إضافية، بحسب رأي الاغا.

ويوضح ان كل تصميم يجب ان يتضمن مساحات خضراء ومباني عامة ومدارس ومستشفيات وتوفير كافة الخدمات، الى جانب الطرق والشوارع المنظمة.

ويعتقد الاغا ان هذا القرار سيكون “عملية جرد لا أكثر، ولن يحل من ازمة السكن”.

 **************

الخارجون عن القانون يسرحون ويمرحون.. السلام المنفلت.. حملات أمنية لـ «شو إعلامي»

بغداد ـ تبارك عبد المجيد

أعلنت وزارة الداخلية في الخامس من اذار الحالي، اتخاذ سلسلة جديدة من الإجراءات القانونية والأمنية للحد من ظاهرة النزاعات، فيما دشنت حملات واسعة النطاق لحصر السلاح بيد الدولة، وتجريد الأهالي منه.

حكومة غير قادرة

ويرى الباحثون في الشأن السياسي، أن الحكومة غير قادرة على حصر السلاح تحت سيادتها، مؤكدين ان بقاء السلاح في إطار خارج الدولة سيؤدي الى تصنيف العراق ضمن “الدول الفاشلة”.

وكانت وزارة الداخلية قد أعلنت في وقت سابق من الشهر الثاني، عزمها المباشرة بالمرحلة الأولى لحصر السلاح بيد الدولة عبر تسجيل الأسلحة الخفيفة في مراكز الشرطة من قبل لجان مشكلة لهذا الغرض، بهدف الحد من خطورة حيازة الأسلحة بدون علم الأجهزة الأمنية.

وفي الخامس من اذار، تمكنت وزارة الداخلية من القضاء على النزاعات و(الدكات) العشائرية بنسبة كبيرة، في مختلف مناطق البلاد، بحسب ما صرح به المكتب الإعلامي للوزارة.

اما مديرية شؤون العشائر بوزارة الداخلية، فأكدت في الوقت ذاته، تمكنها من فض وإنهاء أكثر من ستة آلاف نزاع عشائري خلال الأعوام الثلاثة المنقضية، من خلال إجراءات قانونية وأمنية استهدفت مثيري النزاعات، من خلال تعاون شيوخ العشائر.

ويوم الجمعة الماضي، اعتقلت و قوات “النخبة” المرسلة من بغداد احد المطلوبين قبل ان تعود للافراج عنه بعد ساعات من اعتقاله الذي جوبه برفض عشائري وسياسي.

الحكومة عاجزة

ويعتبر الكاتب والمحلل السياسي، نظير الكندوري، ان “الإجراءات الحالية لحصر السلاح بيد الدولة، لا تعدو كونها ذر الرماد في العيون”، مشيرا الى ان “الحكومة غير قادرة على تنفيذ هذه الإجراءات من جانب “.

ويؤكد الكندوري، أن هناك من يعرقل عمليات حصر السلاح بيد الدولة والمؤسسات العسكرية، كونه مستفيدا من حالة الفوضى، مضيفا أن نظام “اللا دولة”، يعتبر هو حالة مثالية تناسب توجهات المجاميع المسلحة.

ويجد الكندوري ان اي دولة تفقد سيطرتها على السلاح في بلادها “تكون دولة فاقدة للسيادة على أرضها وغير مستقلة من ناحية الإرادة السياسية”.

سلام مَن؟

وفي السياق ذاته، يقول المحلل السياسي والأكاديمي اياد العنبر، ان وزارة الداخلية وبقية الجهات المشاركة في الإجراءات، عليها ان “تحدد طبيعة وخارطة السلاح المنفلت: هل السلاح لعصابات ومافيات ام هو سلاح العشائر المنتشر في جميع محافظات العراق، ام هو سلاح تابع للأحزاب السياسية”.

ويبين العنبر في حديث مع “طريق الشعب”، انه “اذا لم يكن هناك تحديد لنوع السلاح المنفلت، فلا يمكن التوقع بوجود أي جدية من الدولة بحصر هذا السلاح الخارج عن سيطرتها”، مضيفا ان هذه النقطة يجب ان يكون عليها توضيح، حتى لا يكون مجرد شعارات سياسية”.

وينصح العنبر الحكومة بـ”ان تكون واضحة في تطبيق قانون الأحزاب، فلا يمكن أن تسمح لأي فصيل مسلح بان يشارك في العملية السياسية، وفي الانتخابات”، مردفا أن “من يملك سلاحا منفلتا خارج إطار الدولة هو جزء من العملية السياسية”.

من المتحكم؟

وبحسب مراقبين فأن المجاميع المسلحة تعتاش على استثمارات غير مشروعة في المنافذ الحدودية، واستحواذها على الأراضي العائدة للدولة وتحويلها الى سكنية، وكذلك اتهامها بتهريب النفط وغير ذلك.

ويرجع الكندوري ما يحصل الان في ديالى الى تفشي السلاح، الذي يزعزع الامن.

ضمان البقاء لمدة أطول

يذكر الناشط السياسي، مازن محبوبة ان الحكومة والقوى الداعمة لها تستخدم “سياسة العصا والجزرة، اذ من جانب تعمل على تشريع وتعديل قوانين، كقانون المحتوى الهابط، وتحريم الخمور، وكلها محاولات لأجل دوام بقائها في السلطة مدة أطول”، ومن جانب اخر، تلوح بحصر السلاح بيد الدولة.

ويرى محبوبة، أن هذا السلاح بالعادة يوجه الى الأصوات الحرة من الناشطين والصحفيين، ومن يرفضون منهجية الأحزاب المذهبية، وبالتالي نتائجه تنعكس على السلم المجتمعي، وعدم احترام مفهوم الدولة.

 *****************

المرأة في الديوانية تحتفل بعيدها

الديوانية – طريق الشعب

احتضنت “قاعة الشهيدة فوزية” في مقر اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في الديوانية، أخيرا، حفلا خطابيا - فنيا أقامته رابطة المرأة العراقية في المحافظة احتفاء باليوم العالمي للمرأة 8 آذار.

استهل الحفل بوقوف الحاضرات والحاضرين دقيقة صمت إكرام لشهيدات وشهداء الوطن. ثم ألقيت كلمة في المناسبة باسم اللجنة المحلية للحزب، من قبل نائب سكرتيرها الرفيق جواد الخفاجي.

بعدها ألقت سكرتيرة الرابطة عالية محمد، كلمة باسم الرابطة، أعقبها منسق التيار الديمقراطي في الديوانية محمد نعمة الزبيدي بكلمة باسم التيار.

وشهد الحفل فقرات شعرية وغنائية وموسيقية.

من جانب ذي صلة، أقامت الرابطة بالتعاون مع التيار الديمقراطي، حفلا في المناسبة، وذلك على حدائق إذاعة الديوانية.

وألقيت في الحفل كلمتا الرابطة والتيار، وقصائد ساهم فيها الشعراء قاسم شاتي وكاظم الزيدي وياسر الديواني.

كذلك تخللت الحفل فقرة غنائية للفنان حيدر الغالبي. فيما قامت الرسامة الموهوبة بنين البديري، برسم صورة الشهيدة رهام يعقوب.

وفي الختام، وزعت سكرتير الرابطة شهادات تقدير باسم الرابطة على النساء المتميزات.

 *************

رابطة المرأة الواسطية تحتفل بالثامن من آذار

الكوت – بشار قفطان

أقامت رابطة المرأة العراقية في واسط، حفلا في مناسبة يوم المرأة العالمي 8 آذار، وذلك على قاعة مقر الحزب الشيوعي العراقي في مدينة الكوت.

وخلال الحفل الذي حضره عدد من الرابطيات والشيوعيين، قدمت عضو الرابطة أم نور، نبذة تاريخية عن مناسبة عيد المرأة. ثم قرأت بيان رابطة المرأة العراقية الصادر في المناسبة.

 ***********

رابطة المرأة النجفية.. تهان للمعلم بعيده وللمرأة بيومها العالمي

النجف – ملاذ الخطيب

زارت رابطة المرأة العراقية في النجف، نقابة المعلمين في المحافظة، وذلك لتقديم التهاني في مناسبة عيد المعلم الأول من آذار.

وهنأت الرابطة إدارة النقابة وكوادرها. وتمنت لجميع الكوادر التعليمية التوفيق في بناء أجيال المستقبل، مثمنة دور النقابة في بناء قدرات المعلمين وتعزيز جهودهم.

ودار الحديث بين الطرفين حول قطاع التعليم، مشددين على أهمية النهوض والارتقاء به، فضلا عن تلبية مطالب الخريجين المتظاهرين.

هذا وقدمت سكرتيرة الرابطة سهاد الخطيب، لوحا تكريميا إلى نقابة المعلمين.

من جانب آخر، زار وفد من الرابطة المستشفى الوطني للأورام وأمراض الدم في النجف، لتقديم التهاني إلى الكوادر الطبية النسوية في مناسبة يوم المرأة العالمي 8 آذار.

وقدم الوفد أيضا التهاني إلى النسوة الراقدات في المستشفى، ووزع عليهن حلوى ووردا، متمنيا لهن الشفاء العاجل.

ورحبت الكوادر الطبية بزيارة الرابطة، وأشادت بمواقفها الإنسانية وتواصلها مع المستشفى في المناسبات.   

 ********************

الصفحة الخامسة

اكول.. مشاريع الأرصفة  هدر للمال العام!

حميد المسعودي

مشاريع بناء الأرصفة وإعادة هدمها وبنائها من جديد، من الظواهر السلبية التي تتكرر في بغداد والمحافظات منذ سنوات، وتلحق ضررا بالغا بالبنى التحتية وتتسبب في هدر الأموال وتزعج المواطنين وترهقهم، لا سيما في المناطق التي تنشط فيها حركة السير والتسوق أو التنزه.

فغالبا، عقب عمليات بناء أو ترميم رصيف، تكتشف الجهات المعنية أن هناك خللا في التنفيذ، من حيث تأثير المشروع على أنابيب مياه الإسالة أو المجاري أو الكابلات المدفونة في الأرض وغيرها، لتقوم بعدها بقلع الرصيف بالكامل، وتصليح الخلل، ثم إعادة بنائه.  كل من يتابع هذه المشاريع، سيجد أن الحال يتكرر، ولو دقق جيدا سيرجح أن وراء الأمر أهدافا وغايات للتلاعب بالمال العام! وفي المحصلة، ستنتهي هذه المشاريع إلى خسارة مبالغ مالية كبيرة لو استغلت بالشكل الصحيح، لساعدت في بناء مدارس أو مستشفيات أو غير ذلك من المشاريع الضرورية.

لذلك، يتطلب من الدولة متابعة أعمال بناء الأرصفة بصورة جادة، ومحاسبة الجهات التي تنفذها في حال تلكأت أو أخفقت في عملها وسببت خللا، مع تحميلها مسؤولية تكاليف المشروع، وعدم التعامل معها في مشاريع قادمة.

 **************

ارتفاع أسعار اللحوم  في الأسواق المحلية

متابعة – طريق الشعب

أبدى مواطنون من محافظتي المثنى وذي قار، امتعاضهم من ارتفاع أسعار اللحوم في أسواقهم المحلية.

ووفقا لما نقلته وكالة أنباء «شفق نيوز» عن المواطنين، فإن سعر الكيلوغرام من لحم البقر ارتفع إلى 16 ألف دينار، بعد أن كان لا يتجاوز الـ 12 ألفا. بينما وصل سعر الكيلوغرام من لحم الغنم إلى 22 ألفا، بعد أن كان بـ 14 ألفا.

ويرى متابعون أن ارتفاع سعر اللحوم سببه شح الماشية في السوق المحلية، والتوجه لاستيرادها من تركيا وإيران.

ولم يقتصر ارتفاع أسعار اللحوم على المحافظتين المذكورتين، فالعديد من المحافظات تواجه الأمر ذاته، ومنها بغداد التي وصل سعر الكيلوغرام من اللحم في بعض مناطقها، إلى 20 ألف دينار.

 *************

مواساة

  • تنعى منظمة الحزب الشيوعي العراقي في روسيا الاتحادية، صديقها حمزة مطر (أبو نزار)، الذي توفي بعد معاناة صعبة مع المرض.

كان الفقيد قد انغمر في العمل السياسي وهو في السابعة عشر من العمر، بانضمامه إلى الحزب الشيوعي العراقي عام 1961. كما ساهم في النضال الوطني والديمقراطي بشكل فعال، وتعرض لملاحقات السلطات الاستبدادية. بعدها غادر إلى فرنسا، ومنها إلى موسكو، وهناك ساهم في النشاط الحزبي والمهني. فكان مثالا يحتذى به. كما عمل مترجما في وكالة “ريا نوفستي” للأنباء.

وبقي أبو نزار على صلة بحزبه ووطنه، مشاركا في نشاطات منظمة الحزب، رغم معاناته المرضية، ووفيا ومعتزا بانتمائه لحزبه. 

  • تعزي اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في واسط الرفيق حسين علي مهدي بوفاة خالته (أم خضير).

 الذكر الطيب للفقيدة والصبر والسلوان لذويها.

  • تقدم هيأة تنظيم الحزب الشيوعي العراقي في قضاء الحي – اللجنة المحلية للحزب في واسط، التعازي والمواساة إلى عائلة المربي والمعلم المتقاعد خضير عبد العباس البدري بوفاته.

والفقيد شقيق الضابط الراحل بدر عبد العباس، واحد من الذين اعتقلوا على ايدي انقلابيي شباط 1963، والذين نقلوا عبر “قطار الموت”. كما انه شقيق نوري عبد العباس، الناشط في اتحاد الطلبة العام ابان سبعينيات القرن الماضي.

له الذكر الطيب دوما ولعائلته الكريمة الصبر والسلوان.

  • تعزي محلية الرصافة الاولى الرفيق محمد عباس البدراوي بوفاة زوجتة.

 للفقيدة الذكر الطيب و لأسرتها خالص العزاء و  المواساة.

  • تعزي اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في الرصافة الاولى، الرفيق المناضل محمد عباس البدراوي بوفاة زوجته.

للفقيدة الذكر الطيب ولأسرتها خالص العزاء.

 ****************

الدولار يخنق مشاريع الدواجن العراقية

متابعة – طريق الشعب

يواجه الكثير من مشاريع الدواجن في العراق، خطر التوقف عن العمل، بسبب تزايد تكاليف الإنتاج على إثر ارتفاع وتذبذب سعر صرف الدولار مقابل الدينار، الأمر الذي يهدد آلاف الأيدي العاملة بالبطالة.

وكان العراق يمتلك أكثر من 7 آلاف مشروع دواجن موزعة على المحافظات، لكن بسبب التراجع في مستويات الإنتاج، واستمرار عمليات التهريب وفتح أبواب الاستيراد وارتفاع أسعار مستلزمات الانتاج تماشيا مع زيادة سعر الدولار، كل ذلك تسبب في توقف الآلاف من تلك المشاريع، بواقع 3 آلاف مشروع – وفقا لدراسة أعدها جهاز الإحصاء المركزي العراقي سنة 2020.

مشاريع تعلن إفلاسها!

يقول عمار العزاوي، وهو صاحب مشروع دواجن، أنهم يشترون الأعلاف والأدوية بالدولار، بينما يبيعون منتجاتهم بالدينار العراقي، مؤكدا في حديث صحفي أن «منتجات الدواجن المستوردة أصبحت تشكل عبئاً كبيراً على المنتج المحلي، وتعيق تسويقه، كون أسعارها تنافس أسعار منتجاتنا».

ويلفت إلى أن «المشكلات المالية وغياب الدعم الحكومي وعدم ضبط السوق المحلية، كل ذلك انتهى إلى إعلان عدد كبير من أصحاب المشاريع إفلاسهم، وإغلاق مشاريعهم بعد تكبدهم خسائر مالية كبيرة».

ويتفق رئيس جمعية مربي الدواجن في كردستان، ناظم الجاف، مع ما تحدث عنه العزاوي. ويؤكد أن «عدداً كبيراً من أصحاب مشاريع الدواجن أعلنوا إفلاسهم، بسبب التغيير السريع والكبير في سعر صرف الدولار، وعدم توفير العملة الصعبة لأصحاب تلك المشاريع بالأسعار المدعومة».

إجراءات وزارية

في المقابل، تكشف وزارة الزراعة عن سعيها المتواصل لتقديم الدعم اللازم لمشاريع الدواجن، من أجل رفع مستويات الإنتاج المحلي والحد من الاستيراد.

وفي حديث صحفي، يقول وكيل الوزارة مهدي سهر الجبوري، أن وزارته عملت على اتخاذ إجراءات عدة للنهوض بقطاع الدواجن، منها «وضع تخصيصات مالية مناسبة لتوفير كميات من الذرة الصفراء العلفية لمشاريع الدواجن، مع وضع تعرفة كمركية على منتجات الدواجن المتمثلة في بيض المائدة ولحوم الدجاج المستوردة من الخارج، بهدف السماح للمنتج المحلي بالتنافس».

ويضيف قوله أن «ارتفاع أسعار أعلاف الدواجن لم يكن في العراق فقط، بل في كل بلدان العالم، لكن وزارة الزراعة عملت على دعم تكاليف الإنتاج واتخاذ إجراءات الحماية لتغطية نفقات المنتجين وتقليل التكلفة الإنتاجية مع مراعاة جودة المنتج والسعر». ويلفت الجبوري إلى أن «الوزارة نظمت العديد من حملات التلقيح وتوزيع الأدوية البيطرية مجاناً لمشاريع الدواجن، كجزء من إجراءات الدعم المقدم لتخفيض تكاليف الإنتاج التي يعانيها المنتجون»، مضيفا أن «الوزارة تبنت برنامجا وطنيا لزراعة فول الصويا لأول مرة في العراق، ما يغطي مساحة كبيرة من الدعم المقدم لقطاع الدواجن، بأسعار مدعومة أسوة بمحاصيل علفية أخرى».  ويشدد وكيل الوزارة على «أهمية استئناف عمل مشاريع إنتاج الدواجن، باعتبارها مصدراً حيوياً وثروة وطنية مهمة تساهم في نشاط السوق المحلية اقتصادياً، ما يجعل الوزارة أمام مسؤولية كبيرة لدعم هذا القطاع، خصوصاً أنّ المنتجات الحيوانية العراقية تعتبر من أجود الأنواع عالمياً».

مليون فرصة عمل

إلى ذلك، يطالب عضو لجنة الزراعة والمياه والأهوار في البرلمان، رفيق الصالحي، بـ «تقديم الدعم الكامل لمشاريع الدواجن، لأن انتعاش هذا القطاع يساهم في توفير مليون فرصة عمل للعاطلين».

فيما يقول الباحث الاقتصادي علي عواد، أن «أكثر من 3 آلاف مشروع دواجن توقفت عن العمل من إجمالي 7 آلاف مشروع، بينما يحتاج العراق فعلياً إلى أكثر من 10 آلاف مشروع لتغطية الحاجة المحلية من اللحوم وبيض المائدة»، مشددا على أهمية الحد من الاستيراد لغرض توفير فرص الإنتاج والاستثمار وتغطية اليد العاملة محلياً بما يساهم في تجاوز الكثير من المشكلات الاقتصادية.

 **************

الشيوعيون يحلون ضيوفا على أهالي «كمب الأرمن»

بغداد – طريق الشعب

زار وفد من اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في الرصافة الأولى، الأربعاء الماضي، منطقة كمب الأرمن (كمب الكيلاني) وسط بغداد، للاطلاع على واقعها الخدمي المتردي واللقاء بأهاليها، سعيا لنقل صورة عن معاناتهم إلى الجهات المعنية، عبر “طريق الشعب”.

وحل الرفاق ضيوفا على ديوان الشيخ أبو رسول الغرباوي في المنطقة. وقد استقبلهم الأهالي بحفاوة وترحاب، وتحدثوا إليهم عن واقعهم الخدمي المزري (سبق إن نشرنا تقريرا مفصلا عنه على صفحة “حياة الشعب”).

ومن أبرز ما طالب به الأهالي، وأملوا بإيصاله إلى الجهات ذات العلاقة، هو إعادة افتتاح المركز الصحي المغلق في المنطقة، وتشييد مدرسة ابتدائية.

هذا وأشاد أهالي “كمب الأرمن” بمواقف الحزب الشيوعي الإنسانية، ومسيرته النضالية في سبيل الوطن والشعب.

 *************

أمانة بغداد تستجيب لمطالب  أهالي «حي الراية» البغدادي

بغداد ـ طريق الشعب

بعد سلسلة وقفات احتجاجية واعتصامات نظمها أهالي “حي الراية” في بغداد منذ عام 2018، ضد تدهور واقعهم الخدمي، استجابت أمانة بغداد أخيرا إلى مطالبهم. إذ باشرت آليات الأمانة بأعمال تبليط أزقة الحي.

هذا الحي الذي يقع ضمن قاطع منطقة الشعب، والذي يضم نحو ألفي منزل يسكنها قرابة 20 ألف نسمة، لم يتوقف أهاليه عن المطالبة بتبليط أزقتهم، عبر مراجعة الدوائر المعنية.

وقبل فترة اجتمع ممثلو الحي واتفقوا على تنظيم تظاهرات سلمية للمطالبة بالحقوق الخدمية، ما تمخض عن استجابة أمانة العاصمة لمطالبهم.

وأبلغ أحد ممثلي الأهالي “طريق الشعب”، بأنه ستكون هناك وقفات واحتجاجات أخرى للمطالبة باستكمال عملية تمليك عقارات المنطقة لساكنيها. فأراضي هذه المنطقة كان جنسها زراعيا بداية، وفي زمن النظام المباد تم تحويل الجنس إلى سكني بغية تمليك الأراضي للسكان، لكن في العام 2005 قررت حكومة إبراهيم الجعفري إيقاف العمل بهذا القرار.

 ****************

إدارة كرمة بني سعد: مدينتنا منكوبة  الجفاف في كل مكان!

الناصرية – وكالات

أعلنت الإدارة المحلية لقضاء كرمة بني سعيد جنوبي محافظة ذي قار، أخيرا، عن بلوغ الشح المائي في القضاء ذروته.

وقال قائم مقام القضاء، علي صالح الحلو، إن إدارته توقفت عن جميع أعمالها اليومية الاعتيادية، وبات همها الوحيد هو كيفية إيصال الماء للمناطق عبر الآليات الحوضية، وذلك بعد جفاف جميع الجداول، مضيفا في حديث صحفي، أن “هذا القضاء الذي يسكنه حوالي 75 ألف نسمة، يعد الآن بحكم المنكوب، ونتوقع ازمة خانقة في الصيف المقبل”.

فيما دعا الحكومتين المحلية والمركزية إلى “الضغط على الجيران من اجل حصول البلاد على حصتها المائية المناسبة لها، لان بقاء الوضع الحالي يعني حلول الكارثة قريباً في مناطقنا”.

وتعرض نهرا دجلة والفرات في محافظتي ميسان وذي قار، خلال الأسابيع الأخيرة، إلى جفاف غير مسبوق.

ويُحذّر اختصاصيون في مجال المياه، من كارثة إنسانية قد يتعرّض لها العراق خلال الصيف المقبل، نتيجة الضعف الحاد في هطول الأمطار، طيلة فصل الشتاء الذي شارف على الانتهاء.

 ****************

الصفحة السادسة

الاتفاق السعودي الإيراني.. ترحيب عراقي وعربي ودولي وقلق أمريكي – إسرائيلي

متابعة – طريق الشعب

تواصلت ردود الفعل خلال اليومين الماضيين، بشأن الاتفاق الذي عقدتهُ السعودية مع إيران بوساطة صينية، ويرى خبراء ومحللون سياسيون أن الاتفاق بين البلدين على استئناف العلاقات الدبلوماسية، سيخفّف من حدّة التوترات التي تشهدها المنطقة منذ سنوات، وسيدفع لمرحلةٍ جديدةٍ من التعاون والتشارك بين الطرفين.

ورحبَ العراق الذي كان راعياً للعديد من جولات الحوار بين الرياض وطهران، بالاتفاق، وانضمت كذلك الى المرحبين دولٌ عربية، فيما اختلفت ردود الفعل في إسرائيل، إذ اعتبرهُ البعض ضربةً جديدةً للسياسية الخارجية الإسرائيلية، أمّا الولايات المتحدة فكان جواب رئيسها بأنّ الأفضل للعرب بناء علاقات مع إسرائيل.

الخارجية العراقية ترحب

ورحبت وزارة الخارجية العراقية، في بيان صحفي، بالاتفاق الذي تم بين البلدين، وعدتهُ بداية صفحة جديدة من العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.

وأشار البيان إلى أن المساعي التي بذلتها الحكومة العراقية في هذا الإطار، عبرَ استضافة بغداد لجولاتٍ حواريةٍ بين الجانبين، وما رسّختهُ من قاعدةٍ رصينةٍ للحوارات التي تلت عبر سلطنة عُمان والصين.

وذكر البيان أن الاتفاق سيعطي دفعةً نوعيةً للتعاون بين دول المنطقة، ويؤذن بتدشين مرحلة جديدة.

وتضمَّن الاتفاق على “احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية”.

ويُشار إلى أن البيان المشترك وقعَ بعد عدةِ أيام من المفاوضات بين رئيس المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني ونظيرهِ السعودي في بكين.

ورحبت دول عربية بالاتفاق، وقالت إنهُ يُدخل المنطقة في مرحلة جديدة، فيما ذكر المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أن علاقات حسن الجوار بين السعودية وإيران أساسية لاستقرار منطقة الخليج.

بيان الاتفاق

وجاء في البيان الذي نُشرَ بشكلٍ واسع بعد توقيعه: بأن “وزيري خارجية البلدين سيلتقيان لتنفيذ هذا القرار، واتخاذ الترتيبات اللازمة لتبادل السفراء”، مشيراً إلى أن “البلدين أكدا احترام السيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لبعضهما البعض، في إطار تنفيذ اتفاقية التعاون الأمني الموقعة بتاريخ 17 نيسان 2001، وكذلك الاتفاقية العامة الاقتصادية والتجارية والاستثمارية، والتعاون الفني والعلمي والثقافي والرياضي والشبابي، الموقعة في 17 أيار 1998”.

فشل لحكومة نتنياهو

وهاجم رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق نفتالي بينيت، رئيس الوزراء الحالي بنيامين نتناهيو، بشأن الاتفاق السعودي الإيراني. وقال إنّ “تجديد العلاقات بين السعودية وإيران تطور خطير بالنسبة إلى إسرائيل، وانتصار سياسي لإيران، وفشل مدوٍّ وإهمال وضعف من حكومة نتنياهو”.

وأضاف بينيت أنّ “دول العالم والمنطقة تراقب إسرائيل في صراع مع حكومة غارقة في تدمير ذاتي ممنهج. وفي هذا الوقت، تختار تلك الدول طرفاً فاعلاً للعمل معه”.

ويرى محللون أن الخطوة المفاجئة التي اتخذتها السعودية لإعادة العلاقات مع إيران تزيد من تعقيد المساعي الدبلوماسية لإسرائيل التي تتوق لإبرام اتفاق مع المملكة.

تناقض التصريحات الامريكية

بدورهِ قال الرئيس الأميركي جو بايدن عندما سُئلَ عن الاتفاق السعودي الإيراني: “كلما كانت العلاقة بين إسرائيل وجيرانها العرب أفضل، كان ذلك أفضل للجميع”، بدون أن يتحدث مباشرةً عن رأيهِ في الاتفاق.

لكن منسق الاتصالات الاستراتيجية بمجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي، قال في وقتٍ سابق: “واشنطن على علم بتقارير استئناف العلاقات الدبلوماسية بين إيران والسعودية”.

وأضاف: “بشكل عام، واشنطن ترحب بأي جهود تساعد في إنهاء الحرب باليمن وخفض التوتر في الشرق الأوسط”.

وقال كيربي :”إذا تم الحفاظ على الاتفاق، وانتهت حرب اليمن، ولم تعد السعودية مجبرة على مواصلة الدفاع عن نفسها؛ نتيجة الهجمات القادمة من هناك. فنحن نرحب بذلك”.

مساع سعودية نحو النووي

وقالت صحيفة “نيويورك تايمز” إنّ ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، يسعى لبرنامجٍ نوويٍ مدني وضمانات “أمنية” من الرئيس الأميركي جو بايدن، كثمنٍ لتطبيع العلاقات إسرائيل.

ونقلت الصحيفة عن أشخاص مطلعين، أنّ الرياض تسعى للحصول على ضمانات “أمنية” من واشنطن، والمساعدة في تطوير برنامج نووي مدني، وكسب قيود أقل على مبيعات الأسلحة الأميركية، معتبرةً أنّه “ثمنٌ باهظ لاتفاق لطالما سعت إليهِ إسرائيل”.

وبحسب الصحيفة، انقسم المسؤولون والخبراء في الولايات المتحدة والشرق الأوسط، بشأن مدى جدية التعامل مع الاقتراح، بالنظر إلى العلاقات الفاترة بين بايدن وابن سلمان.

وأكد شخصان مطلعان، أنّ المفاوضات تجري بقيادة بريت ماكغورك، منسق مجلس ما يسمى بـ”الأمن القومي” للشرق الأوسط، وآموس هوكستين، كبير مساعدي بايدن لقضايا الطاقة.

وأكد أحد المصادر أنّ ابن سلمان أدى دورًا مباشرًا في المفاوضات، لكن المُحاور الأكثر نشاطًا مؤخرًا، كانت السفيرة السعودية في واشنطن الأميرة ريما بنت بندر آل سعود.

 ***************

بعد فوز اليسار في الانتخابات المحلية.. هل سيطيح الفساد بالرئيس اليميني في الإكوادور؟

رشيد غويلب

تفقد حكومة اليمين في الإكوادور المزيد من رصيدها الشعبي بعد اتهاماتٍ وجهت لها بالفساد، وضعف القدرة على إدارة الدولة، وشرخ العلاقة الواضح بين الحكومة من جهة، والسلطتين التشريعية والقضائية من جهةٍ أخرى. وقد بينت نتائج الانتخابات الإقليمية والمحلية، التي فاز بها اليسار، ورفض الاستفتاء الحكومي ذلك بوضوح تام. وكانت هناك مطالبة باستقالة الحكومة والرئيس، وجاءت فضيحة الفساد المعروفة بـ “العرّاب العظيم”، لتعزز هذه المطالبة.

وكشف عن الفضيحة، تسريب تسجيلات صوتية عبر أحد المواقع الالكترونية. بعد جلسة دامت أكثر من سبع ساعات، سادتها نقاشات حادة، وافق مجلس النواب بأغلبية ساحقة على تقرير لجنة التحقيق البرلمانية المكلّفة بالقضية، والتي وأوصت ببدء إجراءات العزل ضد رئيس الجمهورية اليميني لاسو.

وثبتت اللجنة في تقريرها حالات فساد في عدد من الشركات المملوكة للدولة. وأن الرئيس كان على علم بقضايا الفساد، لكنهُ لم يتخذ أيّ إجراء بشأنها. ويُقال إن لاسو غير قادر على أداء مهامه.

المطالبة بالبدء بإجراءات عزل الرئيس، تتم عبر طلبٍ يوقعهُ 46 برلمانياً، وكتلة “ثورة المواطنين” اليسارية تملك 47 نائباً، وقد أعلنت أنها تعمل بشكلٍ ملموسٍ على تقديم الطلب، الذي يجب أن تقرّهُ من الناحية الشكلية المحكمة الدستورية. ويأتي التصويت بالأغلبية لصالح توصية اللجنة بعزل الرئيس، إلى إمكانية حصول طلب كتلة اليسار على أغلبية الثلثين المطلوبة لعزل الرئيس من منصبه.

نشرت صحيفة “لا بوستا” تسجيلات صوتية مختلفة في قضية “العرّاب العظيم”، التي كشفت عن قضية فساد تورط فيها صهر لاسو، دانيلو كاريرا. وهناك أيضًا مؤشرات على الفساد في الشركات المملوكة للدولة. وفي مقطع صوتي ثان، تحدث رجل الأعمال روبين شيريز وكاريرا عن بيع مناصب وزارية. وفي مقطع صوتي ثالث، يناقش هيرنان لوك، مفوض الحكومة السابق للشركات العامة، مع لاسو وشيريز، بيع المناصب في الشركات العامة. ويُظهر تقرير اللجنة أن نفوذ شريز، وبموافقة لاسو، كان كافياً لبيع المناصب الوزارية.

الكشف عن تقرير للشرطة حول تحقيق تم اغلاقه، يكشفُ عن وجود روابط بين كاريرا وشيريس والمافيا الألبانية. في هذه الحالة، يحقق مكتب المدعي العام في مزاعم الرشوة والابتزاز. وفي عام 2022، قرّر المدعي العام المسؤول عن الملف وقف التحقيق.  ومع الكشف عن التسجيلات المذكورة، فتحت ملفات القضية من جديد.  وفي 24 شباط، طلب مكتب النائب العام إعادة المحاكمة في محكمة جنائية في مدينة مانتا.

من جانبهِ نفى كاريرا جميع التهم ضده، التي وصفها بالخرافات، وأقام دعوى قضائية يتهم بها الصحفي أندرسون بوسكان العامل في صحيفة لا بوستا، بالتشهير مع مطالبة بتعويض قدره نصف مليون دولار.

ورد الرئيس لاسو في البداية في خطابٍ متلفز، بث على جميع القنوات، نافياً هذه المزاعم. في إشارة إلى دور المدعي العام ديانا سالازار، وأوضح لاسو أن حكومته هي التي تحمي المواطنين من الجريمة المنظمة، في حين أن مؤسسات الدولة الأخرى ليس لديها ما تفعلهُ أفضل من مهاجمة الحكومة. ورفض لاسو أي تعاون مع لجنة التحقيق البرلمانية، وكذلك المثول أمام اللجنة. ومنعت الحكومة ضباط الشرطة المكلفين بالتحقيق في القضية، من الادلاءِ بشهاداتهم أمام البرلمان.

بعد موافقة البرلمان على تقرير لجنة التحقيق، غير لاسو استراتيجيته. وغردَ أن التقرير الذي أقرهُ المجلس التشريعي يفتقرُ إلى المنطق والأدلة والأساس القانوني. وفي الوقت نفسه، قام بترتيب تعاون وثيق مع مكتب المدعي العام، وتقديم جميع المعلومات اللازمة. وتوقع أن يكون القضاء دؤوباً بقدر ما كان التقرير المعتمد من قبل البرلمان ضعيفاً.

الإرادة الجديدة للتعاون تقف في تناقض صارخ مع الخلافات بين السلطتين التنفيذية والقضائية التي نشأت نتيجة التحقيقات. وقبل إقرار توصية لجنة التحقيق البرلمانية، حذرت المدعية العامة ديانا سالازار من أن السلطة التنفيذية، حاولت استبدال ضباط الشرطة الجنائية المسؤولين عن القضية، بعناصر من ضباط شرطة الدوريات.

 *********************

الأسرى الفلسطينيون يواصلون النضال 

القدس ـ وكالات

يواصل الأسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال، خطواتهم الاحتجاجية ضمن البرنامج النضالي المتصاعد لليوم الـ 26 على التوالي، لمواجهة سياسات الوزير الفاشي بن غفير، والإجراءات القمعية بحقهم من إدارة سجون الاحتلال.

وقالت لجنة الطوارئ الوطنية العليا للحركة الوطنية الأسيرة، إن «حكومة الاحتلال ومؤسساته التشريعية الحاقدة تستمر في تشريع قوانين، واتخاذ إجراءات هدفها النيل من إرادة الفلسطينيين الأحرار حتى لو كانوا أسرى».

وفرضت إدارة سجن النقب، إجراءات عقابية جديدة تمسُ حقوق الأسرى الإداريين، متعلقة بالملابس والعلاج، فيما يجري الأسرى الإداريون مناقشات وحوارات للرد على هذه القرارات التي تستهدفُ حقوقهم.

وتتمثل إجراءات الاحتلال المتخذة بحق الأسرى، بالتحكم في كمية المياه التي يستخدمها الأسرى، وتقليص مدة الاستحمام لساعة محددة، ووضع أقفال على الحمامات المخصصة للاستحمام في الأقسام الجديدة في سجن نفحة.

وسيواصل الأسرى حالة التعبئة، والاستمرار في خطوات العصيان المفتوحة، حتّى الإعلان عن الإضراب عن الطعام في الأول من رمضان المقبل، تحت عنوان (بركان الحرّيّة أو الشهادة).

ومنذ 14 شباط الجاري، شرَعَ الأسرى بخطوات نضالية، بعد أنّ أعلنت إدارة السّجون، وتحديدًا في سجن (نفحة)، البدء بتنفيذ الإجراءات التّنكيلية التي أوصى بها بن غفير.

 ************

المتظاهرون يملؤون شوارع باريس

باريس ـ وكالات

في جولة سابعة من الاحتجاجات، خرجَ المتظاهرون، أمس السبت، في شوارع باريس، بحشدٍ من النقابات العمالية الفرنسية ضد مشروع قانون إصلاح نظام التقاعد، فيما تأمل الحكومة أن يتم تبني التعديل بشكلٍ نهائيٍّ في مجلس الشيوخ بعد مسارٍ برلمانيٍّ مضطرب.

وبحسب مصادر في الشرطة، أن ما يقرب من المليون شخص، شارك في 230 احتجاجاً في أنحاء البلاد، حيث بدأت المظاهرات عند الساعة الواحدة من ظهر السبت بتوقيت باريس انطلاقاً من ساحة الجمهورية وصولاً إلى ساحة الأمة.

وعن الاحتجاجات والإضرابات، قالت إيلودي بوساري، وهي معلمة ونقابية من مرسيليا: «ما أزال مصممة للغاية، لأنهُ لدينا الخبرة مع القوانين السابقة التي تم إلغاؤها لاحقاً». تضيف فيرجيني أكليوات من الفدرالية النقابية الموحدة: «لن نستسلم وسنواصل الكفاح حتى يتم التخلي التام ببساطة عن مشروع الإصلاح».

 ********

سخرية من ادعاءات امريكا محاربة المخدرات

متابعة ـ طريق الشعب

نشرت وكالة فاي نيوز الأمريكية فيلماً وثائقياً يسخرُ فيهِ الكارتيل المكسيكي لتجارة المخدرات، من ادعاءات الولايات المتحدة بمحاربة هذه التجارة، عبر تقديم الشكر والعرفان لها على استمرار شركاتها بإنتاج وتصدير الأسلحة التي يستخدمها الكارتيل في “تصفية خصومهِ واستهداف دوريات الحدود الامريكية”.

وأكد الكارتيل في الفلم على استخدام اعضائهِ للأسلحة الأمريكية في نحو سبعين في المائة، من أعمال العنف التي يرتكبونها، نظراً لوفرتها الكبيرة ورخص أسعارها، حيث تم إنتاج 11 مليون قطعة سلاح عام 2020 فقط، و13 مليون عام 2021، فيما حصلت العصابات على كمية من الأسلحة الثقيلة التي تركتها القوات الأمريكية خلفها في العراق وأفغانستان. هذا وتجدر الإشارة الى أن مبيعات السلاح الأمريكي قد بلغت في عام 2020 حوالي 175.08 مليار دولار بزيادة قدرها 2.3 في المائة عن العام 2019.

 **************

مرشح رئاسي تركي: سنطيح بعرش الطغاة

أنقرة - وكالات

أطلق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، حملتهُ للانتخابات الرئاسية والتشريعية المقرّرة في 14 أيار القادم.

وأشار أردوغان إلى أن «الحملة ستكون بدون موسيقى بسبب الفجيعة التي أودت بأكثر من 46 ألف شخص».

وأعلن أردوغان أن «أجندة حملته ستركز أساساً على الجهود (المزمع بذلها) لتضميد الجراح، والتعويض عن الأضرار الاقتصادية والاجتماعية التي سببها الزلزال.»

وشدد على أن «تركيا لا تستطيع مواجهة مستقبلها بثقة دون تجاوز الدمار الذي خلفهُ زلزال السادس من شباط، وتعويض خسائرها الاقتصادية والاجتماعية والنفسية.»

المرشح المعارض كمال كيليتشدار أوغلو، تفاعل مع إعلان موعد الانتخابات قائلاً :»تركيا بحاجة إلى هذا. إنها بحاجة إلى انتخابات، وهي بحاجة إلى التغيير».

وتعهّد كيليتشدار أوغلو، بقطيعة كاملة مع حقبة أردوغان. وقال هذا الأسبوع «نحن قريبون جداً اليوم من الإطاحة بعرش الطغاة».

وتتوقع استطلاعات الرأي أن يكون سباق الرئاسة محتدماً في الانتخابات الأصعب منذ 2003.

 **************************

الصفحة السابعة

الرأسمالية والدولة/ فيفيك شيبر

ترجمة واعداد: نادر رضا

إن أحد خواص البنية الهيكلية للرأسمالية هي أنها تنتج صراع مصالح بين رأس المال والعمل. وفي هذا المقال سنولي اهتماما كبيرا (للمستوى السياسي) لهذا الصراع حيث إن كلا طرفي الصراع يسعى لتحقيق مصالحه. وهنا يطرح سؤال حول الطرف الذي سيخرج منتصراً عند اشتباكهما في صراع، مع الاخذ بنظر الاعتبار الأسباب الموضوعية التي تضع أحد الطرفين في موقع السلطة والقوة، حيث أن رأس المال يملك أفضلية بنيوية لا يملكها العمل، ليس فقط على مستوى التنظيم حيث يسعى كل طرف لتحقيق مصلحته، بل أيضا بالتمحور حول مصلحته، كيف أن الرأسماليين قادرون على تحديد مصالحهم والتحشيد حول هذه المصالح. لذلك لا يجب أن يكون مفاجئا لنا أن الافتراض الماركسي بأن الرأسمالية حفارة قبرها لم يتحقق لغاية الآن.

من الصحيح أن الرأسمالية تخلق حفاري قبرها (الطبقة العاملة) التي لها المصلحة في التخلص من الرأسمالية، لكن لا يعني أن هذا أمراً يسيراً، لأن بنية النظام وقوانينه تجعل الكثير منهم، يجدون مصلحتهم في تبني إستراتيجيات فردية لحماية أنفسهم، بدل الانضمام لإستراتيجية تنظيم (تضامنية)، أي أن تكوين الاتحادات والنقابات لايعتبر شيئاً عادياً في الرأسمالية، حيث رغبة العمال في التنظيم متدنية. إن المسألة المركزية لهذا المقال هي دراسة التفاوت في القدرات السياسية وقدرة التنظيم بين طرفي الصراع (العمل ورأس المال) ودور الدولة التي يكون لها استعداد بنيوي للانحياز ضد العمال.

هنالك مصدران للضعف عند الطبقات والفئات العاملة، الأول هو ضعف قدرتهم على انتاج الفعل السياسي الجماعي والثاني هو انحياز الدولة الممنهج نحو رأس المال بالضد من العمل. في الماركسية هنالك ثلاثة مستويات لتحليل جذورالانحياز الطبقي للدولة، وهو ما يميزها عن اي تحليل ليبرالي للدولة، حيث ترى الليبرالية الدولة وبنيتها الدستورية وسلوكها اليومي، محايدة ووظيفتها تطبيق النظام والسلام وتمرير القوانين. وهذه القوانين تعكس الصراع والنفوذ بين مختلف الفاعلين في المجتمع، حيث ينظر للمجتمع كمجاميع ضغط منظمة وجماعات المصالح (موظفين، عمال، طلاب، منظمات دينية، جماعات عرقية......) والمجاميع التي لها التأثير الأكبر هي القادرة على تمرير سياستها.

اذن السياسة تعكس تفضيلات صانعي السياسة ومدى تأثير جماعات الضغط، وفق هذه النظرة من غير المقبول ان يكون لإحدى هذه المجاميع ميزة تفضيلية على الأخريات في الدولة. وهنالك وفق النظريات الليبرالية مصدران لحياد الدولة تجاه الصراع الطبقي:

  1. الدولة بنيويا محايدة فليس هنالك قوانين تمايز بين المجاميع.
  2. المجتمع هو مجموع جماعات الضغط التي لاتملك اي منها ميزة او تفوق على الاخرين.

النظريات الماركسية والراديكالية الاخرى تعتقد ان الدولة منحازة بنيويا تجاه رأس المال، وأنها عندما تتدخل وتتوسط الصراع فأنها تنحاز ضد مصالح العمال ولهذا فهي (دولة رأسمالية).

اولاً. أسباب انحياز الدولة

ثانياً. كيف يمكن للعمال الدفاع عن مصالحهم في نظام منحاز في بنيته، وماهية الظروف التي يمكن من خلالها إضعاف رأس المال ودفعه للتراجع ولأي مدى يمكن للعمل دفع رأس المال للتراجع.

هناك ثلاثة أسباب وفق التفسير الماركسي حول سبب انحياز الدولة، شخصي، مؤسسي وبنيوي. ويركز بحث الماركسي على انحياز الدولة في المستويين الأول والثاني ولم يتم التعامل مع المستوى الثالث الا مؤخرا والذي اعتبره أكثر جذرية من الأول والثاني.

لغاية اربعينات وخمسينات القرن العشرين، إعتبرت الماركسية مصدر انحياز الدولة في البعد الأول والثاني، ولم تتعامل مع المستوى الثالث، الذي بدأ البحث حوله مؤخراً، رغم ما تحدث به عنه ماركس ولينين وروزا لوكسمبورغ. المستوى الثالث هو الاكثر جذرية من الثاني والثاني أكثر من الأول. فاذا اختفى الأول يبقى الثاني يعمل وإذا اختفى الثاني يبقى الثالث يعمل وإذا اختفى الثالث فأننا لم نعد في نظام رأسمالي.

العامل الشخصي: الأفراد والمدراء والسياسيون والطبقة العليا من البيروقراطية التي تصنع السياسات. وما يدفعهم لتبني سياسات رأسمالية، هو إنحدارهم من الطبقة الرأسمالية، حيث تبين الدراسات في بريطانيا والولايات المتحدة، أن أغلبهم يأتون من المصارف الإستثمارية وشركات المحاماة وشركات كبرى (جورج بوش، ديك جيني، رامسفيلد وغيرهم). إنهم من بيئة ثقافية واجتماعية لايوجد فيها عمال، ولاءاتهم الشخصية لصالح هذه المؤسسات.

كان هذا سائداً لغاية ثلاثينات وأربعينات القرن العشرين، فمن يدير الدولة هم الرأسماليون والشبكات الاجتماعية التي تجمعهم. ثم ظهرت أحزاب عمالية وصلت للسلطة وقياداتها أتت من بيئات تختلف عن بيئة النخب السياسية التقليدية، مع ذلك لم تتخل هذه القيادات عن الرأسمالية، كانت سياساتهم أقل عداء للعمال لكنها كانت رأسمالية.

العامل المؤسسي: الروابط المؤسسية بين الناس في السلطة والرأسماليين. مثلا في الولايات المتحدة يحتاج السياسيون الأموال أكثر من الاصوات لوصولهم للسلطة، وهذا يعني ان السياسي عندما تاتيه الضغوط من ناخبيه وممولي حملته الانتخابية، فانه يعطي الأولوية في استجابته للممول، لأنه يمثل 100 صوت مثلا مقابل الناخب الذي يمثل صوتاً واحداً وهذه رابطة مؤسسية. قد يكون السياسي كارها للممول (شخصيا) لكنه مؤسسياً، وبالطريقة التي تقام بها الانتخابات، فإنه يهتم اهتماما أكبر لمصالح (الممول) كي يبقى في السلطة.

هنالك ورقة بحثية لتوم فيرغسون (باحث سياسي) بعنوان (investing theory of voting) تقول إنه في نظام مثل نظام الولايات المتحدة الانتخابي المدفوع بالمال، فان السياسيين لا يتنافسون للحصول على الأصوات بل للحصول على التمويل، لأنهم بالتمويل يمكنهم التنافس للحصول على الأصوات، وهذا مثال على المستوى المؤسسي.

وحول تأثير اللوبيات ونظريات حياد الدولة التي تقول إن الجميع يمتلك لوبيات (جماعات ضغط) لتحقيق مصالحه ومن يفوز سيكون له تأثير على السياسات، تؤكد النظريات الثورية على ان تكوين جماعات الضغط تحتاج إلى مصادر تمويل ونفوذ وتجميع للناس، أي أنه فعل ذو صفة تعاونية. وقد تحدثنا سابقا عن التحديات التي تضعها الرأسمالية أمام العمال لمنعهم من تنظيم أنفسهم. الرأسماليون سيمتلكون دوما المزيد من المال، وأكثر اللوبيات نفوذاً، والعمال لا يمتلكون المال الكافي للحصول على دعم اللوبيات وجمعهم المال سيكون أقل مما يجمعه الرأسماليون مثلا في العام 2000 جمعت التنظيمات العمالية ما يعادل 1/24 مما جمعته الشركات.

اذن كلا هذين المستويين يعملان من خلال الولاءات الفردية والشخصية للطبقة الرأسمالية، أو تأثير الرأسماليين الفردي على السياسيين. وفي كلتا الحالتين، هنالك حاجة لتدخل شخصي للرأسماليين كأفراد، فاما ان يكونوا رأسماليين او اصدقاء لرأسماليين او انهم يعتمدون على تمويل الرأسماليين.

المستوى البنيوي: هو مستقل عن المستويين الآخرين. قبل الثلاثينات من القرن العشرين كانت النظريات تتحدث عن العوامل الشخصية لماسكي السلطة، باعتبار ولائهم وانحيازهم للطبقة الرأسمالية. لكن ماحصل بعد الثلاثينات، تطلب أبحاثا أكثر عمقاً عن انحياز الدولة خصوصا بعد وصول أحزاب عمالية برامجها معادية للرأسمالية. المثال الأكثر وضوحا ماحدث في تشيلي وفوز ميتران في فرنسا (والذي جاء بناءً على برنامج معاد للرأسمالية). في الثلاثينات وصلت أحزاب اشتراكية للسلطة في اسكندنافيا، لكن انتهى المطاف بها بتأكيد الرأسمالية. يفرض علينا ذلك فهماً أعمق، لاسيما وان المستوى الأول والثاني لم يعدا موجودان في تلك الحالات.

تفسر الماركسية كيف يمكن لأحزاب معادية للرأسمالية أن تتمسك بها، بوجود العلاقة البنيوية بين الدولة والرأسمالية، فبغض النظر عن المحتوى الأيديولوجي للحزب الحاكم، فإنه سيواجه مأزق تحقيق برنامجه أثناء حيازته للسلطة، وهذا يتطلب توفير موارد للدولة لتحقيق مشاريعها ودفع أجور بيروقراطيتها، وهذه الموارد تأتي من الضرائب على الأجور ودخل الشركات والأفراد (الرأسماليين)، كما أن الاجور تعتمد هي الأخرى على التوظيف، وهنا يكمن المأزق الذي تواجهه هذه الاحزاب عند وصولها لرأس الدولة، فعند سعيها لتنفيذ برنامجها المعادي للرأسمالية (رفع الأجور، الحفاظ على البيئة، وتحويل الاموال لصالح العمل) تواجه رداً من الرأسماليين، الذين يعتبرون إجراءاتها معادية لهم بشكل مباشر، فيعّمدون إلى نقل استثماراتهم إلى بلدان أخرى، ملحقين بالنمو الاقتصادي، ضرراً يقلل فرص العمل، فيقل الدخل وتقل الضرائب على الاجور وتزداد البطالة. ان حيازة الفائض في النظام الرأسمالي هي حيازة فردية واعادة استثمار هذا الفائض يعتمد على رغبة هؤلاء الأفراد الرأسماليين ومدى الأرباح التي سيحصلون عليها مقابل استثمارهم.

كل من يحصل على السلطة يعلم أن أول مهامه هو كيفية إبقاء الاعمال والوظائف مستقرة أي إبقاء بيئة استثمارية مناسبة. لذلك حتى بغياب المستوى الأول والثاني (الحيازة المباشرة للرأسماليين على الدولة او دعم الرأسماليين الاغنياء) فأن من مهام اي حزب يقود السلطة (حتى وان كان حزباً اشتراكياً) الحفاظ على بيئة استثمارية مناسبة للرأسماليين ولتحقيق أرباح ليس لأنه حزب فاسد، بل لأن قوانين اللعبة تجبره على ذلك.

المفارقة هنا هو أن النظرية الماركسية ذكرت بأن سبب كون الدولة “رأسمالية” يعود لكون الرأسماليين يديرونها ويتحكمون بها (المستوى الأول والثاني). هذا صحيح تاريخياً، لكن حتى وإن لم يتحقق ذلك ووصل اناس كارهون للرأسمالية إلى السلطة فسيواجهون تحدي إرضاء الاستثمار والمستثمرين. ماحدث في تشيلي اثناء حكم الليندي هو ان المستثمرين التشيليين أضربوا أي أنهم امتنعوا عن الاستثمار فانخفض الاقتصاد التشيلي وابتداء من الشهر السابع او الثامن من حكمه كانت كل مساعيه تتركز لاعادة الاقتصاد لمستوياته السابقة.

اذن ما هي الخيارات الممكنة بالنسبة للعمال في صراعهم الطبقي للتأثير على الدولة وتحقيق مصالحهم؟

ما تستطيع الاشتراكية الديمقراطية فعله هو تقليل هذا الانحياز وجعله أقل عداء للعمال، فكل دولة رأسمالية ستكون عدائية تجاه العمال لكن ليس بنفس المستوى من العداء. اذن مصدر السلطة والقوة يعتمد على تراكم رأس المال.

الماركسية كانت محقة في قولها إن الدولة الرأسمالية ممسوكة من قبل الرأسماليين لكنها لم تك مصيبة حين إعتبرت الدولة هي اللجنة التنفيذية للطبقة الرأسمالية، لأن ذلك يعني ان تبقى الدولة مسيطر عليها او يديرها الرأسماليون. فالرأسمالية كنظام، الدولة فيه مستقلة عن الاقتصاد والمنظمات الاقتصادية، نظرياً، حيث من حق اي شخص الوصول للسلطة، وليس كما في النظام الاقطاعي، حيث ان سيد الارض هو الامير الاقطاعي والقاضي في المحكمة والمسؤول عن الشؤون العسكرية. وهذا في بنية النظام ويتحكم في فائض الإنتاج، فالدولة مرتبطة بالاقتصاد والفرد الذي يمتلك المصادر الاقتصادية يمتلك ايضا القوة السياسية، واذا ما خسر الاقطاعي قوته العسكرية لن يتمكن من استخلاص فائض الإنتاج فامتلاك الدولة يعني امتلاك الفائض.

لكن في الرأسمالية، السلطة الاقتصادية والسلطة السياسية منفصلة مؤسسياً، اي أن الرأسماليين سيحصلون على فائض الإنتاج حتى وان لم يسيطروا على الحكومة، لأن كل ما يحتاجونه هو السيطرة على قوة العمل.

العامل في كل مواقع العمل يرغب دائما ببعض التغييرات وله بعض المطالب التي عليه تقديمها لصاحب العمل. ولكنه إذا قدمها كفرد سيطرد من العمل، نتيجة لهذا سيكون له نوعان من رد الفعل، الأول سيكون بتقديم مطالب أقل طموحاً، اما الخيار الثاني هو ان لا يقدم هذه المطالب مالم يرفع من قوته التساومية لتحقيق مطالبه. وتزداد قدرته على المقاومة عبر التنظيم لكن حتى لو تحقق التنظيم ونجح في إنشاء النقابة، فصاحب العمل سيرفض والعمال سيضربون عن العمل (هذا ما يسمى بالصراع الطبقي). وهذا لا يعني ان العمال سينتصرون. فالبرجوازية بإستراتيجيتها في مواجهة الاضراب (حتى باستبعاد الاستعانة بالحكومة وإحضار عمال جدد) سيبقى العمال بدون عمل لإسابيع، معتمدين على مدخراتهم أو صندوق الاضراب، والتي ستنفذ في وقت قريب، أما صاحب العمل فسيجد دعماً من الجماعات النافذة في المجتمع، مثلا يستطيع الحصول على قرض من المصرف، عكس العامل وهذا ما يدفع العمال للعودة للعمل. ما يخسره الرأسمالي هو أنه لا ينتج ما يعني أن منافسه سيتمكن من الاستيلاء على حصته في السوق.

وأحد الدروس هو أن لا نتجه للإضراب خلال فترة الركود، بل اللجوء للإضراب حين يسعى الرأسمالي لإنتاج المزيد، إذ سيكون الاضراب مكّلفا للرأسماليين، لأنهم وإن بقوا أغنياء في فترة الاضراب، فسيخسرون مكانهم كرأسماليين. دونالد ترامب مثلا غني ولكنه كرأسمالي فاشل، نجاحه هو في تسويق نفسه، ولهذا كلما كان العمال منظمين، كلما كانوا مؤثرين اكثر.

نفس الشيء ينطبق على الدولة، إذا وصل حزب إلى السلطة فستواجهه قيود اعتماد الدولة على رأس المال، وامكان تراجع المستثمرين عن الإستثمار. سيكون الحل عندها، بحراك اجتماعي، لصناعة ضغط من القاعدة، يجعل من عدم استجابة السياسيين لمطالب الناس مكلفاً سياسيا لهم، عبر إمتناع الناس عن التصويت لهم.

أو في إجبار الرأسماليين على التراجع، بخطوات ومستويات مدروسة. كما حدث في حقبة (new deal) إذ لم يكن روزفلت متعاطفا مع العمال، لكنه عند وصوله للسلطة بعد أكبر عملية تصنيع حصلت في تاريخ الولايات المتحدة، ذهب للرأسماليين وأبلغهم بوجود موجة من الاحتجاجات والاضرابات، تهدد بخروج الأمور عن السيطرة، وهناك القدرة على تخفيف هذا الضغط عبر تمرير بعض الإصلاحات التي ستكون في صالح العمال. وإذا ما حدث العكس فإنهم (العمال) سيسيطرون على كل شيء، وقد يحققون اصلاحات راديكالية أكثر بأضعاف المرات، لأنهم بمرور الوقت سيكونون أكثر تنظيما وأكثر غضبا وأكثر كفاحية. لم يعتمد روزفلت على النية الطيبة للرأسماليين بل على تحذيرهم من خسارة الكثير من أرباحهم، وهكذا انتمى قسم كبير من البرجوازية الامريكية للحزب الديمقراطي ووضعوا الضغط على الحكومة الامريكية لتقديم بعض الإصلاحات. 

اذن هنالك ضغوط مباشرة (على السياسيين) وضغوط غير مباشرة على الرأسماليين، وهذه الضغوط تعتمد على التعبئة الجماهيرية، والجماهير المعبأة لايمكن تجاهلها. إذا ما تعطلت الأمور فأنت تضع الطبقة الحاكمة بين خيارين، أن تقدم تكلفة اعطائك امتيازات، أو أن تتحمل تكاليف عدم اعطائك امتيازات. وستحقق الجماهير هدفها إذا كانت قوية بحيث تكون تكاليف عدم إعطائك أية إمتيازات أعلى من تكاليف إعطائك ما تريد من حقوق. وتتوفر إمكانية حدوث ذلك في الرأسمالية جراء إنفصال الدولة عن الاقتصاد. لكن يبقى السؤال، إلى أي مدى يمكنك فعل ذلك.

في بعض تجارب الاشتراكية الديمقراطية، جرى التفكير بدمج الإستراتيجيتين، حركة احتجاج اجتماعي في الشارع مع حزب سياسي تقدمي في السلطة. لكن ما حدث فعلا هو أن الحراك الاجتماعي لم يستمر إلى الأبد. فبعد تحقيق بعض الإصلاحات تبدأ حركة الاحتجاج بالتراجع فينخفض الضغط على الدولة، فتنشط قوى أخرى بالضغط (مصالح الرأسماليين)، ويبدأ السياسيون بمقاربة الامتيازات بشكل مختلف عما كان يحدث تحت ضغط الشارع فتبدأ عملية فلترة وتخفيف مطالب حركة الاحتجاج بحيث لا تضر مصالح الرأسمال.

عندما يكون الصراع الطبقي وحركة الاحتجاج مرتفعة فأن استقلالية الدولة عن رأس المال تكون أكبر وعندما تنخفض حركة الاحتجاج فأن استقلالية الدولة عن رأس المال تقل إلى درجة يتمكن معها الرأسماليون من الإمساك بإدارة الدولة من جديد (اي المستويين الأول والثاني).

اذن للدولة جذور انحياز وهنالك أدوات مؤسساتية تمكن من تخفيف هذا الانحياز. ولكن هل يمكن لها ان تقود الحراك الاجتماعي لتجاوز الرأسمالية؟ هذا ما لم نره بعد، ولست واثقا من نجاح هذه الإستراتيجية. ولكن في الظروف الطبيعية فأن استقلالية الدولة عن رأس المال حقيقية رغم محدوديتها، ويعتمد مدى الاستقلالية على مستوى تنظيم الطبقة.

ولأن الانحياز الطبقي موجود في الدولة الرأسمالية، فأن هنالك نوعان من أدوات تحقيق الاستقرار، تبقي العمال في وضع ضعيف:

المصدر الأول هو القدرات التنظيمية والتعبوية المتفوقة التي يمتلكها رأس المال والتي تتفوق على العمال.

والمصدر الثاني هو الدولة وتحيزها المؤسسي الذي يضع مصلحة رأس المال اولا.

 بعض المفكرين الراديكاليين اعتبروا أن غياب كفاحية العمال دليل على أن الماركسية خاطئة، بينما اعتمدت النظرية الماركسية على أن ما يواجه العمال من تحد له جانب ذاتي، يكمن في ضعف قدرتهم على التنظيم، لاسيما حين تكون القيادات العمالية غالبا معادية لحراك العمال، ومثبطة للصراع الطبقي.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

  • المحاضرة بعنوان capitalism and the state قدمت ضمن برنامج مدرسة نيويورك الماركسية وموجودة على يوتيوب في قناة pdxjustice media productions

 ****************************************

الصفحة الثامنة

من شهداء الحرية.. الشهيد محمد عزيز حسن

أوراس علي

محمد عزيز حسن، اسم من بين ملايين الاسماء التي قدمت دماءها فداءً للوطن الغالي، هؤلاء الذين أفنوا أنفسهم على مدى 35 عاما كنا نعيشها تحت ظل حكم ظالم مجرم لم يسلم من بطشه شاب او طفل او امرأة او شيخ، قام هذا الحكم باغتيال العقول النيرة التي كان يحتويها وطننا الغالي.

ومن بين هؤلاء الشهداء، شهيدنا الغالي وشهيد العراق محمد عزيز حسن من مواليد عام 1947، انحدر من عائلة عمالية، كان أبوه عاملا في أحد معامل الصابون منذ عام 1934 والذي يمتلكه تاجر يهودي جشع يعمل لصالح الانكليز، وبدون تحديد لساعات العمل أو أي شكل من أشكال الضمان، عانت عائلته من شظف العيش بشكل قاس.

كان شهيدنا يتذكر بين الحين والآخر طفولته البائسة وخصوصا عند دخوله المدرسة الابتدائية، وقد تحدث في مذكراته (في أحد المرات سأل المعلم: أي الطلبة يرغب في ان يكون مهندسا؟، فرفع بطلنا يده، طلب المعلم منه أن يخرج أمام اللوحة وعندما نظر بعض الطلبة إلى ملابسه الرثة البالية ضج الصف بالضحك والاستهزاء فاطرق بطلنا قليلا بعد ان تصبب العرق من وجهة ثم رفع عينيه إلى المعلم فوجده يخفي ايضا ضحكة متجاوبا مع اولئك الطلبة، فعاد مسرعا إلى مكانه محاولا اخفاء ما بداخله من حزن وألم وظلم، وبقيت تلك الحادثة رمزا للاضطهاد النفسي الذي يتعرض له اطفال الكادحين وكانت هي النواة التي ابتدأ فيها بإنشاء شخصيته وتكوينها، ومن ثم حددت موقفه من الحياة، وكان عام 1958 عام انعطاف تاريخي في حياة العراق فقد سقط النظام الملكي الرجعي الذي استعبد شعبنا طوال عشرات السنين حيث كان يخيم الجوع والمرض)،.

في عام 1970\1971 التحق بجامعة بغداد قسم هندسة النفط والمعادن. وقد ذكر في مذكراته (إنه في أوائل عام 1976 أصبح رمزا للكثيرين من الطلبة ولم يكن ذلك الاحترام بسبب مآثره الشخصية بل لأنه كان واجهة لأسمى حركة اجتماعية طبقية يعيرها الناس الشرفاء اهتمامهم وتستقطب تعاطفهم وحبهم وقد كان هذا الاحترام يزيد من الرابطة العتيدة بينه وبين الحركة التي يمثلها)، حيث انه كان مسؤول الطلبة الشيوعيين في كلية الهندسة للأعوام (1974، 1975، 1976).

يقول أقرب الناس اليه من عائلته، إن محمد كان ثائرا، ذا اخلاق عالية، لا يكذب، شخص مبدئي، ناكر للذات، لم تغره المناصب او الأموال، مستعدا للتضحية يناقش الامور بهدوء وروية، وقد كان كتوما خصوصا فيما يخص حزبه، وكان يتحاشى كل ما بوسعه ان يضر بحزبه من قريب او بعيد.

تخرج عام 1976 من الجامعة وعين بعدها بمدة وجيزة في شركة نفط الجنوب/ مؤسسة بتروبرانس البرازيلية في البصرة.

في عام 1980 كانت تراوده شكوك حول بعض الاشخاص المحيطين به في الشركة وقد أخبر بعض اخوته بشكوكه بان هناك من يتتبع أخباره محاولا الايقاع به، نصحه البعض أن يغادر العراق لكنه أبى ذلك، وقال لهم (واصلوا حياتكم بدوني).

وفي نهاية عام 1980 والتحديد يوم 17/ 8 انقطعت اخباره، كان من المفروض انه مسافر إلى شركة نفط الجنوب في البصرة، ولكن لم يصل منه أي خبر، انتظرت عائلته أخباره لأيام عدة دون جدوى، حاولوا السؤال عنه دون جدوى وظل الأمل متواجدا طيلة سنوات غيابه إلى أن سقط صدام ونظامه الفاشي، فعاد الأمل من جديد عله يعود، وأمه التي ذبلت من طول الانتظار تقول(أمعقول أني سأراه من أخرى)، ولكن الأمل بدأ يتلاشى ونحن نرى كل يوم مئات المقابر الجماعية وآلاف القوائم بأسماء الشهداء الذين ذبحهم صدام وزمرته النتنة، وفي النهاية وجد اسمه من بين آلاف الشهداء .

لم يبق منه سوى دفتر مذكراته وبعض القصاصات من الورق حتى أننا لم نعرف لحد الآن اين تراه يكون قد دفن.

ثم وجدنا بين أغراضه قصيدة كان قد كتبها إلى حبيبته التي قد تكون هي الأخرى احدى شهداء العراق، يقول فيها:

إلى المرأة التي ضاعت في المنعطفات

سأبحث عنك في نهاية الشوارع وبداياتها

سأبحث عنك في عيون الاصدقاء

سأبحث عنك في عيون العشاق المحبين

وفي ابتسامات المتهامسين

سأبحث في كل الندوات ودور العرض

سأبحث في صفوف الجموع الغاضبة من أجل حريتها

وفي الظلال الوارفة تحت الاشجار

وبين شارات العمال في المصانع

سأبحث عنك في مداخل المدن الاشتراكية

وفي المرافئ يا زهرة كل المرافئ

سأرفعه عاليا الموت، أو حبيبتي

وسأجدك وسأكتب اسمك على باقات الورد الخضراء

ونعود للحزب كما كنا يا حلوة الكلمات

ولكن ما أفظع النهاية

هذا جزء من الدين الذي في أعناقنا لشهيد العراق الغالي محمد عزيز حسن برغم أن جميع الكلمات لن تفي بحقه وحق جميع شهداء العراق الذين عاشوا من أجل العراق واستشهدوا في سبيله وفي سبيل رفع شعار وطن حر وشعب سعيد.

 ***********************

عن انقلاب 8 شباط 1963 الأسود

د. محمود القبطان

قرّت قبل ايام الذكرى الستون لانقلاب 8 شباط 1963 الاسود والدموي والذي ذهب ضحيته آلاف الشيوعيين والديمقراطيين تحت التعذيب والرمي بالرصاص اضافة الى قادة ثورة تموز حيث اعدموا بعد محاكمة، كما سموها، صورية دلّت على الحقد الدفين لهم .

في كل عام اتذكر الساعات والايام الاولى لهذا الانقلاب الفاشي والذي خططت له المخابرات الامريكية كعادتها ضد الانظمة الوطنية في الدول النامية.

لقد تصرف البعثيون منذ اللحظة الاولى لانقلابهم بهمجية لم تشهدها الساحة السياسية العراقية من قبل حيث حملوا الاسلحة ومشوا في الشوارع كعصابات للبحث عن خصومهم السياسيين من الشيوعيين والديمقراطيين. فتحوا الاندية الرياضية لتكون معتقلات وتمارس فيها كل انواع التعذيب واغتصاب النساء.

في ذلك اليوم المشؤوم كنت في المرحلة المتوسطة وكنت صديقاً للحزب، حال سماعنا خبر الانقلاب اتجهت الى منطقة الزوية فرأيت الرفيق رضا يهتف ( الموت او الاستقلال الوطني) وجموع الشيوعيين في المنطقة حوله وامام مركز شرطة الزوية كرادة داخل. كانت فريال الكيلاني تجوب بسيارتها الفولكس واكن الشوارع لتوزيع الاسلحة وعلامة الشريط الاخضر على ساعدها الايمن. شريف هاشم كان بعثيا ويبدو ان كان يعلم بالامر وعنده سلاح فما ان سمع بالخبر حتى انهار واصيب بجلطة في الدماغ توفى على اثرها. بعد يومين اتت قطعان الحرس القومي الينا مع اطلاق الرصاص في الهواء، دخلوا البيت لم يجدوا ما يريدونه. احد افراد تلك العصابة جار لنا منذ عقود وتربطنا علاقة جيرة ووكان اخوه كان شيوعياً وآخر زميل لي في المدرسة وربما كان يسبقني بعام لكنه كان فاشلاً.. اعتقل صديقي ابو صبا لساعات ولصغر سنه اطلقوا سراحه. اعتقل الحرس اثنين من اخوتي واطلق سراحهم بعد طلب من كادر حزبي لهم(اعتقل بعد انقلاب عبدالسلام عليهم واعلن براءته من الحزب كما رئيسهم البكر) حيث كان من ابناء المنطقة، واصبح فيما بعد سكرتير البكر وقتها لفترة..

كنت مع والدي في طريقي للبصرة في باص(النيرن) وسمعت  من مذياع الباص خبر (اعدام)استشهاد سكرتير الحزب سلام عادل ورفاقه، وفي الحقيقة لم يكن اعداما بقدر ما كان استشهادهم الاسطوري تحت التعذيب.

البعثيون عصابة لم يكونوا شجعاناً حيث انه في 18 تشرين انقلب عبدالسلام عليهم اصبحوا كالجرذان في تسليم اسلحتهم وذلك بارسالها مع امهاتهم بسلال التسوق. مستشفى الولادة في الكرادة تحول الى مقر لهم وعملوا فتحة خلفية للهرب عندما اتت دبابة واطلقت قذيفة واحدة لا غير فاصبح المكان خاليا تماما حيث هربوا من الفتحة التي كانت في الجدار الخلفي للبناية...

ومنذ ذلك التاريخ لم تنقطع الكوارث على الشعب العراقي ومازالت مستمرة... حروب قتل على الهوية، تهجير وووو.

لكن الامور لن تستمر كما هي ولكل نظام دموي وفاسد نهاية مخزية وحتمية كما جرت على نظام البعث الفاشي...

 **********

في رحيل الشيوعي الباسل والمفكر الرفيق لطفي حاتم

عبد القادر العيداني

من أين أبدأ وإلى اين انتهي لطفي نم قرير العين فقد خلفت لنا الكثير من الأفكار الاشتراكية في مؤلفاتك وكنت متابعا لكتابتك في طريق الشعب والثقافة الجديدة وموقع الناس كنت اتابع حالتك المرضية غير السارة من خلال أم نادية ونادية ومن بعض الاصدقاء بيننا. عرفتك مناضلا شيوعيا باسلا في زنازين الطغاة وفي زنزانتي في سجن نقرة السلمان عام1964 بعد ان تم الحكم عليك بتهمة اغتيال مدير الأمن العامة، فبعد القاء القبض عليك من قبل مفارز الأمن تم العثور على ورقة فيها أرقام سيارات الأمن بما فيها رقم مدير الأمن العام لكنك صمدت ببطولة قل نظيرها، وبعد أن خابت آمالهم أخذ الجلادون يعيرونك بصمودك حين يعيرونك بأحد المرتدين القياديين وهو ممدد على فراشه ومدلل بعد ان خان الحزب، وبعد ان يأسوا منك قدموك للمحكمة ورموك في غياهب نقرة السلمان، في تلك الفترة تم التعارف والأخوة الرفاقية بيننا وصقلتها أيام السجن وما بعده تلاحما أخويا إلى أن سافرت إلى موسكو وأكملت الدراسة الجامعية والتحقت بفصائل الانصار في كردستان العراق، ويشهد رفاقك بالملاحم البطولية التي جابهت فيها العدو إلى أن تم لقاؤك بالرفيقة النصيرة أم هندرين وكان ثمرة هذا اللقاء- نادية التي تحملت معكم مصاعب الكفاح منذ ولادتها إلى أن استقر بكم المقام في السويد وتفرغت للتأليف والتدريس في الجامعة العربية الدنماركية عميدا لكلية القانون، وعند زيارتك للعراق قبل عشر سنين آليت إلا أن تلتقي بي وبعائلتي وكان اللقاء حميما في مطار أربيل، وبعد يومين كنا في لقاء حميمي مع عائلة ام هندرين في دهوك ونظموا لنا خلال الايام التي قضيناها في زيارتهم التي استمرت اسبوعا في زيارة إلى ربوع جبال كردستان لحين الوداع، وكان في نيتكم زيارة البصرة ومازالت الدعوة قائمة ولحظة سماعي برحيله قدمت التعازي لأم نادية وإلى نادية والدموع تسيل من عيوني على هذا المصاب الجلل. ارقد بسلام في مثواك الأخير ايها المحارب الشيوعي.

 ******************

شهيدة الحزب سناء السوداني  نضال وطني وكفاح مشرف

عامر عبود الشيخ علي

مع اقتراب الساعات الاخيرة لانتهاء عام 1979 واستقبال العام الذي يليه، انقض الاوباش القتلة المتعطشون للدم، على زهرة من زهور الوطن والحزب الشيوعي العراقي النقابية سناء السوداني. اربع واربعون عاما انقضت منذ تغيبيها من قبل النظام الدكتاتوري المباد وما زالت روحها تمدنا بالعزم والاصرار على مواصلة دربها والكفاح من اجل وطن حر وشعب سعيد.

المناضلة سناء السوداني من مواليد 1956 خريجة اعدادية الصناعة قسم الكهرباء، تدخل قلب كل من يتحدث معها لطيبتها ومعرفتها وثقافتها، وكيف لا وهي التي تربت في بيت سمته الوطنية وسيرة افراده النضالية حافلة بالكفاح والانسانية والاعتقالات والتعذيب، بيت علم ومعرفة هي حفيدة المناضل الشيوعي الشيخ حسين الساعدي وحفيدة الشاعر الشيخ كاظم السوداني وبنت المناضل الشيوعي عبد المحسن وخالتها المناضلة نجية الشيخ حسين الساعدي احدى مؤسسات رابطة المرأة العراقية.  انتمت الشهيدة سناء الى صفوف الحزب من خلال اتحاد الطلبة العام وهي في اعدادية الصناعة وبعد تخرجها وتعينيها في وزارة الزراعة انتمت الى اتحاد نقابات العمال، وخلال عملها النقابي في الوزارة تعرضت الى المطاردة والاستدعاء المستمر من قبل الامن، الا انها لم تهابهم بل كانت اكثر اصرارا على النضال والعمل النقابي وتحريض العمال وتثقيفهم للمطالبة بحقوقهم، وان لا يسكتوا عن سلب ارادتهم من قبل النظام الدكتاتوري البعثي، ولتحثهم على الانتماء للجان النقابية ممثلهم الشرعي، وشكلت لجنة نقابية نشطت من خلالها في الوقوف بجانب العمال العراقيين والعمال العرب والجنسيات الاخرى الذين كانوا يعملون معها، لم تكن حدود الدول الجغرافية حاجزا لها فهي مؤمنة بالاممية وشعار ياعمال العالم اتحدوا.

هذا النشاط ازعج الامن واخذوا يكنون لها العداء ووضعوها تحت المراقبة، حتى انها كانت بذكائها تستطيع الافلات من مراقبتهم، واذكر انها يوما كانت من المفترض ان تلتقي في دارنا مع اخي طيب الذكر النقابي ناهض الشيخ علي في منطقة المأمون (دور عمال النسيج) لعقد اجتماع معه والتداول حول امور اللجان النقابية، فكان يتبعها شخصان وادركت بفراستها انهم من رجالات الامن، وبحكم القرابة التي تربطنا اخبرت والدي بذلك وانا واقف بجانبهم، فقال والدي ساذهب لهم وابرحهم ضربا بحجة معاكستك، الا انها رفضت خوفا لاعتقال والدي من قبلهم، وقالت من الافضل ان يذهب عامر والمقصود انا وكنت حينها بعمر العاشرة مع اصدقائه وطردهم بحجة انهم غرباء عن الحي، وبالفعل جمعت اصدقائي في الحي وقمنا بطردهم وهم مذهولين ولا يستطيعون الرد علينا لصغرنا،

لم يقتصر نشاطها مع العمال فقط، بل كانت تعمل مع التنظيمات النسوية في رابطة المرأة ولها دور في تثقيف النساء وخاصة الشابات بعمرها بحقوقهن، وضرورة ثورتهن على الاعراف والتقاليد التي تجعل منهن مجرد سلعة، وهذا ماجعل الشابات بل حتى النساء كبيرات السن من الاقارب والمعارف التعلق بها وانتظارها في جلساتهن للاستماع الى احاديثها عن المرأة ودورها في التغيير. اما نحن الصغار كنا نعشقها ونحب حكاياتها المقرونة بحب الوطن والانسان، كانت تهدي لنا القصص واقلام التلوين لتحثنا على القراءة والرسم.

دعيت مرات عديدة للاستجواب من قبل المنظمة الحزبية في منطقة سكناها في حي الخضراء، وكذلك اعتقلت من قبل دوائر قوى الامن، الا انها لم تهابهم وكانت قوية، واثرت بعد اشتداد الملاحاقات والاعتقالات لاعضاء الحزب الشيوعي العراقي في بداية عام 1979، البقاء في الداخل رغم ضغوطات الاهل عليها للسفر خارج الوطن، الا ان القتلة لم يمهلونها كثيرا واعتقلت في نهاية العام لتغيب منذ ذلك التأريخ، ويمتزج جسدها الطاهر بتربة الوطن ولتصبح منارا للشعب

لم ينس رفاقها في الحزب وبالخصوص في المحلية العمالية من اطلاق اسم الشهيدة سناء السوداني على احدى خلاياها تخليدا لذكراها ونضالها وعملها النقابي.

المجد والخلود للشهيدة سناء ولشهداء الحزب الشيوعي العراقي.

سلاماً: حماةَ الغدِ الهادر ِ، مفاتيحَ مستقبلٍ زاهرِ

سلاماً: على المعدنِ النادرِ، تأبّى على عَصْرِةِ العاصرِ

سلاماً: على جاعلين الحتوفْ   جسرا الى الموكب العابر .....(شاعر العرب الكبير الجواهري)

 ***************************

الصفحة التاسعة

سابالينكا إلى ثالث أدوار إنديان ويلز

كاليفورنيا ـ وكالات

تأهلت البيلاروسية أرينا سابالينكا، المصنفة الثانية عالمياً بين لاعبات التنس المحترفات، إلى ثالث أدوار بطولة إنديان ويلز، بعد تغلبها على الروسية ايفاجينيا رودينا.

وتمكنت سابالينكا من هزيمة رودينا بواقع (6-2 و6-0)، لتواجه في الدور الثالث الأوكرانية ليسيا تسورينكو، المصنفة 95 عالمياً، التي أطاحت بالكرواتية دونا فيكيتش.

 ***********

بذكريات آسيا 2000.. منتخبنا يتغلّب على إيران.. العراق يتأهل إلى كأس العالم للشباب

بغداد ـ طريق الشعب

تأهل منتخبنا الوطني للشباب إلى نهائيات كأس العالم، والدور قبل النهائي بعد فوزهِ على إيران (1-0) أمس السبت، على ستاد جار في طشقند، ضمن ربع نهائي كأس آسيا للشباب للسن دون الـ 20 عاماً، للعام الجاري 2023، والمُقامة في أوزبكستان.

وسيطر التعادل السلبي على نتيجة المباراة حتى الدقيقة الأولى من الوقت بدل الضائع للشوط الثاني، عندما خطفَ علي جاسم هدف الفوز الثمين للعراق.

وانحصر اللعب في بداية المباراة بمنطقة الوسط، حيث ظهرَ الحذر على أداء الفريقين، وغابت الخطورة عن المرمى، وكانت أولى محاولة للعراق في الدقيقة 16 عبر رأسية مصطفى قابيل التي ذهبت سهلة إلى الحارس الإيراني أديب زرعي.

وسنحت فرصة خطيرة للعراق في الدقيقة 30 إثر سلسلة من التمريرات قبل أن تصل الكرة إلى عبدالرزاق قاسم على الجهة اليسرى من منطقة الجزاء، ليطلق تسديدة باتجاه القائم البعيد، لكنها مرّت فوق المرمى.

وتواصل الحذر في الدقائق المتبقية من الشوط الأول، مع أفضلية للعراق من ناحية شن الهجمات على الأطراف، ولكن دون تهديد فعلي للمرمى.

مع انطلاق الشوط الثاني لم يتغير واقع المباراة، حيث كانت أول تسديدة على المرمى في الدقيقة 72 لصالح إيران، عبر ركلة حرّة مباشرة نفذها البديل محمد جواد حسين زاد، مرّت من فوق الحائط الدفاعي، ولكن الحارس حسين حسن تألق في إبعادها إلى ركلةٍ ركنية. وردّ المنتخب العراقي عبر انطلاقة علي جاسم في الجهة اليمنى، قبل أن يرسل تمريرة عرضية متقنة، تهادت على خط المرمى، ولم يتمكن مصطفى قابيل من الوصول إليها، في الدقيقة 81.

ونجحَ منتخب العراق في افتتاح التسجيل بالدقيقة الأولى من الوقت بدل الضائع للشوط الثاني، بواسطة علي جاسم الذي استلم الكرة خارج منطقة الجزاء، وتقدم أمام مدافعين قبل أن يسدد بقدمهِ الأيمن الكرة في الشباك. وفي الدور قبل النهائي، يلتقي  منتخبنا الوطني، مع الفائز من مباراة اليابان والأردن.

ويشار إلى أن المنتخبات الحاصلة على المراكز الأربعة الأولى في البطولة تتأهل إلى كأس العالم للشباب تحت 20 عاماً 2023 في إندونيسيا.

-*------------------------

وقفة رياضية.. من يقود الأندية الرياضية؟

منعم جابر

اعتدنا في الأيام الخوالي، على أن تقاد الأندية الرياضية من قبل بعض الشخصيات الرياضية، وتسيّر عملها، وتدافع عنهُ بلا مقابل مادي، حيث كانت الأندية تقادُ حباً بالرياضة وخدمةً للوطن، وكانت هذه القيادات تمارسُ هذا الدور بشغفٍ وحبٍ وإخلاص، قلما نجد لهُ مثيلاً اليوم.

أمّا اليوم فإننا نجد المؤسسات الرياضية – مع احترامي للبعض القليل – يقودها من المتشبثين بالمناصب ويطبقون مقولة (جئنا لنبقى)، وأكثرهم يفتقدون إلى الخبرة والكفاءة، ويمارسون دورهم بطريقة (اشطب يومك) من دون تفكير بمصلحة النادي، وماذا يُقدم للنادي ولجمهوره، علماً أن قادة المؤسسات الرياضية، ومنها الأندية، نجدُ لهم برنامجاً وجهوداً وخططاً من أجل تطوير النادي وتحقيق الإنجازات.

إن إدارة النادي والمؤسّسة الرياضية يجب أن تقاد من شخصٍ واعٍ قادرٍ على تحديد الأولويات والأهداف الخاصة بهذه المؤسّسة، أمّا أن يقودها البعض دون معرفة، فإنّ هذا خطأٌ كبير، أو لأنهُ لاعب سابق قدمَ الكثير من العطاءِ لناديهِ ولجمهوره، وهذا حرام وضياع للجهود الخيّرة لهذهِ المؤسّسة الرياضية.

إننا اليوم بحاجة إلى واقعٍ جديد، وأفكار نيّرة، تتناسبُ مع حركة العصر، ولا مكان فيها للعقليات الجامدة والمتسلطة التي لا تتعامل مع روح العصر. إن الأندية الرياضية أصبحت تقود جيلاً جديداً وشبابياً حريصاً ومندفعاً نحو المستقبل، ولا يقبل بالجمود والتوقف، ويدعو للتفاعل الإيجابي مع الأحداث. فالأندية الرياضية مؤسّساتٌ تتفاعلُ مع الجماهير الرياضية، وتمارسُ دورها المتطور حياتياً وتفاعلياً، ومطلوبٌ من قياداتها أن تتجاوز الماضي، وتتفاعلُ مع أحداث الواقع بمرونةٍ عالية. وأن تسعى من أجلِّ رسمِ الخطط والبرامج التي تحاكي التطور الحياتي بكلِّ جوانبه، وتقدّم نفسها بقوةٍ وإيجابيةٍ من أجلِّ النهوض بالواقع الرياضي.

لهذا نجد أن الكثير من المؤسّسات الرياضية، أندية واتحادات، متأزمة وغير منسجمة في هيئاتها الإدارية. 

 ******************

تأجيل انتخابات نادي النجف لعدم اكتمال النصاب القانوني

متابعة ـ طريق الشعب

عزت الهيئة الإدارية لنادي النجف الرياضي، أمس السبت، أسباب تأجيل انتخاب هيئة إدارية جديدة للنادي، إلى عدم اكتمال النصاب القانوني للجلسة الانتخابية. مؤكدة أن استئناف الجلسة سيكون خلال اليومين المقبلين.

وقال عضو الهيئة الإدارية، علي هاشم،  إن “سبب تأجيل الانتخابات، هو لعدم اكتمال النصاب القانوني”، موضحاً أن “عدم الحضور واكتمال النصاب كانت لأسباب كثيرة، منها: عدم القناعة بانتخابات النادي، وكذلك منع بعض الأعضاء من الدخول للإدلاء بأصواتهم من قبل عدد من الجمهور النجفي الذين يرون أن ذلك أفضل لتغيير الإدارة”.

وأضاف هاشم، أن “عددَ أعضاء الهيئة العامة هو 470 عضواً، أمّا الحضور كان 186 عضواً فقط، لذلك لم يكتمل النصاب”، مشيراً إلى أن “الموعد الجديد سيكون خلال اليومين المقبلين بغية إقامة الانتخابات وفق قانون الأندية بإشراف اللجنة الانتخابية المكلفة بالمهمة”.

ويحتل نادي النجف لكرة القدم، بعد انتهاء المرحلة الأولى من منافسات الدوري العراقي الممتاز، المركز الثامن برصيد 27 نقطة.

 *************

تهم خطيرة تضعف موقف برشلونة في فضيحة الرشوة

برشلونة ـ وكالات

وجه القضاء الإسباني 3 اتهامات خطيرة لطرفي “فضيحة التحكيم في الدوري الإسباني”، نادي برشلونة، ورئيسين سابقين له من جهة، والمسؤول التحكيمي السابق خوسيه نيغريرا من جهة أخرى.

وتضمنت اتهامات القضاء الإسباني، الجمعة، لأطراف الأزمة بـ”الفساد”، و”إساءة الأمانة”، و”تزوير سجلات تجارية” في قضية الدفعات المالية المشبوهة من النادي الكتالوني لنيغريرا.

وتستهدف ملاحقات النيابة العامة في برشلونة، النادي بصفته المعنوية، بالإضافة إلى رئيسيه السابقين جوسيب ماريا بارتوميو (2014-2020)، وساندرو روسيل (2010-2014).

وتتعلق القضية بمدفوعات مزعومة من برشلونة إلى نائب رئيس لجنة التحكيم الفنية السابق، لتزويد النادي بنصائح ومشورة شفوية حول مواضيع متعلقة بالحُكّام، فضلاً عن توجيهِ ذات الاتهامات إلى أوسكار غراو وألبرت سولر، عنصران سابقان في فريق بارتوميو.

وكانت النيابة العامة، قد فتحت تحقيقاً أولياً في ربيع 2022، من أجل التحقق من الدافع، وإطار هذه المدفوعات، بعد أن كشفت سلطات الضرائب عن مخالفات محتملة في دفع الضرائب من قبل شركة مملوكة لنيغريرا.

وقالت النيابة العامة: “حصل برشلونة على اتفاقية شفهية سرية للغاية مع خوسيه نيغريرا، بحيث يقوم بصفتهِ نائب رئيس لجنة التحكيم الفنية ومقابل المال، بأفعال تمنح الأفضلية للنادي الكتالوني في قرارات الحُكّام في المباريات التي يخوضها النادي، وبالتالي في النتائج والمسابقات”.

يمثل الإعلان عن الإجراءات ضد برشلونة ورؤسائه السابقين، خطوة مهمة في إضفاء الطابع القضائي على فضيحة التحكيم هذه، ومن المرجح أن تضعف البلوغرانا. إذ أشارت النيابة العامة إلى أن النادي دفع أكثر من 7.3 ملايين يورو لنيغريرا بين عامي 1994 و2018.

 *************

خلف وخليل يفوزان بعضوية المكتب التنفيذي للجنة الأولمبية

بغداد ـ طريق الشعب

جرت، أمس السبت، الانتخابات التكميلية للمقعدين الشاغرين في عضوية المكتب التنفيذي للجنة الأولمبية العراقية، بتصويت أعضاء الجمعية العمومية.

وبعد إجراء عملية التصويت، فاز العضوان عبد السلام خلف رئيس اتحاد التجديف، وإبراهيم خليل رئيس اللجنة الأولمبية الفرعية في محافظة الأنبار.

وكان عضوا المكتب التنفيذي السابقين جميل العبادي رئيس الاتحاد العراقي لكرة الطائرة، وعادل عيدان رئيس اتحاد الكراتيه، قدما استقالتهما في وقتٍ سابقٍ من عضويةِ المكتب التنفيذي للجنة الأولمبية.

وسبقت الانتخابات التكميلية للعضوية، انتخابات النواب الثلاثة لرئيس اللجنة الأولمبية، والتي أسفرت نتائج الانتخابات بعد تصويت الجمعية العمومية للجنة الأولمبية العراقية، عن فوز عقيل مفتن رئيس اتحاد الفروسية بمنصب النائب الأول، وسمير الموسوي رئيس اتحاد الجودو بمنصب النائب الثاني، وزياد حسن رئيس اتحاد المبارزة بمنصب النائب الثالث.

 ****************

«أسود الرافدين» يستعين بالمحترفين لمواجهة روسيا

متابعة ـ طريق الشعب

بدأت ملامح تغيير جلد منتخب العراق، تظهر بشكلٍ كبير بعد أن أقدم المدير الفني الإسباني خيسوس كاساس، على إبعاد مجموعة كبيرة من القائمة التي توِّجت أخيراً بلقب خليجي 25 بالبصرة، في شهر كانون الثاني الماضي.

وشهدت قائمة أسود الرافدين تغييراتٍ بالجملة، طالت 8 لاعبين محليين، علاوةً على المحترف السابق لنادي أوسترسوند السويدي ريوان أمين، الذي وجد اسمهُ خارج الحسابات بعد عودتهِ لفريق مدينتهِ دهوك.

خيارات المدرِّب كاساس التي أعلنها مساء الجمعة، تحضيراً للقاء الودي مع المنتخب الروسي يوم 26 آذار الجاري، طغت عليها صبغة المحترفين، بعد أن فضلهم المدرب الإسباني لجاهزيتهم الفنية.

واستبعد المدرب الإسباني، ثنائي الزوراء، علاء عباس وحسن عبد الكريم الملقب بـ”قوقية”، فيما استعان بالحرس القديم وهم: أسامة رشيد، فرانس ضياء بطرس، وعلي عدنان.

ويسعى عدنان إلى استعادة مكانتهِ كقائد للمنتخب العراقي، بعد غياب دام لأكثر من عام بداعي الإصابة، لكن جاهزيته الفنية واستمراره مع فريقهِ روبن كازان الروسي، دفعت المدرِّب كاساس لاستدعائهِ من جديد.

سلاح المحترفين

يعتمدُ كاساس على 13 محترفاً في آسيا وأفريقيا وأوروبا، مستبعداً من خياراتهِ محترف دي سي يونايتد الأمريكي مهند جعاز، بعد اعتذارهِ لبعد المسافة.

ووضعَ مدرب العراق على رأس القائمة 9 محترفين بالأندية الأوروبية، وهم : زيدان إقبال، علي الحمادي، أسامة رشيد، الآي فاضل، ميرخاس دوسكي، ألكسندر أوراها، علي عدنان، أمير العماري، كيفن يعقوب.

كما اختار كاساس 3 محترفين يلعبون بالدوريات الآسيوية وهم: أيمن حسين وأمجد عطوان وفرانس ضياء، المحترف بصفوف بورت التايلاندي.

وضمّت القائمة، محترف الصفاقسي التونسي حسين علي، وهو العراقي الوحيد الناشط في القارّة السمراء.

ويعد محترف أوروس الدنماركي كيفن يعقوب، اللاعب الوحيد من خارج العراق، الذي يتم منحهُ فرصةً لتمثيل أسود الرافدين لأولِّ مرة في مسيرته.

وانضّمَ يعقوب لقائمة العراق، بعد نجاح لجنة المحترفين بإكمالِ أوراقهِ الرسمية التي تتيح لهُ ارتداء قميص أسود الرافدين، ليقترب من خوض مباراتهِ الدولية الأولى أمام الدب الروسي.

استبعاد فني

 و استغنى كاساس عن 9 لاعبينَ ظهروا في بطولة خليجي 25 بالبصرة، وقرار الاستبعاد جاء فنياً في ظلِّ تراجع مستوياتهم مع أنديتهم، باستثناء ضرغام إسماعيل مدافع الطلبة، الغائب للإصابة.

وتم الاستغناء عن خدمات كل من : حسن عبد الكريم، علاء عباس، شيركو كريم، حسين عمار، زيد تحسين، ريوان أمين، مؤمل عبد الرضا، حسين جبار.

وتم استبعاد لاعب القوة الجوية حسين جبار، بعد دقائق من إعلان القائمة، ليتم دعوة صانع ألعاب الزوراء لؤي العاني بدلاً عنه، في أول مهمة رسمية له مع العراق، حيث سبق ومثل المنتخب الأولمبي قبل عامين.

وشهدت القائمة، عودة جناح الشرطة أحمد فرحان مجدداً، بعد أن غاب عن المشاركة الأخيرة بكأس الخليج بداعي الإصابة.

 *****************************

الصفحة العاشرة

ماركس .. الماركسية .. أميركا.. قراءات مهمة

ثامر الصفار

واحدة من أكثر القراءات تأثيرا التي تم تقديمها في العقود الماضية لماركس، هي قراءات الباحث مويشي بوستون، الذي حصل على شهادة الدكتوراه في فرانكفورت عام 1983، وبالتالي، فهو بمثابة شخصية تربط بين القراءة “الجديدة” الألمانية والأميركية لماركس. في كتابه “الوقت والعمل والهيمنة الاجتماعية” عام 1993، يقدم لنا بوستون إعادة تفسير لنظرية ماركس النقدية لا تبني نقدها على “موقف العمل” بل تحول الشكل “المحدد تاريخيًا” للعمل في المجتمع الرأسمالي إلى “موضوع” للنقد.

النهج الأول ينتقد فقط الملكية الخاصة والتوزيع غير المتكافئ للثروة، ويؤكد ضمنيا على الإنتاج الصناعي والعمل البروليتاري كطرق عابرة للتاريخ، بهذا القدر أو ذاك، لتنظيم عملية تراكم الثروة. أما حسب بوستون، فإن من الضروري فهم “العلاقات الاجتماعية الحقيقية للرأسمالية” التي تتشكل مفاهيميا من خلال العمل المجرد، القيمة، ورأس المال.  وفي نهاية المطاف، إذا كان ما يميز نمط الإنتاج الرأسمالي غير واضح تماما، فإن من المستحيل التفكير في بدائل ذات مغزى.

دعونا ننظر في مثال. في مجلد حديث عن مقاربات الدراسات الثقافية الأمريكية، تناقش جودي ميلاميد بإيجاز كيف تعرفت الدراسات الأمريكية على الماركسية ورد فعلها عليها. ما يثير الاهتمام في مقالتها هو أنها تظهر بشكل جيد حدود التقاليد الماركسية. وفي الوقت نفسه، يظل نقدها لماركس محدودا لأنها تقرأ ماركس من خلال منظور التقاليد. ونجدها تبدأ بملخص موجز:

«بالنسبة لماركس، فإن العداء الأساسي للمجتمع الرأسمالي هو أنه عندما تبيع العاملة قوتها إلى الرأسمالي، فإنها تحصل على أجر أقل من القيمة التي تنتجها قوة عملها. القيمة الإضافية التي يستخرجها الرأسمالي من العامل تسمى فائض القيمة وتشمل الربح. يقفز ماركس من نقده لهذه العلاقة غير المتكافئة، الى تنظير الشكل السلعي، وتحويل المال إلى رأس مال، [إلخ].»

وإذا سرنا معها في هذا المسار سيتوجب علينا أن نتوقع من ماركس أن يبدأ رأس المال بتحليل الاستغلال في عملية الإنتاج ثم ينتقل إلى مناقشة المقولات الاقتصادية الأساسية. لكن ماركس لا يفعل ذلك، وكيف يمكن أن يفعل ذلك؟ لأنه سيتطلب من ماركس تحليل فائض القيمة قبل أن يدرك القيمة! في الواقع، العكس هو الصحيح: فبعد البدء بتحليل السلعة والقيمة والمال ورأس المال، يبدأ ماركس في الدخول الى الأسرار الخفية لعملية الإنتاج.

إذا تم التعامل مع تحليل الأشكال الاقتصادية الأساسية على أنه ثانوي وتم التعامل مع “العلاقة غير المتكافئة” للاستغلال على أنها أساسية، فإن هذه الأشكال ذاتها - السلع ، النقد، رأس المال - قد تبدو وكأنها تشكّل كل تشكيل اجتماعي ممكن. فبينما تقر ميلاميد بأن الرأسمالية هي “مجرد نمط واحد لتنظيم القوى الاجتماعية”، نجدها تستمر في الادعاء بأن “الاشتراكية ... ستعيد تنظيم المجتمع بحيث يتم توزيع رأس المال، الذي يتم إنتاجه اجتماعيا دائما، على المجتمع بدلاً من أن يستولي عليه الرأسماليون”. ولكن إذا كان المقصود بالاشتراكية هنا أن تكون مرادفا لـ “مستقبل ما بعد الرأسمالية”، فقد نتوقف ونتساءل لماذا لا يزال هناك “رأس مال” أصلا يمكن توزيعه. إلا يعني ذلك الإقرار بأن كل مستقبل محتمل لما بعد الرأسمالية سيكون بمثابة عودة الى الرأسمالية؟

من الواضح ان قراءة ميلاميد تتوافق مع فهم (خاطئ) وواسع الإنتشار لماركس باعتباره ناقدا للإقتصاد السياسي، وهذا الخطأ واسع الإنتشار هو ما يسمى بالتقليد بشكل خاطئ ايضا. ويبدو ان الباحثين في العلوم الإنسانية يعتمدون على روايات تقليدية تم إعادة إنتاجها في روايات تمهيدية للفكر الماركسي منذ انجلز على الأقل. ولا بد من الإقرار بأن هذا التقليد الذي تم تشكيله على هذا النحو يعاني من نقاط عمياء أوجزتها ميلاميد بقولها:

« ثمة شريحة من الباحثين في موضوعة مابعد الماركسية يرفضون الطريقة التي جرى من خلالها وضع المادية التاريخية لماركس ضمن ديناميكية أوروبية مركزية، حيث جرى التنظير في موضوعة العمل بإسلوب يهمش العبودية والإستعمار واستغلال النساء والأطفال. لكنها في نفس الوقت ترفض الدوغما التي وصلت اليهم من خلال التقليد الماركسي المؤسساتي التي تقول بإن “التاريخ تطوري ومدفوع بنمو القوى المنتجة وحدها، وانه يتقدم نحو الإشتراكية والشيوعية بقيادة البروليتاريا الثورية».

السؤال هو هل نجح التقليد الماركسي المؤسساتي في معالجة هذه القضايا؟ الجواب كلا. المهم هنا أنه من اجل التعامل مع هذه النقاط العمياء، الثغرات، سيكون من المفيد إيلاء اهتمام أكبر للتمييز بين ماركس والتقليد الماركسي وانواع الماركسية التي ناقشنا بعضها سابقا.

 ******************

استعادة طه حسين.. تجديد أم خيانة له؟

شريف صالح

لم يُثر رجل مشتغل بالفكر والأدب ما أثاره طه حسين (1889 - 1973) من قضايا وتحديات في عالمنا العربي.

هو العربي الأول المرشح لجائزة نوبل في الآداب، ومن أوائل المبتعثين لدراسة الآداب في الغرب وتحديداً فرنسا. وأوائل من أجادوا لغتين وثقافتين: الفرنسية والعربية، إضافة إلى معرفته بلغات قديمة كاللاتينية، ومن تخصص بعمق في حقول معرفية مختلفة كالأدب واللغة والتاريخ وعلم الاجتماع، فكان أحد الموسوعيين العرب الكبار في القرن العشرين.

لم يتقوقع داخل حدود الفكر كما فعل أحد أشهر تلامذته عبد الرحمن بدوي، بل اشتبك مع الحياة العامة عبر مقالاته الصحافية، وأحاديثه الإذاعية، فكان مناضلاً أثار غبار المعارك وسط عامة الناس. اشتبك مع بدهيات المجتمع العربي، فأصاب وأخطأ، وحورب، وطُرد من الجامعة وعاد إليها.

اشتغل أيضًا بالسياسة في الفترة الليبرالية الذهبية في مصر، وانتمى إلى حزب مناوئ لحزب الوفد الحاكم آنذاك، وأوصله ذلك إلى منصب وزير المعارف (التعليم) لمدة عامين فخلدت مقولته بأن التعليم كالماء والهواء، أي حق لكل إنسان.

ورغم كل معاركه، بما في ذلك التشنيع فيه من قبل المحافظين والجماعات المتشددة، ظل ملء السمع والبصر، وتقلد كل المناصب الرفيعة بما فيها عمادة كلية الآداب في جامعة القاهرة، ورئاسة جامعة الإسكندرية، ورئاسة مجمع اللغة العربية، وكرم بأرفع الجوائز والأوسمة مصرياً وعربياً ودولياً، بما فيها وسام الأرز اللبناني. واستقبل أينما حل استقبال الملوك، لدرجة أنهم عندما حج استقبله الملك سعود بن عبد العزيز.

كل تفصيلة في حياته تجعله مثار الإعجاب، بدءاً من تحديه لآفة العمى التي كانت كفيلة بأن يبقى في سجون الجهل والفقر والنسيان، مع ذلك بلغ قمماً لا ينازعه فيها أحد.

ولا ننسى قصة حبه وزواجه الذي امتد لنحو خمسة وخمسين عاماً من السيدة الفرنسية سوزان بريسو، التي كانت له يداً وبصراً، وقارئة نهمة.

مسارات عظيمة وملهمة فرضت سيرته دائماً على التلفزيون والسينما والإذاعة، كما حدث في المسلسل الشهير “الأيام” حين لعب دوره أحمد زكي، في أحد أجمل مسلسلات السير العربية.

أيقونة

فرض طه حسين نفسه أيقونة للثقافة العربية الحداثية، ورأس حربة ضد الرجعية والتخلف. وعندما انحرف مسار ثورة يناير بسبب هيمنة جماعات دينية متشددة على الحدث، تحرك المبدعون والمثقفون ضدها، واستعادوا كلمات طه حسين ورفعوا صوره “الأيقونية” في مظاهراتهم. حاربوا الإرهاب، بنظارته السوداء الشهيرة التي يختبئ وراءها وعي بصير.

بهذا المعنى، كلما انتكس الوعي العربي، ومضت أيقونة طه حسين للاحتماء بها.

عقلانية

قلما يكون لدينا أديب معاصر بموسوعية طه حسين، لكنّ مكانته لا تتأتى من اتساع ثقافته، وإنما من كونه مثل قيم العقلانية والحداثة، بحكم انتمائه إلى الثقافة الفرنسية المؤسِسة لعصر الأنوار الأوروبي.

عقلانية آمنت بحق كل مواطن عربي في التعليم والمعرفة، والنقد، والشك. وهو اتجاه مضاد لخطاب رجعي ومتشدد قائم على الإتباع وليس الإبداع، التسليم لا الشك، السمع والطاعة لا التعبير عن الذات.

ولعل أشهر معاركه تمثلت في كتابه “في الشعر الجاهلي” الذي انتهى به إلى النيابة العامة، لأنه طرح ضرورة فصل الدرس الأدبي عن المعتقد الديني، ومشروعية الشك ومساءلة تراثنا الإسلامي والعربي.

ما وراء الثقافة

اتسع مشروعه لأكثر من ستين عاماً، وترك منجزاً يضم عشرات المؤلفات في مسارات عدة أولها: التأريخ والثقافة الإسلامية مثل “على هامش السيرة” و”الفتنة الكبرى” و”علي وبنوه”. بهذا المعنى لم يكن طه ضد الإسلام، كما شنع خصومه، وإنما رغب في إعادة الصلة بتراثنا من منظور نقدي وعصري.

ثانيها: مسار نقدي وفكري مرتبط بعلوم التاريخ والفلسفة والاجتماع، مثل كتابه “فلسفة بن خلدون” أو ما كتبه وترجمه عن الثقافة الأوروبية.

ثالثها: مسار أدبي رائد ومؤسس- نقداً وأدباً- بلغ ذروته في سيرته “الأيام”، واحتفاء السينما والتلفزيون بنتاجه الإبداعي مثل فيلم “دعاء الكروان” و”الحب الضائع”.

رابعها: مسار عام على مستوى المناصب الرفيعة التي تقلدها، وحضوره في الصحف والتلفزيون والإذاعة، ومقالاته وأحاديثه. فهو مفكر في معركة وليس في برج عاجي. لم يكتف ب “إنتاج” الثقافة بل انشغل بدورها ووظيفتها في المجتمع، وماذا وراءها. كما عبر عن ذلك في كتابه “مستقبل الثقافة في مصر”.

من ثم فإن استعادته مبررة ومشروعة دائماً، إما استثماراً لأيقونته، أو عقلانيته الممثلة لقيم عصر الأنوار، أو لاشتغاله الواسع بالثقافةـ تنظيراً وتطبيقاً ـ كمحفزة للوعي الجمعي، ومشتبكة مع مجتمعها وعصرها.

فأي تراجع على أصعدة الثقافة العربية المختلفة، استدعى دائماً استعادة طه حسين.

احتفالات لا تنتهي

إذا كانت أيقونية طه حسين تعبر عن مظلة واسعة من المسارات والأفكار والقيم الحداثية، فإنها أيضًا تحمل رمزية دعائية واستهلاكية لا يُستهان بها.

لا شك أنه كان أباً روحياً من آباء الحداثة العربية العظام، وأنجب عشرات التلاميذ المؤيدين والمختلفين، فيصعب تصور مشاريع أمين الخولي أو نصر أبو زيد، أو جورج طرابيشي، أو عبد الرحمن بدوي، أو صادق جلال العظم، وصولاً إلى عبد الفتاح كليطو... من دون ظلال طه حسين.

فلماذا لا يحظى كل هؤلاء بالحضور الرسمي والشعبي الذي يتمتع به إلى يومنا هذا؟

لأنه يتفوق عليهم بالرمزية الاحتفالية، هو “النجم” الصالح لكل أنواع التوظيف، بما في ذلك الهجوم عليه. هو الأكثر قابلية للاختفاء خلفه وتمرير وتبرير كل أنواع الرسائل.

يشبه في ذلك نجومية أم كلثوم في الطرب ونجيب محفوظ في الرواية. يكفي حضوره الأيقوني لمد جسور بين السلطة والشعب، النخبة والجمهور، الحداثة والتراث، القيمة والشهرة.

ذكراه الخمسون

برر معرض القاهرة الدولي في دورته التي انتهت أخيراً استعادة طه حسين بالذكرى الخمسين لرحيله.

من هذا المنطلق أعادت الهيئة العامة لقصور الثقافة نشر بعض كتبه بإشراف الشاعر والناقد جرجس شكري، ونُشرت تقارير عن الإقبال الجماهيري على كتبه ونفاد بعضها. كما أقيمت ضمن المعرض ندوة بعنوان “منهجية طه حسين” بحضور كُتاب وأكاديميين.

في السياق نفسه صدر كتاب “هوامش العميد: ملامح التجربة المعرفية عند طه حسين” للناقد والأكاديمي أيمن بكر، عن الهيئة العامة للكتاب، ومن العنوان يتبين انشغال بكر بالنصوص الهامشية والموازية مثل عناوين كتب طه حسين ونبذه وهوامشه وإهداءته ومقالاته القصيرة وشذراته. أي أنه آثر ولوج عالم طه حسين من الهامش وليس المركز، من النافذة الضيقة لا الباب الواسع.

وقبل أشهر اختير طه حسين الشخصية المحورية” لمعرض أبوظبي الدولي للكتاب في دورته الحادية والثلاثين وأقيمت الندوات حول الاسم والرمز والدور والمنجز بحضور أسماء بارزة في مقدمتها الشاعر السوري أدونيس والناقد المصري الراحل صلاح فضل.

وهكذا لا تتوقف مناسبات استعادة طه حسين عند قوس ولادته ورحيله، ولا يخلو كل عام من ندوة عنه هنا أو هناك. بل إن معرض القاهرة للكتاب نفسه سبق أن اختاره شخصية العام في الدورة الـ 45 عام 1914 بإشراف الناقد والأكاديمي أحمد مجاهد رئيس الهيئة العامة للكتاب آنذاك، وهي  الجهة المنظمة للمعرض.

وكان المبرر الرد على سنة حكم “الإخوان”، وكأن الخلاص منهم، يستوجب الاحتفاء بأكبر خصومهم: طه حسين.

 تناقض الدلالة

إن الاستعادة الأيقونية، تنطوي على دلالتين متناقضتين، إما التأكيد على قيمته وقيمه، وإما الاحتفال الطقوسي والشكلاني الذي يستثمر في “نجوميته”.

ولو كان الأمر أمر قيم فإن تجارب عشرات الأسماء التي خرجت من عباءته جديرة أيضاً بالاستعادة.

لذلك قد يكون حضوره “تغييباً” له، دعائية براقة للاشيء، تحضر العلامة وتغيب الدلالة تحت كثافة الضوء. فما الجديد الذي ينتج من كلام المتخصصين فيه؟! هل ظهر على منصات الاحتفاء شباب في الثلاثينيات ولدوا بعد رحيله بسنوات طويلة، وتحدثوا عن اشتباكهم معه أديباً ومفكراً، وصدى تأثيره عليه؟ هل ظهر على المنصات إسلاميون ناصبوه العداء ثم تراجعوا وأعادوا تأويله؟

هل طه حسين- وهو وزير تعليم سابق- حاضر كما يجب في مناهج التعليم؟ أم أن معظم المقررات في العالم العربي تعاديه علنًا وضمنًا، وتنطلق من منهجية مضادة له؟

ألا يعني الإلحاح عليه أن ثقافتنا العربية تعيش ردة عما نادى به قبل قرن؟ لأن استفحال المرض يستدعي الطبيب. لذلك كلما شعر المسؤولون عن الثقافة العربية بتردي الوعي الجمعي نادوا بطه حسين

أليس تجديد ذكراه، والاحتماء بأيقونته، أمر رائع في ذاته؟ قطعاً هذا أمر طيب. لكن عدم اشتباك استعادته مع الواقع المتردي نفسه قد يعتبر خيانة، لمفكر عاش مشتبكاً، وظل ـ في حياته وبعد رحيله ـ مثيراً للمعارك.

ألا تجتر ثقافتنا ذاتها، ولا تحسم أياً من قضاياها، بل تلتذ بالطقوس الاحتفالية واستهلاك الأيقونات وتمجيدها؟ فينقلب طه حسين من مشعل تنوير، إلى صنم تقديس.

مؤكد أن ما نحياه الآن ليس هو ما حلم به طه حسين.. ليس هذا التعليم هو ما نادى به، ولا تلك الثقافة هي التي وهب حياته للدفاع عنه، ولا هذا الوعي الجمعي هو الوعي الحداثي الذي تشهاه.. ولا تلك السلطويات الوصائية تعبر عن تصوره الديموقراطي في الحكم والمعرفة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

“النهار العربي” -  24 شباط 2023

 *********************

قاموس اقتصادي فلسفي.. الأرستقراطية العمالية 

اعداد: د. صالح ياسر

الأرستقراطية العمالية (labor aristocracy): هي فئة ضئيلة، نسبيا، من العمال المؤهلين تأهيلا عاليا، في البلدان الراسمالية المتطورة، تضعها الاحتكارات، في ظروف حسنة، نسبيا، بالمقارنة مع جماهير العمال الاخرى، لكي تضع من خلالها، الطبقة العاملة تحت هيمنة الطبقات البرجوازية. هذه الفئة من العمال تعطى اجورا مرتفعة، وتوزع عليها بعض اسهم المؤسسات، وتقدم لبعض افرادها مراكز حسنة الاجور في الجهاز الحكومي، والنقابات، وادارات الخدمات العامة. وتضحي الاحتكارات بجزء من ارباحها الاحتكارية من اجل شراء بعض الشرائح العليا من البروليتاريا. وتستخدم الاحتكارات “المتبرجزين” الخارجين من صفوف البروليتاريا كعملاء لها في الحركة العمالية.

وبحسب وكيبيديا، لمصطلح الأرستقراطية العمالية أربعة معان على الأقل: مصطلح ذو أسس نظرية ماركسية، نوع محدد من النقابية، ووصف مختصر استخدمته النقابات الصناعية الثورية (مثل منظمة العمال الصناعيين في العالم) لبيروقراطية النقابات العمالية القائمة على الحرف. في القرنين التاسع عشر وأوائل القرن العشرين استخدم المصطلح لتعريف أعضاء الطبقة العاملة الأفضل حالا.

اشتهر هذا المصطلح بعد استخدام كارل كاوتسكي له في عام 1901 و نظّر له فلاديمير لينين في مؤلفه (الإمبريالية أعلى مرحلة الرأسمالية).

في الولايات المتحدة وبريطانيا وغيرها من البلدان الرأسمالية المتطورة، يستخدم مصطلح “الأرستقراطية العمالية” كنقد ضمني للنقابات العمالية التي تضم عمالا ذوي رواتب عالية ولا تهتم بتنظيم عمال ذوي دخل متوسط أو منخفض - حتى في الحالات التي سيؤدي تنظيم العمال غير المنتظمين إلى تعزيز النقابات المعنية. ويقال إن هذه النقابات راضية بكونها “أرستقراطية عمالية”.

 ********************

الصفحة الحادية عشر

ابتسام عبد الله.. رثاء نجمة مضيئة

نجمة مضيئة.. هكذا عرفها الوسط الثقافي والابداعي في العراق. ابتسام عبد الله، الروائية والمترجمة والصحفية والإعلامية البارزة؛ ظلت طوال عمرها تضئ الزمان والمكان.. علماً ومعرفة وعطاء وابداعاً.

ابتسام عبد الله، صاحبة الابتسامة التي تليق باسمها، والتي اضفتها على كل من عرفها، كانت انموذج للمرأة التي تزرع الخير والمحبة والوعي في كل مكان تتواجد فيه. كان برنامجها التلفزيوني (سيرة وذكريات) يلقى صداه في مشاهديه، فهي تنتقي من الشخصيات المؤثرة والفاعلة، مثلما تختار لأحداث رواياتها ما هو راسخ في الاذهان، وتترجم ما هو جدير بأن يترجم الى العربية.

ابتسام عبد الله.. اسم راسخ في القلب والذاكرة.. سلاماً.

المحرر الثقافي

 ****************************

قصة قصيرة.. أنين متوارَث

علي حسين عبيد*

بدأ الأنين خفيضاً مكتوما مليئا بالرجاء، في البدء لم أتنبّه لمصدره أو نبرته، ربما يتماوج من مكان بعيد، هكذا خيّل إليّ، لكنني أعرف هذا الصوت، وأعرف مصدره، إنه جزء مني، ومع أن الجميع يئن ويتوجّع هذه الأيام، وأننا اعتدنا الأنين منذ سنوات موغلة بالقِدَم، لكن هذا الأنين يضرب أعماق روحي، ويصفع سويداء قلبي، إنه يصدر من امرأة تجاوز حَملها الوقت المسموح، لم يخطر في بالي أنّ بيتاً طارئاً واطئاً أقمناه - بسبب النزوح- في صحراء قصية سوف يكون مكانا لمخاض أقرب الناس إلى نفسي، إنها شقيقة الروح والقلب والجسد، قفزتُ من مكاني كالملسوع، وصرختُ على الجميع أن ينهضوا من النوم، نهضوا جميعا، خرجوا من فتحة البيت النايلون الواطئ ودخلوا في حالة إنذار قصوى، الظلام يسود مثلما تسود الحرب على كل شيء، رأيت إحدى النازحات تقترب من شقيقتي، ثم هرعت إليَّ وقالت:

-  شقيقتك في حالة مخاض، أتوقع أن تلِدَ قريبا.

أخذني صديقي جانبا، وأخبرني بكلمات لم يرد بعضها في بالي، ليس سهلا أن تلد امرأة في هذا المكان الصحراوي الذي يفتقر لكل شيء، لا طبيب، لا أجهزة توليد، لا أدوية من أي نوع كان، ثم لا توجد قابلة لها خبرة في التوليد، الأمر في غاية السوء، الظلام يفرض سطوته على المكان، لا نجوم ولا قمر ولا مصابيح من أي نوع كان، برد ربيعي لاذع يصفع وجوهنا، شعرتُ أن صديقي لديه ما يقوله لي فسألته:

- ماذا نفعل في هذا الليل البهيم، دلّني على حل؟

نظر في عينيّ، كأنه يبحث عن شيء ما، ثم قال:

- أليس لديك معارف هنا؟

- معارف؟! ومن هم معارفنا؟

- صاحبة المزرعة؟

- هل يمكن أن تنفعنا؟

- لنجرّب، ربما يمكنها مساعدتنا.

عند باب المزرعة القريبة، نقف الآن معا، أنا وصديقي، إلى جانبينا ينهض خيالان قلقان مترددان يصنعهما ضوء شحيح ويعكسهما جدار المزرعة، أشعر بشيء من الخجل، ولكن في الوقت نفسه أشعر أن صاحبة المزرعة ليست غريبة، إنها جزء منا ولا بأس أن تشترك معنا في المواقف العصيبة، في بعض الأحيان قد يستحي الإنسان حتى من أقرب الناس إليه، طرق صديقي على باب المزرعة بهدوء، لا جواب، طرقتُه أنا بقوة، وكررتُ ذلك أكثر من مرة، رأيتُ من خلل سياج السعف فانوسا يضيء الدرب لامرأة ثلاثينية تتقدم إلينا وتعلّق على كتفها رشاش كلاشنكوف، وشرعتْ تسأل:

- من يطرق الباب في هذا الليل؟

- أنا الطارق.

رأيتها تعود إلى الكوخ مسرعة وتخرج إلينا في خطوات أسرع، يبدو أنها تخلّصت من الرشاش، رحّبت بنا مندهشة مما تراه:

- هل من شيء؟

- نعم أختي تعاني نوبات الطلق.

- الآن؟

- نعم الآن.. ولا نعرف ماذا نفعل أو إلى أين نذهب، لا طبيب ولا قابلة، أخشى أن يصيبها مكروه.

- لحظات سوف أخرج معكما.

خطونا معا في أعماق الصحراء المحاصرة بالبرد، لم تقل صاحبة المزرعة إلى أين تسير بنا، كان صوت الأنين يطرق سمعي بشدة، خفتُ على شقيقتي من الموت الذي تتمناه هي وأخشاه أنا، لا شك أن الكلام المجرّد يختلف عن مواجهة الحقيقة، فالإنسان يعلن مواقف كثيرة بلسانه ولكنها عندما تُصبح حقيقة سوف يتراجع عمّا لفظه لسانه، شقيقتي تمنّت الموت في النهار الفائت، وها هو يفاجئها في الليل ويصبح حقيقة لا مفر منها، قلت للمرأة التي رافقتنا:

- أخشى على شقيقتي من الخطر الذي يحيق بها، ماذا ستفعلين؟

- هدّئ من روعك، سوف نجد حلا.

قطعنا مسافة ليست بعيدة نحو مزرعة أصغر مساحة، استطاعت صاحبة المزرعة أن تحصل لنا على سيارة قديمة، وطلبت من السائق أن يتوجّه بنا إلى مزرعة (أم سعد)، ورَجتْه أن يقود السيارة بأقصى سرعة ممكنة مع التنبّه إلى الكثبان الرملية في الطريق، وصلنا المزرعة المقصودة، نزلت المرأة وطلبتْ مني أن أرافقها، طرقتْ على باب المزرعة، صاح صوت رجل:

- من في الباب؟

- أنا جواهر أريد أم سعد.

بعد دقائق خرجت أم سعد تلّف كيانها كله بالسواد، لم أر شيئا منها، كانت غائبة في الظلام، تحدثت معها جواهر عن حاجتنا لها، لم تتردد قيد أنملة، دقائق قليلة وانطلقنا إلى بيت النايلون الواطئ، وما أن وصلنا حتى طلبت القابلة أم سعد أن نسخّن (قِدْراً) من الماء على الفور، ودخلتْ هي في بيت النايلون الواطئ، فأشعلنا النار بما تبقّى لنا من حطب، وهرع آخرون لجمع المزيد منه، ثمة صراخ يشق عنان السماء، موجات صوتية هائلة تندفع نحو الأعالي، تشق طبقات الظلام، حتى كأنني أرى تلك الموجات وأكاد أمسكها بيدي، نعم يمكن أن نمسك الصوت أحيانا!، نوبات الطلق تتواصل، الصراخ يتوقف ويعلو ثم ينطلق عاليا، القلوب تتقافز بين الضلوع، أرواحنا قلقة مستفَّزة، لا نعرف كيف سينتهي الأمر، أطبق صمت ثقيل على سقف البيت الواطئ، وفي داخله ران صمت أكثر ثقلا، لا صراخ، لا أنين، ولا حتى كلمة واحدة، هذا النوع من الصمت جرّبناه سابقا، إنه مخيف ويُنْبئ بحادث جلل، لا أريد الصمت، أنا أكرهه حقا، هكذا رحت أصيح بصوت مكبوت تندفع موجاته الخرساء في الفناء الصحراوي الواسع، أنا أريدُ الصراخ، كلّنا نريد ذلك، ليعدْ يطرق سمعي، الصراخ والألم أفضل من غدر الصمت المفاجئ بكثير، تقدمتُ نحو فتحة البيت الواطئ، كدتُ أرفع نايلون الفتحة الصغيرة كي أرى ما الذي يحدث داخل هذه الزريبة الواطئة، لا أعرف ما الذي منعني عن فعل ذلك، بغتة هرعتْ إلينا (أم سعد)، قالت والرعب يكتسح صوتها:

- الجنين لا يتحرك كأنه حجر.

- هل هو ميّت؟

- أتوقع ذلك بنسبة عالية.

- وأم الجنين؟

- نبضها ضعيف جدا، وقلبها ينازع من أجل البقاء.

- وما العمل؟

- نحتاج لطبيب وأجهزة مساعِدة، يجب أن ننقلها فورا إلى مستشفى الولادة.

- لا توجد مستشفى، الجميع فرّ منها هربا من القتل.

- علينا أن نبذل ما بوسعنا لإنقاذها.

- هل تعنين أنها ستلقى حتفها؟

- إذا لم نجد لها طبيبا أو مستشفى.

- لكن هذا مستحيل في هذا الظرف، ثم لا توجد مستشفى ولا أجهزة توليد بعد تدميرها.

- إذاً ستبقى أم جلال بين يدي ربّها....

- يا إلهي!

في لحظات القنوط التي نعيشها الآن، هذه اللحظات التي هيمن فيها البؤس والقلق والخوف والموت على العالم بأسره، في هذه اللحظات المنحوتة من اليأس المطلق، قد تمنحنا الأقدار فرصة أخيرة أقرب إلى المعجزة أو هي المعجزة بعينها، والأغرب في هذا أننا لم نكن بانتظارها، ولم نتوقع حدوثها لأنها كالمستحيل أو أقرب إليه، ربما تحدثُ هذه المعجزة، فتغيّر كلّ شيء رأسا على عقب، لدرجة أن الموت قد يتحول إلى حياة، والظلام إلى ضوء، واليأس إلى أمل، والخوف إلى قوة، وها هي تحدث بالفعل، في لحظة فقدْنا فيها الأمل بكل شيء، إلّا من ذلك التشبث المستميت بنبض الحياة حتى آخر الأنفاس، ففي غمرة حالة الترقب والقلق والخراب وضياع الرجاء، ينبثق ضوء ضئيل للأمل، ما يلبث أن يشعّ.. ينمو.. يكبر.. يتصاعد، لتنطلق صرخة وليد جديد، كأنها صرخة جنين أزلي تراكمت منذ بدء الخليقة وانطلقت اللحظة، كي تتحدى الحرب وكل أشكال الموت الأخرى، صرخةٌ بِكْر تخرج من باب البيت النايلون الواطئ لتفيض في الصحاري الواسعة، تنتشر في البوادي والغدران والسهول، لتنشر الحياة الأبدية في هذا الخلاء المترامي.

لاحت خطوط ذهبية في الأفق البعيد، حيث تقبّل السماء وجه الصحراء، نهضت الشمس بكامل أبَّهتها، لتعلن الضوء عنوانا لحياة جديدة، طلبتْ أم سعد قطعة قماش منسوجة من القطن كي تلّف بها الوليد، كان طلبها البسيط هذا عسيرا، إذ من المستحيل أن نأتي لها بما طلبت، ثم على الفور خلعتُ سروالي فهو مصنوع من قماش القطن، لا أعرف كيف فكرتُ بهذا الحلّ، أعطيته للقابلة عن طيب خاطر، فأشرق وجهها بتباشير فرحة مفاجئة كأنها عثرت على لؤلؤة في أعماق البحر، أم سعد أنهت عملها الآن وطلبت الأذن بالمغادرة، أعطاها صديقي مبلغا من المال، فرفضت ذلك بكرم امرأة واثقة من نفسها، وقالت:

- في هذه الظروف أنا أعمل لوجه الله فقط.

صاحب سيارة الأجرة رفض أيضا أن يأخذ أجرة عمّا قدّمه لنا على الرغم من إلحاحنا عليه، أثلج صدري هذا السلوك الإنساني في هذه الأوضاع الحرجة التي تحاصرنا، وجدّد الأمل بأننا في يوم ما سوف نكون أفضل، وسوف نسامح بعضنا، سنعالج الجروح التي أدمتْ أجسادنا وأرواحنا، هناك في أعماق الإنسان رغبة للتمسك بالخير والعمل به، هذه الرغبة لم تغب في ليلتنا الصعبة هذه.

بدأت تباشير الشروق تعلو وتكبر وتنمو وتصبح أكثر حضورا، وبدت أكثر بهجة حيث الضوء شرع يغسل وجه الأرض، ينظّفهُ مما لحق به من بثور، ويشفيه مما لحق به من كدمات، وحيث النسيم البرّي يداعب الوجوه والأرواح معا، غفتْ شقيقتي وسكن وليدها في حضنها، ومضتْ جواهر إلى مزرعتها، مهرجانا عارما للفرح نعيشه الآن، في وسط النهار استيقظت شقيقتي، دخلنا عليها، حمدنا الله على سلامتها ووليدها، كان جنبها مغمض العينين، وجهه نحو السقف، قلت لها محاولا رفع معنوياتها:

- إنه يشبه أباه.

لم تجب بشيء، تقاطرت الدموع من عينيها، تنبّهتُ إلى خطئي، ليس صحيحا أن أذكرها الآن بزوجها الذي خطفته الحرب، حاولتُ معالجة الموقف، لكنني فشلت، فقد كان قلبها يبكي بصوت مسموع.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

*قاص عراقي، فائز بجائزة الطيب صالح للقصة القصيرة.

 ****************************

للشاعر كاظم اللايذ: «شوهد مغادراً باب الهوا»

ماجد قاسم

اعتمد الشاعر كاظم اللايذ في بناء قصيدته على الطرح المغاير، والتي تقوم على اساس الايقاع الموسيقي وليس على اساس التقليدي العروض،  وفي لغة شعرية  تهتم بالسرد والصورة بوصف التفاصيل الدقيقة، لنجد انفسنا امام لوحة تشكيلية يمكن تخيلها بجميع عناصرها التي استخدم فيها الصورة الشعرية والتي عمق تأثيرها، يستخدم اللايذ لغة المباشرة  ويبتعد قليلا عن الرمزية وتقترب قصيدته من القصيدة السبعينية. في هذا المقطع نجد الصورة والايقاع الموسيقي.

اين صاحبي؟...

دهريين بلاشفة كانوا

او كانوا ربانيين.

كيف انفرطوا من مسبحة العمر

صاروا رقماً محفوظاتٍ  في لائحة الاقدار؟

مشنقة صاروا

او مقبرة

او منفى...

ما اوحشني!

اجلس منفرداً في زاوية المقهى

لا اسمع الا خفقة ملعقة الشاي. 

في تساؤل مثير للجدل عن المدينة: مسحت من مكانها، هل مسحتها الة الحرب؟ او عبث او طواغيت الحكومات؟ ماذا عن الاهل والاصدقاء؟ عندما حلت الكارثة في المدينة، لم يبق في المدينة سوى طيور النورس، تصرخ وتئن، والكلاب والقطط السائبة بين انقاضها  واشباحها  مخيفة. وماذا عن الاهل والاصدقاء، من كانت لديه حيلة فليغادرها، ومن يستطيع ذلك سبيلا. لم يبق في المدينة الا نفر جائع ، ينادي اين هي المدينة، بعدما يأتي اليها طوفان من البشر يحلون بها، بدلاً من الاهل والاصدقاء، اين هي البصرة؟

اسأل ان كان

النخل هنا هو ذات النخل!

وهذي الاسواق هي الاسواق!

وهذا الانسان هو الانسان !

أم اني ابحث عن اٍم قد رحلتْ

لم تترك غير الأحلامِ

وغير الاوهام

غير الذكرى...

أسألٌ

اين هي البصرة؟

فيها الالم والجرح الكبيرين حينما تبصر العينان

 في هذه المجموعة الشعرية ايضاً عتب كبير على الموت عندما غيب الاصدقاء نبلاء النفس والانسانية، كان رحيلهم سريعاً، يجف الدمع عندما تسمع اسماءهم وعندما تعيد الذاكرة صورهم وحينها تتسع دائرة الحزن، انهم اصدقاء الجميع ليس لكاظم  وحده كقوله:

بعد سنة على احمد جاسم

كل يوم...

انتظرك هنا

في هذا المكان...

لنذهب معاً الى المقهى...

عموماً الانتظار صعب ولو لساعات قصيرة لكن عندما ينتظر احمد ليذهبا الى المقهى ويدرك ان احمد لن يأتي انه اشد عذاباً.

اعلم الان

انك مقذوف خارج جدران الزمن:

فقد كنت حاضراً

ساعة عروجك الى سدرة المنتهى

وكانت يدي

تحت جنازتك

ونحن نرفعها الى الاعلى

لتتلقفها اجنحة الملائكة.

اللايذ يتفقد الاصدقاء الذين كان لهم قصائد عن سيرتهم  الذاتية،  لهم قدسية ومنزلة تبدو كبيرة وباستحقاق ، محمود عبد الوهاب، مجيد جاسم العلي، حسين عبد اللطيف، واخرين امضت حياتهم العذاب  والسجون، 

من هي برحيات على الشط الكبير عند اللايذ انها مجموعة من الفرسان الكبار يطرزون سماء البصرة الفيحاء، محمد خضير، كاظم الحجاج، كثيرون هم فرسان البصرة ام العراق.

 كقوله في محمد خضير :                           

  عشر فراشات، تطير على راسه

كلما فتح باب بيته

قاصدا ضاحية العشار...

عشر فراشات

تطير على راسه

كلما قفل عائدا الى بيته

من ضاحية العشار...             

هكذا يمضي شاعرنا الجميل معبراً عن اسماء كبيرة  في البصرة، يعدون ذاكرة وطن اسمه (العراق)،لا تموت اسماؤهم ابدا ما دمنا احياء، لكن عندما يموت النخيل، والحناء والشجر، ويجف النهر ويغادر ماءه، ويموت ما هو حي، حينها تنثقب الذاكرة ويموت الوطن، على يد العبث والفوضى.

 ***********************

مناجاة في الحب

فاروق فياض

الحب بحث عمن يشبهك

تكمل ما كان ينقصه ويكملك

فتصير كله ويصير كلك

ذهول انت تحملهُ ويحملك

الى ما انت تجهلهُ ويجهلك

فتبصره بقلبك وبقلبهِ يبصرك

اذا نساك غفرت له متسامحا

وذنب اذ نسيته يهلكك

ينسيك موتك ان دنا منك

وان نأى عنك يصبح قاتلك

*****************************

حُزْنٌ يَنْتَحِلُ وَجْهَ المَاء

نجاة الزباير*

يدِي في يدهِ

يجُرُّني نحو زوابعهِ

أَنَّى حللتُ يتدثر بإِهَابِ بوْحِي

مثل ساحرٍ صَغِير

يُخْرِجُ كل يوم من قبعتهِ

أشياءَ وأشياءْ.

وهذه الكَفُّ المُوصَدَةُ

تَنْثُرُ حُطامِي.

تُحَوِّلُ ذَاتي لِمَوْقدٍ

تحترق فيه القصائدُ

يا لوقاحتهِ يقتحمُ أزْمِنَتِي

ويُفْردُ جَناحيْهِ بين استعاراتِي 

مستأنسا بِالسَّرَاب

وَأَنَا غَيْمَةٌ بِلاَ قَدَمَيْنِ

لاَ أَعرفُ مَا الجَوابْ !.

2

لماذا يتوسَّدُ كَفَّ الشتاءْ

مثل مُحارِبٍ تائهٍ في غربتهِ

يبحثُ خلفَ المعاني الحزينةِ

عن بُنْدقيةٍ خلعَت قَذَائِفَها.

وحْدهَا معزوفةُ الليلِ

تطلُّ عليه من أنفاسِ الجَمْر

تتَدَحْرَجُ بينَ يَديهِ رسائلُ المَنافِي

يَتْرُكُها وَراءَهُ

كَما لَعْنَةٍ تَسجُنُ خُطُواتِهِ

فِي زُقاقِ الواهمينْ؟

3

البيَاضُ المُتَرَامِي

يَعْبُر أَجْزَاءَ مِنِّي

يَقِفُ قابَ قوسينِ

من جِسْرِ الهَذَيَانِ

يُهَدْهِدُ من شفتي النايِ

مَوّالاً للبُكاءْ

وكأننا طلاسِم كتبتْهَا

ريشُ الهَبَاءْ.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

*شاعرة مغربية، صدر لها العديد من المجاميع الشعرية.

 ********************

الصفحة الثانية عشر

«جيكور» يحتفي بالشاعر عبد الأمير العبادي

البصرة - ماجد قاسم

احتفى «ملتقى جيكور» الثقافي في البصرة، أخيرا، بالشاعر عبد الأمير العبادي في مناسبة صدور مجموعته الشعرية الجديدة «المطر يجرح البحر».

جلسة الاحتفاء التي احتضنتها «قاعة الشهيد هندال جادر» في مقر اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في البصرة، حضرها جمع من الأدباء والمثقفين ومحبي الشعر. فيما أدارها الشاعر عبد السادة البصري.

العبادي، وفي مستهل حديثه، ألقى الضوء على سيرته الذاتية وتجربته الشعرية. ثم قرأ عددا من قصائده التي ضمتها مجموعته الشعرية الجديدة، يرافقه د. أحمد إبراهيم بعزف على العود. 

وخلال الجلسة، قدم عدد من الحاضرين مداخلات نقدية عن كتاب المحتفى به، بضمنهم الشاعرة بلقيس خالد، د. علاء العبادي، الكاتب باسم محمد حسين، الناقد مقداد مسعود، الشاعر جلال عباس، الشاعر رافع بندر ود. سالم العقابي.

وفي الختام، قدمت شهادتا تقدير للشاعر عبد الأمير العبادي ود. أحمد إبراهيم.

 ***************

محمود فهمي يفتتح «بوليفارد بغداد»

متابعة – طريق الشعب

تحت عنوان “بوليفارد بغداد”، افتتح الفنان التشكيلي المغترب في كندا، محمود فهمي، أول أمس الجمعة على قاعة “ذا كاليري” في الكرّادة، معرضه التشكيلي الشخصي الرابع.

وحظي المعرض بحضور حاشد من فنانين ومثقفين وإعلاميين ومهتمين في الفن التشكيلي.

وضم المعرض لوحات ملونة جسد فيها هذا الفنان البابلي، المرأة البغدادية في حالات عديدة، إلى جانب لوحات أخرى صوّر فيها معالم بغدادية تراثية مختلفة.

وهذه هي المرة الأولى التي يقيم فيها فهمي معرضا شخصيا داخل بغداد.

يشار إلى أن الفنان محمود فهمي عبود، المولود عام 1962، حاصل على الماجستير في الفنون الجميلة في أكاديمية خاركوف بأوكرانيا. وهو عضو جمعية الفنون الجميلة الروسية وعضو جمعية الإمارات للفنون التشكيلية.

وبين عامي 1999 و 2002 عمل فهمي في تدريس الرسم في كلية الفنون بالنرويج، ثم انتقل إلى الشارقة في الإمارات العربية، وعمل مدرسا في معهد الفن الخاص، ومصمما بصريا ورساما لقصص الأطفال في مراكز الطفولة.

وفي العام 2013 حصل هذا الرسام على الجائزة الأولى من جمعية الإمارات للفنون الجميلة، وذلك عن ثلاث من لوحاته، هي “خاتون دجلة”، “الجمعة صباحا” و”استراحة فوق السطح”.

كما حصدت لوحته “خاتون دجلة”، الجائزة الأولى في معرض الإمارات للفنون التشكيلية 2013.

 ********************

معاً لبناء بيت الحزب.. بيت الشعب

دعماً للحملة الوطنية لبناء مقر الحزب الشيوعي العراقي، تبرع الرفاق والأصدقاء:

  • ماهر مجيد الحلوائي وزوجته شيماء فيصل نصر ٧٠٠ يورو
  • زينب حسين زويد تبرعت 100 دولار

الشكر والتقدير للرفاق والأصدقاء على دعمهم واسنادهم حملة الحزب لبناء مقره المركزي في بغداد.

معاً حتى يكتمل بناء بيت الشيوعيين.. بيت العراقيين.

 *******************

المحلية العمّالية توزع الورود على النساء

بغداد - عامر عبود الشيخ علي

في مناسبة يوم المرأة العالمي 8 آذار، نظمت اللجنة المحلية العمالية في الحزب الشيوعي العراقي، جولة إعلامية راجلة في الكرّادة قرب “ساحة الواثق”.  وهنأت المحلية في المناسبة النساء السائرات في الشوارع، والعاملات في الصيدليات والعيادات الشعبية. ووزعت عليهن ورودا وحلوى، فضلا عن ملصقات تحمل شعارات من التي أطلقها الحزب احتفاء بالثامن من آذار.  وباسم الحزب، هنأ رفاق المحلية العاملون في المؤسسات الحكومية، زميلاتهن بعيد المرأة.

وكانت المحلية قد رفعت في أماكن عامة عديدة، لافتات تحمل شعارات المناسبة.

 ********************

بابل تحتفل بالمرأة في عيدها

الحلة - محمد صادق

أقامت رابطة المرأة العراقية في بابل، حفلا في مناسبة يوم المرأة العالمي 8 آذار، وذلك على قاعة الحزب الشيوعي العراقي في المحافظة.  افتتح الحفل باستماع الحاضرات والحاضرين النشيد الوطني، ووقوفهم دقيقة صمت في ذكرى شهيدات وشهداء الحركة الوطنية.  بعد ذلك، ألقت الرفيقة خولة رحيم كلمة باسم الرابطة، تلاها الشاعر د. وليد الزبيدي بقصيدة في المناسبة. ثم ألقى د. سلام حربة كلمة أشاد فيها بنضال المرأة وصمودها. كذلك ألقى د. عبد الحليم خوجة نعمة كلمة.

وتخللت الحفل الذي أداره الرفيق سامي عبد علي، قراءات شعرية ساهمت فيها الشاعرة حسينة بنيان، والشاعر محمد صادق المحاويلي، فضلا عن قصيدة للشاعر جبار الكواز ألقاها بالنيابة الأستاذ محمد المرعب.  هذا وتضمن الحفل أيضا، ألعاب خفة أداها الشاب مصطفى بلاني المحاويلي.

 *******************

فعاليات مختلفة وحضور جماهيري كبير.. النجف تحتضن «مهرجان الشهيد سلام عادل» الخامس

النجف – أحمد عباس

على مدى يومي الخميس والجمعة الماضيين، شهدت مدينة النجف فعاليات مهرجان الشهيد سلام عادل بنسخته الخامسة، والذي أقامته اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي.

وتوزعت فعاليات دورته الحالية بين قاعة غرفة تجارة النجف و”قاعة سلام عادل” في مقر اللجنة المحلية للحزب الشيوعي في النجف.

وأٌقيم حفل الافتتاح على قاعة غرفة التجارة، بحضور نائب سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي الرفيق بسام محيي، وعدد من قياديي الحزب.

كما حضر العديد من ممثلي أحزاب سياسية واتحادات ونقابات ومنظمات مهنية وديمقراطية، فضلا عن حشد كبير من أصدقاء الشيوعيين ومحبيهم ومناصريهم من النجف وبغداد وكربلاء وبابل وواسط والديوانية والبصرة.  وبعد وقوف الحاضرين دقيقة صمت في ذكرى الشهيد سلام عادل وبقية شهداء الحزب والحركة الوطنية وشهداء انتفاضة تشرين، واستماعهم إلى النشيد الوطني، ألقى الرفيق بسام محي، كلمة باسم الحزب (منشورة في الصفحة الثالثة).

ثم ألقيت كلمة باسم أسرة الشهيد سلام عادل، من قبل ابن شقيقه السيد وديع حسن الموسوي، وكلمة باسم التيار الديمقراطي العراقي ألقاها عضو المكتب التنفيذي للتيار وعضو تنسيقية النجف الأستاذ نجاح سميسم.

بعدها اعتلى المنصة الشيخ جعفر الشرقي، ليلقي كلمة باسم أهالي النجف، أعقبه الشاعر الكبير موفق محمد بقصيدة الهبت حماس الحاضرين، ليؤدي عقب ذلك الفنان جعفر حمزة بعض أغنيات الحزب غناء وعزفا على العود.

واختتم حفل الافتتاح الذي أداره صديق الحزب معن سباح، بترديد الحضور شعار “وطن حر وشعب سعيد”.

هذا وتضمنت فعاليات اليوم الأول، معرضا فوتوغرافيا لصور الشهيد سلام عادل.

أما في اليوم الثاني، الجمعة، فقد افتتح سكرتير اللجنة المحلية للحزب في واسط، الرفيق سفاح العزاوي، معرضا للأعمال اليدوية للفنان حيدر الذبحاوي، ليتوجه الجميع بعدها إلى “شارع الشهيد سلام عادل” وسط النجف، ومنه إلى “مقبرة وادي السلام”، حيث الضريح الرمزي للشهيد الخالد، وهناك القى الرفيق صالح العميدي كلمة في المناسبة، أعقبه الرفيق نجم خطاوي، من محلية واسط، بأبيات شعر بحق الشهيد.

ووسط هذا التجمع الذي ضم أيضا رفاقا من المحلية العمالية للحزب في بغداد، قدم سكرتير محلية النجف الرفيق كريم بلال، نبذه عن سيرة الشهيد سلام عادل، ليصدح بعدها الرفيق عليوي الميالي بأهازيج حماسية مهداة للحزب والوطن.

وفي عصر اليوم نفسه، أقيمت أمسية شعرية على قاعة محلية النجف، ساهم فيها الشعراء حسين العذاري ويحيى جعفر وعلي مهدي الكعبي وحكيم الوائلي وهيثم طوير، الذين تغنوا في قصائدهم بالحزب وببطولات الشهيد سلام عادل وحب الوطن. كذلك قدم المطربان زهير كشكول وحسين فائز وصلات غنائية.

وفي سياق فعاليات اليوم الثاني، نظمت المختصة الرياضية للحزب في النجف، بطولة كرة قدم حملت اسم الشهيد سلام عادل، واشرف عليها الرفيقان أحمد عباس وعلي جبوري.

وشاركت في البطولة أربعة فرق رياضية من المناذرة والمشخاب. واختتمت بتوزيع هدايا تقديرية على اللاعبين.

هذا وأدار حفل الختام الرفيق نعمة ياسين. 

 *****************

ساعة وأجراس جديدة  لكنيسة اللاتين في الموصل

متابعة – طريق الشعب

نصّبت الأسبوع الماضي ساعة وأجراس جديدة لكنيسة اللاتين في مدينة الموصل، والتي كانت قد تعرضت للتخريب على يد إرهاب داعش.

ويعود بناء هذه الكنيسة إلى نهاية القرن التاسع عشر، حينما قررت الإمبراطورة «أوجيني دي مونيتو» زوجة نابليون الثالث، إهداء مدينة الموصل ساعة ميكانيكية، ليتم نصبها على برج مربع الشكل. فتم ذلك، وبني البرج بارتفاع 28 مترا ونصبت فيه قاعدة الساعة تعلوها أجراس بأحجام مختلفة.

وكانت تلك الساعة تعمل حتى نهاية ثمانينيات القرن الماضي، وبعدها استبدلت بأخرى الكترونية، وهذه استمرت في العمل إلى أن طالها التخريب على أيدي إرهاب داعش. وقد اشتهرت كنيسة اللاتين بكونها تضم أول ساعة برجية شيدت في المدينة. لذلك سميت الكنيسة والمنطقة المحيطة بها بـ «الساعة».

وتتميز الساعة الجديدة التي نصبت بحضور وزير الثقافة أحمد فكاك البدراني، والمدير العام لمنظمة اليونسكو اودري ازولاي، بكونها ذات أربعة وجوه بيضاء اللون، كل منها على شكل قرص دائري قطره متر واحد، وعليه أرقام لاتينية باللون الأسود.  أما الأجراس، وهي ثلاثة، فجاءت بأحجام مختلفة، الكبير منها يبلغ قطره 76.4 سنتيمترا ووزنه 265 كيلوغراما، بينما يبلغ قطر الأصغر 60.2 سنتيمترا ووزنه 132 كيلوغراما، والصغير يبلغ قطره 52,5 سنتيمترا ووزنه 91 كيلوغراما. وقد جرت صناعة الأجراس من البرونز، وفي مدينة نورماندي الفرنسية.

هذا وتأتي هذه الساعة والأجراس، ضمن الاتفاقية التي ابرمت بين الحكومة العراقية ومنظمة اليونسكو لإعادة إحياء الموصل، والتي تموّل من قبل دولة الامارات.