اخر الاخبار

الصفحة الأولى

 

المحرر السياسي لطريق الشعب.. في ضوء التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي: سياسة «إطفاء الحرائق» لن تعالج أزمات البلد

يواجه بلدنا صعوبات واشكاليات جمة، تعجز القوى المتنفذة عن تقديم حلول لها، جراء تشبثها بمنهج فاشل لادارة الدولة ومؤسساتها. فالمحاصصة الطائفية – الاثنية، وهي أسّ البلاء، يَعضُ عليها المتنفذون بانيابهم حماية لمصالحهم ونفوذهم وادامة لسلطتهم. وبدل تقديم حلول تخرج البلاد من أزماتها، وتحدّ من تفاقم معاناة المواطنين متعددة الاشكال وتخلصهم من تداعياتها، ظلت الحكومات المتعاقبة تركض وراء سياسة «إطفاء الحرائق» وما يصاحبها من هدر للاموال والوقت، ومن ضياع فرص حقيقية للتقدم والنمو ومعافاة البلد وتحقيق الرفاه والعيش الرغيد لشعبه والتنمية الحقيقية المستدامة.

وجراء النهج الفاشل والمدمر والإصرار عليه، يتواصل إضعاف مؤسسات الدولة وزيادة عجزها عن القيام بمهامها المطلوبة، وتفشى الفساد فيها، والذي وجد - للأسف - منافذ الى المجتمع، فيما اصبح من الصعوبة انفاذ القانون على الجميع. وبدلا من الفصل بين السلطات تماهت الحدود في الصلاحيات، وصار الميل أوضح الى الجهات المتنفذة صاحبة القرار. وما زال السلاح خارج مؤسسات الدولة الدستورية منفلتا ويواصل تمدده، ولم تتمكن الحكومات السابقة ولا الحالية من تنفيذ شعار حصر السلاح بيد الدولة، في حين تسعى لتسويق حجج واهية لتبرير فشلها، وفي ان يكون هناك مركز واحد يمسك بالقرار العسكري والأمني، وهو المسند دستوريا الى رئيس مجلس الوزراء.

وتتضح يوما بعد اخر معالم التوجهات الاقتصادية والاجتماعية، التي من نتائجها المزيد من الفرز الطبقي والاجتماعي،والنمو المتسارع للعلاقات الراسمالية، وتكريس هيمنة اقلية على الحياة الاقتصادية وتحكمها بثروات البلاد، التي هي أساسا أموال عامة، مقابل اغلبية ساحقة متعبة مرهقة، تعاني من تداعيات الازمات وسوء الخدمات الأساسية، ومن ميل الدولة الى التخلي عنها ووقف الدعم للعديد من المجالات الخدمية والإنتاجية.

وبدلا من الحرص على الديمقراطية وصيانة حقوق المواطنين الدستورية، تشهد بلادنا المزيد من تضييق مساحة الحريات وحق التعبير عن الآراء والمواقف السياسية والفكرية وغيرها، كذلك تقييد مجالات عمل منظمات المجتمع المدني. ويجري كل هذا وغيره عبر فرض قوانين تستند الى هيمنة كتل متنفذة في مجلس النواب، والى إجراءات وتوجهات تفرضها جهات متعددة، حكومية وغير حكومية.  

وفي اجراء عكس ضيق وتبرم القوى المتنفذة من ثورة ١٤ تموز ١٩٥٨ ومنجزاتها وقوة مثلها، أقدمت الحكومة ومجلس النواب على اتخاذ قرار مجحف بحق الثورة، حيث تم شطب يومها من قانون العطلات الرسمية، باعتباره يوم تأسيس الجمهورية التي تبناها الدستور النافذ، ويوم عيد وطني، حيث مثلت الثورة إرادة غالبية العراقيين، على اختلاف قومياتهم واديانهم وطوائفهم. وراحت أجهزة تنفيذية وعناصر، في مناطق عدة، تضغط للحؤول حتى دون الاحتفال بذكراها العطرة، وملاحقة من يرفع الشعارات الممجدة لها ولقوة مثلها.  

وجراء تزايد معاناة المواطنين، وضعف الإجراءات المتخذة لحل المشاكل المتفاقمة، وانعدام الثقة واتساع الهوة بين المتنفذين وعموم بنات وأبناء الشعب، والتمييز بين المواطنين، تتعاظم  باستمرار مظاهر الاستياء والسخط والتذمر، والتعبير عن ذلك باساليب وطرق عدة، بضمنها التظاهر والاحتجاج، المطلبي والجماهيري.

ان الأوضاع الراهنة وتفاقم العناصر السلبية فيها جراء تداعيات الازمة العامة في البلد، تحفز باستمرار عناصر الرفض والمعارضة، التي وإن تكاد لا تذكر في مجلس النواب حاليا بفعل تركيبته القائمة والتخادم المحاصصاتي فيه، فانها تكبر باستمرار وتتسع في المجتمع، وهي تظل بحاجة الى تعاون وتنسيق ووضوح في المنهج والرؤى والاهداف، وصولا الى بناء اصطفاف واسع، جماهيري وسياسي من مختلف القوى والشخصيات، الحريصة على انقاذ الوطن وهزيمة المحاصصة، وفرض إرادة التغيير والسير الى امام نحو بناء دولة المواطنة والديمقراطية الحقة والعدالة الاجتماعية.

***********************************************************

مؤشر عالمي يضع العراق في المرتبة 99 بتكلفة المعيشة

بغداد ـ طريق الشعب

تظهر بيانات عالمية تسجيل العراق في منتصف العام الحالي 2024، أدنى مستوى بتكلفة المعيشة طوال الـ10 سنوات الماضية، والتي يتم احتسابها على أساس أسعار الايجار للمنازل والبقالة والمطاعم والقوة الشرائية.

 وبحسب مؤشر “كوست اوف لايفنغ - تكلفة المعيشة”، فأن العراق في منتصف 2024، بلغ عدد نقاط تكلفة المعيشة له 29.3 نقطة، وجاء في المرتبة 99 عالميًا من اصل 121 دولة.

وتعقيبا على تقرير المؤشر، بيّن المتحدث الرسمي لوزارة التخطيط، عبد الزهرة الهنداوي: ان «معدلات التضخم تشهد الى حد ما ارتفاعات منطقية خلال السنة الاخيرة، أشير بذلك الى ان معدل التضخم في أيار الماضي بالمقارنة مع نفس الشهر في العام 2023 بلغ ارتفاعاً 3.4 أي اقل من ثلاثة ونصف في المائة، فيما كان الارتفاع الشهري خلال شهر ايار بالمقارنة مع شهر نيسان الذي سبق من هذا العام خفيفا جدا بنسبة اقل من نصف واحد في المائة خلال الشهر».

وخلال العقد الاخير فإن نسبة التضخم في الأشهر الأخيرة من العام 2023 سجلت استقرارا اذا كانت المؤشرات لا تتجاوز (1 في المائة) وفي العام 2022 بلغت (5 في المائة)، وبالنسبة للعام 2021 كانت (6 في المائة) على عكس العام 2020 الذي كانت نسبة التضخم فيه (5.6) في المائة، وفي العام 2019 بلغت ( 0.8 في المائة).

*********************************************************

راصد الطريق.. لماذا يُريدون تعديل القوانين خلسة؟

ينفرد البرلمان الحالي بميزة غريبة، مقارنة ببرلمانات الدورات السابقة،  تتجلى في  سعيه لتشريع أو تعديل بعض القوانين دون مناقشتها بالمدى الواسع الضروري، والاكتفاء بسماع نائب واحد يقترح تشريعًا او تعديلا لتشريع

ولعل أحدث مسعى للمجلس من هذا النوع هو محاولته تعديل قانون ،الأحوال الشخصية، دون الإعلان عن تفاصيل التعديل وماهيته وأسبابه والحاجة الاجتماعية لإجراء مثل هذا التعديل!.

 والحال إن تعديلا لقانون مهم مثل قانون الأحوال الشخصية، لا بد ان يسبقه إعلان واضح للبنود والفقرات المراد تعديلها، وان يرافقه اطلاق نقاش حول التعديل المقترح، لا أن يتم تقديمه خلسة في الغرف المظلمة.

واذا صح ما يقال عن ان المراد من التعديل هو اضافة إشارات للطوائف والقوميات، فمن الواضح ان قوى متنفذة معينة تريد دق إسفين فُرقة عبر إبراز الهويات الفرعية على حساب الهوية الوطنية الجامعة. 

ومن المعروف ان تعديل القوانين او تشريع بدائل لها يتم عند الحاجة واذا وجدت نصوص أفضل ترتقي بها. لكن التجربة تبين للأسف أن هذا يجري في البرلمان الحالي من منطلقات ضيقة، ودون النظر ابعد من أرنبة الأنف.

************************************************************

الصفحة الثانية

تقرير دولي يكشف طرق تجارة المخدرات وانتاجها في العراق

بغداد – طريق الشعب

كشف تقرير للأمم المتحدة، أمس الإثنين، عن طرق المتاجرة بالمخدرات في العراق، محذرا من جعل البلاد ودول الشرق الأوسط والأدنى موقعاً لإنتاج هذه المواد والمتاجرة بها.

وأشار التقرير إلى محاولات انتاج المواد المخدرة في المثنى وكركوك وطورخورماتو، فيما قدم 7 توصيات لمعالجة ومكافحة المخاطر التي قال إنها تنشط بين الشباب على وجه الخصوص، والتي احد أبرز أسبابها البطالة.

ومن التوصيات التي اقترحها التقرير هو تنفيذ الاتفاقيات المتعلقة بالمخدرات بين العراق وجامعة الدول العربية ودول الخليج. كما حثّ على إنشاء مركز إقليمي يجمع متخصصين في مجال إنفاذ القانون والأمن.

ويأتي ذلك بعد أن شهدت بغداد يوم أمس عقد “مؤتمر بغداد الدولي الثاني لمكافحة المخدرات”، وبمشاركة وفود على مستوى وزراء الداخلية وأجهزة مكافحة المخدرات من تسع دول عربية وإقليمية، والأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب، وجامعة نايف للعلوم الأمنية، فضلاً عن مشاركة مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة المنظمة.

********************************************************

إغلاق للطرق ومطالبات بإقالة المسؤولين الفاشلين الاحتجاجات تتسع بفعل غياب الخدمات وانقطاع الكهرباء والتنصل من الوعود

بغداد ـ طريق الشعب

ارتفعت وتيرة الاحتجاجات الشعبية المنددة بغياب الخدمات وتراجع ساعات تجهيز التيار الكهربائي وتنصل الحكومة من تنفيذ وعودها، حيث دفع تراكم المشاكل وغياب الحلول المواطنين المحتجين الى تصعيد مطالبهم باقالة المسؤولين المحليين.

غضب في ذي قار

وتظاهر العشرات من الخريجين من ملحق الاستثناء في محافظة ذي قار أمام ديوان المحافظة، مطالبين بإصدار كتاب رسمي بشمولهم بالاستثناء أسوة بالخريجين الذين تم استثناؤهم في وقت سابق من قبل رئيس الوزراء.

وقال أحد المتظاهرين إن تجديد تظاهراتهم يأتي بسبب المماطلة والتسويق من قبل الجهات الحكومية وعدم تحقيق وعودهم السابقة، مشيرا إلى أن “عددهم يبلغ 3128 خريجا، الأمر الذي يتطلب النظر بمطالبهم أسوة بزملائهم الآخرين”.

واكد ان المتظاهرين يهددون بتصعيد الحراك الاحتجاجي اذا لم تتم الاستجابة لمطالبهم.

وتظاهر العشرات من الكوادر التربوية في قضاء الشطرة شمال محافظة ذي قار امام دائرة البلدية، مطالبين بشمولهم ضمن وجبات توزيع قطع الأراضي السكنية.

وطالب المتظاهرون بتخصيص مقاطعة سكنية خاصة بهم وإفرازها بشكل كامل من اجل الإسراع بشمولهم ضمن وجبات التوزيع.

واغلق العشرات من أهالي قضاء سيد دخيل شرق المحافظة الطريق العام الرابط مع مدينة الناصرية بالإطارات المحترقة احتجاجا على نقص الخدمات.

وذكر مراسل “طريق الشعب”، ان “المحتجين يطالبون بتحسين واقع الشبكة الكهربائية وخدمات البلدية وشمولهم بمشاريع خدمية جديدة كالطرق والأبنية المدرسية وشبكات المياه”، مشيرا الى ان “المتظاهرين اغلقوا الطريق العام بشكل كامل في تصعيد احتجاجي للضغط على الجهات الحكومية لتلبية مطالبهم”.

وبيّن ان “التظاهرة نظمت من قبل أهالي قرى

(آل حرامي، آل كريدي، آل صبيح، آل بو حمودي، آل عچر، وآل مهلهل)، وهي من قرى قضاء سيد دخيل”.

احتجاج واسع في المثنى

والى المثنى، تظاهر مواطنون في قضاء الخضر أمام مبنى مديرية الكهرباء في القضاء، مطالبين بنقل خط للكهرباء يغذي مناطقهم في الصوب الكبير وفصله عن مناطق أخرى،.

كما تظاهر مواطنون من مناطق آل عبس في المثنى أمام مبنى المحافظة احتجاجا على عدم تحقيق الوعود الحكومية بشأن تنفيذ مشاريع خدمية في مناطقهم.

وذكر عدد منهم إن التظاهرة تهدف لإيصال صوت أبناء المناطق الذين سبق وأن تلقوا وعودا من الحكومة المحلية بتنفيذ مشاريع وخصوصا في قطاع الطرق، مشيرين إلى أن مطلبهم الأساسي هو إنشاء طريق مهم بطول 7 كم، فضلا عن تحسين واقع الكهرباء والماء.

وفي المثنى أيضا، تظاهر مواطنون أمام مبنى المحافظة مطالبين بتطبيق قرار ببيع وشراء القطع وفق المادة (25) من قانون بيع وإيجار أموال.

وذكر عدد منهم إن تطبيق عذا القرار يعد خطوة مهمة لمساعدة العوائل ذات الدخل المحدود حيث أنه سيسهم في تمليك القطع المصفرة والتي تقع من ضمن أموال الدولة.

إغلاق للطرق في المهناوية

وأغلق أهالي قضاء المهناوية في محافظة الديوانية الطرق المؤدية للقضاء احتجاجًا على انعدام الخدمات.

وذكر مراسل “طريق الشعب”، أن “جميع الطرق في القضاء أغلقت عبر حرق الإطارات احتجاجًا على تردي الكهرباء وانقطاع المياه وسوء الخدمات”.

وأشار إلى أن “المتظاهرين يطالبون بمحاسبة الفاسدين وإقالة قائم مقام المهناوية ومدراء الدوائر الخدمية في القضاء”.

طرق الموت في البصرة

والى البصرة، طالب مواطنون من أهالي قضاء أبي الخصيب بإكمال السايد الثاني من طريق الفاو المعروف بطريق الموت.

وقالوا خلال وقفة احتجاجية نظموها أمام المعهد الفني في الحي العسكري إنهم يطالبون الحكومة المحلية في البصرة بإيجاد حل لمسلسل الحوادث التي تتكرر على هذا الطريق الذي حصد أرواح الكثيرين رغم تكرار مناشداتهم ومطالباتهم، مطالبين الحكومة بمراقبة عمل الشركات التي تنفذ المشاريع ومنع هدر المال العام.

وبين عدد آخر، أن ذلك الطريق منذ سنوات وهم بانتظار تبليطه وإنشاء السايد الثاني منه. كذلك طالبوا بإنجاز عدد من المشاريع المتأخرة بقضاء أبي الخصيب منها المستشفى الصيني ومشروع البنى التحتية للحي العسكري وطلاع الحمزة وغيرها.

ديالى تحتج على الفساد

وشهدت محافظة ديالى، تظاهرتين احتجاجيتين، حيث أغلق العشرات من المواطنين بوابة مبنى هيئة استثمار ديالى احتجاجا على تأخر استلام وحداتهم السكنية.

واكد المتظاهرون توقيعهم عقودًا مع المستثمر، لكنهم لم يتسلموا وحداتهم في مجمع الشمس السكني رغم مرور أكثر من عام على الموعد المحدد للتسليم.

وأشار المتظاهرون الى أن إدارة مجمع الشمس وقعت عقودًا معهم لتسليم وحداتهم السكنية منذ عام 2021، إلا أنهم لم يتسلموها حتى الآن بسبب مماطلة من قبل صاحب المجمع، منوهين الى أنهم دفعوا مبالغ طائلة دون أن يتلقوا استجابة من الجهات المعنية أو إجراءات تنصفهم.

الى ذلك، تظاهر العشرات من خريجي الجامعات في ديالى، أمام مبنى ديوان المحافظة، مطالبين بإطلاق العقود الـ 7000، منددين بتأخر الحكومة المحلية بعملية اطلاق التعيينات”.

********************************************************

الشيوعي العراقي يستقبل وفد التيار الديمقراطي والبحث يتناول تعزيز التعاون وتوحيد المواقف

بغداد ـ طريق الشعب

استقبل سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، الرفيق رائد فهمي، المنسق العام للتيار الديمقراطي السيد اثير الدباس والوفد المرافق له، اخيران في مقر الحزب بساحة الاندلس، وجرى بحث التعاون المشترك وتوحيد المواقف ارتباطا باستحقاقات المرحلة المقبلة.

وناقش الجانبان، التحديات السياسية والاقتصادية التي تواجه المجتمع ونقص الخدمات وتدهور تجهيز الكهرباء للمواطنين، والاعباء التي تواجه الشعب العراقي بسبب الغلاء وعدم السيطرة على ارتفاع صرف الدولار مقابل الدينار العراقي.

وبحث الطرفان التحالفات المقبلة وتقوية وتعزيز القوى المدنية لمواجهة التحديات المشتركة، والتأكيد على أهمية تعزيز التنسيق المستمر والحوار البناء بين القوى السياسية الوطنية لتحقيق الأهداف المشتركة في بناء عراق ديمقراطي يضمن الحقوق والحريات لجميع المواطنين.

الوفد الزائر، ترأسه المنسق العام للتيار الديمقراطي السيد اثير الدباس ونائب المنسق السيدة سهير القيسي، وأعضاء لجنة العلاقات الدكتور شاكر كتاب، والأستاذ مجيد العزاوي.

فيما كان باستقبال الوفد الى جانب الرفيق رائد فهمي، عضو المكتب السياسي حيدر مثنى وسكرتيرة رابطة المرأة العراقية الرفيقة شميران مروكل.

*****************************************************

وفد قيادي شيوعي يزور محلية كربلاء

كربلاء – طريق الشعب

زار وفد من قيادة الحزب الشيوعي العراقي، الخميس الماضي، مقر اللجنة المحلية للحزب في كربلاء، تضامنا مع الرفاق الأربعة الذين تعرضوا للمضايقة والاعتقال من قبل الأجهزة الأمنية، اثناء رفع شعارات لاحياء ذكرى ثورة 14 تموز.

الوفد الذي ضم الرفاق حيدر مثنى وعمار البياتي وطلعت كريم أعضاء قيادة الحزب، أكد أن الدستور العراقي يضمن حرية التعبير والتجمع، وان الحزب الشيوعي مجاز ومسجل رسميا لدى دائرة الأحزاب، مشددا على أهمية مواصلة النضال وتحدي أي محاولة للتضييق على الحريات المكفولة دستوريا.

وخلال تواجده في كربلاء، زار الوفد الرفيق يحيى أبو سيف للاطمئنان على صحته. كما زار د. عمار المسعودي معزيا بوفاة والدته.

*********************************************************

الصفحة الثلثة

العراق في المرتبة 99 بتكلفة المعيشة من 121 دولة حول العالم مراقبون يشككون في إحصائيات الحكومة عن الفقر والبطالة والتضخم

بغداد ـ طريق الشعب

يعد توفير البيانات والمعطيات الدقيقة وتحديثها أمراً أساسياً تتم المواظبة عليه في مختلف الدول، نظراً لأهميتها في العديد من المجالات، لعل أهمها إعداد ووضع السياسات والخطط والاستراتيجيات، وهذا يتطلب وجود قاعدة بيانات حقيقية تستند في أرقامها إلى الواقع، وهو الذي ما نزال نفتقده حتى الآن حيث لا وجود لمثل هذه الأرقام والبيانات.

مؤشرات خيالية

وأدى غياب الشفافية الحكومية في هذا الجانب، والتي ان وجدت فهي غير دقيقة، إلى ظهور أنواع مختلفة من التصنيفات والمؤشرات التي يصفها أصحاب الاختصاص بأنها فانتازية.

وتظهر بيانات عالمية تسجيل العراق في منتصف العام الحالي 2024، أدنى مستوى بتكلفة المعيشة طوال الـ10 سنوات الماضية، والتي يتم احتسابها على أساس أسعار الايجار للمنازل والبقالة والمطاعم والقوة الشرائية.

 وبحسب مؤشر “كوست اوف لايفنغ- تكلفة المعيشة” ، فأن العراق في منتصف 2024، بلغ عدد نقاط تكلفة المعيشة له 29.3 نقطة، وجاء في المرتبة 99 عالميًا من اصل 121 دولة.

وجاءت هذه النسبة منخفضة عن بداية 2024، عندما كانت نقاط تكلفة المعيشة تبلغ 30.2، وكان في المرتبة 117 من اصل 146 دولة.

 ونظرا لتغير الترتيب العالمي بسبب تغير عدد الدول الداخلة في التصنيف من عام لاخر،  سنركز على عدد نقاط تكلفة المعيشة فقط بغض النظر عن الترتيب لانه لا يعطي تصورا لشيء بسبب اختلاف المراكز نتيجة لدخول دول جديدة وليس على أساس النقاط.

وبالعودة للنقاط، فان تكلفة المعيشة في العراق مطلع 2024 جاءت هي الأخرى منخفضة عن منتصف 2023، حيث بلغت نقاط التكلفة 32.6، وفي بداية 2023 كانت 31.4، وفي منتصف 2022 كانت 31.8، وفي بداية 2022 كانت تبلغ 34.4، وفي منتصف 2021 كانت تبلغ 36، وفي بداية 2021 كانت تبلغ 32.7.

وفي منتصف 2020 كانت 38.4، وفي بداية 2020 كانت 39، وطوال السنوات السابقة حتى 2021 كانت تأتي نقاط التكلفة ضمن نطاق النقاط الاربعينية.

ويظهر ان طوال السنوات الخمس الماضية، كانت نقاط تكلفة المعيشة في تراجع مستمر، غير انها ارتفعت نسبيا في منتصف 2023، وارتفعت كثيرا في منتصف 2022.

ارتفاع «طفيف» في مستوى التضخم

وتعقيبا على تقرير المؤشر، بيّن المتحدث الرسمي لوزارة التخطيط، عبد الزهرة الهنداوي: ان «معدلات التضخم تشهد الى حد ما ارتفاعات منطقية خلال السنة الاخيرة، أشير بذلك الى ان معدل التضخم في أيار الماضي بالمقارنة مع نفس الشهر في العام 2023 بلغ ارتفاعاً 3.4 أي اقل من ثلاثة ونصف في المائة، فيما كان الارتفاع الشهري خلال شهر ايار بالمقارنة مع شهر نيسان الذي سبق من هذا العام خفيفا جدا بنسبة اقل من نصف واحد في المائة خلال الشهر».

وقال الهنداوي في حديث مع «طريق الشعب»، ان «معدلات التضخم بالعموم خلال السنة الماضية وهذه السنة ترتفع بنسب طفيفة، وهناك ارتفاع تراكمي بلغ 3.4 خلال السنة».

وبالعودة الى الأرقام والإحصاءات في ما يخص نسب التضخم في العراق خلال العقد الاخير فإن نسبة التضخم في الأشهر الأخيرة من العام 2023 سجلت استقرارا اذا كانت المؤشرات لا تتجاوز (1 في المائة) وفي العام 2022 بلغت (5 في المائة)، وبالنسبة للعام 2021 كانت (6 في المائة) على عكس العام 2020 الذي كانت نسبة التضخم فيه (5.6) في المائة، وفي العام 2019 بلغت ( 0.8 في المائة).

وفي العام 2018 كانت نسبة التضخم (0.4 في المائة) وهي اعلى من العام 2017 الذي كانت فيه (0.2 في المائة)، وفي العام 2016 كانت (0.5 في المائة)، وفي العام الذي سبقه اي 2015 استقرت على (1.4 في المائة) بعد ان كانت في العام 2014 (2.2 في المائة)

غير واقعي

فيما وصف المختص بالشأن الاقتصادي صالح الهماشي الارقام التي أوردها مؤشر «كوست اوف لايفنغ» بأنها «غير دقيقة»، فهي في غالبها تستند الى أرقام حكومية، دون إجراء مسح ميداني حقيقي دقيق في العراق، علاوة على ان الارقام الحكومية في حد ذاتها غير صحيحة.

وأشّر الهماشي في حديثه مع «طريق الشعب»، تضاربا في الأرقام التي تفصح عنها الحكومة بالقول: ان «ارقام البطالة مثلاً غير متفق عليها، فوزارة التخطيط تتحدث عن نسبة 23 في المائة ووزارة العمل تعلن انها 18 في المائة، وهذه هي نتيجة عدم وجود قاعدة بيانات وتقارير دقيقة»، مؤكدا ان «هذه المنظمات تستند في تقاريرها الى الارقام الحكومية وبعض المنظمات المختصة».

وأوضح ان «المشكلة التي يجهلونها في العراق، هي ان تكاليف الحياة مثل النقل والكهرباء والدراسة والصحة ومستوى المعيشة وغيرها مرتفعة جدا، وتنافي هذه الارقام التي تصدرها المؤشرات»، مؤكدا ان «هذه التقارير يكون تأثيرها سيئا على البلاد، واعطي انطباعات مغايرة ولا تعكس الواقع المؤسف».

وذكر، ان «التضخم في العراق لا يتناسب مع حجم الايرادات، فقوة الدينار تتراجع يوما بعد اخر امام ارتفاع او تذبذب اسعار الدينار العراقي امام الدولار. فمن ناحية تفرض الحكومة يومياً ضرائب ورسوما وكذلك قوانين مالية جديدة وهي بالمجمل تؤثر على أسعار السلع». ونوه إلى أن «التضخم في العراق بارتفاع مستمر برغم ان هذا الارتفاع ضعيف، لكن استمراريته تؤدي الى مشكلة في نهاية العام».

وخلص الى القول: ان هذا التنصيف «يشبه التصنيف الحكومي، فهو غير واقعي ودقيق ويعتمد على بيانات وارقام حكومية صادرة عن مؤسسات الدولة، وعلى هذه المنظمات ان تكون اكثر دقة من خلال ايجاد مراكز خاصة بها داخل العراق، واصدار استبيانات تفضي الى الحصول على المعلومات الدقيقة والصحيحة. اما استسقاء المعلومات من الجانب الحكومي، فالحكومة العراقية حتى هذه اللحظة ليس لديها قاعدة بيانات متكاملة، فقاعدة بياناتها وتقاريرها مشوشة».

ماذا عن تعزيز الشفافية؟

الى ذلك، قال الخبير في الشأن الاقتصادي، د. عبد الرحمن المشهداني ان «هذه التقارير (في اشارة الى كوست اوف لايفنغ) تستند الى معايير تعتمد على خطوط مثل الدخل العالي والمتوسط ومتوسط المتوسط وغيرها من المعطيات، ويجري تطبيق هذه المعايير على العراق الذي لم يفصح عن بياناته»، مبينا ان هذه المؤشرات «تستشف البيانات من مصادر قد نختلف نحن عليها».

ونوه المشهداني الى ان هذا الامر «لا يشمل فقط هذه التقارير، انما الحال ذاته بالنسبة لمؤشرات السلام ومؤشرات التضخم والبطالة والفقر، وقد ننساق نحن في بعض الاحيان مع هذه المؤشرات ونعتقد انها قريبة. وفي بعض الأحيان تكون  الفروقات كبيرة ولا تعتمد على بيانات واقعية». واضاف قائلاً ان «تناول شريحة الفقراء وشريحة متوسطي الدخل وشريحة الاغنياء، سيكوّن صورة قد تكون قريبة من الواقع، لكن عند اخذ تناول الشريحة المتوسطة والعالية، ستكون هناك ارقام مضللة للطرفين»، مبيناً انه يجب النظر في «الجهة التي اصدرت التقرير، هل هي جهة دولية مستقلة، ومؤسسة رصينة؟».

واشار الى ان هناك «مؤسسات تصدر مثل هذه التقارير وفي الغالب الجانب السياسي يغطي على عملها، فمثلاً عند مراجعة هذا التقرير سنجد ان الاهداف السياسية اكثر من الاهداف الاقتصادية في الموضوع».

**************************************************

العراق في الصحافة الدولية

ترجمة واعداد: طريق الشعب

هل الاعتداءات التركية لتأمين الحدود أم للتوسع؟!

لموقع (ميديانيوز) كتب الصحفي اردوغان التان مقالاً وصف فيه التوغل التركي المتزايد في اراضي كردستان العراق والمتمثل بنشر أعداد كبيرة من القوات والمعدات، بأنه خطة تركية لضم تلك الأراضي وتهجير السكان المحليين ونشر مقاتلي داعش السابقين، مما يثير المخاوف بشأن الاستقرار الإقليمي واحتمال حدوث تغيرات ديموغرافية.

مؤشرات خطيرة

وبرر الكاتب تصوراته هذه بطبيعة الهجمات التركية، التي اتسمت بالقصف المدفعي شبه العشوائي وتمشيط قمم وسفوح جبلي كارة ومتين بالقصف الجوي، قبل أن تتقدم قطعات برية لتمسك الأرض وتطرد السكان بالقوة أو تحيل حياتهم لجحيم يجبرهم على النزوح من مساكنهم ومزارعهم، وتحل محلهم مجموعات شبه عسكرية، وهو ما حدث حسب قوله، في قرى منطقة العمادية بمحافظة دهوك، حيث يرابط اليوم رتل من المدرعات التركية والأسلحة الثقيلة، فيما تجوب سماء المنطقة الطائرات التركية المسّيرة، وحيث تتغيير التركيبة السكانية هناك.

وذكر المقال بأن الهجمات التركية المكثفة الأخيرة في المناطق الريفية من محافظة دهوك، تزامنت مع إنشاء نقاط مراقبة وإجراء عمليات التحقق من الهوية وموجة من الاعتقالات والاحتجازات، في مسعى معلن لإنشاء منطقة عازلة ضد حزب العمال الكردستاني تمهيداً للضم.

من هم هؤلاء المقاتلون؟

وتساءل الكاتب عن طبيعة المقاتلين الذين تم نقلهم، وما إذا كانوا من الجماعات المتطرفة التي استخدمتها أنقرة ضد النظام في سوريا في السنوات الأخيرة، وهو ما يثير، إذا ما ثبتت صحته، مخاوف كبيرة من تحول المنطقة الى منطلق جديد للإرهابيين، لاسيما مع تشابه الخطط التركية في شمال العراق مع استراتيجيتها المتبعة في شمال وشرق سوريا.

وكشف الكاتب عن نقل أنقرة نحو 800 مقاتل من سوريا الى شمال العراق، حيث قاموا بإنشاء 72 نقطة تفتيش وقاعدة حتى الأن، مشيراً الى أن قادة هؤلاء معروفون بتاريخهم في العمل مع التنظيمات المتطرفة في سوريا، حيث سبق لشركة سيبي ميديا أن كشفت عن هويات 416 من أعضاء داعش السابقين، زاعمة قيام القوات التركية بإعادة تدريبهم، واستخدامهم في خدمة الاستراتيجية العسكرية التركية وتلاعبها المحتمل بالاستقرار الإقليمي.

واضاف بأن الهجمات الأخيرة التي شنها العسكر التركي واعوانه من افراد هذه المجاميع، أدت الى إخلاء 162 قرية، مع وجود تهديدات تلوح في الأفق لأكثر من 602 قرية أخرى. واعتماداً على بعض التقارير، ذكر الكاتب بأن هناك حوافز مالية كبيرة باتت تقدم للعائلات للانتقال إلى مخيمات في أربيل ودهوك، مما اثار الكثير من القلق والخشية من حدوث اضطرابات مستقبلية.

موقف العراق

واعرب الكاتب عن دهشته من صمت أربيل والإنتقاد الخجول الذي مارسته بغداد على تصاعد العمليات العسكرية التركية في إقليم كردستان العراق واستهدافها المناطق المدنية وأنشائها لقواعد جديدة منذ حزيران الماضي وبشكل غير مسبوق، مما اثار انتقادات واسعة بين العراقيين وغيرهم، على حد تعبير الكاتب، الذي توقع أن يكون لكل هذه المتغييرات تأثير سلبي على إنتخابات برلمان كردستان المزمع اجراؤها في الخريف المقبل.

************************************************************

افكار من اوراق اليسار.. بين قيمهم والحقيقة

إبراهيم إسماعيل

أثارت ادعاءات قادة الدول الرأسمالية والتابعة وما بينهما، والتي وصفوا فيها محاولة «اغتيال» ترامب بالعنف المنافي لقيمهم الديمقراطية، السخرية في نفوس الكثيرين، والمزيد من الشفقة على أناس متغطرسين، لم يعودوا سوى دمى تحركها الزعامات الحقيقية للعولمة المتوحشة.

فالقيم التي يدّعي هؤلاء بأنها ترفض الاغتيال السياسي، هي ذاتها التي بررت سلسلة الاغتيالات الناجحة لمعارضيهم، كباتريس لومومبا وتشي غيفارا والمهدي بن بركة وغسان كنفاني وسلفادور الليندي ومارثن لوثر كينغ وأولف بالمه والمئات غيرهم، وهي نفسها التي اُعتمدت للقيام بعشرات المحاولات لقتل قادة ثوريين، كان أبرزهم كاسترو الذي تعرض وحده إلى 638 محاولة.

وهي ذات القيم التي رُسمت بموجبها مشاريع إجهاض الوعي الوطني ووأد نضال الشعوب لتحرير ثرواتها من مخالب الإحتكارات واستثمارها في تنمية مستدامة وإسقاط أنظمة منتخبة ديمقراطياً، كما حدث في عملية أجاس 1953 ضد مصدق في إيران، وحمامات الدم في شباط 1963 بالعراق، وضد حكومات أرينز في غواتيمالا 1954، وغولانت في البرازيل 1964، وسوكارنو في أندونيسيا 1965، وسلفادور الليندي في تشيلي 1973، وتوريخوس في بنما 1977، ونوريغا في نيكاراغوا 1989، واريستيد في هايتي 1994، إضافة إلى احتلال فيتنام 1962 وغرينادا 1983 وافغانستان 2001 والعراق 2003.

ولم يكن هناك بأفضل من وليم كيسي رئيس السي اي اي، ليفضح هذه القيم حين اعترف العام 1984، بتخريب مئات المنظمات الإنسانية العالمية، ولا ما كشفته لجنة روكفلر العام 1974 عن استخدام السي اي اي للعقاقير الكيمياوية للسيطرة على عقول الناس وتحريكهم كما تشاء، إضافة إلى افتضاح تورط واشنطن بعمليات كوندور، التي راح ضحيتها 60000 من قادة العمال والفلاحين والكهنة والطلاب والمثقفين في أمريكا اللاتينية، وعمليات تعقيم نساء الهنود الحمر بأمريكا والسامر بالسويد والأبورجيين بإستراليا للقضاء عليهم.

ولعل من حق الناس اليوم أن يسألوا الرئيس الفرنسي وحليفته الإيطالية ميلوني وثالثهم الساكن في دوانغ ستريت، عن علاقة ما يتشدقون به من قيم، بإغتيال الجنرال الفرنسي أوسارس لعشرات المناضلين الجزائريين، وبنحو 46000 متظاهر حصدتهم قواته في شوارع سطيف، وبمئات المناضلين الليبيين الذين قتلهم الإستعمار الإيطالي ومثلهم من عشاق الحرية في أثيوبيا، وبعمليات الإستعباد والنهب التي قامت بها الأمبراطورية البريطانية في آسيا وإفريقيا، قبل أن تغرب عنها الشمس وإلى الأبد.

ثم هل يظن هؤلاء السادة، بأنهم قادرون على اقناعنا بقيمهم، ونحن نشاهد كيف تعيش شعوبهم نفسها، في اغتراب وتهميش وتفاوت طبقي مريع وتخريب متعمد للبيئة وتهديد جدي للسلام في العالم، وتطبيق تعسفي لسياسات تشجع على الفردانية والتعصب والتمييز العرقي واضطهاد الضعفاء والمرضى وذوي الاحتياجات الخاصة والنساء ونبذ التضامن الاجتماعي والسخرية من الإيثار والإخلاص والوفاء، تلك السياسات التي باتت سمة لإنظمة العولمة الرأسمالية.

هل يمكنهم أن ينكروا بأن هذه القيم، التي تبرر تحكم حفنة من الأغنياء بالعالم وبثرواته وبمليارات البشر، ليست سوى معالم عبودية معاصرة، كما وصفها ماركس بحق. وكيف يمكن أن لا تكون أبشع من حكم الغاب، حين ينشغل أصحابها بجرح في إذن مهرج معتوه، جمع ثروته من خدمة البغايا، فيما يغمضون الطرف عن إبادة جماعية مباشرة في غزة الصامدة وعن إبادة جماعية غير مباشرة لملياري فقير وجائع في العالم.

إن قيم هؤلاء، المتناقضة مع آدمية الانسان، لن يكون لها سوى منفعة واحدة، هي أن تُبقي جذوة الكفاح متقدة وتحفز البشرية على العمل تحت رايات اليسار، للتحرر من عبودية رأس المال، وتحقيق الحلم الذي ستبزغ شمسه حتماً، ولو بعد حين.

***************************************************************

الصفحة الرابعة

تظاهرات مرتقبة في غماس: المحتجون الساخطون يطالبون بإقالة المحافظ!

بغداد ـ تبارك مجيد

يعاني قضاء غماس في محافظة الديوانية من سوء الخدمات وتلكؤ المشاريع، على رأسها مشكلة الكهرباء، ونتيجة لذلك يخرج سكانها للاحتجاج بين حين وآخر. وكانت آخر هذه الاحتجاجات قبل أيام، والتي أسفرت عن إقالة مدير توزيع كهرباء المحافظة. ويحشد المتظاهرون الآن لتظاهرة جديدة الأسبوع المقبل.

وصوّت مجلس محافظة الديوانية، يوم 14 من الشهر الجاري، خلال جلسة طارئة بالأغلبية المطلقة على اقالة مدير توزيع كهرباء الديوانية م. رواد ماكون من منصبه، نتيجة تردي التجهيز الكهربائي في المحافظة.

الكهرباء.. شرارة الاحتجاجات

وأفاد رامي الشلبي، أحد متظاهري القضاء، أن الأسباب الرئيسة للاحتجاجات الحالية تكمن في قلة تجهيز الطاقة الكهربائية والتلكؤ في تنفيذ مشروع مجاري غماس الكبير. وأشار إلى أن «هذا التلكؤ أدى إلى شل حركة السيارات داخل المدينة، ما أثار غضب الأهالي ودفعهم للثورة في وجه الحكومة المحلية في الديوانية، والمطالبة بإقالة المحافظ».

وقال الشلبي في حديث مع مراسل «طريق الشعب»، إن «تدهور البنية التحتية في المدينة وتأخر تنفيذ مشروع المجاري، إلى جانب النقص المستمر في توفير الكهرباء، أدى إلى تفاقم الأوضاع المعيشية للأهالي. لم يعد بإمكاننا التحمل أكثر، فقد أصبح الوضع لا يطاق».

وأضاف الشلبي، «لقد رفعنا سقف مطالبنا لإقالة المحافظ، ونحن مصممون على الاستمرار في احتجاجاتنا حتى تتم تلبية مطالبنا العادلة»، مؤكدا أن هناك تحشيداً قوياً لتظاهرات أخرى من المقرر أن تُقام بعد أسبوع من الآن، مع توقعات بزيادة أعداد المشاركين وتصعيد الضغط على السلطات المحلية لتحقيق التغيير المنشود.

واختتم الشلبي بأن المتظاهرين في قضاء غماس يسعون للحصول على حقوقهم المشروعة في خدمات أفضل وظروف معيشية كريمة، مشدداً على ضرورة استجابة الحكومة المحلية لمطالبهم بأسرع وقت ممكن، لتجنب تفاقم الأزمة.

مشروع مجاري غماس

وقال محمد أمين صحفي من الديوانية، أن غماس يعد من أهم الأقضية في المحافظة، حيث يبعد حوالي 65 إلى 70 كيلومتراً عن مركز المحافظة، مشيراً الى أن «القضاء يعاني من تراجع الخدمات، خاصة في مشروع مجاري غماس الكبير».

وأضاف أمين لـ «طريق الشعب»، أن «أبناء القضاء خرجوا في تظاهرة احتجاجاً على انقطاع التيار الكهربائي المستمر، ومن ثم استمرت التظاهرات والاعتصامات للمطالبة بتحسين الخدمات.»

وفي ما يخص الإجراءات الحكومية، أشار أمين إلى أن «الحكومة أرسلت وفداً من رئاسة الوزراء برئاسة وكيل وزير الكهرباء ومدير عام توزيع كهرباء الفرات الأوسط بالإضافة إلى مدير كهرباء الديوانية.

وتابع أمين بالقول إن «الوفد قام بزيارة المحافظة ووجه بتجهيز الكهرباء لصالح القضاء. كما أرسل قرابة عشرين محولة كهربائية لفك اختناقات التيار الكهربائي. كذلك تم إعطاء توجيه بعدم قطع الكهرباء عن المزارعين، نظراً لأن قضاء غماس يشتهر بزراعة الرز العنبر».

وأكد أمين، أن تشكيل هذا الوفد جاء بأمر من رئيس الوزراء محمد السوداني، وبتوجيه من وزير الكهرباء، لحل مشكلة الكهرباء التي بسببها خرج أهالي غماس في تظاهراتهم.

واختتم أمين تصريحه قائلاً: ان «الإجراءات الحكومية تأتي في إطار الاستجابة لمطالب الأهالي. ونأمل أن تؤدي إلى تحسين الوضع الخدمي في القضاء، وإنهاء معاناة السكان».

وقال عضو لجنة الخدمات في محافظة الديوانية، إياد الميالي: ان غماس يتبع محافظة الديوانية. ويبلغ عدد سكان القضاء أكثر من مئة ألف نسمة، ويمتاز بزراعة الشلب، تحديدًا مادتي العنبر والياسمين.

وفي حديث الميالي مع «طريق الشعب» أوضح، أن «القضاء يشهد حركة عمرانية لا بأس بها، إلا أنها تعرضت للتلكؤ في الفترة الأخيرة»، ملوحاً إلى أن المشاريع المتلكئة في محافظة الديوانية ونواحيها غالبًا ما تكون مشاريع وزارية، وليست مشاريع تنمية الأقاليم التي تدرج من قبل الحكومة المحلية»، وعلى سبيل المثال، ذكر مشروع مستشفى غماس الذي يتلكأ منذ سنوات طويلة، وكذلك مشروع مجاري غماس الذي تم البدء به قبل أكثر من سنة، ولكنه الآن يعاني من التلكؤ لأسباب عديدة، منها قلة التخصيصات ورداءة مستوى الشركات التي تُحال إليها مثل هذه المشاريع الاستراتيجية، بحسب الميالي.

وأضاف الميالي، أن «الطرق الريفية والشبكة الكهربائية وشبكات المياه والتعليم في القضاء تُعتبر جيدة، إلا أن مشكلة المجاري هي الأبرز، حيث يتم تنفيذ شبكات مجاري في القضاء لأول مرة».

وبالنسبة لحصة القضاء من الطاقة الكهربائية، أشار الميالي إلى أن «القضاء يحتاج إلى مضاعفة حصته من الطاقة الكهربائية خلال فصل الصيف، نظرًا لاعتماد زراعة الشلب على الري بالغمر الذي يتطلب تشغيل مضخات الماء بالطاقة الكهربائية».

وأكد الميالي، أن موضوع الطاقة الكهربائية ليس من اختصاص الحكومة المحلية، بل هو موضوع وطني تتولى مسؤوليته الحكومة المركزية. وأوضح أن التظاهرات التي خرجت في القضاء سببها الرئيس هو «تردي التيار الكهربائي»، معرباً عن أمله في تحسن الوضع بفضل توصيات رئيس الوزراء الخاصة بمحافظة الديوانية، التي عانت من الإهمال في السنوات الماضية.

ووفقا للميالي فإن الأوضاع العامة في المحافظة بدأت تشهد «نهوضًا عمرانيًا جيدًا بفضل مشاريع تنمية الأقاليم، على الرغم من تلكؤ بعض المشاريع الوزارية»، موضحا أن الأقضية والنواحي المتخصصة بزراعة الشلب، مثل المهنوية والصلاحية وغماس والشنافية، تحتاج إلى زيادة في حصة الطاقة الكهربائية، نظرا لاستهلاك مضخات الماء للكهرباء بشكل كبير.

********************************************************

مشاريع بنيتها التحتية متلكئة على لسان أهلها: سامراء.. مدينة منكوبة وغير صالحة للعيش

بغداد – طريق الشعب

تعاني مدينة سامراء نقصا كبيرا في الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والمياه، مع شوارع مدمرة وتوقف الأعمال الإنشائية، فيما ارجع معنيون الفساد المستشري وتأخر تنفيذ مشروع مجاري سامراء إلى عدة أسباب، فيما وصفوا حال المدينة بـ»المنكوبة».

ويعد قضاء سامراء، أحد أقضية محافظة صلاح الدين، ويقع في شمال وسط العراق، على بعد 120 كم شمال بغداد و51 كم جنوب تكريت. واستحدث القضاء عام 1869م، وتحده شمالاً أقضية تكريت والدور، وجنوباً قضاء بلد، وشرقاً أقضية الدور وبلد، وغرباً بحيرة الثرثار ومحافظة الأنبار. وتبلغ مساحته 4550 مترا مربعا.

توقف الأعمال الإنشائية

وتحدث ثابت عامر، وهو ناشط من محافظة صلاح الدين لـ»طريق الشعب»، حول الأوضاع الراهنة في مدينة سامراء، حيث أكد أن المدينة، التي تم التصويت عليها كعاصمة العراق وللحضارة الإسلامية، تعاني من نقص كبير في الخدمات الأساسية.

وقال عامر لـ»طريق الشعب»، إنّ «شوارع المدينة مدمرة وغالبيتها ترابية نتيجة توقف الأعمال الإنشائية بها»، مضيفا أن «الكهرباء تكاد تكون معدومة، بالإضافة إلى شح المياه ومنع الأهالي من الوصول إلى مقتربات النهر».

وأضاف عامر، أن «الفساد المستشري في سامراء هو جزء من الفساد الكبير الذي يعاني منه محافظة صلاح الدين بشكل عام. وأبرز مثال على ذلك هو مشروع مجاري سامراء الذي تحوم حوله شبهات فساد كبيرة»، مؤكداً أن «المدينة تستقبل مشاريع عديدة تتخللها نفس الشبهات، حيث تم تخصيص مبالغ هائلة في الموازنات العامة، وحتى في موازنة تنمية الأقاليم».

واختتم عامر حديثه بالإشارة إلى أن «سامراء مدينة منكوبة وغير صالحة للعيش في الوقت الراهن بسبب تلك الأوضاع المزرية».

ووفقا لتصريحات حكومية فإن نسب الإنجاز في مشروع مجاري سامراء وصلت الى 99 في المائة، بما يتعلق بشبكات ومحطات رفع ومعالجة الشبكات، وهناك 8 محطات رفع بلغت نسبة الإنجاز فيها 75 في المائة حيث تقوم هذه المحطات بدفع المياه إلى محطات المعالجة، والتي بلغت نسبة الإنجاز فيها أكثر من 80 في المائة، كما تؤمل التصريحات إنجاز المشروع خلال العام الجاري!

نقص الخدمات

من جانبه، أفاد الصحفي عامر حامد من محافظة صلاح الدين بأن المشكلة الرئيسية التي تواجه المدينة تكمن في نقص الخدمات بشكل كبير، مشيرا إلى «عدم وجود تخصيصات مالية كافية ونقص الأيدي العاملة كأسباب رئيسية».

وقال: «يوجد حالياً قانون سامراء عاصمة العراق والحضارة الإسلامية، الذي يحتوي على فقرات من شأنها أن تحسن أوضاع المدينة بشكل ملحوظ».

وأضاف حامد لـ»طريق الشعب»، أن «قانون سامراء عاصمة العراق والحضارة الإسلامية يتضمن بنوداً ترفع مستوى الدوائر من أقسام إلى مديريات. في حال تنفيذ هذه البنود، سيتم تخصيص ميزانية مالية من المحافظة، ما سيمكن من تشغيل الأيدي العاملة وتجنب تعطيلها. المحافظة حالياً في مرحلة دراسة وتنفيذ الفقرات المتعلقة بهذا القانون».

وأشار حامد إلى مشروع البنية التحتية في مدينة سامراء الذي أقرته رئاسة الوزراء، مبيناً أن «تنفيذ هذا المشروع سينقل المدينة ويغير واقعها الحالي المرير. وتبلغ قيمة المشروع تريليون دينار، وهو يتضمن إنشاء أرصفة، مجاري مياه، شوارع، تبليط، كهرباء، وأعمال دفن. هذه الجهود ستساهم بشكل كبير في تحسين أوضاع المدينة».

تلكؤ مجاري المدينة

وتحدثت مستشار محافظ صلاح الدين لشؤون منظمات المجتمع المدني، كفاء فرحان، وهي نائب سابق عن المحافظة حول موضوع الخدمات في قضاء سامراء موضحة أن «المشكلة الرئيسة تكمن في تأخر تنفيذ مشروع مجاري مدينة سامراء».

وأرجعت فرحان سبب التأخير الى تلكؤ عمل الشركة المسؤولة عن المشروع، ما أدى إلى تذمر المواطنين من حالة الشوارع التي تم حفرها، ولا يزال العمل جارياً فيها، مؤكدة أن «الحل يكمن في إكمال الشركة لعملها، بحيث يتم بعد ذلك تبليط الشوارع المتضررة جراء عمليات الحفر».

وقالت فرحان لـ»طريق الشعب»، أن مشكلة الخدمات في المدينة تتمحور حول نقطتين أساسيتين هما «إنشاء مجار للمدينة ومن ثم تبليط الشوارع التي تم حفرها».

وأضافت، أن «هناك مشكلة أخرى تواجه المدينة تتمثل في شح المياه، حيث أن التوسع العمراني والسكاني الكبير في سامراء أدى إلى عدم كفاية الشبكة المائية الحالية لتلبية حاجات المواطنين»، مبينة أن دائرة ماء صلاح الدين تعمل على حل هذه المشكلة من خلال إنشاء محطات مياه جديدة.

وتناولت فرحان مشكلة توزيع قطع الأراضي في المدينة، مشيرة إلى أن «سامراء لم تشهد توزيعاً للأراضي لسنوات طويلة. يتم حالياً العمل على إفراز قطع من الأراضي في شرق المدينة لتوزيعها على المواطنين، حيث تعاني المدينة من نقص الأراضي السكنية بسبب الجسر الكونكريتي الذي يحيط بها».

وتحدثت عن مشكلة الكهرباء، وذكرت أنها ليست مشكلة مختصة بسامراء فقط، بل هي مشكلة وطنية تعاني منها جميع محافظات العراق.

الأنبار

شهدت المحافظة تصعيداً في وتيرة الصراع للسيطرة على مفاصل الإدارة ومغانم المشاريع، لاسيما بعد استحواذ حزب واحد على أغلبية مجلس المحافظة، مما أفقد خصومه أي موطئ قدم، وسمح له بفرض مجموعة قرارات داخلية تخص سحب صلاحيات القائمقامين ومدراء الدوائر في الأقضية والنواحي وحصرها بيد المحافظ. وقد عرقلت تلك القرارات تسيير شؤون الناس وفاقمت أزمة المواطنين في استحصال مختلف الموافقات على معاملاتهم. كما تم حصر العقود والرعاية الاجتماعية وموظفي التعداد السكاني بالمنتمين للحزب الحاكم، الذي يقال بأنه هدد المدونين الذين انتقدوه وأجبرهم على حذف ما دونوه في وسائل التواصل الاجتماعي.

كما شهدت المحافظة حراكاً سياسياً لبناء تحالفات جديدة قديمة، أو إنشاء أحزاب جديدة تدعمها مراكز مهمة في بغداد، أو حسم مشكلة انتخاب رئيس لمجلس النواب، وهو استحقاق دستوري معلق في فضاء التوافقات والمحاصصة سيئة الصيت، لاسيما في أجواء تلعب فيها المغريات والمال السياسي والإنتماءات العشائرية والسلاح المنفلت دوراً كبيراً. ويبدو أن عودة الحياة لمشروع الأقلمة مرتبطة بشيء من الدعم الجماهيري، حيث أعرب أكاديميون ومثقفون وبعض المواطنين عن تأييدهم للدعوة، منطلقين، كما يقولون، من تنامي الشعور بالإقصاء والتهميش ونقض الخدمات وفرص العمل.

على الصعيد الأمني، تشهد الانبار هدوءاً نسبياً على مستوى العمليات العسكرية او الخروقات الامنية، في وقت تتزايد فيه عسكرة المحافظة ونواحيها بشكل غير مسبوق وخاصة داخل المدن.

وتعيش المحافظة على الصعيد الاقتصادي، وكباقي مدن الوطن، ازمة ارتفاع اسعار المواد الغذائية وشح النقد في السوق وتأخر دفع رواتب الموظفين عن موعدها وتذبذب أسعار الصرف، واختفاء واضح للحوم المحلية بالأسواق وارتفاع أسعارها بشكل خيالي، وشحة الأسمالك في السوق فيما ارتفعت أسعار الدواجن والخضروات بشكل عام.

ولعل أكثر ما يعاني منه مواطنو الأنبار في ملف الخدمات، هو الانقطاع المتواصل في التيار الكهربائي لأكثر من عشر ساعات يومياً، وارتفاع سعر امبير المولدة الأهلية ليتجاوز 20000 دينار، مما بات نقمة ثقيلة على كاهل المواطنين بشكل عام والكادحين منهم بشكل خاص. ولعل الصدف وحدها أنقذت المحافظة من كارثة انسانية، حين تعطل مولد الكهرباء في مستشفى هيت والخاص بتغذية غرفة الخدج وغرفة الانعاش، ليتم الكشف لاحقاً عن عدم صيانتهما لفترة طويلة بسبب محدودية الأموال المخصصة لذلك.

البصرة

تشتد المنافسة السياسية وما يرافقها من تدخلات للسلاح المنفلت والمال السياسي، لاسيما بعد فشل القوى المختلفة في الهيمنة على مجلس المحافظة، الذي سيطرت عليه كتلة المحافظ، والتي يتوقع البعض مكانة أكبر لها في أية انتخابات تشريعية قادمة، خاصة اذا ما تحالفت مع قوى مؤثرة في حكم بغداد.

ويبدو أن لهذا التقارب – التحالف منافع لكتلة المحافظ، التي راحت تنجز بعض المطالب الجماهيرية، مشترطة عدم قيام المواطنين بأية حراكات شعبية للتعبير عن مطالبهم واحتياجاتهم، وذلك تجنباً لافتضاح فشلها في تحقيق إنجاز ملموس، حيث عجزت اللجنة الامنية في التقدم بمعالجة ملفات المخدرات والسلاح المنفلت والتهريب والنزاعات العشائرية، وحيث وزعت مشاريع 2024 حسب التوافقات الحزبية وعلى الشركات المقربة أو التابعة للقوى المتنفذة في المحافظة، وحيث تحتكم بقوى إنفاذ القانون، مراكز من خارجها، فتمنعها من اتخاذ أي موقف جاد في قضايا تهريب النفط ومشتقاته والمعدات والاليات المستوردة، فيما تمارس بعض القوى المتنفذة ضغوطاً للهيمنة على جميع المنافذ الحدودية في المحافظة.

وفي الجانب الخدمي لا تزال هناك مناطق تعاني من سوء الخدمات وتأخر انجاز تقدم في البنية التحتية، بسبب الفساد في جهات الإشراف على الشركات المنفذة أو افتقار الأخيرة للخبرة والكوادر المختصة، وهذا ما نراه شاخصاً في قضاء الزبير وتأهيل مداخل البصرة وتخطيط الشوارع وإنارتها والتماهل العمدي في انجاز المستشفى الكويتي أو ترميم وتوسعة المستشفى التعليمي والجمهوري والفيحاء والموانئ والزبير العام، وهي مستشفيات تعاني من زخم هائل.

وقد شهدت البصرة حراكات احتجاجية عديدة كتظاهرات الخريجين والمحاضرين المجّانيين والمطالبين بالخدمات وبتجهيز أفضل من الكهرباء، تم التعرض لها بقسوة وقمع من قبل القوات الامنية. كما يعّد الواقع المعاشي المتردي وارتفاع الاسعار وتذبذب سعر الصرف والاستغلال البشع في شركات القطاع الخاص، أسباباً مهمة لتصاعد الغضب الشعبي ضد منظومة المحاصصة.

ورغم كل ذلك، كانت هناك في البصرة لحظات صفاء تمثلت في سلسلة من النشاطات الثقافية في شارع الفراهيدي وملتقى جيكور ودار الأدب البصري واتحاد الأدباء وغيرها.

*********************************************************

الصفحة الخامسة

سعر قطعة الأرض بلغ 100 مليون أزمة العقارات تغزو داقوق والأسعار تتضاعف

متابعة – طريق الشعب

بفعل تزايد الكثافة السكانية، بات من الصعب على من يود بناء منزل في قضاء داقوق جنوب شرقي كركوك، الحصول على قطعة أرض سكنية شاغرة في مركز القضاء. وبينما تحول اتجاه الراغبين في شراء العقارات نحو الأحياء الواقعة في أطراف القضاء، ارتفعت أسعار الأراضي السكنية إلى 3 أو 4 أضعاف ما كانت عليه قبل عام من الآن.

ووفقا لوكالات أنباء، فإن سعر قطعة الأرض في بعض أحياء ومناطق داقوق، ارتفع من 40 إلى 100 مليون دينار وأكثر، ما عُدّ أمرا غير مسبوق في هذا القضاء الذي يضم مركزه 16 حيا سكنيا، ويبلغ عدد سكانه أكثر من 97 ألف نسمة.

وقضاء داقوق من المناطق الزراعية المعروفة بخصوبة أراضيها وبحقولها الخضراء، إضافة إلى اهتمام أهلها بتربية الحيوانات. ويجيد العديد من الاهالي مهنة النسيج وصناعة السجاد اليدوي وغير ذلك من الحرف اليدوية الشعبية.

وتشهد محافظات البلاد جميعها ومراكز مدنها، أزمة سكن حادة وارتفاعا كبيرا في أسعار العقارات. ووفقا لمتابعين فإن هذه الأزمة تعود إلى قلة الاستثمارات في قطاع البناء وعدم إقدام الحكومة على توفير وحدات سكنية كافية للمواطنين بأسعار مدعومة تناسب أوضاعهم المعيشية، فضلا عن غياب القوانين والتشريعات المنظمة لقطاع العقارات، ما تسبب في تنامي المضاربة في الأسعار وتحديدها وفقا لأهواء تجار العقارات.

وتنقل وكالات أنباء عن مواطنين وأصحاب مكاتب لبيع وشراء العقارات في داقوق، القول انه لم تبق أراض سكنية شاغرة في مركز القضاء، لذا يضطر كل من يرغب في بناء منزل إلى شراء منزل قديم وبناء آخر في محله، ما يؤدي إلى زيادة التكاليف.

ويوضحون ان ارتفاع أسعار العقارات في داقوق غير مسبوق، ولم يشهده حتى مركز محافظة كركوك. وحسب المواطن سيروان حيدر، الذي يسكن في مركز القضاء، فإن سعر قطعة الأرض في حي الموظفين تجاوز 100 مليون دينار، مبينا أن “الأسعار تتحدد وفقا لجودة الخدمات البلدية وخدمات البنى التحتية. فالأحياء التي تُنفذ فيها مشاريع خدمية جديدة، ترتفع فيها أسعار العقارات”. أما موسى الكياني، وهو صاحب مكتب لبيع وشراء العقارات، فيشير إلى ان هناك ندرة في الأراضي السكنية الشاغرة في مركز القضاء، لافتا في حديث صحفي إلى ان سعر قطعة أرض بمساحة تتراوح بين 200 و 250 مترا مربعا، وصل اليوم إلى نحو 120 مليون دينار.

من جانبه، يقول محمد جمال، أحد سكان حي إمام جابر في مركز القضاء، أن قطعة الأرض الفارغة التي كان سعرها لا يتجاوز 10 ملايين دينار، تجاوز اليوم 40 مليون دينار، مبينا ان هناك أحياء أنشئت بعد 2003 تقع خارج مركز القضاء وتفتقر للخدمات الأساسية، بات سعر قطعة الأرض السكنية فيها، من ذات الـ200 متر، يقترب من 60 مليون دينار.

ويرى جمال ان سبب ارتفاع الأسعار هو انتعاش حركة سوق العقارات، بعد تحسن الوضع المالي للعديد من المواطنين.

إلى ذلك، يقول غائب حسين، وهو أيضا صاحب مكتب عقارات، أن أسعار الأراضي والمنازل في داقوق أعلى مقارنة ببقية أقضية كركوك والبلاد بشكل عام، مؤكدا أنه بات من الصعب الحصول على قطعة أرض سكنية في مركز القضاء.

ويلفت إلى ان هناك قرية تسمى “فريق آوا” بعيدة عن مركز داقوق وتفتقر للخدمات الأساسية، وصل فيها سعر قطعة الأرض ذات الـ200  متر، إلى حوالي 40 مليون دينار، متوقعا المزيد من الارتفاع في أسعار العقارات خلال الفترة المقبلة.

*******************************************************

الظلام يخيم على أيقونة بغداد الثقافية

متابعة – طريق الشعب

أكثر من شهر مضى وشارع المتنبي، أيقونة بغداد الثقافية، لا يزال بلا كهرباء وطنية. والسبب خلل فني لم تقدم الجهات المعنية على معالجته، رغم مناشدات كثيرة أطلقها أصحاب محال وبسطات.

وقبل شهر تقريبا تعطلت الكهرباء في الجانب الأيمن من الشارع، الذي تقع فيه “مقهى زازا” و”مقهى چراوية” و”مجمع الميالي”، وما ان عادت الكهرباء إليه حتى تعطلت في الجانب الأيسر الذي تقع فيه “مكتبة الرافدين” و”قيصرية حنش”.

ويضطر أصحاب المكتبات والبسطات الذين يعملون في المساء، إلى الاستعانة بأضواء هواتفهم المحمولة، في جلب بضائعهم من المخازن القريبة، فيما ينيرون معروضاتهم بإنارة بسيطة تأتيهم من مولدة وحيدة.

وعلى صفحتها في فيسبوك كتبت “دار ومكتبة عدنان”، أنه “لليوم التاسع والعشرين شارع المتنبي بدون كهرباء، والإنارة التي كانت تزين الشارع ليلاً اختفت، وبدون حلول، دائرة الكهرباء لا تستطيع حفر الشارع كون دائرة التصاميم التابعة لأمانة بغداد لا تريد تخريبه، وبين كتابنا وكتابكم انقضى شهر. نرجو من أمين العاصمة التدخل العاجل لإنهاء المشكلة”.

وفي حديث صحفي، يقول الكتبي أحمد علي، أن “موظفين من وزارة الكهرباء يأتون إلى الشارع ويذهبون دون أي حل لمشكلة التيار الكهربائي. فالجهات المسؤولة تعلم بمعاناتنا لكنها لا تقوم بإي إجراء لمعالجة المشكلة”.

فيما يقول صاحب بسطة لبيع الهدايا، أن “انقطاع الكهرباء أثر على عملنا، وعلى جمالية الشارع، الذي كان يتزين بالإنارة المسائية”، مبينا أنهم يواجهون صعوبة في جلب بضاعتهم من المخازن أو إعادتها إليها، لعدم توفر الإنارة.

**********************************************************

منطقة سكنية في السماوة تتحول إلى مكب نفايات

متابعة – طريق الشعب

شكا سكان منطقة الجربوعيات في مدينة السماوة، من تحول موقع بارز في منطقتهم إلى مكب نفايات، وتحديدا المثلث الذي يتوسط الجربوعيات الأولى والثانية والثالثة والرابعة والخامسة والسادسة والسابعة، مبينين أن البلدية قامت بتحويل هذا الموقع الذي يطل على الشارع العام، إلى محطة وسطية لتجميع النفايات، ما يعد مخالفة قانونية بيئية وصحية.

وأشار عدد من السكان في حديث صحفي متلفز، إلى ان المكب يقع قريبا من منازل المواطنين، الأمر الذي يهدد بنشر الأمراض والأوبئة بين السكان.

وطالبوا المسؤولين المحليين بمتابعة هذه المخالفة، ومنعها في أسرع وقت، مهددين بتقديم شكوى ضد البلدية لدى دائرة البيئة، فيما إذا لم تعالج المشكلة.

ولفت أحد السكان إلى ان “مناطقنا منكوبة وتفتقر لجميع الخدمات، وفوق هذا وذاك جاءت البلدية لتحوّلها إلى مكب نفايات”!

فيما ذكر آخر ان “الأهالي سبق ان طالبوا المعنيين، بتحويل هذا الموقع إلى مساحة خضراء، لكنهم بدلا من ذلك حوّلوه إلى مكب نفايات”!

*******************************************************

أصحاب محال: أضرّ بعملنا تخسّف مزمن في مدخل مدينة الحرية 

متابعة – طريق الشعب

يتعرض جزء من التبليط في مدخل مدينة الحرية شمال غربي بغداد، باستمرار، إلى تخسف يصل طوله لنحو 15 مترا، كلما قامت البلدية بمعالجته، عاد مجددا.

ويبدي أصحاب المحال المطلة على التخسف، استياءهم من المشكلة، ومن الحفريات المتكررة لغرض معالجتها. ويقول عدد منهم في حديث صحفي، أن إهمال هذا الخلل وعدم معالجته بالشكل الصحيح، بات يضر بعملهم، مؤكدين انهم ناشدوا الجهات الرسمية أكثر من مرة وضع حل نهائي للمشكلة، لكن دون جدوى.

يقول محمد مكي، أحد أصحاب المحال التجارية، ان “هذا التخسف ظهر قبل نحو 6 سنوات، وكلما تتم معالجته يعود للظهور مجددا، ولا نعرف السبب”، مشيرا في حديث صحفي إلى انهم توجهوا إلى البلدية أكثر من مرة، وإلى ممثلي المدينة في مجلس المحافظة، أملا في معالجة المشكلة، لكن بلا نتيجة.

ويتابع قائلا: “نحن كسبة، وهذا التخسف بات يعيق عملنا كثيرا”، منوّها إلى ان “البلدية قامت قبل أيام بتبليط جزء من التخسف لا يتعدى طوله مترين، في حين ان الجزء المتخسف يبلغ طوله ككل 15 مترا”. إلى ذلك، يقول مسؤول إعلام بلدية الشعلة، أنه “منذ فترة تعرضت خطوط المجاري الرئيسة في المكان هذا إلى مشكلة أدت إلى حصول تخسّف، وقد جرى تصليحه من قبل كوادرنا”، مبينا أن “تخصيصاتنا من مادة الاسفلت قليلة جدا، ولا تسد احتياجات العمل، وبالكاد تكفي لترقيع الحفر الصغيرة”!

ويضيف قائلا أن “موقع التخسف سيبقى بلا تبليط لحين توفر مادة الاسفلت. كذلك ان بقاء المكان مكشوفا سيوفر لنا وقتا كافيا للتأكد من عدم وجود خلل في العمل”.

*******************************************************

أحد السكان: لم نستحم منذ أيام! معاناة في قضاء الحُر من انقطاعات طويلة للماء

متابعة – طريق الشعب

يواجه سكان أحياء اليرموك الرابعة والأمير الثانية والجواد في قضاء الحر غربي كربلاء، انقطاعات متكررة لمياه الإسالة، أحيانا تتواصل أياما عدة.

ويقول عدد من السكان أن هذه المشكلة مستمرة منذ سنوات، وان مطالباتهم المتكررة لدائرة ماء الحر ومديرية ماء كربلاء، بمعالجة المشكلة، لم تجدِ نفعا، داعين المسؤولين إلى زيارة مناطقهم، التي بات يفكر كثير من سكانها في بيع منازلهم والانتقال إلى مناطق أخرى.

ويضطر معظم سكان تلك الأحياء إلى استئجار حوضيات لجلب المياه من مناطق قريبة، مثل حي العامل. فيما يحاول بعضهم الحصول على كمية قليلة من الماء عبر سحبها بواسطة مضخات بدائية، وبعض آخر يضطر إلى حفر الأرض للوصول إلى الأنبوب الرئيس، لغرض خفض مستوى الأنبوب المنزلي المرتبط به، لعله يتمكن من سحب المياه القليلة الراكدة في الأنبوب الرئيس!

في حديث صحفي، يقول مختار حي اليرموك الرابعة محمود جابر، أن “مياه الإسالة لم تصل إلى منازل حينا منذ أيام، وهذا ينطبق أيضا على حيي الجواد والأمير”، مبينا أن “حي اليرموك يسكنه نحو 7200 نسمة، بحدود 1400 عائلة. وانا كمختار أقع في إحراج مع الأهالي، الذين يطالبوني باستمرار بإيصال أصواتهم إلى المسؤولين”.

ويشير إلى ان العائلات تشتري المياه المفلترة من محطات التحلية، وبعضهم يشتري الماء من الحوضيات بسعر 5 آلاف دينار للخزان المنزلي الواحد، ما يحملهم مبالغ إضافية.

ويلفت جابر إلى أن معاناتهم لا تتوقف فقط على أزمة المياه، فهم يعانون أيضا تدهور الكهرباء الوطنية، التي باتت تعمل مثل “الترفك لايت” - حسب وصفه، الأمر الذي تسبب في تعطل بعض الأجهزة المنزلية، وفساد الأطعمة في الثلاجات.

من جانبه، يقول المواطن صالح  حسن، من سكان حي الأمير الثانية، أن “ازمة المياه في منطقتنا ليست جديدة، وأن أكثر من 100 منزل في هذه المنطقة تعاني الأزمة”، مشيرا في حديث صحفي إلى ان “ماء الإسالة يصل إلى المناطق القريبة، ومنها مناطق عشوائية، عدا منطقتنا”.

ويلفت إلى انه يفكر في بيع منزله والانتقال إلى منطقة أخرى “فالأمر بات متعبا بالنسبة لي، كل يوم أقوم بجلب الماء بواسطة براميل، من الأحياء القريبة”، مبينا أنهم ناشدوا المسؤولين معالجة هذه المشكلة، ولم يتركوا بابا إلا وطرقوه، لكن دون جدوى! 

فيما يقول المواطن قصي كاظم، من سكان حي اليرموك الرابعة، أن المياه تصل إليهم فجرا ضعيفة ومتقطعة، لافتا إلى انهم لم يغتسلوا جيدا منذ أيام!

ويشير إلى أن “المسؤولين قبل الانتخابات يعدون الناس بتحسين الخدمات، ويستخدمون هذا الأمر كورقة انتخابية، وبعد فوزهم يتناسون وعودهم، لذك نطالبهم اليوم بالنزول إلى الشارع والاطلاع على معاناة الناس”.

إلى ذلك، يقول مسؤول محطة المياه “بي اس3” في الحر، زاهر عيدان، أن “حيي الأمير واليرموك يتغذيان بالمياه من محطة الحي العسكري، التي تتزود بالماء من محطتنا الكائنة في منطقة الأمن الداخلي”.

ويوضح في حديث صحفي، أنه “حصل عطل مفاجئ في إحدى المضخات التي تزود هذه المناطق بالماء، وكوادر محطتنا تعمل على معالجته وإعادة الماء في وقت عاجل”.

*****************************************************

مواساة

  • ببالغ الحزن والأسى تلقت اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في كركوك نبأ رحيل الأستاذ غازي أكرم المكتوبجي، عمّ المناضل الشيوعي والقيادي في الحركة النقابية العمالية ورئيس النقابة العامة للعاملين في الصناعة والطاقة والتعدين جمال عبد الجبار أكرم (أبو شوان).

الذكر الطيب للفقيد وخالص العزاء لأسرته.

  • ينعى الشيوعيون العراقيون وأصدقاؤهم في بلغاريا، بحزن وأسف، الرفيق والشخصية الوطنية احمد جعفر، الذي توفي بعد معاناة قاسية مع المرض.

وكان الفقيد قد غادر الوطن في بداية هجوم النظام البعثي الدكتاتوري على القوى الديمقراطية والحزب الشيوعي اواخر السبعينات. وساهم بكل طاقته وامكانيته في النضال مع القوى الديمقراطية لتخليص الشعب والوطن من الكابوس المظلم، ما اكسبه حب رفاقه وأصدقائه.

وظل الفقيد أمينا على مبادئه وما آمن به حتى ايامه الأخيرة. له الذكر الطيب ولأهله ورفاقه وأصدقائه الصبر والسلوان.

********************************************************

الصفحة السادسة

شهداء وجرحى في أماكن عديدة وإصرار على محو النظام الصحي للفلسطينيين الاحتلال يصدر أوامر إخلاء لمناطق خان يونس ويقصفها في الحال

القدس – وكالات

شنّ جيش الاحتلال خلال الساعات الماضية نحو 8 غارات على مناطق عديدة من مدينة خان يونس، جنوبي قطاع غزّة، بينها المطاحن والفراحين والقرارة والشيخ ناصر وذلك بعد دقائق فقط من إصداره أوامر بإخلاء بعض المناطق فيها. وأسفرت الغارات عن استشهاد 14 فلسطينيا وإصابة العشرات، إضافة إلى استهداف خيمة للصحفيين بمدينة دير البلح وسط قطاع غزة في الوقت الذي تعرض فيه 3 أمريكيين إلى الضرب المبرح بعد تضامنهم مع فلسطينيين شمالي الضفة الغربية. كما دعت جهات دولية الاحتلال إلى احترام القانون الدولي والالتزام بقراراته.

مقتل 14 فلسطينيا بخان يونس

جدد جيش الاحتلال جرائمه عندما أقدم على تنفيذ قصف جوي ومدفعي مكثف على مناطق شرق يونس، متسببا بمقتل 14 فلسطينيا. وذكرت المصادر الصحفية الفلسطينية أن القصف المتواصل استهدف منازل سكنية وأراض زراعية، مما خلف عددا كبيرا من القتلى والجرحى تم نقلهم إلى مستشفيات المدينة، في الوقت الذي أكدت فيه وزارة الصحة في غزة عدد القتلى الذين وصلوا إلى مجمع ناصر الطبي كاشفة عن وجود 6 أطفال و4 سيدات بين القتلى إضافة إلى إصابة 36 وبينهم حالات خطيرة.

وأرتكب الطيران الاسرائيلي هذه الجريمة بعد دقائق من أوامر سلطات الاحتلال بإخلاء مناطق في خان يونس.

جريمة جديدة ضد الصحفيين

وأفادت الأنباء بمقتل وإصابة عدد من الفلسطينيين باستهداف طيران الاحتلال خيمة للصحفيين في ساحة مستشفى «شهداء الأقصى» بمدينة دير البلح وسط قطاع غزة.

وبحسب وكالة روسيا اليوم، فإن من بين القتلى الكاتب والباحث في مجال الإعلام السياسي حيدر المصدر، فيما استهدف الطيران خياما أخرى بجانب خيمة الصحفيين بمحيط المستشفى.

وقال المدير الطبي في مستشفى «شهداء الأقصى» قد نعلن خروج المستشفى عن الخدمة خلال الساعات المقبلة وفي حالة خروج المستشفى عن الخدمة فلن تتوفر أي خدمات طبية. وأفاد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة بأن الجيش الإسرائيلي عازم على تدمير القطاعات الحيوية ويواصل تدمير المستشفيات في القطاع.

إصابة أمريكيين متضامنين مع فلسطين

وفي نابلس، أصيب ثلاثة أمريكيين متضامنين مع الشعب الفلسطيني برضوض وجروح جراء هجوم من قبل مستوطنين إسرائيليين عليهم في بلدة قصرة شمالي الضفة الغربية.

وقالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في بيان مقتضب إن «طواقم الجمعية نقلت ثلاثة مصابين من المتضامنين وهم سيدتان وشاب إلى المستشفى». كما أفادت مصادر محلية بأن المستوطنين هاجموا المتضامنين بالعصي في البلدة التي دائما ما تشهد هجمات متكررة من قبلهم على الفلسطينيين وممتلكاتهم، علما أن المتضامنين الثلاثة كانوا يتواجدون في أراضي فلسطينيين في البلدة بغرض حرثها وتنظيفها من الأعشاب وأصيبوا بعد الهجوم بجروح غائرة.

من جهته أدان محافظ نابلس في السلطة الفلسطينية هجوم المستوطنين بحق المتضامنين، محذرا خلال تفقده لأوضاع المتضامنين من خطورة الهجمات الاستيطانية التي ارتفعت بنسبة 308 في المائة منذ بداية العام الحالي.

مواقف دولية تندد بجرائم الاحتلال

وعلى الصعيد الدولي فيما يخص أوضاع الشعب الفلسطيني وجرائم الاحتلال المتواصلة بحقه، أشار مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي إلى أن لإسرائيل أن تفسر التاريخ كما تشاء ولكن احترام القانون الدولي أمر ملزم.

وقال جوزيب بوريل، إن ما يحدث في غزة لا يمكن تقبله، مشدداً على دعم الاتحاد تطبيق قرار محكمة العدل الدولية بالانسحاب من الأراضي المحتلة. وأفاد بأنه لا يمكن مواصلة التعاون مع «إسرائيل» بشكل طبيعي في ظل الوضع الحالي.

وأضاف بوريل بأنه «يمكن لإسرائيل أن تفسر التاريخ كما تشاء، لكن احترام القانون الدولي ملزم، وأن الاتحاد الأوروبي سيناقش كيفية تطبيقه في غزة».

ومن جانبه، أكد المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين «أونروا»، فيليب لازاريني، إطلاق قوات إسرائيلية النار بكثافة، على قافلة للأمم المتحدة متجهة إلى مدينة غزة. وأفاد لازاريني بأن إحدى المركبات أصيبت بـ5 رصاصات أثناء انتظارها أمام حاجز عسكري إسرائيلي جنوبي وادي غزة.

وكان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، قد شدّد على أنّ نظام الدعم الإنساني في غزة يكاد ينهار بالكامل، مشيراً إلى أن لا مبرّر للعقاب الجماعي للشعب الفلسطيني، في ظل استمرار حرب الإبادة الجماعية لنحو 10 أشهر على قطاع غزة.

ومن جانبها، أكّدت وزيرة الخارجية البلجيكية، حجة لحبيب، أنّ قرار محكمة العدل الدولية «أدان» بشكل واضح إقدام الاحتلال الإسرائيلي على بناء وتوسيع مستوطناته في الضفة الغربية.

وفي تغريدةٍ عبر منصة «إكس»، شدّدت لحبيب على أنّه «يجب احترام قرار المحكمة وتطبيقه».

وياتي ذلك بعد أسبوع من وصف رئيس محكمة العدل الدولية، نواف سلام، ممارسات وسياسات إسرائيل بأنها «تعارض القانون الدولي، وأنّ المحكمة ستدرس التداعيات القضائية للوجود غير القانوني لإسرائيل في الأراضي الفلسطينية المحتلة».

*******************************************************

انسحاب بايدن يشق صفوف الناخبين الديمقراطيين

واشنطن - وكالات

أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن عن قراره بالتنحي عن الترشح لخوض انتخابات الرئاسة الأميركية المقررة في 5 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، مبديا دعمه لنائبته كامالا هاريس لخلافته في السباق نحو البيت الأبيض.

وضمن ردود الفعل الواسعة على قرار بايدن، أفادت الصحافة الأمريكية بأن العديد من الناخبين الديمقراطيين في مختلف مناطق الولايات الأميركية أعربوا عن شعورهم بالقلق والترقب حول المستقبل السياسي لحزبهم بعد إعلان الانسحاب من السباق الرئاسي والذي جاء بعد تزايد التكهنات حول تراجع قدرات بايدن الذهنية والجسدية عقب مناظرته مع دونالد ترامب. وفي المقابل، أعرب البعض عن ارتياحهم للقرار، معتقدين أنه سيسمح للحزب الديمقراطي بإيجاد بديل مناسب، شعر آخرون بمزيج من الحزن والارتياح، وهو ما يعكس حالة من التباين في ردود الفعل داخل صفوف الحزب.

*****************************************************

بنغلادش.. احتجاجات كبيرة ضد حصص توزيع الوظائف الحكومية

دكا - وكالات

أعلن زعيم الحركة الرئيسية التي تنظّم الاحتجاجات المناهضة لحصص توزيع الوظائف الحكومية في بنغلادش ناهد إسلام تعليق التظاهرات لمدة 48 ساعة.

وقال إسلام لوكالة فرانس برس: «سنعلّق الاحتجاجات لمدة 48 ساعة ونطالب الحكومة برفع حظر التجوّل وإعادة خدمة الإنترنت ووقف استهداف الطلبة المحتجين». وذلك بعد أعمال عنف ومواجهات أودت بحياة 155 شخصا من المدنيين والشرطة بسبب قرار الحكومة بتخفيض حصة وظائف الحكومة. وبعدما كانت التظاهرات تطالب باصلاح قواعد التوظيف، أصبحت الآن تدعو إلى تنحية رئيسة الوزراء بعد أحداث العنف والقتل التي طالت المتظاهرين.

********************************************************

حصيلة حربية جديدة للصراع الروسي - الأوكراني

كييف – وكالات

أعلنت القوات الأوكرانية، يوم أمس، عن قيامها باسقاط طائرات مسيرة تابعة للجيش الروسي في عمليات مختلفة، فيما أكدت موسكو في المقابل تدميرها لمئات الآليات والجنود الأوكرانيين خلال آخر 24 ساعة ضمن عمليات الحرب الدائرة منذ فترة طويلة بين الطرفين.

وأفادت تقارير أمنيّة نقلتها وكالات الأنباء، بأن القوات الجوية الأوكرانية أسقطت 35 طائرة من جملة 39 طائرة بدون طيار، أطلقتها روسيا خلال ليلة الأحد الماضي. فيما أعلنت القوّات الجويّة، أنّ روسيا أطلقت 3 صواريخ باليستية من طراز إسكندر-إم وصاروخين من طراز كروز.

وذكرت أنّ صواريخ كروز لم تصل إلى أهدافها بسبب «التدابير المضادة» التي اتخذتها أوكرانيا، لكنها لم تشر إلى ما أصابته صواريخ إسكندر-إم أو ما إذا كان قد حدث أي ضرر. كما لم يتم الإبلاغ عن وقوع إصابات.

وفي آخر تحديث، قالت الدفاع الروسية أنها قضت على 1970 عسكريا أوكرانيا خلال 24 ساعة وتدمير مئات الدبابات والمدرعات والأسلحة الغربية، وإسقاط عشرات المسيرات والصواريخ أطلقتها قوات كييف.

*************************************************************

الفضائح تعصف بالجيش الياباني واهتزاز الثقة بالحكومة

رشيد غويلب

بعد سلسلة من الفضائح، أعلنت وزارة الدفاع اليابانية، عن خطتها لاستبدال قائد البحرية في 19 تموز الجاري، وفرضت إجراءات تأديبية على أكثر من 200 منتسب عسكر ومدني. ويمثل الحدث، أكبر سلسلة سوء سلوك منذ سنوات، أحرجت رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا.  الساعي لتعزيز القوات المسلحة اليابانية، من خلال شراء أسلحة إضافية استعدادا لمواجهات متوقعة مع الصين وكوريا الشمالية. وقال وزير الدفاع مينورو كيهارا: « إن هذه المشاكل غير المقبولة قوضت ثقة الرأي العام».  وجرى تنفيذ 220 عقوبة، شملت بين أمور أخرى، طرد11 منتسبا، وتخفيض رتبتين، وإحالة 83 منتسبا على التقاعد، وخفضت رواتب   14 منتسبا، وتلقى سبعة توبيخًا رسميًا، وتم تنبيه الباقين أو انذارهم.

نصف هذه الخروقات والجنح تتعلق بعدم الانضباط في التعامل مع المعلومات السرية. على سبيل المثال، تم منح العديد من الأشخاص الذين ليس لديهم تصريح أمني إمكانية الوصول إلى البيانات المتعلقة بحركة السفن الحربية. واشتكت الصحافة اليابانية من أن مثل هذه الإدارة غير المتقنة للمعلومات تمثل مشكلة خطيرة تمس الأمن القومي. وعكست الخروقات الأصغر تراخي في الروح المعنوية: فقد طالب العشرات من غواصي البحرية ببدل مخاطر قدره ما يعادل 250 ألف يورو مقابل مهام لم ينفذوها.

سوء في القيادة والانضباط

لقد قام القادة بترهيب منتسبيهم، وعلى الرغم من إجراء تحقيق خاص بعد إدانة ثلاثة ضباط بالتحرش الجنسي بمجندة في عام 2021. حاول مشاة البحرية، دون تصريح، الحصول على وجبات مجانية في مطاعم القاعدة. بالإضافة إلى ذلك، يجري الآن تحقيق خاص، بشأن رشى تلقتها طواقم الغواصات من شركة كاواساكي للصناعات الثقيلة، على شكل سلع إلكترونية وقسائم لشراء البيرة.

 وكان من المتوقع أن يتم الاكتفاء بتخفيض راتب رئيس أركان البحرية ريو ساكاي، لكنه قدم استقالته لأن الفضائح تركزت على القوات البحرية. وفي أشارته للأسباب ذكر «عدم الالتزام باللوائح بين القوات ونقص القدرة القيادية في التنظيم «. وسيحل نائب الأدميرال أكيرا سايتو محل ساكاي في منصبه. وتم كذلك توبيخ نائب وزير الدفاع كازو ماسودا والجنرال يوشيهيدي يوشيدا رئيس الأركان العامة بالوزارة. وتخلى وزير الدفاع كيهارا طواعية عن راتب شهر.

ندم الرئيس

رئيس الوزراء كيشيدا دعم وزير دفاعه واعتذر قائلا: «أدرك أن الوضع خطير للغاية وأتفهم أنه لا مجال للخطأ في هذا السياق». تهدد هذه الفضائح سياسة رئيس الوزراء الرامية إلى مضاعفة الإنفاق العسكري ليصل إلى 2 في المائة من الناتج الإجمالي المحلي بحلول عام 2027. وقالت صحيفة أساهي الليبرالية: «إذا استمرت معاناة القوات المسلحة من هذه المشاكل، فمن غير المرجح أن يدعم الرأي العام اقتراح الحكومة بزيادة الإنفاق العسكري، ناهيك عن زيادة الضرائب لتمويله|. حتى الآن، تجنب كيشيدا الالتزام بتوقيت محدد لزيادة الضرائب لتمويل الإنفاق الإضافي. ووفقاً للنسخة الجديدة من «الكتاب الأبيض» الذي تصدره وزرارة الدفاع، حصلت الحكومة على 42 في المائة من 43,3 تريليون ين ياباني (250 مليار يورو) اللازمة لتمويل مشاريع عسكرية إضافية.

ومن المرجح أن يكون لدى حلفاء اليابان شكوك متجددة حول ما إذا كان من الممكن الوثوق باليابان بالبيانات الحساسة المتعلقة بالتخطيط لزيادة التعاون العسكري. ترغب اليابان والولايات المتحدة في إنشاء مركز عمليات مشترك بحلول بداية عام 2025 لتحقيق تكامل قيادة للقوات المسلحة اليابانية حتى في أوقات السلم.

فقدان الثقة

تتزايد الضغوط على رئيس الوزراء فوميو كيشيدا حتى لا يسعى لولاية أخرى كزعيم للحزب الديمقراطي الليبرالي الحاكم في أيلول المقبل. ووفقا للتقاليد، سيتعين على كيشيدا بعد ذلك التنحي عن منصبه كرئيس للحكومة بعد قضاء ثلاث سنوات في منصبه الحكومي. من جانبه اكتفى كيشيدا بالتلميح فقط بشأن الترشيح مجددا لزعامة الحزب. وقال كيشيدا إنه يريد التركيز أولا على القضايا السياسية التي لا يمكن تأجيلها. ويخشى قادة الحزب المخضرمين من خسارة الانتخابات البرلمانية في عام 2025، إذا بقي رئيس الوزراء زعيما للحزب. قال سلف كيشيدا كرئيس للحكومة، يوشيهيدي سوجا، يجب على الحزب الديمقراطي الليبرالي «تجديد زعامته» من أجل استعادة الثقة. كان ينبغي على كيشيدا أن يتحمل مسؤولية فضيحة جمع التبرعات الأخيرة.

تلقى نواب الحزب الديمقراطي الليبرالي الحاكم رشاوي غير مباشرة يبلغ مجموعها ما يعادل 3,3 مليون يورو من مبيعات تذاكر حفلات جمع التبرعات. اشتركت كتلة رئيس الوزراء داخل الحزب بهذه الفضيحة، ثم أجبر رئيس الوزراء برلمانيي الحزب الليبرالي الديمقراطي الحاكم على حل كتلهم الداخلية وتغيير قانون تمويل الأحزاب. وعلى الرغم من ذلك لم يوفر رئيس الوزراء القناعة بنظافة يده. وانتقدت صحيفة ماينيتشي الليبرالية قائلة: «إن المراجعة مجرد حل مؤقت لا يستحق اسم الإصلاح السياسي ولا يستطيع استغفال شعب اليابان». ووفقا لاستطلاع أجرته صحيفة نيكي، فإن واحدا فقط من كل أربعة ناخبين يؤيد كيشيدا، وبالتالي تنسحب نسبة عدم الثقة العالية على الحزب.

*********************************************************

الصفحة السابعة

المؤرخ الإسرائيلي إيلان بابي:  الحرب في غزة إبادة جماعية وليست دفاعا عن النفس

تقديم وترجمة: فؤاد الصفار

يدين المؤرخ الإسرائيلي إيلان بابي، مؤلف كتاب «التطهير العرقي في فلسطين» العدوان الصهيوني المتواصل في غزة. وهو شأن أي شخص ولد ونشأ وتعلم في إسرائيل، كان يصدق الأكاذيب الصهيونية من نوع التي تتحدث عن فلسطين باعتبارها «أرضا بلا شعب لشعب بلا أرض». لكن أتيحت له في ما بعد فرصة دراسة التاريخ في أوربا، فتفتحت عيناه تدريجيا على حقيقة ما سماه لاحقا التطهير العرقي للفلسطينيين، هذه العبارة التي جعل منها عنوانا لأحد أهم كتبه، والذي نشرته دار فايارد الفرنسية عام 2008 وأعادت نشره دار لافريريك. كما نُشرت ترجمات له بلغات أوربية مختلفة.

في 23 حزيران الماضي زار بابي موقع «ميديا بار» في باريس، وهناك صرح وهو يتحدث عن كتابه المذكور: «لقد تطلب الأمر مني عشرين عاما حتى أضع الكلمات الصحيحة في وصف وقائع حرب 1948-1949» في فلسطين. ويومها كانت حصيلة الحرب في غزة قد تجاوزت 40 ألف ضحية، معظمهم من المدنيين، دون أحصاء الآلاف غيرهم تحت الانقاض.

وبالمناسبة أجرت مراسلة «ميديا بار» رشيدة العزوزي الحوار التالي مع المؤرخ بابي:

سؤال: أنت تشجب في كتابك ما شهدته فلسطين زمن تأسيس إسرائيل عام 1948 من تطهير عرقي. وقد أوردت أيضا «الإبادة الجماعية التدريجية»، وهذا المصطلح (أقصد الإبادة الجماعية) يثير كثيرا من الخلافات الساخنة. هل تستخدمه للإشارة أيضا إلى ما حدث منذ 7 اكتوبر 2023؟

جواب: أنا أطلق تسمية التطهير العرقي على ما يحدث منذ عام 1948، وبقي مخفيا لعقود من الزمن، وهو الطرد القسري للسكان الاصليين.. بقصد التخلص منهم. فبين عامي 1947-1949 تم تدمير متعمد لـ 400 قرية فلسطينية، وطردت القوات الإسرائيلية ما يقرب من مليون فلسطيني من أراضيهم تحت تهديد السلاح، وقُتل مدنيون، وذلك ما يسميه الفلسطينيون «النكبة». وقد حاولت التعرف على المسؤولين عن خطة « دايلث» Daleth، الكامنة وراء ذلك التطهير العرقي المعُد بدقة.

عندما انتُخبت حماس عام 2007، بعد عامين من انسحاب المستوطنين من قطاع غزة، قامت إسرائيل سريعا جدا بفرض حصار على القطاع. فكانت الدولة الإسرائيلية سببا غير مباشر في الوفيات، الناجمة عن عدم كفاية المواد الغذائية والأدوية. لذلك سميتها «إبادة جماعية متدرجة»، وهي ما حفزت دولة جنوب افريقيا التي أحالت الأمر إلى محكمة العدل الدولية.

وفي اعتقادي أننا نشهد منذ 7 اكتوبر 2023 إبادة جماعية من الناحية القانونية والأكاديمية، القصد منها هو القضاء على السكان وعلى قدرتهم على البقاء. ويؤكد ذلك وبصراحة تامة القادة الإسرائيليون في تصريحاتهم، وخاصة باللغة العبرية. وهذا ما قاله رئيس الدولة اسحق هرتزوغ: «لا أحد بريء في غزة « بمعنى أن الجميع أهداف مشروعة. وهذا يشمل تدمير السكان المدنيين والمستشفيات والجامعات والمراكز المجتمعية ومراكز المساعدة وغيرها.

سؤال: متى أدركت شخصيا حقيقة حرب 1948-1949؟

جواب: ربما في عام 1982، مع حرب لبنان الأولى. كنت خارج إسرائيل، أعمل في إعداد أطروحة الدكتوراه في جامعة اكسفورد ببريطانيا. وكانت الاطروحة تخص وقائع العام 1948.  في ذلك الوقت باشرت بالاطلاع على الارشيف، وبدأت أرى وثائق وأدلة تناقض مع ما تعلمته في المدرسة أو سمعته في الجامعة حول العام 1948. وكان ذلك مزيجا من اهتمامي المهني بالتاريخ كأكاديمي، ومن الواقع الذي تغير من حولي، خاصة وأنني كنت في الخارج (نحن دائما نرى من الخارج ما لا نستطيع رؤيته من الداخل). ولكنها كانت المحطة الاولى في رحلة استغرقت وقتا طويلا، قبل أن أشعر بالثقة الكافية للحديث عن التطهير العرقي. ولم استخدم هذا المصطلح إلا في عام 2006، بمعنى أن الآمر تطلب مني أكثر من عشرين عاما.

سؤال: وهل كانت عائلتك متوافقة معك؟

جواب: كلا، عائلتي لا تحب ذلك. ليست زوجتي وأطفالي بداعمين، ولا والديّ اللذين ماتا منذ سنوات طويلة. أما أخي وأختي وأقارب آخرون وأصدقاء من المدرسة، ومن الجيش، فيجدون الأمر مزعجا للغاية، وبالنسبة إلى البعض أنا خائن.

سؤال: كيف تجاوزت هذه الاتهامات؟

جواب: لم يكن الأمر سهلا، فقد كانت ترافقه تهديدات بالقتل، وكان أطفالي صغاراّ. وهذا أحد الأسباب التي جعلتني أغادر البلد لفترة من الوقت.

سؤال: خطابك غير مسموع في إسرائيل، كيف تفسر صعوبة سماع أطروحاتك؟

جواب: من الصعب على الإسرائيليين سماع أن تلك «الاساطير الوطنية» وكل ما قيل لهم عندما كانوا أطفالاّ في المدرسة، أو في الجيش أو في وسائل الإعلام، ليس صحيحاّ، وأن فلسطين لم تكن «أرضا بلا شعب، لشعب بلا أرض». كما أنهم لا يريدون أن يسمعوا أن أعمالا شنيعة ترتكب باسمهم اليوم، وأن الاستعمار الاستيطاني هو أخطر أشكال الاستعمار، ويؤدي إلى الإبادة الجماعية.

 لقد قمت بالتدريس في إسرائيل فترة طويلة قبل أن أطرد من الجامعة عام 2007، وأعتقد انني طُردت لكوني أمثل خطراّ. فقد كان الناس على استعداد للاستماع لي، ولو كان لدينا اشخاص آخرون مثلي يتمتعون بحرية التعبير، لكان لنا بعض التأثير. نعم، سيكون من الصعب جداّ على الإسرائيليين أن يقبلوا ما يقال لهم اليوم، من أن حرب غزة ليست دفاعا عن النفس وانما هي جريمة إبادة جماعية.

سؤال: المجتمع الإسرائيلي منقسم بشكل كبير، ولكن الغالبية العظمى منه تؤيد حرب غزة. كيف تحللون هذا الوضع في إسرائيل بعد تسعة أشهر من 7 اكتوبر؟

جواب: أعتقد أننا نشهد حربا أهلية. هي ليست حربا حقيقية كالتي حدثت في لبنان عام 1975، وانما هي حرب أهلية باردة، نظرا إلى عدم وجود علاقة بين قطاعين من المجتمع اليهودي الإسرائيلي: الكتلة الليبرالية الأكثر علمانية والتي أسميها دولة إسرائيل، وكتلة التقاليد الدينية التي أسميها دولة يهودا والتي تضم مستوطني الضفة الغربية. إنهم يقاتلون بعضهم، وهذا أمر بالغ الخطورة، إلى درجة أنه قد يسقط إسرائيل. ولدى شعور بأن الجانب الأكثر تعصبا وتطرفا هو من يمكن أن يفوز. فلقد كانت شعبية نتنياهو منخفضة للغاية، واليوم تواصل الصعود في استطلاعات الرأي. وهو أو ايّ شخص مثله، سيقود إسرائيل إلى أن تصبح أكثر ثيوقراطية، أكثر عنصرية، أكثر صهيونية، وأقل اهتماما بالقانون الدولي، وذلك بالاعتماد على وصول اليمين المتطرف إلى السلطة في فرنسا أو في أوربا عموما وأمريكا. هذا هو السيناريو المحتمل.

س: وأنت، هل يحفزك سيناريو الأمل رغم كل شيء؟

ج: نعم، دولة ديمقراطية واحدة، هذا ما أعمل من أجله. وأنا لا أحلم، وانما أنا جزء من حملة لإقامة دولة ديمقراطية واحدة، تجمع الفلسطينيين والإسرائيليين. ونحن نتلقى المزيد من الدعم، خاصة من الفلسطينيين، وبدرجة أقل من الإسرائيليين، وهذا أمر منطقي. لكننا متفائلون، فحل الدولتين لم يعد ناجحا، ولم تكن الفكرة جيدة إطلاقاّ، بل ولم تكن فكرة فلسطينية. لقد كانت فكرة الغرب الإسرائيلي (ربما لو أعطينا 20 بالمائة من فلسطين وقسمتها إلى منطقتين صغيرتين، غزة والضفة الغربية سيكونون سعداء)، الدولة الواحدة لا تعني اختفاء إسرائيل كدولة بل كدولة فصل عنصري، لا اريد أن تختفي إسرائيل ولكن لا أحب أن تقوم على ايديولوجية الفصل العنصري، يجب أن يكون الجميع متساوين، وحل الدولتين لا يحترم مبدأ المساواة، ولا يقدم حلاّ للاجئين الفلسطينيين، ولا يعالج المظالم التي ارتكبت بحق الفلسطينيين في الماضي، مثل الاستيلاء على الاراضي وسرقة الممتلكات. نحن نحتاج إلى نظام ديمقراطي يتساوى فيه الجميع. وبالتأكيد لن يكون من السهل العيش معا بعد كل هذه السنوات، لكن البشر يستطيعون التكيف.

سؤال: وماذا تقول لمن يعارض الدولة الواحدة ويطرح المسألة الديمغرافية؟

جواب: أذا كنت عنصريا فستقول: «يجب أن أكون الاغلبية دائماّ»، أما إذا لم تكن عنصريا، فأنت تؤمن بالديمقراطية ولا يهمك عدد الفلسطينيين واليهود في البلاد. أنا لا يهمني إذا كان الشخص يهوديا أو مسلما أو مسيحيا، ما يهمني هو ان يكون الجميع مواطنين صالحين. ولقد عاش المسلمون والمسيحيون واليهود معا بصورة أفضل، قبل عام 1948 ووصول الصهيونية، في مناطق وأماكن مثل شمال افريقيا والعراق.

سؤال: في 13 ايار 2023، تم استجوابك من قبل مكتب التحقيقات الفدرالي في مطار ديترويت (بالولايات المتحدة) حول موقفك من الحرب الفلسطينية

-الإسرائيلية. كيف تحلل ذلك الهجوم على حريتك؟

جواب: كان الأمر مزعجا وغريبا، وكان شعوري آنذاك، هو انها محاولة لإرهابي وتخويفي ودفعي إلى عدم المجيء إلى امريكا. فأنصار الصهيونية يتمتعون هنا بنفوذ سياسي كبير، لدرجة أنه بغض النظر عمن تكون، أذا لم تقل ما تريد إسرائيل منك قوله، فأنت عدو لها. وهذا مثير للقلق لأنه يتعلق بحرية التعبير.

س: اليمين المتطرف على أبواب السلطة في فرنسا، فكيف ترى معاداة السامية هنا وما يجري من استغلال لها؟

ج: تقوم إسرائيل باستخدام معاداة السامية كسلاح لإسكات الناس، وليس لحماية اليهود. في فرنسا توجد معاداة للسامية، وينبغي محاربتها مع جميع اشكال العنصرية. وأن من أكبر الاخطاء أن يجري التميز بين العنصرية ومعاداة السامية وكأنهما شيئان منفصلان.

*********************************************************

مخاطر الأسلحة النووية في ظل تدهور العلاقات الجيوسياسية

إعداد: د. إبراهيم إسماعيل

في معرض تقييمه السنوي لحالة العسكرة ونزع السلاح والأمن في العالم، حذر المعهد الدولي لأبحاث السلام في السويد (SIPRI) من الزيادة المضطردة في عدد وأنواع الأسلحة النووية ومن تطور اهتمام الدول المختلفة بالردع النووي، مما يسبب قلقاً شديداً، يمكن أن ينمو بسرعة في السنوات المقبلة. وذكر المعهد بأن الدول النووية التسع وهي الولايات المتحدة وروسيا والمملكة المتحدة وفرنسا والصين والهند وباكستان وجمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية وإسرائيل، واصلت تحديث ترساناتها النووية ونشرت في عام 2023، العديد من الأسلحة النووية الجديدة، او من أنظمةِ ذات قدرة نووية، بلغت نسبتها 32 بالمائة من مجموع ما تملكه من هذه الأسلحة.

تطور مخيف

وأشار المعهد إلى أن من إجمالي المخزون العالمي الذي يقدر بنحو 12121 رأسًا حربيًا في كانون الثاني 2024، كان هناك حوالي 9585 رأساً حربياً مخزوناً للاستخدام المحتمل، فيما تم نشر ما يقدر بنحو 3904 من تلك الرؤوس الحربية المحمولة بالصواريخ والطائرات، أي بزيادة 60 رأساً عما كانت عليه في كانون الثاني 2023. كما تم الاحتفاظ بحوالي 2100 رأس حربي محمول بالصواريخ الباليستية ومنشور في حالة تأهب تشغيلي عال (أنظر الجدول ادناه).

جميع التقديرات الواردة في الجدول تقريبية. لا توجد معطيات واضحة حول نشاط إسرائيل النووي، فيما لم تعد روسيا والولايات المتحدة تنشران أرقامًا إجمالية للقوات النووية الاستراتيجية المقيدة بمعاهدة عام 2010 بشأن تدابير زيادة تخفيض الأسلحة الهجومية الاستراتيجية والحد منها (ستارت الجديدة).

وعموماً تنتمي أغلبية هذه الرؤوس الحربية إلى روسيا والولايات المتحدة الأمريكية، الدولتين اللتين بالإضافة إلى مخزونهما العسكري، تمتلكان أكثر من 1200 رأس حربي، سبق وأن خرجت من الخدمة العسكرية، وتقومان بتفكيكها تدريجياً. كما يُعتقد بأن الصين، وللمرة الأولى، لديها بعض الرؤوس الحربية في حالة تأهب تشغيلي عالٍ، فيما تسعى كل من الهند وباكستان وكوريا الديمقراطية إلى اكتساب القدرة على نشر رؤوس حربية متعددة على الصواريخ الباليستية، أي تقليد ما تمتلكه بالفعل روسيا وفرنسا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية، الأمر الذي من شأنه أن يتيح زيادة سريعة في الرؤوس الحربية المنشورة، فضلاً عن إمكانية قيام البلدان المسلحة نووياً بالتهديد بتدمير عدد أكبر بكثير من الأهداف.

عودة القطبين الكبيرين

وحسب تقرير المعهد، فإن روسيا والولايات المتحدة تمتلكان معا ما يقرب من 90 في المائة من جميع الأسلحة النووية. ويبدو أن أحجام مخزوناتها العسكرية (أي الرؤوس الحربية القابلة للاستخدام) ظلت مستقرة نسبيًا في عام 2023، على الرغم من أن التقديرات تشير إلى أن روسيا نشرت حوالي 36 رأسًا حربيًا إضافيًا مع قوات تشغيلية، وإنها قامت بنشر أسلحة نووية على الأراضي البيلاروسية. غير أن الحقيقة تشير إلى عدم وجود أدلة مرئية قاطعة على الإدعاءات الأخيرة، خاصة في ظل تراجع الشفافية فيما يتعلق بالقوات النووية لكلا القطبين، ولاسيما في أعقاب الغزو الروسي واسع النطاق لأوكرانيا، والذي زاد من أهمية المناقشات حول ترتيبات التقاسم النووي.

أقطاب جديدة

من جهته اعترف هانز إم كريستنسن، مدير مشروع المعلومات النووية في اتحاد العلماء الأمريكيين (FAS)، بإن جميع الدول، بما فيها الصين، لديها خطط أو مسعى كبير لزيادة القوات النووية، وربما تعمل الصين على توسيع ترسانتها النووية بشكل أسرع من أي دولة أخرى.

وارتفعت تقديرات معهد سيبري لحجم الترسانة النووية الصينية من 410 رؤوس حربية في كانون الثاني 2023 إلى 500 رأس في كانون الثاني 2024، ومن المتوقع أن تستمر في النمو. واعتمادًا على الطريقة التي تقرر بها هيكلة قواتها، فإن الصين تقوم وللمرة الأولى، بنشر عدد صغير من الرؤوس الحربية على الصواريخ أثناء وقت السلم، فيما يتوقع أن تمتلك الصين على الأقل عددًا من الصواريخ الباليستية العابرة للقارات (ICBMs) مثل روسيا أو الولايات المتحدة الأمريكية بحلول نهاية العقد.

وعلى الرغم من أن المملكة المتحدة لم تزد كما يبدو من ترسانتها من الأسلحة النووية في عام 2023، فإن من المتوقع أن ينمو مخزونها من الرؤوس الحربية في المستقبل نتيجة لإعلان الحكومة البريطانية في عام 2021 عن أنها سترفع الحد الأقصى من 225 إلى 260 رأسًا حربيًا. وقالت الحكومة أيضًا إنها لن تكشف علنًا بعد الآن عن كميات الأسلحة النووية أو الرؤوس الحربية أو الصواريخ المنشورة.

وواصلت فرنسا في عام 2023، برامجها لتطوير غواصة الصواريخ الباليستية من الجيل الثالث التي تعمل بالطاقة النووية (SSBN) وصاروخ كروز جديد يُطلق من الجو، بالإضافة إلى تجديد الأنظمة الحالية وتحديثها.

وقامت الهند بتوسيع ترسانتها النووية بشكل طفيف في عام 2023. وواصلت كل من الهند وباكستان تطوير أنواع جديدة من أنظمة إيصال الأسلحة النووية مؤخراً. وبينما تظل باكستان هي المحور الرئيسي للردع النووي الهندي، يبدو أن دلهي تركز أيضاً وبشكل متزايد على الأسلحة الأطول مدى، بما في ذلك الأسلحة النووية، تلك القادرة على الوصول إلى الأهداف في جميع أنحاء الصين.

وتواصل كوريا الديمقراطية إعطاء الأولوية لبرنامجها النووي العسكري كعنصر أساسي في استراتيجية الأمن القومي. وتشير تقديرات معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام إلى أن البلاد قامت الآن بتجميع حوالي 50 رأسًا حربيًا وتمتلك ما يكفي من المواد الانشطارية للوصول إلى ما مجموعه 90 رأسًا حربيًا، وهي زيادة كبيرة مقارنة بتقديرات العام 2023. ورغم أن كوريا لم تقم بأي تفجيرات تجريبية نووية في العام الماضي، إلا أنها أجرت كما يبدو أول اختبار لصاروخ باليستي قصير المدى من صومعة بدائية. كما أكملت تطوير نوعين على الأقل من صواريخ كروز للهجوم الأرضي (LACM) المصممة لإيصال الأسلحة النووية. واعرب المعهد عن اعتقاده بأن إسرائيل التي لا تعترف علنًا بامتلاك أسلحة نووية، تعمل على تحديث ترسانتها النووية وتطوير موقع مفاعل إنتاج البلوتونيوم في ديمونة.

تدهور الدبلوماسية النووية

وأكد المعهد على ان دبلوماسية الحد من الأسلحة النووية ونزع السلاح قد عانت من انتكاسات كبيرة في العام الماضي، حيث أعلنت روسيا والولايات المتحدة عن تعليق مشاركتهما في معاهدة عام 2010 بشأن تدابير زيادة تخفيض الأسلحة الهجومية الاستراتيجية والحد منها (ستارت الجديدة)، وهي آخر معاهدة متبقية للحد من الأسلحة النووية.

وفي تشرين الثاني الماضي، سحبت روسيا تصديقها على معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية، بسبب عدم التوازن مع الولايات المتحدة، التي لم تصادق على المعاهدة منذ فتح باب التوقيع عليها في عام 1996. ورغم تأكيدات موسكو على أن قرارها هذا لن يؤثر على مشاركتها في عمل منظمة معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية (CTBTO)، فقد اجرت في ايار الماضي، تدريبات على الأسلحة النووية التكتيكية بالقرب من الحدود الأوكرانية.

وقد أدهشت هذه التطورات مدير برنامج أسلحة الدمار الشامل في معهد ستوكهولم الدولي، فصرح بأنه لم ير أحد منذ الحرب الباردة دوراً بارزاً تلعبه الأسلحة النووية في العلاقات الدولية كما يراه اليوم، حتى بات من الصعب أن نصدق بأنه لم يمر سوى عامين، منذ أن أكد زعماء الدول الخمس الكبرى المسلحة نوويا بشكل مشترك على أن الحرب النووية لا يمكن كسبها ولا يجب خوضها أبداً.

لا عتمة مطلقة

وأشار المعرض أيضاً إلى وجود بعض كوى من الضوء في هذه العتمة المتزايدة، حيث أدى الاتفاق غير الرسمي بين إيران والولايات المتحدة إلى تهدئة مؤقتة للتوترات بين البلدين، والتي تصاعدت بسبب الدعم العسكري الإيراني للقوات الروسية في أوكرانيا. كما بدت الزيارة التي قام بها وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، إلى بكين مهمة في توسيع مساحة الحوار بين الصين والولايات المتحدة حول مجموعة من القضايا، بما في ذلك الحد من التسلح، واستئناف الاتصالات العسكرية بين البلدين.

انتكاسة

 وذكر المعهد بأن الحرب الذي شنتها إسرائيل على غزة قد قلبت الاتفاق الأيراني ـ الأمريكي رأساً على عقب، حيث يبدو أن الهجمات بالوكالة التي شُنت على القوات الأمريكية في العراق وسوريا قد أنهت الجهود الدبلوماسية الإيرانية الأمريكية. كما قوضت الحرب الجهود الرامية إلى إشراك إسرائيل في مؤتمر إنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل الأخرى في الشرق الأوسط.

وخلص المعهد إلى إن آثار الحربين في أوكرانيا وغزة باتت واضحة في كل جانب تقريبا من القضايا المرتبطة بالتسلح ونزع السلاح والأمن الدولي، إضافة إلى التأثير المدمر للصراعات المسلحة النشطة في 50 دولة أخرى كما هو الحال في جمهورية الكونغو الديمقراطية والسودان وميانمار ونشاط العصابات الإجرامية المسلحة في بعض دول أمريكا الوسطى والجنوبية. وهو ما دفع بمدير المعهد دان سميث، إلى القول بأننا في واحدة من أخطر الفترات في تاريخ البشرية، حيث هناك مصادر عديدة لعدم الاستقرار، مثل المنافسات السياسية، وعدم المساواة الاقتصادية، والاضطراب البيئي، وسباق التسلح المتسارع. إن الهاوية تلوح في الأفق، وقد حان الوقت للقوى العظمى أن تتراجع وتتأمل، ويفضل أن يكون ذلك معًا.

الصفحة الثامنة

الحزب الشيوعي العراقي والكفاح ضد الصهيونية 

ماجد لفته العبيدي

يعتبر موقف الحزب الشيوعي العراقي من الصهيونية امتدادا تاريخيا لموقف الحلقات الماركسية التي نظمت أول مظاهرة ضد الصهيونية عبر نادي التضامن وقادها طلاب دار المعلمين وشارك فيها أكثر من 20 ألف داعم وتضامنا مع الشعب العربي الفلسطيني في 8 شباط 1928 أثناء زيارة وزير خارجية بريطانيا الفريد موند الصهيوني وصاحب وعد بلفور المشؤوم الذي قسم فلسطين ومهد لتأسيس الكيان الصهيوني (إسرائيل) إلى بغداد.

وقد نشرت جريدة الحزب المركزية كفاح الشعب عام 1935  ابتداءً من العدد الثاني العديد من المقالات التي تناولت القضايا العربية وخصوصا القضية الفلسطينية، وعلى الرغم من الهجوم الذي تعرض له الوطنيون والديمقراطيون والشيوعيون بعد انقلاب بكر صدقي، نظم الشيوعيون مظاهرة حاشدة في 16 تموز 1937 ضد قرارات اللجنة الملكية البريطانية التي شكلتها الإدارة الاستعمارية للتحقيق في أحوال الشعب العربي الفلسطيني والإضرابات التي عمت فلسطين، وكانت اللجنة المذكورة  قد خرجت بقرارات شكلت الأساس لتقسيم فلسطين والتأسيس لدولة الكيان الصهيوني ( إسرائيل ).

إن الحزب الشيوعي العراقي بقيادة الرفيق الخالد فهد ساهم في الكفاح ضد الصهيونية منطلقا من الموقف الماركسي من القضية اليهودية باعتبارها قضية دينية وليست قومية، وأن الحركة الصهيونية حركة رجعية توظف الدين لخدمة مصالح رأس المال ولشق صفوف الطبقة العاملة وتحويل الصراع الطبقي إلى صراع ثانوي مما يساهم في تقويض التضامن الأممي وتمزيق صفوف الطبقة العاملة.

وقد ساهم الرفيق فهد مساهمة كبيرة في فضح الصهيونية وتعريتها باعتبارها حركة عنصرية لا تختلف في ممارستها السياسية والفكرية عن الفاشية في التميز العرقي والعنف والإرهاب ضد الآخرين من مخالفيها ومعارضيها من العنصر البشري الآخر ووفق نظرية تفوق العنصر البشري، كقومية وشعب مختار، وتستخدم الخطاب الديني في تبرير ممارستها السياسية ولتوفير قناعات فكرية لاتباعها.

وانطلق الحزب في تحليله وتوصيفه للصهيونية بالفاشية من المنهج الماركسي باعتبارها حركة أيديولوجية رجعية، ولم يكن ذلك تحليلا سياسيا وحسب ولكنه قراءة فكرية لطابع الحركة الصهيونية الرامية إلى إبادة عرق معين واحلال محله مستوطنين قدموا من مختلف بقاع العالم وكذلك استخدامها العنف المفرط وتهجير السكان الأصليين من بيوتهم ومزارعهم ومدارسهم ومعاملهم، بالإضافة إلى التمييز العرقي والديني ضد أبناء الشعب العربي الفلسطيني واعتبارهم مواطنين من الدرجة الثانية.

إن الصهيونية تمثل مصالح رأس المال الامبريالي وهي ركيزة للدفاع عن مصالحه في المنطقة لذا عملت الامبريالية في فترة الاستعمار للتمهيد لولادة إسرائيل منذ وعد بالفور وقرار التقسيم في 1947 بالتعاون مع الأنظمة الرجعية العربية والوكالة اليهودية الدولية التي تمت أجازتها في العراق منذ 1919 لبث دعايتها الصهيونية بين أبناء الطائفة اليهودية في العراق وباقي البلدان العربية والشرق أوسطية.

ومع تعاظم نشاط الحركة الصهيونية في العراق وعلى ضوء اقتراح إحدى الخلايا الحزبية، شكل الحزب عصبة مكافحة الصهيونية التي كانت تضم في صفوفها الشيوعيين والوطنيين والديمقراطيين العراقيين، وأشرف على تأسيسها وكتابة نظامها الداخلي وبرنامجها السياسي الرفيق فهد، وساهم في الكتابة إلى صحيفتها (العصبة)، وكتب في مقالته في صحيفة العصبة عام 1946 (إننا في الحقيقة لا نرى في الفاشية والصهيونية سوى توأمين لبغي واحدة وهي العنصرية محظية الاستعمار. إن الفاشية والصهيونية تنتهجان خطين منحرفين يلتقي طرفاهما وتتشابه أهدافهما، وكل منهما نصبت نفسها منقذة وحامية لعنصرها، فالأولى بذرت الكره العنصري ونشرت الخوف والفوضى في أنحاء المعمورة وورطت شعوبها وأولعت بهم نيران حرب عالمية لم تتخلص أمة من شرورها. والثانية الصهيونية بذرت الكره العنصري ونشرت الخوف والفتن والإرهاب في البلاد العربية وغررت بمئات الألوف من أبناء قومها وجاءت تحرقهم على مذبح أطماعها وأطماع أسيادها المستعمرين الإنكليز والأمريكان) (1)

إن عصبة مكافحة الصهيونية منذ اليوم الأول لتأسيسها وتقديمها طلب الاجازة الرسمية إلى وزارة الداخلية12/9/1945 لعبت دورا هاما في التصدي للدعاية الصهيونية وجذبت إلى جانبها عشرات الآلاف من أبناء الطائفة اليهودية ودعت إلى مساندة الشعب الفلسطيني لمواجهة التقسيم وعدم القبول بقوانين التهجير التي سنت من قبل الحكومة العراقية وأرسلت رسائل إلى ستالين طالبته بوقوف الاتحاد السوفيتي ضد قرار التقسيم ، فقد أثارت بعملها هذا حفيظة وحقد الحكام الرجعيين وأسيادهم المستعمرين مما حدا بهم إلى شن حملة إرهابية ضد العصبة وسحب اجازتها ووقف صحيفتها من الصدور واعتقال قادتها وقيادة حزب التحرر الوطني وقيادة الحزب الشيوعي العراقي  (فهد وحازم وصارم ) في عام 1947 .

لقد أحدث قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة في 29 تشرين الثاني 1947 المعروف بقرار التقسيم والمرقم 181 (د -2) تغيرا جذريا في موازين  قوى الصراع في فلسطين بتصويت الاتحاد السوفيتي لصالحه والذي ينص انشاء دول يهودية على 78 بالمائة من الأراضي العربية الفلسطينية الصالحة للعيش والزراعة وتحتوي على الثروات المادية والمياه، بينما ترك للسكان العرب الفلسطينيين من أرضهم  22 بالمائة لإقامة دولتهم العربية، لقد كان تصويت الاتحاد السوفيتي لصالح القرار خروجا عن الموقف السابق للأحزاب الشيوعية العالمية والذي لا يعترف بتقرير المصير لليهود باعتبارهم ديانة وليس قومية ومفاجئا للرفيق فهد ورفاقه في قيادة الحزب الشيوعي العراقي الذين كانوا يرزحون في السجون، وعند قراءة رسالة الرفيق يوسف إسماعيل والتي  يوضح فيها موقف الحزب الشيوعي الفرنسي من قرار التقسيم والتي احتوت  على العديد من المغالطات التاريخية والموضوعية، أوقف الرفيق فهد في سجن الكوت الاستمرار في قراءتها حسب شهادة عزيز الحاج الذي قال إن الرفيق فهد أمتعض من محتوى الرسالة .

وأًصدر الحزب رسالة داخلية في كانون الأول 1947  بعد أيام من صدور قرار التقسيم أوضح فيه موقفه من التقسيم مشيرا إلى أن موقف الاتحاد السوفيتي سمح للقوى الرجعية التشهير به وبالحركة الشيوعية في البلدان العربية، مجددا التأكيد في النشرة على أن الحركة الصهيونية حركة رجعية دينية عنصرية، و أن الهجرة اليهودية ليهود أوربا لا تحل مشكلة اليهود بل هي غزو منظم تديره الوكالة اليهودية الدولية لإخراج السكان الأصليين الفلسطينيين من بلادهم، وأن تقسيم فلسطين مشروع امبريالي قديم يستند إلى استحالة مفترضة  للتفاهم بين اليهود والعرب ، وأن شكل حكومة فلسطين لا يمكنه أن يحدد الا من قبل الشعب الفلسطيني، الذي يعيش في فلسطين فعلا، وليس من قبل الأمم المتحدة او أي منظمة او دولة او مجموعة دول أخرى، وأن التقسيم سيؤدي إلى إخضاع الأكثرية العربية إلى الأقلية الصهيونية في الدولة اليهودية المقترحة، إن التقسيم وخلق دولة يهودية سيزيد من الخصومات العرقية والدينية وسيؤثر جديا على آمال السلام في الشرق الأوسط ، ولكل هذه الأسباب فإن الحزب الشيوعي يرفض بشكل قاطع خطة التقسيم. (2)

لقد أحدث موقف الاتحاد السوفيتي المؤيد للتقسيم هزة فكرية للقناعات والتحليلات الفكرية المبنية على النهج الماركسي الذي أنتهجه الحزب الشيوعي العراقي منذ تأسيسه عام 1934، والذي جسده في وثائق مؤتمره الأول عام 1945 من خلال مواقفه وتعامله مع المسألة اليهودية والقضية الفلسطينية والقضايا القومية العربية، وكان لابد من الحزب وقيادته التصدي لآثار هذا الموقف وانعكاساته على الجانب الفكري للمنظمات الحزبية التي كانت تخوض صراعا فكريا على جبهات عديدة ومنها:

1- الجبهة الداخلية: حيث أحدث موقف الاتحاد السوفيتي بلبلة وتشويشا في داخل الحزب وشجع العناصر التروتسكية والانشقاقيين إلى التعريض في الحزب والتشكيك في موقفه الماركسي من القضية القومية.

2- القوى الحليفة: من القوى الوطنية والديمقراطية التي استهجنت موقف الحزب واعتبرته خللا في استقلاليته ووطنيته.

3- القوى الرجعية الحاكمة وأذناب الاستعمار: التي استخدمت هذا الموقف للتشكيك في وطنية الشيوعيين والتشهير بهم واتهامهم في التبعية للسوفييت وشن هجوم عنيف على منظمات الحزب وقادته وقادة حزب التحرر وعصبة مكافحة الصهيونية.

وقد كتب الرفيق رسالة إلى قيادة الحزب من سجن الكوت 1/11/1947 قال فيها (أما عن قضية فلسطين فلم نتوصل إلى أكثر مما توصلتم عدا شيء واحد هو ذكركم لقومية يهودية في فلسطين فهذا ربما كان غير صحيح فكل ما في الأمر ان الاتحاد ربما قال بوجوب الأخذ بنظر الاعتبار بضع مئات الألوف من اليهود الذين سبق وأصبحوا من سكان فلسطين فهذا لا يعني أنهم قومية ولا يعني عدم الاهتمام بهم ومع هذا فليس هذه النقطة جوهرية في الموضوع.) (3)

لقد حاول الرفيق فهد في هذه الرسالة تبرير موقف الاتحاد السوفيتي باعتباره جزءًا من مواجهة المخططات الامبريالية في المنطقة ودعم للقوى التحرر الوطني، ولكنه أكد في نفس الوقت أن الحل الوحيد لهذه القضية هو الدولة الديمقراطية المستقلة وإنهاء الانتداب البريطاني وإخراج الجيوش الأجنبية من فلسطين، ودعا المركز القيادي للحزب للتشاور حول الموقف مع الاشقاء الفلسطينيين والسوريين.

إن موقف الحزب الشيوعي العراقي منذ تأسيسه حتى يومنا الحاضر التي تشن فيه إسرائيل حربها الجنونية على غزة ينطلق من الموقف الماركسي حول حق الشعوب صغيرها وكبيرها في تقرير المصير، وقد تضامن حزبنا مع الشعب الفلسطيني بمختلف الأشكال والوسائل وفق إمكانياته وقدراته وأقام العلاقات مع مختلف القوى السياسية الفلسطينية التي قدمت لحزبنا في وقت الحملة الفاشية 1978 يد العون والتضامن الأخوي وساهمت في تدريب وإعداد وتسليح العديد من الرفاق الشيوعيين في حركة الأنصار الشيوعيين في كردستان العراق.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1- د. كاظم حبيب.. د. زهدي الداوودي.. فهد والحركة الوطنية في العراق ص 340.. الطبعة الأولى 2003- دار الكنوز الأدبية – لبنان بيروت

2- حنا بطاطو -العراق ..الحزب الشيوعي العراقي - الكتاب الثاني ص257الطبعة الأولى 1992 بيروت مؤسسة الأبحاث العربية -عفيفة الرزاز

3-الرفيق فهد.. المؤلفات الكاملة ص 448.. منشورات الثقافة الجديدة -مطبعة الشعب - بغداد 1973

**************************************************************

توصيات واحتياجات عامة وخاصة لتطوير الأهوار

موفق الطائي*

الأهوار ليس فقط للنزهة. الأهوار ذات احتياجات عامة وخاصة من الضروري تحقيقها .....

بودي أن أصنف التوصيات والاحتياجات المتعلقة بمناطق الأهوار إلى ثلاثة مستويات وهي: -

أولاً: مستوى المدى القصير ويتضمن ما يلي :-

1- اعتبار الأهوار منطقة منكوبة.

2- تخصيص منحة طارئة لمربيي الجاموس وصيادي الأسماك أولئك الذين تدهورت حياتهم الاقتصادية نتيجة جفاف الأهوار.

3- شمول مربيي الجاموس وصيادي الأسماك أولئك الذين تدهورت حياتهم الاقتصادية نتيجة جفاف الأهوار براتب الرعاية الاجتماعية لحين تحسن النظام الأيكولوجي للأهوار.

4- التكيف مع الجفاف بكري وتوسيع القنوات المائية التي تربط القرى التي يعتمد سكانها على اقتصاديات المياه (تربية الجاموس، حصاد القصب والحشائش) بالأهوار.

5- دعم أسعار الأعلاف المركزة (النخالة، التبن، الطحين ...الخ) والتي يحتاج اليها مربو الجاموس نتيجة شحة المراعي الخضراء نتيجة الجفاف.

6- زيادة إطلاقات المياه للأهوار ورصد ورفع التجاوزات على المياه (مضخات غير مجازة، مضخات ذات طاقة تصريف أعلى مما يجب أن تكون عليه، بحيرات أسماك غير مجازة، هدر مياه ري إلى المبازل، تجاوز على الخطة الزراعية ...الخ)

7- تشكيل لجنة مركزية ولجنة في كل محافظة لإدارة الجفاف. 

8- منح صلاحيات واسعة لمديريات الموارد المائية وإدارات الأهوار في المحافظات الجنوبية وتشكيلاتها لغرض إجراء معالجات سريعة في هذه الظروف.

9- إطلاق التخصيصات المتوقفة لمناطق الأهوار المتضررة من المادة 140 للمساهمة في تحسين ظروف السكان المعيشية في هذه المناطق.

10- توفير سيارات حوضية لنقل مياه لقرى أهوارية تعاني من تدهور نوعية المياه كقرية حسجة في الأهوار الوسطى على سبيل المثال.

11- إتاحة بيانات التوزيعات المائية أمام الباحثين والدارسين ومراكز صنع القرار في المحافظات الجنوبية.

ثانياً: مستوى المدى المتوسط وتتضمن: -

1-دراسة الأثر البيئي والأجتما-أقتصادي والهيدرولوجي لسدة تنظيمية على شط البصرة.

2- معالجة مياه المجاري التي تصب في المنطقة الجنوبية في أعمدة الأنهار والجداول والأهوار بشكل مباشر.

3- تنظيم وتشريع قانون الأهوار في مجلس النواب.

4-اعادة هيكلة وربط مركز إنعاش الأهوار والأراضي الرطبة بالأمانة العامة لمجلس الوزراء بشكل مباشر بدلاً من ارتباطه بوزارة الموارد المائية.

5- إعادة النظر في النظام الهيدرولوجي للأهوار وتنفيذ المنشآت الضرورية لذلك.

6- تحديث خطة إدارة الأهوار.

ثالثاً: مستوى المدى البعيد وتتضمن: -

1- إعادة النظر في لجنة التفاوض مع تركيا وإيران بشأن المياه، ورفدها بخبراء القانون الدولي للمياه والمتخصصين في التوزيعات المائية والبيئة، وإعطائها صلاحيات واسعة وديمومة عملها.

2- تنفيذ المنشآت الهيدروليكية الضرورية للأهوار مثل مخرج هور الحمار الغربي وسدة شط العرب (بناءً على ما جاء في 1 ثانياً).

3- تحديث دراسة سورلي وتنفيذ متطلباتها التي تعنى بمجمل مشاكل الأهوار وحلولها.

التوصيات الهيدرولوجية

التوصيات

1.إمكانية إحياء مساحات أوسع من أهوار جنوب العراق ولكن بنوعية مياه متردية كأن تكون

مياه المصب العام ولكن ليس في الوقت الحاضر ولكن بعد انخفاض ملوحة مياه المصب العام

(مع استمرار عمليات غسل الاراضي الزراعية) إلى مستوى يسمح بمعيشة الأحياء والنباتات

المتحملة للملوحة.

2.اعادة ردم الكسرات في السدود التي أنشأت سابقا لمنع المياه من الوصول إلى الأهوار وتنظيم

عملية دخول المياه إلى الأهوار ضمن جداول زمنية محددة وفي مساحات معلومة المساحة

والحجم ومسيطر عليها من حيث حركة دخول الماء اليها وخروجه منها. فقد أدى التدمير

العشوائي غير المنظم للسدود والحواجز التي صممت بحيث تحول مجرى المياه بعيدًا عن

الأهوار إلى خلق مزيد من المشاكل البيئية.

3.ضرورة خلق نظام مستمر للمراقبة البيئية للاهوار في محطات مختلفة داخل الأهوار يشمل

عمليات مسح للتربة والرواسب والمياه السطحية والجوفية، فضلا عن إنشاء محطات مناخية

داخل مناطق الأهوار من أجل ديمومة الحصول على البيانات المناخية من أجل ضمان إيجاد

سجل متكامل عن كيفية نمو وتطور بيئة الأهوار في ظل عمليات استعادة بعض من أجزاء

الأهوار السابقة.

4.ايلاء الاهتمام الكبير من قبل الجهات المعنية، وبالأخص وزارتي الموارد المائية والخارجية

بالحصص المائية وكيفية تقسيمها في الحوض النهري لدجلة والفرات. بسبب تزايد عمليات

استغلال مياه النهرين من قبل بلدان الحوض في خارج المجال الطبيعي لحوض التصريف النهري.

5.تطوير البدائل الهندسية والبيئية لكيفية استعادة الأهوار او جزء منها على ضوء توفر الحصص

المائية الكافية لعملية الاستعادة. كإنشاء محميات طبيعية تمثل بيئة الأهوار السابقة (كما هو

الحال حاليا في محمية الصافية في أهوار الحويزة).

6.ضمان وصول تصاريف المياه ضمن المستوى الحالي لمناطق الأهوار من أجل نجاح عملية

الاستعادة وبنسب تتراوح بين25- 50 بالمائة من مساحة مناطق الأهوار السابقة.

7.تصميم النماذج الهيدرولوجية المناسبة لإحياء الأهوار مع ربط هذه النماذج بنظام مراقبة

. GIS متمكن باستخدام تقنية التحسس النائي ونظام المعلومات الجغرافية العالمي

8.الاهتمام بالجانب الزراعي لبعض الاراضي المستصلحة سابقا كانشاء مزارع نموذجية متكاملة

تكون نقطة جذب لعودة سكان الأهوار النازحين إليها، فضلا عن الاهتمام بالمناطق الآثارية في

الأهوار خصوصا تلك التي تكشفت بعد انحسار المياه وجفاف الأهوار قبل إعادة إغمار تلك

المناطق بالمياه كرة أخرى.

9.العمل على خفض ملوحة التربة من خلال تقليل كميات المياه المضافة عبر اتباع أساليب الري

الحديثة والابتعاد عن أسلوب الري السيحي الذي يزيد من فقد المياه بالتبخر والرشح ويساهم

في زيادة ملوحة التربة ومن ثم زيادة متطلبات الغسل عند الحاجة لاستصلاحها.

10.تحسين إدارة المياه الثقيلة وكيفية طرحها إلى المسطحات المائية خصوصا والنظام المائي

عموما من أجل تقليل المخاطر البيئية والصحية المتفاقمة أصلا في منطقة الدراسة، لتشمل

السيطرة على ما يطرح إلى نهري دجلة والفرات من مياه الصرف الصحي ومياه البزل التي

ستؤدي لتردي نوعية المياه في هذين النهرين.

11.في ضوء شحة موارد المياه الحالية والتي ستتفاقم مستقبلا بسبب تزايد نسبة استعمال المياه في

النشاطات الحضرية والزراعية والحاجة لكميات كبيرة من المياه لإدامة المسطحات المائية

الحالية وإعادة إغمار بعض مناطق الأهوار يجب القيام بحملة وطنية شاملة للتوعية البيئية في

الحفاظ على الموارد المائية من الهدر والتلوث باعتبار المياه ثروة وطنية ينبغي الحفاظ عليها

واستدامتها خدمة لأجيال المستقبل.

12.إكمال مشاريع البزل الرئيسة في العراق (وبالأخص مشروع المصب العام الشرقي) لمنع

تصريف هذه المياه ومياه الصرف الصحي والمياه الصناعية غير المعالجة إلى نهري دجلة والفرات.

ــــــــــــــــ

* معمار اكاديمي

*************************************************************

الصفحة التاسعة

قبور الشهداء قادتني إلى الحزب الشيوعي العراقي

علي خيون

اضطرتني الظروف في 2012 أن أسكن وأعمل في مدينة أربيل لمدة طويلة، بعد أن عدت إلى الوطن من هجرتي إلى سوريا في وقت سابق، بسبب الظروف الأمنية التي مر بها البلد بعد 2005.

ويبدو أن سكني وعملي هناك هو ما قادني إلى الحزب الشيوعي العراقي، وحفزني على الانتماء اليه والتطلع إلى مواصلة العمل في صفوفه من أجل الوطن الحر والشعب السعيد.

ففي بداية نيسان 2012، وخلال عودتي من العمل في شارع كركوك، طلبت من صديقي الذي كان يُقلّني ان يتوقف لأنزل في مكان معين. كنت اريد التمشي في ذلك المكان الجميل، المليء بالأشجار الوارفة الظلال والخضرة، وفي طقس لطيف حينها. وفي تلك اللحظات لفتت انتباهي لافتة حمراء كبيرة، مؤطرة بشعار المنجل والمطرقة، ومكتوب عليها «مقبرة شهداء الحزب الشيوعي العراقي”.

قادني نظري إلى هذه اللافتة، فأطلت التحديق فيها، وراودتني رغبة بان أدخل إلى المكان لأتعرف إلى الشيوعيين الشهداء الراقدين وظروف استشهادهم. وعندما امعنت النظر واجهتني شواهد القبور التي تحمل اسماء الشهداء واسماءهم الحركية وتواريخ استشهادهم.

وانتبهت إلى أن الشهداء هم من مدن مختلفة في العراق، وهم كذلك من قوميات وطوائف متنوعة، وقد اجتمعوا هنا بعد استشهادهم من أجل قضية واحدة يلخصها الشعار (وطن حر وشعب سعيد).

تابعت قراءة أسماء الشهداء، فصادفني قبر لأحدى الرفيقات. ومن دون قصد ذرفت عيوني الدموع. ثم انتبهت إلى امرأة كبيرة في السن داخل المقبرة، لاحظتها تراقبني وتقترب مني لتقول: (ئایا ئەمە دایکی تۆیە) بمعنى (هل هذه أمك)، فقلت لها: لا، واصلت تجوالي في المقبرة.

منذ ذلك الوقت الذي دخلت فيه المقبرة، شغل بالي هذا الحزب ورسالة هؤلاء الشهداء، وصارت لدي رغبة كبيرة في الاطلاع والمزيد منه على الشيوعيين وحزبهم، وصرت ابحث عن لقاءات قياداتهم في الانترنت، وأبحث عن صداقات مع أعضاء الحزب عبر مواقع التواصل الاجتماع. كذلك أخذت أقرأ الكتب والمطبوعات التي تتحدث عن الحزب الشيوعي العراقي وتاريخه وحاضره وأهدافه وسياسته.

استرجعت أيضا ذكرياتي مع العائلة، وتذكرت أمي الرفيقة في الحزب، والتي كانت تقوم بتوزيع «طريق الشعب» السرية في أجواء القمع والارهاب. وذات يوم قال لي والدي، ان «الشيوعيون هم من حللوا هذا العالم بشكل صحيح (وفهموا الحياة)”. وقد زادني إصرارا على التواصل مع الشيوعيين والانضمام إلى حزبهم العريق.

في الاثناء اتصلت بصديقي الرفيق علاء الفراتي، وهو شاعر من أهالي الصويرة، وحدثته عن رغبتي في الانضمام للحزب. حينها ضحك وقال: (ألم اطلب منك الانتماء سابقاً؟). وحينها زودني برقم الرفيقة هند كريم من كركوك، بغية التواصل معها لمساعدتي على التواصل مع منظمة أربيل.

وتواصلت مع الرفيقة وشرحت لها سبب طلبي الانضمام، فساعدتني على الاتصال بالرفيق وعد عمر، الذي التقيت به بعدها في مقر الأنصار الشيوعيين. وكان ذلك من أسعد وأهم ايامي، ففيه انتميت إلى الحزب الذي يعلمني معنى الوطن والحرية.

ستبقى رسالة الشهداء خالدة تنير درب النضال، وسنظل نسير على خطاهم ونسعى إلى تحقيق اهدافهم وأهدافنا الثورية والوطنية والإنسانية، من أجل الوطن حر والشعب السعيد.

****************************************************

سور الصين العظيم

أحمد بشي

على الرغم من مرور ما يقارب العشرين عاماً، عد ملف المشاريع المتلكئة أكثرها تعقيداً وإثارة للجدل. فعلى مدى السنوات الماضية، تراكمت المشاريع غير المكتملة، مخلفةً وراءها سلسلة من الأسئلة حول الأسباب والحلول الممكنة. ويعود ذلك إلى عدم جدية الحكومات السابقة في تنفيذ مشاريعها، ففي الوقت المُحْتَشِد نرى جدية في إنجاز بعض المشاريع لفك الاختناقات المرورية، لكنها مصحوبةً بهرم من الحملات الإعلامية والدعائية.

وعلى غرار مجسر قرطبة، الذي عُد افتتاحه مهرجانا مُسْهَبا. حيث أن تنفيذه جاء لاستيعاب الزحامات المرورية في العاصمة، لكن تنفيذ المجسرات والأنفاق لم تحل هذه الأزمات بل ازدادت ضعفاً. فلابد من وجود تخطيط شامل ودراية كافية للبحث حول جوهر المشكلة مثل نقل بعض الوزارات الخدمية والمصانع والمراكز التجارية من مركز العاصمة إلى الأطراف لاجتثاث هذه الأزمة، على غرار تنفيذ الأعمال في بعض الدول العربية ومنها جمهورية مصر العربية حيث هنالك عاصمتان إحداهما اقتصادية والأخرى إدارية لتسهيل وتخفيف العبء على المواطنين حيث أن إنجاز هذه المشاريع، وعلى سبيل المثال مشروع مجسر قرطبة، الذي بلغ تكلفة إنجازه حوالي (41 مليار دينار عراقي) وهذا لمشروع واحد فقط. فكم تكلفة المشاريع الأخرى؟ وكأنهم يكممون أفواه الشعب بهذه المشاريع على حساب البطالة وتردي الوضعين الأمني والاقتصادي وباقي متطلبات الحياة الكريمة.

ومن جانب آخر، أخذت هذه المشاريع وقتاً طويلاً من المواطنين وجهداً بسبب الطرق والجسور التي لم يعرف متى وكيف أُنجزت، وهل سوف تقلل هذه المشاريع من الزحامات المرورية؟ ونرى أَنَّ القرارات الحكومية في تغيير أوقات دوام المؤسسات وطلبة الجامعات لم يعد قرارا صائبا لحل أزمة النقل وفك الاختناقات المرورية.

باختصار أرى أَنَّ على الحكومة وضع خطط إستراتيجية شاملة، لحل المشكلة بشكل منطقي دون الضرر بالمواطنين. وكذلك، عليها أَنَّ تصدر قرارات صائبة، لا تمس مصلحة المجتمع، وأَنَّ هذه المشاريع ليست مجرد أرقام على ورق، بل هي أحلام مهمة للمجتمع، وهذه الأعمال هي حلول ترقيعية وليست جذرية لتحل العقد المتراكمة.

**********************************************************

كيف السبيل لوضع حد للغطرسة الأمريكية؟

طارق العبودي

مظاهر التدهور والفوضى والعنجهية والغطرسة التي عمت العالم من خلال تسيد وتفرد امريكا على العالم من الناحية العسكرية والسياسية والعلمية والتكنلوجية مما جعلها تتحكم بمصائر الشعوب، وهي من ترسم لهم نوع وشكل السلطة والنظام الذي يستجيب لمصالحها وأهدافها، وهي من تتحكم بالسياسة الدولية التي تتسم بالاستغلال والاستعباد ونهب خيرات الشعوب وإذلالها والتحكم باقتصاديات تلك الدول، يشاركها في هذا النهج الظالم والوقح حلفاؤها من الدول الغربية والمؤسسات الدولية التابعة لها (صندوق النقد الدولي ومنظمة التجارة العالمية وجميع المؤسسات التي تسير في ركابها).

لو رجعنا قليلاً إلى الوراء وتحديداً في الخمسينيات والستينيات إلى بداية التسعينيات لرأينا ما كانت امريكا تجرأ ان تتدخل بسياسات الدول وتتفرعن وتفرض سطوتها ونفوذها بهذا الشكل الوقح الآن وخصوصاً ضد دول العالم الثالث بسبب وجود الاتحاد السوفيتي وحليفته دول المعسكر الاشتراكي والذي يعتبر السد المنيع للدفاع عن حقوق الشعوب الطامحة للتحرر والاستقلال ...والحليف الإستراتيجي لكل حركات التحرر في العالم.

نعم كانت في حينها الحرب الباردة على أشدها بين القطبين الاشتراكي والرأسمالي لكنها لم تصل إلى الحرب المسلحة المباشرة بسبب توازن القوى بين المعسكرين، لكن بعد تفكك الاتحاد السوفيتي وسقوط الأنظمة الاشتراكية بسبب عوامل داخلية وخارجية كثيره لسنا بصددها عند ذاك خسرت شعوب العالم وبالذات شعوب العالم الثالث حليفا ومدافعا أمينا عن حريتها وكرامتها واستقلالها وتحررها وتطورها.

وانفرد الوحش الامريكي بهيمنته على العالم.

على جميع قوى الخير والتقدم والسلام في العالم الوقوف بوجه هذا المشروع وهذه السياسة المتوحشة وبيان حقيقة هذا المخطط الخبيث وأهدافه العدوانية ضد شعوب العالم والذي يهدف نهب خيرات الشعوب واستعبادها والذي يترك الأسى والحزن والدمار والفقر والجوع والموت والاستغلال للشعوب الفقيرة.

على جميع هذه القوى ان تتعاضد وتتعاون لتغيير ميزان القوى العالمي وللحد من الهيمنة والتفرد واستهتار الوحش الامريكي تجاه شعوب العالم.

**************************************************************

لا يوحدنا إلا عيد قيام الجمهورية

خليل ابراهيم العبيدي

في الرابع عشر من تموز عام ١٩٥٨، وفي الساعة السادسة صباحا من ذلك اليوم التموزي القائظ أعلن راديو بغداد قيام الجمهورية العراقية إثر إلغاء النظام الملكي، وأنا شاهد عيان، لم يلتف العراقيون حول موضوع كما التفوا حول الجيش وهو يعلن ذلك التغيير في بنية الدولة العراقية. ونقولها للأمانة التاريخية، إن من كان سببا في نجاح الثورة هو قيام الشعب وبصورة تلقائية بمتابعة أزلام النظام البائد والقاء القبض عليهم، أو تنفيذ حكم الاعدام الشعبي في البعض منهم،، ولمن لا يعرف حقيقة تلك الأيام، نقول لقد بادر المواطنون بإعلان التأييد للثورة منذ اللحظات الأولى وهم يربطون تمثال الجنرال مود (باعتباره رمزا للاحتلال البريطاني للعراق عام ١٩١٧) الذي كان منتصبا أمام السفارة البريطانية في منطقة الكريمات، وتم سحبه بسيارة تعود لشركة بريطانية كانت تقوم بالتأسيسات الكهربائية في بناية البلاط الملكي وبناية البرلمان( ميركوري موديل ١٩٥٦)، وقد كنت شاهدا لما حدث بعد ذلك لتمثال الملك فيصل الاول المقام في ساحة جمال عبد الناصر . وقد بدأت تظاهرات التأييد تزداد، مما دفع بحكومة الجمهورية الوليدة لإعلان حالة منع التجول اعتبارا من الساعة الثانية عشر ظهرا.

أن السبب الرئيسي والمطلق للتأييد الشعبي العارم لثورة يكمن في شدة ظلم الإقطاع للفلاحين، باعتبارهم يشكلون السواد الأعظم من الشعب العراقي آنذاك، واستغلال قوة عملهم مما دفع بالكثير من الفلاحين لهجرة الريف والعيش في أطراف المدن أو السكن بصرائف بين الدور السكنية في الأحياء البغدادية، وأن تخلي الإقطاع الممثل بشيوخ العشائر آنذاك عن نظام الأسرة الزراعية أدى إلى نمو الفقر، وان ما يحصل عليه الفلاح سنويا من إيراد عيني يطلق عليه شعبيا (جسبات العبد)، وهو ما يجود به الاقطاعي على الفلاح المنتج وصاحب الفضل آنذاك في تكوين ثروة الاقطاعيين الذين كانوا يمتلكون ٨٠ بالمئة من أراضي العراق الزراعية ليلة ١٤ تموز عام ١٩٥٨، حيث كان أغلب الاقطاعيين يمضون ليلتهم تلك في ملاهي بغداد الليلية . وقد كان من وسائل تقريب الشيوخ الإقطاعيين هو اعتماد الإرادة الملكية في تعيين ربع أعضاء مجلس الاعيان في البرلمان العراقي من أولئك الشيوخ المتنفذين.

إن قيام الجمهورية كان قد وحد جميع العراقيين، وأن إجراءات حكومة الجمهورية الفورية، هي القضاء على الفقر، وحل مشكلة الصرائف، لذا تم إنشاء مدينة الثورة (على سبيل المثال) بقطاعاتها الحالية وتم منح كل عائلة قطعة أرض بمساحة تصل إلى ١٤٠ متر مربع، في الوقت الذي كانت فيه مساحة أغلب الدور البغدادية عام ١٩٥٨ لا تتجاوز ال ١٠٠ متر مربع. اضافة إلى منجزات تتعلق بالسيادة الخروج من حلف بغداد، وتتعلق بالصحة إنشاء مدينة الطب، والتعليم العالي إنشاء جامعة بغداد، والاقتصاد إقامة المعامل، وإنجازات أخرى لا زالت أمام المواطن ومنها قناة الجيش.

أن محاولة تقطيع تاريخ العراق الحديث، أو محاولة التعتيم على تاريخ قيام الجمهورية، هي محاولات يراد منها إبعاد الأجيال عن أهم النقاط المضيئة في تاريخ بلادهم أو المناسبات التي تعد وطنية بلا منازع يجتمع حولها الجميع.

إن حجب يوم ولادة الجمهورية العراقية في الرابع عشر من تموز بغربال الأقلية يعد منازلة خاسرة أمام إرادة شعبية سجلها التاريخ على نفسه وكانت بالإجماع عيدا وطنيا لم يستطع حتى البعث محوه، والكل يعلم أن التاريخ لا يسير وعلى وجهه قناع، فقد عاش هذا التاريخ مع شعبنا وهو يحتفل كل عام بعيد الجمهورية لأنه اليوم الوحيد الذي يتفق عليه الجميع دون استثناء أو اعتراض.

***********************************************************************

الكيان الصهيوني اللقيط وجزّ العشب

أ.د. حاكم محسن محمد الربيعي

عملية الجز شائعة في الحقول الزراعية وبين أوساط الفلاحين والمزارعين،وتعني كلمة جز قطع الحشائش والأعشاب الغريبة عن النبات الاصلي، كما تستخدم لدى اصحاب الأغنام الذين يعملون على قطع الصوف،او كما يقال جز الصوف، لكن ما لعلاقة بين هذا المصطلح والكيان الصهيوني اللقيط، مهلا أعزاءنا القراء سنوضح ما العلاقة، ولكن لنسترسل فيما يجري في غزة منذ تسعة أشهر من القتل والدمار الممنهج من قبل كيان لقيط مدعوم من قوى كبرى تدعي الديمقراطية وتدعي  رعاية حقوق الانسان، لكن وبكل امتياز ترعى الإرهاب وما داعش الا وليدها ومن صناعتها، وهذه معروفة للقاصي والداني، ومواجهتها ليست صعبة لكن وحدة الكلمة ووحدة الجهود غائبة بين الدول الاسلامية والعربية، فالمسافات بعيدة بين هذه القوى الكبرى والمنطقة. ولو لم تكن لدى هذه القوى القواعد العسكرية وتواجد هنا وهناك في المنطقة لما استطاع الكيان الصهيوني ان يصمد ليوم واحد في حالة توافر الارادة، ولكن ارتباط الحكومات باختلافها بهذه القوى الكبرى واعتمادها في وجودها في السلطة على دعمها، يضعف التعاون والاتفاقات للرد على استهتار هذه القوى الكبرى وبشاعة تصرفاتها، وبالتالي هي حكومات في دوامة دائما وتريد ان تبقي على رضا القوى الكبرى عنها، ولذلك وفرت لهذه القوى البعيدة عن المنطقة قواعد عسكرية تشمل القوات الجوية و البرية، ولذلك يسهل عليها ضرب اي بلد او دولة تريد وفي الوقت الذي تراه، وعلى سبيل المثال كيف ضرب العراق وتم احتلاله، هل جاءت القوات مباشرة من قواعدها في امريكا، الجواب لدى الجميع كلا، بل تعسكرت لدى دول الجوار منها دول عربية وأخرى أجنبية وإسلامية قدمت التسهيلات والمعلومات كونها راغبة في أن يتم احتلال العراق وغير قادرة على رفض إرادة هذه القوى، ليصل الى ما وصل اليه الآن، وبالعودة الى جز العشب والكيان الصهيوني اللقيط، جز العشب هي استعارة تستخدم لوصف استراتيجية صهيونية ضد المقاومين الفلسطينيين في قطاع غزة. وقد صاغ هذا المصطلح البروفيسور إفرايم عنبار والدكتور إيتان شامي لوصف «استراتيجية الاستنزاف العسكرية لقدرة خصوم هذا الكيان اللقيط على إلحاق الأذى بها، وتحقيق الردع - وكلاهما يتم تحقيقه من خلال عمليات واسعة النطاق من حين لآخر، كما كان في حروب غزة الثلاث وحرب لبنان الثانية (والتي تجسدت فيها «عقيدة الضاحية»). ويأمل أولئك الذين يستخدمون هذه الاستراتيجية أن يؤدي الإنجاز المتكرر لهذه الأهداف بمرور الوقت، إلى استنزاف دوافع مقاتلي العدو لإيذاء الكيان، وفي نهاية المطاف يؤدي إلى تلاشي الحركة واختفائها، ويتم تنفيذها عادة من خلال إجراء عمليات عسكرية قصيرة وقوية للحفاظ على مستوى معين من السيطرة على المنطقة دون الالتزام بحل سياسي طويل الأمد، على غرار الطريقة التي يقوم بها المرء بجز العشب. ووفقًا لآدم تايلور في صحيفة واشنطن بوست، فإن «هذه العبارة تشير ضمنًا إلى المسلحين الفلسطينيين في قطاع غزة وإمداداتهم من الأسلحة البسيطة محلية الصنع ولكن الفعالة في نفس الوقت مثل الأعشاب الضارة التي يجب قطعها».وكان نفتالي بينيت قد أشار إلى هذه الفكرة في خطاب ألقاه عام 2018 عندما قال «من لا يجز العشب يجزه». اذا هي استراتيجية للقضاء على الشعب الفلسطيني تدريجيا طالما ان الكيان اللقيط لا يجد ردا بل يكاد استسلام من العرب والمسلمين جميعا، وسيستمر هذا الكيان اللقيط في ظروف كهذه، لأنها مشجعة لمثل الجزار الجبان النتن ياهو طالما لا يوجد من يرد عليه، عدا المقاومة التي ستمرغ انفه في الوحل بأذن الله.

****************************************************************

الصفحة العاشرة

قصيدة  «رمده الشمس» من شعر جودت التميمي

ريسان الخزعلي

( 1 )

تداول الكثير من المهتمين بالشعر الشعبي العراقي الحديث  على صفحات الفيس بوك، قصيدة (رمده الشمس ) على أنها للشاعر الكبير/  مظفر النواب/..، ورغم توضيحات وتعليقات العارفين، إلا أن الإصرار كان بصوت عال، مدعوماً بالتوثيق، بأنَّ القصيدة منشورة في كرّاس بعنوان (كَالولي) صدر بعد2003 وضم بعض قصائد النواب من إعداد السيد (كريم حنش )، الكتبي  المثقّف المعروف. وقد وردت قصيدة ( رمده الشمس) في هذا الكرّاس .

( 2 )

وللتوضيح والاستدراك،لابدَّ من القول والتصحيح، وهو قول يستند إلى الوثوقية الجازمة ،من أنَّ هذه القصيدة هي للشاعر الراحل/جودت التميمي/ وليس للنواب، وقد ضُمّت إلى الكرّاس سهواً أو خطأً،نتيجة لبعض الملامح الفنية التي تُحيلها إلى شعر النواب. كما أنَّ  قصائد النواب في الكرّاس ذاته، قد حملت بعض الأخطاء المتنوعة، سواءً الكتابية منها، أو عدم إدراج القصائد بشكلها الأساس، لاحتمال أن يكون المُعد لم يتوافر على المصادر المعوَّل عليها خلال الإعداد ، ومالَ إلى التداول الشفاهي والسماعي على الأرجح.

( 3 )

قصيدة (رمده الشمس)..قصيدة الشاعر/جودت التميمي/..، كتبها في الستينيات،ونشرها في جريدة (كل شيء ) لصاحبها الأستاذ/ عبد المنعم الجادر/.

وفي السبعينيات وخلال اللقاءآت، كثيراً ماكنّا نطلب من الشاعر أن يقرأها، وكان يفعل ذلك بزهو المنتصر،منتشياً بحضور قصيدته في المشهد السبعيني الضاج بتحولات وحركية الإبداع الشعري. لم تتضمن مجموعته الوحيدة / الكَناطر/ الصادرة في السبعينيات هذه القصيدة بسبب حذفها من رقابة المطبوعات آنذاك..، وهكذا استمر تداول القصيدة شفاهيّاً .ونتيجةً لبعض الملامح الفنية المتميزة، أصبحت تُنسب إلى النواب لما تتضمنه من صياغات هي الأقرب إلى صياغات شعر النواب ومناخه السياسي الأثير. والشاعر التميمي، شاعر لامع بحدود تجربته ولونه، وله المئات من الأغاني الجميلة لمطربين عراقيين وعرب مازالت فاعلة الحضور، إلا أنه كان متلافاً لشعره ،يبدده هنا وهناك، غير مكترث للنتائج، وكثيراً ما كان (يبيع ) قصائده إلى الآخرين تحت ضغط الحاجة المادية القاهرة..، وقد صدرت مجاميع شعرية بأسماء بعض (شعراء)، تتضمن الكثير من قصائده، إن لم تكن تلك المجاميع بالكامل من شعره، وكثيراً ما كان يحرج أصحاب المجاميع بنشرقصائده المنشوره في مجاميعهم في الصحافة بعد صدورها إلى الأسواق،تعمّداً أو نسياناً، كما حصل مع الشاعر الراحل ( خليل الزبيدي ) الذي ضمّت مجموعته (سوالف شوكَ) الصادرة في الستينيات، قصيدة بعنوان (الصيكَل). وبعد صدور المجموعة بسنوات، طالعتنا جريدة (صوت الفلّاح) بنشر القصيدة ذاتها بعنوان (جرف صيكَل)  بتوقيع / جودت التميمي / ..:

عله

جرفك

يصيكَل

لَعْصر اعيوني

او ما خلّيش دمعه اتلوذ بجفوني ...

في هذه التلويحة وبالقدر الذي نستعيد فيه الشاعر/ جودت التميمي/..، لسنا بحاجةٍ هنا للكشف  عن العثرات، قدر أن نُثبّت، بأن قصيدة (رمده الشمس) هي قصيدته المستمرة...

********************************************************

احبال المراجيح

صلاح عواد

اتعرفنه الناس نعثر لكن انگوم

ابد مايوم واحد شافنه انطيح

تميل الگاع بينه ونوگف اعناد

ونذكر اترابها ابفضل الفلاليح

شعب وكت الشدايد نوگف اجبال

تجي ابحدنه تصد وترجع الريح

ونذل حتى المشانق من يجي العيد

نكض احبالها انشدهن مراجيح

ايعرفنه الليل لودلهم ضوه الكون

من دم الضحايه انوج مصابيح

قفلناها المناحه ابقفل الفراگ

ابير اظلم شمرناها المفاتيح

ورسمناها الهلاهل فوك الشفاف

بعد مانرضه توكف ناعيه اتصيح

السفينه الغركت امن اسنين تنعاد

ونعرف وين نلگاها الملاليح

صفت كل الانهار ابجية العيد

دخلها اتموت بالحسره التماسيح

***********************************************************

الزعيم

يوسف المحمداوي

منو مثلك 

يالمطلگ المناصب لجل حب الناس

زعيم وخادم الاهلك …

يمزغر الصور ومكبر الصمون ….

ما ينسى الضمير العدل ضي عدلك…

ياضحكة الفقره ودمعة الطاغوت…

صعبه تموت يالتاريخنه يجلّك ….

منو بحلّك….

ياقصر الصريفه وبالسمه نجمات نرسملك….

وزنّه القيادة من زمن هارون

يا قائد وصل ظلك…

وجرّبنه النزاهة بحقبة الماضين

شو محد گدر ياصافي يوصلك…

رادوا يوصلون المئذنة طاريك…

وصلوا بعض بعضك مادروا كلك…

منو مثلك…

شجاعة وتشهد الجبهات

بغزه شگد الك صولات تضحكلك…

شهيد بلا قبر لا مال

بس شعبك شچم تمثال

حي بگلبه ناصبلك….

يلماتمل حب الناس حب الناس ماملك..

الزعامه بس عليك تلوگ

وسفرطاس الشريف انذار لهل البوگ

وكل هم الغدر عزلك…

عفا الله شو گلتها أزماط…. وتدري محد يگلك…

وعفيته بكل رحابة صدر  يالتدريه باچر يامر  بقتلك…

لا ثروة لصوص ابليس

طاهر رافض التدنيس

روحك أرض يا عريس

والفضل اليعيشه الشعب من فضلك…

يا عرس الفلح يا نكبة الإقطاع…

يا ضحكة بساطة بوجه المزعلك…

يادمعة فگد ظلت بعين الروح…

ماترضه المروه ارواحنه تهلك…

لان ما مش بعد مثلك….

*****************************************************

صرخة شاعر ..

 

زهير هادي الرميثي

طلگت و صاحت يا علي..

و ردت معسره أيامي…

كل يوم من عمري طبگ..

ليليه اعض إبهامي…

آنه صرت طف كربله..

و عيدي إنذبح جدّامي…

و اتحملت طبر العده..

و كلّي إجيتك دامي…

أزحف عله إجروحي إلك..

و إبحلگي أجر إسهامي…

تابوتي أشيله إعله المتن..

و أقبل أموتن ضامي…

بس ما أطخّن هامتي..

و لا بيع حبر اقلامي…

هكذا..

العَبرَه..

الما تجيني إبشوگ..

چذابه…

وجدان الشعر..

من يعصر أعصابه…

مو كلمن تگول أحاه..

ندّابه…

و لا كلمن يغني..

إيوجّر اصحابه…

الصوت إيروح..

ضلعه إيصيح يا يابه…

مثل خيط الشمع..

لو صار عطّابه…

لَوَن ينفع جرح..

چا طيّب إصوابه…

****************************************************

عاش الزعيم .. عبد الكريم

د. حامد الشطري

اشما تلتم عليك غيوم..

تثلم گمرة الگمره

تظل عال بسماك ورمز للثورة

يا صورة تحبها الناس

بچتاف الگمر مرسومه بالفطره..

ياليل الي مدلك ليل..

باگوا ضحكتك..وهلال للبشرى..

حاكولك ضلام بمغزل الخانوك

والخانوك خانوا وطن بالمره

يا اجمل رصيد البيه محبة الناس

عدل شافوك وبنص الگمر گمره

يا عبد الكريم وياكريم الذات..

يل جيبك نظيف وتسلم الشمره

يل جفك تمده لشنگة الخباز

 توزن كل رغيف بواهس الفقره

ماتوا وانسوا والذكر بيهم مات

وانت التنذكر بالشعر بالفطره

**********************************************************

اول المركاض

مؤيد خليل العطار

دگ.. باليعجبك..

عيني دگ…

دگ.. عالوتر..

ما طول..

كل وهسك تدگ…

أصبر.. لحدّ ما يختنگ..

صبرك خنگ…

و أصبر.. لحدّ..

ما ينگطع خيط الصبر..

لو تختنگ…

ظنيتني إبفكرك..

      غشيم و تيهت… !!

لا.. ما تِهِت...

بس..

  گلبي راواني و شفت…

و استحي إمنعيونك..

أسولف بالصدگ…

راواني .. عشگك..

مو عشگ…

راواني..

كشخاتك هفِت…

من اول المركاض..

زل بيك الجدم..

و اعرفت حچيك..

مو صدگ… !!

و من شفتك..

إبنص الثلج..

كلّك ثلج..

و آنه أحترگ…

حسّيت..

خلگك چنّه..

مو ذاك الخلگ…

و أيّست..

من كلشي إبهواك..

و بطّلت…

دگ.. ما يهم..

حد ما تچل..

دگ.. ما يهم..

بلچن تمل..

ما أشد راسي لدگتك..

مهما تدگ…

دگ.. باليعجبك..

عيني دگ…

*************************************************************

الصفحة الحادية عشر

جديد د. نادية هناوي

صدر للباحثة د. نادية هناوي؛ مؤخراً كتاب (قصة القصة: دراسة ميثودولوجية في جريان القصة العراقية من المنابع إلى المصبات) بطبعة جديدة من جزأين عن مؤسسة أبجد للترجمة والنشر. يضم الجزء الاول ثلاثة فصول، جاءت تحت عنوان (مرحلة البواكير: نصف قرن من الريادة والتأسيس) وبواقع اربعمئة صفحة. وضم الجزء الثاني عدة فصول تتبعت مراحل استقرار القصة واستمرار تقاليدها، وتأثيرات الحرب في القصة العراقية وتجاربها المختلفة وبواقع ثلاثمئة واربعين صفحة.

*******************************************************************

« لذة النص» لـ رولان بارت.. الكتاب يصنع المعنى والمعنى يصنع الحياة

د. محمد سيف/ باريس

في شذرات قصيرة يقدمها رولان بارت، على شكل مقتطفات فكرية مرتبة في أبجدية فصول خمسة: الأول: لذة كتابة النص، بتمييزه بين “أنا” الكاتب و“أنا” القارئ، يقارب رولان بارت لذة النص عن طريق بعدين رئيسيين: أحدهما مكتوب والآخر مقروء. ومع ذلك، فهو لا يحدد موضوعًا في مقابل موضوع، أو يضع الكاتب في جانب والقارئ في جانب آخر. الثاني: لذة القراءة التي لا تأتي فقط من فهم معنى النص، ولكن أيضًا من فعل القراءة نفسه. إذ لا يمكن فصل متعة النص عن متعة قراءته. وكما يوحي تشبيه رولان بارت، فإن اكتشاف النص يشبه إلى حد ما اكتشاف الجسد أثناء التعري. يتكشف النص بالتدريج، ويتحرك القارئ وعلى حسب سرعته ووتيرته وكثافته. الثالث: يمكن للنصوص أن تقدم مستويات متعددة من المعنى والتفسير، مما يوفر مصدر لذة لا متناهية للقراء. إحدى الطرق التي يوضح بها بارت الطبيعة متعددة المعاني للنصوص باستكشافه لإعادة القراءة. فهو يرى أنه في كل مرة يعود فيها القارئ إلى نص ما، يجلب إليه مجموعة جديدة من الخبرات والمعارف ووجهات النظر. ونتيجة لذلك، فإن فهمهم للنص يتغير حتمًا، مما يسمح لهم باكتشاف طبقات جديدة من المعنى والتفسير. الرابع: حول تفاعل القارئ مع النص ومشاركته النشطة وارتباطاته الشخصية في اللذة التي يشعر بها عند القراءة، وفقًا لبارت فإن القراءة ليست نشاطًا أحادي الجانب، حيث يكتفي القارئ باستيعاب الكلمات على الصفحة. بل على العكس، إنها تجربة ديناميكية وتفاعلية تتطلب مشاركة القارئ النشطة. الفصل الخامس والأخير: لذة النص، فبعد قراءة النقاط الرئيسية للكتاب، نجد هناك العديد من الخطوات التي يمكننا اتخاذها لدمج أفكاره في حياتنا اليومية. حيث يشدد بارت على أهمية تبني واستكشاف قراءات متعددة للنص. ويقترح أن نتجاوز المفهوم التقليدي للتفسير الخطي الثابت، وأن ننخرط بدلًا من ذلك في التعامل مع النص بشكل لعبي وخلاق.

وفي قراءتنا لهذ الكتاب، وبالاعتماد على قراءة سندرين فاريت أستاذة الادب الحديث في جامعة سيرجي بونتواز الفرنسية، وقراءة كارلو أوسولا، العالم اللغوي والمؤرخ والناقد الأدبي الإيطالي، الذي عمل أستاذاً في الكوليج دو فرانس من عام 2000 إلى عام 2020، نستشف أن اللذة مفهوم غامض. فقد تأخذ أحيانًا معنى اللذة الشديدة، وأحيانًا أخرى قد تكون مناقضة لها. فاللذة، بالمعنى الذي يستخدمها فيه بارت، هي لذة نص اللذة، كما يؤكد ذلك تعريف المؤلف: “تلك التي تشبع، تملأ، تعطي نشوة؛ تلك التي تأتي من الثقافة، ولا تنفصل عنها، وترتبط بممارسة مريحة للقراءة” (ص 25). ونص اللذة أيضاً هو موضوع النقد، الذي  دائمًا ما يكون “تاريخي أو استشرافي” (ص 37)، النص الذي يهم رجال الأدب، بالمعنى التقليدي للمصطلح، أي “عشاق المنطق، والكتاب، وكتّاب الرسائل، واللغويين” (ص 37). إنه النص المكتوب باللغة “التي يتم إنتاجها ونشرها تحت حماية المعرفة” (ص 66)، اللغة المكررة التي تروجها مؤسسات اللغة. إن لغة نص اللذة هي الصورة النمطية، “إنها الكلمة المتكررة، التي تتجاوز كل سحر، وحماسة” (ص 69). وبالتالي، فإن الكتاب مليء بالتحليلات والتأملات المكرسة بالكامل للذة النص. ويتساءل كارلو أوسلولا: “ولكن ماذا يقصد باللذة؟ ما هي اللذة التي يتحدث عنها؟ ما الذي يميز اللذة عن المتعة، وما الذي يفرق بينهما أو يجمع بينهما؟ يتناثر هذا الكتاب بأمثلة أدبية ولغوية وتحليلية ونفسية وفلسفية وبلاغية متناثرة في ثنايا الكتاب لتأكيد لذة النص وعلاقته الجسدية باللغة”.     

في طرحه النظري الجديد هذا فيما يخص النص، يعطي مكان الصدارة لمفهوم اللذة، وهو مفهوم، كما يقول: أهمله الفلاسفة أو حتى رفضوه إلى حد كبير، وفضلوا عليه مفهوم الرغبة. وكذلك يعطي مكان الصدارة للنص، مذكّرًا بأنه يعني “النسيج” وأنه “يعمل من خلال تشابك دائم (...)” (ص 85). وبهذه المقاربة للنص الأدبي، دشّن بارت كتاب “النقد الجديد” (موسوعة لاروس “البنيوية”).

على الرغم من أن كتابه “الكتابة في درجة الصفر”، الذي نُشر عام 1953 كان يحتوي مسبقاً على عناصر من النقد الجديد، إلا أن الخلاف اندلع بالفعل مع نشر كتاب “حول راسين” في عام 1963 - الذي طبق إجراءات التحليل البنيوي على نصوص راسين، كما تقول سندرين فاريت. يتمحور النقاش حول التعارض بين النقد الجديد الذي يفترض “التنظيم الجوهري للنص، والنقد الأكاديمي التقليدي الذي يرى أن السياق الاجتماعي التاريخي وحياة المؤلف هما الضامنان لمعنى العمل” (موسوعة لاروس، “رولان بارت”). علاوةً على ذلك، فإن اللذة بطبيعتها مفاجئة وفريدة من نوعها، بمعنى أنه لا يمكن اختبارها إلا للمرة الأولى. ولهذا السبب، من بين أمور أخرى، فإن اللذة بالنص ليست مضمونة أبداً، إذ لا يوجد ضمان بأن النص سيمنح اللذة في قراءة ثانية. وتجدر الإشارة إلى أن نص اللذة ليس ضمانة للذة أو المتعة، بل قد يكون النص مملًا. ومع ذلك فإن لذة النص لا تتناقض مع نص اللذة، لأن هذه اللذة أو المتعة “ليست بالضرورة من النوع المنتصر والبطولي والعضلي” (ص 32)، بل يمكن أن تكون انجرافًا نابعًا من عدم الامتثال. هذا هو الحال مع نص اللذة، الذي هو “غير قابل للقول، وغير قابل للتغيير” (ص 36).

تقول سندرين فاريت، “يذكّرنا هذا الكتاب لرولان بارت بأنه كعالم سيميولوجي، كان مهتمًا جدًا بتأثيرات اللغة. فالخطاب الأدبي في نظره هو اشتباك قتالي يدور بين المتعة والإمتاع، وغالبًا ما يرتبط هنا بفكرة القتال”. فاللغة، كما يكتب بارت نفسه، هي ما يوقظ: “أنا مهتم باللغة لأنها تؤلمني أو تغويني” (ص 52). وعندما يتحدث عن النص، فهو يراه إنتاجًا لا يعود معناه بعد اكتمال مرحلة الإنتاج، ويعتمد على مؤلفه ويهرب منه في نهاية المطاف. لأن الكتابة هي “خارج المكان”، مثلما هي مخلوق من مخلوقات اللغة عالق في حرب الكلمات. ولكن كما في أي حرب، هناك أحياناً لحظات من الراحة والهدوء تفضي إلى المتعة: “في حرب اللغات، يمكن أن تكون هناك لحظات هادئة، وهذه اللحظات هي النصوص. بين هجمتين من الكلمات، بين أدائين من النظم، تكون متعة النص ممكنة دائمًا” (ص4243). أما اللذة، فغالبًا ما تقع بين مفهوم الفقدان ومفهوم القتال (الثقافي والاجتماعي، اللغوي والأيديولوجي) (سندرين فاريت). إن نص اللذة يزعزع جميع النقاط المرجعية للقارئ إلى حد تحدي علاقته باللغة. يأخذ هذا التأمل في اللغة رولان بارت إلى أراضٍ تكتسب فيها العبارة، بقوة حرفها الكبير، مكانة خاصة وشبه مقدسة. فالكاتب، بصفته “مفكر العبارات”، أي “الشخص الذي يفكر في العبارات”، هو الذي يضمن لها المتانة وكل التألق. وبعد أن أجرى تجربة سرد جميع اللغات المحيطة به، توصل إلى تطوير نظرية متعة الجملة، التي رأى فيها مفارقة ثقافية متناقضة: فهي في آن واحد راسخة بقوة في بنية تراتبية ثابتة ولا نهائية في جميع تركيباتها الممكنة (ساندرين فاريت).

وفي الفصل الخامس، الختامي، يدعو رولان بارت القارئ في كل مقالاته إلى اكتشاف واستكشاف وتذوق كل المتع المرتبطة بقراءة النص وكتابته. فالنص يتشكل ويتحول تحت قلمه، إلى جسد، وإلى مكان للمتعة والاستمتاع، فهو حسي وشهواني، معقد في فهمه والعمل معه كنسيج يمكن نسجه. إنه يستكشف جميع لغاته، ويعيد النظر في أبعاده الفلسفية والثقافية والتحليلية والنفسية والأيديولوجية واللغوية، ويحيل إلى المؤلفين والأعمال التي تدعم أفكاره وتؤكدها.

تقول ساندرين فاريت، إن هذا العمل أصيل في الشكل والمضمون على حد سواء، وهو الآن عمل كلاسيكي من نوعه، ولو كانت هناك جملة واحدة فقط لتلخص كل نكهة نصه، لأمكننا وضع الاقتباس التالي في أعلى الصفحة:“(...) الكتاب يصنع المعنى، والمعنى يصنع الحياة” (ص 51). وهذا يقول كل شيء.

***************************************************************

ذاكرة الغربة 

برهان الجزائري

اثناء هروبي من الوطن وبقاء الجلاد؛ حاكم بيده ارواح العباد والتاريخ والذكريات. كلها كانت رحمته وسلطته وتخضع تحت ظل حبل الاعدام وعيون الشرطة الهمجية السرية.

لم يبق معي في الغربة سوى قلمي وظلي نتحاور بلغة الصمت انه عالم اخر من الحوار. تتحرك يدي مع بشكل لا ارادي مع همس الحوار.

لا أذكر عن اي شيء كنا نتحدث، ربّما عن الهروب والانكسار، عن بداية جديدة اسمها الغربة. وذلك الفضاء الواسع فيها الذي يمزقني ويرميني فيها كرات ثلج ابيض. هناك فتى في داخلي يثير انتباهي شاحباً متواضعاً مشتت الذهن بعض الشيء، يشعر أنه لا مكان له تحت سماء وطنه وارضه التي منحها التاريخ لشعبه من غزوات التاريخ القديم واسلاف الحواري والجواري وبريق السيوف.. يحاول ان يخرج من صدفة الانحسار والتلاشي ومن غربة قصور لندن وما يخفيه رجالها تحت قبعاتهم  القذرة. حيث يكونوا وحيث تسقطهم السماء. يخرجون من قباب الكنائس والمساجد ومن ارحام الشذوذ. يمكنهم ان يمزقوا ملابس الثوار ولوحات الفنانين ويمكنهم ان يسخروا من كل المعجزات.

لم يبق منه سوى عيناه الشديدتا الصفاء اللتان امتزجا مع الشمس ومنحته لون اخر من الكون. نظرتهما المضطربة تحلل الروح ووجوه الناس وتتمسك بالتحدّي والاحتقار..

حين يبدأ الاستعباد للروح وفرض العقاب والنار والجنة وتخرج اوراق الليل يوزعها اللقلق الاسود فوق المدن وقرى الفلاحين والبسطاء. كانت قناديل الشعراء والرسامين والثوار والفوضويون تمنح للثلج لوناً آخر.. والشعراء يكتبون فوق اوراق وصفحات الثلج قصائد الحزن ووصايا الانهار انه دفتر كبير يدونون فيه حركة الارض والصراخ والصراع والهروب الى الموت والحرية لا يبحثون عن خرافة الفردوس.. ونساء من الوهم الجنسي.

انهم يرقصون بملابسهم العارية تحت قسوة الثلج يبحثون فيه عن الدفء هناك استثناء دائما بين الاوراق والالهة. وجدت نفسي اكتب الشعر من دون سيوف المكابرين واللغويين

انا اعبر عن روحي وارادتي واخرج من دعاء المستغفلين والحمقى واتوحم لون ودم الحرية.

***************************************************************

قصة قصيرة.. تداعيات

ثائر البياتي

طوال الطريق يتوجس من أمر غامض، لا يدري من من أو من ماذا، ثمة هاجس يقلقه لم يتبينه، أراد أن يعود أدراجه، إلا إنهم يعولون عليه كثيرا، وصعب عليه خذلانهم، خلف الكواليس تتشابك همهمات الجمهور في رأسه مع همهمات الجنود في المواضع و تهيأت الأسلحة، تنهد وجال بنظره في ارجاء المسرح، كما يحدث منذ ليلتين، بدت له المصابيح قذائف تنوير تكشف موقعهم، انتبه على صوت المخرج، آمرا إياه أن يدخل، دخل مترددا وكأن الحوار قد تبخر من ذاكرته، صفق الجمهور مرحبا، بدو له كفوج يلوح بالأسلحة، تعرق وتراجع إلا المخرج أشار إليه أن يتقدم، اخبرهم مرارا أن المسرحية مشحونة بالقتل والعنف حتى في الحوار، طلب منهم مرارا ألا يشارك، لكنهم أصروا فلا بديل عنه، ثم إن الأمر جاء من منصب عال بتقديمها، ولا قبل لهم بالرفض أو الاعتراض، بل ولا حتى تغيير المشاهد أو الحوار، فيما يرونه مبالغا فيه، هز رأسه كمن يحاول أن يستعيد وعيه، تنفس بعمق وانهمك في التمثيل، تصاعدت الأحداث و احتدم الحوار، تناوبت المصابيح بالإضاءة، علا إيقاع الموسيقى، تداخل في رأسه، صراخ الممثلين مع دوي القذائف وعويل الضحايا، شعر بدوار شديد، أمسك رأسه بكفيه وصرخ مرددا: كفى، اضطرب الممثلون وارتبك العرض، إلا إنهم واصلوا محاولين السيطرة على الموقف، لحظة انهياره داهمته في لحظة سقوط زميله ممثلا إصيب في ساقه، اخترق رأسه منظر صديقه الحميم، مبتور الساقين مضرجا بدمه، ارتمى على زميله متوسلا إليه أن يصمد، أن يتماسك ثم حمله وركض به إلى الكواليس، مستغيثا مستنجدا أن يسعفوه، توقف كل شيء وأطبق السكون.. جاء في التقرير الطبي، جملة مقتضبة هي: اضطراب كرب شديد، و أودعوه المصحة.

********************************************************************

نومٌ عاطِرٌ

خالد الحلّي

لَمْ أتَنَشّقْ

في يومٍ ما عطراً يَعْبَقْ

وأنا نائمْ

لَكِنّكِ، حِينَ أتيتِ بِنَوْمِي

ليلةَ أمسِ

صِرْتَ أُحِسُّ بِنَفْسي     

في بَحْرِ عطورِكِ أغرقْ

وأنا أُنْشِدُ شعراً

لا  يَعْرِفُهُ غَيْرُكِ

صِرْتُ أسائلُ طيفَكِ

في سرِّي

كَيْفَ تَبَاعَدَ سَيْرُكِ

عَنْ سَيْرِي

 هَلْ نَبْقى يَغْمُرُنا الشّوقُ

و نَحْنُ كِلانا

لا يُبْصِرُ  وجهَ الآخرِ  إلاّ  في النّومِ؟

هَلْ مَحْضُ سرابٍ كانَ هوانا؟

كرّرْتُ سؤالي

و أنا مَحزُونُ الحالِ

لَكِنّي لَمْ أسمعْ شيئاً

لَمْ أسمعْ غيرَ صدى صَوتِي

يَأتِي

فأعدتُ الكرّةَ  ثانيةً ..

ثالثةً ..

رابعةً ..

لَكِنْ، مثل السابقِ مِنْ مرّاتْ

لَمْ أسمعْ أصوات

لَمْ أسمعْ غيرَ الأصداءْ

تتلاشى في الأجواءْ

*****************************************************

هو

ماجد الحيدر

لأنه كان مجنونا

أو حكيما

أو كليهما

رأيته يغني للرببع

الربيع الذي لم يصادفه يوما.

...

لأنه كان وديعا

او قاسياٌ

أو شديد الهشاشة

قال خذوه من أمامي

لا أريد أن أراه.

...

قد ظل يثرثر حد الصمت

ويغني حد العواء

ويبكي لحد الضحك

ولهذا أخرجوه من المصحة

كان خطرا على العقلاء

...

لم يصاحب غيري

رغم انه كان يتفنن في شتمي

مرة قال لي:

اخرس يا ابن الانسان!

قد حاول مرارا

ان يهجر الخمر

لكنه كان يعود اليها

كلما أذنوا للعشاء.

“انهم ينادونني

جلاسي الذين في السماء

يقولون أن البساط لا يحلو من دوني”

...

لكنه يشترط عليهم

أن لا تشاركهم الحور.

“حوريتي الجبلية التي لا أنتظر غيرها

سباها المغيرون من ألف عام

ولم يرجعوها”

...

ويلعن

يبكي

لحد الضحك

وهو يريح رأسه الأبيض

على كتفي!

**************************************************

 

الصفحة الثانية عشر

يوميات

  • ينظم نادي أدب الرحلات في الاتحاد العام للأدباء والكتاب، غدا الأربعاء، جلسة حوارية بعنوان «في أدب الرحلات وآفاق الاشتغال فيه»، يتحدث فيها كل من الأدباء سعيد الروضان وحمدي العطار وحسن البحار.

تبدأ الجلسة في الساعة 6 مساء على قاعة الجواهري في مقر الاتحاد في ساحة الأندلس. 

*******************************************************

حسين علي هارف سفيرا للطفولة في العراق

متابعة – طريق الشعب

قررت إدارة منظمات المجلس الأعلى للاتحاد الدولي في جنيف تعيين الفنان حسين علي هارف سفيراً للطفولة في العراق ومنحه صلاحيات التواصل مع الجهات الحكومية وغير الحكومية والسفارات، بغية دعم وتقديم كل ما يساهم في تطوير قطاع الطفولة في البلاد.

وفي حديث صحفي قال هارف أنه «يسعدني أن أحمل على عاتقي هذه المسؤولية الكبيرة، خدمة للطفولة التي لم تأخذ استحقاقها في المجتمع».

وأوضح انه «تثميناً لدوري الفاعل الذي امتد لعقود من الزمن في تقديم الأعمال الفنية الخاصة بالأطفال، سواء من خلال المسرحيات أم المطبوعات الموجهة للأطفال بمختلف مستوياتهم العمرية، جاء قرار منحي هذه الصفة التي أفخر بها لأمثل الطفولة في البلاد من خلال النشاطات الفنية والثقافية وعقد المؤتمرات والقيام بكل الأعمال التي من شأنها تقديم العون والفائدة للطفل ومساعدته في مختلف الميادين».

*************************************************************

بفعل التغيّر المناخي حيوانات برية ونهرية مهددة بالانقراض في العراق

متابعة – طريق الشعب

أفاد رئيس المركز الاستراتيجي لحقوق الإنسان فاضل الغراوي، بأن العديد من الحيوانات البرية والنهرية في العراق مهددة بالانقراض بفعل التغيرات المناخية.

وأوضح في حديث صحفي السبت الماضي، أن «العراق يحتل المرتبة الخامسة في عدد الحيوانات المهددة بالانقراض في المنطقة العربية»، مبينا أن «أبرز تلك الحيوانات: غزال الريم، كلب الماء (ماكسويل)، الرفش الفراتي، الوعل الجبلي، البلبل ابيض الخدين، القضاعة، الزكين طويل الذنب، الاسماك العمياء، النمر، الرخم والافعى القرناء».

وأشار الغراوي إلى ان «التنوع البيولوجي في العراق تأثر بعدد من العوامل، أهمها التغيرات المناخية والعواصف الرملية والجفاف والتصحر والأنشطة البشرية والصيد الجائر وحرق الوقود الاحفوري وازالة الغابات»، مطالبا الحكومة بتفعيل «اتفاقية رامسار» لحماية التنوع البيولوجي، ومنع صيد الحيوانات المهددة بالانقراض واعتبار ذلك جريمة، وانشاء العديد من المحميات الطبيعية في عموم البلاد.

**********************************************************

في مدينة ميونخ الألمانية

احتفال بالذكرى 66 لثورة تموز

ميونخ – طريق الشعب

أقام التجمع الديمقراطي العراقي في ألمانيا، الأسبوع الماضي في مدينة ميونخ الألمانية، احتفالا بالذكرى الـ66 لثورة 14 تموز، حضره العشرات من بنات وأبناء الجالية العراقية.

أدار الاحتفال الشاعر علي غريب السماوي، وافتتحه داعيا الحاضرين إلى الوقوف دقيقة صمت إكراما لشهداء العراق، ثم الاستماع للنشيد الوطني.

بعدها ألقى عضو التجمع الديمقراطي، الفنان عدنان سبتي، كلمة التجمع، قال فيها أن «منظومة المحاصصة الطائفية والقومية والفساد الحاكمة وبرلمانها الذي لا يتمتع بالشرعية الشعبية، يصران على تجاهل هذا اليوم الوطني الكبير ومسحه من ذاكرة ملايين العراقيين الذين عاصروا تلك الفترة، بسنهما قانون العطل الرسمية الذي تجاهل يوم تأسيس الجمهورية العراقية 14 تموز». 

وأضاف قائلا ان «إحياء هذه المناسبة هو وفاء لملايين الآباء والأجداد الذين خرجوا يوم 14 تموز 1958 في جميع محافظات العراق وبمختلف شرائحهم وانتماءاتهم، مؤيدين الثورة وإعلان تأسيس الجمهورية التي حققت لهم مكاسب سياسية واقتصادية واجتماعية».

ثم جاءت كلمة الجالية العراقية في ميونخ، والتي ألقاها عضو التجمع د. قاسم السعداوي، وقال فيها ان «الجدل الدائر بين العراقيين حول ثورة 14 تموز فيما إذا كانت ثورة أم انقلابا، ما هو الا محاولة من قبل المنظومة السياسية الحاكمة التي ارتبطت مصالحها بالرأسمال العالمي لتحريف الحقائق التاريخية وشيطنة الثورة الشعبية التي لاقت دعما وتأييدا منقطع النظير من قبل الملايين من فقراء العراق منذ يومها الأول، وتلميع صورة النظام الملكي الذي مارس أبشع الاساليب ضد معارضيه بما فيها التصفية الجسدية والاعدامات العلنية لقادة الحركة الوطنية وتعليقهم في الشوارع، والمجازر التي قام بها ضد الوطنيين كمجزرة سجن الكوت التي قتل وأصيب فيها العشرات من مناضلي الحركة الوطنية، ومجزرة اضراب عمال النفط في كاورباغي واعدام ثوار انتفاضة الحي الذين تضامنوا مع تأميم قناة السويس 1956، وقتل المتظاهرين في وثبة كانون عام 1948 والاعتقالات الكيفية التي تعرض لها مناضلو الحركة الديمقراطية، وانشاء السجون الرهيبة مثل سجن نقرة السلمان».

وتابع قائلا: «لقد مهدت نضالات شعبنا وانتفاضاته الباسلة الطريق لهذه الثورة الشعبية التي استطاعت تحقيق تحول نوعي في العلاقات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في البلاد، مع تحقيق الاستقلال السياسي والاقتصادي من الاحتلال البريطاني. كما أنصفت الثورة كادحي العراق وحققت لهم مكاسب ووفرت لهم نوعا من متطلبات الحياة الكريمة، كالعمل والسكن والتعليم والخدمات الصحية، وشرعت العديد من القوانين التي أنصفت المرأة والعمال والفلاحين. كل هذه التحولات عمقت من الوعي السياسي والثقافي للمواطن العراقي».

ثم ألقى مدير الاحتفال الشاعر علي غريب السماوي، قصيدة بعنوان «للزعيم الخالد عبد الكريم قاسم وثورة 14 تموز المجيدة». 

وسرد الضابط المتقاعد لفتة عبد الرضا والدكتور الاختصاصي في جراحة العظام هادي زين العابدين أنور، ذكرياتهما عن الايام الاولى للثورة والانجازات التي حققتها في ما بعد، والتي وضعت العراق على طريق التقدم والمدنية والازدهار.

بعدها أقيم عرض للازياء العراقية والكردية أعدته مصممة الازياء لمى فندي ومساعدتها التي قامت بعرض فيلم لشرح خطوات إعداد التصاميم ومواد إنجازها في مشغل المصممة لمى. فيما قدمت مجموعة من السيدات الحاضرات عرض الأزياء الذي نال استحسان وإعجاب الجمهور.

ولم يغب الفن التشكيلي عن الاحتفال. إذ عُرضت لوحات للفنانتين ابتهال الخالدي وسفانة خضير، اللتين تحدثتا أيضا عن أعمالهما وسيرتيهما الفنيتين.

ثم ألقى الفنان الموسيقي علاء الحركاني قصيدة كتبها تحت عنوان «رثاء الغياب».

وقدمت في الاحتفال شهادة تقدير باسم التجمع للدكتور قاسم السعداوي، لقاء جهده المتميز في التحشيد والتنظيم والتبرع بتوفير المأكولات العراقية. كذلك قُدمت شهادات للشعراء والفنانين عدنان سبتي، علي غريب السماوي، كريم الهلالي وعلاء الحركاني.

وأيضا قدم التجمع شهادة تقدير لعارضة الازياء لمى فندي، وللفنانتين ابتهال الخالدي وسفانة خضير.

وكان المطبخ العراقي بأكلاته الشهية حاضراً في الاحتفال وسط أجواء حميمية.

************************************************************

معاً لبناء بيت الحزب.. بيت الشعب

دعماً للحملة الوطنية لبناء مقر الحزب الشيوعي العراقي، تبرع الرفاق والأصدقاء:

  • عائلة الشهيد عدنان البراك 1,000,000 مليون دينار عراقي.
  • الرفيق صلاح الخفاجي 100 ألف دينار عراقي.

الشكر والتقدير للرفاق والأصدقاء على دعمهم واسنادهم حملة الحزب لبناء مقره المركزي في بغداد.

معاً حتى يكتمل بناء بيت الشيوعيين.. بيت العراقيين.

***********************************************************

ليس مجرّد كلام.. ما بين هذا وذاك ضاع كلّ شيء ..!!

عبد السادة البصري

في كلّ مرّة أقول لنفسي : ربّما يتعدّل الحال عمّا هو عليه!! وأظل متأملاً المشهد وممنيّاً النفس بتحقق كل الاحلام قريباً، لكنّ آمالي وأحلامي الوردية تخبو شيئاً فشيئاً أمام هذه الأزمات المتزايدة يوماً بعد آخر، بسبب استفحال آفة الفساد في كل خلايا البلد، والأدهى من كل شيء ما نقرأه ونسمعه من سجالات وصراعات ومناكدات ومناكفات بين هذا وذاك من الناس الذين نقول عسى ولعلّ أن ينصلح الحال على أيديهم، وبكتاباتهم التي ترسم خطوط الجمال والتسامح والمحبّة ونكران الذات كونهم حاملي مشعل الثقافة كما يقولون، يا للأسف حقاً!!

الى أين وصل بنا الحال فصرنا لا نستسيغ الكلام الاّ بالتطاول والاساءة لبعضنا البعض دون أدنى سبب، متناسين ومشيحي بوجوهنا عن كل ما يحدث في البلاد من فساد وخراب وضياع وتزايد أزمات!!

هل انتهت الازمات وصرنا في بحبوحة من العيش الرغيد، لا بطالة والسكن في أحسن البيوت وما يليق بنا، والتعيين على قدم وساق ما أن يتخرج ابناؤنا حتى يلجوا المؤسسات والدوائر بوظائفهم وحسب شهاداتهم التي أضنوا العمر تعباً واجتهاداً لأجلها، وشوارعنا نظيفة وجميلة كما الأزقة الرائعة الجمال ايضاً، صناعتنا في أحسن حال وبتنا نصدّر أجود ما تنتجه معاملنا، كذلك منتوجاتنا الزراعية التي وصلت صادراتها الى ابعد حدود الأرض ،وصار الطلب عليها جارياً على قدم وساق !!

تم القضاء على تجارة المخدّرات وتأهيل شبابنا ليكونوا بناةَ مستقبل الوطن، وانتهت الرشوة والمحسوبية والتكتّلات الحزبية والطائفية وما عادت المحاصصة المقيتة هي سيدة كل شيء في كل مفصل من مفاصل البلاد !!

والكلام يطول عن الخراب والتدهور الذي حلّ بالتربية والتعليم فصارت الجامعات الأهلية تخرّج مَنْ لا يمتلكون كفاءة علمية ولا ذكاء ليكونوا أطبّاء ومهندسين وووو الخ !!

بمعنى أن بلدنا أصبح من أجمل وابهى وأكثر البلدان تطوّراً وعمراناً وتقدّماً في كل شيء فبتنا ننام ونصحو بنعيمٍ لا نفكّر بما يعكّر صفونا أبداً. ولأننا لا نستطيع العيش بدعة وهدوء وراحة بال رحنا نناكف ونشاكس ونتّهم بعضنا بأقذع الكلام، لأن لا شغل لنا أبداً فقد انتهى كل ما نفكّر فيه وتحققت أحلامنا كلّها، وعلينا أن نفتّش عن شيء نُلهي أنفسنا به ونشغل وقتنا المتسرّب من بين ايدينا هباءً!!

يا أخوتي انتبهوا لما يدور حولكم من مؤامرات وفساد وسرقات كارثية وما آلت اليه أمور وطنكم بسبب آفة الفساد التي لم ولن تُحلَّ أبداً اذا بقينا نضرب بعضنا بعضاً ونقتل بعضنا ونسيء لبعضنا، وتاركين الجمل بما حمل دون اشارةٍ للصوص ومصاصي الدماء وبائعي الضمير والأفّاقين وسارقي الفرح من عيون الاطفال وتجّار الحروب والمخدّرات، اتركوا كل ما يعكّر صفو علاقاتكم وصداقاتكم وزمالاتكم والتفتوا الى كمية الخراب والبؤس فاكتبوا عنها واكشفوا زيف الباطل لتظهر عورات الفاسدين ولا تتركوا الناس بين (حانة ومانة) ليضيع كل شيء وبعدها لات ساعة مندم.