اخر الاخبار

الصفحة الأولى

أوساط ثقافية وسياسية تشيد بمنجزاتها وإسهاماتها.. تنديد شعبي بمحاولة التنكر لثورة 14 تموز1958: شعلة أنارت عتمة العراق

بغداد ـ طريق الشعب

لأول مرة منذ قيام ثورة 14 تموز المجيدة عام 1958، تمرُّ الذكرى الـ 66 لها بصمت تام من قبل مجلس النواب والحكومة والقوى السياسية الحاكمة، في محاولة لطمس التاريخ وتغييب ذكرى الثورة الخالدة، وقوة مثلها.

ولم تكتفِ هذه القوى برفع الذكرى من قانون العطلات الرسمية، بل راحت تُروّج، عبر مختلف المنصات، لمحاولة تشويه صورة الثورة البيضاء.

ويدرك المتابع، أن هذا العداء لا يقتصر على أسباب تاريخية ناتجة عن تضرر مصالح أسلاف القوى الحاكمة من الثورة، بل هو في حقيقة الأمر خوف ورعب من استذكار حدث ساهم في صنع علامة فارقة في تاريخ العراق الحديث، وشهد لها الجميع بالوطنية والنزاهة، وهي تشغل بال العراقيين منذ عقود جراء استفحال سرقة المال العام وثلم السيادة وغياب القرار الوطني، وأصبحت جلية للعيان في عراق ما بعد عام 2003.

وعلى النقيض من صمت قوى المحاصصة والفساد، أحيت حشود المواطنين في بغداد والمحافظات، وعلى مواقع التواصل الاجتماعي ذكرى ثورة 14 تموز بفخر كبير. واستعرضت إنجازاتها ونقلتها النوعية لواقع المجتمع العراقي الذي كان يعاني من الفقر والمرض والجوع وجور الإقطاع ووجود الهيمنة الاستعمارية وجيوبها وقواعدها والمعاهدات التي تكبل العراق.

شعلة أنارت العتمة

وفي العاصمة بغداد، لبّى حشد من المواطنين دعوة اللجنة الوطنية لتخليد ثورة 14 تموز، فلبّوا رغم حرارة الأجواء وانشغالهم في إحياء أيام عاشوراء، ونظموا مسيرة انطلقت من ساحة النصر واستقرت في ساحة التحرير تحت نصب الحرية لجواد سليم.

وهتف المشاركون في المسيرة للثورة ومنجزاتها وإسهاماتها، معبرين عن استهجانهم لمحاولة القوى المتنفذة التنكر ليوم الجمهورية العراقية، العيد الوطني الحقيقي.

وأمام نصب الحرية، أكدت اللجنة الوطنية لتخليد ثورة 14 تموز 1958 أن الثورة أنارت عتمة البلاد التي هيمنت عليها قوى الرجعية والإقطاع.

وذكرت اللجنة في بيان خلال مسيرة إحياء ذكرى الثورة، أن «الشعلة التي حملها الثوار فجر الرابع عشر من تموز عام 1958، وفي طليعتهم أبطال جيشنا الباسل بقيادة الزعيم عبد الكريم قاسم، ومن خلفهم القوى الوطنية التقدمية، الذين أناروا عتمة البلاد التي هيمنت عليها قوى الرجعية والإقطاع».

وأشار البيان الذي ألقاه عضو اللجنة السيد نجم الساعدي إلى أن «إحياء الذكرى هذا العام مرّ بمشاعر الغضب والاحتجاج، بعد أن ركب النظام السياسي الحالي مركبا لم تتجرأ على ركوبه جميع الأنظمة السياسية التي هيمنت على مقدرات البلاد منذ ستين سنة، بما فيها النظام الذي ارتكب جريمة انقلاب شباط الأسود!».

وأكد، أنه «في تحدٍ سافر لمشاعر ملايين العراقيين، ومجافاة وتجاوز على حقائق التاريخ، أقدمت الحكومة والبرلمان على رفع عيد تأسيس الجمهورية العراقية من قائمة العطل».

وتابع، أن «ثورة الرابع عشر من تموز هي ثورة عراقية خالصة، اشتركت فيها أغلب القوى السياسية الوطنية والتقدمية، وحظيت بتأييد الشعب العراقي ودعمه من مختلف الشرائح والانتماءات والمناطق التي خرجت صبيحة يوم الثورة مؤيدة لها، من دون تنظيم مسبق، أو دوافع أيديولوجية ودينية وعرقية ومناطقية، لذا صحّ عليها القول (ثورة عراقية شعبية خالصة)»، مبينا أن «الحكومة والبرلمان كان عليهما أن يأخذا بنظر الاعتبار هذه الحقائق قبل إصدار قانون العطل الرسمية الجديد».

ونوهت اللجنة إلى أن «القانون تجاوز على مشاعر الملايين من الشعب، وعلى الدستور العراقي الذي نصت المادة الأولى من الباب الأول منه على أن (جمهورية العراق دولة اتحادية واحدة، مستقلة، ذات سيادة كاملة، نظام الحكم فيها جمهوري نيابي (برلماني) ديمقراطي».

ودعت اللجنة في بيانها «الحكومة والبرلمان إلى تعديل هذا القانون باعتبار يوم الرابع عشر من تموز عطلة رسمية وعيدًا وطنيًا، كما تدعو أبناء الشعب العراقي وقواه الوطنية ومنظماته الوطنية والمهنية باستمرار الاحتفال بهذه المناسبة الوطنية والضغط على الحكومة لاحترام مشاعر العراقيين بإعادة يوم تأسيس الجمهورية العراقية عطلة رسمية وعيدًا وطنيًا».

رفض شعبي وثقافي لتغييب الثورة

وخلال المسيرة، أصدر جمع من المثقفين العراقيين نداءً عبروا فيه عن رفضهم محاولات حذف يوم 14 تموز 1958 من الذاكرة العراقية، مؤكدين أن هذا اليوم يُمثل عيدًا وطنيًا هامًا في تاريخ العراق، كونه ساهم في تحرير البلاد من التبعية ونقلها إلى مرحلة جديدة من الاستقلال والسيادة.

وخلال مشاركتهم في مسيرة التحدي والاستذكار، ألقى الشاعر فالح حسون الدراجي، ممثلا عنهم النداء الذي أكد فيه أن «الأوساط السياسية والثقافية والشعبية في العراق فوجئت بحذف عطلة يوم الرابع عشر من تموز من قانون العطلات الرسمية الذي صوّت عليه مجلس النواب مؤخراً تاركاً تحديد اليوم الوطني لجمهورية العراق فارغاً».

وأضاف النداء، أن «حذف هذا اليوم من الذاكرة العراقية يمثل استفزازاً لمشاعر ملايين المواطنين العراقيين، الذين يعدّون الرابع عشر من تموز عام 1958 عيداً وطنياً، لأنه نقل البلاد من حالة التبعية للهيمنة الاستعمارية والإمبريالية البريطانية والأمريكية المتمثلة بربط العراق بالأحلاف العسكرية، وفي مقدمتها حلف بغداد سيئ الصيت، إلى حالة التحرر التام من القيود الاستعمارية كافة، وأشكال التبعية التي كانت تتمثل في سلطة النظام الإقطاعي وشبه الإقطاعي على الاقتصاد العراقي».

وتابع أن «الثورة أسقطت القيود التي تحول دون تقدم البلاد، وغرست في الوجدان قيم الهوية الوطنية، وفتحت الأفق لسلسلة من الإنجازات الإستراتيجية التي تمثلت بقانون النفط، الذي حرر الأراضي العراقية من هيمنة شركات النفط الأجنبية، وقانون الإصلاح الزراعي، ومشروعات الإعمار والتنمية والانفتاح الديمقراطي من خلال تأسيس الاتحادات والنقابات والمنظمات المهنية والثقافية، وهي من مظاهر تشكل المجتمع المدني الديمقراطي آنذاك».

وطالب المثقفون في النداء «الدولة العراقية بضرورة إعادة النظر في هذا القانون، وإعادة إدراج يوم الرابع عشر من تموز ضمن العطل الرسمية وعدّه العيد الوطني لجمهورية العراق، بوصفه يوما خالداً من أيام العراقيين المباركة، لما يحمله من دلالات إنسانية وتاريخية ترتبط بنضالهم وتضحياتهم من أجل الحرية والسلام»، مشدداً على أن «القوى المؤمنة بهذا اليوم ستستمر في طريقها بالضغط من أجل تحقيق مبتغاها الراسخ والأصيل».

مناسبة تذكرهم بفسادهم

من جانبه، قال الرفيق جاسم الحلفي في حديثه لـ «طريق الشعب» إنّ ثورة 14 تموز في العراق يُراد محوها من السجلات الرسمية بمحاولة بائسة، كما أنّ محاولة محوها من الذاكرة الشعبية بائسة أيضاً. فعند تحليل طبيعة السلطة الحالية، التي أصفها بالطغمة، نجد أنّها لا تختلف جوهرياً عن الطغمة التي حكمت قبل عام 1958.

وتابع حديثه قائلاً إنّ «الفساد وانعدام الخدمات وانتشار الأمية والأمراض والفجوة الهائلة بين الحاكمين الذين يمتلكون الأموال ويسيطرون على الأراضي وبين ملايين الفقراء، كلها عوامل تجعل من الطبيعي في تفكيرهم عدم اعتبار هذا اليوم عيداً وطنياً والسعي لمحوه».

وأكد الحلفي، أن هذا اليوم «يذكرهم ببؤسهم وخيباتهم وفسادهم. ففي فجر هذا اليوم حدث تحرك عسكري، وفي ظرف ساعات قليلة هب الشعب العراقي بكافة طبقاته وفئاته وقومياته وأديانه للخلاص من التبعية والاستعمار والإقطاع وحفظ الكرامة».

ولفت إلى، أن «رموز الثورة يتصفون بسمتين أساسيتين: الوطنية والنزاهة. بينما تعاني الطغمة الحاكمة من أزمة وطنية وأزمة نزاهة، بل إن الفساد هو شعارها الأكبر. لذلك من الطبيعي ألا يأتي ذكر هذا اليوم على لسانها».

فيما أكد الناشط السياسي فوزي البريسم أن هذا اليوم بالنسبة للعراقيين هو عيدٌ حقيقيٌّ، ليس كأي عيدٍ آخر. فقد أنقذت ثورة الرابع عشر من تموز بلدهم من دائرة الأحلاف والاستعمار والانتداب، ونقلت به إلى آفاقٍ جديدة، وغيّرت كل الموازين والقيم. وقد أحسّ العراقيون بذلك جليّاً، حيث انعكست نتائج الثورة على مستوى معيشتهم وحياتهم، من خلال القضاء على الاستغلال.

وقال البريسو في حديثه لـ»طريق الشعب»، أن «ثورة الرابع عشر من تموز هي ثورة الفقراء بامتياز، فكل ما أفرزته وحققته كان من أجل رفاهية الفقراء وتحسين معيشتهم»، مبينا أنّ «منجزات الثورة وعبد الكريم قاسم خلال أربع سنواتٍ عظيمة تفوق الوصف، فقد حقق ما عجز عنه الكثيرون ممن تعاقبوا على الحكم بعده».

خطر على مكتسبات المرأة العراقية

بدورها، أكدت الناشطة السياسية إيناس جبار أن مسيرة هذا العام تختلف عن مسيرات الأعوام السابقة، فهي لم تقتصر على استذكار ثورة الرابع عشر من تموز وإحياء ذكراها، بل عبّرت أيضاً عن غضبٍ شعبيٍّ عارمٍ بسبب إلغاء هذا اليوم من قائمة العطل الرسمية.

وأشارت في حديثها لـ»طريق الشعب» إلى أنّ «إلغاء هذا اليوم من قائمة العطل الرسمية لم يقتصر على ذلك فقط، بل تمّ اعتباره أيضاً إلغاءً ليوم تأسيس الجمهورية. على الرغم من أنّ العراق دولة جمهوريةٌ دستوريّاً، وأنّ هذا اليوم معترفٌ به دستورياً».

وأضافت، أنّ «الطعن بثورة الرابع عشر من تموز وإلغاء عيد تأسيس الجمهورية والهجمات على قانون الأحوال الشخصية يُشكّل خطراً حقيقياً على مكتسبات المرأة العراقية، وهو ما يُلاحظ جليّاً من خلال محاولات تعديل قانون الأحوال الشخصية».

واختتمت حديثها بالتأكيد على أنّ من «أهمّ إنجازات ثورة الرابع عشر من تموز المرتبطة بقضايا المرأة هو تشريع قانون الأحوال الشخصية عام 1959، والذي يُعتبر حتى الآن من أفضل قوانين الأحوال الشخصية في الشرق الأوسط».

************************************************

في ذكرى ثورة 14 تموز.. رئاسة الجمهورية تدعو إلى منع عودة الدكتاتورية

بغداد ـ طريق الشعب

دعت رئاسة الجمهورية، امس الأول الأحد، إلى تحقيق الشراكة الوطنية في إدارة الدولة «دون تمييز أو إقصاء»، عازية ذلك إلى «منع عودة الديكتاتورية والتفرد باتخاذ القرارات».

وقالت الرئاسة في بيان طالعته «طريق الشعب»، «يستعيد شعبنا اليوم الذكرى السنوية لثورة الرابع عشر من تموز وتأسيس النظام الجمهوري في بلدنا لإدارة الحكم والسلطات على أسس ديمقراطية، وقد أقر الدستور ذلك. وبذلك فقد عبّر الدستور المستفتى عليه شعبياً عن الموقف الشعبي المتمسك بنظامه الجمهوري».

وأضافت أنه «في هذه المناسبة نؤكد أهمية المضي قدماً بنظامنا الديمقراطي والعمل على تحقيق الشراكة الوطنية في إدارة الدولة بين أطياف الشعب العراقي جميعا دون تمييز أو إقصاء والمشاركة الفاعلة في العملية السياسية بما يعزز إرادة الشعب، ويمنع عودة الديكتاتورية والتفرد باتخاذ القرارات، ويحقق مطامحه في بناء دولته الحرة الكريمة والمتقدمة، وترسيخ تجربته الديمقراطية وتوطيد حريات وأمن ورفاه المواطنين».

*******************************************************

الصفحة الثانية

رئيس جديد لـ«يونامي» في العراق بدل بلاسخارت

بغداد ـ طريق الشعب

أعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، امس الاثنين، تعيين محمد الحسّان من سلطنة عُمان ممثلاً خاصاً جديداً له في العراق، ورئيساً لبعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي)، بديلاً لجينين بلاسخارت.

وشغل المبعوث الجديد، مؤخراً منصب الممثل الدائم لسلطنة عُمان لدى الأمم المتحدة في نيويورك (منذ عام 2019)، وقبل ذلك تولّى مهامّ مختلفة في وزارة الخارجية بمسقط، بما في ذلك وكيل الوزارة للشؤون الدبلوماسية بالإنابة (2016)، ورئيس الديوان (2015)، ورئيس دائرة مكتب الوزير (2012).

ومن بين العديد من المناصب رفيعة المستوى، شغل الحسّان منصبَ سفيرٍ فوقَ العادة ومفوضٍ لسلطنة عُمان لدى الاتحاد الروسي، وفي نفس الوقت سفيراً غير مقيم لدى بيلاروسيا وأوكرانيا وأرمينيا ومولدوفا.

كما شغل سابقاً منصب نائب الممثل الدائم لسلطنة عُمان لدى الأمم المتحدة في نيويورك. وقبل ذلك، كان يشغل منصبَ نائبِ الممثل الدائم لعُمان لدى الأمم المتحدة في جنيف.

ويحمل الحسّان درجة بكالوريوس الآداب في العلوم السياسية من جامعة واشنطن في سياتل بالولايات المتحدة الأمريكية، ودرجة الماجستير في العلوم في العلاقات الدولية من جامعة سانت جون في نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية، ودرجة الدكتوراه في الاقتصاد من جامعة موسكو الحكومية للاقتصاد والإحصاء والمعلوماتية (MESI) في موسكو، روسيا.

*************************************************************

احتجاجات غاضبة في ست محافظات على سوء الخدمات وغياب الكهرباء

بغداد – طريق الشعب

في الديوانية والنجف والبصرة وبغداد وكركوك والمثنى، تجددت الاحتجاجات خلال اليومين الماضيين على سوء الخدمات والانقطاعات الطويلة للتيار الكهربائي، فضلا عن قضايا مطلبية ومهنية لبعض العاملين، فيما اكد المحتجون التوجه الى التصعيد بحال عدم الاستجابة الى مطالبهم.

احتجاجات غاضبة في الديوانية

وخرج أهالي ناحية الشافعية في محافظة الديوانية بتظاهرات غاضبة طالبت بتوفير الخدمات.

وقال مصدر محلي، إنّ المحتجين يطالبون بتحسين الخدمات الأساسية، وعلى رأسها الكهرباء التي تشهد نقصاً حاداً في المنطقة. وقد توافد المئات من المواطنين على الشوارع، معبرين عن استيائهم من الأوضاع الخدمية المتردية.

وأغلق المتظاهرون الطريق الرابط بين الديوانية والنجف بالإطارات المشتعلة، وطالبوا بإرسال وفد حكومي لاستلام مطالب الناحية على غرار ما حصل في غماس.

وجاءت تظاهرات الشافعية متّسقة ومتزامنة مع تظاهرات ليلية أقامها أهالي قضاء الشامية في الديوانية، وهي امتداد وضمن سياق تظاهرات مشابهة أقيمت في ناحية الحيدرية بمحافظة النجف، وقضاء غماس بين الديوانية والنجف قبل يومين، والذي شهد إصابات بصفوف المتظاهرين بالرصاص الحي.

وأتهم أهالي أقضية الديوانية والنجف الحكومة الاتحادية ووزارة الكهرباء وشركات التوزيع فيها بـ”عدم العدالة” في توزيع تجهيز ساعات الكهرباء.

وقال شهود عيان، إن تظاهرة الشافعية شهدت قدوم قوة من شرطة الديوانية وطالبت المتظاهرين بالانسحاب وفتح الشارع الرئيس بين الديوانية والنجف، لكنهم رفضوا ذلك لحين تحقيق مطالبهم بتحسين الخدمات وزيادة ساعات التجهيز بالكهرباء الوطنية.

وأوضح المتظاهر قاسم الشبلاوي أن الديوانية بأقضيتها ونواحيها منكوبة، ولماذا تم إرسال وفد إلى غماس دون بقية المناطق للنظر باحتياجاتهم؟ مبينا أنهم مستمرون في التظاهر حتى تحقيق المطالب وعلى رأسها زيادة ساعات التجهيز بالكهرباء.

سخط نجفي بسبب الكهرباء

أما ناحية الحيدرية في محافظة النجف، فقد شهدت قيام المتظاهرين الغاضبين باغلاق طريق النجف – كربلاء بالإطارات المشتعلة، احتجاجًا على ما وصفوه بـ”عدم المساواة” في ساعات التجهيز.

وتجمع المتظاهرون حول محطة كهرباء الحيدرية، ودخل بعضهم إلى المبنى، فيما تجمعت قوات مكافحة الشغب قرب المبنى. وأوضح شهود عيان أن التيار الكهربائي قُطع عن الناحية منذ ساعات الصباح الباكر، مع تجمع المتظاهرين عند محطة الكهرباء، وأن “هنالك فرقا واضحا في ساعات التجهيز للمناطق التي يسكنها المسؤولون والوجهاء” على حد وصفهم.

وفي وقت لاحق، أفاد مصدر محلي بأن العشرات من المتظاهرين بدأوا عمليات كرّ وفرّ مع القوات الأمنية. وأضاف أن التظاهرة حافظت على سلميتها إلا أن قوات حفظ النظام حاولت تفريق المتظاهرين ولاحقتهم داخل السوق والأحياء السكنية.

تظاهرة بصرية مطلبية

ونظّم العشرات من منتسبي الشركة العامة لصناعة الأسمدة وموظفي دوائر الكهرباء وآخرين من العاملين في السجن المركزي، بالإضافة الى شريحة السجناء السياسيين وقفة احتجاجية أمام مبنى مجلس محافظة البصرة.

وطالبت الوقفة بشمول قطع أراضي المحتجين والتي استلموها، بالخدمات والبنى التحتية. وقالوا انهم يمتلكون قطع أراضي سكنية في المقاطعة 651 وهي من القطع الخاصة بالأسمدة والكهرباء ووزعت عليهم منذ عام 2012 وهي لم تشمل بالخدمات حتى الآن. كما طالب موظفو السجن المركزي بشمول أراضيهم بالخدمات باعتبارها مدرجة ضمن خطة عام 2020، مبينين انهم 8 الاف منتسب.

وفي الأثناء طالبت شريحة السجناء السياسيين من الذين يمتلكون أراضي ضمن مقاطعة 27 / 36 في الأكوات بقضاء شط العرب بشمول مناطقهم بالخدمات والبنى التحتية أيضا.

أهالي حي طارق ينددون بتدهور الكهرباء

ومن جانب آخر، تظاهر العشرات من أهالي حي طارق شرقي بغداد، احتجاجا على سوء الخدمات.

وأفادت الأنباء بأن العشرات من أهالي حي طارق في مدينة الصدر حرقوا الإطارات وقاموا بقطع احد الطرق احتجاجا على سوء الخدمات وانعدام التيار الكهربائي في الوقت الذي تشهد فيه بغداد ومحافظات أخرى تظاهرات تطالب بتحسين الخدمات، لاسيما التيار الكهربائي وتحديداً مع ارتفاع درجات الحرارة في البلاد.

تظاهرة في كركوك

وفي الأثناء تظاهر العشرات من متدربي شركة نفط الشمال أمام مقر الشركة في منطقة عرفة النفطية بمدينة كركوك، مطالبين بإطلاق استمارة التعاقد معهم بعد موافقة وزارة النفط على قبولهم.

وشهدت التظاهرة، التي انطلقت أمام بوابة شركة نفط الشمال، إجراءات أمنية مشددة حيث انتشرت قوة أمنية لمنع المتظاهرين من الاقتراب من مبنى الشركة.

وقال إبراهيم كنعان، أحد المتظاهرين، إنّ “متدربي شركة نفط الشمال والبالغ عددهم 1089 متدربا، قد تدربوا وعملوا في أقسام الشركة، ولكن لم يتم إنصافنا”، مضيفا “منذ إقرار الموازنة لم تتعامل معنا الشركة بإنصاف ولم تعمل على التعاقد معنا”.

وأضاف كنعان، أن “المتظاهرين هم من خريجي معهد النفط والكليات الهندسية وتخصصات تحتاجها الشركة، وسبق أن تلقينا وعودا متكررة بالتعيين إلا أن المسؤولين في الشركة لا يوفون بوعودهم، كنا ننتظر إطلاق الاستمارة الإلكترونية للتعاقد كما وعدونا قبل أشهر، لكنهم لم ينفذوا ذلك”. وتابع قائلاً إن “مطلبنا واضح وصريح، الموازنة رصدت مبالغ للتعاقد معنا ونحن لسنا بتعاقد جديد بل صار لنا سنوات نطالب دون تحقيق هذا الأمر لنا”، مطالبا “رئيس مجلس الوزراء بالتدخل وإنهاء هذا الأمر”.

من جانبه، قال المتظاهر مهنا أحمد، إن “المتدربين يعانون من التسويف وعدم إيجاد حلول لهم من قبل شركة نفط الشمال. الفيصل بين الشركة والمتدربين هو إطلاق استمارة التعاقد معهم، حيث تم تضمين الموازنة بفقرة تخص متدربي نفط الشمال لغرض التعاقد معنا، ومنذ عامين لم تفِ الشركة بالتعاقد معنا وإنهاء معاناة المتدربين”.

يذكر أن متدربي شركة نفط الشمال، وهم مجموعة من خريجي الكليات، قد تم تدريبهم من قبل الشركة أسوة بباقي الشركات النفطية حسب التخصصات التي تدربوا عليها، ومع ذلك، لم تتعاقد الشركة معهم لغرض التعيين، حيث تقول إنه ليس من صلاحياتها التعاقد دون ورود قوائم وموافقات خاصة من وزارة النفط الاتحادية.

تظاهرات في بالمثنى تطالب بالخدمات

وفي المثنى، تظاهر مواطنون في ناحية الكرامة لمطالبة الحكومة المحلية بتحقيق وعودها بشأن تحسين الخدمات ومنها الكهرباء والماء في مناطق الناحية.

وذكر عدد منهم، ان المطالب تتلخص بتحسين الخدمات بشكل عام وخصوصا في ما يتعلق بفك الاختناقات في شبكة الكهرباء.

وأشاروا إلى أن الحكومة المحلية سبق وان تعهدت بتوفير الخدمات من خلال لقاءاتها بممثلين عن الناحية لكن تلك الوعود لم تتحقق حتى الآن.

***************************************************************

غياب الخدمات الأساسية وتردي الأوضاع في مناطق جنوب بغداد

يعيش سكان جنوب بغداد واقعًا مريرًا متمثّلا في غياب الخدمات الأساسية وانتشار الفساد وضعف الأمن وسيادة القانون، الأمر الذي يُفاقم من معاناتهم ويُنذر بمستقبل غامض.

وأن انقطاع التيار الكهربائي المتواصل يُبرز فشل الحكومة في إدارة ملف الكهرباء، حيث تواجه جميع مراحل توليد ونقل وتوزيع الطاقة الكهربائية مشاكل متراكمة، بينما ينخر الفساد مؤسسات الدولة المعنية.

وفيما يشهد جنوب بغداد كذلك شحًا متزايدًا في المياه وتتحكم فيه مجاميع متنفذة في الدولة والمنطقة معا وأحيانا توجيهه إلى محافظات أخرى في الفرات الأوسط مما يهدد الزراعة والثروة الحيوانية ويُفاقم معاناة المواطنين.

ويُلاحَظ ازدياد وتيرة الصراعات وتأثير دور العشائر في ظل ضعف الحكومة وغياب القانون، مما يشكل تهديدًا خطيرًا للأمن والاستقرار.

إنّ معاناة أهالي جنوب بغداد لا تُطاق، ويجب على الحكومة العراقية أن تتحمل مسؤولياتها بشكل كامل تجاه هذه المنطقة المهمة المهملة التي تعد مصدرا مهما لتوفير سلة غذاء بغداد ومتنفسًا للعائلات البغدادية، وهي تواجه خطر الإهمال والتهميش، فلا يمكن الاستمرار في تجاهل احتياجات الناس الأساسية، ولا يمكن السماح للفساد والانفلات الأمني أن يُسيطرا على مقدرات البلاد.

لم يفت الأوان بعد لوضع خطة إنقاذ عاجلة لجنوب بغداد، تُعيد الحياة الكريمة وتضمن مستقبلًا أفضل لأجياله القادمة.

محلية الكرخ الثانية

للحزب الشيوعي العراقي

١٤ /٧ /٢٠٢٤

***************************************************

الاعتداء على المتظاهرين السلميين أمر مدان ومستنكر

ندين ونستنكر باشد العبارات الاعتداء الذي حصل على المتظاهرين السلميين في قضاء غماس احد اقضية محافظتنا الديوانية العزيزة، كونهم عبروا عن سخطهم وتذمرهم من تردي الواقع الخدمي واستفحال الازمات بسبب نهج منظومة المحاصصة والفساد ومنها الضعف في تجهيز الكهرباء رغم الاموال الطائلة التي صرفت في مجال زيادة انتاج الكهرباء، ونذكر السلطة المحلية والمركزية بواجباتهم باحترام حرية الراي والتعبير واحترام حق التظاهر كونه مكفول دستوريا ونطالبهم بتحمل مسؤولياتهم أزاء جميع المواطنين والسماع لمطالبهم وتنفيذها، ومحاسبة الفاسدين والمقصرين في ملف الخدمات كما نشد على ايادي ابناء محافظتنا الاعزاء، ونحثهم على التمسك بالاحتجاج السلمي حتى تحقيق المطالب الحقة في تحسين احوالهم المعيشية والخدمية.

اللجنة المحلية

للحزب الشيوعي في الديوانية

١٣/٧/٢٠٢٤

*************************************************

الصفحة الثالثة

طرحوا تسعة محددات لمواجهة التغير المناخي معنيون: تراجع التنوع البيولوجي وجودة الحياة في المناطق الزراعية

بغداد  ـ طريق الشعب

يشهد العراق تدهورًا بيئيًا حادًا نتيجة للتغيرات المناخية واثارها مثل التصحر والجفاف، والتي تتفاقم يومًا بعد يوم؛ حيث فقدت البلاد نحو 15في المائة من أراضيها الزراعية، ما يعادل حوالي 27 مليون دونم من مساحتها الإجمالية. وتأتي هذه الخسارة في سياق أوسع يتضمن تهديدًا متزايدًا للأراضي التي لا تزال سليمة؛ حيث تشير التقديرات إلى أن 55في المائة من مساحة العراق مهددة بالتصحر.

ويُعد هذا التدهور البيئي تهديدًا مباشرًا للأمن الغذائي والاقتصاد الزراعي في العراق؛ فالأراضي المتصحرة تتسبب في انخفاض الإنتاج الزراعي وزيادة الفقر بين المزارعين الذين يهجرون مهنتهم، كما تؤدي إلى نزوح السكان من المناطق الريفية إلى المدن، ما يفاقم الأزمات الاجتماعية والاقتصادية. وفي ظل استمرار التغيرات المناخية والسياسات الزراعية غير المستدامة، يواجه العراق تحديات هائلة في حماية موارده الطبيعية وضمان استدامة قطاعه الزراعي.

تآكل التنوع البيولوجي

التصحر لا يقتصر على التأثيرات المباشرة على الزراعة، بل يمتد ليشمل تآكل التنوع البيولوجي وتدهور جودة الحياة في المناطق المتضررة. إن الحاجة إلى حلول جذرية ومستدامة لمكافحة التصحر أصبحت أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى، ويجب أن تشمل هذه الحلول استراتيجيات متكاملة للتنمية المستدامة، وإعادة تأهيل الأراضي المتدهورة، وتحسين إدارة الموارد المائية.

وكان المركز الاستراتيجي لحقوق الإنسان، كشف عن خسارة العراق 15في المائة من الأراضي الزراعية بسبب التصحر والجفاف.

وقال رئيس المركز فاضل الغراوي في بيان، تلقته «طريق الشعب»، إن «مساحة الأراضي المتصحرة في العراق يبلغ نحو 27 مليون دونم أي ما يعادل تقريبا 15‎في المائة من مساحة البلاد، فيما نحو 55‎في المائة من مساحة العراق تعد أراضي مهددة بالتصحر»، مبينا ان «أكثر المحافظات تضرراً هي ذي قار بنسبة تضرر بلغت 53في المائة، أما باقي المحافظات فالنسب فيها تتراوح من (1-14)في المائة».

وأضاف أن «الأمم المتحدة صنفت العراق من بين خمس دول تأثرا في التغييرات المناخية والجفاف، ووفقا لتقرير منظمة الهجرة الدولية فان 12 ألفا و212 عائلة عراقية نزحت بسبب الجفاف في عشر محافظات عراقية في وسط وجنوب العراق»، مبينا ان «المحافظات الأكثر تأثرا، محافظات ذي قار وميسان والديوانية، وفق المنظمة، وأن 76 في المئة من العائلات النازحة تذهب إلى مناطق حضرية». وتابع الغراوي ان «هناك عوامل طبيعية وبشرية تسبب التصحر في العراق، مثل المناخ الجاف والحار، وانخفاض نسبة تساقط الأمطار، والرياح السائدة، والتغير المناخي، والتلوث النفطي».

الخسائر كبيرة

في هذا الصدد، قال الخبير البيئي حيدر رشاد إن «جفاف الأراضي وشح الأمطار الساقطة وجفاف بعض الأنهر والبحيرات، خلفت آثارا سلبية سيئة فاقمت من حالة التغير المناخي، وهذا يؤدي أوتوماتيكيا الى اتساع المساحات الصحراوية التي تقضم من الأراضي التي كان فيها غطاء اخضر، إضافة الى تعاظم الزحف السكاني تجاه الأراضي الزراعية».

وأضاف، ان كل هذا «أدى الى خسارة كبيرة في الأراضي الزراعية التي كانت صالحة للزراعة، إذ أن الغطاء النباتي والحزام الأخضر الذي كان يحيط بالمدن، يعد من الضروريات، كونه يقلل من زحف الصحراء على الأراضي الصالحة للزراعة». وأوضح رشاد في حديث لـ»طريق الشعب»، أن هناك «مساحات كبيرة جداً، والان أصبحت أراضي (ملحية صحراوية)، بسبب تعاظم تأثيرات التغيرات المناخية، في مقابل عدم الجدية في معالجة هذه الآثار والتأقلم مع هذه التغييرات»

واكد ان هناك تغيرات ليس للإنسان دخل بها، وهو غير قادر على إيقافها ايضاً بشكل كامل، لكنه قادر على إيقاف تأثيراتها عبر إيجاد الحلول والبدائل، فالعالم اليوم والكثير من دول الجوار شرعوا بزراعة الصحراء، التي كانت عبارة عن أراض كبيرة وقاحلة، بعضها أصبحت غابات ووفرت غطاء اخضر وتنتج الأوكسجين وتقلل ثاني أكسيد الكربون».

تغيير الأنماط الزراعية

على صعيد ذي صلة، كشف النائب ثائر الجبوري عن قائمة محفزات من 9 نقاط لإحداث اكبر تغيير في الأنماط الزراعية، حيث قال ان تحدي الجفاف لا يزال قائما في العراق، برغم غزارة الأمطار مطلع 2024 وتكرار موجات السيول، إلا ان الجزء الأكبر من سدود البلاد الاستراتيجية تعاني من نقص كبير في المياه، قياسا إلى قدراتها الاستيعابية.

وأضاف الجبوري، ان «أزمة الجفاف دعت الى تغيير جوهري في الأنماط الزراعية في البلاد وخاصة في ملف السقي»، مؤكدا انه «سيتم طرح قائمة محفزات للمزارعين من 9 نقاط بداية الموسم المقبل، أبرزها رفع أسعار المحاصيل والمرونة في تزويدهم بالأسمدة وبأسعار مدعومة، إضافة الى مميزات أخرى».

وأشار الى ان «العراق بدأ فعليا في إعادة توطين أنظمة السقي الحديثة من خلال الاطلاع على تجارب شركات دولية مهمة، وفتح أبواب الاستثمار في هذا الاتجاه، وهناك بوادر إيجابية ستبرز نتائجها خلال الأشهر المقبلة».

بالإمكان تلافي هذا التهديد

وقال الخبير البيئي احمد صالح: إن «العراق لا يتمتع بمساحات خضراء او غابات، كما هو الحال في أوروبا وغيرها. ربوعنا الخضراء موسمية وتتعرض لفترات قاسية، كما هو حال كل موسم، بدءا من نهاية الخريف الى الشتاء والربيع».

وأضاف في حديث مع «طريق الشعب»، أن «هذه الأشهر الخمسة تكون الروبع الخضراء فيها موسمية، تظهر وتختفي. وفي ذات الوقت هناك تجريف لمساحات خضراء وبساتين، لكن اعتقد انها اقل من الرقم المذكور». ونوه الى انه «ليس كل الاراضي المهددة قابلة لان تنتهي وتصبح صحراء. هذه الاراضي مهددة نتيجة الشح المائي وارتفاع الحرارة وقلة الاطلاقات المائية، ولكن هذا التهديد لا يعني او ينفي امكانية العمل على تلافي هذا التهديد، لكي نضمن بقاء هذه المساحات على حالها».

وفي ما يخص المحفزات التسعة قال: ان «هذا امر مهم جداً يحولنا من الري السيحي الاستهلاكي الى الترشيد باستهلاك المياه، سواء عن طريق النضح او التنقيط او الرش او الرش المحوري».

واكد ان هذا «سيوفر كميات كبيرة جدا من المياه، الامر الذي سيبعث رسائل اطمئنان لدول الجوار المتشاطئة مع العراق (ايران وسوريا وتركيا) بخصوص الترشيد. نحن اليوم نستهلك كميات كبيرة جدا من المياه، واكثر من احتياجنا بأضعاف مضاعفة، وهذا الامر تتحجج به دول الجوار».

********************************************************

العراق في الصحافة الدولية

ترجمة وإعداد: طريق الشعب عن التعليم في العراق

لموقع المجلس الأطلسي، كتب الباحث هونار عيسى مقالاً أشار فيه إلى أنه وعلى الرغم من تقاليدها الغنية باعتبارها مهدًا للتعلم الذي يعود تاريخه إلى بلاد ما بين النهرين القديمة، وصاحبة نظام تعليمي رائد في الشرق الأوسط بحلول منتصف القرن العشرين، يواجه المشهد التعليمي في العراق تحديات كبيرة، حيث أدت الحرب الإيرانية العراقية وحرب الخليج والعقوبات الدولية اللاحقة، إلى إلحاق أضرار بالغة بالبنية التحتية التعليمية وبالتمويل، مما أدى إلى انخفاض الجودة وتدهور إمكانية الوصول إلى هذه الخدمات واستثمارها في التنمية.

التعليم بعد 2003

وأضاف المقال بأن سقوط الدكتاتور صدام حسين، أنعش الآمال بإعادة بناء النظام التعليمي في العراق، غير أن العنف المستمر وعدم الاستقرار السياسي  والفساد وصعود ارهاب «داعش» وغياب سياسات التعليم المتماسكة قد أدت إلى وأد تلك الآمال وتفاقم التحديات، حيث يمر نظام التعليم بمرحلة حرجة في بلد يزيد عدد شبابه دون سن الخامسة والعشرين، عن 60 بالمائة، وترتفع فيه معدلات البطالة ويفتقد لمرافق تعليمية كافية ويفتقر إلى الاستثمار في البنية الأساسية التعليمية الحديثة، فيما تتسع الفجوة الهائلة بين النتائج التعليمية واحتياجات سوق العمل، مما يقوض إمكانات الشباب الذين يمكن أن يساهموا في جهود إعادة بناء البلاد.

واقع متدهور

واستناداً إلى تقرير IREX لعام 2021، ذكر المقال بأن 22 بالمائة فقط من خريجي الجامعات يجدون وظائف في مجال دراستهم في غضون ثلاثة أشهر من التخرج، فيما أشار إلى وجود مليوني طفل عراقي محرومون من التعليم وإلى تفشي الأمية خاصة بين النساء، وفق تقرير للبنك الدولي.

الاستثمار الاستراتيجي في التعليم

وضرب الكاتب أمثلة على فوائد الإستثمار في النظام التعليمي، بما حققته دول مثل سنغافورة وكوريا الجنوبية، اللتين تمكنتا بالتعليم من دفع عجلة التنمية الوطنية، وتطوير الاقتصاد والتركيز على تنمية المهارات والابتكار، والإهتمام بالتكنولوجيا والتدريب المهني سواء في تحقيق التقدم العلمي في مجال العلوم والهندسة والرياضيات وخلق قوة عمل عالية المهارة واستغلال ذلك مدخلاً لتصنيع متطور.

دور التعليم في السلام والأمن

وأعرب الكاتب عن اعتقاده بأن تعزيز التعليم في العراق لا يؤدي إلى النمو الاقتصادي فحسب، بل يعّد عنصراً حاسماً في بناء السلام وتعزيز التفاهم والتسامح والتفكير النقدي وهي أمور ضرورية لتخفيف الصراع وتعزيز التماسك الاجتماعي، لأن السكان المتعلمون جيدًا هم المجهزون بشكل أفضل للمشاركة في العمليات الديمقراطية والمساهمة في تنمية الأمة وتمكين الشباب من المساهمة بشكل إيجابي في مجتمعاتهم.

تجربة إقليم كردستان

واعتبر الكاتب رؤية 2030، التي أقرها إقليم كردستان بصدد إعطاء الأولوية لتعزيز التعليم وتكييفه لدعم التنويع الاقتصادي، خطوة مهمة على طريق إدراك الحاجة الملحة لمعالجة هذه القضايا، وفي مقدمتها مواءمة النظام التعليمي مع المعايير الدولية وخلق قوة عاملة قادرة على دفع النمو الاقتصادي عبر القطاعات المختلفة. وكان لإنشاء جمعية كردستان لاعتماد التعليم (KAAE)، حسب المقال، دور مهم في العمل لسد الفجوة التعليمية بين الواقع ومتطلبات القرن الحادي والعشرين.

وأكد المقال على الحاجة لإستخدام أدوات التقييم والتقييس في نجاح عملية الإصلاح التعليمي، واعتماد تنفيذ صارم لضمان الجودة، من خلال تعزيز أفضل الممارسات وتعزيز ثقافة الشفافية والمساءلة والتحسين المستمر، مشخصاً أدواراً هامة للإستثمارات الأجنبية والمحلية في إنجاح هذه الإستراتيجيات.

*****************************************************

عين على الأحداث

صنطاوي

أعلن أحد مستشاري رئيس الحكومة عن وجود تنسيق بين بغداد وأنقرة في العمليات العسكرية التي تقوم بها القوات التركية داخل الأراضي العراقية في صراعها مع حزب العمال الكردستاني المعارض لها. وأشار المستشار إلى أن هناك لجنة أمنية مشتركة لإدارة ذلك. هذا وفيما يتعرف الناس لأول مرة على سبب صمت «أولياء أمورنا» عن ما ترتكبه هذه القوات من جرائم ضد الآمنين وعن انتهاكاتها لسيادة بلادنا، يتساءلون عما إذا كان مجلس النواب ورئيس الجمهورية قد صادقا على تعاون أمني وعسكري بهذا المستوى مع دولة اجنبية كما ينص على ذلك الدستور، أم إن نصوصه كتبت لننساها.

يحطمون العوائل ويبكون عليها

أعلنت في كردستان إحصائية جديدة عن عدد حالات الطلاق في محافظات الإقليم والتي تجاوزت 130 ألف حالة طلاق خلال الفترة 2010-2023، مخلفة 270 ألف طفل بدون عائلة طبيعية. وبينت الإحصائية بأن 24 بالمائة من الزيجات تنتهي بالطلاق في عموم العراق، فيما تزيد النسبة عن 28 بالمائة في الإقليم. ويشير المراقبون إلى أن الأزمة الاقتصادية والزواج المبكر والبطالة والتفاوت الثقافي بين الشريكين وافتقار العوائل الجديدة لسكن لائق هي من أهم الأسباب المؤدية لهذه الظاهرة الاجتماعية المتفاقمة، التي يغلق «أولو الأمر» أعينهم عن رؤيتها وآذانهم عن صراخ ضحاياها، رغم تشدقهم بالدفاع عن الإسرة وقيم الشعب النبيلة.

يكد أبو كلاش

 أعلنت وزارة التخطيط بأن الفجوة في قطاع السكن قد تجاوزت مليوني ونصف المليون وحدة سكنية، مما أدى إلى ارتفاع الأسعار، مشيرة إلى أن بغداد، التي يسكنها ربع العراقيين، هي الأكثر حاجة، وإن هناك خطة لإقامة 16 مشروع اسكاني وتقديم قرض يصل إلى 600 مليون دينار لبناء وحدات سكنية. هذا وفيما فقد الكثير من الناس الثقة بتصريحات الجهات المسؤولة بسبب وعودها العرقوبية وافتقادها لخطط استراتيجية للخروج من الأزمة، يرى بعضهم بأن المشكلة مفتعلة والحلول مغيبة عمداً لرفع الأسعار وتمكين أصحاب الأعمال ومن يحميهم من المتنفذين من تحقيق أقصى الأرباح وعلى حساب عذابات الشعب وكادحية بشكل خاص.

إلى متى؟!

كشف مجلس محافظة بغداد عن وجود تهاون وتواطؤ من قبل مدراء الوحدات الإدارية يؤدي إلى عدم التزام أصحاب المولدات بالتسعيرة الرسمية للأمبير، مقابل رشى كبيرة يتقاضوها. وأكد المجلس على توثيق عمليات تلاعب بالعدادات الالكترونية وإدانة عدد من أولئك المدراء بعد التحقيق معهم. وفي الوقت الذي يرحب فيه الناس بصحوة المجلس ويأملون أن تتواصل حتى اقتلاع الفساد التي تتضاعف تأثيراته السلبية في ظل هذا الصيف الحار جداً، يدعون جميع المجالس والمسؤولين للتدقيق في هذه الأمور، وتعويض فشلهم في القيام بواجبهم في توفير القوة الكهربائية ولعقدين كاملين، لاسيما في جحيم الصيف، بتخفيف الغلاء على الضحايا.

يلحمها من هون تنفتق من هون

 

نقلت وكالات الأنباء عن تسرب 191142 قطعة سلاح تابعة للحكومة إلى خارجها، فيما تم ضبط 61 ألف قطعة خلال نفس الفترة. هذا وفي الوقت الذي تتواصل فيه مساعي السيطرة على السلاح المنفلت عبر شرائه بمبلغ 15 مليار دينار خصصت لذلك وتفعيل النصوص المتعلقة بمكافحة الدكة العشائرية، سجلت البلاد 750 دكة خلال عامين، فيما حذر المراقبون من أن يتحول المشروع إلى ساحة جديدة للفساد، لأن القضاء على هذه المخاطر يتحقق بتأمين قوة القانون وتطبيقه بمعيار موحد على الجميع وتعزيز شعور المواطن بالأمان لتحفيزه على التخلي عن السلاح الذي لا تبقى له حاجة.

********************************************************

الصفحة الرابعة

أضراره جسيمة ويدفع ضريبتها المواطن القوى المتنفذة تتشبث بـ«الابتزاز السياسي» في قطاع الاستثمار لإدامة سلطتها

بغداد ـ محمد التميمي

تواصل القوى المتنفذة في السلطة استغلال واحتكار المشاريع الاستثمارية والخدمية، التي توظفها للبقاء في مراكز النفوذ، وكسب الولاءات، لكن ذلك يخلف أضرارا جسيمة على الاقتصاد الوطني، يتحملها المواطن في نهاية المطاف.

وفي ظل استمرار تلك القوى في استراتيجية «الابتزاز السياسي» تبقى مسألة توفير بيئة آمنة ومشجعة للاستثمار وتقديم الخدمات شرطا أساسيا لأي تقدم في هذا المضمار.

كسب الولاءات

وقال الباحث في الشأن السياسي والكاتب مجاشع التميمي، ان «القوى المتنفذة بعد العام 2003 ذهبت إلى استغلال الأموال العامة، التي تأتي من تصدير النفط العراقي».

وأضاف في حديث مع «طريق الشعب»، انه برغم أن «قانون الأحزاب فرض على الأحزاب السياسية كشف مصادر تمويلها، إلا أن هذه الأحزاب لم تلتزم بهذه المادة من القانون»، مبينا ان «القوى المتنفذة تريد المشاركة في الحكومات التنفيذية بحجة التوافقية، من أجل الحصول على وزارات، لغرض التمويل من خلال عقود فاسدة أو تعيينات، لكسب الولاءات أو الحصول على الدرجات الخاصة».

وتابع حديثه، انه «لا يوجد في العراق استثمار بالمعنى الصحيح للمفهوم، ولا توجد شركات مصنفة على أنها شركات استثمارية اجنبية قادرة على التنفيذ، لذلك اغلب المشاريع في العراق بعد العام 2003 هي مشاريع إما أن تكون فاشلة او أنها ليست في المستوى».

وأشار الى انه برغم أن «البرلمان العراقي شرع قانون الاستثمار منذ عام 2006 لكننا لم نر دخول شركات استثمارية كبيرة، لأسباب تتعلق بالأوضاع الأمنية والفساد المستشري والابتزاز من قبل أحزاب السلطة لذلك فشلت كل محاولات الحكومات في إقناع الشركات بدخول السوق العراقي باستثناء بعض الحالات المتعلقة بالنفط، لأنها أسست شركات مرتبطة بها أو تدعمها شركات أخرى، فيتم تحويل المناقصات والفرص الاستثمارية لها من خلال المحافظات لغرض تمويل تلك الأحزاب».

هدر ألف مليار دولار

وأشار الى ان «رئيس الجمهورية السابق برهم صالح قال أن العراق اهدر نتيجة الفساد نحو ألف مليار دولار حتى العام 2022، فيما أعلن رئيس الوزراء الأسبق عادل عبد المهدي أن نحو 150 مليار دولار هرب إلى الخارج من عائدات النفط للفترة من 2006 إلى 2011».

وفي ما يخص توفير البيئة الامنة، قال ان «مستشار رئيس الوزراء الحالي لشؤون السياسية فادي الشمري أعلن قبل أيام وفي لقاء متلفز، أن كل جهود الحكومة العراقية الحالية قد تبددت بعد أن هاجمت مجموعة مسلحة سلسلة مطاعم في بغداد، وان هذا الموضوع أنهى كل جهود الحكومة لإقناع الشركات الأجنبية وخاصة الأمريكية بالدخول إلى الأسواق العراقية؛ فيما أعلنت السفيرة الألمانية ببغداد أن الشركات الألمانية لا يمكن أن تدخل الأسواق العراقية لأنها تتعرض إلى ابتزاز من قبل المسؤولين الحكوميين، وهذه نماذج من حالة عدم الاستقرار وسوء الإدارة والغباء الذي تحالف مع الفساد في عدم توفير بيئة مناسبة للاستثمار في العراق».

لضمان ديمومتها

من جهته، قال الخبير الاقتصادي باسم جميل انطوان: ان «قوى السلطة المتنفذة تريد ان تديم السيطرة على هذا المفصل الحيوي والمهم، وشكلت على اساسه اللجان الاقتصادية والدخول الى المقاولات والمناقصات والمنافسة مع خصومها، وحرصت على ان تكون لها اليد العليا بما يضمن صعوبة التنافس معها».

وأضاف في حديث مع «طريق الشعب»، ان «الهدف من هذا السلوك، هو توظيف هذه الاستثمارات والاموال المهيمن عليها لتمويلها وخدمة مصالحها الحزبية الضيقة»، مشيرا الى ان احتكار تلك الاستثمارات لا يمكن معه تحقيق خدمة حقيقية للناس.

وواصل حديثه بان «غياب الأطراف التي تنافس هذه القوى، سمح لها بالسيطرة المطلقة على المشاريع ونوعية الخدمات التي تقدم للمواطن».

دائرة مفرغة

رئيس المركز العربي الأسترالي للدراسات احمد الياسري، قال ان «تآكل رأس المال الثقافي واستقرار قواعد الفن التخريبي المدعوم من السلطة، جعلا العراقيين امام إكراهات القطيعة والمشاركة»، منوهاً الى ان «الديمقراطية في العراق، ذات نزعة استهلاكية».

وأضاف في حديثه مع «طريق الشعب»، ان هناك «فنا تخريبيا قائما على قدم وساق تمارسه القوى المتنفذة في السلطة «فهذه الأحزاب في العراق لا تبني، بل تخرب حتى تحكم، وان فكرة التنمية غير حاضرة لديها».

وزاد، ان الأحزاب المتنفذة هما الاول هو «السيطرة على الدولة والشارع والحكومة»، مبينا ان هذا المشروع يحتاج الى «رأس اقتصادي وامني وسياسي، وهذه الثلاثية تطبقها الأحزاب الاستهلاكية في العراق. بما معناه ان الاقتصاد عصب حياة الأحزاب المهيمنة على الدولة».

وأشار الياسري الى ان «هذه الثلاثية ستستمر، ونجدهم مرة يرفعون عنوان الامن ومرة المحاصصة والطائفية، ومرة مصلحة المكونات، ولكن كل هذه العناوين لديها مدخل واحد وتؤدي الى طريق واحد، وهو افراغ النظام الديمقراطي من محتواه ومحاولة الاستيلاء على السلطة والدولة سياسياً واقتصادياً».

ورأى، ان القوى السياسية تحاول إعادة إنتاج نفسها بشكل انسيابي بغض النظر عن حضورها في السلطة من عدمه، فهناك دولة عميقة تستوعب الغائب عن المشهد السياسي، وهناك دولة مُهيمن عليها، والطرفان يمتلكان نفس القدرة.

****************************************************

التخطيط تحصي نسب حوادث السير والمرور تشتكي من أعداد المركبات

بغداد – تبارك مجيد

تناقلت وكالات الأنباء ومواقع التواصل الاجتماعي، مطلع تموز الجاري، أخبارا عن حوادث سير مختلفة الأسباب، منها ما يعود إلى السرعة في القيادة أو بسبب تخلف أنظمة المرور أو أماكن العبور غير الصحيحة، وربما بسبب استخدام الهاتف أثناء القيادة أو أثناء عبور الشارع، بالإضافة إلى أسباب أخرى.

يقول الأكاديمي سعيد محمد: إنّ الحوادث المرورية تعود إلى عدة أسباب رئيسة، منها استخدام الهاتف المحمول أثناء القيادة، وتفشي ظاهرة الرشاوى في عمليات الحصول على رخصة القيادة، وعدم الالتزام بارتداء حزام الأمان.

ويضيف سعيد لـ «طريق الشعب»، أنه على الرغم من هذه المشاكل، لوحظ في الفترة الأخيرة تحسن نسبي في الالتزام بارتداء حزام الأمان، وهو تطور إيجابي، مؤكدا أن «تهور بعض الشباب بالقيادة بسرعة زائدة، يعد من أبرز أسباب الحوادث، بالإضافة إلى عدم الالتزام بقوانين المرور وتناول الكحول أو المخدرات قبل القيادة».

ويشير إلى أن سوء حالة بعض الطرق يسهم في زيادة خطر الحوادث، مشددا على ضرورة اتخاذ تدابير أكثر صرامة لتحسين السلامة على الطرق وتقليل هذه الحوادث المأساوية.

المرور: الشوارع تغص بالمركبات

وتحدث مدير العلاقات والإعلام في مديرية المرور العامة، المقدم محمد علي الحسون، عن دور الإشارات الضوئية الذكية والإشارات المرورية الحديثة في تحسين حركة المرور في بغداد والمحافظات، مشيداً بتوجيهات وزير الداخلية ووكيل الوزارة لشؤون الشرطة ومدير المرور العام التي تهدف إلى تقديم أفضل الخدمات للمواطنين.

وأكد، أنّ هذه المقترحات والمشاريع ساهمت بشكل كبير في تسهيل حركة مرور المركبات في بغداد.

وشدّد الحسون خلال حديثه مع «طريق الشعب» على أهمية التزام المواطنين بالقوانين المرورية للحفاظ على سلامتهم.

وفي ما يتعلق بأسباب الزحام المروري في شوارع بغداد، أوضح الحسون أن هناك عددًا كبيرًا من المركبات يفوق القدرة الاستيعابية لشوارع وتقاطعات المدينة، مبيّنا أن واجب مديرية المرور العامة هو تنظيم حركة السير والمرور في شوارع وتقاطعات بغداد».

واشار الى أن المديرية تعمل منذ ساعات الصباح الأولى حتى أوقات متأخرة من الليل لتحقيق ذلك، موضحا أن استيراد المركبات ليس من مهام المديرية، بل تقع هذه المسؤولية على جهات أخرى.

ارتفاع عدد الحوادث

كشف المتحدث باسم وزارة التخطيط، عبد الزهرة الهنداوي، عن عدد حوادث المرور المسجلة لسنة 2023 حيث ارتفع بنسبة 0.3 في المائة مقارنة بسنة 2022، وفقاً للتقرير الذي أصدرته هيئة الإحصاء ونظم المعلومات الجغرافية في الوزارة.

وقال الهنداوي: إن «عدد حوادث المرور المسجلة بلغ 11552 حادثاً خلال سنة 2023، منها 3262 حادثاً مميتاً بنسبة 28.2 في المائة، و8290 حادثاً غير مميت بنسبة 71.8 في المائة للمحافظات كافة عدا إقليم كردستان، مقابل 11523 حادثاً في سنة 2022.

وأضاف في حديث خصّ به «طريق الشعب»، أن «عدد ضحايا حوادث المرور (الوفيات) لسنة 2023 شهد انخفاضاً بنسبة 0.1 في المائة، كما انخفض عدد الجرحى بنسبة 2.9 في المائة عن سنة 2022، اما ضحايا حوادث المرور لسنة 2023 (الوفيات) حسب الجنس 3019 متوفياً، منهم الذكور 2472 والإناث 547 متوفية، مسجلاً نسبة انخفاض مقدارها 0.1% مقارنة بالسنة الماضية حيث كان عدد ضحايا حوادث المرور لسنة 2022 (الوفيات) 3021. أما بالنسبة للجرحى المصابين بحوادث المرور لسنة 2023 فقد بلغ عددهم 12314، مسجلاً نسبة انخفاض مقدارها 2.9 في المائة عن سنة 2022 حيث كان العدد 12677 جريحاً.

وأشار الهنداوي إلى، أن «حوادث الاصطدام سجلت أعلى نسبة من باقي تصنيفات طبيعة الحادث لسنة 2023 بنسبة مقدارها 56.4 في المائة. سجلت حوادث الاصطدام أعلى نسبة خلال سنة 2023 حيث بلغت 6519 حادثاً بنسبة 56.4 في المائة من مجموع الحوادث البالغ عددها 11552 حادثاً، تليها حوادث الدهس بـ 3912 حادثاً، ثم حوادث الانقلاب بـ 926 حادثاً أما الحوادث الأخرى فبلغت 195 حادثاً.

وتابع :»سجل شهر أيلول أعلى نسبة في عدد حوادث المرور المسجلة حسب الشهر بنسبة مقدارها 10.1 في المائة. خلال سنة 2023 سجل شهر أيلول 1165 حادثاً يليه شهر تشرين الأول بـ 1039 ثم شهر تشرين الثاني بـ 1034 حادثاً. أما بقية الأشهر الأخرى فبلغ مجموع حوادثها حسب الأشهر المتبقية 8314 حادثاً بنسبة 72.0 في المائة من المجموع الكلي للحوادث والبالغ 11552 حادثاً خلال سنة 2023.

واكمل: «بلغ عدد الحوادث المسجلة 11552 حادثاً سنة 2023، منها حسب صنف الطريق تبين أن أكثر الحوادث وقعت على الطريق الرئيسي وعددها 6490 حادثاً بنسبة 56.2%، وعلى الطريق السريع 2577 حادثاً بنسبة 22.3%، وعلى الطريق الفرعي 1766 حادثاً بنسبة 15.3%، وأقل الحوادث كانت على الطريق الريفي بـ 719 حادثاً بنسبة 6.2% من المجموع الكلي للحوادث.

أسباب الحوادث

وعن أسباب الحوادث، يقول ان «مسببات وقوع الحوادث بسبب السائق، بلغت 9129 حادثاً بنسبة 79.0 في المائة، وتمثل أعلى نسبة من إجمالي الحوادث. وكانت الحوادث بسبب السيارة 1204 حادثاً ، يليها الحوادث بسبب الطريق بـ 650 حادثاً. أما بقية الأسباب فبلغ مجموعها بالنسبة للمشاة والركاب والأخرى 569 حادثاً بنسبة 5.0 في المائة من المجموع الكلي للحوادث والبالغ 11552 حادثاً خلال سنة 2023.»

****************************************************

السياسة التجارية وعلاقتها بالميزان التجاري

إبراهيم المشهداني

 

تعد السياسة التجارية واحدة من السياسات الاقتصادية الكلية التي تمثل في ظروف الانتعاش ركيزة مهمة لبناء اقتصاد وطني راسخ ووسيلة مهمة لتنظيم التبادل الدولي، ومن خلالها يصار إلى اقتناء التكنولوجيا الحديثة وكافة مقومات بناء اقتصاد كلي يتميز بالمرونة والقدرة على بناء عملية تنموية مستدامة وبالتالي فتح أسواق خارجية تزيد من عمليات الإنتاج وتطورها نحو الأفضل، مما يقربها من ميزان تجاري أكثر استقرارا.

إن البحث في هذا الموضوع يتطلب النظر في السياسة التجارية بوجهيها الاستيرادي والتصديري، ويؤخذ من ملامح السياسة الاقتصادية الجديدة بعد عام 2003 اتباع سياسة استيرادية منفتحة وممنهجة وأول خطوة في هذا المسار بلوغ استيرادات العراق في عام 2004 اكثر من 21 مليار دولار ووصلت في عام 2020 إلى 41 مليار دولار ليكون مجموع مبالغ الاستيرادات خلال هذه الفترة إلى 758 مليار دولار، غير أن إحصاءات وزارة التخطيط على سبيل المثال تشير إلى أن  قيمة الاستيرادات في عام 2020 بلغت 15 مليار دولار استنادا إلى تصريحات هيئة الكمارك،  في حين أن المباع في نافذة البنك المركزي وهو منصة مكرسة للقطاع الخاص تشير إلى ان كمية المباع  44،085 مليار دولار في نفس العام حسب إعلان البنك المركزي، وبهذا يكون الفارق بينهما 29 مليار دولار فاين ذهب هذا الفرق ؟ وإذا افترضنا أن معدل قيمة الاستيرادات السنوي وفق الرقم المتقدم فان مجموع قيم الاستيرادات خلال الفترة 2010- 2020 ستكون 150 مليار دولار وهي أرقام مشكوك بدقتها فان الفارق بين هذا المبلغ ومجموع مبيعات البنك المركزي خلال نفس الفترة والبالغة 496،9 مليار دولار يصل إلى 346،9 مليار دولار ما يعني وفق هذه الأرقام أن النافذة كانت وسيلة لتهريب العملة الأجنبية مهما كانت الغاية من وجودها بخلاف معظم الدول التي لا تعتمد مثل هذه النافذة وفق تصريح لمحافظ البنك المركزي الحالي في اذار 2015. ولهذا يؤكد خبراء الاقتصاد أن عملية ترسيخ الاقتصاد الريعي تؤدي إلى وقوع الاقتصاد في فخ الاستيراد بسبب الوفرة المالية أحيانا، 

وفي مقابل  الاستيرادات لا تمثل الصادرات إلا أرقاما متواضعة خارج قطاع البترول، فقد وصلت قيمة الصادرات خلال الفترة ذاتها إلى  684.8  مليون دولار،  يتبين لنا  الفارق الكبير  بين قيمة الاستيرادات والصادرات ولهذا يكون الميزان التجاري في عجز دائم  لكون الجهاز الإنتاجي متخلفا  ولا يتميز بالمرونة الكافية وهناك علاقة طردية بين حرية التجارة والميزان التجاري، فكلما زادت حرية التجارة في ظروف بلادنا زاد العجز في الميزان التجاري، ولا ننسى في هذا المجال آثار سعر الصرف على الميزان التجاري فهذا السعر يشكل 94 في المائة، اما النسبة المتبقية ومقدارها 6 في المائة  فتتأثر بعوامل خارجية،  لهذا فان العلاقة في الحالة الأولى وهي علاقة طردية تتأثر بسبب ضعف الصادرات كما اسلفنا.

ومما هو جدير بالذكر ان التعاملات التجارية الخارجية تشكل واحدة من المواضيع التي جرى بحثها بين البنك المركزي العراقي ووزارة الخزانة الامريكية والبنك الفيدرالي الأمريكي في مدينة دبي، ومن بينها إعادة تنظيم التجارة على أسس صحيحة وعلاقتها بتنظيم التحويل الخارجي.

إن أي توجه لتحقيق تكامل فاعل بين سياسات الاستيراد والإنتاج لابد أن يبنى على منظومة متكاملة من الإجراءات نذكر منها:

  • العودة إلى الإجراءات التي كانت تعتمدها دائرة التحويل الخارجي السابقة في مجال ضبط قانونية إجازات الاستيراد وحساب القيم الحقيقية للسلع المستوردة والقيم الحقيقية للصادرات.
  • التطبيق الكامل لقانون التعرفة الكمركية رفم22 لسنة 2010 وتعديلاته وإجراء تعديلات إضافية بناء على الظروف التي افرزتها تجربة السنوات الماضية وزيادة التعرفة الكمركية على السلع التي يمكن انتاجها محليا والقابلة للتصدير وإعادة هيكلة توزيع نسب التعريفات المفروضة على المجاميع المستوردة.
  • مراجعة حجم التخصيصات المالية في الموازنات السنوية لتفعيل النشاط الاستثماري من خلال زيادة نسبة المخصص للاستثمار في القطاعين الحكومة والخاص بهدف تنشيط قطاعات التصدير في الزراعة والصناعة.

******************************************************

الصفحة الخامسة

زراعة القطن تصطدم بالجفاف وضعف التسويق

متابعة – طريق الشعب

تواجه زراعة القطن في العراق، اليوم، تحديات قاسية، أبرزها الجفاف الذي ضرب البلاد خلال السنوات الأخيرة، إلى جانب ضعف التسويق، في وقت احتلت فيه البلاد العام الماضي المرتبة الرابعة عربيا ضمن أكبر الدول إنتاجا لهذا المحصول، بمعدل 15 ألف بالة (البالة الواحدة تزن نحو 217 كيلوغراما)، معظمها منتج في المناطق الشمالية.

وكانت تُزرع في العراق 10 أصناف من القطن، على مساحات واسعة انخفضت كثيرا خلال العقدين الماضيين بسبب السياسة الزراعية واختلال التوازن بين إيرادات المحصول ومصروفات إنتاجه مقارنة بالمحاصيل البديلة الأخرى. لكن هذه الزراعة شهدت العامين الماضيين ارتفاعاً نسبياً قياساً بالعقدين الأخيرين، اللذين تراجعت فيهما بفعل عوامل عديدة منها الجفاف وعدم اهتمام الدولة بهذا القطاع.

وكانت زراعة القطن تنحصر في المنطقتين الوسطى والشمالية، وبعض المساحات في المناطق الجنوبية.

وعربيا، تعتبر مصر والسودان ثم سورية من أكبر الدول إنتاجا للقطن. إذ انتجت خلال العام الماضي ما معدله 600 ألف بالة، 350 ألف بالة، 160 ألف بالة على التوالي. فيما حل العراق رابعا بـ15 ألف بالة، أعقبته اليمن بمعدل 8 آلاف بالة.

خارج الخطة الزراعية

تنقل وكالات أنباء عن مصادر رسمية، القول أن زراعة القطن في العراق كانت خارج الخطط الزراعية الموسمية لسنوات طويلة، بالرغم من أهمية هذا المحصول الاقتصادية واستخداماته المتعددة في الصناعات النسيجية والغذائية والدوائية، وتوفيره مصدر دخل مهم لعدد كبير من المزارعين والعاملين في التسويق والتصنيع.

وقال مدير عام دائرة زراعة محافظة واسط أركان الشمري، ان “القطن محصول صيفي، ومنذ أكثر من 9 سنوات لم يدخل في الخطة الزراعية”، مشيرا في حديث صحفي إلى ان “هناك أسبابا عدة أدت إلى ضعف زراعة القطن في البلاد، في مقدمتها شح المياه”. وأشار إلى “إمكانية أن يحتل العراق مراتب متقدمة في إنتاج القطن، فيما لو توفرت العوامل المساعدة لتنمية هذا القطاع. فلغاية الآن لا توجد منافذ تسويقية مستقرة لمحصول القطن في البلاد، وكان في السابق يتم استلام المحصول من المزارعين من خلال معامل النسيج والزيوت، إلا أن إنتاج هذه المعامل متوقف منذ سنوات”.

وأوضح الشمري أن “فترة نمو المحصول طويلة. فهو يزرع في نهاية شباط، ويبقى في الأرض إلى كانون الأول. وهذه فترة طويلة قياسا بفترات المواسم الزراعية، الأمر الذي يتسبب في إجهاد التربة واستنزاف جودة موادها”.

وأكد أن “الكثيرين من الفلاحين عزفوا عن زراعة هذا المحصول، بسبب تكلفة إنتاجه العالية، وكثرة الأمراض والأوبئة التي يتعرض لها”، لافتا إلى انه “في السابق كان القطن من بين أهم المحاصيل في البلاد، وكانت واسط وحدها تزرعه على مساحة تصل إلى 15 ألف دونم”.

وتعد المناطق الشمالية اليوم، المركز الرئيس لزراعة القطن في البلاد. إذ يقوم المزارعون بالاتفاق مع جهات تسويق خاصة قبل قطاف المحصول، لتحديد تسعيرته، ما يمنحهم أريحية في زراعته التي تستمر على مدار شهور عدة.

بين الاستيراد العشوائي وتوقف الصناعة

يعتبر القطن من المحاصيل الاستراتيجية التي يعتمد عليها عدد كبير من الصناعات النسيجية والغذائية. وكانت زراعته مزدهرة في العراق منذ مطلع القرن الماضي، حتى نهاية عقد التسعينيات. لكن يبدو ان الاستيراد العشوائي للألبسة والمنتجات النسيجية، ساهم هو الآخر في إضعاف هذه الزراعة.

وفي هذا الشأن، قال الاختصاصي في الاقتصاد الزراعي خطاب الضامن، أن “أهمية إنتاج القطن في العراق انخفضت بعد 2003، بسبب فتح باب الاستيراد العشوائي أمام الألبسة والمنتجات الغذائية بأسعار منخفضة قياساً بارتفاع تكاليف الإنتاج الوطني”.

وأوضح في حديث صحفي أن “الدولة كانت في السابق هي الجهة التي تشتري المحاصيل من الفلاحين، لتوفير المواد الأولية الداخلة في الصناعات الغذائية والنسيجية، وتغطية الحاجة المحلية بأسعار مدعومة. لكن الكثير من المعامل المتخصصة في تلك الصناعات تعرض للنهب والسرقة بسبب التوترات الأمنية”.

وبيّن الضامن، أن “ما يعانيه العراق اليوم هو عدم وجود مصانع يمكن أن توفر عوامل نجاح للتنمية المستدامة من الصناعة المحلية، ما يجعل البلاد معتمدة بشكل كامل على الاستيراد”، مشيرا إلى ان “الدولة كانت تشجع على إنتاج المحاصيل الزراعية الداخلة في الصناعات الغذائية والنسيجية، لأن هناك ارتباطاً وثيقاً بين القطاعين الزراعي والصناعي. أما اليوم فيشهد العراق حالة ارتباك أدت إلى خلل كبير في تحقيق الإنتاج الوطني من الصناعات المحلية التي يمكن أن تحقق عائدات مالية كبيرة، تسد ثغرة من ثغرات الاعتماد الكلي على الإيرادات النفطية”.

بعد المحاصيل الغذائية في الاهمية

يحتل القطن أهمية اقتصادية تجعله في المرتبة الثانية بعد المحاصيل الغذائية في العالم. وتأتي هذه الأهمية نظراً لإمكانية استخدام أليافه في صناعة أجود أنواع المنسوجات من حيث المتانة والمرونة والنعومة، فضلاً عن استخدامه في صناعة القطن الطبي والمفروشات وصناعة الزيوت النباتية.

ووفقا للباحث الاقتصادي أحمد صباح، فإن “المزارعين أقبلوا على إنتاج القطن بعد اختراع آلة غزل القطن عام 1793، فأخذ يدخل في صناعة الأنسجة المختلفة. كما يعد القطن المنتج الأكثر شعبية في العالم لاستخدامه في صناعة الملابس والمنسوجات المختلفة”.

وأضاف قائلا في حديث صحفي أن “إنتاج القطن لعب دوراً محوريّاً في صناعة النسيج العالمية لقرون عدة. إذ ينتج العالم نحو 25 مليون طن منه سنويّاً. كما انه يعتبر من محاصيل الألياف المهمة في العالم وتتمثل أهميته في استعمالاته المتعددة”.

وأشار صباح إلى أن “القطن من أهم المحاصيل النقدية في العالم، نظراً لعدم إمكانية استهلاك أليافه وبذوره مباشرة قبل تصنيعه، وبالتالي فإنه يدر أرباحاً للفلاح، بعكس المحاصيل الأخرى كالقمح والشعير والبقوليات. ويوفر هذا المحصول دخلاً مهماً للبلد المنتج له. كما يوفر سبل العمل لنسبة كبيرة من السكان سواء في الزراعة أم في الصناعة”.

****************************************************

أهالي حي التأميم الموصلي: متى تفتتحون المركز الصحي الجديد؟!

الموصل – طريق الشعب

في العام 2011 تمت المباشرة ببناء مركز للرعاية الصحية الأولية في حي التأميم الكائن في الجانب الأيسر من مدينة الموصل، لكن العمل واجه صعوبات وتلكؤا، حتى احتل تنظيم داعش الإرهابي المدينة عام 2014، فبقي المبنى عبارة عن هيكل، تحوّل بعد تحرير المدينة إلى مأوى للعائلات المهجرة.

وقبل فترة تم إخلاء المبنى من شاغليه، وبوشر باستئناف العمل فيه، حتى وصل إلى مراحله النهائية.

حاليا يأمل الأهالي أن يتم الإسراع في وضع اللمسات الأخيرة على المبنى، وافتتاحه بصورة رسمية، كي يقدم خدماته الصحية لهم، لا سيما ان حيّهم يمتاز بكثافته السكانية العالية.

**************************************************

المثنى.. أهالي «آل عصيدة» يطالبون بتحسين الخدمات

متابعة – طريق الشعب

طالب عدد من أهالي مناطق «آل عصيدة» الواقعة بين مدينة السماوة وقضاء الخضر، بتحسين الخدمات الأساسية في مناطقهم، لا سيما في قطاع الكهرباء.  وقال عدد منهم في تظاهرة نظموها أخيرا أمام مبنى محافظة المثنى، ان الخدمات في مناطقهم متردية جدا، وان بناهم التحتية لم يطرأ عليها أي تأهيل أو تطوير أو استحداث منذ سنوات، مبينين أن لديهم مشكلات في قطاعات التعليم والصحة والكهرباء، ما يستوجب الوقوف عندها ومعالجتها. 

***********************************************

أهالي الهواشة: لا تهدموا منازلنا المتجاوزة قبل منحنا بدائل!

متابعة – طريق الشعب

تتواصل حملة هدم المنازل المتجاوزة على الأراضي التابعة للدولة في بغداد والمحافظات، ومنها أراضي المقاطعة 4 في “منطقة الهواشة” جنوبي العاصمة.

ويسكن مواطنون في تلك المقاطعة، تجاوزا منذ نحو 15 عاما، وبعضهم لديه سندات عقود زراعية تعود إلى الآباء والأجداد، لكنها منتهية. ففي تسعينيات القرن الماضي لم يتم تجديد تلك العقود، لذلك عادت الأراضي إلى الدولة، رغم بقاء السكان في منازلهم. وفي عهد نوري المالكي جرى توزيع تلك الأراضي على ضباط ومنتسبي الفرقة الخاصة، دون أن يتم مسحها وترقيمها، ما خلق مشكلات ونزاعات بين السكان والمستفيدين من تلك الأراضي.

وبينما تنفذ آليات أمانة بغداد بين حين وآخر حملات لهدم المنازل المتجاوزة في المنطقة، يناشد السكان حكومة السوداني، إيقاف هذه الحملات، مطالبين بإيجاد بدائل سكنية لهم قبل ترحيلهم من المنطقة.

يقول المواطن حسن جبار الجبوري، ان الأهالي يأملون من رئيس الوزراء التدخل العاجل لإيجاد حلول تضمن حقوق الجميع، مشيرا في حديث صحفي إلى ان حملات التهديم مستمرة كل يوم “حيث تقوم الآليات مصحوبة بقوة عسكرية بتهديم المنازل غير المشغولة، وتوزيع تبليغات بإخلاء المنازل المسكونة خلال يومين فقط”.

ويضيف قائلا أنه “تم هدم منازل عدة منها 4 غير مسكونة واثنان فيهما سكان. حيث ادعت القوة التي ترافق الآليات عدم علمها بوجود عائلات داخل المنزلين”.

فيما يقول مقداد سعيد، أن “جميع سكان المنطقة من ذوي الدخل المحدود، وهم يعيشون هنا منذ أكثر من 15 سنة، وبعضهم لديه سندات تعود إلى الأجداد، لكن ما حصل هو انه تم إيقاف تجديد عقود الأراضي في العام 1995، فأُعيدت ملكيتها إلى الدولة”.

ويرى سعيد أنه “حتى وإن كان الأهالي جميعا متجاوزين فيجب إيجاد بديل لهم من قبل الحكومة وعدم تهجيرهم وحل المشكلة بمشكلة أخرى”، مؤكدا أن “المنطقة يسكنها أكثر من 4000 نسمة وتهجير هذا العدد سيتسبب في كارثة إنسانية”.

إلى ذلك، تنقل شبكة “964” الخبرية عن مصدر في أمانة بغداد، قوله: “نحن ننفذ الأوامر وليس لدينا أية مصلحة في تهديم منازل المواطنين”، مضيفا أنه “من مسؤولية الجهات العليا توفير سكن بديل قبل إزالة أي تجاوز”.

وتابع قائلا: “على المواطنين الحذر من الشراء والسكن في المناطق الزراعية والعشوائية لعدم وجود ضامن لحقوقهم”.

*******************************************************

منطقة بغدادية تنتظر محولة كهرباء منذ سنة!

متابعة – طريق الشعب

منذ أكثر من سنة وعدت السلطات الحكومية أهالي المربع الزراعي في حي الخطيب البغدادي، بنصب محوّلة كهرباء جديدة تغذي منازلهم. ومنذ ذلك الحين والأهالي ينتظرون الوفاء بالوعد – حسب ما يذكره عدد منهم في حديث صحفي.

ويبيّن الأهالي ان معاناتهم تتفاقم مع اشتداد درجات الحرارة. فالطاقة الكهربائية التي تصل إليهم غير مستقرة، كونها مسحوبة بصورة غير نظامية من محولات المناطق المجاورة، والتي تزداد عليها الأحمال فتتعرض إلى أعطال، مؤكدين ان أطفالهم باتوا لا ينامون إلا عند حلول الفجر بسبب حرارة الجو وعدم توفر كهرباء مستقرة تتيح تشغيل أجهزة التبريد.

ويلفت الأهالي إلى ان حي الخطيب والأحياء المجاورة، تعاني مشكلة نقص المحولات، في الوقت الذي تتزايد فيه أعداد المنازل، مطالبين الجهات الحكومية المعنية، بالالتفات إلى مشكلتهم هذه، ومعالجتها.

********************************************

القيارة «رافعة» وحيدة لصيانة 1700 محوّلة كهرباء!

متابعة – طريق الشعب

ناشد أهالي ناحية القيارة جنوبي الموصل، وزارة الكهرباء والدوائر المعنية، توفير رافعات لوحدة صيانة كهرباء الناحية، مؤكدين أن الوحدة تمتلك رافعة واحدة متهالكة، ما يتسبب في تأخر صيانة أعطال المحولات، التي يبلغ عددها في عموم الناحية نحو 1700 محولة.

وتتألف شبكة الكهرباء في القيارة من 17 خطا بقدرة 11 KV، طول كل واحد منها 10 كيلومترات. بينما تتصل في الخط الواحد من 100 إلى 200 محولة، تغذي قرابة 50 قرية، إضافة للدوائر الخدمية ومصفى القيارة النفطي.

في حديث صحفي، يقول مسؤول وحدة الصيانة صالح مديد: “نحن بأمس الحاجة إلى رافعة كبيرة وأخرى من نوع بيك أب، لكي نتمكن من تصليح أعطال المحولات في القرى”، مضيفا أنه “نحتاج أيضاً الى سلالم ومعدات سلامة”.

ويؤكد أنه “رفعنا أكثر من كتاب إلى الجهات المعنية، طالبنا فيها بتوفير تلك الاحتياجات، لكن لم يردنا جواب حتى الآن”، لافتا إلى انه “استحصلنا موافقة على صرف سيارات من الوزارة منذ شهور، وحتى الآن لم نتسلم شيئا”!

سائق الرافعة الوحيدة دلوح السادة، يقول في حديث صحفي أن “رافعتنا تهالكت بسبب الضغط وكثرة طلب الصيانة. فنحن نتنقل بين مناطق متفرقة تشهد أعطالا كهربائية”.

أما عمر أبو الرواس، وهو من وجهاء الناحية، فيناشد الجهات المعنية النظر إلى حال أهالي القيارة، مبينا أنه “نعاني كثرة انقطاع الطاقة الكهربائية، بسبب ارتفاع درجات الحرارة وزيادة أعطال الشبكة. فوحدة الصيانة لم تعد قادرة على تصليح الأعطال في أوقاتها، بسبب وجود نقص في كوادرها وأدواتها”.

****************************************************

مواساة

  • تتقدم اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في كربلاء، بخالص العزاء والمواساة إلى الرفيق علي الحلو، بوفاة شقيقته عصر الخميس الماضي بعد معاناة مع المرض.

لها الذكر الطيب ولعائلتها الصبر والسلوان.

  • تعزي اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في ديالى، الرفيق صلاح وهابي بوفاة ابن شقيقه محمد حسين وهابي اثر مرض عضال لم يمهله طويلا.

الذكر الطيب للفقيد والصبر والسلوان لأهله.

  • تعزي منظمة الحزب الشيوعي العراقي في الهندية، الرفيق عبد الرحيم كاظم بوفاة ابن خاله د. صلاح راضي اثر مرض عضال.

للفقيد الذكر الطيب ولذويه والرفيق عبد الرحيم الصبر والسلوان.

*****************************************************

الصفحة السادسة

وزير إسرائيلي يرفض إبرام صفقة لتبادل الاسرى ترقب لقرار محكمة العدل الدولية بشأن احتلال الضفة الغربية

متابعة – طريق الشعب

تواصل قوات الاحتلال الصهيونية قصفها الجوي والبري على مختلف مناطق قطاع غزة، ومعه تزداد معاناة الفلسطينيين، نتيجة النقص الحاد في الغذاء والدواء والماء.

وبات موضوع دفن الشهداء من ابرز الصعوبات التي يعاني منها المواطنون في قطاع غزة، وباتوا يلجؤون الى المقابر الجماعية كبديل، ويجري استخدام حجارة الركام لبناء القبور، بسبب انعدام مواد البناء.

قرار محكمة العدل الدولية

ويُتوقع ان تصدر محكمة العدل الدولية، الأسبوع المقبل، قرارا يتعلق بنزع الشرعية عن وجود الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية.

وتتخوف أوساط الاحتلال، من إصدار أعلى محكمة دولية، حكما يقضي بأن الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية وشرق القدس، غير قانوني، علاوة على أفعال التغيير الديموغرافي والجغرافي التي تؤدي إلى ضم تلك الأراضي فعليا إلى تلك التي احتلت عام 1948.

وقد تلجأ المحكمة إلى مطالبة الاحتلال، بالانسحاب من الضفة، ولفتت مصادر إسرائيلية إلى أن القرار قد يكون ما بين سيئ للغاية، أو فظيع ورهيب.

جامعة أسترالية تراجع موقفها

أعلنت الجامعة الوطنية الأسترالية عزمها مراجعة محفظتها الاستثمارية، وذلك بعد أشهر من الاحتجاجات الطلابية المؤيدة لفلسطين في حرمها الجامعي بالعاصمة الأسترالية كانبرا.

ورغم هذا الإعلان، فقد أوضح الطلاب أنهم لن يتركوا مكان الاعتصام حتى تقطع الجامعة علاقتها بتلك الشركات، فضلا عن مطالبتهم بإيقاف الشراكة القائمة مع الجامعة العبرية في القدس.

ودعت الجامعة الوطنية الموظفين والطلاب والخريجين للمشاركة في مراجعة سياسات الاستثمار يوم 17 تموز الحالي.

جرائم مستمرة

ويواصل طيران الاحتلال الإسرائيلي، طيرانه المكثف، واستهدفت يوم امس مختلف المناطق في غزة، بالتزامن مع القصف المدفعي، وغارات على مراكز إيواء النازحين، أدت الى استشهاد عدد كبير من الفلسطينيين. 

واستهدف القصف مدرسة أبو عريبان التابعة لوكالة أونروا في النصيرات أدى الى استشهاد 17 شخصاً واصابة 80 اخرين، في ثالث مجزرة خلال يومين.

من جهته، أعلن الدفاع المدني في غزة أنه بعد انتهاء عمليات البحث في منطقة مواصي خان يونس، انتشلت طواقم الإنقاذ 400 شخص بين شهيد ومصاب عقب تدمير 1200 خيمة تؤوي نازحين.

من جانبه، أعلن جيش الاحتلال إصابة 10 جنود إسرائيليين خلال 24 ساعة الماضية، بينما أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، الاحد، قصف قوات إسرائيلية بمحيط حي تل الهوى ومقر قيادتها في محور نتساريم، جنوبي مدينة غزة.

وخلال 283 يوما، ارتكبت قوات الاحتلال أكثر 3 آلاف و390 مجزرة، أسفرت عن استشهاد أكثر من 38 ألف فلسطيني بينهم 16 ألف طفل ونحو 11 ألف امرأة، بالإضافة إلى إصابة 88 ألفا آخرين.

نتنياهو يعرقل الصفقة

وأفادت القناة 13 الإسرائيلية بأن قادة وفد الاحتلال الإسرائيلي المفاوض وجّهوا انتقادات لاذعة لنتنياهو خلال اجتماعهم به يوم السبت الماضي، وأضافت نقلا عن مصادر مطلعة أن «بيانات نتنياهو العلنية في خضم المفاوضات ومحاولة اغتيال القائد العام لكتائب القسام محمد الضيف، جعلت حركة حماس تعتقد أن إسرائيل لا تريد الصفقة».

وفي رد على هذه الانتقادات، قال مكتب نتنياهو إن على الجهات المجهولة التي تنتقده بذل الجهود للدفع بالمفاوضات ضمن الشروط الأساسية التي حددها رئيس الوزراء والقيادة السياسية، وليس بالضغط على الجانب الإسرائيلي.

في المقابل، نفت حماس أن «تكون قررت وقف المفاوضات الرامية إلى إبرام صفقة لتبادل الأسرى».

وفي السياق رفض وزير المالية الإسرائيلي المتطرف بتسلئيل سموتريتش، امس، إطلاق سراح أسرى فلسطينيين في إطار أي اتفاق محتمل لوقف إطلاق النار في غزة.

ونقلت صحيفة «إسرائيل اليوم»، عن سموتريتش وصفه إطلاق سراح أسرى فلسطينيين بأنه «حدث رهيب وفظيع، ولن أوافق عليه، ويجب وضع خط أحمر».

********************************************************

الأمم المتحدة: ركود في معدلات تطعيم الأطفال حول العالم

متابعة – طريق الشعب

حذرّت الأمم المتحدة، امس، من أن معدلات تطعيم الأطفال تشهد ركودا في جميع أنحاء العالم، ولم تسترجع بعد مستوياتها المسجلة قبل جائحة كوفيد-19.

وقالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة ومنظمة الصحة العالمية في بيان مشترك: إنه «بالمقارنة مع مستوى عام 2019، قبل الجائحة، فإن 2,7 مليون طفل إضافي لم يتم تطعيمهم بعد، أو لم يحصلوا على كامل اللقاحات اللازمة، في عام 2023».

وأوضحت المديرة العامة لمنظمة اليونيسف كاثرين راسل، أن «أحدث الاتجاهات تُظهر أن الكثير من البلدان تواصل إهمال عدد كبير جدا من الأطفال».

وأقرت رئيسة قسم التطعيم في منظمة الصحة العالمية كايت أوبراين في تصريحات الصحافيين قائلة: «لقد تأخرنا»، محذرة من أن «هذا يعرّض حياة الأطفال الأكثر ضعفا للخطر».

وفي البيان ذاته، أعربت منظمة الصحة العالمية واليونيسف عن قلقهما إزاء تأخر التطعيم ضد الحصبة، أحد أكثر الأمراض المعدية انتشارا، وسط ازدياد كبير في تفشي الأوبئة في جميع أنحاء العالم.

وذكر البيان، أن «تفشي مرض الحصبة علامة تحذيرية على فجوات التطعيم الحالية، والتي تصيب الفئات الأكثر ضعفا بالدرجة الأولى».

وقال إفريم ليمانغو، رئيس قسم التطعيم في اليونيسف، إنه تم تسجيل أكثر من 300 ألف إصابة بالحصبة في العام 2023، أي ما يقرب من ثلاثة أضعاف العام السابق.

وأضاف، أن «عشرة بلدان تعاني من أزمات، بينها السودان واليمن وأفغانستان، تضمّ أكثر من نصف الأطفال الذين لم يتم تطعيمهم ضد الحصبة».

**************************************************

السودان.. الجيش و«السريع» يواصلان ارتكاب المجازر

الخرطوم – وكالات

تتواصل الحرب الدموية في السودان، حاصدة المزيد من الضحايا والخراب، ونتج عنها تهجير وجوع وامراض كثيرة.

وفي تطورات الحرب، قال المتحدث باسم الجيش السوداني العميد نبيل عبد الله، إن «أكثر من 100 من أفراد قوات الدعم السريع قتلوا، وجرح العشرات إثر عمليات نوعية نفذها الجيش السوداني استهدف فيها مواقع تابعة للدعم السريع في الخرطوم».

وأشار المتحدث إلى تدمير عدد من المركبات القتالية التابعة لمقاتلي الدعم السريع خلال العمليات.

في الاثناء، ذكرت شبكة أطباء السودان، أن «قوات الدعم السريع ارتكبت مجزرة جديدة في ولاية شمال كردفان، راح ضحيتها 23 مدنيا».

وذكر بيان أصدره نداء الوسط، وهو مبادرة مهتمة برصد الانتهاكات في الولايات الواقعة في وسط السودان، أن «قوات الدعم السريع نصبت كمينا لتجار قرية فنقوقة الغربية وبعض القرى الأخرى، الذين كانوا يتوجهون إلى سوق أم صميمة، مشيرا إلى أن الحصيلة الأولية للضحايا بلغت 23 قتيلا ونحو 10 مصابين.

من ناحية أخرى، اتهمت لجان المقاومة في مدينة ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة في وسط السودان قوات الدعم السريع بتعمد تهجير سكان الولاية قسرا وتدمير البنية التحتية لمشاريع الجزيرة والرهد وسكر الجنيد وأراضي مصنع سكر سنار.

وأكدت لجان المقاومة، في بيان لها، أن «قوات الدعم السريع نهبت آلاف الآليات الزراعية والأسمدة ومحاصيل المزارعين الشتوية والصيفية بالكامل».

وعلى صعيد آخر، أعلنت غرفة طوارئ مدينة الدندر في ولاية سنار في بيان، الاحد، ارتفاع نسبة الوفيات وسط أصحاب الأمراض المزمنة وكبار السن والأطفال بالمدينة بعد دخول قوات الدعم السريع للمنطقة.

وقالت الغرفة، إن «كثيرين من أصحاب أمراض القلب والسكري والفشل الكلوي توفوا بسبب التوقف التام للمستشفيات والعيادات والمراكز الصحية

************************************************************

في بريطانيا تشكيل تحالف لتغيير سياسة الحكومة تجاه غزة

لندن - وكالات

قالت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية، إنّ «زعيم حزب العمّال السابق والنائب الحالي عن منطقة إزيلنغتون نورث، جيرمي كوربن، شكّل مع النواب المستقلين الذين دخلوا مجلس النواب على بطاقة الدفاع عن غزة، تحالفا للضغط على حكومة العمال».

وأوضحت أنا غروس في تقريرها الذي أعدته للصحيفة، أن «النواب المؤيدين لفلسطين يرغبون في الدفع باتجاه تغيير حكومة كير ستارمر؛ لموقفها من الحرب على غزة، وصادرات السلاح إلى دولة الاحتلال الإسرائيلي». وتابعت الصحيفة بأن كوربن، التقى مع أربعة نواب جدد، وذلك حسب عدد من الأشخاص الذين كانوا حاضرين.

وقال أحد الأشخاص: إن اللقاء «هو محاولة للبحث عن حلفاء قدر الإمكان»، مضيفا أن «المجموعة البرلمانية المستقلة ترغب في تقديم تعديلات على التشريعات من أجل الضغط على ستارمر في قضايا مثل تصدير السلاح البريطاني إلى دولة الاحتلال الإسرائيلي».

****************************************************

قوبلت باحتجاجات واسعة حكومة الأرجنتين تدمر مؤسسات الذاكرة التاريخية

رشيد غويلب

حرب محو الذاكرة الوطنية سلاح يستخدمه المتسلطون على اختلاف مشاربهم، وتاريخ العالم حافل في ماضيه وحاضرة بتجارب عديدة من هذا النوع. يستذكر العراقيون اليوم الذكرى السادسة والسنين لثورة 14 تموز 1958 المجيدة، محتجين على القرار المجحف بإلغاء العيد الوطني العراقي، وعدم اعتباره عطلة رسمية. وما يحدث في الارجنتين منذ وصول الفاشيين الجدد إلى السلطة، يصب أيضا في هذا الاتجاه.

 في الأشهر الستة الأولى من ولايتها، قامت حكومة الرئيس الارجنتيني الفاشي خافيير ميلي بتفكيك مبادئ الاجماع الوطني كلياً أو جزئياً بشأن التعامل مع ماضي البلاد الدكتاتوري، فضلاً عن سياسة حقوق الإنسان والذاكرة الوطنية. هذا ما توصل إليه تقرير حديث لمركز الدراسات القانونية والاجتماعية. ويصف مسؤولون حكوميون رفيعو المستوى التحقيق القضائي في الجرائم السابقة بأنه مضايقة وإذلال للقوات المسلحة، كما يصفون سياسة الذاكرة الوطنية بتلقين عقائدي.

ويرى مراقبون أن الهجوم على حركة حقوق الإنسان ولجنة الحقيقة جزء من «حرب ثقافية» تحريفية تاريخية تشنها حكومة ميلي. وتقود هذه المجموعة نائبة الرئيس فيكتوريا فيلارويل، التي كانت ناشطة لمدة 20 عامًا في المنظمات التي تدافع عن العسكر في عهد الدكتاتورية، وعملت على تحويل الجناة إلى ضحايا. وفيلارويل هي ابنة عسكري رفيع المستوى في عهد الديكتاتورية، هاجمت باستمرار منظمات حقوق الإنسان، ومنذ توليها مهام منصبها دعت إلى «ذاكرة مضادة»، لصالح عساكر الدكتاتورية.

وفي هذا السياق، تستمر عمليات التسريح الجماعي للعاملين في قطاع الخدمة المدنية التي تنفذها الحكومة، وخصوصا في المؤسسات المعنية بجرائم الدكتاتورية العسكرية (1976-1983). وهذا يهدد بإنهاء «سياسة الذاكرة والحقيقة والعدالة» المستمرة منذ عشرين عامًا في الارجنتين.

ووفقا لمعلومات نقابة العاملين في الدولة، فقد تم تسريح أكثر من 80 موظفا في سكرتارية الدولة لحقوق الإنسان في بداية تموز، التي تدير، بين أمور أخرى، اللجنة الوطنية للمختفين، أي أرشيف الذاكرة الوطنية، الذي يتم فيه حفظ وثائق لجنة الحقيقة لعام 1984، والتي أعلنتها اليونسكو تراثًا ثقافيًا عالميًا.

سكرتارية الدولة مسؤولة أيضًا عن العديد من النصب التذكارية في مواقع مراكز التعذيب السابقة للديكتاتوريات المدنية العسكرية. من ناحية، تمثل المواقع التذكارية أدلة مادية على الجرائم المرتكبة؛ وتعد من ناحية أخرى، بمثابة متاحف ومراكز للتعليم التاريخي والسياسي. ونتيجة لتسريح العاملين، تمت خسارة عالمين مهمين مثل علماء الآثار والمرممين وأمناء الأرشيف والمعلمين، مما يعني أنهم لم يعودوا قادرين على أداء مهامهم.

تقول ستيلا ماريس غافيلان، التي كانت، لأكثر من 16 عامًا، مسؤولة عن الترميم والحفظ في الموقع التذكاري لمركز التعذيب السابق في مدرسة الميكانيك البحرية: «تريد الحكومة إفلات مرتكبي جرائم الدكتاتورية من العقاب. وتشجع بذلك ظهور مرتكبي جرائم جدد، يستخدمون أساليب غير قانونية مثل الاعتقالات التعسفية والتهم الجنائية الملفقة لقمع الاحتجاجات الاجتماعية».

كما تعاني اللجنة الوطنية للمختفين، التي تأسست عام 1992، من تدخلات في عملها، وعراقيل واسعة النطاق. كمؤسسة حكومية مسؤولة عن العثور على قرابة 500 طفل تم اختطافهم خلال عهد الديكتاتورية وتم تسليمهم إلى عائلات قريبة من الجيش، بعد مقتل ذويهم. لقد تم التعرف على 137 منهم حتى الآن. ولا يزال البحث مستمراً عن الباقيين.

يهدد الطرد الآن مديرة اللجنة، لسنوات عديدة كلوديا كارلوتو والتضيق على حق اللجنة في الوصول إلى أرشيفات الدولة، وهو حق ضمنه المرسوم الجمهوري الذي أصدره الرئيس اليساري الأسبق نيستور كيرشنر في عام 2004. ويمكن أن يجد الموظفون الباقون أنفسهم مستقبلا، أمام أبواب الأرشيف العسكري المغلقة.

وفي نهاية أذار الفائت، أصبح معروفًا أيضا، طرد عاملين في وزارة الدفاع شاركوا في التعامل مع جرائم الدكتاتورية. منذ عام 2010، تعمل مجموعة من المتخصصين المدنيين في البحث في الأرشيف العسكري من أجل دعم المدعين العامين والمدعين المشاركين بالأدلة في الإجراءات القانونية الجارية ضد الجناة العسكريين والمدنيين. وبعد طرد 10 من 13 موظفا، أصبح بإمكان الجيش الآن أن يتخذ القرار بنفسه بشأن الطلبات القضائية المتعلقة بهذه القضايا.

وإزاء التدخلات الواسعة في سياسة الدولة المتعلقة بالذاكرة، دعت منظمات حقوق الإنسان، الخميس الفائت، إلى الانضمام إلى المسيرة التقليدية لأمهات ساحة مايو في بوينس آيرس، وهي حركة اسستها أمهات الضحايا في سنوات الدكتاتورية للكشف عن مصير أبنائهن. ودعت وثيقة نهائية مشتركة قدمتها إستيلا دي كارلوتو، رئيسة منظمة أمهات ساحة مايو، والحائز على جائزة نوبل للسلام أدولفو بيريز إسكيفيل، إلى إلغاء عمليات الفصل الوظيفي ومواصلة المحاكمات الجنائية والبحث عن الأطفال المسروقين. والحفاظ على الإجماع الديمقراطي المستمر منذ 40 عاما مضت.

واقترح السكرتير العام لنقابة العاملين في الدولة، رودولفو أغيار، المزيد من التدابير: «إذا لم يتم إعادة توظيف المفصولين وظلت الرواتب مجمدة، فإن الصراعات في قطاع الخدمة المدنية سوف تتفاقم. إن الظروف المعيشية للعمال والمتقاعدين تتدهور بشكل كبير، ولن نكتفي بالوقوف متفرجين».

يعتبر تعامل الدولة مع جرائم الدكتاتورية العسكرية في الأرجنتين نموذجيا على مستوى العالم. في عام 1985، وبعد عامين فقط من نهاية الدكتاتورية، تمت محاكمة كبار مسؤوليها وإدانتهم. وبعد عقود من الإفلات من العقاب، بدأت في التسعينيات، مئات المحاكمات الجنائية الجديدة. وعلى مدى السنوات العشرين الماضية، تم تحويل العديد من مراكز التعذيب السابقة البالغ عددها حوالي 700 إلى مواقع تذكارية تحت مسؤولية الحكومة المركزية أو حكومات الولايات.

**************************************************

الصفحة السابعة

قراءة في كتاب "صفحات لا تطوى" لمحمد حسين النجفي

 د. علي إبراهيم

الكتاب عبارة عن مجموعة مقالات ودراسات كما عرّفها الكاتب:» أفكار حرة في السياسة والحياة». تمثل تجربته الشخصية سواء كانت معايشة أو قراءة، فقد اعتمد عشرين مصدرا في دعم آرائه.

وبدأ منذ أن كان العراق عبارة عن ولايات تابعة للدولة العثمانية وغياب الدولة العراقية حتى عام 1920، إلا أنه يؤكد بأن عدم وجود دولة في العراق لا يعني عدم وجود الشعب العراقي ويشير إلى التسميات التي أطلقت على العراق القديم:» بلاد ما بين النهرين، وأرض الرَّي، وأوروك، وبابل، وسومر، وأكد، ونينوى، وأرض السواد، ووادي الرافدين، وموسوبتميا.» وفاته أن يعرّف ماذا تعني هذه المفردة؟ وظهر أنها: (ميزوبوتاميا) نسبة إلى نهري دجلة والفرات ومعناها « بلاد ما بين النهرين» والتي تسمى « بلاد الرافدين» أيضا نقلا عما ذكره جوشوا. ج. مارك.

ولم يتناول معنى كلمة عراق وكما هو معروف أن السومريين لا يلفظون حرف العين، فيقولون إن هذه الأرض أراك أي ليست جرداء ومن هذه الأرض اشتق اسم العراق.  

وتناول العهد الملكي منذ تتويج الملك فيصل في 23/8/ 1921 ملكا على العراق. وذكر الكاتب إيجابياته وأبرزها: (توحيد ولايات بغداد والبصرة والموصل لتكوين وطن، الإفادة القصوى من الإنكليز كحليف، الحصول على الاستقلال الكامل للعراق).

ولا أدري لماذا حشر « بناء مجد العائلة الهاشمية بين هذه الأهداف»؟!  وربما أفضل منجز حققه فيصل الأول هو إنهاء الانتداب البريطاني ودخول عصبة الأمم المتحدة...وما ذكره عبد الرزاق الحسني حول اعتراف الملك فيصل بفشله في توحيد الشعب العراقي الذي كان يتكون من تكتلات بشرية بعيدة عن أي فكرة وطنية تشكل حقيقة واقعية نشأت لأسباب عديدة وبسبب الاحتلال العثماني الذي دام طويلا ولأسباب أخرى كثيرة... 

وتناول شخصية نوري السعيد، وعده شخصية مهمة في الحقبة الملكية في العراق ووصفه « ملك العراق غير المتوج» ويرى أن ولاءه كان للعراق أولا وللعائلة المالكة ثانيا، وللتاج البريطاني ثالثا. لكنه من جهة أخرى تناول مساوئه الكثيرة ومنها: اتهامه باغتيال توفيق الخالدي متصرف بغداد، لأنه كان يحمل أفكارا جمهورية، دخل في حزب التقدم لعبد المحسن السعدون لتخريبه من الداخل. مارس كل الأساليب القذرة ضد كل الناشطين السياسيين بمختلف الاتجاهات لأنها أحزاب تمثل الروح الوطنية «ولم تكن عنصرية أو دينية أو طائفية أو مناطقية». وكان له دور في إعادة محاكمة فهد (يوسف سلمان يوسف) و(محمد زكي بسيم) و(حسين محمد الشبيبي) و(ساسون شلمو دلال). في 14- 15- شباط 1949 وهم من قيادة الحزب الشيوعي العراقي. إضافة إلى كثير من الجرائم التي ذكرها الكاتب، ولذا ليس من المعقول أن يرتكب الكاتب أو غيره من المؤرخين خطأ جسيما بالإشادة بهذا المجرم بعد أن وصفه الشعب العراقي بأبشع الصور والأهازيج والذي لم يتجاوزها الكاتب نفسه فذكر « نوري السعيد القندرة وصالح جبر قيطانها».

وتناول المقدمات التي سبقت الثورات التغييرية في العالم ومنها الثورة الفرنسية وتطرق إلى تفاصيل كثيرة مهمة من الأحداث التي شكلت التراكمات التي مهدت لقيام الثورة ومنها كمونة باريس التي تعد أول ثورة اشتراكية في العالم وصولا إلى ثورة 14 تموز 1789 الفرنسية وعدد منجزاتها ومنها: اسقاط الملكية المطلقة وتأسيس الجمهورية، إلغاء النظام الإقطاعي، وفصل الدين عن الدولة والتحول إلى العلمانية، وغيرها.

ثم انتقل إلى الثورة البلشفية في روسيا، ومر على الحركات الثورية التي سبقتها، 23 تموز تمهيدا للتغيير الشامل الذي حدثت بدايته يوم 25 أكتوبر 1917.وتوج «بإسقاط النظام القيصري الاقطاعي وتأسيس نظام جمهوري شعبي»، وامتد نجاحه إلى بناء مجمع اشتراكي «وتأسيس الاتحاد السوفيتي والذي دام أكثر من سبعين عاما». 

ثم ينتقل إلى ثورة 14تموز 1958 بعد أن ربط بينها وبين ما حصل في العالم وفي الوطن العربي وخاصة في مصر في 23 تموز 1952 بقيادة جمال عبد الناصر، وما حدث في العراق ومنها حركة بكر صدقي عام 1936، وحركة رشيد عالي الكيلاني عام 1941.

وأكد على الحرية المحدودة للأحزاب الوطنية طيلة العهد الملكي من 1921 وحتى سقوطه في عام 1958 والتي شملت الأحزاب المعتدلة والأحزاب اليسارية وخص بالذكر الحزب الشيوعي العراقي ومساهمته بوثبة كانون الثاني 1948 وانتفاضة تشرين الثاني 1952، وجبهة الاتحاد الوطني 1957، ويذكر الكاتب أن عبد الكريم قاسم قد أبلغ الحزب الشيوعي العراقي عام 1956 بنيته القيام بحركة وطلب اسنادهم، وكذلك أبلغه ومعه الحزب الوطني الديمقراطي يوم 11 تموز 1958 بموعد قيام الثورة. لثقته العالية بهاذين الحزبين.

أتفق تماما مع ما توصل إليه الكاتب من أن « ثورة 14 تموز 1958لم ترتق لتكون الثورة العظيمة» ولكنها « ثورة تحرر متكاملة شارك فيها الجيش والشعب، هدفها الأساس تحرير العراق من النفوذ الأجنبي، وتحقيق إصلاحات اجتماعية واقتصادية لصالح الفقراء والمحتاجين».

وفي مقال بعنوان (الحوار بين الفكر الديني واليسار) وحسنا فعل عندما استخدم كلمة (الفكر) ليبعده عن التطبيقات والممارسات التي لا تنتمي لهذا الفكر حسب رأيه وشخص بعض الأحزاب او التشكيلات المتطرفة التي استخدمت الدين وسيلة لوصولها، ودعا الأحزاب المدنية والعلمانية وبخاصة الحزب الشيوعي العراقي إلى خوض هذه التجربة وأشاد بتحالف (سائرون)، والمقال كتب قبل خوض الانتخابات وكان يأمل أن يحقق هذا التحالف نتائج مثمرة وسماها: «نصرا للاثنين» وفي الحقيقة لم يحقق هذا التحالف نصرا ملحوظا مما دفع نائبي الحزب للاستقالة من عضويتهما في البرلمان. وذكر نخبة من أعلام القادة الإسلاميين الذين نصروا الفقراء ولم يفد أحدهم من منصبه ماديا، ولم يفد عائلته أو أقاربه على حساب جمهرة الفقراء والمحتاجين. وهذا ذُكِرَ من قبل المفكرين والأدباء الشيوعيين وغيرهم وربما ما قاله الشاعر الكبير مظفر النواب خير مثال» أنبيك عليا ما زلنا نتوضأ بالذل... لو جئت اليوم لحاربك الداعون إليك وسموك شيوعيا».

وتضمن الكتاب مجموعة مقالات كتبت ونشرت بين عام 2013 و2022 ماعدا مقالين كتب الأول في عام 2006 وهو عبارة عن مقترح مهم جدا وهو « إعادة تشكيل الجيش الوطني العراقي « دعا فيه إلى ضرورة إعادة قانون الخدمة الإلزامية لكل من بلغ 18 سنة من الشباب وأضاف إليه من النساء أيضا، ويشمل كل العراقيين بعيدا عن القومية والطائفية، الفقر والغنى، والعشائرية والحزبية. والثاني في عام 2007 وتناول فيه: حقوق الأكراد وسلامة العراق». ولم أجد أي مقال في هذا الكتاب نشر عام 2015 وأيضا في 2019 والغريب أن في هذا العام حدثت انتفاضة تشرين، ومع ذلك هناك إشارات إليها في مقالاته الأخرى.

وجدت في هذه المقالات كثيرا من الأفكار والمقترحات المهمة جدا، وجلها لها علاقة كبيرة في معالجة الوضع المتأزم والفاسد والمتراجع كثيرا عما يصبو إليه المواطن وما يعانيه من أزمات مستفحلة نشأت منذ الاحتلال ثم استفحلت مع الحكومات الفاسدة المتعاقبة على حكم العراق الجريح، وفي ظل غياب الحلول الصحيحة للأزمات ومنها: دور المواكب الحسينية وتاريخ الكثير منها وظف ضد الحكام الظالمين وفي الدفاع عن المواطن المظلوم وتحويل شعاراتها إلى مطالب حقيقية لرفع الظلم عن الشعب العراقي.

ومعالجة مشكلة الموارد المائية وضرورة الاهتمام ببناء سدود ونواظم وخزانات، وصيانة أو تجديد ما صار باليا، بدلا من أن تذهب لشط العرب ومنه إلى الخليج...

ودعا إلى ضرورة التخفيف عن اللامركزية في الحكم، وتقوية الدور المركزي، ولم يكن إلى جانب استمرار مجالس المحافظات وضرورة إيقافها لخمس سنوات على الأقل.     ونبذ أن تتشكل الأحزاب على أساس طائفي أو قومي وأن يمنع ارتباط أي حزب عراقي بطرف أجنبي. إضافة إلى فصل الدين عن الدولة.

وطالب بالبديل السياسي المناسب في العراق ووضع كثيرا من مقومات هذا البديل. بعد أن عجزت كل البدائل التي جاءت بعد الاحتلال عام 2003 والتي زرعت أمراضا مستعصيا لا يمكن علاجها بالترقيعات الشكلية التي لا تمس المشكلات المستعصية. ويبدو أن جميع المحاولات لم تكن جدية أو جذرية. ولم يعد بإمكان تقديم برامج عملية لحلها.

ودعا إلى إيقاف كل المليشيات الرسمية أو التابعة لأحزاب أو شخصيات بدون موافقات والتي سببت في عرقلة دور القوات المسلحة الوطني.

وعد مقاطعة الانتخابات البديل الأضعف. ولم يستخف بموقف الشيوعيين والصدريين في المقاطعة ويرى من الضروري تداول هذا الموضوع معهما. لكنه نسي أن المقاطعة شملت أكثر من 80 بالمائة من الشعب العراقي بغض النظر عما أعلن رسميا وهو 60 بالمائة وهي نسبة كبيرة لا يستهان بها.

هذه الملاحظات وغيرها وطبيعة دراستها جعلتني أتمتع بقراءة هذا الكتاب كثيرا، وأحترم كل الآراء والأفكار والمقترحات بغض النظر عن اختلافي أو اتفاقي معها ... لكني أجد من الضروري قراءة هذا الكتاب من قبل كل الحريصين على مستقبل العراق السياسي.

********************************************************

هل يتولى اليسار الحكومة الفرنسية؟

رضي السماك

إذا ما تذكرنا ما مرت به فرنسا منذ تسنم الرئيس مانويل ماكرون الرئاسة 2017 من سنوات «عجاف» عانت منها الطبقات الوسطى والفقيرة -سياسياً واقتصاديا ومعيشياً- فإن نتائج الانتخابات النيابية الفرنسية التي أظهرت تقدم تحالف اليسار لا تعد مفاجأة بالمطلق،وقد عبّرت هذه الطبقات عن احتجاجاتها خلال السنوات القليلة الماضية في انتفاضات الضواحي المهمشة، والحراك السياسي والنقابي( الأضرابات العمالية)، وحركة السترات الصفر. ولم يكن فوز اليمين المتطرف في الانتخابات الأُوروبية يدل على مؤشرات مطلقة على تسيده الساحة السياسية، في دول الأتحاد الأُوروبي الكبرى، ذلك بأن الوجه الآخر للمشهد السياسي ينبض بحراك  طلابي شبابي فاعل يمثل الضمير الإنساني والأخلاقي العالمي برز إزاء ما يرتكبه جيش الأحتلال الإسرائيلي من إبادة جماعية بحق أهالي قطاع غزة.

ولعل أصوات كل هذه الفسيفساء من ألوان الطيف السياسي الاجتماعي المحسوبة تقليدياً على اليسار ساهمت تصويتياً بقدر أو بآخر في اللحظات الانتخابية الأخيرة في الجولة الثانية بقلب النتيجة رأساً  على عقب،هذا بالرغم من الأحباط المزمن المرير من النظام الديمقراطي المتقادم العاجز عن تمثيل مصالح الغالبية العظمى من الطبقات المتضررة من الوضع القائم، والذي جعل رئيساً فاشلاً مثل أيمانويل ماكرون يُنتخب لولاية ثانية عام 2022 مستفيداً من انقسام اليمين المعتدل وتشتت اليسار واحباط الناخب الفرنسي من التغيير. ولعل تسرع ماكرون  باستخدام المادة 12 من الدستور لحل البرلمان والدعوة  لانتخابات جديدة على إثر فوز اليمين المتطرف في الانتخابات الأوروبية،قد أعطى فرصة ذهبية لقوى اليسار العريض لتوحيد صفوفها سريعًا، وسحب البساط من تحت حساباته وحسابات يمين الوسط،  ممثلاً في تحالفه الحاكم نفسه واليمين المتطرف، وعلى رأسه التجمع الوطني بقيادة مارين لوبان.

ومع أن المعضلة الأساسية في المشهد السياسي الراهن تتمثل في عدم فوز أي كتلة من الكتل السياسية الثلاث المتصدرة نتائج الانتخابات بالأغلبية المطلقة ( 289 مقعداً) التي تؤهلها تشكيل حكومة جديدة،وعلى رأس هذه الكتل تحالف اليسار ( الجبهة الشعبية الجديدة) المكون من قوى وأحزاب:  فرنسا الأبية، والاشتراكيين، وحزب الخضر، والشيوعيين، وقد حصد هذا التحالف نحو 190 مقعداً، فإن النتائج الانتخابية أظهرت بأن صعود اليمين لا يعبر بصورة حقيقية عن رأي أغلبية القواعد الانتخابية الشعبية العريضة. والحال فإن اليمين واليمين المتطرف إنما يستفيدان من اللعب فوق ملعب النظام الديمقراطي المزمن غير المجدد، اللهم إلا بشكل محدود، و يستفيدان أيضاً من تشتت وتناقضات اليسار، ناهيك عن إحباط القاعدة الشعبية العريضة من آفاق التغيير ومدى قدرة اليسار على إحداثه. على أن ماكرون ما زال يناور حتى اللحظة عن تكليف الكتلة الفائزة ( الجبهة الشعبية الجديدة) بتسمية رئيس الوزراء منها؛ لعله بذلك يستفيد من انشقاقات جديدة في صفوف اليسار، ومن ثم  عقد صفقات تحالفات مع قوى اليمين واليمين المتطرف، لكن بقدر ما تتمكن «الجبهة الشعبية» من تعزيز صفوفها و تجديد برامجها، وفق شعارات ذات آليات واقعية ممكنة غير متطرفة وجاذبة للقواعد الشعبية المستفيدة من هذه البرامج، بقدر ما ستتمكن من قطع الطريق على تحالف ماكرون وحزبه الحاكم وتحالف اليمين المتطرف، ومن ثم تتمكن من الوصول إلى الأغلبية المطلقة المطلوبة .

ومؤخراً أعلن أوليفيه زعيم الحزبز الاشتراكي استعداده لتولي رئاسة الحكومة، ويتردد أيضاً في المداولات اسم  الشيوعية السابقة هوغيت بيلو رئيسة المجلس الأقليمي لجزيرة ريونيون، وكذلك كليمانس غيتي من حزب الخضر. ونرى بأن اليسار الذي توحد لقطع الطريق على اليمين المتطرف من الوصول إلى السلطة لا ينبغي له أن يختلف على مرشح موحد.

ثمة فضيحة مدوية  كشفتها صحيفة «ليبراسيون» خلال الأسبوع الماضي عن تنظيم حفلات عشاء سرية منذ شهور والتي كانت تجمع المعسكر الرئاسي وأقطاب من التجمع الوطني اليميني المتطرف، على رأسهم مارين لوبان و جوردان باديلا،وهي فضيحة تكشف بجلاء مراهنة تكتل ماكرون اليميني- الذي يقدم نفسه «معتدلاً»- على التحالف مع اليمين المتطرف إذا ما جاءت النتائج الانتخابية مخيبة لتوقعاته بخسارة قاعدته النيابية وهو ما حدث .وفي تقديرنا فإن هذه الفضيحة ورقة مهمة في يد اليسار  لاستقطاب المخدوعين بأن الطبقة اليمينية الحاكمة معتدلة بكل تلاوينها ويمكن الوثوق بها. وهذا لن يتحقق إلا من خلال تمكن جبهة اليسار  من تعزيز صفوفها والقدرة تكتيكياً على شق التحالف الحاكم باستمالة من يمكن استمالتهم منه، أو استمالة على الأقل أعداد من صفوفه بما يحقق له الأغلبية المطلقة بزعامته ،وإذا ما تحقق ذلك فإنه يستطيع أن يفرض على الرئيس تسمية رئيس حكومة من كتلته.

*********************************************************

العدالة الاجتماعية  هدف وغاية الأحرار     

طارق العبودي

 

في حياتنا الاجتماعية ناس كثر سواء كأفراد أو جماعات أو أحزاب يبحثون عن الشهرة ويهتمون بتسليط الأضواء عليهم، ومن المفروض والضروري ان يكون لهم بصمة واضحة وعطاء ثر وغني ومميز سواء على المستوى الثقافي أو الاجتماعي أو السياسي أو أي مجال من مجالات الإبداع الانساني إن كانوا يبحثون عن الشهرة والتميز باستحقاق لا أن يركبوا الموجة وهم غير مؤهلين لذلك.

لكن للأسف أفرز الوضع الهش والمتهرئ والفوضوي لواقعنا الآن ناسا ومجاميع لا يملكون أي مقومات للمسؤولية ولا يحملون أي قدر من الوعي والإدراك والنضج الفكري، لكن بحكم الوضاعة والانتهازية ومسح أكتاف المتنفذين ومحاباتهم نراهم يصولون ويجولون ويحتلون مواقع مهمة في البلد ولهم نفوذ وسطوة والأمر والنهي.

بينما نلاحظ أصحاب الطاقات العلمية والفنية والادبية والفكرية لا دور بارز لهم ومغيبين وارقاما هامشية مما أفقد البلد الطاقات والمواهب التي يمكن توظيف إبداعهم وقدراتهم العلمية والمهنية في خدمة البلد وتطوره.

وهذا الوضع المؤلم الذي يتعارض مع القيم الإنسانية والأخلاقية والوطنية تساهم في تأبيده قوى داخلية وخارجية لا تريد للعراق الخير والتقدم وهو نتاج وإفرازات المحاصصة الملعونة.

ولهذا السبب عم الفساد والرشوة والترهل والبطالة المقنعة في مؤسسات الدولة وغياب سلطة القانون وتسيد الجهلة والأميون على المفاصل المهمة والحيوية في الدولة وانعدمت الخدمات والابتعاد عن وضع الرجل المناسب في مكانه المناسب. 

هذه اللوحة السوداوية والواقع المرير أقلق وأزعج الناس الطيبين وخلق حالة تبرم واستياء ورفض من كل المحبين والمخلصين لوطنهم وشعبهم والساعين إلى توحيد وتضافر جهود كل القوى المحبة للخير والتقدم والبناء والمطالبين بعراق جديد يرفض المحاصصة للنهوض بالبلد إلى ذرى التقدم والتطور، والإتيان بحكومة وطنية ديمقراطية توفر السعادة والخدمات والحقوق والعدالة الاجتماعية لجميع مكونات الشعب بدون تمايز.

*****************************************************************

الصفحة الثامنة

 

الكوت.. وقفة جماهيرية تدين تهميش ثورة تموز

 الكوت - علي جبار

تجمع العشرات من أبناء مدينة الكوت، صباح أول أمس الأحد، في وقفة جماهيرية احتضنتها «ساحة العامل» في مركز المدينة، وذلك استنكارا وإدانة لتهميش الحكومة والبرلمان ثورة 14 تموز 1958، وعدم إدراجها في مشروع قانون العطل الرسمية. وتضمنت الوقفة التي دعت إليها اللجنة الوطنية لتخليد ثورة 14 تموز، كلمات مجدت الثورة وأشادت بمنجزاتها. كما رفع الواقفون شعارات في المناسبة.  

وألقى الرفيق تيسير العتابي بيان اللجنة المركزية حول المناسبة. فيما تحدث الرفيق علي العزاوي عن الانجازات التي حققتها حكومة الثورة خلال 5 سنوات، من قوانين ومشاريع وخطط اعمارية وخدمات عجزت اي حكومة بعدها عن تحقيقها.

ورأى الناشط حميد عيدي ان الحكومة في عدم اعتبارها يوم 14 تموز عيدا وطنيا، تحاول طمس هذه الثورة، التي ستبقى خالدة في نفوس العراقيين.

ووزع المشاركون في الوقفة الأعلام العراقية وشعارات الجمهورية على المارة وسائقي المركبات.

وقد شارك في الوقفة شيوعيون وعناصر من التيار الديمقراطي، وعمال وكسبة وناشطون مستقلون من مختلف مدن واسط.

جدير بالذكر، ان منظمة الحزب الشيوعي العراقي في الكوت، قامت برفع شعارات صادرة في مناسبة ذكرى الثورة، في العديد من الأماكن العامة وسط المدينة.

**************************************************

إلى دهوك سفرة شيوعية ابتهاجاً بذكرى ثورة تموز

أربيل – طريق الشعب

نظمت اللجنة المحلية للمثقفين في الحزب الشيوعي العراقي، سفرة عائلية إلى مدينة دهوك، ابتهاجا بذكرى ثورة 14 تموز. وخلال السفرة التي انضمت إليها رفيقات ورفاق وأصدقاء وعائلاتهم، من بغداد ومحافظات عدة، جرى الاحتفال بالثورة المجيدة كمناسبة وطنية ورمزا لوحدة العراق.

 وقد تجمهر المشاركون في السفرة في إحدى الساحات بمركز دهوك. ورفعوا شعارات تحيي الثورة وتذكّر بمنجزاتها، وتستنكر عدم إدراج يوم 14 تموز في مشروع قانون العطل الرسمية، الذي صوت عليه البرلمان إبان أيار الماضي.

وأكد الجميع أن يوم 14 تموز سيبقى الجزء المضيء من تاريخ العراق الحديث، وستبقى ذكرى الثورة محفورة في ضمائر الشرفاء. 

***************************************************************

اتحاد نقابات عمال النجف يستنكر إلغاء عطلة 14 تموز

النجف - ايهاب طالب

استنكر اتحاد نقابات عمال النجف عدم إدراج يوم 14 تموز في مشروع قانون العطل الرسمية الذي صوّت عليه البرلمان نهاية أيار الماضي، مطالبا بإضافة هذا اليوم إلى المشروع كيوم وطني للعراق. واستذكر الاتحاد الثورة المجيدة وإنجازاتها المهمة، وذلك في فعالية خاصة نظمها أول أمس الأحد في مقره، احتفاء بعيد الثورة الـ66.

وذكّر بأن هذه الثورة شهدت تأسيس أول اتحاد نقابي عمالي في العراق، يعبّر عن حقوق ومصالح الكادحين. 

*****************************************************************

العراقيون في الدنمارك يحتفلون بذكرى الثورة المجيدة

كوبنهاغن – طريق الشعب

أقامت المنظمات الديمقراطية العراقية العاملة على الساحة الدنماركية، السبت الماضي، حفلا في مناسبة الذكرى الـ66 لثورة 14 تموز المجيدة، حضره العشرات من أبناء الجالية العراقية.

وتضمن الحفل كلمة مشتركة بين المنظمات، أشادت بالثورة ومنجزاتها، واستنكرت حملة التشويه والتهميش التي تتعرض لها.

وشهد الحفل فقرات غنائية قدمتها «فرقة طيور الأرض» الفلسطينية و»فرقة بابل» العراقية.

كما قامت رابطة الأنصار الشيوعيين العراقيين في الدنمارك، بتقليد مجموعة من رفيقاتها ورفاقها «وسام النصير الشيوعي».

*****************************************************

البصرة.. جلسة حوارية حول «الاجحاف بحق ثورة تموز»

البصرة – ماجد قاسم

عقدت اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في البصرة، الجمعة الماضية، جلسة حوارية حول الاجحاف الذي تتعرض له اليوم ثورة 14 تموز 1958 ومنجزاتها الكبيرة، بعدم إدراجها في مشروع قانون العطل الرسمية الذي صوت عليه البرلمان أخيرا.  حضر الجلسة ممثلون عن قوى وطنية وديمقراطية في البصرة. وتحدث فيها سكرتير المحلية الرفيق كاظم محسن والخبير القانوني طارق الابريسم ومنسق التيار الديمقراطي في البصرة د. يسر الفرطوسي وآخرون. وقد أوضح المتحدثون الخطأ «المقصود» الذي ارتكبه البرلمان بالتصويت على مشروع قانون العطل الرسمية من دون تضمينه يوم 14 تموز، مبينين أن جلسة التصويت غاب عنها أكثر من 170 نائبا.

فيما أشاروا إلى قرار رئيس الجمهورية اللاحق، بمعالجة هذا المشروع غير الدستوري.

**********************************************************

شيوعيو نينوى يحيون يوم 14 تموز

الموصل – طريق الشعب

عقدت منظمة الحزب الشيوعي العراقي في الموصل، أخيرا، جلسة حوارية في مناسبة الذكرى الـ66 لثورة 14 تموز المجيدة، حضرها جمع من الشيوعيين وأصدقائهم.

سكرتير المنظمة الرفيق محمد عمر، استهل الجلسة بكلمة تطرق فيها إلى موقف الحزب المساند للثورة. أعقبه السيد مقداد عبد الأمير بكلمة باسم اتحاد نقابات عمال نينوى.

وفي السياق، وبتنسيق بين منظمة الحزب و»مركز يحيى قاف» الثقافي في الموصل، عرض نادي السينما التابع إلى المركز، فيلما بعنوان «أسرار ثورة 14 تموز».

وبعد انتهاء الفيلم فتح باب الحوار حول أحداثه. وقد استذكر الحاضرون منجزات الثورة المهمة. 

من جانب ذي صلة، أحيت منظمة الحزب في منطقة برطلة، ذكرى الثورة. حيث استذكر الرفاق وعديد من أصدقائهم، هذا الحدث المهم.

كذلك، احتفى شيوعيو ناحية القوش وقضاء بعشيقة، بذكرى الثورة. ورفعوا شعارات في المناسبة، في العديد من الأماكن العامة.

*****************************************************************

.. وعن الثورة جلسة حوارية في النجف

النجف – طريق الشعب

في مناسبة الذكرى الـ66 لثورة 14 تموز المجيدة، نظمت اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في النجف ندوة حوارية حضرها عدد من الشيوعيين وأصدقائهم.

وتحدث في الندوة الرفيق نعمة ياسين، وأشار في مستهل حديثه إلى ان من اجهض الثورة هم الرجعيون والاقطاع والمخابرات الأجنبية، بانقلاب نفذه البعثيون، مضيفا قوله: «الآن أولاد هؤلاء واحفادهم في الاحزاب المهيمنة على السلطة، يريدون طمس هذه الثورة، وعدم استذكار ثورة وطنية وقادة يتسمون بالشرف والنزاهة، عكس الذين نهبوا خيرات البلاد ودمروا الوطن وخدموا الأجنبي».

ثم تطرق إلى المحاولات الهادفة لتشويه الثورة واعتبارها انقلابا عسكريا، مبينا أن «اغلب من قاد البلد في العهد الملكي، عسكريون، مثل جعفر العسكري ونوري السعيد وطه الهاشمي، ومحاولات الانقلابات العسكرية التي حصلت في تلك الفترة قام بها عسكريون متنفذون. فما الضير في ان يكون قادة ثورة تموز عسكريين؟»، مذكرا بمساندة جماهير الشعب الثورة، وبما أحدثته هذه الحركة الوطنية من إنجازات مهمة.

بعدها فُسح المجال أمام الحضور للحديث عن الثورة، وكان أولهم الرفيق عبد علي وهب، الذي ألقى الضوء على أسباب الثورة، وكيفية التخطيط لها وتنفيذها.

فيما تحدث الرفيق عبد الكريم بلال عن دور الحزب الشيوعي العراقي وسكرتيره في ذلك الوقت الشهيد الخالد سلام عادل، في توحيد صفوف الحزب، وتوحيد الأحزاب الوطنية في جبهة الاتحاد الوطني، تمهيدا للثورة. أعقبه الرفيق عادل بقر الشام (أبو وليد)، بالإشارة إلى تهيؤ الحزب للثورة قبل اندلاعها.

وساهم د. حيدر خطاب في توضيح الفرق بين الثورة والانقلاب العسكري. بينما تحدث الرفيق عيسى ناصر عن مستلزمات وشروط اندلاع الثورة، والتي يراها توفرت في ثورة 14 تموز.

هذا وأدان الحاضرون جميعا عدم إدراج يوم 14 تموز في مشروع قانون العطل الرسمية الذي صوّت عليه البرلمان في أيار الماضي.

وفي الختام قرأ الرفيق حسين حموزي قصيدة للجواهري الكبير. ثم قدم سكرتير اللجنة المحلية الرفيق أحمد تويج، الشكر إلى الحضور على المساهمة في الندوة.

*********************************************************

الصفحة التاسعة

لا يمكن القفز على يوم العراق الوطني

جاسم الحلوائي

هذه خلاصات مقال نشر قبل أربع سنوات وتحديداً في ١٤ تموز ٢٠٢٠، أعيدُ نشره بمناسبة شطب اليوم الوطني العراقي، ١٤ تموز، من قانون العطلات، وفق قانون تبناه مؤخرا، وبلا خجل، مجلس النواب غير الشرعي الذي يسيطر عليه تحالف أقلية من الأحزاب، مستفيدة من انسحاب التيار الفائز في الانتخابات الأخيرة. وقد كان كاتب هذه السطور أحد السجناء السياسيين الذين أطلقت الثورة سراحهم.

شهد العراق في خمسينيات القرن الماضي نهوضاً وطنياً عاماً عكس نفسه في الاستعداد الجماهيري لخوض النضالات المطلبية والسياسية، والنزوع القوي نحو الاستقلال الناجز للبلاد ورفض جميع الاتفاقيات المكبًّلة لحريته مع الدول الاستعمارية. وكانت الظروف الدولية مشجعة، وتمثل ذلك بانتصار الثورة الصينية وحصول الهند وإندونيسيا والعديد من الدول الآسيوية الأخرى على استقلالها. وعلى الصعيد الإقليمي، نالت سوريا ولبنان استقلالهما، وأممت إيران نفطها، وسقط النظام الملكي الموالي للاستعمار في مصر، وتصاعدت حركة السلام العالمية، وظهرت كتلة عدم الانحياز. في مثل هذه الظروف كانت الأقلية الحاكمة في العراق تسبح ضد التيار، وتسعى بكل قواها إلى ربط العراق بالأحلاف العسكرية الاستعمارية. وقد حققت الفئة الحاكمة ذلك بانضمامها إلى حلف بغداد، بعد بطشها بالشعب وقواه الوطنية. وبذلك فضحت نفسها أكثر فأكثر باعتبارها فئة موالية للاستعمار.

وعلى الصعيد الاقتصادي - الاجتماعي تعمّق التمايز الطبقي في المجتمع خلال السنوات السابقة لثورة 14 تموز في كل من الريف والمدينة على السواء. ولكن هذا التمايز اتخذ في الريف أبعاداً أوسع، وأفرز نتائج أخطر امتدت آثارها إلى المدينة، لأن تعاظم الفقر الذي حاق بالفلاحين، دفع بمئات الألوف منهم إلى ترك ديارهم والهجرة إلى المدينة حاملين معهم إليها كل أوضاع المجتمع الريفي الفقير المتخلف... وكان العامل الأول في إفقار الفلاحين هذا قد نبع عن اتساع عملية استيلاء الملاكين الكبار على الأراضي الزراعية.

وجرت العملية المذكورة نتيجة لسياسة الحكومة التي كان يهمها، خاصة في السنوات الأخيرة من عمرها، تطمين مصالح الإقطاعيين الذين باتوا أحد أعمدة النظام الأساسية. فشرّعت الكثير من التشريعات لتحقيق تلك السياسة، حتى بلغ التفاوت بين ملكية الأرض الزراعية، ما بين الفلاحين والملاكين، حداً لا مثيل له في أي بلد في العالم. إن 3 بالمائة فقط من مجموع مالكي الأراضي الزراعية في العراق كانوا يملكون ثلثي الأراضي الزراعية في عام 1958. أما في مصر وسوريا فكانت النسبة المماثلة تبلغ   35 بالمائة و36 بالمائة فقط من الأراضي الزراعية بيد الملاكين الكبار. وكان هناك ثمانية ملاكين عراقيين فقط بحوزة كل واحد منهم أكثر من مائة ألف (100000) دونماً. وكذا الحال في مصر التي كان من يملك فيها 162,2 دونما فأكثر يُعد من الملاكين الكبار. وكانت حصيلة هذه السياسة تعاظم إفقار الفلاحين. ولم تستوعب الزراعة آنذاك وفي أغلب أشهر العام سوى 50 بالمائة من الأيدي العاملة في الريف. ونتيجة لهبوط إنتاجية العمل في الزراعة العراقية، لم يحصل المنتجون المباشرون ما يسد رمقهم. وكان ذلك سبباً في تعاظم إفقار الفلاحين وبؤسهم المريع، فاضطروا إلى الهجرة بأعداد كبيرة صوب المدن، لاسيما الكبيرة منها.

أثار تأميم صناعة النفط في إيران عام 1951 حماسة الجماهير الشعبية للمطالبة بتأميم النفط العراقي. وأخذت الصحف تنشر البرقيات والعرائض الجماهيرية المطالبة بذلك. وعند مصادقة البرلمان الإيراني على قرار حكومة مصدق، طالب عشرون نائبا في البرلمان العراقي أن يحذو البرلمان العراقي حذو جاره. ومن أجل الالتفاف على هذه الحركة قامت الحكومة العراقية بالاتفاق مع شركات النفط ببعض الإجراءات الجزئية لتبديد زخم المطالبة، ولكن دون جدوى.

في شباط 1952 وقعت الحكومة اتفاقاً جديداً مع شركات النفط يقضي بأن تدفع الشركات إلى الحكومة العراقية ستة شلنات ذهبا عن الطن الواحد من النفط الخام. وطبقا للحسابات التي تجريها الشركات، زعم الطرفان أن حصة الحكومة باتت تعادل خمسين بالمائة من صافي الأرباح التي تحصل عليها الشركات. وألزمت الاتفاقية المذكورة الشركات بتصدير 30 مليون طن من النفط الخام سنويا. وقررت الفئة الحاكمة رصد 70بالمائة من عائدات النفط لمجلس الإعمار، الذي غرس الانكليز والأمريكان عناصرهم فيه باسم الخبرة والاستشارة منذ ظهوره للوجود في عام 1950. وجاءت استشارتهم بتوجيه الأموال للقطاع الزراعي بالأساس. وليس بهدف الارتقاء بأساليب الزراعة وزيادة إنتاجيتها، وإنما إلى العمل فقط على توسيع الأراضي الزراعية بدعوى أن استصلاح المزيد من الأراضي وتوزيعها على المزارعين الصغار سيحسن من شروط عمل الفلاحين لدى الملاكين الكبار ويخفف من وطأة البطالة. لكن الأراضي المستصلحة في ظل سياسات الحكم الموالية للملاكين الكبار كانت تقع في أيدي هؤلاء في النهاية. ورغم كل ما أنفق من أموال طائلة في هذا القطاع فإن قيمة الإنتاج الإجمالي للقطاع الزراعي تراجعت من 39 بالمائة من الناتج القومي الإجمالي للبلاد إلى 30 بالمائة في عام 1958.

وحُرم القطاع الصناعي من أموال مجلس الإعمار بحجج مختلفة، في مقدمتها، عدم تمكن الصناعة الوطنية من منافسة الصناعة الأجنبية المستوردة إلا في ظل سياسة حماية شديدة ستؤدي إلى الاحتكار، وبالتالي زيادة أسعار المنتجات الصناعية المحلية، ومن شأن ذلك تدمير موارد البلاد وعرقلة تقدمها. ولكن ما لم يفصح عنه هؤلاء الخبراء، إنهم بتأكيدهم على تجنب الحماية، إنما يدافعون عن مصالح الشركات الاحتكارية الأجنبية، التي ظلت تحتكر معظم تجارة التصدير والاستيراد حتى ثورة 14 تموز بالتعاون مع بعض التجار المحليين الكبار. وأدى هذا الموقف من الصناعة الوطنية إلى أن يكون نموها بطيئاً ولا يتناسب مع إمكانيات ومتطلبات تطويرها، حيث لم يشتغل في الصناعة سوى 264 ألف شخص قبل ثورة 14 تموز 1958.

ومع تنامي الإنفاق الحكومي وشركات المقاولات، وأغلبها أجنبية، وتزايد الطلب على السلع الاستهلاكية والإنتاجية، تنامى عدد الذين يتعاطون التجارة بالجملة والمفرد. ومما له دلالته في هذا الصدد هو تأسيس العديد من الغرف التجارية الجديدة في الخمسينيات إلى جانب غرف بغداد والبصرة والموصل، وذلك في كل من مدن العمارة والنجف وكربلاء والحلة وكركوك والناصرية. وبلغ عدد المسجلين في جميع الغرف التجارية 9423 تاجراً قبل ثورة 14 تموز. ويشير كل ذلك إلى نمو البرجوازية التجارية ونمو وعيها الطبقي. وشكل الصناعيون في الفترة موضوعة البحث اتحادهم الخاص بعد أن كانوا ينتمون إلى الغرف التجارية سابقاً.

وارتباطا بكل هذا. ومع تزايد الدور الذي باتت تلعبه الدولة في مختلف المجالات اتسع الجهاز الحكومي وأدى هذا، إلى جانب عوامل أخرى، إلى اتساع التعليم بكل مراحله.

على أي حال، أدى الإنفاق الواسع على مشاريع مجلس الإعمار في بلد كان يشكو في الأساس من ضعف قدراته الإنتاجية، إلى ارتفاع كبير في الأسعار. وواجه المستهلكون والمنتجون على السواء دوامة التضخم النقدي الذي عانى منه الكادحون آنذاك بوجه خاص، وكان ذلك أحد أسباب التوتر في قلب المجتمع.

في صيف عام 1954 أصبح نوري السعيد رئيساً للوزراء من جديد. وأصدر من 22 آب إلى 12 تشرين الأول جملة من المراسيم التعسفية التي اشتهرت باسم (المراسيم السعيدية). كانت هذه المراسيم معادية لأبسط الحقوق الديمقراطية ومخالفة لدستور البلاد. وكانت باكورة هذه المراسيم مرسوم حل المجلس النيابي، الذي لم يعقد سوى جلسة واحدة انتخب فيها رئيسه. ولم يحظر نوري السعيد نشاط الأحزاب المجازة فحسب، بل حلّ جميع الجمعيات المجازة بمختلف أنواعها وأغراضها أيضاً، وألغى امتيازات جميع الصحف. وأجاز فقط ثلاث صحف موالية للحكومة. وألزم نوري السعيد السجناء الشيوعيين الذين ينهون محكوميتاهم بإعلان البراءة من الشيوعية والتعهد بخدمة الملك وإلا ستسقط عنهم الجنسية العراقية! وأقدمت حكومته فعلا على إسقاط الجنسية عن عدد من الشيوعيين والديمقراطيين، ومن بينهم المحاميان المشهوران توفيق منير نائب نقيب المحامين وكامل القز انجي، وتم تسفيرهما إلى تركيا. كما أسقطت الجنسية عن عدد من الوطنيين ممن كانوا خارج البلاد وهم عزيز شريف وصفاء الحافظ وكاظم السماوي وعدنان الراوي.

وبادرت حكومة نوري السعيد بشن حملة اعتقالات واسعة في صفوف القوى الوطنية. وفصلت عددا كبيرا من أساتذة الجامعات والمدرسين والمعلمين والموظفين والطلبة ذوي الميول الوطنية والديمقراطية وحجزتهم في معسكرات تحت عنوان أداء الخدمة العسكرية. وباتت (البراءة) من الشيوعية مطلوبة للقبول في الكليات حتى ولو كان المرء قومياً! وأضحى جلياً بأن كل هذه الإجراءات هي مقدمة وتمهيد لربط العراق بالأحلاف العسكرية الإمبريالية. وعلى إثر تلك الإجراءات بدأت الحركة الوطنية الديمقراطية تعاني من التراجع. لقد كانت الحركة الوطنية في جزر، فلم تتمكن من التصدي الفعّال لإحباط مساعي الحكومة لعقد الحلف.

عزلت سياسة نوري السعيد العراق عن شقيقاته العربيات، وانخرطت في التآمر ضدها على المكشوف، مما وسع السخط وعمّقه ضد الحكم الرجعي. ومن مؤشرات ذلك تحول إضراب قصابي الموصل، احتجاجاً على زيادة الضرائب، إلى إضراب عام شمل المدينة كلها ودام أسبوعا كاملاً، حيث عبر الموصليون فيه عن تضامنهم مع مصر التي أممت قناة السويس، وعن حقدهم على حكومة نوري السعيد وحلف بغداد. وقد واجه الحكم الاستبدادي الإضراب السلمي بإعلان حالة الطوارئ، وشن حملة واسعة من الاعتقالات شملت عدد من المحامين والنواب السابقين. وحُكم على 200 من أبناء المدينة بالسجن، وأرسل قسم منهم إلى سجن نقرة السامان الصحراوي.

وفي يوم 16 آب 1956، اليوم الذي حدده الإمبرياليون لعقد مؤتمر لندن لتقرير طريقة الانتقام من مصر جراء إقدامها على تأميم قناة السويس وضرب مصالحهم الإستراتيجية في المنطقة، عمّ الإضراب بغداد والموصل والرمادي والحي والحلة ومدنا عراقية أخرى، رغم كل أساليب الحكومة الوحشية لإفشال الإضراب. وساهم في الدعوة للإضراب إلى جانب الحزب الشيوعي كل من الحزب الوطني الديمقراطي وحزب الاستقلال وحزب البعث العربي الاشتراكي. وخرجت الجماهير بمظاهرات تحمل الأعلام العربية وشعارات التضامن مع مصر. فقابلتها الشرطة بالرصاص واعتقلت أكثر من عشرين متظاهراً. وطُوقت السفارة المصرية لمنع دخول المتطوعين للدفاع عن مصر، وطالب زبانية السلطة المعتقلين بشتم الرئيس عبد الناصر. وكان الإضراب استجابة لدعوة اللجنة المركزية العربية التي تشكلت في دمشق، وقد عم الإضراب في نفس اليوم العديد من الدول العربية.

ومع بدء العدوان الثلاثي على مصر من قبل بريطانيا وفرنسا وإسرائيل في 29 تشرين الثاني 1956، تأججت المشاعر الوطنية والقومية لدى الشعب العراقي. ولكن الحكم الرجعي واصل مواقفه المنافية لأبسط مستلزمات التضامن القومي، فقطع علاقته الدبلوماسية مع فرنسا ولم يقطعها مع بريطانيا المعتدية. فزاد هذا الموقف من تأزم الأوضاع، فاجتمعت الأحزاب الوطنية والقومية، الحزب الشيوعي العراقي والحزب الوطني الديمقراطي وحزب الاستقلال وحزب البعث العربي الاشتراكي وعدد من الديمقراطيين المستقلين، لدراسة الموقف، وقررت تشكيل قيادة موحدة لقيادة النشاطات الاحتجاجية ضد العدوان وضد الحكم الرجعي. وفي إطار النشاط الطلابي تكونت لجنة طلابية عليا للتضامن مع الشعب المصري. وقد أشرفت هذه اللجنة على تعبئة الطلبة وقيادة مظاهراتهم.

اندلعت انتفاضة تشرين الثاني 1956 لنصرة مصر وكانت حركة التحرر الوطني العربية في أوج نهوضها. وخرجت الجماهير الشعبية العراقية في مظاهرات احتجاجية عارمة على العدوان ولنصرة مصر الشقيقة، وهتفت بسقوط حكومة نوري السعيد وحلف بغداد. وقد عمت المظاهرات ثلاثين مدينة من جنوب العراق إلى شماله مرورا بوسطه. وكانت واسعة جداً في مدينة النجف، وساهمت فيها مختلف الفئات الاجتماعية بما في ذلك رجال دين بارزون. وقد استمرت المظاهرات في البلاد مدة شهرين، وتوّجت بانتفاضة الحي الباسلة. جوبهت المظاهرات من قبل حكومة نوري السعيد بالأحكام العرفية وتعطيل الدراسة في الكليات والمدارس وبالقمع العنيف. وسقط الكثير من الضحايا، وتعرض حوالي عشرة آلاف طالب للفصل والإبعاد والسجن، وأرسلت المحاكم العسكرية المئات من المناضلين إلى السجون.

كانت السلطات تتحسس، وهي على حق، من أي شعار، حتى ولو كان شعارا قومياً عاما مثل «يعيش جمال عبد الناصر» لأنه ينطوي على عداء لحلف بغداد وحكومة نوري السعيد. وقد لعب الشيوعيون دوراً فعالاً، إن لم نقل طليعياً، في المظاهرات. وكان أول شهداء الانتفاضة الكادر الشيوعي الباسل عواد الصفار عضو لجنة منطقة بغداد الذي استشهد في العاصمة، وآخرهم الشيوعيان البطلان عطا الدباس وعلي الشيخ حمود اللذان أعدما في ساحة الصفا التي تقع وسط مدينة الحي والتي كانت تنطلق منها المظاهرات، بعد أن قمعت الطغمة الحاكمة انتفاضة المدينة الباسلة مستخدمة حتى الأسلحة الثقيلة.

كانت الأحزاب السياسية حتى انتفاضة تشرين 1956 عازمة على إجراء التغيير في الحكم سلميا. وقد نصت وثيقة الكونفرنس الثاني للحزب الشيوعي العراقي، الذي يمثل الجناح اليساري في الحركة الوطنية، الصادرة في 1956 على اعتبار المعركة «ذات طابع سلمي غالب». وكانت هذه الانتفاضة ثالث انتفاضة خلال ثمانية أعوام، ولم تتمكن من تحقيق تغيير في طبيعة الحكم. وإن تمكنت الجماهير الشعبية من التنفيس عن مشاعرها في الانتفاضتين الأوليتين وتحقيق بعض المكاسب الجزئية، فإن الأجهزة القمعية التي تضاعفت قوتها آنذاك بفضل ازدياد عائدات النفط، وبفضل خبرة خبراء حلف بغداد، لم تسمح بتحرك جماهيري واسع في العاصمة بغداد، حيث قمعت بقسوة شديدة وبالرصاص جميع المبادرات النضالية. وقد استخدمت الحكومة الحديد والنار لقمع انتفاضتي النجف والحي. وإذا ما ناور النظام في الانتفاضتين السابقتين ولجأ إلى إجراءات تنفسية وتخديرية، فإنه لم يكتف بعدم لجوئه لذلك فحسب، بل تهجم نوري السعيد في خطابه رداً على الانتفاضة بعنف وصلافة. وقد ختم خطابه مردداً باستهتار الهوسة المعروفة (دار السيد مأمونة)، ليستفز المشاعر الوطنية والقومية ويدفع جميع القوى الوطنية إلى اليأس من إمكانية إجراء التغيير سلمياً. وهكذا لجأت الأحزاب السياسية إلى الجيش فوجدته جاهزاً للعمل. فتشكلت اللجنة العليا للضباط الأحرار في كانون الأول 1956. وكانت نواة هذه المنظمة قد تأسست في أيلول عام 1952، أي بعد انقلاب جمال عبد الناصر بشهرين.

كان الجيش العراقي شديد التأثر بما يجري في المجتمع العراقي. وكانت الأجواء السائدة في داخله أكثر إثارة للاستياء لأسباب ذاتية وموضوعية. فمن المعروف إن الجيش العراقي يعتمد على الخدمة الإلزامية، وإن قاعدته من الكادحين والفقراء الأكثر معاناة من سوء الأوضاع، حيث يتهرب أبناء الميسورين من أداء الخدمة بدفع البدل النقدي أو بالتحايل على القوانين مستغلين الفساد الإداري. أما بالنسبة للضباط فإن إجمالي سلك الضباط ينحدر من أصول تعود إلى الطبقات الفقيرة والمتوسطة.

وكان للأوضاع وللأحداث الوطنية والقومية صداها وتفاعلاتها في الجيش، كانتفاضات الشعب المتتالية منذ 1948، واستخدام الجيش لقمع انتفاضات وتحركات الجماهير الواسعة منذ عام 1952، أي تحويل الجيش إلى قوة بوليسية سياسية لتصفية الخصوم السياسيين. وتواطؤ الحكام وخياناتهم في حرب فلسطين، ونجاح الضباط بقيادة جمال عبد الناصر للاستيلاء على السلطة عام 1952 وبدء الثورة المصرية، وتأميم قناة السويس والعدوان الثلاثي على مصر وموقف الحكومة العراقية المهين للمشاعر القومية من العدوان، بعزلها العراق عن العالم العربي بحكم ارتباطها بحلف بغداد. كما يمكن أن يضيف المرء عوامل موضوعية أخرى كان لها صداها وتأثيرها في الجيش، مثل صفقة الأسلحة التي تلقاها المصريون من الاتحاد السوفييتي وبكميات هائلة لا يمكن مقارنتها بما حصل عليه نوري السعيد من حلفائه، والاتحاد مع الأردن عام 1958، كرد هاشمي على تأسيس الجمهورية العربية المتحدة، والذي لا يخدم سوى الأسرة الهاشمية المعزولة، في حين يرهق العراق مالياً.

ولم يأت تحرك الجيش لقلب نظام الحكم في 14 تموز، ولا تأسيس منظمة الضباط الأحرار بقرار من الأحزاب الوطنية. فقد كان لتأسيس المنظمة ظروفها الموضوعية والذاتية الخاصة بها. وقد تأسست المنظمة وترعرعت قبل أن تلتفت الأحزاب الوطنية إلى استخدام الجيش كرأس رمح لإسقاط النظام.

وهكذا نرى أن نظام الحكم الملكي بزعامة نوري السعيد لم يقف عائقاً أمام تطور البلد فحسب، بل وقد سد كل السبل أمام القوى الوطنية والتقدمية من أن تلعب دورها في تقدمه بالطرق السلمية. ومن هنا اكتسب إسقاط النظام وبالعنف مشروعيته.

كان الرابع عشر من تموز تعبيرا عن إرادة الشعب العراقي في التخلص من طغم تحكمت به وببلاده منذ تطوعها لخدمة الاحتلال البريطاني للعراق، وكانت طوع بنانه منذ تشكيل العراق الجديد عام ١٩٢١ حتى عام ١٩٥٨، ولهذا نظر عن حق إلى الرابع عشر من تموز كيوم وطني لبلاد الرافدين، لا يمكن القفز عليه أو شطبه من الذاكرة الجمعية للعراقيين. وسيظل في ضمير العراقيين رمزا لعزتهم ومرشداً لتحقيق التغيير المنشود، وسيعود إن عاجلا أو آجلاً عيدا وطنيا للعراق وشعبه.

*********************************************************

ثورةٌ عراقيّةٌ لا تُختصرُ

عمر السراي

الرابع عشر من تمّوز ثورةٌ عراقيّةٌ لا تُختصرُ في زاوية ضيّقة من زوايا الذاكرة، ولا يُمكنُ للمحبّين أو الكارهين أن يضعوها في ماعونٍ يُباع ويُشترى، ويجدُّ لنفسه حيّزاً في معارض فخمة.

الرابع عشر من تمّوز صوتُ حريّة ضد إقطاع مهيمن، واستعمار متغلغل، وصرخةٌ للفقراء المظلومين بوجه السجّان، وتكسير قضبان في فضاء جدارية متكلّمة.

كلامي هذا عاطفةٌ خالصة، إذ لا يمكن للمنطق أن يناقش ثورةً آوت فلّاحاً نازحاً من بطش (سركال)

ولا يقوى التحليلُ على تفسير دمعة طفلة منبوذة في غياهب صحراء، ولا يجيدُ التنظير الحديث عن لوعة (طوّاشة) يغتصبها سوط ثريٍّ في بستان مقفر.

الرابع عشر من تمّوز ميلاد وطنٍ آمن شعبه بأن يكون جمهوريةً ومازال، وعيدٌ للناس الذين تربّوا على صوت هتافات بلدهم الأليف.

أنا كأجدادي، اعتقد بأن القمر لم يغب لولا أن حوتاً كبيراً ابتلعه، لذلك لوّحتُ معهم بـ(المكاوير) لينفثه من جديد في سمائنا، كما أعرف عين المعرفة مثلهم أن الزعيم الذي أحبّوه، وأحببناهُ على حبّهم له، يتلألأ وجهه في القمر الذي ظلّ الحوتُ يحاولُ ابتلاعه دائماً..

لكنّ أنّى للثورة أن تبتلعها الحيتان..!

*********************************************************

الصفحة العاشرة

نُزهةٌ منسيةٌ

مرتضى محمد

الوقت صباحاً، عندما قرر أن يستدعي ما يُراد أن يَعفى عليه الزمن، كحالة شعورية تنتاب الفرد! تلك رواية، وفي رواية أخرى تنتاب الأفراد نتيجة عوامل التعرية التي لم تُسعف الأرض مزيداً من الوقت؛ ليروى كخبرٍ على أفئدة التجلي. هذا إعفاء هينٌ مراده، أما في كتاب آخر، فإن النسيان اجتراح متعمد يعتمله العقل كميكانيكية تستوجب التخفي جرّاء مكتسبات محيطه، وخوالج أتت على حين غرةٍ ملونة بألوانٍ مبهمة؛ لكنها معروفة!!

صباحاً لا يزال الوقت، والقرار يُجمَعُ على نار بعيدةٍ الإنارة، قريبة الملمس القلبي، يبحث كلماته التي يريدها إسعافاً، قبيل شاي العصر، وإن الأنسان لفي شكٍ في العصر!! فها هناك كلمات مجهدة راغبة أن تحيط علماً بمكنون نُطقها، وإعادة خبرها الإيجابي المستذكر لجماليات مرت، وتريد أن تعود ولو بعد أحيان:

( أجيينه نحردب الحرّي على المرساة ..

خاطر ما يردنه الروي من نرسه ...)

أنتظر! وماذا بعد:

( يسور المرمر الماله مصاعيد)

أُهناك أُخر على سكة المشيعيين:

( الميت شمدريه باليمشي جنّاز

من هزت التابوت يعرفهم اعزاز)

نعم، فأحدهم قد سَمِعَ هناك عند أقصى ذيّاك القصب الذي جعله أخا (الغرّاف) قبلة يرتادها من (استورح) ريحة قصبه، وشروق الشمس على رؤوسها لحظة غناء ما :

( اعله واهسكم لگينه الگصبة كعبة ..

نزور حزهه ولو سفاهه بعينه .. )

سمعها معه كل المغنين، والمهاجرين، وقليل من القبائل التي فتحت أبواب الأكواخ سحرا ، (لمشراگة) قد ظَنّ من تكبر على السموم، والبارح، و (المركاض) حول سباخات النخل، وبقايا عوسج البر، أن هذا الوقت من تلك النايات لا يدركه خبر الكتاب الذي كَتَبَ به الصوت جهراً على مرأى السنون:

﴿ ۞ مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَىٰ﴾

تستدعيها تلك الغافية على ألم الفقد، وتنهيدات تتبع خبر حبيبها، من بوابات ما جاء في الكتاب من مأمول،  مرجئ قصده:

(للتارة وأكول تعود إليه..)

فالعودة إذن تبدأ تصاعدياً؛ لكن ليس بمعطاها الرياضي – من الإدنى إلى الأعلى- بل بدلالاتها التأريخية/الأسطورية – من الأقدم إلى الأحدث- تبتعد حتى بمعطى القتل بعيدا عن ثيمة بداياته، بدءاً بأخوية الدم قبيل (إهبطوا) وبعيد النزول – كما أفادت الأسطورة- لكن مكانه، ورؤياه غير ما أقتضته اللتيا :

(وبذني البيوت .. وبذني البيوت

چتالي موش بعيد .. ابذني البيوت .

موت الله ما أموت .. مو الله ما أموت

لوما چتلني هواي .. موت الله ما أموت )

فالهوى قاتلُ يُحيي، شريطة أن تتعاطاه النفوس اللائي عرفت امتدادات (العِشرة) والناس، وكيف أُنشأ طينها بداية، كتقويم صوري حياتي يتبنى المقصد النبيل من تلك الصحبة في حُدس الطُرقات:

(چيه ما عدنه راي أنّيشن بمگفاه...

ماشفناه شلون يراوغ بذيله...

الصديج لبشته يصل... يشتعل بالصيف ..

هذا فلاحة الموسم تعلم لا تلفه ولا تهفيله)

كيف أُستدل على مفاد البيت الذي كان ممن عُلّق على أستار كوثى، ومشافهة القلوب، وبعض من نبوءات الخيمة الحمراء :

* وَتَبْسِمُ عن أَلْمَى كأنّ مُنَوّرًا

تَخَلّلَ حُرّ الرّمْلِ دِعْصٍ له نَدِي*

أكان استدلالٌ من خلال:

(مرتنه تنزّرت ساتر مناجيب ..

وظفيرتهه بزمر جايوس تلتات ..)

أم من:

(عَشاگ المبرگع همل حجم الرَخ..

ما ينعاب إذا راس اليغير أنطخ ..)

أم من:

(غلط منك تزهمل طين ..

وتأمنه بحضن مشعاب !

والمشعاب ينسه الدنيا كلهه أگبال جاريّه)

أم هناك كان الاستدلال، كمنهج للقياس والرواية:

(يسهيل يمنشف الورگ

يشباط بالجبلة يتصبحگ

يجرناسهه وكل صيدك اِبوگ)

كان وسيظل الاستدلال أن تذهب من خلال المألوف المتواتر من خلال القِصص والقَصص، إلى المتخفي بجمالياته خلف ماضيه، ودلالات كلمته، نؤخذ بالأُخذة أقصى الحنين، والتجلي.. نذهبُ لنسأل، ولسنتدل أيضاً: هل الكلمات استقاقات تتأتى لحظة الرؤى التي تبني الذائقة،والفكر؟ مبيحة للشك مشاعياتُهُ في ملكوت الاستفهامات التي تضني، وتعيق، وتأخذ أقصى الوجد الذي يجعلها ترى خلف المرعى أن (الياس) قد تيبس بفعل الإسفلت، وبعض –كثير- الناس، ومناخات ضيزى!!

(صفگ راح أعله راح وصرخ يا سيزيف ..

ريتك ما فضحت اسرار !! ..

تدري الآلهة إعله الناس مچلوبة!!)

ليلاً.. أمسى فكره الآن، وتذكر أن يعود إلى الحديقة ليسقي (صفصافته) التي تذكره ذات رجع بعيد بما قاله بابلو نيرودا :

* في الحياة الأخرى .. سأكون نِسراً*

تُرى هل سيكون نسرا، أم ياساً، أم صفصافة ؟ أم أنه سيعود للسقي متعللاً بما قاله صاحب الخشبة التي أعيت السفين:

(سمعنه العسل بشفافك ..

ولگينه بچفه طعم الخاصرة وسرعة نفسهه الحار ...) ؟!!

هذه رواية ... فلله دَرُّ الكَلم بُعيد الأغاني .

********************************************

الى تموز  الخير والعطاء

الى ثورة  14 تموز المجبدة

لفته عبد النبي الخزرجي

 

تموز يا ريحة وطن .....ومعطر بدجلة وفرات

تموز يا ساحة شعب ...مرفوعة بيها الـــرايات

........

تمـــــــوز يا سلة ورد ...منها العطر فاح الوان

نزلت علينه وي الفجر ...وكان الزعيم العنوان

........

تمـــــوز يا شهر الكرم ...يـــوم الســــيادة والنور

شفنه الوطن بيرغ يرف ....والشعب باسم مسرور

،،،،،،،،،

تمــــوز يا ثــورة شعب,,, ..يا نـــور اشرق بالبلد

تمـــــــــوز غيمة وماطره .....تـــزخر برايات السعد

،،،،،،،،

تمـــــوز شهر المرجلة .... والقادة من رحم الشعب

ثـــــــورة وطن ضد الظلم ... ثـــــورة الاكراد وعرب

**********************************************************

النزيه

عبد الكريم قاسم

هيفا العامري

بس

 الك تحله القصايد

يازعيم

الما اجه بعدك

زعيم

انت يل خليت

شعبك

عايش ابخير

ونعيم

وبسمك الوادم

تغني

وكلها بأعيادك

تهني

ياعظيم

اشمحله

اسمك

بالگمر مرسوم

رسمك

ياكريم

انجومك الحلوة

تلالي

انت يااغله

الغوالي

نحبك وتبجي

الگلوب

أعليك ياشمعة

اهله

المانسوا ذيج

المحنه

والهلاهل

بالدروب

من تجي أتشوف

الفقير

وتگعد أوياه

عالحصير

وتمسح احزانه

بإيديك

تسأله احد مر

عليك

او شال همك

لاتخاف وروحي

يمك

انسه كل ذاك

الجحيم

او عيش

ليلك

والفرح يترس

شليلك

ياوسيم

الدنيه

جنه

واليعارض ماهو

منه

خله يحجي شما

يگول

نزهي احنه

بالحقول

فلح وطيور ومحبه

تقدح ابهبة

نسيم

بس الك تحله القصايد

يازعيم

**************************************************

نخوَه

طاهر الجبوري

تعرفها حقيقه ..

و الك ارتاح ..

و تدريني ..

ابد ..

مايوم ناسيك  …

وتدريني ..

 اگضي الليل مشتاگ  ..

تمر بيه حلم ..

ملهوف اتانيك  ...

تعال .. وشوف گلبي .. إمحمل اجروح ..

وعله إجروحي ..

لَوَن إتريد ..

أمشّيك  …

صحيح اجروحي كلفه .. وكلش إكبار ..

أنسه اجروحي كلها ..     وبيدي اداويك  …

تعال .. و هيده هيده .. أمشي وياك ..

وإمناغه الطفل ..

وي روحي ..

اناغيك  …

تعال ..

 افتحلي گلبك ..

سولف وياي ..

واحچيلي الهموم ..

وشنهو ياذيك  …

تعال .. وبالوصل ..

لاتگطع وياي ..

أريد إمروتك ..نخوه أنه ناخيك  …

********************************************************

ليل المسايير

كاظم الخفاجي

يروحي .. اتشرغدي ..

 مو نسَّم الهاب ..

شمال ..

اوسلهم اعيون ..

النواطير …

هوى احبابچ سموم ..

وشايل اتراب ..

شرجي ..

 اوطشر اسروب الزرازير …

بطلي من  السهر ..

دلّالچ  انعاب ..

واعيونچ  تدر  ..

مثل  النواعير …

إشوَدّه الدمع ..

عالمجفين واشجاب .. ؟

يروحي اتريضي ..

لهاي المقادير  …

عوفي اعتابهم ..

من يسمع اعتاب  ..

سلة سيف ..

وبسوگ  الصفافير  …

يگولون ..

العتاب ايولد  احراب  ..

واحنه اشجابنه ..

لهاي المحاذير  … !!

تسياره  ..  العمر .. 

والليل  مسراب ..

اشما طوَّل ..

يفض ليل المسايير  …

خل  طارينه  ..

 بالزينات ..  ينجاب  ..

وعلى الباري ..

تظل .. باجي التدابير …

*********************************************************

العتب مرفوض

محمد صادق المحاويلي

مايسوه الملامه

العتب ميفيد

حط بي جرح ظل

ياكل بروحه

الأوده  ماوفه

وادري البشر اشكال

بيهم للجرح بلسم

وبيهم يجرح ويلچم

وبيهم چن طفل

يلعب بمرجوحه

شعاتب والعتب مرفوض

ولا چنه الگلب شاله

يوم البي ترده الحال

اهم وحاير بحاله

تعاهدنه على الكلفات

ويگول وياك للوحه

ومن دارت علي دنياي

ماقدر عشرتي وياه

ولا أثرت بيه الآه

خله ايامي مذبوحه

هيچ الدنيا صارت

ماهي ذيچ الناس

وطيبة هالوكت ما أظنهه

مسموحه..

****************************************************

ألاّ انتِ

محمد صگر الراجحي

ليش انتِ؟

و اشمعنى انت؟

وليش بعيوني سكنتِ ؟

وليش كل الناس ظلمه

وانتِ بس  صرتِ  گمرتِ ؟

ليش انتٍ؟

وليش گلتِ العمر تلّه

وما قريتِ من اول أكتابي ونجحتِ

شمعنى انت

العاندت ريحي وكسرتٍ

شمعنى من جدمچ لچه اعل الروج

طفتِ وماغرگتِ

وما سألتِ 

    لان چان ویاچ بختي

ولسّه انت

ماعانده البيچ اعل مودي.. وما ركدتِ

وليش انت

المارهم حضني اعل غيرچ

وانت بس وحدچ رهمتِ

وليش باگو كلشي بيچ

وماخذو منّچ  شبگتي

ولیش اعد صفناتي واتعب

وانت بس وحدچ صفنتي

وليش كل الدنيا تدري

وياچ چانت شنهو قصتي

الاّ انت؟؟

****************************************************

الصفحة الحادية عشر

لطفية الدليمي واكتمال العالم

 

الروائية والمترجمة العراقية الرائدة: لطفية الدليمي، صدر لها مؤخراً كتاب مترجم جديد بعنوان “اكتمال العالم/ الادب، المعرفة، السعادة” تأليف فرجينيا وولف وآخرون. الكتاب صدر عن دار المدى.

معروف عن الدليمي سبق وان أصدرت عدداً من الكتب النوعية المترجمة والمؤلفة، الى جانب عدد من الروايات والمجاميع القصصية التي اثارت الانتباه وحققت حضوراً واسعاً لدى القراء والنقاد.

****************************************************

سوسيولوجيا النظافة في حياتنا اليومية 

عبد الغفار العطوي

هنالك أشياء نقوم بها  يومياً، من دون تفكير، و أمكنة نأتيها بلا  تردد ،و أفعال  نزاولها بغير روية أو إعمال فكر، هذه المخلوقات التي إخترعناها  لحياتنا المعيشية، نقضي معها أوقاتاً  من أعمارنا التي صارت مزدحمة بمفرداتها، و لا نتأفف أو نضجر، لأنها تشكل جزءاً من حياتنا اليومية، منذ الولادة حتى الممات، إذ لا يمكننا الاستغناء عنها، و عن خدماتها الإجبارية، لهذا نحرص في أن نحسب لها حساباً  دقيقاً في أن تكون  مناسبة لراحتنا  في قدرتها التي تتطور مع مرور التاريخ على تلبية حاجاتنا  الضرورية، و هي لها تاريخ  و فلسفة و مفاهيم قارة في عالمنا الذاتي من كونها موجودة فينا بالقوة، باختصار الأشياء هي تعيش معنا  في المنازل، و خارجها  في المؤسسات  و الأسواق و الشوارع  و حتى الطرقات و وسائط النقل، تشكل  خريطة  العالم العريض  الذي   نحيا به، هي كثيرة و متنوعة،  وتقدم لنا خدماتها في كل الأوقات، نحرص على ارتيادها بخلوة  مقززة  مع راحة  عاصفة تشوبها لذة سريعة  و ألم  مكبوت،  يتناولها علم سوسيولوجيا  اجتماع البيئة   بدراسة  المعوقات السوسيولوجية  لمفهوم  الهوية المهنية   لبيئة  النظافة، وتمثل سوسيولوجيا  الحمامات  و أدوات الزينة  و التجميل  والماكياجات والاكسسوارات، وطوابير  المناشف  و الفوط، و أدوات  المطابخ  المتنوعة مثل أجهزة الطبخ  و البرادات  و الأواني  و مستحضرات التنظيف وسواها في عالم المعيشة التي لا غنى عنها لدى الإنسان منذ القدم، و ظلت مواكبة له طوال تاريخه الحافل بالتطور، لكنها  تقف  اليوم  كمعوقات تحتاج  لمناقشة، لعل تلك المعوقات السوسيولوجية هي عبارة عن نفايات إيكولوجية موقوتة،  أساسها الطعام  و الجسد و الفضلات  التي يتخلص منها الجسد بالمقابل، تتعامل كارول  م  كونيهان  في كتابها ( أنثروبولوجيا  الطعام و الجسد)  في هذه العلاقة الطعام – الجسد في حركة الامتلاء- التفريغ  التي تعتبر نمطاً أو أنماطاً ثقافية، فالطعام  شيء ضروري للحياة  بايولوجياً  و اجتماعيا،ً لهذا يتم تناوله يومياً من قبل الجسد، الذي بدوره يتعرض لتفاعلات  كيمياوية، في داخله  جراء الهضم، ليمكث  بعضه فيه، و يلفظ البعض الآخر خارجه على شكل فضلات،  و لعل الخبز  بوصفه عالماً هو البداية التي  تؤسس لها  (كونيهان)  أساس النظافة الجسدية من طريقة انتاجه إلى أن يتعامل كسمة بناء  ثقافية، فلولا الخبز لما احتاج الإنسان لابتكار فلسفة البيئة التي تعتني  ببكل  ما هو متعلق بالطعام  باعتباره غذاء للجسد تشكل الثقافة  جانباً سوسيولوجياً  فيه،  في ( البيئة و المجتمع  -  مقدمة  نقدية ) تأليف بول روبنس جون هينتز  ساردة أموراً  تتحدث عن  العلاقة بين البيئة و المجتمع المعاصر، و ظهور مفاهيم، و إشكاليات  مختلفة أثارها النمو السكاني الهائل ( عدد سكان الأرض  قارب السبعة مليارات نسمة  تقريباً اليوم) مما اقتضى نحو التفكير بإيجاد الحلول في توفير الطعام  أولاً، و ثانياً  تطوير الأنظمة البيئية  الصحية، كالحمامات و المطابخ، في عصر التكنولوجيا و الثورة الاتصالية المذهلة ، و شيوع ظاهرة التسوق  و المطاعم  و الكوفيهات التي  انشئت خارج البيوت، حيث تقدم وجبات  الطعام  بأصنافها، و السريعة منها بالأخص، مما جعل مشكلة التخلص من نفايات الطعام والتي تؤرق العالم، و ظهور مصطلح  الآيكولوجيا السياسية  و الآيكولوجيا التصالحية في مقدمة الفلسفة التي تعتني بحال البيئة  و الطبيعة و المجتمع، و ربما أثر النمو السكاني بأنواعه الهندسي و البيئي على مشكلة مواجهة النفايات  زو طرق التخلص منها بصورة منظمة لا تهدد سلامة السكان و نظافتهم،  في بروز ظواهر الأسواق المزدحمة  و البضائع  المكتظة،  و المؤسسات و العموميات، وبالتالي تطلب أن يكون هناك تخطيط عمراني للمدن و تصنيفها من حيث الايكولوجيا، يأخذ بعين الاعتبار هذا الانفجار السكاني، و تعقيد شبكات النقل و الإتصالات الالكترونية  و الكهرباء والماء و مجاري الصرف الصحي  الخ  لقد كان العالم القديم أقل بساطة و أقدر على استيعاب مستلزمات الناس القلائل بالنظر لما هو عليه الآن ، فمكان فضلات الانسان وهي بيوت الراحة  مكانها خارج المنازل، ربما في البرية، و كان أول عالم سجل  باسمه اختراع نظام صرفه المعروف جوزيف براماه  في  عام 1778 و مازالت تستخدم  حتى يومنا هذا، بيد إن هذه الاماكن العامة و الخاصة من أكثر معوقات التلوث في العالم، و تهدد فضلاتها الصلبة  الملوثة  المساحات  الطبيعية البيئية  للمجتمعات بمخاطر جمة، و ترتفع نسبة التلوث كلما تقدمنا  في  الزمن، فالمدن و الدول التي تعيش  تحت طائلة التلوث كثيرة، و الحمامات  الخاصة و العامة كذلك تعمل على ازدياد خطر تفاقم مضار البيئة من ناحيتها بعد ان ابتكر الحمام احد صناع  الأثاث  الفرنسيين  في آخر القرن  السابع عشر لحمام  العائلة المالكة  الفرنسية، و كان  من الخشب، لكن المعضلة الخطرة التي تواجه علماء الاجتماع المعاصرين   في  حقل النظافة البيئية  في ما يتعلق بالطعام، و انتشار الأكل في المطاعم ، و هي ظاهرة فرضتها رفاهية الحياة العصرية، و لذا فإن الأخلاقيات البيئية  و هي جزء من الفلسفة البيئية، و قد انتجتها الإشكاليات  البيئية  التي غيرت من نمط  تعامل العالم الإنساني، و مع  العالم غير الإنساني، كمسألة فضلات الطعام التي تدفع بها المطابخ الخاصة و  المنزلية  و العامة  و هي تهتم  بتوسيع  الحدود التقليدية  للأخلاقيات، التي تضم البشر  و لو قارنا بين حمامات الماضي و حمامات اليوم، و مطابخ الأمس و الآن، فاننا سنكتشف  العوامل المهددة لنظافة  العالم، وهي  تدق ناقوس خطر انتشار اخلاقيات مجتمعية  مغايرة، تؤدي إلى خروج  عن حدود السيطرة على القيم الفلسفية  الإنسانية التي تعطي للعيش الإنساني  المشترك فهماً أعمق من أجل مكافحة أسباب التلوث و انعدام النظافة، و عجز المؤسسات الدولية على إنقاذ عالمنا من فلسفة  الفوضى التي  رسم لبعض أركان خرابها عالم الاجتماع  السلوفيني المعاصر  سلافوي جيجك في نظرته متسائلاً: في عنوان فلسفة الفوضى الثانوي – هل ينقذ الدمار البشرية؟ إن إحدى صرخات فلسفة الفوضى هي غياب الحرص على نظافة كوكبنا  الأزرق الجميل من قذارتنا. 

******************************************************

شاعر وديوان

فهارس

د. عمار المسعودي

إن رغِبْتَ في رؤيتي؛ فسأدعوك لحضورِ رؤياي التي في المحافل؛ كونكَ ستراني في عيون عابرة  كثيرة  ما سيكون  أفضل لي، وأفضل  لك .

  لا مشاهدة  لنا منفردين  ؛ كونها لاتنفع  قياسا لعناصر  وصفات  أخرى .

أبتعدُ عنك مسافة جمرتين والنار المتوقدة ستبقى نفسَها.

يدك علي  ليستْ مثل  يدي عليك  ؛ كما ليس الغائب مثل  الحاضر، ولا الذاهب  مثلَ الآيِب  .

سوف أتفاءل بك وأنت تلبس الصحارى قميصا ً بدلالة ِ ما يتخلَّف عنك من الرمل.

سوف أمنحك مداي غير المحسوب ، وغير   المؤشَّر  بعلامات، وغير  القريب ،  وغير  البعيد، وغير  الذي لو تأملناه وحيدين؛ لكان غير  الذي نعتقد أو نؤمن.

كل الأنوار هي مجاميع المحاولة  في ظلام، كلُّ البوح  والكلام  الذي يُختصَرُ مرَّة  بالهدوء  وأخرى  بالصراخ  ما

سيرتب محاولة في الوجود   لما يمكن تأشيرُه على أنَّه أكثر

استجابة أو أكثر لياقة  أو أكثر ُ حكمة .

لو أقتربت منِّي خطوة  لاستجبْت،  لو تمهلْت  قبل  مجاميع الحقائق   والحقائب   التي في السفر، لو تمكنْتُ من ايقافك زمنا  أطول  من مواعيد المطارات  لكنتُ نجحْتُ.

كأني هنا متحصل لمسة من  قبل اختراع  المياه  على الاصابع التي تشتاق   استجابة  لفهارس العاشقين.

****************************************************

زهير الجبوري

إنّ الدخول الى تجربة الشاعر عمار المسعودي ومجموعته الشعرية (صيف أسمر) يحيلنا الى قراءة الشاعر قراءة محيطية، قراءة تظهر فيها علامات وجودية وحسية معاً، بمعنى ثمّة استنهاض ماحولي هائم في تجلياته، وهو أمر بديهي حين نمسك ببيئة (المسعودي) وهو ينتمي الى جغرافية مكانية ذات اواصر متداخلة في (النهر/ الشجر/ النخل/ الأرض/ الطيور/ الهواء/ الضوء)، ربما تأخذنا هذه العلامات الى ظاهرية (باشلارية)، غير أنَّ الموضوع يتمظهر بذاتية  دقيقة جدا، تأخذ على عاتقها حضور الشاعر في محيطه المكاني ونشأته والجذر الرعوي الذي شكّل منه شاعراً بالشكل الذي ظهر عليه، كذلك حضوره في نصوصه بلعبة (لغوية/ شعرية) تشكلت عبر كينونته مع ما تمتعت به من إشارات غاية الأهمية، فالطبيعة وهو يتشاكل معها بوصفه الكائن المرتبط معها ارتباطا جدليا، حولها عبر قصائده الى (نسق ثقافي) و(نسق درامي) و(منولوج داخلي وخارجي)، ما أحذ على عاتقه البوح في هكذا إطار مكاني بلغة الذات المنشطرة، فهو يخلق من ذاته آخراً يتماهى معه ويماهيه، لأن حالة الصفاء تجعل منه مرآة عاكسة لذاته ليكون الآخر عنده هو ذاته المتجلية مع الأشياء، لذا نقرا:

نحن هنا إثنين حالمين، لا ثالث لنا،

حتى قررنا مؤخراً أنْ ألاّ نبتدئ ببعضنا،

ما جعلنا مستنجدين بصوت الريح. ص54.

نصوص (صيف أسمر) انطوت على الأثر، بما تحمله من علامات أُستجيبت بسهولة للـ(أنا) الجمعي، وبرومانسية إبن الحقل المسترخي الذي لا ينتمي الى صخب المدينة، بقدر ما ينتمي الى نقاء المكان باطاره المفتوح وبالأحداث الملتقطة والسريعة، فهي أحداث تقع يوميا داخل إطار المكان، أو كما تقول سيزا قاسم (المكان هو الأطار الذي تقع فيه الأحداث)، لذا نمسك بقرار الشاعر حين ينتفض من أزمات العالم ويعبر عن عالمه الما حولي بقوله (لو تسامحنا لموسم واحد لكان للأثمار طعم آخر)، في هذا المقطع الشعري اختصار كبير لعقلنة الأشياء المضطربة التي يعيشها العالم اليوم، غير ان عالم (المسعودي) يعبر عن أثره وعن إشاراته لكل ما يدور في فضاء واسع بغية تناظره مع عالمه التأملي الذي يعبر عن عمقه الذاتي.

فضلاً عن ذلك، أخذت بعض نصوص المجموعة بما يمكن تسميته بـ(تدوير اللّغة)، وهي لعبة أدائية/ لغوية اخذت على عاتقها قدرة الشاعر المسعودي في تطويع الجملة الشعرية بمهارة الصياغة والأداء معاً، ما أثارت المتلقي في انتباهة كبيرة مفادها أن الشعر لا يقف عند موهبة الكتابة وتزويق البلاغة فحسب، إنما قدرة الشاعر على الأخذ بمرونة الصياغة بالقدر المقنع والمناسب، وهنا لا بد ان نستوقف تجربة الشاعر بوصفها تحمل خصائص شعرية مسرودة، او بالأحرى تلك التي أشار اليها (جيرار جنيت) في كتابه (اطراس) ما أسماه بـ(النصية الجامعة)، وهي تطرح التعالق النصي لجامع النصوص، ككل نقرأ في قصيدة (الذي يخالف وصاياه):

أحب نتيجة لا لأسباب .. ومحوراً لا لكتابة .. وحزناً لا لفقدان .. وصمتاً لا لكلام.

أحب قافية لا لبيت .. وشعراً لا لذكر ..

أحب الغياب لا الحضور..أحب النسيان لا الذكرى .ص56.

كذلك في قصيدة (ملائمة):

إنْ وجدني في البياض لامني

إن وجدني في السواد لامني

إن عالنته لامني .. أو سارورته لامني. ص65.

ما بين (أُحبُ) و (لا) في القصيدة والأولى، و(إنْ) و (لامني) في الثانية، ثمّة تدويرية شعرية تنتمي الى اسلوب عمار المسعودي، ولعله يكتب ويشاغل ويطوع الأشياء مثلما يريد، وهذه التدويرية واحدة من مهاراته..

(صيف أسمر)، مجموعة تستدعي انتقائية عالية لمحورية (المكان/ الطبيعة) مع (الذات/ أنا الشاعر)، ومع شغف الوصف وحلمية الأشياء الموصوفة، وبإحساس هائم في الـ(الماحول)، لا أحد يفرض على إيقاعية الكتابة الشعرية عنده ـ أي الشاعرـ بقدر ما تستفيض أحلامه اليقظة حين يقول بحماس بارد (إنها عناصري التي هي بعض صدق وبعض كذب وبعض حقيقة وبعض خيال وبعض ظهور وبعض إختفاء فلا تنشغل فيها وتنساني) ص8. وحين نمعن أكثر في غابة (المسعودي) التي رسمها في مجموعته، تتضح أنسنة الأشياء بوصفها علامات حاضرة في حياته ومناظرة في وجوده، ولا شك في ذلك حين تتضح النصوص على مقربة من التوظيف الشعري، لذا يقول (هذا الحطب اليابس الذي أرى فيه ليس أنا../ هذه الأغصان التي تحضر بدلا عني ليست أنا../ هذا الأنتظار الذي أحاول تأويله بزحام ليس أنا) ص34. ترى هل من شاهد يضع ترسيمة القصائد بكل ما تحمله من علامات دالة وشحنات واصفة بداخل ذات الشاعر..؟ اعتقد أن الأمر يقتضي قراءة ما قبل كتابة القصائد الى ما بعدها، لأننا إزاء لغة شعرية انطلقت من (يوتوبيا المكان) ثمّ مررت بـ(ذاتية الشاعر) ثمّ في (اللغّة الشعرية ذاتها)، فلم تكن النصوص جميعها سوى جدل وجودي، يمضي في مشواره مهما كانت التوصلات التي يمسك كلّ واحد منّا  التقاطاته النقدية، فالمسألة من ناحية المتلقي مجرد توصلات لمخيال ذهني انتجته الصور الشعرية، في الوقت الذي نبحث فيه عن احتشادات هائمة لمملكة الشاعر عبر توهجات غاية الدهشة في عوالم الأماكن المفتوحة التي تضمنته القصائد والتي اعطت مبنى دلاليا مختلفا في الشعرية العراقية.

********************************************************************

النِّسرُ ودودة الارض..   باهرة عبد اللطيف: تنويعات على مزاوجة الميتافيزيقي بالحسّي

الشعر: زواج الميتافيزيقي مع الحسّي

أراد وليام بليك في بعض مسعاه الشعري الصوفي زواج الجنة بالجحيم؛ فهل يمكن مزاوجة الميتافيزيقي بالحسي (اليومي) في الشعر؟ هل يمكن جعل دودة الارض تمتطي ظهر النسر وتطلُّ على الفضاء الفسيح في الوقت ذاته الذي تنشغل فيه برؤيتها المحلية الموصوفة بالآنية والتأثّر الانعكاسي اللحظوي والحسية الغنائية والعلاقات التفاعلية المؤنسنة؟ يمكن هذا الامر باتجاه واحد فقط: يمكن للحسي اليومي أن يسعى للإرتقاء إلى المثابات الميتافيزيقية. العكس لن يحصل عملياً، ومن غير المفيد لنا أن يحصل. من الامور السيئة أن نفقد (أو نخفّف مناسيب) حصيلتنا من الخبرة الميتافيزيقية الثمينة لأنّها بعض وسائلنا في محاربة التغوّل التقني الذي ينتج عنه -كبعض مفاعيل جانبية له- تفريغُ خزاننا من الخبرات البدائية.

منذ سنوات عدّة وأنا أتابعُ بعض منشورات الاستاذة باهرة عبد اللطيف ياسين الشعرية على صفحات الفيسبوك. إستوقفني غير مرّة هذا التمازج الهادئ وغير القسري بين نمطَيْ الخبرة الشعرية: الحسية والميتافيزيقية. يحصل الامر لديها بكيفية تلقائية محببة.  باهرة عبد اللطيف أستاذة لغة أسبانية وترجمة فورية بهذه اللغة إلى العربية، ولها نشاطات عدّة في ميادين أخرى، ولعلّ قراءاتها الشعرية في لغات أجنبية (إسبانية بالتخصيص) منحها عُدّة شعرية إنعكست في طبيعة لغتها الشعرية وصياغاتها المشهدية الآسرة.

سأبدأ أولاً بنماذج من شعرها الميتافيزيقي:

إكتشفتُ الآن أنّ آلاف التفاصيل

المرهقة والمتشابهة

لم تكن أبداً ...... مهمّة

لصنع كتاب حياتي

هذا النص شبيه بنصّ وليام بليك. إنه نص ميتافيزيقي خالص بلا زوائد دنيوية.

النص التالي له حمولته الميتافيزيقية مع بعض التضمين الحسي المحسوب بدقّة:

إكتشاف متأخّر

حبلُ السرّة

لا ينفصمُ بالولادة

بل برحيل الامهات..

أما في الجانب الآخر: الحسي، فيمكن معاينة النص التالي. يُلاحَظُ في نصوص الاستاذة باهرة هدوءُها وعدم انغمارها في حسية باذخة متفلّتة. الصوت الميتافيزيقي يعلنُ حضوره ولو في سياق مضمر خفي لا تشاء الشاعرة الاعلان الصاخب عنه . ليس من حسّية خالصة لدى الاستاذة باهرة إلا في سياقات محدّدة يراد منها الاعلان عن حقيقة مشخّصة:

كلنا أغرابٌ يا صديقي:

المواطن الصالح بين الفُسّاق

والطفل المتشوّق لمعرفة الإله

المرأة التي أنجبت

وتلك التي عاقرت العقم

برغم كرامات الاولياء

العذراء والبغيّ

المؤمن والكافر

الموت كائن منسجمٌ مع ذاته

والباقون لهم

فيضُ هذا الاغتراب

وكذلك النص التالي:

في المسافة ما بين محطّتين

تحدث أشياء كثيرة

في عربة القطار

رجلٌ يتناومُ

وامرأة تحاول عبثاً

أن توقظ اهتمامه

فتاة ترخي تعبها

على كتف حبيبها

وأمٌّ تسرح عنه بنظرة

متحسّرة

عجوز لا تكف عن الثرثرة

لأنّ لسانها

هو الوحيد الذي لا يؤلمها

الكلّ منشغلٌ بقصّته

الحسية الشعرية توظفها باهرة في مواقف محدّدة بقصد التأكيد على خبرة منتجة. في النص الذي أسمته (لقطة) نشهد مثل هذه الحسية الوحشية، المؤلمة، المقترنة بخصيصة بشرية مرذولة عنوانها (الخيانة):

الراكب اللوذعي

يرتقي سلّم الطائرة متشاغلاً

بحقيبة تخفي حقيقته

منتهكاً بنظارتين وقحتيْن

الاغماد البشرية

باحثاً من حوله باستدارة مفتعلة

عن أنثى هاربة

من ضلعه المعوج

ليقصّ عليها

مغامراته في براري الازمان

بينما يتعثّرُ من خلفه

مذعوراً

غيابُ امرأة

تغسلُ الطريق

بالدعاء

لِـ “ نصفها المسافر” .....!

يستحيل النص الشعري عند باهرة –أحياناً- نمطاً من الصورية Imagism المكثّفة المدفوعة بذاكرة نوستالجية قاهرة كما في العبارات التالية المستلة من نصّها  “ليست مرثية لأبي”:

كان يعشق “الست” و “عبد الوهاب”

في الحادية عشرة ليلاً

يصمت الاله

كي يصغي لصوت كوكبه الصدّاح

حين يجنّ الليل

ويخلو إلّا من الباكي

تجفلُ أحلامُ أبي ....

شهادة وفاته، وثيقة ميلاده:

موحَشاً في حياته

صادماً بوحدته

ومكتملاً بموته

*

الشعر الحقيقي أقربُ إلى صلاة في خلوة تستطيع فيها سماع صوت النشأة الاولى وغربلة مشاهد العيش اليومي لتكون خوارزميات شعرية تمرّر خبرة مضغوطة. ليس من المروءة أن ننخدع برنين الاسماء العالية والمكرّسة. عندما نقرأ الشعر يجب أن نقرأه بضمير غير مثقل باليقينيات المسبقة؛ إذ لطالما كشفت لنا قراءات صدفوية أو ذات غفلة عن جواهر مخبوءة بين طيات كتب أو في مجاهل القارة الفيسبوكية التي إختلط فيها غثّ القول بجليله وجميله. 

ـــــــــــــــــــــــــــ

*  كاتب ومهندس عراقي

**************************************************

الصفحة الثانية عشر

في «بيتنا الثقافي»  الدكتور علاء الحطاب يوقّع كتابه «خطى الشيوعيين»

بغداد – طريق الشعب

أقام الحزب الشيوعي العراقي، أخيرا، حفل توقيع للكتاب الموسوم «خطى الشيوعيين»، لمؤلفه الكاتب والإعلامي المعروف د. علاء الحطاب.

حضر الحفل الذي أقيم على قاعة منتدى «بيتنا الثقافي» في بغداد، سكرتير اللجنة المركزية للحزب الرفيق رائد فهمي، وجمع من الشيوعيين وأصدقائهم. فيما أداره عضو المكتب السياسي للحزب الرفيق حسين النجار، واستهله بتقديم السير الذاتية والعلمية والمهنية للحطاب، مبينا أنه حاصل على البكالوريوس في اللغة الفرنسية، وعلى الدبلوم في اللغة الانكليزية في الجامعة المستنصرية، والبكالوريوس في العلوم السياسية في جامعة بغداد، فضلا عن الماجستير والدكتوراه في العلوم السياسية.

وأضاف النجار أن الحطاب يعمل حاليا معدَّ ومقدمَ برامج سياسية في قناة «العراقية الأخبارية»، وكان سابقا عضو مجلس أمناء شبكة الإعلام العراقي بدرجة وكيل وزير، ملقيا الضوء على مسيرة الحطاب في الصحافة والتلفزيون، وعلى أهم المناصب الإعلامية والأكاديمية التي تبوأها، فضلا عن مؤلفاته.

بعد ذلك، تحدث المؤلف عن كتابه، مبينا أن تسمية «خطى» مأخوذة من برنامج تلفزيوني بدأ تقديمه على القناة «العراقية الاخبارية» عام 2015، يتناول شخصيات وأحزابا لها أثر في الحدث السياسي العراقي، وبضمنها الحزب الشيوعي.

وأوضح أنه كان يضيّف في البرنامج شخصيات شيوعية، ليحاورها عن مسيرة الحزب والتاريخ السياسي العراقي، مشيرا إلى انه جمع في كتابه محتوى تلك الحوارات، إضافة إلى حوارات أجراها خارج البرنامج.

ولفت إلى انه لا يعتبر نفسه وثق كل شيء عن تاريخ الشيوعيين العراقيين، لأن الفاعلين السياسيين في هذا الحزب متعددون، ورؤاهم مختلفة حول الأحداث السياسية وتجارب حزبهم فيها «وهذا يأتي من كون الحزب يتيح لأعضائه حرية الرأي والنقد».

ورأى الحطاب ان كتابه لا بد أن يقرأه أي باحث في تاريخ الحزب الشيوعي العراقي ومسيرته السياسية، لما يتضمنه من شهادات مهمة على ألسنة قادته وشخصياته الفاعلة والمؤثرة.

وتخلل الحفل مداخلات ساهم فيها عدد من الحاضرين، وعقب عليها المحتفى به بصورة ضافية.

وفي الختام قدم الرفيق رائد فهمي باقة ورد إلى الكاتب والإعلامي د. علاء الحطاب، الذي وقع بدوره نسخا من كتابه ووزعها على الحاضرين.

******************************************************

ندوة على قاعة شيوعيي البصرة.. عن «دور الثقافة في مكافحة المخدرات»

البصرة – ماجد قاسم

احتضنت «قاعة الشهيد هندال» في مقر اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في البصرة، أخيرا، ندوة بعنوان «دور الثقافة في مكافحة المخدرات»، عقدها «ملتقى جيكور» الثقافي بالتعاون مع الجمعية العراقية للبحوث والدراسات الطبية، وتحدث فيها الطبيب والأديب د. ضرغام الأجودي، بحضور جمع من المهتمين في الشؤون الصحية والمجتمعية والقانونية.  الندوة التي أدارها اللواء المتقاعد رافع بندر، تطرق فيها د. الأجودي إلى المخدرات وآثارها السلبية على المجتمع، مشيرا إلى دور الثقافة المجتمعية في مكافحة هذه الآفة وحماية الشباب من مخاطرها.

بعدها عرض الفنان كاظم صابر فيلما حول مخاطر آفة المخدرات، من إعداد «مؤسسة النهضة» الثقافية.

كما ساهم عدد من الحاضرين في تقديم مداخلات حول موضوعة الندوة.

وفي الختام، وزعت «دار الأدب البصري» هدايا على المساهمين في الندوة.

****************************************************

بمشاركة 39 امرأة.. القائم يحتضن بازار «صانعات الأمل»

متابعة – طريق الشعب

نظم «فريق شباب الخير» التطوعي في قضاء القائم أقصى غربي الأنبار، أخيرا، بازارا نسويا بعنوان «صانعات الأمل»، وذلك على متنزه القضاء.

وشاركت في البازار 39 امرأة، معظمهن من عائلات الشهداء، عرضن منتجاتهن من الأعمال اليدوية والأطعمة وغيرها.

ووفقا للفريق التطوعي، فإن هذا البازار يهدف إلى تشجيع النساء على إبراز مواهبهن التي ظلت لسنوات حبيسة المنازل بسبب العادات والتقاليد، مضيفا أن البازار يهدف أيضا إلى توفير مورد مالي للنساء عبر الترويج لمنتجاتهن.

وقال ليث الهاشمي، أحد أعضاء الفريق، أن «البازار حقق نجاحا كبيرا. إذ تجاوز عدد الحضور 400 شخص»، مبينا في حديث صحفي أن هذه الفعالية ساهمت في إبراز مواهب نساء القائم.

وأضاف قائلا انهم يسعون إلى تنظيم مثل هذا البازار في جميع مدن الأنبار، من أجل دعم المواهب النسائية والشبابية.

من جانبها، قالت ليلى صالح، إحدى المشاركات في البازار، ان «دور المرأة أصبح بارزا في مجتمعنا. إذ توجد مواهب مميزة لدى البنات والنساء في مجالات مختلفة، ومنها الطبخ والنحت والرسم»، متمنية أن تلتفت منظمات المجتمع المدني إلى دعم المشاريع النسوية الصغيرة، بما يعود بالفائدة على النساء وعائلاتهن، لا سيما اللاتي ليس لديهن معيل أو راتب. 

******************************************************

جائزة «تميّز» يحصدها الناقد سهيل سامي نادر

متابعة – طريق الشعب

أعلنت «جائزة تميّز» الدولية، عن فوز الفنان والناقد الفني والروائي العراقي المقيم في الدنمارك، سهيل سامي نادر، بجائزتها التقديرية الخاصة لهذا العام.

وتعد هذه الجائزة جزءا من جوائز تميّز، وتُمنح كل عام لأفراد أو منظمات تساهم بشكل كبير في خدمة الإنسانية والهندسة المعمارية والبيئة.

و»جائزة تميّز» مبادرة مستقلة ترعاها مؤسسات ثقافية وأكاديمية معترف بها دوليا، وهي مخصصة لدعم المشاريع الطموحة التي تعالج التحديات المحلية والعالمية.

وجاء في بيان نُشر على موقع الجائزة، ان سهيل سامي نادر «شخصية محورية في الخطاب الفني والثقافي العراقي منذ منتصف الستينيات. وقد ساهم عمله الواسع النطاق، بما في ذلك الدراسات النقدية والافتتاحيات والكتب، في توسيع فهم الفن العراقي وسياقه الثقافي الأوسع بشكل كبير»، مضيفا: «لقد شكل سهيل جيلاً من الكتاب والصحفيين العراقيين من خلال إرشاده وتأثيره».

وتابع: «هذه هي المرة الأولى التي تُمنح فيها جائزة التقدير الخاصة لناقد فني. ويؤكد اختيار سهيل أهمية النقد الفني في وقت يعتمد فيه الكثير منه على الأغراض التجارية».

ولفت القائمون على الجائزة في بيانهم، إلى أنهم سينشرون كتابا لسهيل سامي نادر، يستعرض الفن العراقي ويسلط الضوء على أعمال مجموعة من الفنانين العراقيين.

************************************************************

في مدينة الثورة.. «منتدى الأم والطفل» يكرّم التلاميذ المتفوقين

بغداد – طريق الشعب

أقام «منتدى الأم والطفل» في مدينة الثورة (الصدر)، أخيرا، حفل تكريم لتلاميذ المرحلة الابتدائية المتفوقين، حضره جمع من التلاميذ وعائلاتهم.

عضو رابطة المرأة العراقية في بغداد، إخلاص حميد، استهلت الحفل بكلمة هنأت فيها التلاميذ بتفوقهم الدراسي، متمنية لهم النجاح المستمر.

بعدها انطلقت فعاليات فنية وترفيهية ساهم فيها التلاميذ الحاضرون.

وفي الختام، جرى توزيع معجنات وعصائر وهدايا على التلاميذ.

*********************************************************

معاً لبناء بيت الحزب.. بيت الشعب

دعماً للحملة الوطنية لبناء مقر الحزب الشيوعي العراقي، تبرع الرفاق والأصدقاء:

  • الرفيق جاسم الحلفي (ابو أحلام) ٣،٠٠٠،٠٠٠ ثلاثة ملايين دينار عراقي.
  • الرفيقة نوال ناجي (ام عمار) ١،٥٠٠،٠٠٠ مليون ونصف المليون دينار عراقي.

الشكر والتقدير للرفاق والأصدقاء على دعمهم واسنادهم حملة الحزب لبناء مقره المركزي في بغداد.

معاً حتى يكتمل بناء بيت الشيوعيين.. بيت العراقيين.

**************************************************

ليس مجرد كلام..   الصورةُ التي لن تغيبَ أبداً..

 عبدالسادة البصري

أول امس مرّت ذكرى ثورة 14 تموز الخالدة ، وهاجت معها الذكريات،

عندما كنتُ صغيراً ،، كنتُ اقف مندهشاً أمام صورةٍ بين طائرَي طاووس تزيّن زجاج أبواب (محْمَل) زوجة ابي ــ المحمل يشبه المكتبة الصغيرة لكنّه يضمُّ بداخله (الصحون والكؤوس وكلّ الزجاجيات التي يحتاجها المطبخ) ــ كذلك كانت بعض الصحون قد نُقشت بداخلها تلك الصورة ،، كان ذلك في سيتينيات القرن الماضي وسبعينياته ، كنتُ أحدّق في الصورة كثيراً، لم يخبرني في البداية ايٌّ من أهلي هذه الصورة لِمَنْ، الطاووسان يقفان على غصنين متقابلين والصورة التي بينهماغُطّيَ وجهها بالصبغ لأنّ المحملَ موضوعٌ في الغرفة ومعروض للناظرين ، أمّا الصحون فالصورة فيها على حالها ( رجلٌ بزيٍّ عسكري  وعينين متّقدتين تنظران الى الأفق )، ذات مرة سألتُ أمي :- لِمَنْ هذه الصورة ؟؟!! أطرقتْ قليلاً وقالت :-  لاتسأل ثانيةً ، أخذني الفضول الى أبي فسألته وألححتُ كثيراً،أجابني  :-  يابني إنّها لرجلٍ أحبَّهُ الفقراءُ لأنّه كان منهم وإليهم ، غيّر تاريخ العراق من الحكم الملكي الى الجمهوري، أصدر قوانين خدمت الشعب وما يزال الشعب يتنعّم بها لولا الحكومات التي جاءت بعده بدمويتها وفسادها ، لم يمتلك بيتاً ولا مالاً ولاعقاراتٍ او مولات او مدن سكنية او أرصدةً في البنوك العالمية ، بنى بيوتاً ، بل أحياءً للفقراء المعوزين ومنحَ الفلّاحين حقوقهم المغدورة .. تحدّث أبي كثيراً وخلال حديثه كنت أبصرُ دمعتين تتلألئان على خدّيه. قلت له :- أين هو الآن ، ولماذا صورته التي في واجهة (المحْمل) مصبوغة ؟؟!! قال :- يابني قتله الذين لايخافون الله ، ولايريدون لهذا الشعب وهذا الوطن خيراً. كانت أمّي تُصغي لحديثنا فاعترضت حديث أبي قائلةً : لم يمت، بل ذهب الى مكانٍ ما،  الناس تقول في القمر ساكن ويرون صورته كلّما صار القمر بدراً ، وقد صبغنا الصورةَ لأنّ الظالمين يقتلون ويعتقلون كلّ من يحتفظ بها في بيته.

 مرّت الأيام والسنين وظلّت الصورة وصاحبها يسكنان قلبي ، كما كانت في قلب ابي وامي وزوجة ابي والآخرين ، بل وتسكن القمر. إنّه الزعيم الشهيد والعراقي الأصيل عبدالكريم قاسم ، مَنْ يحبُّ الناسَ ويُخلصُ لهم سيبقى خالداً مهما تبدّلت الظروف واشتبكت المحن ودارت السنون !!

الشهيد عبدالكريم قاسم لم يكن رئيساً لوزراء العراق ، بل كان خادماً وبانياً وأباً حانياً عطوفاً ورحيما، بنى البيوت للفقراء وسنَّ القوانين التي تخدم الناس جميعا ، لهذا ظلَّ وسيظلُّ خالداً في ضمائرهم وعقولهم وحواسهم، مهما حاول الحاقدون والفاسدون الفاشلون !

أتمنّى  ان يعي درسه الآخرون ويأخذوا  من شِيَمِهِ ولو القليل !

لك الرحمة والخلود ايّها العراقي النبيل ، وما أحْوَجَنا اليوم الى أمثالك !!