اخر الاخبار

الصفحة الأولى

 

في ذكراها السادسة والستين.. ثورة 14 تموز 1958 قوة مَثَل مُلهمة للجماهير وقواها الوطنية المتطلعة إلى التغيير

يحتفل الشعب العراقي في هذه الأيام بالذكرى السادسة والستين لثورة 14 تموز الخالدة، الحدث السياسي الأبرز والأهم في مسيرة الشعب العراقي النضالية، نحو الحرية والديمقراطية، والعدالة الاجتماعية.

لم تكن ثورة (14) تموز حدثاً عابراً، أو رد فعل انتقامياً، أو إرادوياً، بل جاءت كضرورة موضوعية، وحاجة ملحة، املتها الظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية وهيمنة أقلية حاكمة مستبدة، ربطت العراق بالأحلاف العسكرية، وانتهجت سياسة معادية، ليس لشعبنا وحسب، بل ولمصالح شعوب المنطقة.

بيد ان الأحزاب الحاكمة والقوى المتنفذة اليوم هي الأخرى كشفت بوضوح عن نزعتها الطبقية والأيديولوجية في العداء للجمهورية، فهم كأقلية حاكمة - اوليغارشية متماهية مع ظاهرة الفساد قد بذلت منذ التغيير في ٢٠٠٣، محاولات حثيثة لالغاء قانون الاحوال الشخصية وغيره من القوانين، ومن بينها اعتبار يوم انضمام العراق الى عصبة الامم في ٣ تشرين الأول 1932، عيدا وطنيا، فيما الذي حصل هو ان العصبة قد انهت الانتداب شكلياً، مع بقاء الهيمنة البريطانية عسكرياً وسياسياً واقتصادياً، فكان حدثاً لم يشغل ولو حيزاً صغيراً في ذاكرة المواطن العراقي على عكس يوم 14 تموز، الذي لم تستطع الحكومات المتعاقبة والمتآمرون عليها محوه من ذاكرة الشعب العراقي، فهو قد ارتبط بانتصار إرادة الجماهير، وبالإنجازات الكبيرة التي حققتها الثورة. 

هناك من يحاول التشكيك بالمشروعية التاريخية للثورة، ويعتقد ان العراق كان ممكن ان ينمو ويتطور سلمياً ولو ببطء بدون ثورة 14 تموز، وهذا مجانب للحقيقة بصورة مطلقة، فالأقلية الحاكمة في العراق آنذاك باستبدادها وقمعها للمعارضة الوطنية وتزييف الانتخابات والتلاعب بنتائجها أغلقت الباب امام فرص التطور الديمقراطي السلمي وباتت تشكل حجر عثرة أمام التطورات المطلوبة موضوعياً سياسياً واقتصادياً واجتماعياً.

فعلى الصعيد الاقتصادي الاجتماعي، تعمق التفاوت الطبقي في كل من المدينة والريف، وقد اتخذ هذا التفاوت أبعاداً أوسع في الريف، فالظلم الذي أحاق بالفلاحين دفع مئات الألوف منهم الى ترك ديارهم، والهجرة إلى المدينة، حاملين اليها أوضاع المجتمع الريفي الفقير والمتخلف، وكان قد بلغ التفاوت بين ملكية الإقطاعيين للأراضي الزراعية وملكية الفلاحين حدّاً لا مثيل له في أي بلد في العالم، وان 3% فقط من مجموع مالكي الأراضي الزراعية كانوا يمتلكون ثلثيها في عام 1958، وكان هناك (8) ملاكين عراقيين بحوزة كل واحد منهم اكثر من (1,000,000) دونم.

أما القطاع الصناعي فقد حرم من أموال مجلس الإعمار بحجج واهية، وظلت الشركات الاحتكارية الأجنبية تحتكر معظم تجارة التصدير والاستيراد.

وعلى الصعيد السياسي مارست الحكومات المتعاقبة في العهد الملكي سياسة الحديد والنار ضد التظاهرات السلمية، والمطالب الفلاحية، وارتكبت المجازر الدموية، وصادرت الحريات العامة والشخصية، وزجت المئات بل الآلاف من خيرة أبناء الشعب العراقي في السجون والمعتقلات مستخدمين معهم التعذيب ونزع الجنسية العراقية. كما نُفذت الإعدامات بعد محاكمات جائرة بحق العديد من المناضلين البواسل وفي طليعتهم قادة الحزب الشيوعي «فهد- حازم- صارم»، وعُلّقت جثامينهم الطاهرة في الساحات العامة، وراح الحكم الملكي يتآمر ضد الدول العربية، وسعت قياداته بكل قواها الى ربط العراق بالأحلاف العسكرية، فانضمت الى حلف بغداد، بعد بطشها بالشعب وقواه الوطنية، وبذلك فضحت نفسها اكثر فأكثر باعتبارها فئة عميلة للاستعمار.

وكان موقف العهد الملكي مخزياً من العدوان الثلاثي على مصر في 29 تشرين الثاني 1956، فاندلعت انتفاضة تشرين وتوجت بانتفاضة الحي الباسلة في نهاية العام.

ان ما حدث في تموز لم يكن انقلاباً عسكرياً كما يزعم خصومه بهدف نزع مشروعية الثورة التاريخية، فالانقلاب العسكري يقتصر على تغيير النخبة الحاكمة بالعنف وتبديلها بأخرى، أما دور الجماهير فيكون متفرجاً عموماً، بعكس الثورة التي تستهدف تغييراً جذرياً في العلاقات الطبقية للمجتمع، وتلعب الجماهير دوراً حاسماً في صنعها وتقرير مصيرها، وهذا ما حصل في ثورة 14 تموز المجيدة، حيث هذا التلاحم الرائع بين الجماهير الشعبية والقطعات العسكرية الثائرة، وما حصل أيضا قد مهّد لها سياسيا وحدة القوى الوطنية في جبهة الاتحاد الوطني. 

لقد أطلقت الثورة الحريات العامة والنشاطات الحزبية، فأمكن خلال فترة قصيرة تحقيق أهداف ومكاسب هائلة لشغيلة المدن والريف ولعموم الشعب العراقي، وشرعت حكومة الثورة قوانين غاية في الأهمية، فبالإضافة الى قانون الأحوال الشخصية رقم (118) لسنة 1959، شرعت أيضا قانون الإصلاح الزراعي رقم (30) لسنة 1958، وقانون رقم (80) لسنة 1961 الذي حرر 99,5 في المائة من الأراضي النفطية، التي كانت الشركات الاحتكارية قد استولت عليها، وغيرها من القوانين التقدمية.

وكان أعداء العراق والديمقراطية، قد باشروا التآمر على الثورة والعمل على إسقاطها منذ الأيام الأولى لاندلاعها، وقد هيّأ الأرضية المناسبة لنجاحهم، تراجعُ قيادة الثورة أمام ضغط هذه القوى الرجعية بما يشبه الاستسلام وممارساتها الفردية والمناهضة للديمقراطية. وقاد ذلك الى انقلاب البعث الفاشي يوم شباط 1963، بدعم وتخطيط وكالة الاستخبارات المركزية الامريكية، ليدخل العراق في نفق هو الأشد ظلاماً من كل الفترات السابقة، وكان بداية لتدمير العراق شعباً ووطناً وحضارة، وصولاً الى النظام الدكتاتوري الفاشي المقبور، وما جرّه على العراق من دمار وخراب استثنائيين.

ومنذ سقوط هذا النظام بالحرب والاحتلال الأمريكي في 2003، وتسلّم الأحزاب المتنفذة الحكم، وهي تسعى لتغييب ذاكرة الشعب العراقي، والغاء ذكرى ثورة (14) تموز الخالدة، لانها بالضد من اجندتهم السياسية والطائفية فهم لا يريدون للشعب العراقي ان يقارن بين نزاهة قادة الثورة ولصوصيتهم مع حاشيتهم ونهبهم لثروات العراق، لأن ذلك من شأنه ان يرفع من وعي الجماهير ويشجعها على التمرد ومعارضة منظومة المحاصصة والفساد والسعي للخلاص منها. كما يريدون تمييع الوحدة الوطنية التي جاءت بها الثورة حتى يبقى لهم منفذ لممارسة افكارهم الطائفية والرجعية، وما انتجته من محاصصة مقيتة وفساد صار مؤسسة وآفة وعقبة كأداء، وقد حقق لهم مجلس النواب مبتغاهم فألغى يوم (14) تموز من قائمة الأعياد الرسمية، وهو الأحق والأهم بتسمية العيد والاحتفال به.

لكن ما فعله هؤلاء لن يغير من الواقع شيئاً، لان وجدان وضمائر العراقيين ما زالت تحتفظ بكل اعتزاز ومحبة لثورة (14) تموز التي نقلت العراق من التخلف والقمع والسير بعكس التاريخ الى عصر التنوير والحداثة، وفتحت امامه آفاق التطور والتقدم والعيش الكريم، وهذا ما سوف يتحقق طال الزمن أم قصر، بفضل نضال الجماهير المكتوية بتداعيات الأزمة العامة على مختلف الصعد. وفي طليعة الجماهير ستكون القوى المدنية والديمقراطية والشيوعيون وهم يسعون الى تجميع وتوحيد الطاقات والإمكانات الوطنية المخلصة وتغيير ميزان القوى لصالح مشروعهم الوطني الديمقراطي، وبناء النظام الديمقراطي الحقيقي وتحقيق العدالة الاجتماعية.

مجداً خالداً لثورة (14) تموز المجيدة.

وعطاءً ثراً للجماهير الشعبية صاحبة المصلحة الحقيقية فيها وفي إنجازاتها.

الخزي والعار لكل أعداء الشعب والوطن.

اللجنة المركزية

للحزب الشيوعي العراقي

١٠-٧-٢٠٢٤

**********************************************************

راصد الطريق.. هل هذا صحيح ؟!

في تسجيلات صوتية ضجّت بها مواقع التواصل الاجتماعي، اتهم متظاهرون من خريجي كليات المجموعة الطبية والصحية، صراحةً، مكتب رئيس الوزراء ومستشارين لدى الحكومة، بمساومة مندوبيهم وتعيينهم في وظائف، مقابل التخلي عن تمثيل بقية زملائهم من الخريجين.

وحتى الآن لم يصدر أي إيضاح او تعقيب على ذلك من الحكومة.

نعلم مثل غيرنا، أن الحكومة الحالية تميزت عن سابقاتها بتعيين جيش من المستشارين، الذين لكل منهم عدد كبير نسبيا من العاملين معهم.

واذا صحت اقوال المتظاهرين فهي تكشف أساليب ملتوية، يمارسها اشخاص مجردون من الصدق والأمانة. وما يُنتظر من الحكومة هو عدم القبول بمثل هذه التصرفات، وان تبيّن ذلك بصراحة وعلنا، فالسكوت – كما يقال- من الرضا.

ويبدو ان المستشارين المذكورين يعجزون عن تقديم المعالجات الحقيقية، التي هي من صلب مهامهم. لذلك يلجؤون الى ممارسات كهذه، مرفوضة جملة وتفصيلا، وليس للحكومة الا التبرؤ منها وتحميل مرتكبيها المسؤولية.

وهي -أي الحكومة- مدعوة بشخص رئيسها، إلى التحقيق في أقوال الشباب المتظاهرين، والتأكد من صحتها، ومحاسبة المقصرين ان وجدوا، وإعلان ذلك على الملأ حتى لا يبقى ظلّ شك.

****************************************************************

الصفحة الثانية

مركز حقوقي: بغداد أولا وتليها نينوى في العجز عن توفير السكن للمواطنين

بغداد ـ طريق الشعب

أصدر مركز حقوقي إحصائية عن نسب العجز في الوحدات السكنية، قياساً لعدد السكان، مشيرا الى ان بغداد احتلت المرتبة الاولى، تلتها نينوى.

وقال رئيس المركز الاستراتيجي لحقوق الإنسان فاضل الغراوي، ان محافظة بغداد احتلت المرتبة الاولى في مؤشر العجز في الوحدات السكنية قياساً لنسبة السكان بنسبة 31%، تلتها محافظة نينوى بنسبة 28% ومحافظة البصرة ثالثا بنسبة 10%.

وكشف الغراوي في تقرير أعده المركز، عن أن نسبة العجز السكني من الوحدات السكنية للعامين 2023 _ 2024 بلغت 26% من مجموع سكان العراق البالغ عددهم 45 مليون، حسب إحصائيات وزارة التخطيط.

وأضاف، أن معدل ملكية المنازل في العراق بلغ نحو 74 بالمئة، أي أن 26 بالمئة أو أكثر من ربع العراقيين يسكنون في الإيجار او في وحدات عشوائية.

وأشار الغراوي إلى أن نسبة الحاجة للوحدات السكنية في المناطق الحضرية ستزيد بواقع 3% سنويا لغاية العام 2030، ووفقا لهذا المؤشر فان العراق بحاجة الى اربعة ملايين وحدة سكنية بحلول العام 2027.

وطالب رئيس المركزي الحكومة بإطلاق المبادرة الوطنية للسكن وتوزيع قطع الأراضي السكنية في المحافظات كافة مع مبادرة القروض السكنية بدون فوائد وإقامة المدن السكنية لمعالجة العجز الكبير في نسبة الوحدات السكنية.

***************************************************

تظاهرة في دهوك رفضا للاعتداءات التركية.. القوات الأمنية تصعق وتضرب خريجي المجموعة الطبية

بغداد ـ طريق الشعب

تواصلت الاحتجاجات المطلبية في مناطق متفرقة من البلاد، ولم تجد القوات الأمنية كعادتها خيارا غير العنف، حيث قامت بالاعتداء على المحتجين في بغداد، فيما شهدت محافظة المثنى حراكا واسعا للمطالبة بتوفير فرص العمل والخدمات ومكافحة الفساد.

ورداً على الاعتداءات التركية السافرة، نظم أهالي قرية كوهرزي التابعة لناحية ديرالوك بقضاء العمادية تظاهرة احتجاجاً على استمرار العدوان التركي المتواصل على حدود قراهم.

الاعتداء على الخريجين

حملت تنسيقية المهن الصحية دفعة 2023 المطالبة بالتعيين، رئيس الوزراء والاجهزة الأمنية مسؤولية الاعتداء الذي طال وقفتهم الاحتجاجية في بغداد، بعد ان تعرضوا للضرب بالعصي والهراوات واستخدام الصاعق الكهربائي ضدهم، مؤكدين ان تظاهراتهم لم تخرج عن المطالبات السلمية بالحقوق التي اقرتها القوانين ومنها قانون التدرج الطبي وأن انسحابهم كان للحفاظ على سلمية هذه المطالب.

وذكرت التنسيقية في بيان، ورد الى “طريق الشعب”، ان “الخريجيين تجمعوا في حديقة الشواف مطالبين بحقهم في التعيين وقابلتنا القوات الأمنية بتشديد الخناق ومنع المتظاهرين السلمين من المطالبة بحقوقهم ومحاولة تفريق المتظاهرين بعدة طرق”، لافتاً الى ان “القوة الأمنية المسيطرة على مكان التظاهرة، قامت باعتقال ومحاولة اقتياد ممثل التنسيقية محمد عبادي، الا انه بسبب ضغط المتظاهرين وارتفاع حدة الاحتجاج والمطالبة بطلاق سراح محمد، اضطرت القوة الأمنية لاطلاق سراحه مع التهديد والوعيد للمتظاهرين بالانسحاب”.

واضاف، أن “الاجهزة الأمنية قامت بالاعتداء على المتظاهرين السلميين، وهم طبقة من خريجي المجموعة الطبية بالعصي والهراوات واستخدام الصاعق الكهربائي، ما أدى إلى إصابات عديدة في صفوف الخريجين، ومن بينهم نقيب اطباء الاسنان والوفد المرافق له”.

واردف البيان، أن “الكثير من الخريجين، اضطروا  في نهاية المطاف للانسحاب من عدة جهات من موقع التظاهرة، حفاظا على سلميتها وعدم تحقيق رغبات الانجراف نحو مواجهة قوى الأمن”.

وتابع، أن “التنسيقية تحمل رئيس الوزراء والجهات الأمنية كافة ما حصل من اعتداء واضح على حقوق الخريجين والمتظاهرين امام أنظار العالم اجمع، وتحملهم مسؤولية الحفاظ على أرواح المتظاهرين وحقوقهم وعدم تكرار ما حصل ومحاسبة المسؤولين جميعهم”.

وهدد المحتجون بأنه ستكون “وقفات واعتصامات عديدة في الأيام القادمة لحين نيل الحق المشروع، كما نهيب بجميع الخريجين الخروج بالتظاهرات القادمة، فهذه فرصتنا الاخيرة لنيل حقنا في التعيين وعدم السماح بتعطيل القانون والتلاعب به او تأخير التعيين”.

احتجاج واسع في المثنى

وجدد خريجون في منطقة آل عزام الواقعة ضمن الرقعة النفطية العاشرة جنوب المثنى، المطالبة بتوفير فرص عمل لهم في تلك المواقع وشمولهم بمشاريع المنافع الاجتماعية.

وذكر عدد منهم إن مطالبهم المتكررة هي توفير فرص عمل في المواقع النفطية، مشيرين إلى أنهم سبق وان سلموا مطالبهم الى ممثلي شركة نفط ذي قار التي تعتبر المشرفة على الرقعة النفطية العاشرة لكنها لم تستجب لتلك المطالب حتى الآن.

وتظاهر مواطنون في ناحية الدارجي جنوب المثنى مطالبين بالخدمات الاساسية وتغيير مدير الناحية.

وذكر احد منظمي التظاهرة مصطفى محمد، ان مطالبهم هي توفير الخدمات في مناطق الناحية وشمولها بخطط المشاريع.

واشار الى أن تلك المطالب ستسلم للحكومة المحلية مع تحديد موعد لتنفيذها على ارض الواقع.

وتظاهر العشرات من أهالي مناطق “آل عصيدة” الواقعة بين السماوة والخضر امام مبنى المحافظة، للمطالبة بتحسين الخدمات الاساسية في مناطقهم لا سيما في قطاع الكهرباء.

وذكر عدد منهم، ان مطالبهم تتركز على تحسين الخدمات الأساسية في مناطقهم، مشيرين إلى أنها تفتقر لابسط الخدمات الأساسية منذ سنوات وتحديدا في قطاع الابنية المدرسية والمراكز الصحية، فضلا عن ضعف تجهيز الكهرباء.

وامام مبنى المحافظة أيضا، تظاهر مواطنون في السماوة، مطالبين بتطبيق القرار الخاص ببيع وشراء القطع المصفرة على شاغليها وفق المادة (25) من قانون بيع وإيجار أموال الدولة.

وذكر عدد منهم، إن هذا القرار يعتبر خطوة مهمة لمساعدة العوائل الفقيرة والمتعففة ذات الدخل المحدود، حيث أنه سيسهم في تمليك القطع المصفرة والتي تقع من ضمن أموال الدولة.

واشاروا إلى ان الوعود الحكومية بتطبيق هذا القرار لم تنفذ حتى الان، الامر الذي دعاهم للتظاهر.

توزيع قطع الاراضي

ونظم العشرات من حملة الشهادات العليا في تربية المثنى وقفة امام مبنى المحافظة، للمطالبة بشمولهم بتوزيع قطع الأراضي، أسوة بأقرانهم في جامعة المثنى.

وقال المتظاهر حيدر علي، ان الوعود التي اطلقتها الحكومة المحلية بشأن قطع الأراضي لم تتحقق حتى الآن، مشيرا إلى أن مطالبهم هي شمولهم بالتوزيع خصوصا وأن عددهم يعتبر قليلا مقارنة مع باقي الشرائح الأخرى.

ونظم العشرات من التدريسيين في جامعة البصرة والنفط والغاز والتقنية الجنوبية وقفة احتجاجية امام مجلس المحافظة، مطالبين بشمول مقاطعة حي الأكاديميين 2 بالخدمات وعدم تسويف مطالبهم المتعلقة بهذا الشأن.

وقالوا انهم يطالبون بتنفيذ الخدمات والبنى التحتية في تلك المقاطعة سيما وان عددهم يبلغ 600 من المشمولين بتلك القطع. وناشدوا الحكومة المحلية والمحافظ بضرورة النظر في قضيتهم ومطالبهم باعتبارهم من الشريحة المثقفة والواعية.

اهمال جرحى الجيش العراقي

وتظاهر العشرات من جرحى منتسبي وزارة الدفاع من سكنة محافظة كركوك، مطالبين إدارة المحافظة بتخصيص قطع أراض ضمن التعليمات المنصوص  عليها من قبل الادارة المحلية.

وذكر المتظاهر عماد محمود، أن “العشرات من جرحى منتسبي وزارة الدفاع من أهالي وسكنة محافظة كركوك، تظاهروا مطالبين بأبسط الحقوق المنصوص عليها في لوائح حقوق الإنسان”، مؤكداً بالقول “حمينا الأرض ولا نملك منها شبراً واحداً”.

وتابع، أن “الجرحى يبلغ عددهم بحدود 265 جريحاً وبنسب متفاوتة، ومن لديه عجز بحدود 60 بالمئة، وهناك اكثر واقل حسب الإصابة، ومنذ عام 2019 قدمنا معاملات قانونية ومستمسكات أصولية، لكننا لم نجد أي حل للمشكلة”.

وأكد أن “التظاهرة كانت امام بوابة محافظة كركوك وشكلنا لجنة للقاء المحافظ أو معاونه، فالتقينا معاون المحافظ علي حمادي حيث وعدنا بأنه سوف يدرس الموضوع مع اللجنة الخاصة بتوزيع الاراضي”.

وقال متظاهر آخر يدعى عبد الله جليل، إن “التظاهرة هي رسالة  موجهة الى لجنة 419 في ادارة كركوك، المسؤولة عن توزيع الاراضي، لذا نطالب بإنصاف الجرحى وعدم التلاعب بمصير الجرحى فنحن لدينا عوائل ونريد سقف يحمينا وأطفالنا، بعد ان قدمنا حياتنا دفاعا عن الوطن، واليوم لا نملك شبرا واحدا في ارض العراق. نريد قطع اراض”.

تظاهرة لذوي الاحتياجات الخاصة

وتظاهر العشرات من ذوي الاحتياجات الخاصة في السليمانية، مطالبين بتوحيد رواتبهم الشهرية مع أقرانهم في بقية المحافظات.

وقال سامان حسين رئيس اتحاد معاقي وذوي الاحتياجات الخاصة في اقليم كردستان خلال مؤتمر صحفي، إن “الاتحاد يطالب حكومة الإقليم بأن تتخذ خطوات سريعة بالبدء بتوحيد رواتب المعاقين وذوي الاحتياجات الخاصة في اقليم كردستان مع رواتب الحكومة العراقية وزيادتها”.

وأضاف، “إذا لم تلبِ حكومة كردستان هذه المطالب سوف نتخذ اجراءات سريعة وننصب الخيم في الشارع ونستمر بالتظاهرات السلمية والمدنية”.

وبين سامان، ان “وضع المعاقين سيئ جداً والمخصصات الشهرية التي تتراوح بين (100 الف إلى 150 الف) لا تكفي لابسط احتياجات هذه الشريحة المظلومة”.

************************************************

كل خميس.. فوز اليسار الفرنسي..  آمال وتحديات

جاسم الحلفي

جدّد فوز اليسار في الجولة الثانية من الانتخابات التشريعية الفرنسية، الأمل في رؤية فرنسا تسير نحو العدالة الاجتماعية وتحقيق المساواة والكرامة للجميع. نجاح اليسار ليس فقط انتصارًا انتخابيًا، بل هو علامة على قوة العمل المشترك، حيث نجحت الأحزاب المكونة للجبهة الشعبية الجديدة، في تجاوز خلافاتها وعقد تحالفات عاجلة. العمل المشترك هو الذي مكّن ائتلاف اليسار من الحصول على المرتبة الأولى بين القوى السياسية رغم عدم تحقيقه الأغلبية المطلقة. هذا الانتصار الانتخابي للجبهة، التي تأسست بعد إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حلّ البرلمان وتنظيم انتخابات مبكرة، أعاد تشكيل المشهد السياسي الفرنسي بشكل جذري.

جاء الفوز رغم ترجيح استطلاعات الرأي التي أشارت إلى تقدم اليمين المتطرف بفارق مريح عن ائتلاف اليسار، ومع غلق مكاتب الاقتراع، انقلبت التوقعات، حيث تمكن ائتلاف اليسار من الإطاحة بالتجمع الوطني اليميني المتطرف، ومنعه من الحصول على مزيد من الأصوات بعد تصدره الجولة الأولى. لقد استفاد ائتلاف اليسار من ارتفاع نسبة المشاركة التي لم تُسجل منذ أكثر من 40 عامًا، ونجح في جذب أصوات الشباب، إذ بيّنت النتائج تحولا لافتا في مزاج الشباب، حيث منح أغلبيتهم الأصوات لليسار.

الفوز اللافت يضع اليسار أمام تحديات كبيرة في المرحلة المقبلة. من أهم هذه التحديات تحديد مرشحه لرئاسة الحكومة، خاصة في ما يتعلق بجان لوك ميلينشون، الذي يواجه بعض المعارضة داخل الجبهة. كما سيواجه اليسار معارضة قوية من الأحزاب اليمينية التي قد تعرقل تنفيذ سياساته في البرلمان والمجالس المحلية. فيما يشكل الدين العام والعجز المالي عائقًا كبيرًا أمام تنفيذ برامج اجتماعية مكلفة دون زيادة الدين، حيث تعاني فرنسا من دين عام كبير، ما يشكل عائقًا كبيرًا أمام تمويل البرامج الاجتماعية التي تتطلب موارد مالية كبيرة، ما قد يستدعي زيادة الضرائب أو تقليل الإنفاق في مجالات أخرى. فيما ستكون المواجهة الصعبة مع ارتفاع معدلات البطالة العالية وتقديم فرص عمل جديدة، خاصة في ظل التغيرات التكنولوجية والعولمة. كما سيواجه اليسار امتحان صدقية وعوده في تحسين أوضاع المناطق الريفية التي تشعر بأنها مهملة مقارنة بالمناطق الحضرية في توزيع الموارد والخدمات.

هذا إلى جانب ملفات أخرى لا تقل أهمية عمّا سبق، ومنها ما يتعلق بالهجرة والاندماج. فقد تواجه سياسات الهجرة والاندماج مقاومة من قبل بعض الفئات الاجتماعية التي تخشى من تأثير المهاجرين على سوق العمل والثقافة المحلية.

يمثل فوز اليسار في فرنسا فرصة لتحقيق تغييرات جذرية في السياسات الاجتماعية، الاقتصادية، والبيئية، لكنه يأتي مع مجموعة من التحديات المعقدة. نجاح اليسار في التعامل مع هذه التحديات سيتوقف على قدرته على التوفيق بين مختلف الآراء والمصالح، ووضع سياسات فعالة ومستدامة تخدم مصلحة المجتمع الفرنسي ككل.

*********************************************************

الصفحة الثالثة

مراقبون: سياسة «المركزي» النقدية غير فاعلة وتتقاطع مع السياسة المالية

بغداد ـ محمد التميمي

كشف تقرير لديوان الرقابة المالية عن أن أكثر من 150 ألف مواطن اشتروا الدولار لغرض السفر خلال النصف الأول من 2023، لكنهم لم يسافروا، ما يعني بيعهم 600 مليون دولار في السوق السوداء، بينما يجري اتباع تدابير عديدة للحد من تهريب الدولار، والسيطرة على تذبذب سعر الصرف والارتفاع المستمر في الأسواق المحلية.

آلية جديدة

ودشّن البنك المركزي العراقي آلية جديدة لاستلام المسافرين العملة الأجنبية (الدولار)، والتي ستكون حصراً عبر منافذ الشركات والمصارف في المطارات العراقية، مؤكداً أن الهدف من الآلية الجديدة التي ستدخل حيّز التنفيذ في 14 من شهر تموز الحالي هو وصول الدولار للمسافر الحقيقي وتمرير معاملات سليمة، فضلاً عن تسهيل وصول المسافرين الى الدولار بشكل اسرع.

وأوضح البنك لمركزي الآلية الجديدة لاستلام المسافرين لحصتهم من الدولار «عبر قيام المواطن المسافر بالتوجه إلى شركات الصرافة المجازة، المنتشرة في جميع المدن لتسليم المبلغ بالدينار المعادل لحصة المواطن من الدولار وفق سعر الصرف الرسمي للبنك المركزي العراقي، إذ ستعمل الشركة على إدخال بيانات المواطن المسافر ورفع اسمه في المنصة الإلكترونية الخاصة بالبنك المركزي العراقي وتسليمه وصلاً يؤيد عملية إيداعه الدينار، لاستلام الدولار النقدي داخل المطار حصراً».

وعند إكمال المسافر إجراءات المغادرة سيتم تسليمه المبلغ بالدولار عبر المنافذ المتاحة في المطار وعلى مدار ٢٤ ساعة باليوم و٧ أيام في الأسبوع، علماً أن البنك المركزي قرر السماح لشركات الصرافة تسلم أكثر من حصة خلال الأسبوع بما يحقق الاستجابة الكاملة لطلبات المسافرين.

الاستقرار يتطلب تحركا أمنيا

وأكدت اللجنة المالية النيابية، أن هذا القرار سيحد من تهريب العملة، ويستهدف الفاسدين والسارقين؛ حيث قال عضو اللجنة جمال كوجر، إن «القرار سيمنع الفاسدين من استغلال منافذ البيع الأخرى لتهريب العملة، ويضمن وصول الأموال إلى المسافرين الفعليين فقط».

وأكد في حديثه، أن «القرار لن يؤثر سلباً على المواطنين، بل سيحاصر المهربين والمفسدين الذين يسرقون ملايين الدولارات بسبب الفساد»، مشيرا الى ان «استقرار أسعار الدولار في الأسواق يتطلب تحركاً أمنياً قوياً على الحدود لملاحقة المهربين، بالإضافة إلى تسهيل عمليات البنك المركزي في صرف الدولار وزيادة الكميات المتاحة في مزاد العملة لتلبية احتياجات السوق».

وسجلت مبيعات المركزي من الدولار ارتفاعاً ملحوظاً خلال مزاد أمس الأربعاء، مقارنة بيوم الثلاثاء.

وباع البنك في مزاده مبلغاً قدره 273 مليوناً و691 ألفاً و666 دولاراً، تمت تغطيته بسعر الصرف الأساس 1310 دنانير لكل دولار للاعتمادات المستندية والتسويات الدولية للبطاقات الإلكترونية، و1310 دنانير لكل دولار للحوالات الخارجية، بينما بلغ سعر الصرف النقدي 1305 دنانير لكل دولار. وبلغ عدد المصارف التي اشترت الدولار النقدي خمسة مصارف، بينما قامت خمسة عشر مصرفاً بتلبية طلبات تعزيز الأرصدة في الخارج، كما شاركت 124 شركة صرافة وتوسط في المزاد.

عاجز على معالجة المشكلة

وضمن الصعيد ذاته، قال الخبير الاقتصادي صالح الهماشي: ان «سياسة البنك المركزي بشكل عام لا تزال غير فعالة وغير قادرة على السيطرة على الكتلة النقدية ولا على العملات الاجنبية داخل البلد وخارجه»، مرجعاً ذلك الى «عدم وجود اليات علمية وحقيقية واقتصادية وإدارية للسيطرة عليها».

وأضاف قائلاً لـ»طريق الشعب»، أن «المصارف العراقية سواء كانت حكومية أم أهلية غير قادرة على أداء دورها الحقيقي في الاقتصاد وفي السياسة النقدية. وفي الوقت الذي يصدر فيه البنك المركزي قرارات عديدة وكبيرة كل شهر أو شهرين، إلا أن المشكلة ما زالت قائمة».

ومن وجهة نظره، يجد الهماشي أن «استعمال عملات اخرى مثل اليورو عوضاً من الدولار في التجارة مع إيران وسوريا، احد الحلول الممكنة والذي يضمن البقاء بعيداً عن العقوبات الأمريكية او بالتبادل التجاري المتوازي».

وتابع قائلاً، أن «تحويل الدولار إلى المطار، ربما تكون خطوة صحيحة لضبط التلاعب من قبل الصيرفات، ولكن مشاكله كثيرة في ذات الوقت بضمنها الزخم الذي سيحصل وأعداد المسافرين الضخمة والمشاكل داخل المطار وطريقة التحويل».

وأكد أن «معالجة المشكلة من جذورها هي المطلوبة، وتتمثل بحل مشكلة التبادل التجاري مع إيران والتي تقدر بقيمة 8 ملايين دولار سنويا، وكذلك التبادل التجاري مع سوريا، عبر استخدامنا عملات أخرى غير الدولار، إمّا ان تكون اليورو او العملات المحلية المتبادلة بين البلدين، لكي نتخلص من هذه المشكلة ومن العقوبات المفروضة على هذه الدول».

وحذّر الهماشي من ان «انقطاع هذا الدولار سيؤدي الى ارتفاعه بشكل كبير جداً وقد يصل الى 2000 وفي حال انخفض في السوق المحلية قد يصل الى 1700 ـ 1800».

وخلص الى القول، ان «سياسة البنك المركزي حتى اللحظة، لا تزال ضعيفة وغير قادرة على معالجة المشكلة، بل وربما هي لم تعِ او تستوعب المشكلة وماهيتها»، مبيناً ان «السيطرة على حجم الكتلة النقدية وتوفير سيولة نقدية كافية، يحتم رفع سعر الفائدة، وهذا اجراء معمول به في مختلف بنوك العالم، ويفترض بالبنك المركزي رفع سعر الفائدة من 7 ـ  10 او 12 في المائة، لامتصاص الكتلة النقدية الموجودة داخل البلد».

تقاطعات وغياب للتنسيق

من جهته، قال المختص بالشأن الاقتصادي همام الشماع ان هذا الاجراء «سيسهل حصول المسافرين على العملة الاجنبية بسهولة اكثر، ولكن لا يمكننا ان نقيّم مدى التسهيلات المقدمة لحين التطبيق».

ورجح الشماع في حديث مع «طريق الشعب»، إمكانية أن يسهم هذا القرار في «الحد من تهريب العملة. التلاعب بالأسواق كبير جداً والفساد موجود، وهناك مدراء مصارف وجهات عديدة استغلت اموال المسافرين بشكل فظيع، وتحصلوا على مبالغ كبيرة».

ونوه الشماع الى ان «ارتفاع سعر الصرف لا يعود لسبب فني، وإنما هناك سبب سياسي يلعب دوراً بذلك»، مضيفا ان «التجارة مع إيران وسوريا فيها جنبة سياسية تنطلق من مصالح سياسية معينة تشجع هذه التجارة ونتيجة اسباب اخرى، بضمنها هبوط التومان والليرة».

ولفت الى ان «انقطاع الدولار عن السوق ستكون نتائجه وخيمة، اذ ان الارتفاع سيكون كبيرا، وقد يصل الى 30 في المائة».

وواصل القول، ان «البنك المركزي العراقي، يحاول ان يرسم سياسة نقدية، ولكنها تصطدم بالسياسة المالية التي تضعها الحكومة من اجل تمويل الموازنة»، مبينا ان ذلك «يحول دون رسم سياسة نقدية صحيحة، وعلى هذا الحال ستبقى سياسة البنك المركزي مريضة بسبب مرض السياسة المالية».

وأتم حديثه بالقول: انه من المفترض ان «يكون ما بين السياستين النقدية والمالية تنسيق ويدعم بعضمها الآخر، لكن هذا غير موجود».

وسجلت أسعار صرف الدولار مع إغلاق بورصتي الكفاح والحارثية ببغداد 149,150 ديناراً مقابل 100 دولار.

******************************************************

العراق في الصحافة الدولية

ترجمة وإعداد: طريق الشعب

بين صمت بغداد وتمادي أنقرة

لموقع «المونيتور» كتبت امبرين زمان مقالاً عن توغلات قوات الجيش التركي، براً وجواً، داخل الأراضي العراقية، أشارت فيه إلى أن مسّيرة تركية قصفت قبل يومين سيارة في قرية تل قصب في قضاء سنجار، بحجة أن لبعض ركابها علاقة بحزب العمال الكردستاني المحظور، مما أدى إلى مقتل صحفيين وسائقهما وأحد المارة، وهو نشاط يومي الحدوث ولأكثر من مرة وفي أكثر من مكان في كردستان العراق، دون رد جدي من الحكومة في بغداد. ونسبت الكاتبة لفرق صنع السلام المجتمعية (CPT)، قولها، إن 238 قصفًا تركيًا، ضمن سلسلة اعتداءات على السيادة والمواطنين الآمنين، قد أدى إلى نزوح جماعي من 602 قرية في جميع أنحاء دهوك وحرق 20 ألف دونم من الأراضي الزراعية.

الحال في سنجار

وذّكرت الصحيفة بتعرض سنجار، كموطن مهم للمكون الإيزيدي في العراق، لحملة جماعية على يد داعش الإرهابي في عام 2014، تلك الحملة التي راح ضحيتها آلاف المواطنين، وسببت تدخلاً من حزب العمال الكردستاني لمساعدة إخوتهم الكرد وإنقاذ العديد منهم من المذبحة. وحين تم تحرير المناطق من الإرهابيين، هيمنت عليها قوى مختلفة، من فصائل مسلحة عراقية وجماعات إيزيدية مسلحة موالية لحزب العمال وقوات من إقليم كردستان. ويبدو، حسب المقال، بأن ذلك أغاظ الأتراك بشكل كبير حيث أعلن وزير خارجيتهم هاكان فيدان عن وجود حاجة إلى تطهير سنجار من حزب العمال الكردستاني، الذي يساهم في دعم قوات سوريا الديمقراطية، على الجانب الآخر من الحدود، التي تحاذيها أراضي سنجار.

توسع العمليات

وبين المقال بأن النشاطات العسكرية التركية التي بدت دورية فيما مضى، شهدت اتساعاً كبيراً في الأونة الاخيرة، خاصة بعد قيام أنقرة بنقل قوات برية كبيرة من كوكوركا في مقاطعة هكاري التركية إلى داخل الاراضي العراقية، لتعزيز وتوسيع القواعد والمواقع الاستيطانية التركية في محيط الزاب وجبال متين وكارا، وهي سلسلة من الجبال تقع جنوب الحدود التركية في محافظة دهوك. كما تزامن توغله المتواصل منذ نيسان الماضي، مع العديد من الغارات بالطائرات الحربية والطائرات بدون طيار والمروحيات. ونسب المقال إلى ناطقين باسم حزب العمال الكردستاني اعترافهم بتحقيق تركيا لتقدم ملحوظ، رغم صمود مقاتلي الحزب، واستخدامهم الأنفاق للتخفي والطائرات المسيرة لإيذاء العسكر التركي.

الاحتواء أم الإنهاء

وفيما أكد مسؤول عراقي للكاتبة، فضل عدم ذكر اسمه، على عدم قدرة تركيا القضاء على حزب العمال الكردستاني نهائياً، أو تحييد مسؤوله العسكري، المقيم في جبل كاره، والمدعو كارايلان، أشار المقال بأن هناك من يرى بأن مشروع تركيا يقتصر على التحكم بحدودها مع العراق وسوريا، أو ربما تحسين قدراتها التفاوضية مع حزب العمال الكردستاني في إطار تسوية سلمية، قد يحتاجها أردوغان لتغيير الدستور والحصول على ولاية رئاسية ثالثة، لاسيما وأن لحزب المساواة والديمقراطية للشعوب، القريب من حزب العمال قدرات، قد تكون مفيدة للرئسي التركي في جهوده هذه.

موقف بغداد

وأوضح المقال بأن الحكومة العراقية، وإن لم تنعت حتى الآن حزب العمال الكردستاني بالإرهاب، إلاّ أنها استجابت لطلب أردوغان أثناء زيارته الاخيرة لبغداد، فتعهدت بالعمل ضد هذا الحزب وحظرت نشاطه في البلاد. واعربت الكاتبة عن اعتقادها بأن حاجة العراق لتعاون وثيق في مشروع «طريق التنمية»، قد يكون من الدوافع المهمة لتلك الإستجابة، فللمشروع هدف سياسي لرئيس الحكومة الطامح لولاية ثانية كما يكتسب أهمية في السعي لتعزيز استقلالية الحكومة عن ضغوط الجارة الشرقية من جهة وخطط التفاهم مع أربيل من جهة أخرى، ولهذا فإن استتباب الأمن على الحدود ركن مهم من أركان نجاح المشروع.

**********************************************************

عين على الأحداث

فوگـ الحمل تعلاوة

تعرضت قرى العمادية وبنجوين إلى اعتداءات عسكرية وقصف جوي ومدفعي، أدى إلى خسائر مادية وحرائق واسعة في مزارع وبساتين المواطنين، في وقت أكد فيه مراقبون على ان الإعتداءات التركية على أراضينا، تهدف لرسم خارطة جديدة، ربما بالتوافق مع دول عظمى مؤثرة في المنطقة، خاصة وأن هناك مساحة تقدر بعشرة آلاف كيلومتر مربع باتت مستباحة للإرهابيين ومافيات تهريب النفط والمخدرات وتجار البشر، بعد احتلالها. هذا ويبدو أن “أولي الأمر” عندنا لم يكتفوا بالتهاون مع هذه المخاطر فحسب، بل وأشرعوا الأبواب أمام أنقرة، حتى بلغت قيم مشاريع مقاولات شركاتها في العراق، 34.7 مليار دولار.

العلاج بالحرق!

شهدت عدة مستشفيات ومراكز صحية قبل أيام عدداً من حوادث الحريق، كان منها واحد في قسم طوارئ مستشفى اليرموك، وآخر في مستشفى الإمام الصادق بمحافظة بابل. وقد أدت هذه الأحداث إلى مقتل مرضى وإصابة واخلاء العشرات اضافة للخسائر المادية الكبيرة. هذا وفيما بررت السلطات ما جرى بتماسات كهربائية وأخطاء بشرية، استذكر الناس بحزن حرائق المستشفيات في كل عام وما تسببه من ضحايا، وغياب الأدوية أو توزيع بعضها منتهية الصلاحية، وتخلف الرعاية الطبية، وسوء المعاملة، وطالبوا المسؤولين الصحيين الذين فشلوا في أداء واجبهم بتوفير العلاج اللازم للمرضى، بالكف عن قتلهم حرقاً على الأقل!

بين الواقع والإدعاءات

أعربت منظمة العفو الدولية عن أسفها لتقاعس سلطات إقليم كردستان عن ضمان محاسبة مرتكبي جرائم العنف الأسري، بما في ذلك حالات القتل والاغتصاب والضرب والحرق المروعة، وفرضها قيودًا تعسفية على حريات الناجيات اللواتي يطلبن الحماية في نظام الإيواء. وعزت المنظمة هذا العنف، إلى نظام العدالة الجنائية الذي يغذّي الإفلات من العقاب، وإطار حماية منهك ويعاني من نقص في التمويل، إضافة إلى الزواج المبكر والإكراه الاقتصادي والبطالة والأمية. هذا وذكرت الاحصائيات بأن 30 امرأة قتلت في العام الماضي، وأن المديرية العامة لمناهضة العنف ضد المرأة والأسرة قد تلقت 15896 شكوى بشأن العنف الأسري في العام 2022.

أكو سر!

أعلنت وزارة الداخلية عن ضبط 230 شبكة تتاجر بالمخدرات، خلال الأشهر الستة الماضية، أي بمعدل شبكة ونصف يومياً، ملقية القبض على 19 ألف تاجر محلي و150 تاجرا دوليا، ومصادرة مايزيد عن طنين من السموم، التي تأتي بعضها من سوريا والبعض الآخر من افغانستان عبر إيران. هذا وفي الوقت الذي يحيي الناس فيه جهود رجال المكافحة، يتساءلون عن السر في استمرار وتفاقم المشكلة رغم ذلك، وما إذا كان علينا ضبط الحدود ورفع الوعي وتنفيذ خطط تربوية للشباب والتعامل بشفافية مع أخبار هذه المافيات ومن يحميها ويدعمها من المتنفذين، مهما كان موقعهم في الدولة والمجتمع.

من المسؤول؟

أنهى ثلاثة شباب وثلاث فتيات حياتهم خلال الأسبوع الماضي، بسبب أدائهم غير المناسب في الإمتحانات الوزارية فيما تعرض المئات لإضطرابات نفسية حادة، في ظاهرة تتكرر كل عام وبأعداد متزايدة مثيرة للقلق. ورغم التفسيرات المتعددة التي يجري تداولها للمشكلة، كفقدان الثقة بالمستقبل وتدهور الحالة المعاشية والإشتراطات القاسية التي تضعها بعض الأسر على أولادها من الطلبة وشعور هؤلاء بالذنب لعدم تحقيق أحلام الأهل خاصة بعد أن أنفقوا أموالاً طائلة على تعليمهم في المدارس الخاصة أو الدروس الخصوصية، فإن الكثير من المختصين يرون في المشاكل التي يعاني منها النظام التعليمي وتقوقعه في سياق تقليدي متخلف، السبب الأرأس لهذه المشكلة.

********************************************************

الصفحة الرابعة

التعذيب يتواصل بفضل الحماية والإفلات من العقاب حقوقيون: انتهاكات جسيمة داخل المعتقلات والسجون

بغداد ــ تبارك عبد المجيد

يتعرض الكثير من المعتقلين الى انتهاكات جسيمة داخل السجون العراقية، وقد جرى توثيق الكثير من تلك الانتهاكات من قبل منظمات دولية ومحلية ومراقبين وحتى ضحايا التعذيب، لكن تلك المأساة لم تزل مستمرة، برغم تلقي حكومة السوداني أكثر من 10 الاف بلاغ عن حالات تعذيب وانتهاكات، من دون ان تحرك ساكنا بهذا الصدد.

وكشف المركز العراقي لتوثيق جرائم الحرب، في تقرير سابق، عن وفاة نحو 50 معتقلاً نتيجة التعذيب والإهمال الطبي في السجون، واحتجاز السلطات عشرات آلاف المعتقلين في ظروف غير إنسانية، ووضعهم في زنزانات مكتظة وغير مهيأة صحياً لسنوات بدوافع انتقامية أو طائفية.

وفي وقت سابق، كشف تقرير للأمم المتحدة، والذي يغطي الفترة من 1 حزيران 2019 إلى 30 نيسان 2021، ان حوالي نصف المعتقلين قالوا إنهم تعرضوا للتعذيب أثناء الاستجواب بهدف انتزاع الاعترافات. فيما أوضح التقرير أن أساليب الاعتداء تشمل «الضرب المبرح، والصعق بالكهرباء، والوضعيات المجهدة، والخنق، فضلا عن وقوع أعمال عنف جنسي وأشار بعض المحتجزين إلى معاملة «لا يستطيعون التحدث عنها».

محاولات لـ«تكميم الأفواه»!

ويروي الصحفي علي الحبيب لـ«طريق الشعب»، عملية مداهمة منزله واعتقاله من قبل قوة أمنية، كانت قد اعتدى عناصرها على زوجته الحامل بمولدها الأول، مشيرا الى أن التحقيقات التي أجريت معه كانت تتمحور حول تصريحاته الصحفية وتحليلاته السياسية.

يقول الحبيب، أن القضية المرفوعة ضده كانت «دعوى كيدية بهدف تكميم الأفواه».

ويضيف، أن «عملية الاعتقال كانت مروعة؛ إذ تم اختطافي من منزلي دون التعريف عن هوية القوة المداهمة. وضعت في سجن لا نعرف فيه الليل من النهار»، مضيفا أن «حفلات التعذيب كانت تبدأ من الساعة الثامنة مساءً حتى الخامسة صباحًا».

ويؤكد، أن بعضا من السجناء فقدوا الاهلية العقلية من شدة الضرب ونتيجة التعذيب، بينما أصيب هو بكسور في ضلوعه.

ويذكر الحبيب، أن «غرف السجن كانت مزودة بإضاءة شديدة، ولا يدخلها الهواء، ما تسبب في معاناة نفسية وجسدية شديدة للمعتقلين».

وبقي الحبيب في السجن 22 يوما، ولم يتعرف أحد إلى مكان وجوده إلا بعد 12 يوماً.

وأرفق الحبيب لمراسل «طريق الشعب»، صوراً توثق لحظة خروجه من المعتقل، حيث تظهر عليه آثار الكدمات في منطقة العين من الوجه وفي مناطق متفرقة من جسده.

سجون مكتظة وسوء تغذية

وأكد رئيس لجنة حقوق الانسان النيابية أرشد الصالحي ان لجنته «تتابع بشكل مستمر الأوضاع الإنسانية في كافة السجون العراقية، كما انها تجري زيارات ميدانية دورية لكافة السجون، وتتابع كل حالات الشكاوى بشان أية انتهاكات».

وقال في تصريح صحفي، ان «أبرز المشاكل التي تعاني منها السجون العراقية هي الكثافة البشرية داخل الغرف، فبعض السجون يتم سجن النزلاء فيها فوق طاقتها الاستيعابية بشكل أربعة أضعاف او أكثر، وهذا الامر تتم مناقشته مع الجهات الحكومية المختصة وخاصة وزارة العدل من اجل إيجاد حلول سريعة لهذا الأمر، الذي يسبب سوء في التغذية والصحة وغيرها من المشاكل، التي تعتبر محالفة لمعاير حقوق الانسان».

وكانت لجنة حقوق الانسان النيابية، قد زارت سجن الكرخ المركزي ببغداد في شباط الماضي وأعلنت عزمها استضافة مسؤولين للوقوف على معوقات في السجون.

اعتقالات عشوائية

يقول علي البياتي، عضو سابق في مفوضية حقوق الإنسان في العراق: ان التعذيب، وفق التعريف الدولي المتفق عليه، يشمل أي عمل يسبب ألمًا جسديًا أو معاناة نفسية لشخص ما، بغرض الحصول على معلومات أو اعترافات، أو بهدف التخويف أو التحقير. ويكون ذلك بأمر من الدولة أو بعلمها أو موافقتها.

ويضيف البياتي في حديث مع «طريق الشعب»، أنّ «التعذيب كان يستخدم كآلية تقليدية من قبل أجهزة إنفاذ القانون قبل عام 2003 لأهداف مثل انتزاع الاعترافات، التخويف، والتحقير. وبعد عام 2003، تفاقمت الأمور حيث لم يحدث أي إصلاح في مؤسسات إنفاذ القانون، بل ازدادت الأوضاع سوءًا مع وجود عدد كبير من الأجهزة الأمنية التي تمارس الاعتقالات بشكل عشوائي، وتستخدم التعذيب خلال فترة الاعتقال قبل عرض المعتقلين على القضاء».

ويؤكد، أن «العراق، رغم مصادقته على اتفاقية مناهضة التعذيب، يفتقر إلى قانون داخلي يترجم هذه الاتفاقية إلى إجراءات عملية ويرسم مبادئ توجيهية حول كيفية تعامل الدولة ومؤسساتها مع قضية التعذيب»، مشيرا الى ان «المفوضية برغم دورها في مراقبة هذه القضايا ومتابعتها لم تتلق التعاون الكافي من المؤسسات الحكومية التي لم تكن لديها آليات واضحة للتعامل مع شكاوى المواطنين المتعلقة بالتعذيب».

حماية للمجرمين

ويتابع الحديث، أن «عدد الشكاوى المتعلقة بالتعذيب التي تتلقاها مؤسسات الدولة، مثل جهاز الادعاء العام، يصل أحيانًا إلى أكثر من عشر شكاوى سنويًا، ولكن لم تُرَ أي تحقيقات جدية أو محاسبة للمسؤولين عنها، مما يشير إلى وجود إفلات من العقاب وحماية سياسية للمسؤولين عن هذه الانتهاكات».

ويشير البياتي الى ثلاثة ملفات رئيسية لم تحقق فيها الدولة بشكل كافٍ: «فترة الحرب ضد داعش، حيث وُجهت اتهامات عديدة للأجهزة الأمنية بارتكاب انتهاكات وتعذيب خلال الاعتقالات. وملف تظاهرات تشرين الذي شهد عمليات اعتقال وتعذيب واختطاف للمتظاهرين. وملف التحقيق مع مفوضية حقوق الإنسان حيث تم توجيه اتهامات إلى أعضاء المفوضية بدلاً من الاستجابة لطلبات المفوضية في التحقيق في قضايا التعذيب».

ويذكر أن «المفوضية تعرضت لاستهداف من قبل الحكومة برغم كونها محمية بالقانون الوطني والدولي، ولديها صفة رسمية وحصانة دولية»، مؤكداً أنه «بدلاً من أن تستجيب الحكومة لمطالب المفوضية وتقوم بحمايتها، تم توجيه تهم لأعضاء المفوضية من قبل لجنة أبو رغيف ولجنة مكافحة الفساد.

ويتأسف البياتي لقيام «هذه اللجان بترك الفاسدين والتركيز على التحقيق مع أعضاء المفوضية بتهم غير مبررة، كونهم كانوا يسعون للبحث عن أدلة على وجود التعذيب والتحقيق في قضايا الانتهاكات».

ويتأسف البياتي مرة أخرى «لأن القضاء استجاب لهذه التهم، وقام بالتحقيق مع أعضاء المفوضية، بل وصل الأمر إلى مداهمة منزلي السابق وتخويف عائلتي»، معتبراً ان «هذه الإجراءات تدل على أن السلطة يمكن أن يمارس التعذيب والابتزاز عندما تتعارض مصالحه مع جهات معينة».

ويختتم المتحدث كلامه بالتأكيد على أن «قضية التعذيب في العراق مستمرة بسبب الحماية السياسية والإفلات من العقاب، ما يعيق أي تقدم نحو بناء دولة تحترم حقوق الإنسان وتحمي مواطنيها».

تخفيف التعذيب مقابل رشى؟

ويقول عمر العلواني الذي يعمل في احدى المؤسسات المختصة في مجال رصد ومتابعة حقوق الإنسان في العراق، انه «منذ تولي حكومة السوداني مهامها، تم إطلاق استمارة إلكترونية للإبلاغ عن قضايا التعذيب، والتي أسفرت عن تقديم أكثر من عشرة آلاف بلاغ عن حالات تعذيب وسوء معاملة داخل السجون والمرافق الأمنية والحكومية خلال أقل من شهر»، مردفا أنها كانت «خطوة شكلية».

وسلط العلواني ضوءا على زيارة المقررة الأممية الخاصة بقضايا التعذيب إلى العراق والمشاكل المرتبطة بالتعذيب والمعاملة السيئة في البلاد، قائلا: إنها زيارة تعتبر الأولى من نوعها منذ العام 1992، حيث وافقت الحكومة العراقية مؤخراً على استقبال المقررة الأممية.

ويضيف العلواني في حديث مع «طريق الشعب»، أن» هذه الزيارة تسلط الضوء على قضية أساسية تتعلق بالتعذيب والمعاملة السيئة في العراق»، لافتا إلى أن «العراق كان قد صادق على اتفاقية دولية لمناهضة التعذيب، ما يفرض عليه التزامات دولية باحترام حقوق الإنسان، خاصة في ما يتعلق بحفظ الكرامة والحماية من التعذيب والمعاملة السيئة».

ويشير إلى، أن «التعذيب يشاع بشكل خاص في أقسام مكافحة الإجرام، ومكافحة الإرهاب، ومكافحة الاتجار بالبشر، حيث يتم استخدام التعذيب بشكل عنيف أثناء التحقيق»، مبينا أنه «لا يقتصر على مراكز الشرطة والمواقف والسجون، بل يمتد إلى مؤسسات أخرى. وأحياناً يُستخدم التعذيب لإجبار الأهالي على دفع رشاوى لتخفيف المعاملة السيئة عن ذويهم المعتقلين».

ويؤكد المتحدث أن كثيرا من الضحايا والمنظمات المعنية تتجنب التصريح والحديث عن حالات التعذيب والانتهاكات خشية من الملاحقة وتكرار سيناريو التعذيب.

القانون يقيد عمل المنظمات

ويلفت الى ان ملف المختفين قسراً يعتبر موضوعاً آخر مرتبطاً بملف ضحايا التعذيب، حيث يمكن أن يتعرض الأشخاص المفقودون للتعذيب وسوء المعاملة، مشيراً إلى أن القانون يمنع «المنظمات من ممارسة دورها في الرقابة على السجون ومرافق الاحتجاز، من خلال القانون الذي تم تشريعه عام 2018».

ويتابع بالقول، إن «هناك آلية لتقديم الشكاوى، تشمل القضاء والمفوضية العليا لحقوق الإنسان التي تستقبل الشكاوى، لكن هذه الآلية غير مفعلة وغير مجدية. كما أن البلاغات تصل متأخرة، وبعد تعرض السجناء للتعذيب».

ويخلص العلواني الى أن معالجة ملف التعذيب يتطلب جهوداً كبيرة واستقصاءً دقيقاً، وأن المنظمات الحقوقية بحاجة إلى صلاحيات أكبر لممارسة دورها في حماية حقوق الإنسان.

*******************************************************

وقفة اقتصادية.. النقل في بغداد كارثة اقتصادية بيئية

إبراهيم المشهداني

تثبت التجربة العالمية أن مقومات التنمية الاقتصادية والاجتماعية وصلاحية البيئة للعيش والسكن تعتمد بالدرجة الأساسية على تطور قطاع النقل العام والخاص عبر شبكة من وسائط النقل تقدم خدماتها للمواطنين الساكنين في المدن الكبرى وفي العراق مثالها بغداد والبصرة والموصل وكركوك، لتلعب دورا حيويا في جوانب الحياة الحضرية الحديثة، ومن هذه الازمة يكتسب الاستثمار دوره في هذه المشكلة الكأداء التي تؤرق حياة العراقيين بصورة مستدامة من أجل المعالجة الجذرية لتأمين الاستقرار.

فتشير التقارير العالمية المتعلقة بالمناخ والتنمية في العراق أن قطاع النقل يسهم بنحو 13 في المائة من مجمل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري  ويعد أكبر مصدر لتلوث  الهواء في البلاد على مدى العقد الماضي، وأن انبعاثات قطاع النقل في العراق زادت بنسبة 80 في المائة نتيجة لزيادة عدد المركبات، وهذا النمو الهائل أدى إلى زيادة كميات انبعاث أول أوكسيد الكاربون من 364 إلى 1571 طنا يوميا خلال المدة نفسها، فضلا عن ذلك أن كميات انبعاث أوكسيد النيتروجين زادت من 28 إلى 127  والجسيمات  الكتلية زادت من 5 إلى 24 ميكرو غراما لكل متر مكعب وثاني أوكسيد الكاربون من 6.068 إلى 27.382 طنا خلال الفترة نفسها، وان قطاع النقل يواجه تحديات كبيرة منها زيادة ملكية المركبات الخاصة بموازاة الافتقار إلى نظام للنقل العام في المناطق الحضرية والاعتماد على الشاحنات والمركبات الكبيرة بشكل كبير لنقل البضائع بدون الاستفادة من طرق السكك المطورة. ويستبان مما تقدم أن التوسع الحضري الكبير في العراق مع سرعة الانتقال إلى استخدام المركبات أدى إلى ارتفاع عددها من 5.66 ملايين إلى 6.44 ملايين مركبة بين عامي 2015 – 2020 بينما زاد عدد المركبات في العاصمة بغداد أكثر من ستة أضعاف بين عامي 2007—2020 ويشكل نحو 30 في المائة من أسطول المركبات في البلاد (تقرير البنك الدولي المنشور في 8 اذار من عام 2023).

إن الارتقاء بهذا القطاع والتخلص من هذه الأزمة الخانقة في تعداد وسائط النقل وآثارها الخطيرة يستلزم بلورة استراتيجية وطنية تتطلب التنسيق والتكامل بين مختلف جوانبه عبر تنظيم عمليات التطوير المستقبلي لهذا القطاع وبرمجتها محليا منذ الآن وصولا إلى المواقع الأكثر فاعلية ذات المردود الاقتصادي والاجتماعي وعدم الارتكان إلى ما ستنتجه بعض الأفكار السطحية التي لم تكن سوى أقراص مهدئة يدلي بها المستشارون المنتقون وفق أسس بعيدة عن المهنية والكفاءة والخبرة.

إن إعادة ملف مترو بغداد للدراسة والتمحيص الجدي لتكاليفه والمدد الزمنية المناسبة للتنفيذ وتحديد آليات تمويله عن طريق الموازنات الحكومية او عن طريق الاستثمار بعيدا عن النظرة التأملية سيكون كفيلا بتنفيذ الاستراتيجية الوطنية التي أشرنا لها، وأن مشروع مترو بغداد سيتخطى كافة المعرقلات وسيكون أداة تنفيذ الاستراتيجية لأنه سيحل دفعة واحدة قائمة من المشاكل. فإذا أضيف اليه مشروع القطار المعلق الذي طرحه محافظ بغداد في دورة سابقة، فان الاختناقات المرورية في العاصمة بغداد ستخف كثيرا وستكون بغداد قبلة للسائحين، وفي فترة وجيزة سيستعيد تكاليفه في حال فرض أجور منطقية لا تثقل كاهل مستخدمي المترو كما مطبق في كافة العواصم، بل يمكن القول إن الايرادات التي تأتي من هذا المشروع ستكون واحدة من مصادر التمويل المهمة التي لا ينبغي ان تقتصر على الموارد البترولية على اختلافها. واسهاما في   معالجة هذه الازمة نطرح المقترحات التالية:

  1. تحديد الخيارات بين أفضل طرق تحسين وسائل النقل والمفاضلة بينها والتي تتمثل في مشاريع المترو والترام والقطار المعلق ولسنا متأكدين من أن اختيار القطار المعلق الذي أعلن عنه مؤخرا كان الاختيار النهائي مع ضرورة وضع معايير وضوابط خاصة بالتنفيذ والتشغيل وكلف استخدامها بما يتناسب مع مستوى معيشة المواطنين سكنة مدينة بغداد.
  2. الارتقاء بالسيطرة النوعية على الطرق والجسور داخل المدن واستمرار أعمال الصيانة من خلال المتابعة المنتظمة وتوفير المختبرات اللازمة والكافية لإجراء الفحوصات المختبرية.

*******************************************************

الصفحة الخامسة

الحمى النزفية منذ مطلع السنة 6 وفيات وعشرات الإصابات في عموم البلاد

متابعة – طريق الشعب

سجلت محافظات البلاد، بما فيها محافظات إقليم كردستان، 6 وفيات وعشرات الإصابات بمرض الحمى النزفية خلال الفترة الماضية من العام الجاري، ما يؤشر خطورة المرض الذي سبق أن أكدت وزارة الصحة أنه يستوطن جميع المحافظات.

ومنذ مطلع العام 2022 بدأ العراق، خاصة في محافظات الوسط والجنوب، تسجيل إصابات بهذا المرض، الذي ينتقل من المواشي إلى الإنسان ويشكل خطراً على حياته، وصولا إلى الموت. وقد بدأت نسب الإصابات تتراوح بين الزيادة والتراجع أحياناً. إذ عُدت في العام 2023 بالمئات وعشرات الوفيات، لكنها تراجعت ثم انحسرت بصورة شبه تامة نهاية العام ذاته، قبل أن تعود إلى التزايد مجدداً العام الحالي.

وفي أيار العام 2023، أفادت وزارة الصحة بأن حصيلة الإصابات بالحمى النزفية ارتفعت منذ بداية العام حتى أيار إلى 95 حالة بينها 13 وفاة. ووقتها ذكر المتحدث باسم الوزارة سيف البدر، في حديث صحفي، أن “الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالمرض هم مربو المواشي، والعاملون في محال الجزارة”، مبينا أن “هذا لا يعني عدم إمكانية إصابة فئات أخرى، لكن الفئات الأكثر تماسا مع الحيونات أثناء تربيتها ونقلها والمتاجرة بها أو بعد جزرها، هي الأكثر عرضة للإصابة”.

وتصاعد عدد الإصابات خلال العام ذاته بشكل كبير. إذ وصل حتى تشرين الأول إلى 545 إصابة، 7 منها انتهت إلى الوفاة. ووقتها تصدرت ذي قار أعداد الإصابات بـ132 إصابة، تليها البصرة بـ81 إصابة. وبعدها انحسرت الإصابات ثم تزايدت مجددا مطلع العام الحالي.

ويعتبر مرض الحمى النزفية والذي يعرف أيضا باسم “حمى القرم - الكونغو”، واحدا من مجموعة “حميات نزفية فيروسية” تنتشر في مناطق شرق المتوسط – حسب منظمة الصحة العالمية. وتصاب الحيوانات بالمرض بسبب لدغة قرادات مصابة بالفيروس، حيث يبقى الفيروس بعدها في مجرى دم الحيوان لمدة أسبوع تقريبا، وهو ما يتيح حدوث انتقال من القراد للحيوانات ومن الحيوانات للقراد في مرحلة لاحقة لينتشر بشكل مستمر، وبالتالي ينتقل إلى الإنسان.

26 إصابة في ذي قار

ووفقاً لمدير المستشفى البيطري في ذي قار محمد عزيز، فإن “عدد الإصابات بالحمى النزفية في المحافظة منذ مطلع العام الجاري، بلغ 26 إصابة مع 4 وفيات توزعت في مناطق مختلفة”، مبينا في حديث صحفي أن “الشطرة حصلت على الحصة الأكبر بـ 9 إصابات”.

وأضاف قائلا أن “إجراءاتنا كمستشفى بيطري نقوم بمحاصرة بؤرة المرض بفرق بيطرية موزعة على مختلف مناطق المحافظة، يبلغ عددها 21 فرقة”، مشيرا إلى أن “الفرق تقوم بمحاصرة تلك المناطق ورش الحظائر التي تؤوي الحيوانات من أبقار وجاموس، بمواد تعقيم خاصة. كذلك تغطيس الأغنام والماعز بالمواد نفسها”.

ولفت عزيز إلى أنه “تم تبليغ السلطات الإدارية في المحافظة بمحاصرة مناطقها المصابة، ومنع دخول الحيوانات إليها أو خروجها منها، وهذا ينطبق أيضا على اللحوم”، موضحا أنه “نقوم من جانبنا بتوعية المواطنين ومربي الحيوانات والجزارين، بكيفية التعامل الصحي مع اللحوم والماشية، لمنع انتقال المرض”.

حالة وفاة واحدة في ميسان

من جهتها، أفادت دائرة صحة ميسان بتسجيل أول حالة وفاة بمرض الحمى النزفية خلال العام الحالي.

وقال مدير إعلام صحة المحافظة محمد قاسم، في حديث صحفي، أن “حالة وفاة مشكوكا فيها بالإصابة بمرض الحمى النزفية، دفعتنا إلى أخذ عينات منها لغرض إجراء فحوصات مستفيضة في بغداد. وقد جاءت النتيجة لتؤكد الإصابة، ما يعني أنها أول حالة وفاة رسمية بالمرض”.

وأوضح أن “سجلات صحة ميسان تفيد بتسجيل 26 إصابة مؤكدة بالمرض خلال العام الجاري، جميعها تماثلت للشفاء”، مضيفاً أن “ميسان هي الأقل في معدلات الإصابة قياساً ببقية محافظات الجنوب والوسط”.

إصابات في كركوك وكردستان

وسجلت محافظة كركوك 4 إصابات بالحمى النزفية منذ بداية العام الحالي.

وقال المتحدث باسم صحة المحافظة سامان يابا، ان “أحد المرضى الأربعة توفي، بينما غادر الثلاثة الآخرون المستشفى بعد تلقي العلاج”.

إلى ذلك، سجلت محافظات إقليم كردستان حالة وفاة واحدة و10 إصابات بالمرض - حسب ما قالته محطة اخبارية كردية السبت الماضي، نقلا عن مصادر طبية.

وأكدت المحطة أنه “تم تشخيص ثلاث إصابات في أربيل، ومثلها في السليمانية”، مبينة أن “حالتين ارسلتا إلى المنزل في وقت سابق، بينما غادر المريض الثالث المستشفى يوم السبت”.

وفي ما يتعلق بمحافظة دهوك، أصيب 3 أشخاص بالمرض، وتوفي أحدهم في مستشفى بأربيل. ونقلت المحطة الكردية عن المتحدث باسم صحة دهوك، متين أمين، قوله أنه “كانت لدينا في الفترة السابقة حالتان في عقرة. وقد عولجتا وغادرتا المستشفى”.

وكانت وزارة الصحة قد أكدت الأسبوع الماضي أن مرض الحمى النزفية يستوطن المحافظات جميعها، إلا أن أعداد إصاباته أقل مما في الأعوام السابقة. وفي العامين السابقين اتخذت وزارتا الصحة والزراعة إجراءات للسيطرة على الجزر العشوائي للمواشي خاصة في فترة الأعياد التي تشهد تزايداً في إصابات الحمى النزفية، إلا أن الإجراءات في العام الحالي ليست بالمستوى المطلوب – حسب ما يراه متابعون.

*****************************************************

قضاء شط العرب.. مراجعو التسجيل العقاري ينتظرون تحت الشمس!

متابعة – طريق الشعب

شكا عدد من مراجعي ملاحظية التسجيل العقاري في قضاء شط العرب في البصرة، من صغر مساحة بناية الملاحظية، الأمر الذي يضطر المراجعين إلى الوقوف في الخارج تحت أشعة الشمس الحارقة، منتظرين إنجاز معاملاتهم.

وقالوا في حديث صحفي، أن المراجعين يتوافدون على الدائرة منذ الساعة 3 فجرا لغرض تسجيل أسمائهم في سجل يُسلم إلى الموظفين عند بدء الدوام الرسمي، مؤكدين أن المراجع الذي لا يتمكن من تسجيل اسمه في السجل، لن يتسلم الموظفون معاملته!

***************************************************

شكر وتقدير

تتقدم عائلة الفقيد المناضل موسى مشكور بشكرها وتقديرها للمكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي ولرابطة المرأة العراقية ممثلة في الرفيقة شميران مروكل، على تعازيهم لنا برحيل والدنا المناضل موسى مشكور (أبو نضال). والشكر موصول لكل من تجشم عناء المشاركة في التشييع او حضر التأبين ومن اتصل بنا او كتب تعزيته على مواقع التواصل الاجتماعي.

امنياتنا للجميع بالصحة والسلامة والأمان.

*******************************************************

مواساة

  • تنعى منظمة الحزب الشيوعي العراقي في الكاظمية/ اللجنة المحلية في الكرخ الأولى، الرفيق حسين علي غضبان (ابو علي)، الذي توفي اثر مرض عضال لم يمهله طويلا.

وكان الفقيد مثالا للشيوعي الملتزم والمناضل ضد الحكم البعثي الفاشي. حيث تم اعتقاله مرات عدة من قبل ازلام النظام المباد.

له الذكر الطيب ولعائلته الصبر والسلوان.

*****************************************************

الصفحة السادسة

وصفت بأنها شريكة في حرب الإبادة الحكومة الألمانية ترفض علاج أطفال غزة الجرحى!

رشيد غويلب

تواصل إن الحكومة الاتحادية دعمها الثابت للإبادة الجماعية الإسرائيلية ضد الفلسطينيين. وهي لا تكتفي بتزويد الأسلحة التي يُذبح بها سكان غزة فقط، بل ترفض أيضاً السماح بعلاج الأطفال المصابين بجروح خطيرة في داخل أراضيها.

نشرت صحيفة «زود دويتشه تسايتونغ المحافظة الألمانية واسعة الانتشار في 2 تموز تقريرا بعنوان: «كرة طاولة حتى الموت». يتناول التقرير الكيفية التي تمنع فيها وزارتا الخارجية والداخلية الألمانية علاج أطفال غزة المصابين بجروح خطيرة في المستشفيات الألمانية.

لقد وافقت عدة مستشفيات على تحمل تكاليف العلاج. لكن الحكومة الألمانية منعت دخول الأطفال الجرحى. وفي المؤتمر الصحفي الذي عقد يوم 3 تموز، رفضت وزيرة الداخلية نانسي فيزر تحمل أي مسؤولية وأعلنت بقسوة أن ألمانيا التزمت أخيرًا باستقبال أطفال من أفغانستان، وأن الدور الآن قد على الدول الأخرى للتعامل مع أطفال غزة.

يذكر تقرير الصحيفة بالتفصيل كيف تمكنت المديرة الإدارية للجمعية الألمانية لجراحة التجميل والترميم، كيرستين فان آرك، من تنظيم أسرة المستشفيات للأطفال المصابين بجروح خطيرة في غزة في غضون أسابيع قليلة. لقد وافق، منذ بداية اذار الفائت، 40 من كبار الجراحين في ألمانيا على استقبال ما مجموعه 40 طفلاً وعلاجهم مجانًا، مع ضمان تكاليف الإقامة والسفر.

ويمضي التقرير ليقول إن الأطفال الـ 32 الذين تم اختيارهم للعلاج في ألمانيا: «يعانون من إصابات خطيرة، وان الأمر يتعلق بإنقاذ حياتهم من إصابات في الحجاب الحاجز أو الأحشاء». وإصابات كبيرة من الحروق الناجمة عن الانفجارات، فضلا عن أضرار جسيمة في الأنسجة الرخوة أو الأعضاء الداخلية أو إصابات في الأطراف، والتي لا يمكن بسببها إنقاذ الذراعين والساقين إلا من خلال العلاج الفوري خارج غزة.

وقام المنظمون بأجراء مفاوضات مع السفارة الألمانية في القاهرة التي سينقل الأطفال عبرها جوا الى المانيا. ووفق المعلومات المتوفرة، تمت مناقشة الموضوع عدة مرات في مجلس الوزراء الألماني، دون نتيجة، ونصحت وزارة الخارجية الألمانية نقل الأطفال المصابين، دون مرافق من ذويهم.

وبالنظر لحالة الطوارئ الاستثنائية، يجري النظر في هذا الأمر. لكن منظمات مساعدة الأطفال التي تم الاتصال بها، مثل منظمة «أنقذوا الأطفال» أو الجراح في مستشفى جامعة بون، يان فيناندز، نصحوا بعدم جلب الأطفال بمفردهم، علما ان يان فيناندز كان يعمل في أحد مستشفيات غزة.

يعاني الأطفال المصابون من صدمات نفسية حادة ويجب اتخاذ قرارات طبية تغير حياتهم ولا يتحمل مسؤوليتها سوى ذويهم. وقد أكد كبار الجراحين اعتماد على تجارب سابقة ملموسة عدم جدوى نقل الأطفال بمفردهم، لأنهم سيعانون من الاغتراب، والاختلاف الثقافي والشعور بالوحدة.

وبعد ثلاثة أشهر من بدء عملية الإنقاذ المخطط لها، وفي 10 حزيران الفائت، وافقت وزارة الداخلية الألمانية، لأول مرة على إجراء مقابلة. ويأمل المنظمون أخيرا في تحقيق انفراج بشأن مسألة التأشيرة. لكن الأمور تسير بشكل مختلف. وتصف الصحيفة النتيجة بأنها «مدمرة» وتضيف: «إن موقف الوزارة لا يزال متشددا: يجب أن تؤخذ المخاطر الأمنية بشأن المرافقين، في الاعتبار، وهناك عدم وضوح أيضا بشأن عودتهم.  لذلك هناك خوف من جلب إرهابيين أو طالبي لجوء إلى البلاد. ومن الواضح أن فرصة شفاء الأطفال المصابين بجروح خطيرة ستحتاج مزيدا من الوقت».

قال فرانك بيتر، مؤسس منظمة «بلاسيت» المشاركة في الحملة، والتي تساعد ضحايا الإرهاب والعنف في جميع أنحاء العالم من خلال الاستعانة بجراحي التجميل: «كيف يمكن أن يتم نقل أكثر من 100 طفل إلى إيطاليا، وتم نقل العديد من الأطفال المصابين إلى الولايات المتحدة وأبو ظبي والجزائر وعمان والكويت، ولا يمكن نقلهم إلى ألمانيا، على الرغم من ان كل شيء منظم».

لقد استغرب الجراحون، ولهذا السبب يلجؤون الآن إلى الراي العام. تقول كيرستين فان آرك إنها تشعر بخيبة أمل أكثر من غضبها. «اعتقدت أننا نعيش في بلد إنساني. ولهذا السبب لم نستسلم». إنها لا تستطيع أن تفهم لماذا يمكن اعتبار الأطفال المصابين بجروح خطيرة خطراً على الأمن. يبدو الأمر كما لو أنهم يلعبون معك كرة طاولة. في بعض الأحيان يكون لديك انطباع بأنهم يرسلوك من إدارة إلى أخرى حتى تُحل المشكلة ذاتيا، ويموت الجميع».

وفي هذه الاثناء، مات أغلب الأطفال الذين تم اختيارهم في اذار الفائت، او لا يمكن العثور على الأحياء منهم في غزة.

منذ بداية نشرين الأول الفائت، ووفق إحصاءات هيئة الصحة (حتى 4 تموز2024)، قُتل ما لا يقل عن 38,011 ألف مواطن، بينهم قرابة 16 ألف طفل وأكثر من 10,5 ألف امرأة، في قطاع غزة. وأصيب 87,445 ألف فلسطيني، جراء حرب الإبادة الإسرائيلية المستمرة. علما ان الأرقام الحقيقية أعلى من ذلك بكثير، لعدم إحصاء المفقودين والمدفونين تحت الأنقاض.

قالت وكالة الأمم المتحدة (الأونروا) إن أكثر من 50 ألف طفل في قطاع غزة يحتاجون إلى علاج طبي فوري من سوء التغذية الحاد. ووفقا لمنظمة إنقاذ الطفولة، يفقد 10 أطفال أحد الساقين او كلاهما كل يوم في غزة منذ بدء حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل ضد الفلسطينيين.

****************************************************************

في فرنسا.. شبهة فساد تلاحق زعيمة اليمين المتطرف

باريس - وكالات

اعلنت أعلنت النيابة العامة في باريس عن فتح تحقيق مع زعيمة حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف في فرنسا، مارين لوبن، في شبهة تمويل حملتها للانتخابات الرئاسية خلال عام 2022 على نحو مخالف للقانون. وهذه الصدمة الثانية التي تتلقاها بعد نتيجة الانتخابات التشريعية وحصول حزبها على نتائج دون التوقعات.

واكدت النيابة العامة فتح التحقيق بعد أن تلقّت في عام 2023 بلاغا، من اللجنة المكلفة بالمراقبة القانونية، لنفقات المرشحين الخاضعة لسقف محدّد وتسدد الدولة قسما منها، مؤكدة بذلك معلومات أوردتها شبكة «بي إف إم تي في».

وأوضحت أنه «بعد تحقيق أولي، فُتح تحقيق قضائي في الثاني من تموز الحالي بخصوص قرض من شخص معنوي لمرشّح خلال حملة انتخابية، وقبول مرشح خلال حملة انتخابية قرضا من شخص معنوي، واختلاس أملاك من قبل أشخاص يُمارسون وظيفة عامة، واحتيال ارتكب بحق شخص عام، وتزوير وثائق واستخدام وثائق مزورة». فيما لم ترد أية تفاصيل حول طبيعة الشبهات».

وقال رودولف بوسْلو، وهو محامي لوبن، عبر بيان: «لم يتم استجواب موكلتي بأي صفة كانت بشأن أي واقعة تتصل بهذه الشكوى العامة».

وأضاف بأنّها «تواجه الآن حملة إعلامية لا تستطيع حتّى الرد عليها أو الدفاع عن نفسها، في ظل عدم وجود ادعاءات محددة تبلغت بها من شأنها أن تكون موضع رد مستفيض»، مشيرا إلى أنه طلب من النيابة العامة، دون جدوى، الحصول على تفاصيل».

واعتبر المحامي، أن «الإجراء المتعلق بإطلاق اتهام مبهم غير قابل للطعن والمناقشة، وبالتالي التشهير بموكلتي، أمر جائر».

********************************************************

عمال سامسونغ يُضربون مطالبين بزيادة الرواتب

سول - وكالات

أعلنت نقابة تمثّل عشرات الآلاف من عمّال شركة سامسونغ إلكترونيكس في كوريا الجنوبية، إضراباً عاماً مفتوحاً لإجبار الإدارة على التفاوض.

وبعد أن بدأ عمّال سامسونغ للإلكترونيات، الاثنين، إضراباً غير مسبوق عن العمل لمدة ثلاثة أيام، قالت النقابة الوطنية لعمّال سامسونغ في بيان: «نعلن إضراباً عاماً ثانياً مفتوحاً ابتداءً من 10 تمّوز بعد أن علمنا أنّ الإدارة ليست مستعدة للحوار بعد الإضراب العام الأول».

ونقلت وكالة يونهاب الكورية الجنوبية للأنباء عن إدارة سامسونغ، قولها إنّ الانتاج لم يتعطّل، على الرّغم من أنّ النقابة قالت إنّ الإضراب كان له تأثير كبير على عمل الشركة.

وفي بيانها الصادر الأربعاء، قالت النقابة: «لقد أكّدنا التعطيل الواضح للإنتاج، والإدارة ستندم على هذا الخيار».

وأضاف البيان: «كلّما طال أمد الإضراب، زادت معاناة الإدارة وسينتهي بها الأمر بالركوع والجلوس على طاولة المفاوضات. نحن واثقون من النصر».

**********************************************************

البرازيل تفعّل اتفاق التجارة الحرة مع فلسطين

برازيليا - وكالات

وضعت البرازيل اتفاقا للتجارة الحرة في حيز التنفيذ مع فلسطين التي ظلت تنتظر التصديق عليه أكثر من عشر سنوات، وذلك في خطوة تهدف إلى إظهار الدعم للشعب الفلسطيني.

وقالت وزارة الخارجية البرازيلية في بيان: «يمثل الاتفاق إسهاما ملموسا لإقامة دولة فلسطينية تتمتع بمقومات البقاء اقتصاديا ويمكنها أن تعيش في سلام ووئام مع جيرانها».

وأضافت أن البرازيل، التي تعترف بالدولة الفلسطينية وسمحت بإقامة سفارة فلسطينية في العاصمة البرازيلية في 2010، صدّقت يوم الجمعة الماضي على الاتفاق الذي وقعه تكتل ميركوسور التجاري في أمريكا الجنوبية والسلطة الفلسطينية في 2011».

******************************************************

الشيوعي السوداني يرفض المشاركة في مؤتمر القاهرة: أغفل الثورة وجمع أعداءها

الخرطوم – طريق الشعب

اعتذر الحزب الشيوعي السوداني، عن تلبية دعوة وزارة الخارجية المصرية، لحضور مؤتمر القوى السياسية والمدنية السودانية، المزمع عقده في القاهرة.

واكد الحزب تأييده ودعمه لحل الازمة السودانية داخلياً، وان يقتصر الدور الخارجي على تقديم الدعم والمساعدة، معتبراً ان العديد من المبادرات الخارجية انزلقت في اتجاه تحقيق مصالحها واطماعها في موارد السودان، وسعت الى مد نفوذها في المنطقة والاقليم.

واشار المكتب السياسي للحزب في رسالة موجهة الى وزير الخارجية المصري احمد عدلي امام، حصلت «طريق الشعب» على نسخة منها، الى ان «غالبية المبادرات الخارجية دعمت احد طرفي الحرب في السودان، وتورطت في دعمها بالسلاح والمعلومات الاستخباراتية لاطالة امد الحرب».

وتابع، أن الحزب يرى أن «الجمع بين كافة أطراف القوى السياسية والمدنية السودانية في ملتقى جامع تحت دعاوى التوافق تحقيقًا لوحدة وطنية لا يمثل حلًا للأزمة في السودان، بل يعمل على العودة والدفع نحو مسار تراكم الأزمة العامة وما صحبها من عدم استقرار سياسي وامني، وتبعية للخارج».

واعتبر الشيوعي السوداني، ان «الخلل في تلك المبادرة يكمن في اغفال الثورة السودانية والتضحيات الجسام التي قدمها السودانيون لإحداث التغيير في بنية السلطة والثورة، وكذلك هي جمعت بين القوى السياسية التي ناضلت ضد نظام الانقاذ وبين القوى التي ناهضت الثورة وعملت على اجهاضها وشاركت في نظام الانقاذ المدحور، وبذلك يتحقق للأطراف المتحاربة ثمرات الحرب المشتعلة حالياً للإجهاز على الثورة واهدافها».

وأكدت الرسالة ان «الشيوعيين السودانيين سيواصلون نضالهم مع الجماهير ويعملون على رص القوى السياسية من اجل ايقاف الحرب واسترداد الثورة».

*************************************************************

الامم المتحدة: انتهاكات واسعة ضد المهاجرين في ليبيا

متابعة – طريق الشعب

قال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان٬ فولكر تورك٬ إنه «ينظر في تقارير عن اكتشاف مقبرة جماعية في الصحراء على الحدود الليبية - التونسية، بعد العثور على جثث 65 مهاجرا على الأقل في موقع آخر في وقت سابق من هذا العام».

وندد تورك في كلمة له بالانتهاكات واسعة النطاق ضد المهاجرين واللاجئين في ليبيا. وقال أن «الانتهاكات ضد المهاجرين تُرتكب على نطاق واسع، مع حصانة من العقاب من جهات فاعلة حكومية وغير حكومية»، مشيرا إلى ان الجرائم تشمل الاتجار بالبشر والتعذيب والعمل القسري والابتزاز والمجاعة والاحتجاز والطرد الجماعي.

وقال تورك أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة «أطالب السلطات الليبية بالرد سريعا على استفساراتنا، والتحقيق في هذه الجرائم بشكل وافٍ».

ولم يذكر تفاصيل أخرى عن هوية المشتبه بأنهم ضحايا المقبرة الجماعية أو كيفية العثور على موقعها.

************************************************

امريكا ودول اوروبية تقدم مزيداً من الدعم لإدامة الحرب حلف شمال الأطلسي وادعاءات الدفاع عن أوكرانيا

متابعة – طريق الشعب

باشر قادة دول أعضاء حلف الناتو، امس الأول الثلاثاء، مفاوضاتهم خلال القمة التي تجمعهم والتي تستمر حتى اليوم الخميس، في واشنطن، للاحتفال بالذكرى الخامسة والسبعين لتأسيس هذا التحالف العسكري، وعلى هامش الاحتفال، يجري بحث تقديم المزيد من الدعم الى اوكرانيا.

دعم مستمر للحرب

وفور انعقاد القمة، اكد الرئيس الأميركي جو بايدن،  أن «الحلفاء سيزودون أوكرانيا ما مجموعه خمسة أنظمة دفاع جوي، بينها أربع بطاريات من نوع باتريوت وصواريخ أرض جو فعالة خصوصا في اعتراض الصواريخ البالستية الروسية».

 وقال بايدن في خطابه: ان «روسيا لن تنتصر»، مضيفاً ان هذا الدعم هو «هبة تاريخية» لحماية أوكرانيا من الهجمات الجوية الروسية.

ووافقت الولايات المتحدة وألمانيا ورومانيا وهولندا على تزويد أوكرانيا بمنظومات صواريخ باتريوت للدفاع الجوي، بحسب بيان مشترك خلال قمة حلف شمال الأطلسي.

من جانبها، ستزود إيطاليا كييف بمنظومة صواريخ سامب/تي الفرنسية-الإيطالية. وأعلنت روما أنها ستمنح كييف ذات المنظومة بدلا من باتريوت.

وتعهد الحلفاء بتقديم صواريخ باتريوت أخرى أو ما يعادلها هذا العام وعشرات أنظمة الدفاع الجوي التكتيكية في الأشهر المقبلة، بحسب الرئيس الأميركي.

كييف تسعى لعضوية الناتو

وسيحلّ الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على القمّة ضيفًا على أمل ضمان حصول بلده على مزيد من أنظمة الدفاع الجوي، مع ظهور ضعف قواته امام الضربات الروسية المتتالية.

وفي خطابه بمعهد رونالد ريغان عشية انعقاد القمة، شدد زيلينسكي على أهمية اتخاذ قرارات قوية فورا وعدم التأجيل تشرين الثاني ( انتخابات الرئاسة الامريكية). وقال أن: «الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ينتظر كذلك تلك الانتخابات».

واضاف، ان «أوكرانيا يمكن أن تحد بشكل كبير من الهجمات الروسية في جنوب أوكرانيا، إذا ساعدت القيادة الأميركية بالقدرات اللازمة لتوجيه ضربات عميقة ضد الجيش الروسي.

وتسعى أوكرانيا للحصول على عضوية الناتو وترغب في تحقيق تقدم واضح نحو الانضمام إلى عضوية الناتو.

ويبدو ان الولايات المتحدة والمانيا قطعت الطريق امام أي حديث عن منح أوكرانيا دعوة واضحة للانضمام الى هذا الحلف، لكن دبلوماسيين يقولون إنهم يتطلعون إلى اعتبار طريق كييف إلى العضوية النهائية في إعلان القمة لا رجعة فيه، قائلين إن كييف على جسر الانضمام.

ويُتوقع أن يتعهد أعضاء الحلف بمواصلة دعم أوكرانيا بالوتيرة نفسها المعتمدة منذ بدء الحرب مع روسيا أي بما قدره 40 مليار يورو سنويًا، لعام إضافي على الأقلّ.

وسيتفقون كذلك على تعزيز دور الحلف في تنسيق عمليات تسليم الجيش الأمريكي أسلحة لأوكرانيا،

ظل ترامب

وأشار الأمين العام لحلف شمال الأطلسي المنتهية ولايته ينس ستولتنبرغ إلى، أن «هذا الدعم ليس أمرا بديهيا»، وقال: «ليس هناك خيارات من دون كلفة مع وجود روسيا العدوانية كجارة»، مذكراً بأن «الكلفة الأعلى والمخاطر الأكبر ستكون إذا انتصرت روسيا في أوكرانيا».

وأتى كلام ستولتنبرغ خلال مراسيم الذكرى السنوية لتأسيس الحلف في قاعة أندرو دبليو ميلون، حيث تم التوقيع على معاهدة الأطلسي التي أسست منظمة تحمل الاسم نفسه قبل 75 عاما.

وتأتي قمة واشنطن في مناخ من عدم اليقين السياسي في الولايات المتحدة، حيث أمام الرئيس بايدن الكثير للقيام به لانهاء تمرد برلمانيين ديموقراطيين يطالبونه بالتخلي عن السباق لولاية ثانية في مواجهة دونالد ترامب.

وقد علّق هذا الأخير على القمة مؤكدا أن «من دونه لكان أختفى حلف شمال الأطلسي الآن معتبرا ان الفضل في التعهدات التي قطعها الاوروبيون بانفاق المزيد من المال على الدفاع تعود اليه».

وستشكل القمة فرصة لرئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان الذي يتولى رئاسة الاتحاد الاوروبي، للإبلاغ عن زيارتيه الى موسكو وبكين اللتين اثارتا امتعاضا خصوصا لدى واشنطن.

************************************************************

الصفحة السابعة

اتحاد نقابات العمال: وزارة العمل مسؤولة عن التلكؤ في تطبيق قانون الضمان الاجتماعي

بغداد – طريق الشعب

تحّمل الاتحادات والنقابات العمالية وزارة العمل مسؤولية ضعف توجه عمال المهن الحرة للحصول على الضمان الاجتماعي والتلكؤ في تطبيق القانون، مشددة على ضرورة تكثيف حملات التوعية واعتبار القانون قضية رأي عام فضلا عن إشراك أرباب العمل كشركاء اجتماعيين.

تجاهل مستمر للنقابات العمالية

تقول المحامية سماح الطائي بهذا الصدد لـ»طريق الشعب» إن وزارة العمل تحاول وكالعادة تجاهل دور الاتحادات والنقابات في توعية وتثقيف العمال والدفاع عن حقوقهم، كما أنها تقف عاجزة عن زيادة أعداد لجان التفتيش، لمحاسبة أرباب العمل المخالفين للبنود القانونية وبالتالي عن تطبيق قانوني العمل والضمان الاجتماعي.

وتفيد الطائي «أن هناك الكثير من المحسوبيات التي تتعامل بها الوزارة مع أرباب العمل، الذين في الغالب يمتلكون نفوذا سياسياً، ويسيطرون بموجبه على مفاصل الوزارة، وأن تطبيق قانون التقاعد والضمان الاجتماعي للعمال الأجراء لا يخدم مصالحهم الخاصة».

أما الأمين العام لاتحاد نقابات عمال العراق عدنان الصفار فقد حمل وزارة العمل مسؤولية ضعف إقبال العمال على الضمان الاجتماعي على الرغم من إطلاق رابط التقديم منذ ثلاثة أشهر.

ويقول الصفار لـ»طريق الشعب» إن «أعداد عمال المهن الحرة الذين تم شمولهم بالضمان مؤخرا لا يتجاوز 3 آلاف عامل، على الرغم من أن اعدادهم في ميادين العمل تتجاوز 6 ملايين عامل، وأن هناك ما يقارب خمسة ملايين عامل في القطاع الخاص، يتماهل البعض من أرباب العمل عن شمولهم بالضمان تهربا من دفع المستحقات المالية التي يفرضها القانون رقم 18 لسنة 2023».

ويفيد الصفار بأن «الوزارة لم تمنح الاتحادات والنقابات العمالية أي دور في تنفيذ القانون، على الرغم من الجهود التي بذلت لتشريعه ودخوله حيز التنفيذ، كما أنها لم تتعامل مع أصحاب العمل كشركاء اجتماعيين، الأمر الذي حرم الكثير من عمال القطاع الخاص من الشمول بالضمان».

عزوف الشمول متوقع

ويرى الامين العام «إن ضعف إقبال العمال على الالتحاق بالضمان أمر متوقع، خاصة وأن الكثير من أرباب العمل استغلوا ضعف الرقابة القانونية من قبل الوزارة التي تعاني من محدودية أعداد فرق التفتيش».

ويلفت الصفار الانتباه إلى تأخر الوزارة في إصدار تعليمات تنفيذ القانون ويقول «إن الكثير من عمال الضمان الاختياري يعانون من عدم الدراية بآلية الشمول نتيجة الأمية وعدم المتابعة، وأن التأخير في إصدار تعليمات الشمول الجديد هو الآخر أثر على إقبال العمال على شمول أنفسهم بالضمان الاجتماعي».

الوزارة تتوعد

بدوره، يفيد المتحدث باسم وزارة العمل والشؤون الاجتماعية نجم العقابي بأن دائرة التقاعد والضمان الاجتماعي للعمال في الوزارة أنجزت العديد من معاملات الشمول بالضمان الاجتماعي.  ويقول لـ»طريق الشعب» إن «هناك ما يقارب من 5 آلاف عامل، قدم للشمول بالضمان الاختياري عبر المنصة الالكترونية التي أطلقت في ايار الماضي، وقد تمت الموافقة على شمول قرابة 3 آلاف عامل منهم، وان معاملات العمال المتبقية قيد الدراسة». وبخصوص تعليمات تنفيذ القانون أفاد العقابي «بأنها ماتزال في طور التدقيق، وسيتم اطلاقها قريبا».

دائرة التقاعد والضمان الاجتماعي للعمال في وزارة العمل والشؤون الاجتماعية توقعت، حدوث إقبال واسع للتسجيل على التقاعد الاختياري عن طريق بوابة أور الإلكترونية، وأوضحت آلية تحديد الراتب التقاعدي للعامل.

وقال مدير قسم شؤون المضمونين في الدائرة حيدر كاظم الوائلي في تصريح اطلعت عليه «طريق الشعب» إنه «بعد تشريع قانون التقاعد والضمان الاجتماعي رقم 18 لسنة 2023، ودخوله حيز التنفيذ بدأنا بتطبيقه مباشرة، وفتحت دائرتنا التقديم على التقاعد الاختياري عن طريق بوابة أور الالكترونية، إلا أن الإقبال ما يزال دون مستوى الطموح»، منوها عن إطلاق حملات توعية مكثفة لزيادة مستوى الشمول.

وأضاف أن «الدائرة حددت فئات الاشتراك بالضمان ومنحت العمال حرية الاختيار التي سيتم بموجبها تحديد الاستقطاعات الشهرية». ويتابع أن «الراتب التقاعدي للعامل يكون على أساس الفئة التي يختارها، وان التوقيفات التقاعدية تشمل أيضا العمال في القطاع المنظم».

وبخصوص الاستقطاعات الشهرية يوضح أن «صندوق الضمان يستقطع شهريا نسبة 5 بالمائة من أجور العامل ونسبة 15 بالمائة من صاحب العمل المنظم، لكن الدولة حالياً هي التي تدفع من خزينتها النسبة الخاصة بصاحب العمل المنظم، ويحق للعامل إذا زاد راتبه أن يزيد الاشتراك إلى فئة أعلى، وهناك مدة سماح لشهرين حال تأخر الدفع على أن لا تتجاوز نهاية السنة، أما في حال عبور نهاية السنة فسيتحمل العامل نسبة 20 بالمائة كاملة، أي أنه يتحمل نسبة مساهمته إضافة إلى نسبة مساهمة الدولة».

*********************************************************

في ظل ثورة 14 تموز المجيدة انبثاق أول اتحاد نقابي لعمال العراق

عدنان الصفار

منذ الشهر الأول من عمر ثورة 14 تموز 1958 المجيدة، وحتى قبل ان تجاز النقابات أو اتحادها العام، تألف المكتب التنفيذي بهدف قيادة وتوحيد النشاطات النقابية وتوجيهها بما يخدم الأهداف العامة للطبقة العاملة.

 لعب المكتب التنفيذي منذ بداية تكوينه دورا مهما في قيادة العمل النقابي في تلك الفترة وتدريب الكوادر العمالية على العمل النقابي وحل مشاكل العمال مع الإدارات الحكومية وأرباب العمل.

غير أن العمل النقابي لم يكن هينا آنذاك. فالدوائر الرجعية التي ناصبت العمال العداء طوال عشرات السنين، وإن كانت قد فقدت نفوذها، فإنها تحصنت في العديد من دوائر الدولة وبدأت توجه النار من هناك على تنظيمات العمال ونشاطهم النقابي، وبذلت المساعي لتحول دون مشاركة ممثلي النقابات في حل منازعات العمل.    

وفي ميدان العمل النقابي نشطت القوى الرجعية بوجه خاص باتجاه شق وحدة العمال والحركة العمالية من أجل السيطرة عليها وتوجيهها وجهة مغايرة لمصالح العمال والثورة.

وقد استغلت قلة خبرة بعض العمال وتخلف وعيهم السياسي، فسعت إلى جرهم إلى مراكز انشقاقية تحت شعارات ولافتات متعددة وتكوين هيئات مؤسسة إلى جانب الهيئات المؤسسة التي تكونت من قبل وضمت اليها جموع العمال.

وقد لقي هذا النشاط الانقسامي المدسوس ترحيبا وتشجيعا من جانب دوائر العمل التي كانت ولا تزال بتكويناتها السابقة، فشهدت الأشهر الأولى من عام 1959 احتكاكات عديدة، بيد أن المنظمات النقابية استطاعت أن تتدارك هذه المتاعب بحكمة، وقد ساعدها في ذلك افتضاح الخطط التخريبية التي واجهتها الثورة، وانكشاف الذرائع الزائفة التي كان يلجأ اليها بعض أصحاب المعامل لخفض الإنتاج بهدف الحط من سمعة الحركة النقابية وطرد النشيطين من النقابيين وفرض الشروط السابقة على العمال.

واصل العمال وهيئاتهم المؤسسة المطالبة بإجازة نقاباتهم، ونتيجة لهذا النضال المتواصل، وبعد افتضاح دور المسؤولين الذين ناصبوا العمال العداء في الاعمال والنشاطات التآمرية، أجيزت النقابات تباعا منذ مطلع الشهر الثاني لعام 1959، وبلغ مجموع ما أجيز منها حتى 10 شباط 1959 اثنتي عشر نقابة.

 ثم توالت اجازات النقابات حتى بلغت خلال بضعة شهور (51) نقابة، كان لها شبكة واسعة من اللجان في كل معمل ووحدة انتاجية في مختلف انحاء البلاد.

لقد بلغ التفاف العمال حول نقاباتهم حدا زاد عما كان متوقعاً، وزاد عدد العمال المنضمين للحركة النقابية آنذاك على (275) ألف عامل.

في العاشر من تموز 1959 انعقد المؤتمر التأسيسي للاتحاد العام لنقابات العمال في الجمهورية العراقية، وانتخب مكتبا تنفيذيا واتخذ عددا من القرارات منها قرار حول الإضرابات، ودعوة لتبني شتى الوسائل لحل مشاكل العمال وأرباب العمل والإدارات، واعتبار التفاوض الوسيلة الرئيسة، إضافة إلى قرار حول صيانة الجمهورية من المؤامرات والاعتداءات الامبريالية والرجعية، وآخر حول الانضمام إلى الاتحاد العام لنقابات العمال العالمي، وقرارات أخرى في تأييد النضال العربي ضد الاستعمار والصهيونية.

وعلى النطاق الدولي نشطت الحركة النقابية في إقامة العلاقات الطيبة مع اتحاد النقابات العالمي ومع الاتحادات النقابية في عدد من البلدان الشقيقة والصديقة.  وقد شاركت في الدفاع عن المصالح القومية للأمة العربية ولا سيما لنصرة الشعب الجزائري الذي كان يخوض آنذاك حربه البطولية من أجل استقلاله وحريته، كما ساهمت في النضال لتحقيق الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني والدفاع عن حقوق الشعب العربي في عدن وعمان.

 وشاركت النقابات العمالية في النشاطات والمؤتمرات الدولية التي انعقدت لنصرة قضايا الحرية والاستقلال في العالم.

إن النشاط الكبير الذي مارسه العمال في إطار النقابات وخارجها دفاعا عن الثورة ولصد المؤامرات الإمبريالية ضدها أكسب الطبقة العاملة، مكانة جليلة في المجتمع، وكان احتفال الشعب وقواه الوطنية بأول عيد للعمال بعد الثورة (ايار 1959) تعبيرا رائعا عن اعتزاز الشعب بطبقته العاملة.

**********************************************************

لحظة عمالية.. أين متطلبات الصحة والسلامة المهنية؟

نورس حسن

حددت منظمة العمل الدولية معايير وشروط العمل اللائق للعمال وأصحاب العمل سواء في القطاع الحكومي أو المختلط أو الخاص، وأشارت إلى أن الصحة والسلامة المهنية وتوفير البيئة الآمنة في العمل من أهم المعايير. ويعود السبب إلى احترام وتقدير العامل بوصفه إنسانا يسهم في تحقيق التنمية الاقتصادية والأجتماعية في البلاد.

ورغم تأكيد الدستور وقانون العمل النافذ على توفير جميع متطلبات الصحة والسلامة المهنية، إلا أنها غُيّبت هي الأخرى كما هو حال الكثير من الحقوق التي اقرها الدستور وقانون العمل وحتى معايير العمل الدولية التي صادق عليها العراق.

فالاحصائية الأخيرة التي أعلنتها وزارة العمل والشؤون الاجتماعية في تشرين الثاني عام 2023، بتجاوز عدد إصابات العمال 705 إصابات فقط في القطاع الخاص، هي إحصائية محدودة ولا تعبر عن الواقع، قياساً بما يتعرض له العمال من انتكاسات صحية بسبب العمل في أجواء شديدة الحرارة وخالية من أي إجراءات وقائية.

كما أن الكثير من إصابات العمل لا يتم الإبلاغ عنها أو علاجها من قبل أصحاب العمل، بل يتم تسريح العمال على إثرها من دون منحهم أية حقوق.

وبحسب تصريحات صحفية كثيرة لمسؤولين “يعاني العديد من العمال في العراق من قلة الوعي بأهمية السلامة المهنية”، يأتي ذلك في الوقت الذي تعاني فيه أقسام الصحة والسلامة هي نفسها من الإهمال الشديد، فاغلب منتسبيها غير متخصصين، وهم في نفس الوقت فضائيون (يتلقون رواتب دون عمل).

ومن أجل الحد من إصابات العمل بات السعي لتكثيف حملات التوعية بأهمية السلامة المهنية ضرورة ملحة من خلال وسائل الإعلام المختلفة، والمؤسسات التعليمية، والجمعيات المهنية، فضلا عن سن قوانين وأنظمة للرقابة على تطبيق شروط السلامة المهنية، وفرض عقوبات صارمة على المخالفين، إضافة إلى توفير الدعم المالي للمؤسسات التي تلتزم بتطبيق شروط السلامة المهنية، حيث يمكن أن يساعد ذلك في تشجيع المؤسسات على الالتزام بإجراءات السلامة.

***************************************************************

إضراب عمالي  في أكبر ميناء ألماني

متابعة – طريق الشعب

بدأ عمال أكبر ميناء في ألمانيا في هامبورج اليوم، إضرابا عن العمل لمدة يومين، وكانت نقابة فيردي قد دعت إلى هذا الإجراء لزيادة الضغط في مفاوضات الأجور الجارية.

وذكر متحدث باسم النقابة، أن العمال سيضربون في البداية بشكل لا مركزي أمام شركاتهم، مهددين بتصاعد الموقف إلى مظاهرات واعتصامات حال عدم تلبية المطالب. وتطالب النقابة بمبلغ إضافي قدره 3 يورو (3.2 دولار) في الساعة، تدفع بأثر رجعي إلى العمال اعتبارا من أول يونيو. وقالت كبيرة مفاوضي فيردي مارين أولبريتش: «كنا ولا نزال متباعدين إلى حد كبير في الجولة الثالثة من المفاوضات»، واصفة العرض الذي قدمه أرباب العمل بأنه غير مقبول.

وأوضحت أولبريتش أن ارتفاع التضخم الذي شوهد في العامين الماضيين قد أضر بشدة بالفئات ذات الدخل المنخفض بشكل خاص.ومن المقرر عقد جولة رابعة من المفاوضات بين النقابة والرابطة المركزية لشركات الموانئ البحرية الألمانية في الفترة من 11 - 12 يوليو الجاري.

ويأتي الإجراء الأخير بعد أن أضرب العمال في العديد من الموانئ البحرية في شمال ألمانيا الشهر الماضي لزيادة الضغط على أصحاب العمل مع دخولهم الجولة الثالثة من المحادثات بشأن الأجور.

**************************************************************

الصفحة الثامنة

ما هو حلف الناتو؟

  ترجمة واعداد: قحطان المعموري

يوصف الناتو في الدعايةِ السياسيةِ، بأنه تحالفٌ عسكريٌ (دفاعي) يضمنُ الأمنَ في أوروبا. ولكن، ما هو الدور الحقيقي لحلف الناتو، ولماذا لا تزال هذه المنظمة موجودة حتى الآن، رغم مُضي 30 عامًا على حلِ حلف وارشو؟

الحربُ الباردة ومكافحة الشيوعية

يمكن القول وباختصار، بأن الناتو اليوم، يُعَدْ أحد أهم أدواتِ الولايات المتحدة للحفاظِ على مكانتِها كقوة عظمى في العالم، كما كان الحال بالفعل منذ البداية. فقد تأسس الناتو (منظمة حلف شمال الأطلسي) بناءً على توقيع معاهدة شمال الأطلسي في عام 1949. وكانت الدول الموقِعة هي الولايات المتحدة وكندا على الجانب الغربي من المحيط الأطلسي، والمملكة المتحدة، وفرنسا، وبلجيكا، وهولندا ولوكسمبورغ وأيسلندا والدنمارك والنرويج وإيطاليا والبرتغال على جانبه الشرقي.

وكانت إحدى الخُرافات التي تم ضخها حول الناتو، تفيد بأن الناتو سيكون عبارة عن اندماج “الديمقراطيات” ضد “الديكتاتوريات” الاشتراكية في الشرق. لكن واقع الحال لا يقول ذلك، فقد حَكمَ الديكتاتور أنطونيو دي أوليفيرا سالازار البرتغال منذ عام 1949 ولأكثر من 15 عامًا، ولم يقطع العلاقات الدبلوماسية مع ألمانيا النازية. كانت البرتغال في عهد سالازار تتمتع أيضًا بعلاقات ممتازة مع إسبانيا فرانكو، ودعمت قواته في الحرب الأهلية.

هناك دولة أخرى لم تكن وعلى الدوام ديمقراطية، وهي اليونان، التي انضمت إلى الناتو عام 1952 - بعد أن قامت الولايات المتحدة بمساعدة الحكومة الرجعية فيها على الانتصار في الحرب الأهلية ضد القوى المناهضة للفاشية، بقيادة الحزب الشيوعي. واصلت اليونان فيما بعد عضويتها حتى بعد الانقلاب العسكري المدعوم من الولايات المتحدة في عام 1967، عندما حكم المجلس العسكري البلاد. أما تركيا فقد كانت عضوًا في نفس المدة الزمنية، على الرغم من عدد الانقلابات العسكرية والأنظمة التي حكمتها. ولم يتم طرد أي دولة من الناتو بسبب تنحيتها للديمقراطية جانباً.

هناك خرافة أخرى مفادها أن حلف الناتو قد تم إنشاؤه ليكون بمثابة ثقلٍ موازنٍ لحلف وارشو، لأن حلف وارشو ببساطة، ظهر في 1955، اي بعد ست سنوات من حلف الناتو، وكرّدة فعل على التحول الواضح للغاية في علاقات الدول الإمبريالية الأخرى مع الاتحاد السوفيتي والجمهوريات الشعبية الجديدة في أوروبا الشرقية.

قبل عشر سنوات من التاريخ أعلاه، كان الأمر مختلفًا، ففي فبراير 1945، التقى قادة الحلفاء في يالطا في شبه جزيرة القرم - التي كانت آنذاك جمهورية سوفيتية مستقلة داخل روسيا الاشتراكية السوفياتية - لمناقشة مصير ألمانيا بعد الحرب. كان المزاج السائد بين ونستون تشرشل وفرانكلين دي روزفلت وستالين محترمًا وجيدًا بشكل عام، على الرغم من انزعاج الأول من الأخير بسبب شدة تدخينه للسيجار، كما يقول أندريه غروميكو السفير السوفييتي آنذاك في الولايات المتحدة والذي أصبح وزيراً للخارجية فيما بعد ولفترة طويلة. كان تشرشل وروزفلت ممتنين جداً للاتحاد السوفيتي على مساهمته الحاسمة في الحرب ضد ألمانيا النازية، وتكبده خسائر فادحة، حيث قُتل ما يصل إلى 27 مليون فرد وتدمير ما يقارب 70000 بلدة وقرية. ومع ذلك، فإن القضية الأساسية المتمثلة في تعويضات الحرب الألمانية لموسكو في الاتحاد السوفيتي قد تأخرت من قبل الوفود البريطانية والأمريكية، وكذلك مسألة عدم السماح لألمانيا منزوعة السلاح بإعادة بناء جيشها. وحتى عندما اجتمع قادة القوى المنتصرة مرة أخرى في بوتسدام بألمانيا، بعد بضعة أشهر، كان من غير المرجح أن تلتقي الولايات المتحدة وبريطانيا بالاتحاد السوفيتي.

ولم يمر سوى أقل من أسبوع من انتهاء المؤتمر، حتى ضربت واشنطن هيروشيما وناغازاكي اليابانيتين بالقنبلة الذرية، وحتى تغيرت لهجة واشنطن في المفاوضات مع موسكو. لقد أنتجت الولايات المتحدة أفظع سلاح عرفته البشرية، ولكي تثبت امريكا بأنها الأقوى، عمدت لقتل 200 ألف شخص في اليابان التي كانت مهزومة أصلاً في الحرب، وأعلنت لاحقاً عن تشكيل حلف شمال الأطلسي لحماية أوروبا الغربية من التهديد التوسعي من الشرق، ونُفِّذت حملة صليبية شعواء ضد الكتاب التقدميين والفنانين والشخصيات الثقافية الأخرى داخل البلاد، وفي جميع أنحاء العالم. كما في إندونيسيا مثلاً، حين دعمت وكالة المخابرات المركزية والسفارة الأمريكية بشكل فعاّل قيام سوهارتو بذبح حوالي مليون عضو ومتعاطف مع الحزب الشيوعي الإندونيسي في عامي 1965 و1966، وهي إبادة جماعية طواها النسيان اليوم.

لم يكن لدى الاتحاد السوفيتي المُدمّر للغاية، أي خططٍ لتوسيعِ قدراتهِ بعد الحرب العالمية الثانية. وبدلاً من ذلك قام بتسريح أعداد كبيرة من جيشه وبوتيرة سريعة حيث أصبح عديد الجيش الأحمر الذي كان يبلغ اثني عشر مليون جندي عام 1945، ثلاثة ملايين جندي بعد ذلك بثلاث سنوات.

في عام 1952، عَرضَ الاتحاد السوفيتي على ألمانيا الغربية معاهدة سلام تضمنت إعادة توحيد ألمانيا كدولة مستقلة، مع حقها في إنتاج أسلحة للدفاع عن أمنها فقط، ولكن ليس لأي تحالف موجه ضد أي دولة من الدول التي قاتلت هتلر. رفضت بون العرض وانظمت المانيا إلى الناتو. وفي 1955، رفض الغرب أيضاً عرض الاتحاد السوفيتي بالدخول إلى الناتو، وجرى خلق ستار حديدي بين شرق اوربا وغربها.

كان الناتو أساسيًا للولايات المتحدة لنشر الأسلحة النووية وإنشاء قواعد عسكرية في أوروبا. ومع ذلك، وخلال الحرب الباردة، لم يتبع حلفاء الناتو مغامرة الحرب الأمريكية الأطول والأكثر تدميراً في فيتنام. لقد استنزفت حرب فيتنام الاقتصاد الأمريكي وانهيار نظام العملة الدولي بريتون وودز (الذي ضمن للدولار الأمريكي قيمة ثابتة للذهب) إضافة إلى أزمة النفط في السبعينيات التي أفقدت الولايات المتحدة الكثير من ريادتها الاقتصادية في العالم.

نَمَتْ اقتصاديات الدول التي دعمتها الولايات المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية لتصبح ليس فقط شريكة تابعة، بل أصبحت أيضًا منافسة للولايات المتحدة نفسها، وبالتحديد الاتحاد الأوروبي واليابان. وكما فعلت الولايات المتحدة، قامت اليابان ببناء دعامتها الأساسية في آسيا حيث أنفقت وكالة المخابرات المركزية ملايين الدولارات في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي على بناء الحزب الديمقراطي الليبرالي لمواجهة نفوذ الحزب الشيوعي الياباني.

كانت الولايات المتحدة هي القائد العسكري الفعلي للعالم الرأسمالي بلا منازع. لقد أنشأت الولايات المتحدة وخلال الحرب الباردة قواعد عسكرية حول العالم، بلغت 800 قاعدة وزادت من الإنفاق العسكري للناتو في عهدي كارتر وريغن، فيما كان الاقتصاد السوفييتي يعاني من الركود في السبعينيات والثمانينيات.

من مبدأ توازن الرعب إلى حُكْم العالم

شكّل الاتحاد السوفيتي في عام 1955 حلف وارشو، الذي ضم في البداية كلا من ألمانيا الشرقية، وبولندا، والمجر، ورومانيا، وبلغاريا، وتشيكوسلوفاكيا، وألبانيا. بعد ما يقارب النصف قرن، لم يعد هناك وجود لعدو الناتو الرئيسي أي الاتحاد السوفيتي، ولا نظير الناتو في أوروبا الشرقية أي حلف وارسو، كما لم يعد جدار برلين قائماً. وبرزت الفكرة عن ضرورة حل حلف الناتو أيضًا، طالما أن العدو لم يعد موجوداً، لكن هذا لم يحدث. وهكذا بان الهدف الحقيقي للمنظمة، ففي مشروع استراتيجية الدفاع للبنتاغون (إرشادات حول التخطيط الدفاعي) للسنوات المالية 1994-1999، والتي تم إعدادها في عام 1992، ورد نص يقول “من الأهمية بمكان الحفاظ على الناتو كأهم أداة للدفاع والأمن في الغرب، فضلًا عن بقاء الناتو همزة وصل لنفوذ الولايات المتحدة ومشاركتها في قضايا الأمن الأوروبي “.

تنص استراتيجية الدفاع المقترحة لعام 1992 على أن “هدفنا الأول هو منع عودة ظهور منافس جديد، في أراضي الاتحاد السوفيتي السابق أو في أي مكان آخر”، مضيفة أنه “يجب على الولايات المتحدة إظهار القيادة اللازمة المقتدرة لكي نقنع كل منافس يمكن تصوره، بأنه لا ينبغي له السعي من أجل مكانة خاصة وان عليه الدفاع عن مصالحه بنفسه.

كتب مسودة نصوص هذه الإستراتيجية، الدبلوماسي السابق زلماي خليل زادة، الذي أصبح فيما بعد سفيراً للولايات المتحدة في أفغانستان ثم العراق (بعد غزو البلدين في عامي 2001 و2003)، وسفير الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة في عهد جورج دبليو بوش. لكن في هذا الوقت، كان المسؤول الأعلى لخليل زادة آنذاك هو جورج دبليو بوش الأب، الذي كان رئيسًا عندما تم حل الاتحاد السوفيتي.

وضع خليل زادة الاستراتيجية العامة، لكن نائب وزير الدفاع بول وولفويتز كان هو المسؤول الرئيسي. بعد تسريب المسودة إلى صحيفة نيويورك تايمز، وانتقادها بسبب صياغتها الوقحة، عمد وزير الدفاع ديك تشيني، لإعادة صياغة بعض النقاط، لكن دون تغيير جوهر المحتوى على الإطلاق. قال خليل زادة لاحقًا أيضًا إن ديك تشيني كان متحمساً كثيراً على وثيقة إستراتيجية “النظام العالمي الجديد” التي كتبها.

يمثل هؤلاء الثلاثة، تشيني وولفويتز وخليل زادة، تيار المحافظين الجدد الذي نما قوياً في عهد جورج بوش الأب، وهم النموذج الأصلي لما يسمى بالمحافظين الجدد، والذين سيكون لهم فيما بعد تأثير كبير على السياسة الخارجية للولايات المتحدة التي تتصف بالعدوانية الشديدة خلال ما يسمى بـ “حرب جورج دبليو بوش على الإرهاب”.

كان تشيني وزيرًا للدفاع أثناء حرب الخليج ونائبًا للرئيس في عهد جورج دبليو بوش، وأحد المؤيدين الرئيسيين للحرب على العراق عام 2003. أما وولفويتز فقد كان نائبًا لوزير الدفاع في عهد دونالد رامسفيلد أثناء غزو أفغانستان والعراق، ثم أصبح رئيسًا للبنك الدولي، الذي يُعدْ، مثل الناتو، أحد أدوات الولايات المتحدة للحفاظ على موقعها في النظام العالمي الإمبريالي.

بالإضافة إلى الأشخاص الثلاثة أعلاه، كانت هناك شخصية استراتيجية أخرى مؤثرة في السياسة الخارجية للولايات المتحدة الا وهو زبيغنيو بريجنسكي، الذي كان مستشار الأمن القومي لجيمي كارتر أواخر السبعينيات. ففي كتابه الكلاسيكي الحديث عن السياسة الأمنية المعنوّن (رقعة الشطرنج الكبرى - الأولوية الأمريكية وضروراتها الجيوستراتيجية) كشف بريجنسكي علنًا عن أن المؤسسات المالية “الدولية” مثل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي هي في الواقع هيئات تسيطر عليها الولايات المتحدة وأجزاء من نفس نظام الهيمنة الأمريكية على العالم، والناتو هو الأداة الأكثر وضوحاً لذلك.

رقعة الشطرنج العظيمة التي يشير إليها بريجنسكي هي القارة (الأوراسية)، حيث سيطرت إمبراطوريات مختلفة عبر التاريخ على أجزاء أكبر أو أصغر. لكن بعد تفكك الاتحاد السوفيتي، أصبحت الولايات المتحدة أول إمبراطورية عالمية حقًا في التاريخ، كما يقول بريجنسكي. ويشير أيضًا إلى أنه في منتصف التسعينيات، كان لدى الولايات المتحدة تقريبًا نفس عدد الجنود المنتشرين على اللوح وكما كانت الإمبراطورية الرومانية في أقوى حالاتها قبل 2000 عام تقريبًا. في ذلك الوقت، كان هناك حوالي 300000 من الجيوش المنتشرة في جميع أنحاء الإمبراطورية لضمان قوة روما، وفقًا لبريجينسكي. وفي عام 1996 كان لدى الولايات المتحدة 296000 جندي محترف في القارة.  بريجنسكي - الذي يسلط الضوء على أوكرانيا باعتبارها جزءًا أساسيًا من اللغز في “اللعبة الكبيرة” حول أوراسيا - يرى في كتابه أن الاتحاد الأوروبي الموسع وحلف شمال الأطلسي شرطان ضروريان للولايات المتحدة لكي تتمكن من الحفاظ على موقعها المهيمن، وهذا ما اصبحت عليه بالفعل.

توسع الناتو شرقاً في أوروبا

بعد نهاية الحرب الباردة، توسّع الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي في الشرق. وبقدر تعلق الأمر بحلف الناتو، فإن هذا التوسّع هو انتهاك للوعد الشفهي الذي قدمه وزير الخارجية الأمريكي جيمس بيكر في عام 1990 إلى ميخائيل غورباتشوف، آخر زعيم للاتحاد السوفيتي. ففي أثناء المفاوضات بشأن إعادة توحيد ألمانيا، قال بيكر، وفقًا لمذكرة من أرشيف الولايات المتحدة، “إننا نتفهم حاجة دول الشرق إلى الضمانات. لو واصلنا التواجد في ألمانيا التي هي جزء من الناتو، فسوف لن يتم نقل اي قطعات عسكرية لحلف الناتو شبرًا واحدًا باتجاه الشرق “. لم يتم تدوين هذا الوعد ولا حتى احترامه، حيث يضم حلف الناتو اليوم 30 دولة وجميع الدول التي انضمت اليه كانت في السابق جزءًا من الاتحاد السوفيتي أو حلف وارسو، أو كانت جزءًا من يوغوسلافيا الاشتراكية السابقة.

بدون الاتحاد السوفيتي وحلف وارسو كمعادل موضوعي، صار العالم ساحة مفتوحة للولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي. ففي التمرينات العسكرية التي قادتها الولايات المتحدة في كازاخستان عام 1997، قال الجنرال الأمريكي جون شيهان، الذي قاد التدريبات، “الرسالة التي أريد أن أعطيها هي أنه لا توجد هناك دولة على وجه الأرض لا يمكننا الوصول إليها “.

لم تكن الرسالة التي قدّمها الجنرال الأمريكي دعائية فقط، بل كانت واقعية أيضاً، حيث تم استخدام جيش الناتو وللمرة الأولى في القتال في يوغسلافيا عام 1994، عندما أسقطت الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي طائرات صربية وقصفت لاحقًا أيضًا المطارات الصربية.

يمكن بعد ذلك الدفاع عن هذا الجهد من الناتو من قبل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة - كما في حرب الناتو ضد ليبيا في عام 2011 - بالتصويت على قرارات بأن تحتفظ الأمم المتحدة بمنطقة حظر طيران فوق البوسنة. طلبت قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة UNPROFOR رسميًا المساعدة من الناتو، وتم استبدال قوة الأمم المتحدة أيضًا بقوات الناتو والاتحاد الأوروبي في ديسمبر 1995.

وفي انتهاك واضح للقانون الدولي، احتفل الناتو بالذكرى الخمسين لتأسيسه في أبريل 1999 من خلال القصف العشوائي في صربيا، دون أي عقوبات من الأمم المتحدة - بعيدًا عن الدعاية حول “القنابل الذكية” للحلف. تم قصف المستشفيات والمدارس والمناطق السكنية والمباني الحكومية، وقُتل ليس فقط المئات من المدنيين الصرب، بل ثلاثة مواطنين صينيين أيضًا عندما قصفت السفارة الصينية.

ولكي تحظى عمليات القصف الحربية بالقبول، دخلت آلة الدعاية واجهزتها المختلفة في حالة تأهب قصوى، حيث بدأها وزير الدفاع الأمريكي وليام كوهين بالقول، إن ما يصل إلى 100 ألف من ألبان كوسوفو ربما يكونوا قد قتلوا على أيدي القوات الصربية، أما رئيس الوزراء البريطاني توني بلير فقد شبّه صربيا تحت حكم سلوبودان ميلوسيفيتش بألمانيا هتلر!

أدت عمليات القصف التي قام بها حلف الناتو في يوغوسلافيا إلى ظهور تفسير جديد بديل تمامًا للقانون الدولي وهو يتعارض مع ميثاق الأمم المتحدة. وفقًا لتوني بلير وأصدقائه في الناتو، فأنه بالإمكان الآن شن الحروب حتى لو لم تكن قانونية ويمكن أن تكون هذه الجهود “مشروعة”.

في عام 2001، شهدنا انتهاكًا صارخًا آخر للقانون الدولي عندما غزت الولايات المتحدة وبريطانيا أفغانستان بعد الهجمات الإرهابية في نيويورك في 11 سبتمبر. كانت هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها تفعيل المادة الخامسة لحلف الناتو، لكن الولايات المتحدة اختارت بدء الحرب على أساس سوء تفسير المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة للدفاع عن النفس. عندما سقط نظام طالبان، في عام 2003، تولى الناتو قيادة إيساف (قوة رابطة الأمن الدولي) التي أقرتها الأمم المتحدة، وبعد 20 عامًا من غزو الولايات المتحدة لأول مرة لأفغانستان، غادرت القوات الأمريكية هذا الصيف وعادت طالبان إلى السلطة مرة أخرى في البلاد.

لقد أنفقت الولايات المتحدة أكثر من 2000 مليار دولار على الحرب في أفغانستان. يمكن أن يبدو وكأنه عمل تجاري يؤدي إلى خسارة، وهو كذلك للدولة ودافعي الضرائب، ولكن ليس للشركات التي ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالبنتاغون في المجمع الصناعي العسكري. إنه أيضًا أحد أهداف الناتو الحقيقية التي تتجاوز الدعاية، الحفاظ على صناعة الأسلحة المربحة واستمراريتها.

كان ذلك أيضًا سببًا رئيسيًا لدعم البرجوازية الصناعية في الدول الأوربية من خلال بيع الاسلحة، فعلى سبيل المثال لا الحصر، أرسلت القوات المسلحة السويدية طائرات (جاس) من أجل زيادة قابلية التسويق، وهذا ما تم كشفه من خلال وثائق ويكليكس في برقية سرية من السفارة الأمريكية في أستوكهولم عام 2008. أما في ليبيا فقد قدمت طائرات الاستطلاع (جاس) دعماً لوجستياً كبيراً لعمليات القصف التي قام بها حلف الناتو علم 2011.

الآن تعمل أجهزة الدعاية للولايات المتحدة والناتو مرة أخرى وبوتائر عالية وهي تزعم بتهديد روسيا للسلام في أوربا، من خلال زيادة قدراتها العسكرية، على أراضيها. وهنا يجب أن نعرف بأن الولايات المتحدة وحدها شكلت 39 في المائة من إجمالي الإنفاق العسكري العالمي بحلول عام 2020، وفقًا لمعهد الأبحاث SIPRI، أما روسيا فقد شكلت ثلاثة في المئة فقط.

منذ الوعد الذي قطعه جورج بيكر لغورباتشوف، توسع الناتو إلى 14 دولة في الشرق، ودعم الانقلاب الذي قاده الفاشيون في أوكرانيا في عام 2014، وضخ الأسلحة والمستشارين العسكريين إلى أوكرانيا، ورفض الاتفاق مع الخط الأحمر الروسي الذي يقضي بعدم انضمام أوكرانيا إلى الناتو، التي هي منظمة تسيطر عليها الولايات المتحدة، هدفها الرئيسي ضمان الهيمنة الأمريكية على العالم.

واخيراً وبعد كل هذا، يبقى السؤال مشروعاً، مَنْ يُهدد مَنْ في واقع الحال؟

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المصدر: (البروليتاري) جريدة الحزب الشيوعي السويدي

*********************************************************

الصفحة التاسعة

الإصابة تهدد مشاركة زفيريف في الأولمبياد

برلين ـ وكالات

خضع لاعب التنس الألماني ألكسندر زفيريف لفحص جديد، بعدما ودع بطولة ويمبلدون، لتحديد مدى خطورة إصابته، وذلك قبل انطلاق أولمبياد باريس في وقت لاحق الشهر الجاري. ولم يستبعد شقيقه ميشا احتمال غيابه عن المشاركة في الأولمبياد، التي تنطلق يوم 26 تموز الجاري. وخلال زيارة لطبيب في لندن أمس الثلاثاء، تم سحب حوالي 40 مليلتر من السائل والدم من ركبته اليسرى. وهناك شكوك الآن بوجود إصابة أكثر خطورة، وفقا لما أعلنه ميشا زفيريف لخدمة «برايم».ومن المقرر أن يزور ألكسندر طبيبا آخر في موناكو، حيث يعيش، وستكون هناك صور أكثر تفصيلا للركبة التي أصيب بها ألكسندر يوم السبت الماضي في سقوط خلال مباراة فوزه بالدور الثالث من ويمبلدون. وأوضح ميشا زفيريف «إذا كان كسرا في العظم أو شرخا أو أيا كان، سننتظر لنرى المدة التي سيحتاجها للتعافي. ولكن في هذه الحالة ستصبح مشاركته في الأولمبياد معرضة للخطر».

 

***********************************************

للمشاركة في الأولمبياد الأولمبي العراقي يحط الرحال في تولوز الفرنسية

متابعة ـ طريق الشعب

أبدى راضي شنيشل مدرب المنتخب الأولمبي، امتعاضه الكبير من طريقة مغادرة وفد فريقه إلى فرنسا استعدادًا للمشاركة في أولمبياد باريس 2024.

ووصل وفد المنتخب الأولمبي العراقي، أمس الأربعاء، إلى فرنسا استعدادًا للمشاركة في بطولة أولمبياد باريس التي تبدأ منافساتها نهاية شهر تموز الحالي.

وقال شنيشل في حديث صحفي «وضع المنتخب الأولمبي العراقي خلال توجهه إلى فرنسا، لا يليق بالكرة العراقية، كان من المفترض أن تكون الأمور بأفضل حال وأن يحظى المنتخب العراقي باهتمام كبير من المعنيين، لكن للأسف لم نشاهد هذا الأمر والعكس هو الذي حدث، نحن سنمثل العراق في الأولمبياد ويجب أن يحظى وفدنا بكل الاهتمام وتوفير أفضل السبل الممكنة».

وأضاف راضي شنيشل: «حافلة بائسة نقلت الوفد العراقي إلى مطار بغداد.. الحافلة المخصصة لا تليق بنا ولا بأي رياضي عراقي، خصوصًا من يمثل البلد في المحافل الخارجية، الوضع الذي كنا فيه صعب جدًا ناهيك عن المشكلات التي رافقت المنتخب من عدم الاتفاق على تجهيزات القمصان بسبب عدم التنسيق بين الاتحاد العراقي واللجنة الأولمبية الوطنية».

وأكمل قائلًا: «سنضع كل شيء جانبًا، لن نفكر بالمشكلات ونحن في فرنسا، سنركز فقط على لعب كرة القدم ونتمنى أن نقدم مستويات تليق باسم الكرة العراقية، أنا أثق باللاعبين والكادر المساعد أيضًا، سنقدم كل ما بوسعنا لنكون على قدر المسؤولية ومنافسة بقية فريق المجموعة، سنواجه منتخبات صعبة مثل الأرجنتين والمغرب وأوكرانيا وهذا الأمر يتطلب مجهودات مضاعفة».

وتابع: «لا يوجد مستحيل في كرة القدم، اللعبة عبارة عن واجبات وأداء ونحن نثق بفريقنا الذي يمتلك لاعبين مميزين بإمكانهم تغيير نتيجة المباراة في أي لحظة، لدينا الطموح والثقة ونأمل أن نقدم المستوى الذي تنتظره الجماهير العراقية وأن نمضي بعيدًا في الأولمبياد».

وتخلف عن الوفد العراقي، لاعبو فريق القوة الجوية، الذي سيلعب نهائي كأس العراق أمام الشرطة، إذ من المؤمل أن يلتحق كل من أيمن حسين وإبراهيم بايش وعلي جاسم فور انتهاء المباراة.

كما سيلتحق اللاعبون المحترفون بوفد الفريق العراقي في فرنسا، تباعًا ابتداءً من اليوم الخميس، فيما سيتأخر وصول محترف هيرنيفين الهولندي حسين علي الموجود في قائمة راضي شنيشل بسبب انشغاله بتحضيرات فريقه للموسم الجديد.

والتحقَ اللاعبان كميل سعدي ويوسف الإمام بوفد منتخبنا الأولمبيّ في مقر اقامته بمدينةِ تولوز الفرنسية.

وكان اللاعب بلند ازاد قد كان اول الواصلين الى مقر إقامة الفريق منذ امس الأول الثلاثاء.

وسيخوض منتخبنا مواجهةً تجريبيةً أمام منتخبِ مصر الأولمبيّ قبل الدخولِ في مسابقةِ كرة القدم بالدورةِ، حيث سيلاقي منتخباتَ أوكرانيا والأرجنتين والمغرب.

****************************************************

وقفة رياضية.. الإعلام والجمهور مالهما وما عليهما

منعم جابر

يبقى الإعلام الرياضي والجمهور العاشق للرياضة وفنونها وألعابها متلهفاً لتصفيات كأس العالم 2026 الحاسمة، وهي أمل العراقيين في الوصول إلى نهائياتها، بعد 40 عاماً من الانتظار.

عليه أجد أن امتحان اليوم هو الأهم والأصعب بعد الصعوبات التي عشناها في السنوات السابقة ومنها اللعب خارج أرضنا، واليوم نعود إلى ساحاتنا وأمام جمهورنا. وأقول لجمهورنا أنتم أمام مسؤولية كبيرة وموقف حساس، فالبعض يسعى لتشويه صورة الجمهور الرياضي العراقي ويعكس عنهم صورة غير حقيقية.

هنا أود أن أقول لمن سيشاركوننا اللعب على الأرض العراقية لقد شهدتم مباريات دورة الخليج الخامسة العشرين وتعرفتم على كرم العراقيين ومواقفهم تجاه الأشقاء والأصدقاء.

وأقول أيضاً للجمهور الرياضي عليكم أن تحسنوا وفادة ضيوفكم وأن تتعاملوا بقيمكم وأخلاقكم وحبكم للأشقاء، بعيدا عن الفوز والخسارة، كما تعاملتم أيام بطولة الخليج، حيث ضيفتم وأكرمتم وكنتم اهلاً لذلك الحدث، وعلى الرغم من محاولات المرجفين والدعايات السيئة والمسيئة إلا أنكم بيضتم وجه العراق، وأن تبتعدوا عن الهتافات الدينية والطائفية والعنصرية بكل أشكالها، خاصة أن الاتحاد الدولي لكرة القدم، يحرّم ويمنع كل اشكال الهتافات والأهازيج التي تدعو إلى الفرقة والتناحر، بل المطلوب هو نشر الحب والسلام والوئام ما بين شعوب الأرض، وهذا هو شعار الاتحاد الدولي.

اما ما يخص الإعلام الرياضي بكل انواعه: المكتوب والمسموع والمرئي، فالمطلوب منه أن يقدم نموذجاً وطنياً صادقاً ملتزماً بإنجاح مهمة المنتخب الوطني بكرة القدم والمشارك في هذه المهمة الوطنية، بمساندة المنتخب في هذه المشاركة ودعمه من أجل الوصول إلى النهائيات، وهذا لا يتحقق الا بوجود إعلام قوي وناجح وداعم، عن طريق عدم إثارة المشاكل خلال هذه المنافسات وتوحيد المواقف ومساندة اللاعبين والطاقم التدريبي والإداري، والابتعاد عن إثارة كل صغيرة وكبيرة من أجل الوصول المشرّف إلى النهائيات.

هذا الامر يتطلب من الإعلام الرياضي الملتزم بالمصلحة الوطنية العليا توعية الجماهير الرياضية وتوجيههم الوجهة الصحيحة والابتعاد عن كل ما يسيء إلى سمعة العراق ورياضته، بعيداً عن كل ما يثير الحساسيات والمشاكل.

أملنا كبير بإعلامنا الرياضي أن يبقى وفياً لقيمه ومبادئه..  وبجمهورنا الرياضي أن يظل حريصاً على قيمه ومبادئه الوطنية التي تدفع بالوطن ورياضته إلى شاطئ الأمان، وان نحترم الفريق الضيف ونشعره بالأمان والاطمئنان. 

********************************************************

إقامة بطولة العرب وغرب آسيا للقوس والسهم في السليمانية

متابعة ـ طريق الشعب

وافق الاتحاد العربي للقوس والسهم، على إقامة بطولتيّ العرب وغرب آسيا للصالات في محافظة السليمانية مطلع شهر كانون الأول المقبل وتستمر لغاية العاشر منه. وقال رئيس الاتحاد سعد المشهداني في بيان، إن الاتحاد العربي للقوس والسهم سيعقد اجتماعه الدوري على هامش البطولة لوضع منهاج العام 2025 الخاص بالبطولات والمشاركات العربية.

وأضاف أن اتحاد اللعبة العراقي سيقيم أيضاً بطولة العراق الدولية الثانية خلال المدة نفسها ليتسنى للملاكات التدريبية اختيار الأنسب من بينهم لتمثيل العراق في البطولة العربية التي ستقام في العاصمة بغداد العام 2025.

وأشار إلى أن «هناك رغبة واضحة لدى الأشقاء العرب على التواجد في العاصمة بغداد لاسيما بعد النجاح الكبير الذي شهدته بطولة كأس آسيا في العاصمة بغداد مطلع العام الحالي».

**************************************************

بغداد تستضيف بطولة غرب آسيا بكرة السلة للشباب

متابعة ـ طريق الشعب

أعلن الاتحاد العراقي لكرة السلة، أمس الأربعاء، عن استضافة العراق لبطولة غرب آسيا للشباب لكرة السلة. وقال رئيس الاتحاد العراقي حسين العميدي، ان البطولة ستقام في قاعة الشعب المغلقة للألعاب الرياضية في العاصمة بغداد للمدة من 11-15 من شهر تموز الجاري.

واضاف أن ستة منتخبات ستشارك في منافسات البطولة التي تستمر لمدة خمسة أيام والتي تبدأ من اليوم الخميس، وهي: منتخبات العراق، وفلسطين، ولبنان، والأردن واليمن، وإيران.

وأشار العميدي إلى أن، البطولة تقام في بغداد بعد غياب طويل من استضافة العراق للبطولات الرسمية للشباب التي يقيمها اتحاد غرب آسيا.

وبين ان الاتحاد استعد بشكل جيد لاستضافة البطولة، وهيأ كل متطلبات النجاح للخروج بتنظيم يليق باسم السلة العراقية.

**************************************************************

غريزمان غاضب من ديشامب

برلين ـ وكالات

تركت تصريحات غريزمان صدًى واضحًا في الإعلام الفرنسي، بعد فشل منتخب بلاده في العبور إلى نهائي اليورو إثر الخسارة من إسبانيا (1-2) أمس الأول الثلاثاء، لا سيما في ظل حالة «النشاز الجماعي» التي عرفها رجال المدرب ديديه ديشامب في هذه النسخة الألمانية.

بفوزين بفضل النيران الصديقة وثلاثة تعادلات وخسارة، قدّمت فرنسا رغم بلوغها الدور نصف النهائي واحدة من أسوأ النسخ البعيدة عن الإقناع شكلًا ومضمونًا، ليطلق الخروج أمام «الماتادور» العنان لسهام النقد اللاذعة من الجميع.

وفي حركة استباقية، جاءت تصريحات غريزمان لتستعرض «نقدًا ذاتيًا» منه لذاته وللمدرب ديشامب -وإن كان تلميحًا- على المردود الشاحب للديوك في هذا اليورو، والذي قد ينبئ بتغييرات في المستقبل القريب.

وكالعديد من زملائه وأبرزهم القائد كيليان مبابي، لم يحظَ «غريزو» بيورو جيّد، حيث عانى من هبوط حادّ في مستواه، ما دفع المدرب ديشامب للاحتفاظ به على دكة البدلاء في بعض المباريات، وإخراجه منها بشكل مبكر بعد البداية خلالها أساسيًا.

تصريحات غريزمان لصحيفة «ليكيب» بعد اللقاء والتي نقلها موقع «أونز مونديال»، تناولت هذه النقطة تحديدًا، التي أثبتت أن اللاعب لم يكن راضيًا عن وضعه، حين قال: «تقييمي الشخصي؟ لقد بدأت البطولة بشكل سيئ، ثم شعرت بعد توالي المباريات أنني أتحسّن وأفضل، قبل أن ينتهي بي الأمر على مقاعد البدلاء».

وأراد أنطوان غريزمان بتصريحه أن يشير إلى أنّ مدربه لم يكن موفّقًا في تركه على مقاعد البدلاء في مواجهة إسبانيا، التي دخل مجرياتها منذ الدقيقة (62) بديلًا لزميله نغولو كانتي.

ولم تتوقف تصريحات غريزمان عند هدا الحد، حيث رمى نجم أتلتيكو مدريد الإسباني الكرة في ملعب المدرب ديشامب فيما يتعلق بمستقبله مع «الزرق»، مضيفًا: «الأمر متروك للمدرب ليقرر، من جهتي الرغبة دومًا موجودة».

وخفّف صاحب الرقم 7 من وتيرة تصريحاته قائلًا: «حاولت أن أقدم كل ما لدي، في مراكز مختلفة أيضًا، وكان علي أن أتأقلم. دكة البدلاء؟ هكذا هي حياة لاعب كرة القدم. يوجد لاعبون آخرون لم يلعبوا دقيقة واحدة، ولست أنا من يشتكي».

جدير بالذكر أنّ غريزمان (44 هدفًا في 135 مباراة دولية) خاض في هذه النسخة السابعة عشرة من اليورو، والتي قد تكون الأخيرة له مع منتخب فرنسا في ظل بلوغه 33 عامًا، 6 مباريات دون أن يسجّل أو يمنح أي تمريرة حاسمة.

***************************************************

صلاح الفتلاوي  رئيساً لنادي الطلبة

بغداد ـ طريق الشعب

اختارت الهيئة العامة لنادي الطلبة الرياضي هيئة إدارية جديدة لإدارة العمل في النادي للسنوات الأربع المقبلة في المؤتمر الانتخابي الذي أجري بإشراف اللجنة الأولمبية الوطنية العراقية.

وذكر بيان للنادي، أن» الانتخابات أسفرت عن فوز كل من صلاح الفتلاوي وفراس راضي ومحمد سلمان وباسم جبار وعلي صالح وصباح قاسم وعلي صلاح وحسام أحمد بعضوية النادي».

وأضاف: «بعد إجراء عملية اختيار المناصب داخل الكابينة الإدارية فاز صلاح الفتلاوي برئاسة النادي وفراس راضي نائباً للرئيس ومحمد سلمان أميناً عاماً وحسام أحمد أميناً مالياً وعضوية كل من صباح قاسم وعلي صالح وعلي صلاح وباسم جبار».

********************************************************

الصفحة العاشرة

«أدب السجون»... قصائد مهرّبة وسرد مثقل بالشوق للحرية

رشا أحمد

أعاد فوز الكاتب الفلسطيني باسم الخندقي الذي يقضي سجناً بالمؤبد مدى الحياة في السجون الإسرائيلية بجائزة البوكر العربية عن روايته «قناع بلون السماء» ما يعرف بـ«أدب السجون» إلى الواجهة، وهو الأدب الذي رافق نشأة السجن نفسه وارتبط به على مر العصور. فكيف إذن يتحرر الخيال ليسطر إبداعاً ملهماً من وراء القضبان وليل الزنزانة الطويل، وإلى أي مدى يعكس هذا اللون الأدبي الضارب في عمق التاريخ شكلاً من أشكال المقاومة لفكرة الحرمان والشوق العارم للحرية والعدالة، علماً بأنه لا يقتصر على من عانى ويلات السجن مباشرة، فقد يستعين المبدع بالوثائق والشهادات الحية ليصبح «التخييل» بديلاً عن «التوثيق الذاتي»، كما في رواية «تلك العتمة الباهرة» للكاتب المغربي طاهر بن جلون، وغيرها ؟

في هذا التحقيق يتحدث شعراء وكتاب عرب لـ«الشرق الأوسط» عن معايشتهم لتجربة السجن، وكيف حولوها إلى إبداع راقٍ معجون بشوق عارم للحرية.

تعد حقبة الستينات في التاريخ العربي من أقوى الحقب التي برزت فيها ظاهرة «أدب السجون»، بخاصة في الشعر والكتابة السردية، فقد شهد الشعر الفلسطيني بعضاً من تجلياتها هذه الظاهرة في قصائد شعراء ألقى بهم الاحتلال وراء القبضان. منهم الشاعر حنا أبو حنا، الذي كتب من معتقله في «سجن الرملة» عام 1958، مجموعة من القصائد يقول في واحدة منها:

»خسئوا، فما حبسوا نشيدي بل ألهبوا نار القصيدِ - نار تأجج، لا تكبّل بالسلاسل والقيودِ - نار، جحيم للطغاة وزمرة العسف المريدِ - شرف لشعري أن يقض مضاجع الخصم اللدودِ - فأعجب لشعر يستثير الرعب في مهج الحديدِ - أقوى من السجن المزنر بالعساكر والسدود«.

وفي مصر زج الكثير من الأدباء والمثقفين في السجون بتهمة الانتماء إلى التنظيمات الشيوعية. ويروي الكاتب والمؤرخ الراحل صلاح عيسى واقعة ذات دلالة في هذا السياق قائلاً: «يوم 4 تشرين الأول 1966 جرى اعتقال الجميع، وكان أغلبهم من المثقفين والمبدعين، أخذونا إلى سجن القلعة، حيث تعرضنا لعمليات من التعذيب والتنكيل لانتزاع الاعترافات منا، وقضينا نحو 35 يوماً في زنازين انفرادية لا يعرف أي منا ما يجرى لبقية المعتقلين». ومن وحي تلك الفترة البسيطة، استلهم الشاعر عبد الرحمن الأبنودي قصيدته الشهيرة «أحزان عادية» التي يقول فيها: «وتذكرت سنة ما اتبنت القلعة - وكنت أنا أول مسجون - وكان الضابط ده أول سجان - يوم ما ركلني نفس الركلة - يوم ما صفعني نفس الصفعة - نفس طريقة الركل - وآخر الليل جانى بدم صحابي في الأكل«.

ويلهم نفس السجن الشاعر أحمد فؤاد نجم قصيدة مهمة يقول مطلعها: «أنا رحت القلعة وشفت ياسين - نحوه العسكر والزنازين - والشوم والبوم وكلاب الروم - يا خسارة يا أزهار البساتين - عيطي يا بهية على القوانين«.

ويعد صنع الله إبراهيم واحداً من أصحاب التجارب الأدبية البارزة التي استندت في أحد مصادرها إلى تجربة السجن، وهو ما تجلى في العديد من أعماله مثل المجموعة القصصية «تلك الرائحة» ورواية «شرف» ونصوص «يوميات الواحات»، التي استند فيها إلى ذكريات اعتقاله منذ أواخر الخمسينات بتهمة الانتماء إلى حزب شيوعي ضمن حملة موسعة شملت أسماء بارزة في الثقافة مثل يوسف إدريس ومحمود أمين العالم ولويس عوض وشهدي عطية وعبد الحكيم قاسم وسامي خشبة. يقول صنع الله في «يوميات الواحات»: «أمرونا نحن الأربعة أن نجلس القرفصاء في جانب ونضع رؤوسنا في الأرض، ففعلنا، ثم أمرونا أن نرفع رؤوسنا بحيث نرى ما يجري لزملائنا، وتتابعوا أمامنا يُجرّدون من ملابسهم وهم يُضربون ويترنحون عرايا وهم يلهثون ويُغمى عليهم فيُغمسون في مياه ترعة صغيرة ويُداسون بالأقدام«.

الشاعر زين العابدين فؤاد تعرض لتجربة الاعتقال السياسي أكثر من مرة في حقبة السبعينات، ومن وحي ما عاشه وراء القضبان أخرج واحدة من أشهر القصائد السياسية بالعامية المصرية، وهي قصيدة «مين اللي يقدر ساعة يحبس مصر» والتي غناها الملحن والمطرب إمام عيسى (1918 – 1995) الذي اشتهر بغنائه السياسي، لا سيما في حقبتي الستينات والسبعينات، وعُرفت على نطاق واسع باسم «واتجمعوا العشاق». يقول مطلع القصيدة: يتجمعوا العشاق في سجن القلعة - يتجمعوا العشاق في باب الخلق - والشمس غنوة م الزنازن طالعة - ومصر غنوة مفرعة م الحلق. وتطرح القصيدة صوراً مدهشة للوطن كما في قول الشاعر: «مصر النهار يطلقنا في الميادين - مصر البكا مصر الغنا والطين - مصر الشموس الهالة م الزنازين - هالة وطارحة من دمنا بساتين«.

يوضح زين العابدين فؤاد في حديثه إلى «الشرق الأوسط» أن القصيدة كتبت أثناء اعتقاله في «سجن القلعة»، لكنه لم يستطع تهريبها إلى الخارج إلا حين انتقل إلى «سجن الاستئناف»، حيث تحولت القصيدة إلى نواة ديوان صدر في بيروت بعنوان «حلم السجن»، ثم أعيد طبع الديوان في القاهرة لاحقاً ليصدر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب بعنوان «مين اللي يقدر ساعة يحبس مصر». ويشير إلى أن تلك القصيدة الشهيرة لم تكن الأولى التي غناها له «الشيخ إمام»، فهناك قصيدة أخرى بعنوان «يا شمس» كُتبت داخل الزنزانة عام 1972 وغناها أيضاً مطربون عديدون في فترات لاحقة مثل أحمد إسماعيل وغيره. ويوضح أن تجربته في السجن كأديب ومثقف لم تكن تخلو من المفارقات، فعلى سبيل المثال، تم إلقاء القبض عليه بتهمة «التحريض» على المظاهرات التي عرفت باسم «انتفاضة الخبز» في 18 و19 يناير (كانون الثاني) 1977. ورغم أن المظاهرات شهدت مشاركة الملايين بحسب التقديرات الرسمية، فإن التحريض عليها بحسب الاتهام الرسمي تم من أربعة أشخاص هم الشاعر أحمد فؤاد نجم والصحافيين صلاح عيسى وحسين عبد الرازق إلى جانب زين العابدين الذي واجه طوال الوقت تهمة فضفاضة تقول نصاً «دأب على كتابة قصائد مناهضة لنظام الحكم«.

واعتقل الشاعر والروائي المغربي صلاح الوديع في الحقبة الزمنية نفسها، وتحديداً في عام 1974 بتهمة الانتماء إلى إحدى فصائل «اليسار الجديد»، حيث صدر ضده حكم بالسجن 20 عاماً لكن أفرج عنه بعد مرور 10 سنوات فقط. وكان «الوديع» يهرب قصائده إلى الخارج ليتم نشرها وتلقى رواجاً ثم يجمعها لاحقاً في ديوان بعنوان «جراح الصدر العاري» عام 1985. ومن ضمن قصائد الديوان قصيدة بعنوان «باهظ انتماؤك للمدى» يقول الشاعر فيها: «أعود بالآمالِ من حلم يُجْنَد - له الوتدْ - كبَّدتني قلبي - أبنوك أم أنتَ الذي - كبدتني أملي - فديتُكَ يا بلدْ - كبدتني أملي وأحلامي - وألياف الجلدْ - ماذا أقول وما تبقى ما بقاءك - يا جسدْ«.

يقول صلاح الوديع لـ«الشرق الأوسط» إن «شغفاً بكتابات السجون تجلى في المغرب منذ نهاية الثمانينات وطوال التسعينات وظهر في عدد من المؤلفات مثل (منازل وقضبان)، الذي صدر عام 1988 ويضم الرسائل المتبادلة بيني وبين شقيقي وتحمست المرحومة والدتي لجمعها في كتاب وكذلك كتاب (كان وأخواتها) للكاتب والناقد عبد القادر الشاوي، وكتاب (الغرفة السوداء)، وهو سيرة ذاتية للكاتب جواد مديدش، كما اهتمت الصحافة آنذاك بمحاورة أصحاب هذه التجارب ولم يعد الأمر يحمل محاذير كما في السابق«.

يضيف الوديع أنه مع انتشار موجة أدب السجون على هذا النحو بالمغرب، لاحظ أنها كتابات تستعيد لحظات الألم بقوة وعلى نحو يكاد يكون مباشراً فأراد أن يصنع شيئاً مختلفاً، واهتدى إلى إعادة كتابة تجربته في السجن بشكل ساخر كما ظهر في روايته «العريس»، التي تتطرق لوقائع التعذيب والإهانة والاختفاء القسري وانتهاك حقوق الإنسان ولكن من خلال سرد المأساة بحس فكاهي.

في أيلول 1981 جرت بمصر حملة اعتقالات شهيرة على خلفية معارضة معظم المثقفين للصلح مع إسرائيل، وطالت الحملة العديد من الأسماء البارزة، منهم أصوات نسائية معروفة في الأدب والإبداع والتخصصات الأكاديمية مثل نوال السعداوي وصافيناز كاظم ولطيفة الزيات وأمينة رشيد وعواطف عبد الرحمن. وصدر لنوال السعداوي في هذا السياق كتابها الشهير «مذكراتي في سجن النساء» والذي تقول فيه: «لا يموت الإنسان في السجن من الجوع أو من الحر أو البرد أو الضرب أو الأمراض أو الحشرات، لكنه قد يموت من الانتظار، الانتظار يُحوِّل الزمن إلى اللا زمن، والشيء إلى اللا شيء، والمعنى إلى اللا معنى«.

ومؤخراً صدر للأكاديمية البارزة د. عواطف عبد الرحمن كتاب «أوراق من نفس النساء» عن دار «العربي» بالقاهرة والذي ترصد فيه مذكراتها حول التجربة نفسها. وتشير د. عواطف إلى مفارقة بارزة تتمثل في أنها سمعت بورود اسمها ضمن قائمة المطلوب حبسهم ضمن «اعتقالات سبتمبر» وهي في المجر تزور الكاتبة رضوى عاشور والشاعر مريد البرغوثي قادمة من ألمانيا التي جاءتها للمشاركة في مؤتمر «برلين الشرقية» للأمم المتحدة حول «نظام الفصل العنصري بجنوب أفريقيا«.

وتروى عواطف عبد الرحمن ملابسات عودتها إلى مصر كيف كانت صدمة اللحظات الأولى في السجن. تقول: «عندما وصلت إلى سجن النساء في القناطر وجدت بوابة كبيرة وبها باب صغير، دخلت من الباب الصغير ورأيت السجانات اللاتي نشاهدهن في السينما يعلقن المفاتيح في الحزام الجلد، شكلهن مخيف جداً وغير مريح. وفجأة صفقت السجانات وقلن: (إندهوا الست زينب سجانة السياسيات... تعالي تسلمي فيه إيراد جديد)، فاستغربت جداً كيف يتحول الإنسان في لحظة إلى شيء، خصوصاً أني قادمة من مؤتمر دولي أطالب فيه بحقوق الشعوب. كيف أتحول في نظرهم إلى (إيراد)... إيراد يعني إيه؟ يعني تخفيض قيمتي إلى أن أصبح مجرد شيء«.

وينتمي كتاب «رسائل سجين سياسي إلى حبيبته» الصادر مؤخراً عن الناشر نفسه بالقاهرة للكاتب مصطفى طيبة إلى «أدب الرسائل»، حيث اختار المؤلف قالب الخطابات، بما فيه من حميمية وبساطة وبعد عن الآيديولوجيات الكبرى، التي يبعث بها لمحبوبته ويحكي فيها مشاهد مختلفة من تجربته العريضة وراء القضبان عبر عقود عدة شملت الأربعينات والخمسينات والستينات بتهمة الانتماء إلى تنظيم شيوعي.

يكشف المؤلف في واحدة من تلك الرسائل عن تجربة «الإضراب عن الطعام» بهدف الضغط على إدارة السجن لتحسين المعيشة وجلب المزيد من الحقوق للسجناء. يقول: «أصعب الأوقات التي يواجهها المضرب عن الطعام هي الأيام الثلاثة الأولى، بعدها تكون المعدة قد تعودت على عدم استقبال الطعام ثم يبدأ التعب في هد الجسم وعادة ما يتعجل المضربون عن الطعام حضور النيابة للتحقيق في مطالبهم. ومن المفروض أن تأتي في موعد لا يزيد على 48 ساعة منذ بداية الإضراب، ومع أن مأمور السجن أرسل التحقيق الإداري إلى المسؤولين في مصلحة السجون التي عليها أن ترسل في طلب النيابة، فقد مضى اليوم العاشر ولم تأتِ، والعدول عن الإضراب قبل أن تأتي النيابة هزيمة لنا. في اليوم الثالث عشر ساءت صحة زميلين إلى حالة خطيرة، ومع ذلك لم ينقلا إلى المستشفى إلا في اليوم السابع عشر بعد أن أعلن الطبيب عدم مسؤوليته عما يحدث لهما إذا لم يعدلا عن الإضراب وتناول العلاج الضروري. وكان الطبيب أكد على أهمية نقلهما إلى المستشفى بعد اليوم الثالث عشر، إلا أن إدارة السجن امتنعت عن تنفيذ توصية الطبيب هرباً من أي دليل يثبت أننا أضربنا عن الطعام، وبالتالي امتنع هو الآخر عن الحضور إليهما في الزنزانة«.

ويشير الناقد والأكاديمي اليمني د. فارس البيل إلى أن ظاهرة «أدب السجون» تراجعت في العقود الأخيرة بسبب اتساع وسائل التعبير وتعدد أشكال التدوين والتوثيق، فضلاً عن خفوت اعتقال الأدباء والمبدعين لأسباب آيديولوجية بحتة بنفس الغزارة التي شهدتها حقب زمنية ماضية من التاريخ العربي، لا سيما في حقبتي الستينات والسبعينات. ورغم أن أسباب وأشكال مضايقات الأدباء لم تنته وما زالت تتردد هنا أو هناك بشكل أو بآخر، فإن العصر الذهبي لكتابات ما وراء الجدران يبدو أنه قد ولى، ولم يعد أمامنا سوى التصدي بالدرس النقدي واستخلاص العبر والسمات والملامح لهذا التراث الضخم في تجلياته المختلفة عربياً وعالمياً.

ويرى البيل أن هذا اللون من الأدب نشأ نتيجة احتياجات تعبيرية ضاغطة وملحة تتعلق بالتجارب شديدة القسوة والمرارة التي تعرض لها الأدباء بكثافة في حقب زمنية سابقة، مشيراً إلى غلبة الطابع السوداوي وهيمنة الأجواء الكابوسية على معظم الإنتاج السردي العربي تحت هذه اللافتة.

ولا يميل الناقد اليمني إلى تصنيف رواية «قناع بلون السماء» للروائي الفلسطيني باسم خندقي ضمن أدب السجون، مشيراً إلى أنها تناقش الحالة الفلسطينية في فضائها المفتوح، ولا تركز على عالم السجن، برغم أن المؤلف محكوم عليه بالسجن مدى الحياة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

“الشرق الأوسط” – 20 أيار 2024

****************************************************************

سيلين ديون تعاند الألم في وثائقي صريح: أنا لست ميتة!

شربل بكاسيني

«أنا لستُ ميّتة»،»je ne suis pas morte». بضعة كلمات بالفرنسية الكندية رسمت بها سيلين ديون، الأشهر من أن تُعرّف، ملامح شخصيتها التي أكسبها إياها مرضها النادر. قبل أيام، أكدت عزمها على العودة إلى المسرح «حتى لو اضطرت إلى الزحف». والثلاثاء، وقفت بين جمهورها، شعبها الذي أقسم على الوفاء، على السجادة الحمراء قبل العرض الأول للفيلم الوثائقي «أنا: سيلين ديون» في نيويورك.

فيلم عميق غير متملق، يعيد تعريف الصراحة في الأفلام الوثائقية التي تتغذى على حيوات المشاهير، يدخل منزل المغنية (56 عاماً) وينقل صورة حقيقيّة من دون مجاملات، بعيدة من التصنّع ومتطلبات الشاشة. يضع «أنا: سيلين ديون» الثرثرة والحيل البصرية والمؤثرات فائقة الجمالية جانباً، ليقدم نظرة صريحة إلى الواقع المستجد للمغنية التي تصارع متلازمة الشخص المتيبّس - وهو واحد من أمراض المناعة الذاتية لا علاج شافياً له – والتي وقفت طفلة أمام رينيه أنجليل، قبل أن يصبح زوجها ووكيل أعمالها، وغنت حاملة قلم رصاص، عوضاً عن الميكروفون، «لم يكن إلا حلماً».

لا يتغذى الوثائقي على المأساة – مع أن لا مفر من ذلك – بقدر ما يسعى إلى تقديم صورة امرأة صلبة، متمكة يجمهورها وإرثها، ومتعهدة بالوقوف على المسرح «وإن اضطرت إلى مخاطبة الحضور بالإيماء».

الخطوط العريضة التي تحدد معالمه ويسير على سكتها لا تكتفي باستعراض آلام سيلين ومرضها بقدر ما تصور حبها لعائلتها وأصدقائها وتعلقها بموسيقاها. ويبلغ ذروته بمشهد استوى الجمهور أمامه في كراسيه صامتاً، متأثراً. على الشاشة جسد نحيل ملتوٍّ، مستلقٍ بوهن في خضم نوبة تشنج صعبة.

مشهد مطوّل يظهر سيلين في حالة مؤلمة. التفاصيل مأسوية، والكاميرا ترصد الانفعالات وتقتنص التفاصيل.

تعاني نوبة صرع تجعلها عاجزة عن الحركة، وأكثر من ذلك، غير قادرة على التحدث.

داخل منزلها الفخم في فيغاس، حيث تعيش مع توأميها المراهقين، تفتح أوراقها واليأس منخفض المستوى.

«عندما يجلب لك صوتك الفرح، تكون في أفضل حالاتك»، تقول بتواضع، بينما تنظر إلى النجمة التي كانتها وتذرف الدموع الصادقة على خدّيها. تتحرّك كاميرا المخرجة إيرين تايلور قليلاً، باضطراب وخفة، حول المرأة التي تعاند قدرها. قصة حياتها تتبلور مثل حكاية خيالية تبدأ من حيث تنضج التجربة ويختمر الألم. قصة طفلة مهووسة بالغناء، جاءت من بلدة صغيرة في كندا وبلغت القمم العالمية، مع عائدات حفلات تفوق المليار دولار، لتضربها لعنة القدر.

كان مطلب سيلين الوحيد أن تكون قادرة على رواية قصتها بأسلوبها الخاص، وهو ما عملت عليه مخرجة الفيلم إيرين تايلور.

هذه الأخيرة كانت خياراً ذكيّاً، هي التي رُشّحت لـ»الأوسكار» وأنجزت أفلاماً غير خيالية عن المرض والألم والقضايا الإنسانية، مثل إساءة معاملة الأطفال.

تعاملت تايلور مع سيلين-المرأة وسيلين-النجمة من دون أي زيف تجاري غالباً ما تنطوي عليه الأفلام الوثائقية المنمقة التي تتناول سِيَر النجوم.

نرى جوانب حياتها كافة هنا، من لقطات جناح الولادة الحميمية خلال ولادة ابنها الأول، إلى مشاهد الحزن أمام نعش رينيه أنجيليل، ومشاهد أرشيفية وأخرى لطيفة وعفوية من داخل منزلها، مع أولادها وكلابها، تضفي صورة مريحة لسيلين-الأم.

تعود تايلور إلى سيلين في أوجها، على سبيل المقارنة. ثمة لحظات يكشف عنها الفيلم الشخصيّ وتصرفات يعللها، إذ يكشف الحيَل التي لجأت إليها سيلين مراراً لإخفاء ضعف الصوت أثناء الحفلات، بينما يحوّل المرض فرح الغناء إلى مشقة. نعرف الآن لماذا كانت توجّه الميكروفون نحو الجمهور أو تربّت عليه مراراً وتكراراً للتشويش على الصوت.

«الفيلم رسالة حبّي لكل واحد منكم»، قالت سيلين داخل صالة في مانهاتن كانت تعج بالحاضرين قبل عرض الفيلم. شبهت نفسها بشجرة تفاح، واستخدمت الاستعارة في الفيلم، قائلة إنها لطالما شعرت بأن عليها إنتاج فاكهة لامعة لمحبيها الذين كانوا على استعداد لدفع مبالغ كبيرة والانتظار في طوابير طويلة لحضور حفلاتها. يبدو التأثر عليها، وتجهش بالبكاء.

أحد المعجبين قال لها في رسالة استعادتها: «نحن لسنا هنا من أجل التفاح، نحن هنا من أجل الشجرة».

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

«النهار العربي» – 20 حزيران 2024

**********************************************************

الصفحة الحادية عشر

جديد اتحاد الادباء

عن الاتحاد العام للادباء والكتاب في العراق، صدرت هذا الأسبوع الكتب الآتية:

- يا كل المنى/ شعر الموسيقار جعفر الخفاف.

- ضحكات شوبنهاور السعيد/ قصص آفت عادل.

- اغرف دمك البعيد/ شعر فهمي الصالح.

- الداخلون من أبواب متفرقة/ قصص ياس السعيدي.

- ايقونات معرفية في المسرح المعاصر/ د. علاء كريم.

- المنطقة الخضراء/ قصص في استنطاق المكان/ شعر عبد الحسين بريسم.

- عند اطراف القرى/ قصص شهد الزبيدي.

- شرفة مظلمة/ رواية: اربان صابر الدوري.

- المصباح الأحمر/ قصص حميد الكناني.

- ادخليني جنان خلدك/ شعر محمد تقي

- خارج الحدود/ رواية نور الهدى كناوي.

حرائق الصورة الأخيرة/ رواية خالد موسى الجميلي.

****************************************************

محور

 

“شكلت ثورة 14 تموز 1958 تحولاً اساسياً في تاريخ العراق، وباتت عيداً وطنياً للشعب العراقي. الآن.. يجري تغييب هذا العيد الحي في ذاكرة العراقيين! ان هذه الثورة العظيمة ستظل راسخة في مسيرة شعبنا، لذلك آثرنا ان نقدم هذا المحور في الصفحة الثقافية، وسننشر ما يردنا تباعاً”

 

 المحرر الثقافي

*************************************************

تموز يُذبح من جديد! ثورة 14 تموز 1958 حدث استراتيجي وجذر عميق لا يمكن استئصاله

د. شاكر كتاب

في الأساطير أن تموز هو إله الخصب والنماء والحياة. وبهذه المعاني وظّف شعراؤنا الكبار السياب والبياتي وعبد الصبور وأدونيس وغيرهم هذا الرمز بوصفه عنصراً فنيّاً رائعاً في أجمل قصائدهم وأكثرها خلودا وبقاءً في ذاكرة الشعوب وفي السجّل الأدبي الخالد. في قصائدهم يأتي هذا الإله ليحيي الأرض بعد بوارها وموتها ليسقيها بدمه فتنبعث فيها الحياة من جديد. وفي كل موسم عندما تحل المجاعة وتبور الحقول وتجف المياه، فيأتي تموز لينقذهم وينقذ أراضيهم ومحاصيلهم من الموت فتدب الحياة من جديد في العروق والأجساد والسواقي وترتفع السنابل والمحاصيل وتعم الخضرة والفرحة وينتشر الربيع. لكن دائما كان تموز العظيم هذا عرضةً للقتل والذبح من قبل أعداء الحياة. في السياسة تموزنا أيضا كان وما زال مطارداً من قبل شبح لا يصعب علينا تسميته وتحديد هويته. فحين انتصر عام 1958 في ثورة جبارة وضعت حدا للظلم وللارتباط بالأجنبي والتعارض مع مصالح البلاد والشعب وجاءت لتنتصر للفقراء وتبني لهم المدن وتمنحهم السلطة على أراضيهم وحقولهم ومنحت المواطنين الحرية بمختلف معانيها وحققت إنجازات كبيرة مصيرية واستراتيجية من تأميم النفط وقانون الإصلاح الزراعي والمباشرة في حل القضية الكردية وغيرها من إنجازات جاءت الرياح المعاكسة لتطيح بكل هذه الإنجازات وتوقف عجلة التطور والتقدم بل وتعود بنا إلى ما هو أسوأ من المربع الأول. ومع كل هذا لم يجرؤ أحد من الأنظمة السابقة التي توصف بالرجعية والقمعية والديكتاتورية ولا حكّامها على إيقاف الاحتفال في ذكرى هذه الثورة الكبرى حيث ظل شعبنا وقواه الوطنية والتقدمية والديمقراطية تحتفل سنويا بهذه المناسبة وتقيم الفعاليات المتنوعة تكريما لها ولإنجازاتها التاريخية وسجلت في تاريخنا الحديث على أنها الحدث الاستراتيجي الأكبر في النصف الثاني من القرن العشرين من تأريخ العراق. لكن هذا لا يعني أن تموزنا قد سلم من محاولات الاحتواء وسلبه معانيه ومنجزاته ومكانته التاريخية وصولا إلى تحويله إلى ذكرى لإله ميّت لا حول له ولا قوة. إلا أنهم في الحقيقة لم يتمكنوا لأن التاريخ الحقيقي أقوى وأكبر وأشد وقعاً منهم جميعا. واليوم تأتي السلطات التي رسخت المحاصصة الطائفية والعنصرية نهجا ثابتا في المشهد السياسي والفساد علامة بارزة في الحياة العامة شمولا لكل مفاصل الدولة والقطاعات والمؤسسات لتمرر قانونا يلغي اعتبار 14 تموز عيدا وطنيا وبالتالي ألغيت بموجبه العطلة وستلغى ربما في قرارات لاحقة الاحتفالات في هذه المناسبة إذا لم تحرّم وتمنع بقانون. هذا القانون وفي هذا المفصل بالذات والذي تم فيه التجاوز على مكانة ثورة تموز المجيدة يعد بحق خطوة مناهضة لمشاعر الشعب وعدم اكتراث لتاريخ العراق ولا لما تحقق على يد هذه الثورة الكبيرة. إن الأنظمة التي لا ترعى مكانة تاريخ بلادها وشعبها تحكم على نفسها بالعزلة أكثر مما هي عليه الآن. وتحكم على نفسها وأدائها بالفشل فوق مما هي عليه من فشل ذريع على الأصعدة كافة.

يحق لشعبنا مواصلة الاحتفال بثورته الخالدة والاعتزاز بوقعها المتميز في مسيرته النضالية ولن تتمكن أية قوانين أو قرارات من قطع جذور التاريخ المشرف من أراضي العراق لأنها جذور عريقة ضاربة في أعماق الواقع والعقول.

**********************************************************************

أقلام في طريق الابداع

حَارب.. سلاحك الشمس

حسن دموزي

راعتكَ ملكةً

 السماء بضوؤها

وتقبل جباه

فتيانكَ بواسمُ

حارب تولى

كهلا الدهور وهذا شبابهُ

 ولأجلي الارض

يراق الدمُ

حارب

لا تتوقفُ أمحو يا أبن أبي

وجود الاغراب في قريةِ جدكْ

عندما تشرق الشمس

ستقول لكْ:

حارب أنها الارض لكْ

حارب أنها السماء لك

حارب فأن النخيل لك

أن المنزل الذي سُرقَ من

اباكْ، لكْ

حارب أن السماء في كل ليلةٍ

ستحمي رأسكْ

لن اغيب اذا لم تُحارب

لن يتوقف الرصاص والشظايا

عن اطفالكْ

 اقتل بسيفك من نهب ارضك

ارمي الحجارة على دبابةٌ

تسحق أبنكْ

و الاله سيرمي لك معطغاً

كي لا تَبرد طفلتك

حارب ان الارض في عينيك منىَ

طال انتظارا

و لا يجدر بك  تراها امامك حلمٌ

تبعثرا

حارب ان القصف لا  يريدُ سوى الظلام

أرتدي كوفيةً وتلثم

اجعل جبهتك تُعيد الامجاد

في القدسُ في البيت الحرام

اذا لم تحارب العدو

 سيقلع عينيك كي لا ترى

سيرمي بك فوق  روابي البقاع

سيظل اطفالك «على الثرى»

ليصنع بارضك ما لا يرى

اذا لم تحارب ستصبح

 ارضك الباقية رماد

سيتشفى أبنُ عمكْ

ويعقدُ قمتهِ الأخيرة

فوق الاجسادْ

حارب حتى النهاية وان بقيت وحدك

دمك سيصنعُ الابطال

أنسيت الحسين

ما زال دمهُ يصنع الاجيال

 حاربَ أصواتَ الأطفالِ في الأرجاءِ

عويلَ النساءِ

يوحي لكَ أنكَ لا تزالُ

 في قممِ الزيتونِ والجبال

سيدْ الرجال

 أنْك  اذا حاربت

 ستكتب في التاريخِ  إلى الأبدِ سيدْ الأبدِ

 أنكَ تعرفُ إذا جفَ عودُ التينِ

 ستصرخُ الأرضُ للسنينَ

يا أختاهُ في هذهِ الأرضِ

الرصاصِ أبقى منْ البشرِ. .

حارب ليصبحَ سلاحكَ الشمسَ

ورصاصكَ النجومِ

وقنابلكَ السحرَ

 أنَ صمتكَ موتَ

وموتكَ في عصرِ الموتِ حياة

 ليسَ في هذهِ الأرضِ سواكَ

 حاربَ فأنكَ مصنع الرجالْ

أيجفْ فيكَ الماءُ !

يا ابن السماءِ ،

حاربَ لأنكَ اليومَ أبٌ

لألفِ أب

سياتيك من السماء ماء

وغيمةً تحمي ظلك

ان الارض  التي  صنعت لك لن تكون لغيرك

ان الاشجار التي أثمرت

لن تشبع الغرباء

ها هي اصوات السماء

أصوات من قتلوا

تقول لكَ

«حارب»

****************************************************

غدا سأنتظر الامس

رزاق تركي

أسحب اللاشيء حولي

اقابل نفسي أمام المرآة

واصنع شبحا

اسمعه يشتمني

لكنه يبدو مبتسما

يشبهني

بيد انه غيري

وبينما كان الجدار يقترب نحوي

تذكرت

اني اعيش من حولي الفراغ

وهنا حملت نفسي

صارخا على صوتي

اريد سماعه

فسقطت في حجري

حنجرتي

ليخرج منها قلم

وممحاة

تعشق اوراقي

ولازال الصنبور متدفقا

في رأسي

حروفا وسطورا واسماء

واعود كما بدأت

اجلس فوق الغد

منتظرا مرور الامس

اريده ان يأتي

علي انام قربه

لأبحث عن أمس

اخر يشبهه

وبلا غد يليه

ولكنه حتما سيأتي

عصا عجوز

تشبه القبر

تخطو واقفة

عكس الشمس

تذرف الدمع

وتبول الساعات

****************************************************

تشظي

كريم شنشل

ندلّل الهزيمة بالحزن ونهرب للأمام، أو نرتد الى الخلف

كما الجدران لا صوت لها …

اهرب للماء

للشوارع...

للحروف....

لا طعم للأشياء…

مرةٌ هي الكلمات،

غريبة هي الوجوه،

وحده الرحيل يسابق الخطى

أريد أن اسكر قبل الظلام

وقبل انتهاء الطريق …للعدم

قبل أن أسمع بيان ذوي الياقات،

قبل أن يسكرني الندم ….

تتعثّرُ قدماي

لا يعرفان خط السير...

كان صوتها يهبُ شراعي الريح،

ويهدي بوصلة القلب،

فابحر في ظلام الليل إليها ….

يغسلني رذاذ الموج وتجففني الريح

صوتها بوصلتي،

أخذته الأمواج، ينوح الآن ينوح وانا....

محى الموج  حروفي وضاع القلب

لا صارية في الأفق تلوح ….

اصرخ....

الماء رمل في العيون

هل ترى عيناكِ عينيّ؟

الموج ظلام والشراع كفن،

وبوصلة القلب فقدت المدى والشفاه غربتها

المراسي آه من الصور...

مرسى واحد في هذا العمر مرسى واحد كنا،

نتوسده وننام عميقا كالموتى من شدة الغياب

كأس واحدة لا تكفي لعبور البحر،

فليل الهزيمة ثقيل كالغرق….

أرجوك كأس أخرى كي ارفع ذراعي فوق الموج،

علني اعبر صوب قاع البحر

كأس أخرى..... ليتكِ في الكأس قُبل

ما أخبرت ربي أنى قبلتها ...

قبلَ السفر قبلتها... قبل السفر

قبلتها..

قبلتها...

قبل السفر

******************************************************

آراء.. حول جدارية جامعة الموصل

طلال صفاوي*

اختيار الفضاء المناسب للعمل الفني، خصوصا النحتي، لا يقل أهمية عن فكرة العمل نفسه. ثمة اعتبارات كثيرة يتعين دراستها قبل تحديد المكان المخصص للعمل، وفي بعض الحالات تولد فكرة العمل من المكان نفسه. وتمثل لا نهائية الزمن واحدة من أهم عناصر الفضاء، التي يتعين توفيرها في المكان المخصص لنصبه. وتتحدد وظيفته باستخدام المتاح من الوقت من لا نهائيته في التعاطي مع مثل هذه الأعمال، أي ما يلزم للرائي من عناصر مكانية وزمنية، لاستخراج وبلورة المكونات والرموز والرسائل الجمالية فيه. بتعبير آخر، يحتاج أي نصب، أو جدارية نحتية إلى مديات كافية ومريحة للرؤية، العميقة، المتأملة، المتوغلة في قراءة عناصر العمل، والعلاقات بين مكوناته، لإنتاج وتحديد معالمه الإبداعية الحضارية. بمعنى أن أي عمل فني يقتضي في الأقل توفر واجهة مناسبة للرؤية المريحة الهادئة المتمعنة. وحيث لا يتوفر الفضاء المناسب، لجهة الزمن، بسبب سرعته، لحظات مروق سيارة في شارع، ولجهة المكان رصيف إسمنتي ضيق، عار من الأشجار، لا يصلح حتى للمشي العادي، بسبب غليانه صيفا، وصقيعه في الشتاء، ومحال تجارية صغيرة في جهة أخرى. ولحظة أرادوا معالجة النقص الفاضح في شروط الواجهة، قاموا باستنساخ النص نفسه، على أربعة جدران، كأنه إعلان تجاري، وحيث لا واجهة كافية، لا فضاءا مناسبا، ولا ضرورة فنية أو حضارية لمثل هذا العمل في هذا المكان بالذات، كان يفترض بالجهات المعنية ألا تقره من البداية. المستفز والموجع أن مثل هذا العمل غير المدروس كفاية لجهة الفكرة والموقع، ينفذ على  مسافة مئات الأمتار من جدار نينوى الآشورية، ويمثل إساءة إلى تاريخ هذه المدينة العريقة، مدينة جواد سليم، صاحب ملحمة نصب الحرية، وإلى أرواح أجدادنا الآشوريين الراقدين في تلك الأرض. مثل هذه المشروعات التي لا تفرق بين عمل فني كبير يحمل عنوان جدارية نحتية، وبين عمل دعاية تجارية على أي حائط، لا ينبغي أن يسمح لها بالمرور بهذه الكيفية المرتجلة. ثمة في مدينة الموصل، عاصمة الآشوريين، وفي العراق موطن أعظم الحضارات البشرية، متخصصون معروفون، ومؤسسات فنية وثقافية معنية، كان يفترض بالجهات ذات العلاقة، الاستعانة بخبراتهم، والإستئناس بمشورتهم، بله الحديث عن المليارات المهدورة في مثل هذا العبث غير المسئول. تلك الأرصفة بحاجة إلى زراعة أشجار تحمي المشاة عليها، وجلهم من طلبة الجامعة، من لهيب الشمس المتساقط عليها. بدل هذه الجدارية الإسمنتية، التي ابتلعت شريط الرصيف الضيق المحاذي للمجسر، الذي كنا نلوذ به أحيانا من ضراوة الصيف، طلبا للظل والأمان.  

ـــــــــــــــــــــــ

* نحات عراقي        

*******************************************************

الرواية القصيرة جدًا

راسم الحديثي

هكذا فاجأنا وأدهشنا الروائي حميد الحريزي بانطلاقِه بمشروعٍ جديد وبدعة حديثة العهد حين أنتج خمسَ رواياتٍ صغيرة جدًا وأطلق عليها(الرواية القصيرة جدًا). ويعد هذا العطاء تناصًا مقبولًا كما اعتدنا عليه في القصة ك ( القصة، والقصة القصيرة، والقصة القصيرة جدًا، ثم الومضة) كما لا يغيبُ عن الجميع من ذوي العلاقة بالأدب التطورات الإيجابية في الشعر من( العمود، والحر، والتفعيلة، وأخيرًا الشعر النثري). أي أن الحريزي لم يكتشف شيئًا جديدًا لم يطرق سابقًا، فالتطور بالحياة الاجتماعية المتغيرة دومًا تنتج متغيرات في أنواع الدراسات المعرفية وحتى العلمية منها.  ويبقى من المؤكد أن كل جديد هناك من يقف ضده بعنفٍ وقوة بالدليل المضاد أو بالتآمر المقصود، ولكن إن صمدَ هذا الجديد وصبرَ سوف يثبت ويكون قارًا في يوم من الأيام، وبالتالي لا محيص ممن وقف ضد هذا الحديث من الاستسلام والاعتراف به أو من دونه. وبعد قراءتي لروايتين من هذا الصنف الجديد كما سماها القصيرتين جدًا وهي المقايضة ومذكرات كلب وجدتُ في المقايضة: يصف تلك المملكة الغريبة وهي مملكة ملك الزمان، وكيف يستطيع صحفي غريب أن يخترق هذه المملكة عموديًا وأفقيًا، ليكتشف أن شعبَ  هذه المملكة يسيرون ويعملون وخلفهم أذنابهم المختلفة الأطوال والألوان، الذيول هذه دالة هؤلاء الوفاء والإخلاص لملك الزمان الموقر، والذي لا يملك ذيلًا فمصيره السجنُ أو القتلُ. وتوزع تلك الذيول معتمدًة على حجم الإخلاص والقرب من صاحب الزمان. استطاع المؤلف إقناع أصحابِ القرار بمقابلة الملك الموقر ليكتشف أن ملك الزمان وأمراءه وحاشيته من دون أذناب، وبعد جهدٍ جهيد اكتشف أن هناك مجموعًة صغيرًة محتجزًة في مكان بعيد مخفي يطلق عليهم ( المنبوذون)، وحين زارهم وجدهم من الكتاب والعلماء والأدباء، وتأكد أن هذا الإجحاف والتجاهل سببه رفض هؤلاء ارتداء الذيول وطاعة ملك الزمان. ترجمة إلى اللغة الانكليزية من قبل الأديب زيد الشهيد وستطبع مترجمة عن دار كناية للطباعة والنشر. دلالة هذه الرواية التي غادرت الإطناب والإسفاف واختصرت الثيمة بأن لا قدرة للعلماء والمبدعين أن ينهضوا بشعبٍ محكوم بالحديد والنار.

********************************************************

الصفحة الثانية عشر

شعارات الذكرى ٦٦ لثورة ١٤ تموز المجيدة

  • ١٤ تموز يوم تأسيس جمهورية العراق لا يمكن تجاوزه
  • نضال الشعب العراقي وانتصاره في ١٤ تموز سيبقى خالدا
  • ١٤ تموز يوم انتصار ارادة الشعب
  • ١٤ تموز يوم الجمهورية العراقية
  • ١٤ تموز يوم تأسيس الجمهورية.. يوم الخلاص من الاستعمار وذيوله
  • سيبقى يوم ١٤ تموز ١٩٥٨ رمزا وطنيا خالدا
  • ١٤ تموز الخالد يوم عيدنا الوطني

اللجنة الوطنية لتخليد ثورة ١٤ تموز

************************************************************

يوميات

  • ينظم الاتحاد العام للأدباء والكتاب، بعد غد السبت، جلسة شعرية مفتوحة بعنوان “قصائد على عتبات الطف”، يديرها الشاعر حسين المخزومي.

تبدأ الجلسة في الساعة 11 ضحى على قاعة الجواهري في مقر الاتحاد بساحة الأندلس.

******************************************************

في مدينة الثورة.. جلسة حوارية حول «العنف الأسري»

بغداد – طريق الشعب

نظم “منتدى الأم والطفل” في مدينة الثورة (الصدر)، أخيرا، جلسة حوارية حول “العنف الأسري”، شارك فيها عدد من نساء المدينة.

ودأب المنتدى في يوم الخميس من كل أسبوع، على فتح أبوابه أمام نساء المدينة ليتبادلن الأحاديث حول مواضيع حياتية واجتماعية تتعلق بالأسرة والطفل.

وفي جلسة الخميس الماضي، جرى الحديث حول العنف الأسري وما تواجهه المرأة والطفل من اضطهاد داخل المنزل وخارجه.

وقد ذكرت إحدى النساء الحاضرات، ان هناك جرائم عنف حصلت في المنطقة، لأسباب بسيطة كان بالإمكان معالجتها بالحوار والنقاش. فيما تحدثت أخريات عن حالة انتحار فتاة بسبب العنف، وعن ترك إحدى الفتيات دراستها الإعدادية للسبب ذاته.

ورأت الحاضرات ان هذه الانتهاكات تتصاعد في ظل عدم تشريع القوانين التي تحمي المرأة والطفل، وفي مقدمتها قانون العنف الأسري.

وفي الختام، دعت مسؤولة المنتدى وعضو رابطة المرأة العراقية في بغداد، اخلاص حميد، النساء إلى عدم الإكثار من إنجاب الأطفال، ليكن قادرات على تربية أبنائهن بشكل صحيح دون ضغوط. كما دعتهن إلى عدم التمييز والتفرقة بين الأطفال الذكور والاناث، وعدم منح الذكور الأولوية مثلما يحصل في مجتمعنا، والذي يجعل الذكر يتسلط على اخته منذ الطفولة. 

******************************************************

في كربلاء.. ورشة حول  «العالم الافتراضي»

كربلاء – طريق الشعب

نظمت المختصة الثقافية التابعة إلى اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في كربلاء، مساء الجمعة الماضية، ورشة حول “العالم الافتراضي”، حضرها جمهور من الشبيبة الشيوعية وأصدقائها.

الورشة التي احتضنتها مكتبة “مقهى بن رضا علوان” وسط كربلاء، قدمها الرفيق سلام القريني، واستهلها معرّفا بمفهوم العالم الافتراضي حسب ما ورد في بعض المواقع الالكترونية العلمية.

وقال ان “مصطلح العالم الافتراضي يُقصد به محاكاة لعالم غير واقعي.. عالم رقمي بالكامل يحتوي على رسوم ومؤثرات بصرية ثلاثية الأبعاد تحاكي الواقع”، مبينا أن العالم الافتراضي يعتمد على تقنيات معينة، مثل “العرض البياني” و”النظام البياني” و”نظام المعطيات”.

وأشار القريني – حسب ما تتناقله الصفحات المتخصصة في العلوم والتكنولوجيا – إلى ان العالم الافتراضي يُستخدم في مجموعة متنوعة من المجالات، بما في ذلك الترفيه والتعليم والتدريب، موضحا انه “يمكنك، على سبيل المثال، استخدام تقنيات العالم الافتراضي للسباحة مع الدلافين أو المشاركة في سباقات الأولمبياد أو الغناء في مسارح عالمية، وذلك عن طريق بعض الأجهزة المتطورة والتقنيات الحديثة”.

ونوّه إلى ان “هذا العالم يُعد وسيلة لنقل البيئة التعليمية إلى مستوى جديد ومتقدم، ويُعتبر أيضًا بيئة مجتمعية قائمة على أجهزة الكومبيوتر والانترنيت. حيث يمكن للأفراد التفاعل مع بعضهم البعض في هذا العالم من خلال نماذج رسومية تُدعى (أفاتار)، وتعتمد على النصوص أو النماذج ثنائية أو ثلاثية الأبعاد”.

وتابع قائلا: “كما يُمكن نقل المعلومات والخبرات من خلال الواقع الافتراضي بشكل جذاب وتفاعلي، ما يُمكِّن المستخدمين من استكشاف فوائد البشرية”.

ولفت القريني إلى ان هناك نوعين من العوالم الافتراضية: الأول خاص بالتسلية، والآخر معني بالتواصل الاجتماعي.

وفي سياق الورشة قدم عدد من الحاضرين مداخلات حول إيجابيات العالم الافتراضي وسلبياته.

****************************************************

مساع لإدراج سور نينوى الأثري على لائحة اليونسكو

متابعة – طريق الشعب

أعلنت مفتشية آثار وتراث نينوى، أول أمس الثلاثاء، البدء بمشروع تأهيل سور نينوى الأثري، أحد المعالم التاريخية في الموصل.

وقال مدير المفتشية رويد الليلة، انه “تم وضع حجر الأساس لانطلاق المرحلة الأولى من مشروع التأهيل، بتمويل من وزارة الثقافة”، مبينا في حديث صحفي أن “أعمال الصيانة ستشمل السور الممتد من حي المهندسين إلى الحي الزراعي شرقي الموصل”.

وتابع قائلا أن “تأهيل السور يأتي بالتزامن مع أعمال تأهيل باب المسقى الأثري ضمن السور نفسه”، مشيراً إلى أن “الهدف من ذلك هو إدراج هذا المعلم الأثري ضمن لائحة التراث العالمي في اليونسكو”.

ويعد سور نينوى جزءا من مدينة نينوى الأثرية، عاصمة الإمبراطورية الآشورية القديمة. وقد بني عام 700 قبل الميلاد بأمر من الملك سنحاريب. ويبلغ طول السور 12 كيلومترا، ويضم 15 بوابة رئيسة، ويحتوي على نقوش ولوحات تروي قصص الملوك والآلهة القديمة. وقد تضرر السور بفعل عوامل التعرية والمناخ، فضلا عن الدمار الذي خلفه إرهاب داعش.

****************************************************

في مدينة الثورة جلسة حوارية حول «العنف الأسري»

بغداد – طريق الشعب

 

نظم “منتدى الأم والطفل” في مدينة الثورة (الصدر)، أخيرا، جلسة حوارية حول “العنف الأسري”، شارك فيها عدد من نساء المدينة.

ودأب المنتدى في يوم الخميس من كل أسبوع، على فتح أبوابه أمام نساء المدينة ليتبادلن الأحاديث حول مواضيع حياتية واجتماعية تتعلق بالأسرة والطفل.

وفي جلسة الخميس الماضي، جرى الحديث حول العنف الأسري وما تواجهه المرأة والطفل من اضطهاد داخل المنزل وخارجه.

وقد ذكرت إحدى النساء الحاضرات، ان هناك جرائم عنف حصلت في المنطقة، لأسباب بسيطة كان بالإمكان معالجتها بالحوار والنقاش. فيما تحدثت أخريات عن حالة انتحار فتاة بسبب العنف، وعن ترك إحدى الفتيات دراستها الإعدادية للسبب ذاته.

ورأت الحاضرات ان هذه الانتهاكات تتصاعد في ظل عدم تشريع القوانين التي تحمي المرأة والطفل، وفي مقدمتها قانون العنف الأسري.

وفي الختام، دعت مسؤولة المنتدى وعضو رابطة المرأة العراقية في بغداد، اخلاص حميد، النساء إلى عدم الإكثار من إنجاب الأطفال، ليكن قادرات على تربية أبنائهن بشكل صحيح دون ضغوط. كما دعتهن إلى عدم التمييز والتفرقة بين الأطفال الذكور والاناث، وعدم منح الذكور الأولوية مثلما يحصل في مجتمعنا، والذي يجعل الذكر يتسلط على اخته منذ الطفولة. 

**************************************************

معاً لبناء بيت الحزب.. بيت الشعب

دعماً للحملة الوطنية لبناء مقر الحزب الشيوعي العراقي، تبرع الرفاق والأصدقاء:

  • نهاد رسول عبد الزهرة 150 الف دينار.
  • صلاح فخري السعيد ١٠٠ ألف دينار.

الشكر والتقدير للرفاق والأصدقاء على دعمهم واسنادهم حملة الحزب لبناء مقره المركزي في بغداد.

معاً حتى يكتمل بناء بيت الشيوعيين.. بيت العراقيين.

*************************************************

إما بعد.. ازرع مع أمجد ..

منى سعيد

“لا تزرع قنبلة في الشارع .. ازرع ورده.. هذا عراقك مو مجروح دمعة بخده .. أنت زارعها لعدوانك .. انفجرت كتلت كل إخوانك.. يمتى يا يوم ويا عام نرتاح إحنا .. ونزيل الهم اللي بينا وإحنا بمحنه.. نتعاون وتزول الغيمه والوطن ما يبقى بضيمه .. هذا عراقك مو مجروح طالع من شده”.

 طالما شدتني هذه الأغنية القديمة للفنان حسام الرسام بحنين جارف يدمع العين، لكل ما يفيض جمالا على أرضنا وشعبنا بعيدا عن الأحقاد وشراسة وعتمة الظلم والاستبداد وإشاعة الفوضى، وتكريس الشدائد والمحن ، وما أكثرها!

مناسبة الحديث هنا مبادرة شاب عراقي شهم، عزم بمبادرة شخصية على زراعة آلاف الأشجار بعد فشل زراعة كليته في بلاد المهجر ، مُصرّا على محاربة التصحر بشتلات خضر تزهو في بغداد بظلال وفيرة، تشيع الجمال والأناقة في الشوارع وتسهم في تخفيف لهيب الصيف.

أسمه أمجد الهلالي ، ينتمي لعائلة أدب وفن ، وهو الابن الوحيد لثلاث أخوات ، والده المخرج السينمائي أسعد الهلالي ، وعماته الزميلتان المبدعتان بشرى وعدوية الهلالي.. قصته درامية، لكنها محمّلة بطاقة مثلى من الأمل والايجابية وتجاوز المحن..

تعرض أمجد قبل سبع سنوات لطارئ صحي عطل كليتيه تماما حتى أشرف على الموت. لم تنجح كل مساعي تطبيبه في دولة أجنبية حيث يقيم ، وفشلت ايضا زراعة كلى من متبرع، فلم يبق له إلا الرضوخ لعملية غسل الكلى ثلاث مرات أسبوعيا..

 في غربته أوحت له عملية الزراعة الفاشلة ربما بفكرة، تساهم في رفع معنوياته وتعزيز حس انتمائه الوطني العراقي الأصيل. نشر على حسابه في وسائل التواصل الاجتماعي نداء للمشاركة بجمع التبرعات، لغرض شراء ما أمكن من شتلات الأشجار وزراعتها في بغداد عند زيارته للعراق .. فعليا لاقت الفكرة تجاوبا جيدا، جمع أثرها مبلغا من المال إلى جانب تبرعه الشخصي.

وجاء الى العراق وعرض تعاونه مع أمانة بغداد في شراء وتوفير أكبر كمية من الشتلات . كما وجه نداء لمتبرعين شباب من أهله وأصدقائه، للمباشرة بزرع أكثر من شتلة في منطقة قناة الجيش .. استمرت الحملة لأيام وتوالت بعدها أربع حملات سنوية أخرى، زرع فيها عشرات آلاف من الأشجار ، كما صمم مدالية جميلة تشجيعية لكل متطوع، تحمل اسمه وتاريخ مساهمته.

سينمائيا وثق مبادرته والده أسعد الهلالي عبر فيلم قصير بعنوان “زيرو” عُرض ضمن مهرجان السينما الأول في بغداد قبل أشهر ، وصوّر قصص أربعة أشخاص في المهجر، بدأوا حيواتهم من الصفر وجاهدوا حتى النجاح والاستقرار، ومنهم أمجد نفسه بعدما أوحى له فشل زراعة كليته، ان يزرع الأمل الجديد في حياة أفضل، عبر زراعة غابات من الأشجار ضمن مبادرة “ أزرع مع أمجد” .

أشجار امجد تعني حياة جديدة جديرة بالكفاح ومتوّجة بالنجاح.