اخر الاخبار

رووداو

أعتبر رائد فهمي، سكرتير عام اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي ان:" الغاء مجالس المحافظات كان خطئا كبيرا، وانها حلقات زائدة، بل كان بامكانها(مجالس المحافظات) ان تقوض سلطة المحافظين وتشكل سلطة رقابية ضد الفساد والمصالح الفؤية".

وقال فهمي في حديث لشبكة رووداو الاعلامية الاثنين، 5 حزيران 2023 :" من ناحيتنا نقول ان الغائها كان خطئا ولم يتم التمييز بين الخلل في تننفيذ او استخدام هذه المؤسسة وبين دورها المهم في تقديم الخدمات للناس".وتسائل:"يعني اليوم الفساد يشمل كل مؤسسات الدولة، وكذلك مجلس النواب باعتباره مجلس غير فاعل وقراراته مفيدة فهل هذا يعني ان نلغي مجلس النواب؟ طبعا لا، ثم ان مجالس المحافظات دستورية ومثبته في الدستور، وهناك بعض القوى المتنفذة تريد اعادة ترتيبها من خلال هذه المجالس وبعض الاطراف وجدت مصالحها فيها لكن هذا كله لا يعني ان نلغيها بل  هذا يدعوا الى عدم اعادتها بنفس الصيغة السابقة البائسة بل اجراء التغيير فيها".

وشدد فهمي بقوله:" نحن كقوى مدنية نؤمن بالتغيير، نقول ان مجالس المحافظات يجب ان تكون إطار لمراقبة دور المحافظين والخطط التنفيذية وان تكون معايير المرشحين بحيث لا نعيد انتاج اشخاص يعملون على تقاسم المغانم..هل سننجح ام لا هذا هو التحدي..اعتقد انه يجب ان نُقنع الناس بان مجالس المحافظات هي ليست حلقة زائدة، لانه خلاف ذلك فان المحافظين سيبقون يتمتعون بسلطات محصورة بايديهم، نعم هناك من ينجز وبعضهم لا ينجز لكن غياب الرقابة سيكرس للاثار السلبية وسوف يمنع يستمر الفساد وعدم الحفاظ على المال العام وكذلك بتوزيع النفوذ والقوى على الصعيد المحلي.. هذه معركة يجب ان تُخاض نفسيا وتوعويا اضافة الى تعبويا وهي معركة صعبة لان الانطباع العام للمواطنين ما يزال يعتبر هذه المجالس بؤر للفساد ونهب المال العام".

ونبه الى اننا :"يجب ان لا نؤمن بان التاريخ مكتوب مقدما ونبقى بلا مقترحات او خيارات للتغيير،  فاما ان يصير انفجار مجتمعي على غرار انتفاضة تشرين، وهذه لا تحصل كل يوم او نعمل بصيغ ديمقراطية من اجل الاصلاح والتغيير". وفي رده عن سؤال يتعلق بانتفاضة تشرين التي كان ابرز مطالبها الغاء مجالس المحافظات عام 2019 فما موقفها اليوم منها؟، اجاب قائلا:"نعم..التشرينيون هم من طالبوا بالغاء مجالس المحافظات باعتبارها حلقات زائدة وهذه كانت غلطة  والان قسم من التشرينيين هم الذين تراجعوا عن ذلك وصاروا يتحدثون عن المشاركة في انتخابات مجالس المحافظات"، مشيرا الى ان:" هناك الكثير من شعارات تشرين لم تكن موفقة، مثل نبذ الاحزاب والتاكيد على المستقلين.وهذه بعض المفاهيم التي اعتقدها اضعفت الانتفاضة ".

وعبر رائد فهمي عن اعتقاده :" بعدم وجود فرصة لعودة مجالس المحافظات الى ما كانت عليه سابقا..وهذا ليس تفاؤلا بل اقول هناك امكانية للتغيير، اولا تم تقليص اعداد اعضاء مجالس المحافظات وهذا جزء مهم، ولو يفيد القوى المتنفذة بعض الشيء، لكنه ستكون ادارتها افضل، ثانيا ان القوى التي تريد ان تخوض انتخابات المجالس، واعني القوى المدنية والتغيير، تعتقد ان دورها سيكون قويا في الرقابة وخدمة المحافظات وانها ستقود حملة قوية ضد الفساد والفاسدين". منبها الى ان:" المواقع التي كان يتستر بها الفاسدون ورموزهم سقطت خلال الفترة الماضية،منذ 2013 حيث كانت هذه المجالس مجمدة قبل الغائها في 2019 ".

واكد سكرتير عام الحزب الشيوعي العراقي قائلا:"اليوم الوعي العام يختلف عن السابق وهذه كلها عوامل تترك بصماتها ليس على الانتخابات فقط وانما على مسائل تتعلق بالنتائج، وهذا يعتمد على القوى التي تحمل مشاريع تغييرديمقراطية وخدمية ضد المحاصصة ، وكلما كانت المشاريع ضد المحاصصة والفساد ستلاقي تاييدا من العراقيين". مضيفا:"انا اعتقد ان هناك امكانيات لنخوض هذه المعركة ويبقى كيف نستطيع ان نحول هذه الامكانيات والوعي والتذمر الجماهيري من ممارسات مجالس المحافظات السابقة وتحولها الى قوة انتخابية ومن ثم الى مشروع تغيير اصلاحي".

وكشف فهمي قائلا:"نحن، كحزب شيوعي، سنشارك في هذه الانتخابات من خلال تحالفات سياسية وستتحول الى تحالفات انتخابية اوسع وماضين في هذا الاتجاه ونامل ان يكون تحالف واسع ضمن المشروع المدني من اجل التغيير". موضحا :" تحالفنا مع الاحزاب المتمثلة في قوى التغيير الديمقراطي وهي 9 احزاب وحركات، اضافة الى ذلك هناك تواصل مع احزاب وحركات اخرى ونواب في البرلمان كلها تؤمن بالتغيير المدني الديمقراطي، وسنعلن قريبا عن تحالف واسع ومهم..ونامل ان يكون هذا التحالف الانتخابي مشروعا لخوض الانتخابات التشريعية مستقبلا، ذلك ان انتخابات مجالس المحافظات بالرغم من انها مشروع انتخابي محلي ومكرسة لتقديم خدمات للمواطنين لكنها لا تخلو من الطابع السياسي وستعطي مؤشرات للانتخابات التشريعية".

ونبه فهمي الى ان:"عملية التغيير الجذري تتم عبر عمل تراكمي ومحطات مختلفة وانتخابات مجالس هي احدى هذه المحطات او المعارك السياسية التي تخاض من اجل دحر منظومة المحاصصة وتحقيق اختراقات في المنظومة ومن هنا اوجه خطاب لكل المحتجين والمعارضين لمنظومة المحاصصة واقول لهم ان هذه هي فرصتهم للمشاركة في هذه الانتخابات لدعم قوى التغيير فهناك مشروعا حقيقيا يحمل افكار متقدمة وغير مستعدة للتنازل او التهادن وستكون مدافعة وثابتة وامينة اذا ما وصلت الى مواقع تقديم الخدمات من خلال مجالس المحافظات". مستطردا بقوله:"اذا نجحت مجالس المحافظات في احداث التغيير فسوف يعطي ذلك اشارة امل للعراقيين بالتغيير في البرلمان القادم وهذا يعتمد على دعم الناس ومشاركتهم في التصويت ولا يمكن الاستخفاف في هذه الانتخابات وليس من الصحيح ان نعتبر النتائج محسومة مقدما لصالح منظومة الفساد، والتاريخ برهن انه ليس هناك منظومات فساد تنتهك العدالة الاجتماعية تستطيع الاستمرار في ادارة الامور لسنوات طويلة خاصة اذا كان هناك مناخ للحريات وحراك شعبي للتغيير ضد المحاصصة والامية والفساد والفقر".

وخلص رائد فهمي، سكرتير عام الحزب الشيوعي العراقي الى ان:"العراق بلد غني ويملك ثروات بشرية وطبيعية ومالية جبارة، ومكانة ستراتيجية وكلها عوامل تهيء للمواطن ان يعيش حياة كريمة له ولاولاده واحفاده. اليوم كل هذه الثروات مبددة بسبب سوء الادارة وسيطرة الفاسدين على المال العام وتسلط اصحاب الثروات المفرطة والتجاوز على القانون ..هذا ليس قدر العراقيين بل ان العراقي لا يسكت على الظلم وقدم التضحيات ومن حقه ان يتطلع لحياة افضل والى منظومة حكم ترتقي الى مستواه".

يذكر ان مجلس النواب العراقي، كان قد صوت في آذار الماضي، على تحديد السادس  تشرين الثاني القادم موعداً لإجراء انتخابات مجالس المحافظات، بعد أكثر من 10 سنوات منذ إجرائها آخر مرة.

عرض مقالات: