اخر الاخبار

كشف رئيس مؤسسة "عراق المستقبل" الخبير الاقتصادي منار العبيدي، اليوم الجمعة، 5 حقائق تهدد النظام الاقتصادي في العراق.

وقال العبيدي في منشور على صفحته الرسمية ، "مع أولى بوادر الأزمة المالية، تتكاثر الأصوات الوردية التي تبيع للناس أوهامًا أقرب إلى الأحلام منها إلى الواقع، نسمع من يقول: عدنا فلوس هواية، الإيرادات تكفي رواتب كل الموظفين، نزلوا رواتب الدرجات الخاصة وتنحل الأزمة"، مبينا ان "هذا خطاب عاطفي لا يستند إلى أرقام، هدفه دغدغة مشاعر المواطن البسيط وتخديره، لا مصارحته. أما من يتحدث بواقعية، فيُهاجَم ويُتهم بالتشاؤم أو التخويف".

وأضاف "هناك حقائق لا يمكن القفز فوقها:

أولًا، نفقات الدولة بالوضع الحالي لا يمكن تغطيتها ما لم يُعالج ملف الرواتب معالجة جذرية وحقيقية، وليس عبر حلول ترقيعية.

ثانيًا، جميع الإيرادات غير النفطية، مهما تضخمت، لن تكون بديلًا عن النفط، ولن تغطي أكثر من 10–15% من احتياجات الدولة التشغيلية.

ثالثًا، لا يوجد اليوم أي مورد قادر على تعويض النفط. كل ما يُتداول عن الكبريت، الفوسفات، السليكا وغيرها، حتى لو بيعت كمواد خام، لن تتجاوز إيراداتها 300 إلى 500 مليون دولار سنويًا.

رابعًا، الحديث عن صناعات استراتيجية، من مصافٍ إلى صناعات تحويلية، هو حديث صحيح من حيث المبدأ، لكنه غير آني. هذه المشاريع تحتاج ما لا يقل عن خمس سنوات لتصبح منتجة، إضافة إلى توفر تمويل وسيولة ضخمة غير متاحة حاليًا.

خامسًا، إنشاء صندوق استثماري شبيه بصناديق الخليج أو النرويج ليس شعارًا يُرفع. هو قرار نيابي يتطلب استقطاعًا واضحًا من إيرادات النفط، وإدارة مستقلة تمامًا عن الحكومة. دون ذلك، سيكون مصيره كمصير صندوق التنمية الخارجية أو صندوق تنمية العراق.

وذكر ان "المشكلة الحقيقية هو أن العراق لا يواجه أزمة إيرادات فقط ولا نفقات فقط، بل يواجه عجزًا في خلق اقتصاد حقيقي خارج النفط"، لافتا الى ان "الناتج المحلي غير النفطي لا يتجاوز 88 تريليون دينار (نحو 66 مليار دولار)، فيما لا يمثل القطاع الخاص منه أكثر من 30 مليار دولار في أفضل التقديرات".

واكد انه "لا حل دون تقليل النفقات، ومعالجة ملف الرواتب بجرأة، ودعم القطاع الخاص دعمًا حقيقيًا لا شعاراتيًا، وإعادة التوازن التجاري مع الدول بعيدًا عن الريع النفطي"، موضحا انه "باستثناء ذلك يبقى مجرد أضغاث أحلام وضحك على المواطن الذي يراد له أن يصدق أن الأزمة تُحل بإجراءات بسيطة، بينما الحقيقة أكثر قسوة وأكثر تعقيدًا".