اخر الاخبار

العربي الجديد

في تطور أمني أعاد إلى الواجهة ملف استهداف منشآت الطاقة في إقليم كردستان العراق، تعرّض حقل كرومور الغازي في محافظة السليمانية، الذي تستثمر فيه شركة دانة غاز الإماراتية، لهجوم بطائرة مسيّرة، في ساعة متأخرة من ليل أمس الأربعاء، في حادثة هي الأولى من نوعها منذ نحو عامين بعد توقف الهجمات التي نُسبت سابقاً إلى فصائل مسلحة عراقية حليفة لإيران.

الهجوم الذي وقع عند الساعة الـ11 والنصف ليلاً بالتوقيت المحلي، أدى إلى احتراق أحد الخزانات الرئيسة داخل حقل كرومور الذي يقع على مقربة من محافظة كركوك، لكنه تسبب بحريق كبير أوقف بشكل كامل ضخ الغاز نحو محطات توليد الطاقة الكهربائية، ما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي في السليمانية ومناطق أخرى من الإقليم، بحسب تصريحات رسمية ومصادر أمنية.

خلية الإعلام الأمني الحكومية في بغداد أكدت في بيان صدر صباح اليوم الخميس، أنّ "الهجوم الغادر الذي أدى إلى احتراق إحدى الخزانات الرئيسة في هذا الحقل الغازي المهم، دون تسجيل خسائر بشرية، يشكّل تهديداً مباشراً لمصالح العراقيين، وعملاً إرهابياً خطيراً لعرقلة وتأخير الجهود الساعية لترسيخ الاستقرار الأمني والاقتصادي". وأضافت أنّ "هذا الاعتداء له آثار ونتائج سلبية على المنظومة الكهربائية، خاصة في محافظتي أربيل والسليمانية"، ويلحق ضرراً "بموارد البلاد ومصادر الطاقة"، متوعدة بالقول إنّ "الجهات التي تقف وراء هذه الهجمات ستنال جزاءها العادل، وسيتم اتخاذ الإجراءات القانونية الحازمة بحق المتورطين بهذا العمل الغادر والجبان".

من جهتها، أعلنت وزارتا الثروات الطبيعية والكهرباء في إقليم كردستان، في بيان مشترك، "توقف ضخ الغاز بالكامل إلى محطات توليد الكهرباء بسبب الهجوم"، مؤكدة أن "فرق الوزارتين تعمل بالتنسيق مع شركة دانة غاز، على متابعة تداعيات الحادث وإعادة الوضع إلى طبيعته". يأتي الهجوم في لحظة سياسية دقيقة تشهد فيها الساحة العراقية مفاوضات معقدة لتشكيل الحكومة الجديدة، وسط تجاذبات سياسية بين القوى المتنافسة ومحاولات إعادة ترتيب التحالفات.

من جهته، أكد مسؤول في حكومة الإقليم، اشترط عدم ذكر اسمه، أنه على "بغداد أن تتحمّل مسؤولية حماية المنشآت النفطية من هجمات الجماعات المسلحة"، مبيناً لـ"العربي الجديد"، أن "الهجوم انطلق من مناطق خاضعة لسيطرة القوات العراقية والحشد الشعبي، ويحمل رسائل بأن تلك الجهات تمنع الإقليم من تحقيق الاكتفاء الذاتي من إنتاج الغاز لتوليد الطاقة الكهربائية وغير ذلك"، وشدد على أن "بغداد كانت قد تعهدت سابقاً بمنع الهجمات، لكنها لم تف بوعدها"، مضيفاً: "يجب على بغداد أن تحاسب تلك الجهات وهي معروفة لنا ولها".

ورغم عدم إعلان أي جهة حتى الآن مسؤوليتها عن الهجوم، إلا أنه يذكّر بسلسلة هجمات بطائرات مسيّرة وصواريخ كاتيوشا استهدفت في العام 2023 والعامين اللذين سبقاه حقل كرومور ذاته، نفذتها فصائل مسلحة مقربة من إيران.