اخر الاخبار

 

فرانس24/ أ ف ب

حضت أول قمة دولية حول السلام في أوكرانيا والتي عقدت في غياب روسيا في بيانها الختامي، إلى "إشراك جميع أطراف" النزاع بهدف وقف العمليات الحربية، وفق بيانها الختامي. وجدد هذا البيان الذي حظي بتأييد أغلبية كبرى من المشاركين المئة، التأكيد على "مبادىء السيادة والاستقلال ووحدة أراضي جميع الدول، بما فيها أوكرانيا".

وتابع أنه "ينبغي عدم استخدام الأمن الغذائي سلاحا" مضيفا أن الوصول إلى الموانئ في البحر الأسود وبحر آزوف هو "أمر حيوي" للإمدادات الغذائية العالمية.

هذا، وتضمن البيان أيضا دعوة إلى تبادل الجنود الأسرى لدى الجانبين المتحاربين وإعادة الأطفال الأوكرانيين الذين نقلتهم موسكو من أوكرانيا.

 ودعت الدول أيضا إلى أن تكون لأوكرانيا "سيطرة سيادية كاملة" على محطة زابوريجيا النووية الواقعة في جنوب أوكرانيا والتي تعد أكبر منشأة للطاقة النووية في أوروبا وتسيطر عليها القوات الروسية منذ بداية الحرب.

لكن لم يحظ هذا البيان بدعم جميع المشاركين، وكانت الهند والسعودية والإمارات من أبرز الدول التي لم تدرج ضمن قائمة البلدان الداعمة التي عرضت على الشاشات خلال القمة.

 

زيلينسي ومقترحات السلام لر وسيا

وتواصلت الأحد ولليوم الثاني القمة المنعقدة في سويسرا من أجل إنهاء النزاع في أوكرانيا. وفي سياق هذا الاجتماع الذي يحضره مئة بلد وهيئة دولية، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي السبت إنه يعتزم تقديم اقتراحات سلام إلى روسيا ما إن تحظى بموافقة المجتمع الدولي.

وصرح زيلينسكي في افتتاح أول قمة للسلام في أوكرانيا التي تستضيفها سويسرا "حين تصبح خطة العمل على الطاولة، و(تكون) شفافة بالنسبة إلى الشعوب ويوافق عليها الجميع، سيتم إبلاغها إلى ممثلي روسيا بحيث نتمكن فعلا من وضع حد للحرب".

من جانبها، كررت نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس وقوف الولايات المتحدة الحازم إلى جانب أوكرانيا.

وقالت أمام ممثلي مئة دولة ومنظمة موجودين في سويسرا حتى الأحد بهدف وضع مُسوّدة أولى لخطة سلام، "إذا لم يظهر العالم رد فعل حين يغزو مُعتد جاره، فإن معتدين آخرين سيزدادون جرأة بلا شك".

وتابعت أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "قدّم (الجمعة) اقتراحا. لكن ينبغي قول الحقيقة: إنه لا يدعو إلى مفاوضات، إنه يدعو إلى استسلام" أوكرانيا.

وأشار الرئيس الكيني وليم روتو أنها "المرة الأولى التي نجتمع فيها للحديث عن السلام في أوكرانيا بدل الحرب في أوكرانيا".

واعتبر أن "التزاما من أجل السلام يجعل بعض التنازلات الأساسية أمرا لا بد منه"، مؤكدا أنه للنجاح في صنع السلام ينبغي أن "يجتمع الأصدقاء والأعداء".

وأكد روتو على "وجوب أن تكون روسيا حول الطاولة"، الأمر الذي أشار إليه أيضا وزير الخارجية السعودي.

أما الأمير فيصل بن فرحان فقال "نرى أنه من المهم أن يُشجع المجتمع الدولي أي تقدم نحو سلسلة مفاوضات تستدعي تسويات صعبة في إطار خارطة طريق تقود إلى السلام". وأضاف "أي عمليّة ذات صدقيّة تتطلب مشاركة روسيا".

من جهته، اعتبر المستشار الألماني أولاف شولتز أن "السلام لا يعني فقط عدم (خوض) الحرب"، رافضا مفهوم "الحقيقة الجديدة" الذي روّج له الكرملين ويعني الإقرار بسيطرة موسكو على عشرين في المئة من الأراضي الاوكرانية.

وشدد أن "وقفا فوريا لإطلاق النار من دون مفاوضات جدّية" لن يؤدي سوى إلى "نزاع آخر مجمد".

بدورها، نبهت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين إلى أن "تجميد النزاع" ليس حلا، بل هو "وصفة لحروب عدوانية مقبلة".

ودعا رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك إلى "تحديد مبادئ سلام عادل ودائم يقوم على القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة". وأضاف "إنه المسار الواجب سلوكه للتوصّل إلى وقف دائم للعمليّات الحربيّة".

وانضم أكثر من 50 من قادة الدول إلى زيلينسكي في منتجع بورغنستوك الجبلي بسويسرا لحضور القمّة التي تستمر يومين لكنها لا تملك سوى طموحات متواضعة لإنهاء النزاع مع رفض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لها.

ومع افتتاح القمة عبر زيلينسكي مع عن أمله في التوصل "إلى سلام عادل بأسرع وقت"، مؤكدا أن "كل ما سيُتفَق عليه سيكون جزءا من عملية إعادة السلام الذي نحتاجه جميعا".

وأكد "سنرى التاريخ يتحقق خلال هذه القمة"، مضيفا "كل ما سيتم الاتفاق عليه في القمة اليوم سيكون جزءا من عملية صنع السلام".

وتابع "نجحنا في إعادة فكرة إلى العالم بأن الجهود المشتركة يمكن أن توقف الحرب وتقيم السلام العادل".

وتهدف القمة إلى محاولة الاتفاق على منصة دولية أساسية لمحادثات السلام النهائية بين كييف وموسكو.

 

"استسلام"

وقالت الرئيسة السويسرية فيولا أمهيرد إن هناك تصورا لمشاركة روسيا في مؤتمرات قمة مستقبلية حول أوكرانيا.

وتابعت "لن نكون قادرين على التفاوض أو حتى إعلان السلام لأوكرانيا هنا في بورغنستوك، لكننا نرغب في استلهام عملية تؤدي إلى سلام عادل ودائم، ونرغب في اتخاذ خطوات ملموسة في هذا الاتجاه".

وأردفت قائلة "يمكننا تمهيد الطريق لإجراء محادثات مباشرة بين الأطراف المتحاربة: وهذا ما نحن هنا من أجله".

لكن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ندد في خطاب شديد اللهجة الجمعة بالقمة وطالب كييف بالاستسلام قبل أي مفاوضات سلام فعلية.

وقال زيلينسكي السبت إن الشخص الوحيد الذي يريد الحرب "هو بوتين. لكن في أي حال، العالم أقوى".

ورفض حلف شمال الأطلسي والولايات المتحدة على الفور شروط بوتين المتشددة.

 

مشاركة 92 دولة

جمعت القمة مئة بلد وهيئة دولية وتنعقد في مرحلة حرجة لأوكرانيا المنهكة بعد أكثر من سنتين على بدء الغزو الروسي في شباط/فبراير 2022.

 وحضر المؤتمر زعماء بريطانيا وكندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان، وكذلك قادة الاتحاد الأوروبي وزعماء كولومبيا وتشيلي وفنلندا وغانا وكينيا وبولندا.

وأرسل الرئيس الأمريكي جو بايدن نائبته كامالا هاريس لتمثله، وقد أعلنت عن مساعدة بأكثر من 1,5 مليار دولار لكييف معظمها لقطاع الطاقة الأوكراني.

وكان الرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي ورئيسا فيجي والإكوادور من بين الوافدين الأوائل.

أما حليفتا روسيا في مجموعة بريكس، البرازيل وجنوب أفريقيا، فقد أوفدتا مبعوثين فقط. كما تمثلت الهند على مستوى وزاري، في حين لم تشارك الصين مشترطة حضور روسيا.

وقال الخبير بشؤون روسيا لدى مركز راند للأبحاث سامويل شاراب عن القمة في سويسرا "من الواضح أن روسيا تبذل قصارى جهدها لإظهار غضبها من القمة ... ما يريدونه هو عدم اتساع التحالف المؤيد لأوكرانيا".

بعد نحو عام من الجمود، اضطرت أوكرانيا للتخلي عن عشرات القرى على الخطوط الأمامية هذا الربيع، مع تفوق القوات الروسية عليها في العتيد والعتاد.وعلى الجبهة الشرقية، تبقى الآمال بتحقيق اختراق كبير شبه معدومة.

 في كييف، قالت فيكتوريا (36 عاما) العاملة في قطاع إنتاج الطاقة إنّها "منهكة" جراء الحرب وتودّ الاعتقاد بأنّ القمة ستساعد في وضع حدّ لها لكنها أضافت "إنّني واقعيّة في الحياة، وبالتالي لا آمال كبيرة لديّ".

 

السلامة النووية والغذاء والمسائل الإنسانية

تسعى القمة في سويسرا لإيجاد مسارات نحو سلام دائم لأوكرانيا على أساس القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، ووضع إطار ممكن لتحقيق هذا الهدف وخريطة طريق تمكّن الطرفين من الوصول إلى عملية سلام مستقبلية. وعقدت السبت جلسة عامة تضمّ جميع الوفود.

ويُرتقب عقد قمة ثانية، وقال رئيس مكتب الرئاسة الأوكرانيّة أندري يرماك الثلاثاء إن كييف تأمل بأن تحضرها روسيا وتتسلم "خطة مشتركة" يقدمها المشاركون الآخرون.

ويأتي اجتماع بورغنستوك مباشرة بعد قمة مجموعة السبع التي وافقت فيها الدول السبع الغنية على تقديم قرض جديد بقيمة 50 مليار دولار لأوكرانيا، باستخدام الأرباح من الفوائد على الأصول الروسيّة المجمّدة.

وعلى هامش قمة السبع، وقع زيلينسكي والرئيس الأمريكي جو بايدن الخميس اتفاقا أمنيا مدته 10 سنوات تتعهد الولايات المتحدة بموجبه تعزيز الجيش الأوكراني والتعاون في مجال التدريب والعمل لتقوية صناعة الأسلحة الأوكرانية المحلية. وقال زيلينسكي إن الاتفاق يُمهد لانضمام بلاده إلى حلف شمال الأطلسي.

واتفقت الدول الـ27 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي الجمعة "من حيث المبدأ" على بدء مفاوضات انضمام أوكرانيا إلى التكتل.

عرض مقالات: