اخر الاخبار

احتفى الشيوعيين العراقيون، الخميس الماضي، بإنجاز المرحلة الاولى من بناء الصرح التنويري الشامخ، المقر الجديد لحزبهم في منطقة بارك السعدون وسط العاصمة بغداد، بحضور واسع لهم ولاصدقائهم وضيوفهم، بضمنهم ممثلون لسفارة جمهورية الصين الشعبية في العراق.

افتتح الحفل المبهج الرفيق مفيد الجزائري قائلا: “قبل 14 شهرا احتفلنا هنا بوضع الحجر الاساس لبيت الحزب، بيت الشعب. كانت الارض يبابا وكنا وقتها نحلم ونتخيل كيف سينهض هذا الصرح الجديد. تصورناه شاهقا شامخا، وإذ نلتقي اليوم هنا في احضانه نجده بحق شاهق شامخا”.

وتوجه الجزائري بالشكر الجزيل للحضور ولمن كانوا يتابعون وقائع الحفل منقولة عبر الشبكة العنكبوتية، “ فبفضل دعمكم وتبرعاتكم وسخائكم، استطاع العاملون في شركة “خطوات الدر للمقاولات” مباشرة الحفر في الارض وارساء الأسس، ثم النهوض طابقا فطابقا بهذا الهيكل الرائع الذي نحتفل بتسلمه اليوم”.

وتابع انهم اليوم “ ينتظرون المباشرة بالمرحلة الثانية للبناء، مرحلة استكماله عمليا. وهذا سيعتمد علينا مرة أخرى، بما سنقدم جميعا من دعم إضافي، ونحن نتطلع الى اليوم الذي نتسلم فيه المبنى كاملا بهيا، ونحتفل بافتتاحه بيتا كبيرا واسعا وعراقيا اصيلا، بيتا للشيوعيين وكل العراقيين”.

سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي رائد فهمي، اكد في كلمته انه “ما كان لهذا المشروع ان ينطلق لولا الاستجابة السريعة من جمهرة واسعة من اعضاء وعضوات الحزب واصدقاء الحزب والقوى والحركات الوطنية الصديقة”، مبينا ان “بناء مقر للحزب الشيوعي ليس قرارا فنيا او ماليا فحسب، بل يعتمد على توقعاتنا وتصوراتنا للوضع العام في البلد ولمآلاته واتجاهاته القادمة. وهذا مؤشر على ثقتنا العميقة ان حزبنا باق وسيتوطد خلال السنوات القادمة، وان صرح الشيوعيين هذا هو صرح للوطنيين جميعا ، وسيبقى منطلقا وقاعدة ليس فقط لنشاط الشيوعيين واصدقائهم ، بل وللثقافة والوعي والتقدم في هذا البلد، وبالتالي سيظل يحتضن كل نشاط ثقافي واجتماعي وجماهيري، يصب في خدمة البلد والشعب والجماهير الكادحة والثقافة التقدمية”.

وقال فهمي ان “ هذا البناء وحّد الشيوعيين واصدقاءهم بغض النظر عن التباينات، فالحزب الشيوعي عمره 90 سنة، والاجيال التي دخلته عديدة والبعض ربما خرج منه، لكن هذا المشروع لا يختلف حوله اثنان. وفي هذا البعد نجده يعبر عن اعتزاز ورغبة الشيوعيين وانشدادهم الى الوطن”.

واستطرد الرفيق فهمي قائلا ان “الحزب شهد على مدى 90 عاما ما شهد من حملات قمع وتصفية، اضطرته الى التنقل والترحال بالمناضلين والامكنة. وكانت معظم مسيرته في العمل السري والبيوت السرية، لكنه هنا اليوم في العلن يبني صرحا كهذا، وهذا مؤشر على اوضاع البلد وايضا المزاج العام. ورغم الصراعات الجارية في البلد اصبح الحزب الشيوعي حقيقة سياسية وحقوقية وشعبية وثقافية، يصعب على اعدائه ان يتنكروا لها”.

واضاف ان “هذا مشروع استنهاض وثقة بالمستقبل، وعندما تصدينا اليه رغم الصعوبات المالية والمادية، كنا على ثقة كبيرة بالشيوعيين واصدقائهم وبمكانة الحزب ورصيده التاريخي، الذي يؤمّن له اشكال دعم واسناد متنوعة من جهات مختلفة، حريصة على البلد والمستقبل”.

وفي ختام كلمته اشاد رائد فهمي بالتبرعات السخية والاندفاع والحماس الذي جعل من الحلم حقيقة، موضحا انه “ما زالت امامنا محطات اخرى للبناء، تستدعي استمرار هذا الزخم، وكما كنا على ثقة ونحن نطلق المشروع، سنبقى واثقين من إنجازه”.

وتحدث بعد ذلك رئيس مجلس ادارة شركة خطوات المنفذة للمشروع، زيد الدجيلي، فعبر عن افتخار الشركة “بإنجاز هذا الجزء من الصرح الذي كان حلما، وستبقى الشركة لسنوات طويلة تفخر بهذا الصرح العملاق”.

اما الشاعر فالح حسون الدراجي فألقى من منصة الحفل شيئا من قصيدته المعروفة عن مقر الشيوعيين:

“لتشيّدونه بحجر

بدلوا الحجر بلّور

هذا المقر مو مقر

هذا منارة نور

هذا قصيدة وشجن

بيت وملاذ ووطن

بستان هذا الوطن

والشعب بي ناطور

هذا المقر مو مقر

هذا منارة نور

هذا المقر مدرسة

بي تدرس الاجيال

وهذا المقر مكتبة

للفلح والعمال

هذا المقر بي شمس

زفة نجوم وعرس

وع الباب تلكه الصبح

واكف الف عصفور

هذا المقر مو مقر

هذا منارة نور”.

وفي ختام الحفل، قال عضو المكتب السياسي للحزب، الرفيق عزت ابو التمن، ان “الهدف السامي لهذا الصرح دفع الكثيرين الى المساهمة في دعمه ماليا كما كانت هناك مشاركة في وضع تصاميمه وتطويرها بما يتناسب مع متطلبات العمل وتأريخ الحزب المجيد ووطنيته، ومع الجوانب الجمالية للمشروع والحرص على ان يتوفر فيه كل ما هو ضروري للعاملين فيه ولكل من يرغب في استخدامه لنشر الثقافة والعلم والوعي”.

وبيّن ابو التمن ان عملية البناء اصطدمت بسلسلة من الصعوبات التي اساسها الفساد في مؤسسات الدولة “حيث بذلنا جهودا كبيرة مع اعلى المستويات في الحكومة لتجاوز هذه العراقيل. وفي مجرى التحضير للمرحلة الثانية، تفاجأنا بتجاوز التكاليف ما توقعناه، وتوجب بذل جهود استثنائية من اجل توفيرها”.

واختتم كلمته بتوجيه الشكر والتقدير “لجميع من ساهم في توفير المبالغ التي مكنتنا من انجاز المرحلة الاولى، وندعوهم الى جانب من لم يساهموا حتى الان الى زيادة الهمة وتوفير المبالغ المطلوبة لاستكمال المرحلة الثانية”.