في عيد المعلم، نتوجه الى جميع معلمات ومعلمي العراق باحر التحيات واجمل التهاني متمنين لهم التقدم والنجاح في مهمتهم النبيلة في تربية الاجيال وتوفير مرتكزات تنشئتهم وتكوينهم النفسي والسلوكي والمعرفي والعلمي.
يحل العيد ونحن ندرك حجم التحديات الجسيمة التي يعاني منها النظام التعليمي في بلادنا، وخصوصا الحكومي العام بسبب النقص الكبير في الابنية المدرسية وما يترتب عليه من ازدحام في الصفوف وازدواج الدوام وافتقار معظمها الى ابسط المستلزمات الضرورية لتوفير مقومات السير السليم للعملية التعليمية، ما يسبب التراجع في مستوى التعليم الحكومي واضطرار نسبة متزايدة من الاسر الى التوجه للتعليم الخاص، والاخير بدوره يتأثر مستواه سلبا بمعايير السوق الربحية.
ينبغي ان يكون هذا العيد مناسبة للوقوف بجد ومسؤولية امام اوضاع المعلم وظروف عمله وسبل تحسينها، وكذلك امام قطاع التعليم باكمله الذي يعاني من مشاكل وازمات جدية لها تداعيات مقلقة على مستقبل البلد وتطور موارده البشرية وقدرته على الايفاء بحق التعليم للجميع المنصوص عليه في الدستور.
ولعل من ابرز معوقات نهوض التعليم اعتماد نهج المحاصصة في تولي المسؤوليات وتداعياته الضارة، والتوسع غير المنظم للتعليم الخاص وضعف عملية تأهيل المعلمين والمدرسين لتمكينهم من مواكبة التغييرات السريعة في المناهج وفي طرق التدريس وفي التعامل مع المشاكل المستجدة في المدارس كمكافحة المخدرات وتلك المتعلقة بوسائل التواصل الاجتماعي.
ان تعزيز مكانة المعلم في المجتمع ومدى اهتمام الدولة بتوفير انسب الظروف له يعتبر مؤشرا اساسيا على مدى تقدم الامم والشعوب وهو يعد كذلك ضمانة لتطورها وازدهارها،
ومن هنا ضرورة واهمية الاعتناء بالتعليم والعاملين فيه.
رائد فهمي
سكرتير اللجنة المركزية
للحزب الشيوعي العراقي