اخر الاخبار

خلال العقدين الماضيين، شهدت محافظة الديوانية تدهورًا كبيراً وملحوظًاً في مستوى الخدمات لمختلف القطاعات، في ظل استمرار نهج المحاصصة الذي اعتمد في ادارة المحافظة بين القوى المتنفذة.

وعلى أثر ذلك، يستعد “تحالف قيم المدني” وهو اكبر تحالف مدني ديمقراطي يسعى للتغيير، من حيث عدد الاحزاب وقوائم مرشحيه وانتشاره في 15 محافظة، لاتخاذ خطوات جادة نحو تغيير واقع المحافظة، تبدأ ـ وفق ما أفاد به مرشحون ـ بمحاربة الفساد ورفض المحاصصة التي يعتبرونها أساسا لكل الخراب الحالي.

تعاني بشدة

وفي هذا الشأن، يقول سكرتير محلية الديوانية للحزب الشيوعي العراقي، الرفيق ميعاد القصير، ان “محافظة الديوانية تعتبر من المحافظات الفقيرة، والتي تفتقر لأبسط مقومات الحياة والعيش الكريم، وهي ثاني محافظة في مستوى خط الفقر. بينما أدارت القوى المتنفذة المتحاصصة ظهرها للمحافظة وأهلها، وغضّت النظر عما يحتاجونه او يتطلعون اليه”.

وتابع قائلا لـ”طريق الشعب”: أنّ المحافظة “تعاني تردي الوضع العام في العديد من القطاعات، ويشمل ذلك النقص الشديد في الابنية المدرسية، المستشفيات، المراكز الصحية، الخدمات العامة والكهرباء”.

وأكد أن تحالف قيم المدني “الذراع الانتخابي لقوى التغيير الديمقراطية هيّأ قائمته، وأعد برنامجه ومشروعه. وهناك توجه بالتثقيف والتعريف بهذا البرنامج، الذي ينسجم مع تطلعات الناس، ويستجيب لمطالبهم المشروعة، ويعالج الكثير من الملفات التي تخص حياة الناس”.

وقال القصير، إنّ برنامج تحالف قيم المدني “يرفض المحاصصة والسلاح المنفلت، والفساد الذي طالت تداعياته مختلف مناحي الحياة”.

طمس هوية المحافظة

من جانبه، قال مرشح تحالف قيم المدني عن البيت الوطني، عمار المياحي: “لا يخفى على احد وضع الديوانية، فهو الأسوأ على مستوى البنية التحتية والبطالة وشح فرص العمل”، مشيرا الى انه “طوال عقدين كانت المحافظة من حصة القوى المتنفذة، التي لا تملك خطة او رؤية، انما تجيد التسلط على دوائر الدولة والمؤسسات والمشاريع، ويتم توزيع المقاولات واموال تنمية الاقاليم والموازنة كحصص في ما بينهم على حساب مصلحة المواطنين”.

وأضاف في حديث مع “طريق الشعب”، أن “الديوانية هويتها معروفة منذ القدم (زراعية ـ صناعية)”، مردفا ان “هذه الهوية اندثرت للأسف. اليوم لا يوجد أي معمل في الديوانية، كما ضاعت ملامح الهوية الزراعية؛ فالجفاف وصل الى مراحل مرعبة وخطرة”.

وتابع بالقول: ان “تحالف قيم المدني انبثق من رحم القوى الوطنية والمدنية والديمقراطية، ليرمم ذلك الخراب”، لافتا الى ان عملية تشكيله جاءت عبر عمل دؤوب، منذ اكثر من عامين بين القوى المدنية، التي التأمت تحت مظلة سياسية اسمها قوى التغيير وذراعها الانتخابي تحالف قيم المدني”.

وزاد المياحي قائلا: انه برغم التجربة المريرة “لمجالس المحافظات سابقاً بسبب الفساد والمحاصصة، الا ان هذا لا ينفي اهميتها، وبالتالي فان دور الشباب وصوتهم سيكون مهما في المرحلة القادمة، داعيا المواطن الديواني الى دعم “التجربة المدنية في الاستحقاقات القادمة، فهذه فرصة للمواطن من أجل أن يمكّن الشخصيات الشبابية التي تمتلك الرؤية والجرأة، لأن تأخذ قرارا بالحل الحقيقي”.

وزاد بالقول: إنّ “الديوانية تحتاج الى مسؤولين اكفاء، يعرفون معاناة هذه المدينة وأهلها، وشبابها خصوصاً”، محذرا من أن “تمكين احزاب السلطة، مرة أخرى، يزيد رقعة الفشل والدمار والخراب”.

مدينة منكوبة

الى ذلك، أكد د. طارق جميل، وهو اي احد مرشحي قوى التغيير في الديوانية، أن “الأقوال والوعود كثيرة، لكن على ارض الواقع لا يوجد فعل حقيقي لتنمية المحافظة، فالديوانية شاهد حقيقي على فشل وسوء الادارة، وربما هي في المرتبة الاولى من ناحية تردي الخدمات وسوء الاوضاع، كأنها تعيش معركة فساد”.

في سياق حديثه لـ”طريق الشعب”، أشار الى ان هذه المدينة المنكوبة والمواطن الديواني “بحاجة للعمل الجاد من اجل تغيير الواقع، وتبدأ أولى هذه الخطوات بمحاربة الفساد الذي يعرقل ويقيد اي محاولة لتطوير المدينة. وبات ضرورياً تغيير الطبقة التي ضربت هذه المدينة وجعلتها بهذا البؤس”.

ونوه جميل بان “الرؤية واضحة بالنسبة لقوى التغيير، وقد شخصنا حالة المحافظة بدقة، ونعرف ما يحتاجه الناس، وما تتطلبه مسؤوليات العمل. كذلك الحال بالنسبة للبرنامج الذي سيطرح قريباً، وهو بكل تأكيد شخّص ما تعانيه المدينة من دمار وخراب وسبل معالجة الأوضاع”.

وزاد بالقول: “نعول على تطلعات الناس نحو التغيير وانحيازهم للمدنيين”، مشيرا الى ان “ما دفعنا للترشيح وخوض المنافسة الانتخابية هو تطلعات الجمهور نحو التغيير”.

ووجه في ختام حديثه رسالة الى الشباب قال فيها: “جربتم كل العناصر المتنفذة والنتائج واضحة. هذا الواقع الذي نعيشه اليوم، بالتأكيد لا أحد راضيا عنه، انما القوى المتنفذة، وحدها من تتحمل ما تقاسيه المحافظة من خراب ودمار. أصبح لازما أن تجرب الناس البديل المدني والوطني والديمقراطي، أملا في تحقيق التغيير الذي يطمح اليه المواطن”.