اخر الاخبار

سياسة استثمار جديدة

نشر معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى تقريراً عن خلاصة حوار دار بين مستشار للحكومة العراقية وخبيرين أمريكيين حول مستقبل النشاط التجاري للشركات الأمريكية في العراق، والاشتراطات التي تحقق لها أعلى أرباح ممكنة.

تشاؤم الشركات

وقد رأى المتحاورون، حسب تقرير المعهد، بأن هذه الشركات تنظر إلى العراق كبلد غير مستقر، لا تتوفر فيه فرص كبيرة، خارج قطاعات الأمن والنفط والغاز، وإنه مبتلى بفساد شامل يعيق نشاطهم، متغافلة عن بعض المتغيرات الصغيرة كالتصديق على اتفاقية نيويورك بشأن قرارات التحكيم الأجنبية واتفاقية (TIR) بشأن النقل البري الدولي.

كما أشار المتحاورون إلى أن شروط الاستثمار الأجنبي المباشر ما زالت معيقة حسب تقديرهم، لأنها لا تسمح للملكية الأجنبية أن تتعدى حاجز 49 في المائة، وتشترط وجود وكيل عراقي عند استيراد البضائع إلى البلاد، إضافة إلى القلق من ضعف سيادة القانون والعفوية أحياناً في تغيير مفرداته.

وتطرق المتحاورون إلى المنافسة بين الشركات الأمريكية والشركات الخليجية، ففيما تعيق القوانين عمل الأولى في العراق، تتسامح الأنظمة الخليجية بعض الشيء مع الممارسات الفاسدة، مما يعطي للشركات الخليجية ظروفاً تنافسية أفضل، خاصة مع ما تقدمه لها معاهدات جامعة الدول العربية من حماية.

«الخير» قادم!

ووعد مستشار الحكومة المتحاورين، بقرب قيام الحكومة بتشريع قوانين تفتح الاقتصاد، وتسمح للأجانب بامتلاك حصة الأغلبية من الأعمال التجارية في العراق، وتبني شراكة بين القطاعين العام والخاص وتحمي العقود من التغيير خلال فترة تنفيذها، وتعمل على تحفيز الاستثمار كالإعفاء الضريبي والحق في ملكية الأرض المستخدمة، وأخيراً مواصلة مكافحة الفساد بشكل حاسم.

نجاحات أربيل ومصاعبها

نشرت صحيفة SE24 السويدية تقريراً عن مدينة إربيل، وصفتها فيه، بالمدينة المتألقة والساعية بجد للخروج من عباءة الفوضى والدمار، والتقدم بشكل جدي نحو الحداثة والتوسع المعماري الحديث، وطرح نفسها كنقطة جذب للسياحة والتجارة في المنطقة وكأكثر مدن العراق حداثة ومدنية بعد بغداد، على الرغم من صغر حجمها وما تعانية من مشاكل الفساد وضعف القوانين وهيمنة ثقافة الحرس القديم.

ماض قاس وجمال أخاذ

وتطرق التقرير إلى تاريخ أربيل العريق، والذي يمتد لآلاف السنين، وما عاشته المدينة من حروب وصراعات وفوضى حتى آخر حملات القمع البربرية التي شنتها حكومة البعث طيلة 50 عاماً قبل سقوط صدام حسين. كما أشار التقرير إلى ما تمتاز به أربيل من معالم تاريخية وحديثة، متداخلة بشكل مدهش، حيث تجتمع الأبراج الشاهقة والمراكز التجارية والحدائق الغناء، مع قلاع الماضي، التي تنقل الزائرين لعالم الحضارات القديمة لاسيما في القلعة، التي تُعتبر واحدة من أقدم القلاع المأهولة في العالم، إضافة إلى الجبال المحيطة بالمدينة والمكللة قممها بتيجان بيضاء من الثلوج.

مصاعب عديدة

ورغم ما تقدمه المدينة من تجربة فريدة في العراق من حيث بيئة الأمان والسلم والحداثة، فإنها لا تزال عاجزة عن تحقيق الإكتفاء الاقتصادي من دخل السياحة والتجارة، مما يجعلها معتمدة في تطوير بنيتها التحتية على الريع النفطي وعلى حصتها من الموازنة الإتحادية، التي تخضع لمساومات سياسية لا نهاية لها. كما يعد الفساد، وحسب الصحيفة، أحد أبرز معوقات التقدم في المدينة، التي تفتقر لبنية تحتية حقيقية كمنظومات المياه والكهرباء والصرف الصحي وخدمات الرعاية الصحية.

وأضاف التقرير إلى أن أربيل، تعاني من ضعف التعليم الحكومي ورعاية الأمومة وغياب لقوانين الإستثمار والرقابة الفعالة على تنفيذ القانون، إضافة إلى اقتصار الاستثمار على المشاريع التي تحقق ربحاً مالياً سريعاً. ولكن، وإعتماداً على عبق التاريخ العريق والسلم العام وأمن المواطنين، رأى التقرير، أن الأمل في النجاح يبقى كبيراً.